نص شكوى لأبى فراس الحمداني شرح مميز وشامل + أسئلة متوقعة فى الامتحانات

شكوى لأبى فراس الحمداني
الشاعر :
من الأسرة الحمدانية كان فارساً وشاعراً شارك فى حرب الروم ووقع أسيراً فى أيديهم فحبسوه حتى افتداه ابن عمه سيف الدولة الحمدانى ، وهو فى شعره يجسد آلامه المادية والنفسية وشعره يذوب رقة وسهولة .
النص :
الشاعر يتناول فيه حديثاً مع حبيبته التى تتعجب فيه من صبره على أهوال الحب فلا يجرى دمعه ولا ينفذ صبره كما هو حال المعجبين ويعترف شاعرنا بحبه الشديد رغم كتمانه ثم يتطرق إلى وعودها التى تخلفها دائماً ووفائه لها رغم ظلمها له
إباء الشاعر وعذابه المكتوم
1 - أراك عصى الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهى عليك ولا أمر

2 - بلى أنا مشتاق وعندي لوعة
ولكن مثلي لا يذاع له سر

3 - إذا الليل أضوانى بسطت يد الهوى
وأذللت دمعاً من خلائقه الكبر

4 - تكاد تضيء النار بين جوانحي
إذا هي أذكتها الصبابة والفكر

اللغـــويــات :
عصى : ممتنع × طيع شيمتك : خلقك والجمع شيمك  الصبر : × الجزع  الهوى : الحب ج أهواء 
لوعة : ألم وحرقة  يذاع : ينشر × يستر  أضوائى : خيم على ولفنى  بسطت : مددت × قبضت 
أذللت : يراد زرفت × عززت  خلائق : صفات م خليقة الكبر : العزة والكبرياء × التواضع 
جوانحى : ضلوعى م جانحة  هى : الضمير يعود على النار  أذكتها : زادتها اشتعالاً × أخمدتها 
الصبابة: شدة الشوق وحرارته × الفتور  الفكر : الأفكار والذكريات ج الأفكار .
الشرح :
اعتمد الشاعر فى بناء قصيدته والتعبير عن تجربته على طريقة الحوار بينه وبين محبوبته التي تعجب من صبره الذى فاق كل صبر وتتساءل فى دهشة : أليس للحب سلطان عليك ؟ فيجيبها الشاعر بأنه محب ككل المحبين يتألم ويتعذب مثلهم غير أنه يظهر الصبر والجلد أمام الناس كاتماً سر شقائه ويأسه حتى إذا خيم عليه الليل وتناوبت عليه الأفكار والذكريات فأعطى للحب قيادة نفسه وترك دموعه تنهمر ، عساها أن تخفف من هذه النار المشتعلة فى قلبه والتى تكاد تضىء الليل من حوله .
التذوق الجمالى:
 " عصى الدمع " : استعارة مكنية شخصت الدمع وجعلته إنساناً يعصى صاحبه وفيها إيحاء بضبط النفس .
 " أما للهوى نهى عليك ولا أمر ؟ " أسلوب إنشائي نوعه استفهام ، غرضه التقرير .
 " أما للهوى نهى عليك ولا أمر ؟ : استعارة مكنية شخصت الهوى إنساناً ينهى ويأمر وفيها إيحاء بقدرة الشاعر على التحكم فى مشاعره وإخفاء عواطفه 0
 فى البيت الأول موسيقا ظاهرة مصدرها التصريع .
 " وعندى لوعة " : يكون هذا التعبير مع سابقه إطناب بالترادف يؤكد ويبرز أثر الحب والشوق فى قلبه 0
"ولكن":حرف استدراك جاء دقيقاً فى موضعه فالشاعر فى وضع اجتماعي لا يسمح له بإظهار مشاعر الحب والشوق 0
 البيت الثانى كله كناية عن تجلد الشاعر وصبره وتحمله للهوى وعدم إفشاء سره .
 " الليل أضوانى " : استعارة مكنية جعلت الليل خيمة تضم الشاعر داخلها وفيها إيحاء بخلوته إلى نفسه .
 " يد الهوى " : استعارة مكنية شخصت الهوى وتوحى بقوة هذا الحب .
 " أذللت دمعاً من خلائقة الكبر " : استعارة مكنية شخصت الدمع وجعلته إنساناً ذليلً بعد أن كان متعالياً متكبراً وفيها إيحاء بشدة التأثر وقوة العاطفة 0
 " تكاد تضىء النار بين جوانحى " : كناية عن شدة الشوق والمعاناة التى يعيشها الشاعر .
 " النار " : استعارة تصريحية جعلت الأشواق ناراً وتوحي بسيطرة سلطان الحب على الشاعر .
 " أذكتها الصبابة والفكر " : استعارة مكنية جعلت الصبابة والفكر وقوداً يزيد هذه النار اشتعالاً وفيها إيحاء بمدى ما يحسه من ألم عندما يتذكر محبوبته .
وصف الحبيب
5 - معللتي بالوصل والموت دونه
إذا مت ظمأنا فلا نزل القطر

