الموشح .... محى الدين بن عربى
التعريف بالشاعر :
ابن عربي شاعر و فيلسوف . ولد في الأندلس عام (560 هـ - 1165 م)، وانتقل لإشبيلية ، وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز و مصر ، واستقر في دمشق حتى توفي فيها سنة (638 هـ - 1124 م) .
جو النص :
أغراض الموشحات هى أغراض الشعر العربى مثل : الغزل والمدح والرثاء والزهد . وهذا الموشح فى الزهد ، والموشح الذى يكتب فى الزهد يسمى المكفر ( أى الذى يكون سببا فى غفران الذنوب . ومن شروطه أن يكون على مثال موشح آخر . وشاعرنا قلد ابن زهر الأشبيلى فى موشحته التى بدأها بــ . أيها الساقى إليك المشتكى قد دعوناك وإن لم تسمع
النص
1 - عِنْدما لاَحَ لعَيْنى المتَّكا ذُبْتُ شوقا للذي كانَ مَـعي 2 - أيها البيتُ العتيقُ المُـشـــــــرِفُ 3 - جَاءكَ العبدُ الضَّعيفُ المُسْرِفُ
4 - عَينُهُ بالدِّمْــــــــــع
ًا تَذْرِفُ
5 - فِرْيةٌ منْهُ و مَكْرٌ ؛ فالبُكَا لَيْسَ محمودًا إذا لم يَنْفَــعِ
6 - أيُّها السَّاقِي اسْقِنــــــي لا تَأْتَلِِ
7 - فلقَدْ أتْعَبَ فِكْــــــــــرى عُذَّلِي
8 - ولقد أُنشِدُه ما قـــــــــــيلَ لِي
9 - أيُّها السَّاقِي إليكَ المشتكَى ضَـاعَتِ الشَّكْـوَى إذا لم تَنْفَعِ
الدور الأول : " إخلاص النية شرْط قبول التوبة "
1 - عِنْدما لاَحَ لعَيْنى المتَّكا ذُبْتُ شوقا للذي كانَ مَـعي 2 - أيها البيتُ العتيقُ المُـشـــــــرِفُ 3 - جَاءكَ العبدُ الضَّعيفُ المُسْرِفُ
4 - عَينُهُ بالدِّمْــــــــــع
ًا تَذْرِفُ
5 - فِرْيةٌ منْهُ و مَكْرٌ ؛ فالبُكَا لَيْسَ محمودًا إذا لم يَنْفَــعِ
اللغويات :
- لاح : ظهر× غاب ، اختفى - المُتَّكا: المُتَّكأُ هو ما يجلس عليه للاتكاء والاتكاء هو الاضطجاع أو التربع فى الجلوس . و المُتَّكأ اسم مكان والمراد الجنة ، مادته : وكأ - الذي كان معي : الذي كان فى خاطرى - البيتُ العتيقُ : الكَعْبة ، وجمع (عتيق) : عُتُق - المُشْرف : العالي المرتفع - العبْدُ الضعيفُ : يقصد نفسه -المُسرِف : أي المخطئ المذنب × المقتر أو البخيل -
اً : دائماً - تذرِف : تسيل و يجرى دمعها× يجمد - فِرْية : كذب ج فِرًى × صدق - مكْر : خداع - ليس محموداً: أي لا قيمة له - محمودًا: مقبولاً × مذموماً .
الشرح :
عندما انطلق الشاعر مع خواطره فرأى نعيم الجنة وأهلها متكئون على الأرائك ذابت نفسه شوقا إلى هذا النعيم المقيم الذي استحضر صورته في قلبه ولكن كيف له أن يحصل علي هذا النعيم وهو مذنب و جبال الذنوب تحيط به !! فاتجه بقلبه خاشعاً إلى الكعبة المشرفة معلنا عبوديته لله مقرا بكثرة ذنوبه تغلبه دموع الندم والحسرة على ما فرط في حق الله معلناً التوبة النصوح ؛ فما فائدة البكاء إذا لم تكن التوبة صادقة نصوحاً فيها إخلاص النية وصحة العزم.
مواطن الجمال والتذوق الأدبى :
* [لاح لعيني المتكأ ] : أسلوب خبري للتقرير ويوحي باستغراقه الشديد في الخواطر وهو في هذا متأثر بقول الله تعالى في وصف حال أهل الجنة : (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً)
*[المتكأ] : مجاز مرسل عن الجنة علاقته الجزئية . وسر الجمال الدقة والمبالغة المقبولة . *[ذُبْتَ شوقاً] : استعارة مكنية تصور نفسه شيئا ماديا يذوب من شدة الشوق إلى النعيم وسر جمالها التجسيم ، وهي استعارة مبتكرة تدل على سيطرة الشوق عليه . حيث أوجد علاقة جديدة بين الكلمات لم تكن موجودة من قبل .
* [الذى كان معى] كناية عن الجنة . * [أيها البيتُ العتيقُ] : أسلوب إنشائي / نداء للتعظيم حذفت أداته (يا) للدلالة على قرب البيت من نفسه، وفيها استعارة مكنية تصور البيت إنسانًا يناديه الشاعر للتشخيص .
