الموشح لابن عربي (حفظ) شرح مميز وسهل الثانى الثانوى ( المرحلة الأولى )

الموشح لابن عربي (حفظ) شرح مميز وسهل الثانى الثانوى ( المرحلة الأولى )
الشاعر :
من أعلام الصوفية ، فيلسوف وشاعر ، ولد بالأندلس وقام برحلة زار خلالها الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز ومصر ، ثم استقر فى دمشق حتى توفى فيها 0
النــص
أغراض الموشحات هى نفسها أغراض الشعر العربى مثل : الغزل والمدح والرثاء والجنون والزهد إلا أن ما ينظم فى الزهد من موشحات يسمى " المكفِّر " وشرط الموشح المكفر أن يكون على وزن موشح معروف ، وعلى نظام قوافى مطلعه وأقفاله 0 وهذا الموشح موضوعه " الزهد " فهو مكفر " أى مكفر الذنوب " .
عندمَا لاح لعيني المتكأ
ذُبْتُ شوقاً للذي كَان معي
ج

أًيُّها البيت العَتيق ُ المشْرفُ
جاءك العبد الضعيف المسرفُ
عَيْنُهُ بالدَّمْع دَوْماً تًذْرِفُ



فرية منه ومًكْرٌ فالبكا
ليسً محموداً إذا لم يَنْفًعِ

اللغـــويــات:
لاح : ظهر × غاب واختفى  المتكأ : أصلها وهو ما يجلس عليه للاتكاء ، وفى هذه الكلمة إشارة إلى قوله تعالى عن أصحاب الجنة (متكئين فيها على الأرائك ) وجمعها متكآت  شوقاً : حباً وغراماً  المشرف: العالي × المنخفض البيت العتيق:الكعبة العبد الضعيف: يقصد الشاعر نفسه  المسرف : المخطئ × الصالح  دوماً : دائماً × أحياناً 
تذرف : تصب الدمع × تجمد  فرية : كذب ج فِرى × صدق/ مكر : خداع  محموداً : × مذموماً .
الشرح :
عندما سرحت بخاطرى ، وتحولت بوجداني حيث النعيم المقيم وجدتني وقد غالبني الشوق ، وهزني الحنين إلى عالم لا يغيب ، ولا أنساه 0 إننى أتوجه بعقلي وقلبي ووجداني إلى هذا البيت الطاهر العتيق ، بيت الله الحرام ، أجىء إليك يا رب وأنا عبد ضعيف أمام مغريات الحياة أسرف على نفسه وكثرت ذنوبه وأعترف بضعفه وخطئه بعد أن هزم أمام بريق الحياة الفانية وها هو ذا يعود إلى طريق الحق بقلب خاشع ، تغلبه دموع الندم والحسرة ، وتدفعه آيات التوبة الصادقة 0 أنا أعلم حالى يا رب ، وهذا ما جعلنى أخجل من نفسى ، وأتضاءل أمام ساحة المغفرة ، فما فائدة البكاء إن لم تكن التوبة نصوحاً فيها إخلاص النية ، وصحة العزم ؟
التذوُّق الجمالى فى الدور :
 البيت الأول أسلوب خبرى غرضه التقرير ، فالتعبير يوحى باندماج الشاعر فى خواطره حيث تراءت له الجنة ، فرأى المؤمنين متكئين فيها على الأرائك .
 " ذبت شوقاً " : استعارة مكنية إذ جعل الشاعر نفسه شيئاً يذوب والذوبان من شدة الشوق فهى صورة مبتكرة لأن الشاعر خلق علاقات جديدة بين أشياء متباعدة.
" الذي كان معي " : تعبير يراد به ما كان فيه الشاعر من مشاعر وانفعالات 0
 " أيها البيت العتيق " : أسلوب إنشائي ، نوعه نداء ، غرضه التعظيم . وفى التعبير استعارة مكنية شخصت البيت وجعلته إنساناً ينادى عليه الشاعر وفيها إيحاء بعظمة هذا البيت 0
 وصف البيت بكلمة"العتيق":دليل على الأصالة والعراقة ، ووصفه بكلمة " المشرف " تعظيم للبيت واحترام له 0
 " جاءك العبد الضعيف المسرف " : أسلوب خبري غرضه إظهار الندم .
 وصف العبد بكلمة " الضعيف " دليل على ضعف الإنسان أمام مغريات الحياة ، ونعيمها الزائل ووصفه بكلمة " المسرف " دليل على كثرة أخطائه وتعدد ذنوبه .
 بين " المشرف ، المسرف " : جناس ناقص يكسب التعبير جرساً موسيقياً .
 "عينه بالدموع دوماً تذرف " : كناية عن الإحساس بالضعف والندم والاقتناع بجرم ما ارتكبه من ذنوب والأمل فى قبول التوبة.
 "فرية منه " : هذا إيجاز بحذف المبتدأ ، فأصل التعبير " هذه فرية منه " وحذف المبتدأ للعلم به.
 "فرية منه ومكر " : تعبير يوحى باحتقار الشاعر لنفسه إذ اكتفى بالدموع الكاذبة التى لا تعبر عن توبة صادقة ولا عن رغبة أكيدة فى الالتزام بطريق الهدى .
 وعطف " مكر " على " فرية " يشير إلى تعدد الصفات القبيحة التى يتصف بها هذا الإنسان .
 "البكا ليس محموداً إذا لم ينفع " : أسلوب خبري يجرى مجرى الحكمة .