6 - وفيت وفى بعض الوفاء مذلة
لآنسة في ألحى شيمتها الغدر

7 - وقور وريعان الصبا يستفزها
فتأرن أحيانا كما يأرن المهر

اللغـــويــات :
معللتى : ممنيتى  الوصل : اللقاء × الهجر  دونه : قبله  ظمآن : عطشان والمؤنث ظمأى ج ظماء 
القطر:المطر م قطرة  آنسة:فتاة لم يسبق لها الزواج  الغدر:عدم الوفاء وقور:رزينة  ريعان الصبا:نضارة الشباب يستفزها : يثيرها  تارن : تنشط × تهدأ  المهر : الحصان الصغير ج أمهار ومهار 0
الشرح :
يناجى الشاعر حبيبته و يناديها كم منيت قلبى باللقاء وروعته به أخلفت وعودك وإذا مات عاشق صادق الحب ، وفى العهد مثلى دون أن يروى ظمأه ويشفى غلته فلا جدوى من الحب لأي إنسان فإن لم اسعد أنا بوصالك فيارب لا يسعد أحد من المحبين بعدى .
ولقد وفيت بعد الحب لفتاة أظهر صفاتها الغدر بمحبيها ، هذا الوفاء فيه مذلة للعشاق ومهانة لقلبه ولكن لا أستطيع غير الوفاء والإخلاص رغم غدرها . إن هذه الحبيبة الفاتنة ساكنة دائماً وأحياناً يثيرها شبابها وجمالها فتصبح مثل مهر صغير السن غير مروض فى النشاط والحيوية .
التذوق الجمالي:
 " معللتي : أسلوب إنشائي ، نوعه نداء ، وغرض النداء هنا إظهار الحيرة والقلق 0
 " الموت دونه " : كناية عن دوام هجر المحبوبة للشاعر حتى النهاية .
 " إذا مت ظمأنا فلا نزل المطر " : تشبيه ضمني يشبه الشاعر نفسه وقد حرم السعادة بالظمآن المحروم من الماء .
 " فلا نزل القطر " : أسلوب خبري لفظاً إنشائي معنى غرضه الدعاء على المحبين بعدم اللقاء وفى هذا أنانية من الشاعر الذى يدعوا على جميع المحبين بالحرمان من السعادة إذا حرم هو منها .
 " فى بعض الوفاء مذلة " جملة اعتراضية جاءت دقيقة فى موضعها فليس كل الوفاء مذلة ولكنه بعضه .
 " وقور ، يستفزها " : مطابقة تبرز المعنى وتؤكد الفكرة .
 " ريعان الصبا يستفزها " : استعارة مكنية جعلت ريعان الصبا شخصاً يثير هذه الآنسة .
 " تأرن كما يأرن المهر " : تشبيه تمثيلى للمحبوبة فى الحركة والاندفاع والنشاط بالمهر الصغير ، وفى هذا إيحاء بسرعة تغيرها ، ومدى عنفها ، وتناقض طباعها .
حوار الشاعر مع محبو بته وتجاهلها له
8 - تسائلني من أنت ؟ وهى عليمة
وهل بفتى مثلي على حاله نكر

9 - فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى
قتيلك 0 قالت أيهم فهم كثر