* [العتيق ] : تدل على الأصالة والعراقة، ووصف العتيق «بالمشِرَفِ» يدل على تقديسه وتعظيمه للكعبة المشرفة .
* [جاءك العبدُ الضعيفُ المسرفُ] : أسلوب خبري لإظهار الندم على ما وقع منه نتيجة لضعفه الإنساني أمام إغراءات الحياة الزائلة كما تمثل الضعف الإنسانى أمام عفو الله . * [المسرفُ] : دليل على كثرة الذنوب و الأخطاء . * [العبدُ الضعيفُ] : كناية عن نفسه .
* [المشْرِف ـ والمسْرف ] : جناس ناقص له تأثير موسيقى وفيه تحريك للذهن
[عينُه بالدمع دَوماً تذرفُ ] : كناية عن الندم والشعور بالذنب و الرغبة الشديدة في قبول التوبة * [دَوْمًا]: تدل على استمرار البكاء لاستمرار الندم.
* [فريةٌ منه ومكرٌ ] : تعبير يدل على احتقاره لنفسه إذا اكتفى بالدموع الكاذبة الخادعة ، فالتوبة النصوح أساسها العودة إلى الحق بعزم وإصرار ، وفيه إيجاز بحذف المبتدأ وتقديره (هذه) وقد حذف المبتدأ للاهتمام بالخبر، والرغبة في عدم تقديم شيء عليه . وبين فرية ومكر اطناب بالترادف للتوكيد .
* [فالبُكا ليسَ مَحْمودًا إذا لم ينفَع] : تعليل فلا قيمة للبكاء ما لم تكن التوبة صادقة .
الدور الثاني : "أمل في عفو الله "
6 - أيُّها السَّاقِي اسْقِنـي لا تَأْتَلِِ
7 - فلقَدْ أتْعَبَ فِكْـــرى عُذَّلِي 8 - ولقد أُنشِدُه ما قـــيلَ لِي
9 - أيُّها السَّاقِي إليكَ المشتكَى ضَـاعَتِ الشَّكْـوَى إذا لم تَنْفَعِ
اللغويات :
- الساقِي : رمز لله – عز وجل - عند الصوفية - اسْقنى : أي املأ قلبي بحبك الإلهي - لا تأْتلِ : لا تحْلف أنك لن تسقينى – عُذَّلِى : اللائمون م عاذِل - أنشدُه : أردده والهاء ضمير عائد على فكره - ما قِيل لي : ما سمعته – المُشتكَى : الملجأ لإزالة الشكوى - ضاعتِ الشكوى : فقدت قيمتها .
الشرح :
يتحدث ابن عربي عن أمله في عفو خالقه فيقول : إلهي أنت أعلم بحالي فأنا أتضاءل أمام عفوك فلا تتخلَ عن وتتركني يا مولاي فلقد تركني الأصدقاء و هجرني الرفاق ولساني يردد دائما شكواي إليك يارب ، وليتك تشملها بعنايتك كي لا تضيع فأضيع . . س: متى تضيع الشكوى ؟ وممَ يشكو؟ . جـ : تضيع الشكوى إذا لم تُستَجَب - ويشكو من كثرة ذنوبه.
مواطن الجمال والتذوق الأدبى
* [أيُّها الساقي ] : أسلوب إنشائي / نداء للتعظيم والتوسل .
* [الساقي ] : رمز – عند الصوفية – لله عز وجل .
* [اسقِنى] : أسلوب إنشائي / أمر غرضه : ال
والتوسل .
* [ولا تأتِل] : أسلوب إنشائي / نهى غرضه : ال
.
* [فلقد أتعبَ فكرى عذَّلى ] : استعارة مكنية تشخيص للفكر بإنسان يتعب و البيت كله تعليل لما قبله ، والأسلوب خبري مؤكد بوسيلتين هما (اللام ـ وقد) ليوحي بحيرته وخوفه من غضب الله عليه، وحرمانه من نعيمه، بسبب أقوال لائميه الذين دفعوه لليأس من عفو الله حتى أتعبوا فكره .
* [عُذَّلي] : جمع يدل على كثرة لائميه ، وإضافته لياء المتكلم للتخصيص ؛ لأن لومهم موجه للشاعر وحده * [ولقد أنشِدُه ما قيل لي ] : أسلوب مؤكد بـ(لقد) والهاء في (أنشدهُ) تعود على فكره، وذلك يوحي بأنه يردد بكثرة في خاطره ما سمعه من عذاله فكاد أن يصدقهم . وفيها استعارة مكنية تشخيص للفكر * [قيلَ] : إيجاز بحذف الفاعل و بناء الفعل للمجهول يدل على تعدد قائليه أو عدم معرفته لهم
* [أيُّها الساقي] : أسلوب إنشائي / نداء للتعظيمِ والتوسل حذفت أداته لقربه منه .
* [إليك المشتكى ] : أسلوب قصر بتقديم الخبر شبه الجملة على المبتدأ المعرفة أي (لا ملجأ إلا إليك) فلا تُضيِّعْ رجائي
* [وضاعتِ الشكوى إذا لم تنفَعِ] : تعليل لما قبلها ، وفيها استعارة مكنية ، للشكوى بشيء مادي يضيع .