أًيُّها الساقي اسقني لا تأْتَلِ
فَلَقَد أّتْعَبَ فكْرِى عذلي
ولَقَدْ أُنْشِدهُ ما قيل لى



أًيُّها الساقي إِليْكَ المشتكي
ضَاعَت الشًّكْوَى إذا لَم تَنْفَعِ
ج
اللغـــويــات:
الساقى: عند الصوفية رمز إلى المولى عز وجل  اسقنى: أى أملأ قلبى بحبك  لا تأتل:لا تحلف أنك لن تسقينى  أتعب : × أراح  فكرى : ج أفكارى  عذلى : لائمى م عاذل × مؤيدي  أنشده : أقول له 
ما قيل لى : ما سمعته  المشتكى : الملجأ لإزالة الشكوى  ضاعت الشكوى : فقدت قيمتها .
الشرح :
يا إلهى ، إن موقفى مضطرب ، وحالى لا يسر ، وأملى أن تخصني يا رب بنصيب من عفوك وهدايتك وألا تتخلى عنى فقد تركنى الرفاق ، وهجرنى الصحاب ، لساني يردد دائماً ما قاله غيري ، فشكواي إليك ، وليتك يا رب توليها العناية كى لا تضيع فأضيع .
التذوُّق الجمالي في الدور :
 " أيها الساقي " : أسلوب إنشائى ، نوعه نداء ، غرضه التعظيم والإجلال .
 "الساقي " : هنا رمز للمولى عز وجل ، ويرمز الصوفيين إليه أيضاً بالمحبوب .
 "اسقني " : أسلوب إنشائي ، نوعه أمر ، غرضه الدعاء والتوسل إلى الله .
 "لا تأتل " : أسلوب إنشائي ، نوعه نهى ، غرضه الدعاء والرجاء .
 هذا الغصن تعليل لما قبله ، واللام وقد وسيلتان من وسائل التوكيد .
 "لقد أتعب فكرى عذلي " : التعبير يوحى بشدة خوف الشاعر من عقاب الله .
 فى التعبير السابق : تقديم بلاغي من تقديم المفعول به " فكرى " على فاعل أتعب " عذلى " للاهتمام بالمتقدم 0
 "اللام وقد " صدر البيت للتوكيد ، " والهاء " فى ( أنشده ) تعود على الفكر فى البيت السابق وفى هذا إيحاء بأن الشاعر يردد بينه وبين نفسه ما سمعه من لائميه حتى كاد يصدقهم .
 "قيل " : فى بناء هذا لفعل للمجهول إيجاز بحذف الفاعل ، مما يدل على كثرة لائميه ، أو جهله بهم .
 " أيها الساقي " : أسلوب إنشائي نوعه نداء ، غرضه التعظيم .
 "إليك المشتكي":تقديم بلاغي من تقديم الخبر شبه الجملة"إليك"على المبتدأ المعرفة " المشتكى " لإفادة التخصيص .
 الشطر الثاني من القفل تعليل لشطره الأول .
 "ضاعت الشكوى إذا لم تنفع " : هنا تقدمت جملة جواب الشرط " ضاعت الشكوى " على أداة الشرط وفعله
 " إذا لم تنفع " للاهتمام بالمتقدم وفيها استعارة مكنية حيث شبه الشكوى بشيء مادي يضيع وفيها تجسيد .
التعليــق :
هذا النص من فن الموشحات التى ابتكرها الأندلسيون فى القرن الثالث الهجري ، وأقدم ما وصل إلينا من نصوصه لا يعود إلى أكثر من القرن الخامس ، وبلغ النظم فيه ذروته فى القرنين السابع والثامن للهجرة .
س : ماذا تعرف عن الموشحات ؟
لقد استحدث الأندلسيون فن الموشحات ، وعنهم نقله المشارقة ، وحاكوهم فيه .
وقد خرجت أكثر الموشحات على أوزان الشعر العربى ، إذ نظم الموشحون فى أوزان لم يعرفها الشعر العربى من قبل وبعضها عجز النقاد عن اكتشاف أوزانه .
س : ما الفرق بين الموشحات والقصيدة العربية ؟
القصيدة العربية تسير على أوزان معروفة ، وتتخذ البيت وحدة لها ، وتنظيمها قافية واحدة 0