10 - فقلت لها لو شئت لم تتعنتي
ولم تسألي عنى وعندك بي خبر

11 - فقالت لقد أرزى بك الدهر بعدنا
فقلت معاذ الله بل أنت لا الدهر

12 - وما كان للأحزان لولاك مسلك
إلىّ ولكن الهوى للبلى جسر

اللغـــويــات :
تسائلني:تحاورني وتسألني  نكر : جهل × علم  شاءت: أرادت × أبت قتيلك:يراد الذي قتله الحب 
كثر:كثيرون تتعننى : تتشددي× تتسامحى أو تتساهلي خبر : علم ومعرفة  أزرى بك الدهر:غير حالك×أعزك  معاذ الله : ألجأ إلى الله  مسلك : طريق  البلى : الفناء × الخلود  جسر : قنطرة ومعبر ج جسور .
الشرح :
إن المحبوبة تسأل عن حبيبها من هو وهى أعلم به من سواها وأعرف بحبه وما كان لعاشق قتله حبه أن يكون مجهولاً لديها إلا أنها تتظاهر بعدم معرفته وتدعى أن عشاقها كثيرون – فأى عاشقيها هو ؟
ثم تقول له : لقد غيرتك الأيام فلم أتعرف عليك وينكر الشاعر أن تكون الأيام هى التى غيرت أحواله وأساءت إليه ، إنما حبها ، فلولا الهوى ، ما عرف الحزن طريقه إليه ، فإن الهوى طريق إلى الهلاك .
التذوق الجمالي:
 " من أنت ؟ " : أسلوب إنشائى ، نوعه استفهام ، غرضه التجاهل .
 الشطر الثانى من هذا البيت الثامن كناية عن شهرة هذا الفتى وذيوع أمر حبه بين الناس .
 " كما شاءت " : التعبير يوحى بحرص الشاعر على إرضاء هذه المحبوبة .
 " وشاء لها الهوى " : استعارة مكنية شخصت الهوى وجعلته إنساناً له إرادة ومشيئة وفيها إيحاء بمدى سيطرة حبها على قلب الشاعر .
 " قتيلك " : تشبيه بليغ من تشبيه الشاعر نفسه بالقتيل وفيه إيحاء بمدى تمكن حبها من قلبه وخطورة هذا الحب عليه وفيها إيجاز بحذف المبتدأ .
 " أيهم " : أسلوب إنشائي ، نوعه استفهام ، غرضه استثارة جانب الغيرة فى الشاعر .
" تتعنتي " : تعبير يوحى بمدى ظلم هذه المحبوبة للشاعر وقسوتها عليه .
 " عندك بى خبر " : كناية عن معرفة المحبوبة بالشاعر المحب وعدم جهلها به .
 " لقد أزرى بك الدهر بعدنا " : اللام وقد فى صدر الجملة تفيد التوكيد وفى التعبير استعارة مكنية شخصت الدهر وجعلته إنساناً يستهين بالشاعر وفيه إيحاء بسوء حالة الشاعر .
 " معاذ الله " : استعارة مكنية جعلت رحمة الله حصناً وملجأ الإنسان عندما تقسو عليه الأيام وفيها إيحاء بإحساس الشاعر بمنتهى الضعف والعجز .
 " ما كان للأحزان لولاك مسلك إلى " : استعارة مكنية شخصت الأحزان وجعلتها إنساناً يمشى فى طريقا ما .
 " الهوى للبلى جسر " : تشبيه بليغ جعلت الهوى جسراً ، فجسم المعنوي فى صورة حسية .
 " للبلى جسر":استعارة مكنية جعلت البلى عدواً يعبر الجسر لتصبح الجملة كلها"الهوى للبلى جسر"
خيال مركب .
التعليــق :
النص فى جملته يعكس معاناة الشاعر وأحاسيسه بالألم وصراع مع الزمن من خلال هذا الحوار مع الحبيبة وهو فى حديثه يكاد يصرح بضعف قدرة الإنسان أمام مصائب الزمن وحوادثه المختلفة وقد اتخذ الشاعر من الحبيبة التى يحاورها رمزاً للذات فكأنه يحدث نفسه بسر والإفصاح عن همومه دون أن يحس بالخزى أو المذلة لأن الضعف أمام المحبوبة والتهالك فى حبها سمة الفروسية فى عصر الشاعر .
 لغة الشاعر : عاطفية مشحونة بالانفعال الصادق تشيع فى النص جواً من صدق المعاناة وحرارتها .
 وعاطفته : تتمثل فى الشوق للحبيب والتجلد على فراقه والاعتداد بالنفس .
 غرض النص : الغزل وهو من النوع العفيف الذى يصور فيه الشاعر آلامه وقسوة الأحداث عليه نتيجة بُعد المحبوبة عنه ويحفظ للمحبوبة كبرياءها دائماً 0
ويتميز هذا النوع من الغزل : بصدق العاطفة وحرارة الشوق والبعد تماماً عن أوصاف المحبوبة الحسية .
لاحظ أن
1 ) سر الحيوية والتشويق فى هذا النص يتمثل فى عرض الشاعر تجربته عن طريق الحوار مشاركة للسامع والقارئ ، إضافة إلى الصراع بين قلبه وحبيبته ومكانته الاجتماعية .
2 ) النص غزل عفيف يعبر عن معاناة الشاعر فى حبه وشدة تعلقه بحبيبته دون ذكر أى ملامح جسدية لها .
3 ) تصريح الشاعر بضعفه الإنساني أمام محبوبته ليس فيه خزى أو مذلة ذلك لأن التهافت فى حب المحبوبة سمة الفروسية فى العصر العباسي .
خصائص أسلوب الشاعر
 ألفاظه تلائم عاطفته .  تراكيبه عذبه وصياغته مشرقة .
 عاطفته جياشة وصادقة وتصويره رائع .  أفكاره مترابطة .
 الميل إلى الحوار العقلي الذي يبرز الفكرة ويترجم الأحاسيس .
المناقشــة :
أراك عصى الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهى عليك ولا أمر