التعليق :
أسلوب النص : تنوع بين الخبر و الإنشاء ، و قد كان الخبر لإظهار الندم ، و الإنشاء للتعظيم .
ملامح شخصية الشاعر
1 - من شعراء التصوف والزهد . 2 - مشتاق إلى نعيم الآخرة في الجنة .
3 - نادم على كثرة ذنوبه . 4 - حائر قلق ولكنه يلجأ إلى عطف الله .
الخصائص الفنية لأسلوبه
1 -القدرة على اختيار الألفاظ الموحية . 2 -الاعتماد على استخدام الرموز الصوفية 3 - قلة الصور والزهد في المحسنات البديعية. 4 - عمق الأفكار وتحليلها .
أثر البيئة في النص :
1 - تأثُّر العرب في موشحاتهم بالأغاني الشعبية المتنوعة الأوزان والقوافي
2 - انتشار فلسفة التصوف و الزهد في الأندلس كرد فعل لكثرة اللهو هناك.
3 - الحرية التي شعر بها العرب هناك بعيداً عن وطنهم الأصلي في الشرق.
4 - قوة المشاعر الدينية تجاه الأماكن المقدسة عند عرب الأندلس .
مهم : الجديد فى هذا الموشح : أن قافية الغصن الأول تختلف عن قافية الغصن الثانى . والمعتاد فى فن الموشحات اتفاق قوافى الأغصان والأقفال فى كل دور .
تدريبات و أسئلة ميدانية
س1 : في البيت الأول تأثر بالقرآن واستعارة . وضح ذلك.
س 2: عين فيها أسلوبا إنشائيا ونوعه وغرضه وأسلوب قصر ووسيلته وأثره.
س3: ما العلاقة بين "المشرف" و "المسرف"؟
س4 : استخرج من الأبيات رمزا من رموز الصوفية .
س5 : تخير الإجابة الصحيحة لما يأتي من بين القوسين:
-نبحث في المعجم عن (المتكا) في : (تكو - وكأ - وكي).
-المراد من(الذي كان معي) : (الرفيق - النعيم - المتكأ).
-جمع (فرية) : (فرى - فراء - أفراء).
-المقصود بالبيت العتيق : (مكة المكرمة - الكعبة - المدينة المنورة).
- المحسن البديعي في كلمتي المشرِف والمسرف (سجع - جناس تام - جناس ناقص).
- مرادف "تذرف" : (تدمي - تدمع - تنساب).
-مضاد "محمود" : (محروم - مذموم - ضار).
- (أتعب فكري عذلي) : (بجعله ييئس من عفو الله - بلومه في الحب - باتهامهم له بالنفاق).
- (ضاعت الشكوى إذا لم تنفع) علاقته بما قبله : (التوضيح - التفصيل - التعليل).
- مفرد كلمة (عُذّل) : (عاذل – أعذل – عذيل)
- مخاطبته للبيت العتيق تدل على:
(تعظيمه لهذا البيت - تمنيه أن يستجيب له - إظهار التوبة والندم)
س : عبر الشاعر عن عاطفته باللفظ، والعبارة الموحية. وضح ذلك.
جـ : عبر الشاعر عن عاطفته باللفظ والعبارة الموحية مثل كلمة "المتكا" وما تحمله من إيحاءات روحانية تجسم أمامه مشاهد أهل الجنة الرائعة ، ومثل عبارة : "جاءك العبد الضعيف المسرف" التي تمثل الضعف الإنساني الشديد أمام عفو الله سبحانه ورحمته، ومثل : (عينه بالدمع
ا تذرف) التي تشعرنا بالندم الصادق .
س: في الأبيات إشارات إلى آية من القرآن الكريم وإشارات صوفية وضح هذه الإشارات .
جـ : الإشارة إلى قوله تعالى في سورة الإنسان عن أهل الجنة (متكئينَ فيها على الأرائكِ لا يرَوْنَ فيها شمسًا ولا زمهرِيرا) والإشارة الصوفية الرمز بالساقي إلى الله .
( 1 )
عندما لاح لعيني المتكا ذبت شوقاً للذي كان معي
أيها البيت العـتيق المشـرف
جاءك العبد الضعيف المسرف
عينه بالدمــع
اً تذرف
فرية منه ومكر ، فالبكا ليس محموداً إذا لم ينفع
(أ) - هات ما يأتي في جملتين مفيدتين : جمع : (العتيق) - مقابل : (المسرف).
(ب)- اشرح الأبيات بأسلوبك، موضحا ما فيها من ألفاظ موحية.
(جـ) - النص السابق من الموشحات : لماذا سمى بالمكفر؟ ثم اذكر أسباب نشأة الموشحات؟
( 2 )
أيُّها السَّاقِي اسْقِنـي لا تَأْتَلِِ
فلقَدْ أتْعَبَ فِكْـــرى عُذَّلِي ولقد أُنشِدُه ما قـــيلَ لِي
أيُّها السَّاقِي إليكَ المشتكَى ضَـاعَتِ الشَّكْـوَى إذا لم تَنْفَعِ
أ ) من المراد بالساقى ؟ وما رأيك فى ذلك ؟ ب ) الشاعر متعب الفكر . ماذا فعل ليتخلص من آلامه ؟ وعلام يدل ذلك ؟ ج ) استخرج ما يلى : أسلوب قصر وبين وسيلته وغرضه . . أسلوبا إنشائيا وبين نوعه وغرضه . . إيجازا وبين نوعه وسر جماله .
