أولاً: منهج البلاغة العربية
* مقدمة بلاغية *
تهتم البلاغة بنواحي التذوق في الفنون الشعرية والنثرية. وهي تساعدنا على تذوق الجمال في اللغة وإدراك عبقرية لغتنا الجميلة، ولذا عُني بها العرب القدماء عناية بالغة.
* معنى البلاغة: البلاغة هي مراعاة مقتضى الحال.
وهي التعبير عن المعنى الرفيع بعبارة صحيحة فصيحة مع مراعاة الموقف الذي تُقال فيه، والأشخاص المُتَحدَّث إليهم.
* علوم البلاغة *
تنقسم علوم البلاغة ثلاثة أقسام:
أ – علم البيان: ويُعنى بالجانب التصويري في الفن الشعري والفن النثري، ويشمل (التشبيه – الاستعارة – الكناية – المجاز المرسل.)
ب – علم المعاني: ويُعنى بإيحاءات الألفاظ والتراكيب والأساليب، وفيه (الإيجاز – الإطناب – المساواة – التقديم والتأخير – الأساليب الخبرية والإنشائية – التعريف والتنكير ... .)
ج – علم البديع: ويُعنى بالمحسنات والزخارف اللفظية، ويشمل (الطباق – المقابلة – الالتفات - التورية – مراعاة النظير / التصريع - حسن التقسيم - الجناس - الازدواج – السجع.)
* التعبير الحقيقي والتعبير المجازي *
أ - التعبير الحقيقي: هو ما تستخدم فيه الألفاظ في معانيها (الأصلية) الحقيقية. (دون اللجوء للخيال).مثل قولنا: ذهبت هذا العام لأداء فريضة الحج.
وقول الأعشى في معلقته: ودِّع هُريرةَ إنَّ الركب مرتحلُ.
وقول عمرو بن كلثوم: قفي قبل التَّفَرُّقِ يا ظعينا.
ب – التعبير المجازي: ويسمى الأسلوب الخيالي، وهو ما استخدمت فيه الألفاظ في غير معانيها الحقيقية؛ لبيان علاقةٍ ما : المشابهة (التشبيه – الاستعارة – الكناية)، وغير المشابهة (المجاز المرسل)، وذلك مثل : * القائد كالأسد. ( تشبيه )
* وقوله تعالى: " وآتوا اليتامى أموالهم ". ( مجاز مرسل )
* وقول عنترة: يا طائر البانِ. ( استعارة )
* النصر في مواكب جنودنا. ( كناية )
مع ملاحظة أن المعنى الواحد قد يُصَوَّر بالحقيقة والمجاز. مثل:
• القائد شجاع. ( حقيقي )
• القائد كالأسد. ( مجازي )
* تدريبات *
(1) عين فيما يأتي التعبير الحقيقي والتعبير المجازي :
1- رأيت اللاعب في النادي. 2- رأيت عالماً سابحاً في علمه.
3- انتحر الظلم علي صخرة الحق. 4- أشرق فجر الحرية.
5- انقشع ليل الظلم. 6- ركبت طائرة عملاقة.
7- شاهدت البدر مكتملاً. 8- حطم المصري غرور الأعداء.
9- انتهي موسم الحصاد. 10- بدأ موسم الفرح.
(2) استخدم الكلمات الآتية في أسلوب حقيقي مرة ومجازي مرة أخري :
( العلم – الظلم – الجهل – البدر – الكرم).
(3) عين التعبير الحقيقي والتعبير المجازي:
1- هذه الفرس سريعة جدا.
- قال الشاعر في وصف الفرس :
إذا ما سابقتها الريحُ فرَّت وألقت في يد الريح الترابا
2- المسلمون أمة واحدة.
- قال الله تعالى " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص "
- رسول الله - قال صلى الله عليه وسلم – " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا "
3- قهرنا أعدائنا في حرب أكتوبر .
- سقينا الأعداء في حرب أكتوبر كئوس الهزيمة والعار .
(4) الكلمات التي تحتها خط استُعْمِلَتْ مرَّةً استعمالاً حقيقيًّا، ومرَّة استعمالاً مجازيًّا
1 ) وقال أبو تمام في الرِّثاء: وما مات حتى مات مضْربُ سَيفه منَ الضرب واعتلَّتْ عليه القنا السُّمْر
2 ) كان خالد بن الوَليدِ إذا سار سار النصر تحت لِوائهِ.
3 ) يقول المتنبى : إِذا اعْتَلَّ سيفُ الدولة اعتلَّت الأرْض .
(4) واسْتقْبلَتْ قَمرَ السماءِ بوجْهِها فَأَرَتْنِي القَمريْنِ في وقتٍ معاً .
** علوم البلاغة **
** أولاً: علم البيان **
ويشمل (التشبيه – الاستعارة – الكناية – المجاز المرسل.)
** أولاً: التشبيه **
لون من ألوان التصوير الفني، نشبه فيه شيئاً بشيء آخر لإكساب الأول صفة الثاني القوية.
قال أبو العلاء المعري: أنت كالشمس في الضياء.
* أركان التشبيه: أربعة * المشبه: * المشبه به:
* أداة التشبيه: * وجه الشبه:
ملاحظة:
** أداة التشبيه قد تكون اسماً: (شبيه – مشابه – مثل – مثيل – مماثل – نظير.)
وقد تكون فعلاً: (يشبه – يماثل – يحاكي – يناظر – يضارع.)