بلى أنا مشتاق وعندي لوعة
ولكن مثلي لا يذاع له سر

إذا الليل أضوانى بسطت يد الهوى
وأذللت دمعاً من خلائقه الكبر

تكاد تضيء النار بين جوانحي
إذا هي أذكتها الصبابة والفكر

أ ) اختر الإجابة الصحيحة مما بين الأقواس :
 جمع " شيمة " : ( شيم – شمم – أشمة ) 0  مفرد " خلائق " : ( خلق – خليقة – خلاقة ) .
 معنى " الصبابة " : ( شدة الحزن – شدة الشوق – شدة الأرق ) .
 مرادف " الكبر " : ( الكبير – الكرب – الكبرياء ) .
ب ) أشرح الأبيات فى عبارة أدبية مبيناً الإحساس المسيطر على الشاعر .
جـ ) عين من الأبيات : أسلوباً إنشائياً وبين نوعه وغرضه ، لوناً بيانياً وآخر بديعياً وبين القيمة الفنية لكل منهما ، تقديماً بلاغياً وضحه وبين أثره الفنى .
د ) بم توحى كلمة " لوعة " ؟ وما قيمة تنكير " دمعاً " ؟
هـ ) بم تتميز لغة الشاعر ؟ وما غرض هذا النص ؟ وما أبرز مميزاته ؟
معللتى بالوصل والموت دونه
إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر

وفيت وفى بعض الوفاء مذلة
لآنسة في الحي شيمتها الغدر

وقور وريعان الصبا يستفزها
فثأرن أحيانا كما يأرن المهر

أ ) هات مقابل " الوصل ، الوفاء " ، ومرادف " القطر ، معللتى " وجمع " ظمآن ، المهر " .
ب ) أشرح الأبيات مبيناً لون العاطفة فيها .
جـ ) للنقاد رأى فى معنى البيت الأول اذكره وبين رأيك فيه .
د ) استخرج من الأبيات لوناً بيانياً وآخر بديعياً وبين القيمة الفنية لكل منهما .
هـ ) بم تعلل حذف حرف النداء فى البيت الأول ؟ وكذلك تنوين " ظمآن " مع أنها ممنوعة من التنوين ؟
و ) يكشف النص عن أبرز خصائص أسلوب الشاعر وضح ذلك ؟
تسائلنى من أنت ؟ وهى عليمة
وهل بفتى مثلى على حاله نكر

فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى
قتيلك 0 قالت أيهم فهم كثر

فقلت لها لو شئت لم تتعنتي
ولم تسألي عنى وعندك بي خبر

فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا
فقلت معاذ الله بل أنت لا الدهر

وما كان للأحزان لولاك مسلك
إلىّ ولكن الهوى للبلى جسر

أ ) هات مرادف " نكرة " ومصدر " شاء " ومضاد " تعتني " وجمع " الدهر " ؟
ب ) بأسلوبك بسط الحوار الذى دار بين أبى فراس وصديقته وبين دلالته على شخصية كل منهما 0
جـ ) فى البيت الأول استفهامان أذكر الغرض البلاغي لكليهما ؟
د ) فى البيت الثانى حذف 0 حدده وبين سببه ؟ وفى البيت الأول بديع وضحه وبين قيمته ؟
هـ ) وضح الخيال والتقديم فى البيت الأخير والأثر الفني لكل منهما ؟
و ) بين القيمة التعبيرية لقول الشاعر " كما شاءت – أنت لا الدهر " ؟
ز ) النص فى جملته يعكس معاناة الشاعر وأحاسيسه 0 وضح ذلك ؟