الدور الأول 1995 م
1 - عِنْدما لاَحَ لعَيْنى المتَّكا ذُبْتُ شوقا للذي كانَ مَـعي
2 - أيها البيتُ العتيقُ المُـشـرِفُ
3 - جَاءكَ العبدُ الضَّعيفُ المُسْرِفُ
4 - عَينُهُ بالدِّمْـــع
ًا تَذْرِفُ
5 - فِرْيةٌ منْهُ و مَكْرٌ ؛ فالبُكَا لَيْسَ محمودًا إذا لم يَنْفَعِ
(أ) - هات ما يأتي في جملتين مفيدتين:
- جمع " فرية" - مرادف " تذرف"
(ب) - اشرح الأبيات بأسلوبك ، موضحاً ما فيها من ألفاظ موحية .
(جـ) - استخرج من الأبيات:
- أسلوباً إنشائياً ، وبين الغرض منه.
- جناساً ناقصاً ، وبين قيمته الفنية .
الدور الأول 2004 م أيهـا البيت العتيق المشرف
جاءك العبد الضعيف المسرف
عيـنـه بالـدمع
ا تذرف
فرية منه ومكر فالبكا ليس محموداً إذا لم ينفع
(أ) - في ضوء فهمك لمعاني الكلمات في سياقها أجب :
• مرادف " المشرف " : (الظاهر – الرائع – العالي).
• مقـابل " تـذرف " : (تضحك – تجمد – تضعف). (ب) - بمَ وصف الشاعر البيت العتيق ؟ وبم وصف نفسه ؟ (جـ) - استخرج من الأبيات (استعارة) وبين أثرها في المعنى .
(د) - لماذا يمثل هذا الدور بعض خصائص الموشحات ؟
الأدب العربي في مصر وخصائصه
الأدب و الثقافة الإسلامية مصر
دخلت الثقافة الإسلامية مصر عام 20 هـ مع الفتح الإسلامى لها وقد تأخر ظهور الأدب فى مصر لأن المصريين اهتموا بالإسلام وعلومه من قرآن وفقه وحديث .
س : متى برز دور مصر في الحضارة الإسلامية العربية ؟ وما عوامل ذلك؟
جـ : برز ذلك في القرن الرابع الهجري عندما انتقلت إلى مصر دولة الفاطميين وأصبحت القاهرة التي بناها المعز لدين الله الفاطمي عاصمة لمصر والشام واليمن والحجاز ، وساعدها على ذلك موقعها الجغرافي وعظمة علمائها ، وحماية الأزهر وتشجيع الحكام للعلماء والأدباء .
س : استعان الفاطميون بالأدب سلاحا فى معركة الصراع المذهبى . ما المقصود بالصراع المذهبى ؟ وكيف كان الأدب سلاحا لهم فى ذلك ؟
جـ : الصرع المذهبى : الصراع حول قضية الإمامة فى الإسلام وأحقية علىّ رضى الله عنه وأبنائه فيها ، وموقف العلويين من الأمويين والعباسيين .
وقد استخدم الفاطميون الأدب سلاحا : حيث استعانوا به فى الصراع المذهبى فقربوا إليهم الشعراء وأغدقوا عليهم الأموال واستعانوا بكبار الأدباء فى رئاسة ديوان الإنشاء .
س : ماذا استحدث الفاطميون من المظاهر الاجتماعية ؟ وما أثرها على الأدب ؟
جـ : الاحتفال بيوم عاشوراء – إثيات رؤية الهلال – خروج الإمام لإعلان عيد الفطر – إنشاء القصور وزخرفة المساجد . وأثر ذلك على الأدب : أصبحت هذه الأعمال موضوعات تبارت فيها أقلام الكتاب ولهجت بها ألسنة الشعراء .
س : كان للحروب الصليبية صراع فكرى وأدبى أثاره الصراع الحربى . وضح .
جـ : ظهرت مكاتبات ومناظرات بين المسلمين والصليبيين حول العقيدة . كما ظهر نضال أدبى يحث الأدباء على الجهاد .
س : وضح معالم الحركة الأدبية فى مصر بعد سقوط الدولة الفاطمية وقيام الدولة الأيوبية .
جـ : - تم إلغاء النظام الشيعى وقيام الفكر السنى والصوفى .
- شهدت تلك الفترة انتشار البيئات الأدبية المختلفة ، ونافست القاهرة كل من الأسكندرية . وقوص بالصعيد .
- فترة الاعتكاف الثقافى ( عصر الموسوعات ) : فقد أعقبت فترة ازدهار الحياة الثقافية والأدبية فى مصر فترة اعتكاف على ما خلفته الفترة الزاهرة وعرفت هذه الفترة بــ ( عصر الموسوعات مثل :
1 - (صبح الأعشى ، في صناعة الإنشاء) للقلقشندي.
2 - (نهاية الأرب) في الأدب للنويري.
3 - (السلوك والمواعظ والاعتبار ، في ذكر الخطط والآثار) : للمقريزي.