 أما الموشحات فقد عدلت فى نظام الوزن ، بل خرجت عليه فى كثير من الأحيان ، ونوعت فى القوافي تنويعاً لا يخضع لحصر كما اتخذت من " الدور " وحدة لها . فالموشحة تتكون من عدة أدوار أو مقطوعات ، حيث تبدأ عادة بمصطلح مثل موشحة محى الدين بن عربى : عندما لاح لعيبى المتكأ ذبت شوقاً للذي كان معي
ثم تبدأ الأدوار بعد ذلك متشابهة فى العدد ومختلفة فى القافية 0
س : لم سميت الموشحة بهذا الاسم ؟ وما سبب ظهورها ؟
جـ : لما فيها من زخرفة تجعلها كالوشاح الذى تتزين به المرأة .
س : ما أسباب ظهور فن الموشحات ؟
1 ) تأثر الشعراء العرب بالأغانى الشعبية الأسبانية المتحررة من الوزن والقافية .
2 ) بعدهم عن أوطانهم ، والرغبة فى أن يكون لهم أدب مستقل .
3 ) ميلهم إلى الدعابة والمرح والغناء الذى يحتاج لأنغام متنوعة لا تحققها القافية الموحدة .
الألفاظ : واضحة ملائمة للموضوع وللجو النفسي للشاعر .
الأسلوب:تنوع بين الخبر والإنشاء وإثارة للذهن ودفعاً لجو السأم والملل وتقريراً لمشاعر الحيرة والقلق والندم والضعف.
الصور:لم يكثر الشاعر من استخدام الصور لاعتماده على إيحاء اللفظ والعبارة وحرصه على الإقناع أكثر من الإمتاع.
الأفكار:واضحة تدور حول موضوع واحد هو الندم لكثرة ما ارتكب الشاعر من ذنوب والأمل فى عفوا وصفحه .
الخصائص الفنية لأسلوب محي الدين بن عربي :
 وضوح الأفكار وترابطها 0  استعمال بعض الرموز الخاصة بالصوفية .
 تنوع الأسلوب بين الخبر والإنشاء  قلة الصور والأخيلة 0  الاعتماد على إيحاء اللفظ والعبارة
المناقشــة :
أ ) اختر الإجابة الصحيحة مما بين الأقواس :
 مرادف " لاح " : ( ظهر - لوح - ألح ) .
 جمع " فرية " : ( فرايا – أفرية – فرى ) 0  مضاد " محموداً " : ( مذموماً – مطلوباً – مرفوضاً ) .
ب ) أشرح المطلع الأول فى عبارة أدبية من تعبيرك 0
جـ ) عين من الأبيات :
 تقديماً بلاغياً،وضحه،وبين ما أفاده 0  أسلوباً إنشائياً ، حدده وبين نوعه وغرضه0
 أسلوباً خبرياً ، وبين نوعه 0
 محسناً بديعياً ، وبين نوعه وأثره الفنى0  صورة خيالية ، وضحها وبين سر جماله .
د ) " للذى كان معى : ما الذى كان مع الشاعر ؟ وماذا أفاد وصف البيت بالعتيق والمشرف ؟
هـ ) فى البيت الأخير إيجاز 0 حدده وبين فيمته 0 و ) بم تميز التصوير عند شاعرنا ؟
ز ) ماذا تعرف عن الموشحات ؟ وما الفرق بينها وبين القصيدة العربية؟ ولم سميت بهذا الاسم؟ وما سبب ظهورها ؟
أ ) " لا تأتل ، عذلى ، الشكوى " هات معنى الأولى ، ومفرد الثانية ، وجمع الثالثة .
ب ) اشرح المقطع فى عبارة أدبية باسلوبك .
جـ ) ما الغرض من النداء فى البيت الأول ؟ ومن الساقى ؟ وما علاقة البيت الثانى بسابقه ؟
د ) فى البيت الأول أمر ونهى 0 وضح الغرض من كل منهما .
هـ ) عين من الأبيات تقديماً بلاغياً . وضحه وبين ما أفاده .
و ) ما غرض هذا الموشح ؟ وما الخصائص الفنية التى تميز أسلوب شاعرنا ؟