وقد تكون حرفاً: (الكاف – كأن.)
**لابد في أسلوب التشبيه أن يبقى (المشبه والمشبه به)، ويسميان طرفي التشبيه، ولو حُذف أحدهما لا
يكون الأسلوب تشبيهاً، بل استعارة.
قال الشاعر : أنا كالماء إن رضيت صفاء وإذا ما سخطتُ كنت لهيبا
** أقسام التشبيه **
** أولاً: التشبيه المفرد:
وينقسم إلى:
أ – المفصل: ما ذُكِرت فيه الأركان الأربعة… الحديقة كأنها الفردوس في الجمال.
ب - المجمل: ما حُذِف منه وجه الشبه أو الأداة… كلامك كالشهد. - أنت نجم في العزة والرفعة.
ج – التشبيه البليغ: هو ما حُذِفت منه الأداة ووجه الشبه… أنت بحر – الحديقة فردوس. وهو أعلى أنواع التشبيه المفرد بلاغة؛ لأنه يترك للمتلقي فرصة لإعمال عقله.ويُسمى بليغاً با
أن المشبه هو المشبه به، ويأتي التشبيه البليغ على أربع صور هي:
1 – المبتدأ والخبر: العلم نور. – المؤمن مرآة أخيه.
2 – الحال وصاحبها: تألق اللاعب نجماً في المباراة. – وقف الجيش صخرة أمام العدو.
3 – المفعول المطلق: انطلق العدَّاء انطلاق الصاروخ. – تفوق الطالب تفوّق العباقرة.
4 – إضافة المشبه به إلى المشبه: يسعد المتعلم بنور العلم. – مصباح الإيمان يضيء للمؤمن.
** ثانياً: التشبيه التمثيلي:
ويسمى التشبيه تمثيلاً إذا كان وجه الشبه صورة مأخوذة من متعدد.
مثال: فاطمة وحولها الزميلات كالقمر حوله النجوم.
* فالمشبه: فاطمة. * والمشبه به: القمر حوله النجوم.
* وجه الشبه: شيء جميل تحيط به أشياء أقل جمالاً. وهو كما نرى صورة مأخوذة من أشياء متعددة.
ومثل قول المتنبي يمدح الخليفة:
يهزُّ الجيشُ حولكَ جانبيه كما نَفَضَتْ جَناحيها العِقَابُ
* المشبه: * المشبه به:
* وجه الشبه:
ومثل قوله تعالى:" مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم".
** ثالثاً: التشبيه الضمني:
ولا يُوضع فيه المشبه، أو المشبه به في صورة من صور التشبيه المعروفة، بل يُلمحان في التركيب.
يقول أبو الطيب: مَنْ يَهُنْ يسهلِ الهوانُ عليه ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ
* المشبه: الذي اعتاد الهوان. والمشبه به: الميت الذي لا يشعر إذا جُرح (وهما غير واضحينِ). * وجه الشبه: عدم الإحساس أو التأثر.
ونلاحظ أن أداة التشبيه لا تُذكر مطلقاً، وغالباً ما يأتي هذا النوع من التشبيه على هيئة الحكمة. وهو أعلى أنواع التشبيه بلاغةً. ومثل قول أبي فراس:
تهونُ علينا في المعالي نفوسُنا ومَنْ يخطبِ الحسناءَ لم يُغْلها المهرُ
* المشبه: * المشبه به:
* وجه الشبه:
ومثل قول المتنبي:
فإنْ تَفُُقِ الأنامَ وأنتَ منهم فإنَّ المسكََ بعضُ دمِ الغزالِ
** التدريبات **
س1: بين أنواع التشبيه، موضحاً أثرها في المعنى:
1) الليل كأنّه البحر ظلاما
2) يزدحم القصّاد على بابه & والمنهل العذب كثير الزّحام
3) هو البدر إشراقا هو الدهر سطوة
4) أصحابي كالنجوم
5) "وهي تمر مر السحاب."
6) "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً."
7) فالعلم مفتاح العلا
8) مصر رمز الخلود، وهي درة الشرق
9) تقدم الجنود في ليل الموت
10) أنا تاج العلاء
11) "مثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا."
12) الأطفال في يوم العيد كالزهور في البستان
13) الكتابُ في فوائده مثل الصديقِ المخلصِ في نفعه
14) الصبر كنز
15) الجمل سفينة الصحراء
16) هجم الجندي على العدو أسداً
17) أرض مصر مصباح الحضارة
18) الماء في جماله وصفائه كالفضة في لمعانها
19) سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
20) الكلمة الطائشة في ضررها كالسهم المندفع لا يمكن رده
21) الحياة كتاب مفتوح
22) سيرتها كالصحيفة البيضاء في الطهر
23) لا تنكري عطــل الكريم من الغنى فالسيل حرب للمكان العالي
24) المسلم في عطائه كالشجرة المثمرة في خيرها
25) كم وجوه مثل النجوم ضياء لنفوس كالليل في الإظلام
26) كأن مشيتها من بيت جارتها مر السحاب لا ريث ولا عجل
27) يرقى المتفوقون سلم المجد
28) القناعة كنز لا يفنى
29) فالعيش نوم والمنية يقظة
يتبع