س : ما العوامل التي أضعفت الحركة الفكرية والادبية في مصر في عهد الأتراك ؟
جـ : تتريك الدواوين - إلغاء ديوان الإنشاء
س : كيف ظهرت ملامح الشخصية المصرية فى هذه الفترة ؟
وعلى الرغم مما أصاب الثقافة المصرية من نكسة فى عهد الأتراك فإن الشخصية المصرية ظلت واضحة فى علاقتها بالثقافة الإسلامية . فنلاحظ :
1- ترحيب مصر بحاكمها المسلم ولو لم يكن مصريا .
2- رفضت مصر الأفكار المعقدة كالتشيع الإسماعيلى والتصوف المتطرف .
3- استقبلت مصر العلماء الوفدين عليها وأغدقت عليهم الأمن وقلدتهم أعلى المناصب مثل ( ابن خلدون ) الذى تولى مشيخة الأزهر .
المراحل التي مر بها الأدب العربي في مصر
جـ : مر الأدب العربي في مصر بأربعة مراحل هي :
(1) - مرحلة التمهيد : (ميلاد الأدب) من سنة 20 هـ إلى دخول الفاطميين مصر357 هـ
(2) - مرحلة النضج و الازدهار : من 357 هـ - 656 هـ وفيها تحددت ملامح الأدب المصري .
(3) - مرحلة التأليف و التجميع من 656 هـ - 923 هـ وفيها طغت الصناعة اللفظية .
(4) - مرحلة الضعف و الانهيار حيث أصبحت مصر ولاية تابعة للخلافة العثمانية .
مرحلة التمهيد : (ميلاد الأدب)
أقبل المصريون فى هذه الفترة على العلوم الإسلامية أكثر من إقبالهم على الأدب .
وقد عرفت مصر الأدب العربي على ألسنة زوارها من كبار الشعراء الذين مدحوا حكامها كأبي نواس وعلى أيدى جيل من الشعراء الذين ولدوا بمصر من أبناء العرب الوافدين .
خصائص الشعر فى هذه المرحلة :
لم يعكس شعر هذه المرحلة ملامح الشخصية المصرية وإن كانت موضوعاته من واقع بيئتها السياسية والاجتماعية ، وهو في جملته يختلف عن الشعر العربي في العصر الجاهلي وصدر الإسلام وبني أمية ، وكان المديح أسبق أغراض الشعر العربى ظهورا فى مصر وذلك طلبا لعطاء الحكام .
النثر فى هذه المرحلة :
- ظهرت الكتابة الفنية على يد (ابن عبد كان) كاتب ابن طولون الذى كان يضارع كبار كتّاب الدولة العباسية فى عصره والذى يقول عنه القلقشندى أنه أقام منار ديوان الإنشاء ورفع مقداره . - كما ظهرت قصص دينى يتخلله بعض الأهداف السياسية . وظهور فن السير مثل سيرة ( أحمد بن طولون) لابن الداية وكتب (ابن زولاَّق) سيرة كافور الإخشيدي.
مرحلة النضج و الازدهار
وقد تنوعت موضوعات الشعر وأغراضه فى هذه المرحلة ومن مظاهر ذلك :
1- وصف الطبيعة بما فيها من بيئة جغرافية وآثار قديمة ومنشآت حديثة ووصف الأهرامات وعمود السوارى وباب زويلة .
مثل قول (ابنِ قلاقس السكندري) يصف النيل :
وللنيلِ تحتَ ثيابِ الأصيلِ لُجينٌ توشَّحَ بالعسجدِ
و مثل قول ( الظافر بن حداد ) يصف الهرمين و أبي الهول :
تأمل هيئة الهرمين و انظر و بينهما أبو الهول العجيب
2- تصوير الحياة السياسية : صور الشعر المصري في مرحلة النضج والازدهار الحياة السياسية بما فيها من صراع بين الوزراء ، واحتكاك الشيعة بالسنة ، و العدوان الصليبي ، كما صور الأدب المصري أحداث الحروب الصليبية و ما فيها من هزيمة و انتصارات . فها هو ( ابن النبيه ) يثور على ملوك الإسلام ويتهمهم بالتخاذل فى نجدة المقاومة المصرية أثناء الحملة الصليبية على دمياط سنة 617هـ :
يا ملوك الإسلام عنهم قعدتم كقعود الكفار فى يوم بدر
وجيوش الفرنج فى ثغر دميا ط يساقونهم بكأس مر
3- مشاهد البيئة الاجتماعية ، ومظاهر الحياة العامة كالأعياد وغيرها من ذلك قول عمارة اليمني في رثاء دولة الفاطميين:
دار الضيـــافة كانت أنس وافدكــم واليوم أوحــــش من رســـم ومن طلل
وفطرة الصوم إذ أضحـت مكارمكم تشكو من الدهــــر حيفاً غير محتمل
س تميز الشعر المصري في مرحلة النضج والازدهار باتجاهين ، ما خصائص كل اتجاه؟ وما النموذج الذي يؤكده ؟
جـ : يتميز شعر تلك المرحلة باتجاهين:
أحدهما : يميل إلى الصنعة : ويتميز بــ الموسيقا اللفظية واختيار ألفاظ ذات جرس موسيقى فخم وعلى رأس هذه المدرسة (القاضي الفاضل) الذي يقول :
هذا المحبُّ المخبُّ السيرَ نحوَكمُ تراه يرجعُ عنكم خائبَ الخببِ
( الخبب : نوع من السير السريع )
وثانيهما : يميل إلى الرقة : ويتميز هذا الاتجاه بسهولة اللفظ والقرب من لغة الحياة ، والميل إلى المحسنات ، ولاسيما التورية واستعمال التعبيرات الأقرب إلى العامية (الشعبية).
ويمثله (ابن النبيه) من ذلك قوله :
أفديه إنْ حفظَ الهوى أو ضيَّعا ملكَ الفؤادَ فما عسى أنْ أصنعا ؟
النثر في مرحلة النضج و الازدهار
عكس النثر في مرحلة النضج و الازدهار بعض مظاهر الحياة الاجتماعية من حيث شيوع بعض الألفاظ و الأفكار الشيعية في الرسائل ، كما شاع التضمين و الاقتباس في الرسائل الإخوانية كما ظهر نوع من الرسائل المتعلقة بوصف الحروب و الحصون و القلاع ، كما ظهر لون من القصص الساخر المتمثل في كتاب " الفاشوش في حكم قراقوش " لابن مماتي .
مرحلة التأليف و التجميع
هبط مستوى الأدب العربى بمصر فى هذه الفترة ، وذلك لأن الأدباء لم يجدوا تشجيعا من الحكام فاتجهوا إلى الاشتغال بحرف يرتزقون منها .
الخصائص التي تميز بها الشعر في هذه المرحلة
1 - أصبح الشعر صناعة واختلط إبداع الشعر بالتأليف الأدبى .
2 - ظهر شعر عامي يسمى (المواليا) انتقل من بغداد إلى القاهرة .
3 - ظهر التأريخ الشعري وهو ضبط تاريخ واقعة بأحرف تتألف منها كلمة أو جملة أو شطر أو بيت يكون مجموع حروفه بحساب (الجُمَّل) يساوي التاريخ الذي حدثت فيه الواقعة ، كقول أحد الشعراء يؤرخ وفاة ابن المؤيد سنة 922هـ.
قل للذي يبتغي تاريخ رحلته نجل المؤيد مرحوم و مبروك
- ومن شعراء و رواد هذه الفترة الشاب الظريف المتوفي سنة (688) هـ و الإمام البوصيري (695) هـ وسراج الدين الوراق (695) هـ وابن نباته المصري (768) هـ وابن حجة الحموي (837) هـ صاحب (خزانة الأدب) في شرح قصيدة نظمها مدحا للرسول صلى الله عليه وسلم على نظام (البردة) للبوصيري وزنا وقافية.
- النثر فى هذه المرحلة : تطور النثر في تلك المرحلة فظهرت السير الشعبية ودونت قصص (ألف ليلة وليلة).
مرحلة الضعف والانحدار
انحدر الأدب فيها انحداراً شديداً بعد أن أصبحت مصر ولاية تابعة للخلافة التركية وتراجعت مكانتها السياسية والأدبية واقتصر نشاط علمائها على الشروح والحواشي والتعليقات ، وانحط أسلوب الكتابة العربية لفظا ومعنى وخيالاً ، واختلطت أساليب التعبير العربية بالعامية ، وظهرت مؤلفات فى الخلافة والمجون ، وظل الأدب ينتقل من حال سيئة إلى حال أسوأ حتى عادت إليه نهضته في العصر الحديث مع مطلع القرن التاسع عشر.
أغسطس 2000- من المراحل التي مر بها الأدب العربي بمصر مرحلة التأليف والتجميع . تحدث عن حال الأدب في تلك المرحلة .
أغسطس 2003- اذكر أربعاً من السمات الفنية للنثر العربي في مصر خلال مرحلة النضج والازدهار
أغسطس 2008- تميز الشعر المصري في مرحلة النضج والازدهار بوضوح اتجاهين فنيين. وضحهما بإيجاز.
بطولة صلاح الدين لابن سناء الملك
التعريف بالشاعر : هو أبو القاسم القاضي السعيد هبة الله ابن القاضي الرشيد جعفر بن المعتمد بن سناء المُلك شاعر مصري ولد سنة 550هـ ، وقال الشعر في مختلف الأغراض ، وعمل كاتباً في عهد صلاح الدين وله كتب علمية وأدبية منها : (دار الطراز في الموشحات) و (روح الحيوان) و هو تلخيص لكتاب الحيوان للجاحظ وديوان شعره مطبوع . وتوفي بالقاهرة سنة 608 هـ. .
جو النص : البطل الناصر صلاح الدين بطولاته و أعماله العظيمة غنية عن التعريف ، وقد عاش ابن سناء الملك عن قرب مع صلاح الدين وتأثر بجهاده وانتصاراته الرائعة على الفرنج وعبر عن إعجابه الشديد بجهاده في هذه الأبيات الصادقة .
النص
1 - طلَعْتَ عليْهِمْ بالصَّباح من الظُّبَــا يُحيطُ به ليلٌ من النَّقْع مُظِلْــــــمُ
2 - فسـاءَ صبــاحُ المنْذَرِينَ لأنّــــــــــَهُ صباحٌ به زُرْقُ الأسنَّةِ أَنْجُـــــــــمُ
3 - وجيـشٌ بـه أُسـْدُ الكريهةِ غُضَّـــبٌ وإن شــئْتَ عِقْبانُ المنيَّةِ حُـــــوَّمُ
4 - يَعِفُّون عن كَسْبِ المغانِم في الوغَى فليسَ لهُم إلا الفــوارسُ مَغْــــنَمُ
5 - إذا قاتَـلُوا كـانوا سكوتًا شجاعـــةـً ولـكنْ ظُباهُمْ في الطُّلَى تتكلَّمُ
6 - ألِفْتَ ديارَ الكُفْرِ غـَزْوًا فَقَدْ غــــدَا جوادُكَ إذْ يـأِتي إليها يُحَمْحـــِمُ
7 - تُقاد ُ لك الأبطالُ قَبْلَ لقائِــــــــــهمْ لأنَّهُمُ مَـنْ نَقـْعِ جَيْشِك قد عَمُوا
8 - وما َيَعْصِمُ الكُفَّارَ عنْكَ حصُونُـــــهم ولا شَيْءَ بَعْدَ الله غَيْرَك يَعْصِمُ
9 - وكـُلُّ مكـانٍ أَنْتَ فيِه مُبــــــــــــارَكٌ وفى كُلِّ يومٍ فيه عيدٌ ومَوْسِـــمُ
10- ولا بَرِحَتْ مصرٌ أحقَّ بيُوســــــــفٍ من الشَّامِ لكنَّ الحظُوظَ تُقَسَّــمُ
الفكرة الأولى : " براعة قائد "
1 - طلَعْتَ عليْهِمْ بالصَّباح من الظُّبَــى يُحيطُ به ليلٌ من النَّقْع مُظِلْــــــمُ
2 - فسـاءَ صبــاحُ المنْذَرِينَ لأنّــــــــــَهُ صباحٌ به زُرْقُ الأسنَّةِ أَنْجُـــــــــمُ
اللغويات :
- طلعت عليهم : هجمت عليهم - الظُّبى : م ظُبة وهي حد السيف - النقْع : غبار المعركة - ساءَ : قبُح (وهي فعل ذم مثل بئْس) × حسن - المُنذَرين : المراد الأعداء ، و المُنذَرين اسم مفعول من (الإنذار) بمعنى التهديد والتخويف ، و التعبير (فساءَ صباحُ المنذَرين) مقتبس من قوله تعالى :( .. فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ) (الصافات: من الآية177 ) - زرق الأسنَّة : الأسنة اللامعة م سِنان وهو نصل الرمح .
الشـرح :
- لقد طلعت على أعدائك أيها البطل في جُنْح الظلام بجيش ضخم جرار يحمل جنودك سيوفاً براقة أضاءت الليل المظلم فجعلته صباحاً مشرقاً يحيط به غبار المعركة .
- ولكنه صباح ليس كأي صباح مر على الأعداء من قبل فلا سعادة للأعداء فيه بل هو نذير شر وسوء لهم ؛ لأنه حالك السواد تبرق فيه رماح أبطالنا كأنها نجوم لامعة تنتظر أن تمزق أجساد الأعداء.
س : كيف رسم الشاعر صورة الليل المضيء؟
جـ : ليل حالك السواد تبرق فيه السيوف فتضيء والرماح كأنها نجوم لامعة عندما هجم البطل صلاح الدين على الأعداء بجيشه الجرار.
مواطن الجمال والتـذوق الأدبى :
* [طلعْتَ عليهم بالصَّباح مِنَ الظُّبا] : كناية عن كثرة السيوف وقوة لمعانها . ويجوز اعتبارها : تشبيها للظبا (السيوف) في لمعانها بالصباح المشرق المضيء ، وسر جمال الصورة توضيح الفكرة ، و توحي بكثرة السلاح وصفاء معدنه ، الذي جعل الليل و كأنه نهار منير . س : ( طلعتَ عليهم بالصَّباحِ من الظبا - طلعتَ عليهم في الصباحِ من الظُّبا ) ما الفرق بين التعبيرين؟
جـ : - التعبير الأول : يدل على أن الهجوم كان ليلاً ولكن الظُّبا جعلته صباحا . - أما الثاني فيدل على أن الهجوم كان في وقت الصباح . * [طلعْتَ ] : تدل على السرعة والمفاجأة للعدو . * [يحيط به ليلٌ من النقْعِ مظلِمُ] : تشبيه للنقع وهو غبار المعركة في كثافته بليل مُظلم . وفيه توضيح وإيحاء بكثرة الجيش الزاحف وسرعته . * [الصَّباح - وليَّل مظلم] : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد . * تعريف (الصباح) للتعظيم ، وتنكير (ليلٍ) للتهويل . * [البيت الأول كله] : كناية عن شجاعة صلاح الدين وبسالة جيشه أيضاً . * [فسَاءَ صباحُ المنذَرِين] : الفاء للترتيب والتعقيب ، وهو أسلوب إنشائي للذم والتقبيح ، ويوحي بالهلاك والضياع . وفيه اقتباس من قوله تعالى : ( .. فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ) (الصافات: من الآية177 ) . وهذا الاقتباس يعكس البيئة اللغوية التى عاش فيها الشاعر . * [لأنَّهُ صباحٌ به زرقُ الأسنة أنجمُ] : تعليل لهذا السوء الذي أصاب العدو . فالصباح يأتي عادة بالخير ؛ لأنه يشرق بالشمس مصدر الدفء والنماء ، أما هذا الصباح فنذير بالمصير السيئ الذي ينتظر الأعداء ؛ لأنه مضاء بسيوف الأبطال اللامعة التي في شوق لأن تطيّر رقاب الأعداء الظالمين . * [زُرْقُ الأسنةِ أنجمُ] : تشبيه للأسنة في لمعانها بالنجوم ، و فيها توضيح ويوحي بكثرة الجيش وشدة مضاء (حدة) السيوف ونفاذها . وقد تأثر الشاعر في هذا بقول بشار بن بُرْد:
كأنَّ مُثارَ النَّقْعِ فوقَ رُءوسِنَا وأَسْيافَنا ليلٌ تهاوَى كواكِبُه
الفكرة الثانية : "عظمة الجيش المصري وبسالته "
3 - وجيـشٌ بـه أُسـْدُ الكريهةِ غُضَّــبٌ وإن شــئْتَ عِقْبانُ المنيَّةِ حُـــــوَّمُ
4 - يَعِفُّون عن كَسْبِ المغانِم في الوغَى فليسَ لهُم إلا الفــوارسُ مَغْنَــــمُ
5 - إذا قاتَـلُوا كـانوا سكوتًا شجــــاعةً ولـكنْ ظُباهُمْ في الطُّلَى تتكلَّمُ
اللغويات :
* أُسْد : أُسُود م أَسَد - الكَريهة : الحرب ج الكرائه (وسميت بهذا الاسم لآثارها المكروهة) - غُضَّب : م غاضِب أي ثائر × هادئون - عِقْبان : م عُقاب وهو طائر جارح - المنيَّة : الموت ج منايا - حُوَّم : دائرة م حائِم و هي تطوف بالميدان وهذا دليل على كثرة القتلى - يعِفُّون : يترفَّعون × يطمعون - المغانِم : الغنائم م مغنم - الوغى : الأصوات المختلفة والمراد الحرب - الفوارِس : الفُرسان م فارس وهو الماهر في ركوب الخيل والحرب والمراد أبطال الأعداء . - مغْنَم : مكسب ج مغانم - سُكوتاً : ساكتين - الطُّلَى : الأعْناق أو أصول الأعناق م طُلْية أو طُلاة .
الشـرح :
يرسم الشاعر صورة تجمع بين النواحي العملية والنواحي النفسية والخلقية لهذا الجيش : - يا له من جيش أبطاله كالأسود المفترسة الهائجة (من أجل رفعة دين الله) ، أو الطيور القوية الكاسرة ، التي تطوف بساحة الحرب ؛ لتحمل الموت المؤكد لأعدائها .( صفات نفسية ) . - إنهم فرسان شجعان يحاربون في سبيل نصرة الحق ، و كل هدفهم القضاء على الأعداء ، و يترفعون في الحرب عن جَمْع الغنائم . ( صفات خلقية ) . - و هم حين يقاتلون فهم يقاتلون في صمت ، ويتركون الإفصاح والكلام لرماحهم التي تبرز شجاعتهم عندما تنطلق لتقطِّع أعناق أعدائهم . ( صفات عملية )
مواطن الجمال و التـذوق الأدبى :
* [جيشٌ ] : فيه إيجاز بحذف المبتدأ للاهتمام بالخبر ، وتقديره (هذا جيش) و تنكير "جيش"للتعظيم * [أُسْدُ] : استعارة تصريحية ، فيها تصوير للجنود وفيها توضيح و توحي بالشجاعة . * [أُسْدُ .. غُضَّبٌ] : وصف للجنود يوحي بشدة القوة و الحماسة في الدفاع عن الدين و الوطن . * [الكَرِيْهَة] : كناية عن الحرب وسُمِّيتْ بذلك ؛ لأنها مكروهة لآثارها . * [عِقبان] : استعارة تصريحية ، تصور الجنود عقباناً ، وهي توحي بالتمكُّن من العدو و سرعة الانقضاض .
س: [ جيش به أسود بل عقبان - جيش به عقبان بل أسود ] أيهما أقوى ؟ ولماذا؟
جـ : التعبيرالثاني أقوى ؛ لأن فيه ترتيباً تصاعدياً يدل على قوة الجيش ، أما الأول ففيه نزول من الأقوى إلى الأضعف . * [عِقْبان المنيةِ] : إضافة عقبان إلى (المنيةِ)، توحي بالشراسة و أنها تؤدي إلى الموت . س :هل أفاد التعبير بقوله (وإن شئتَ) المعنى شيئاً ؟ وما رأيك في موضعها من البيت ؟
جـ : نعم. أفاد تنويع التصوير والانتقال من صورة الأسود إلى صورة العقبان التي تخطف أرواح الأعداء .- وموقعها ملائم للبيت ؛ لأنها تثير مشاعر السامع وتشركه في الخيال . * [يعفُّون عن كسْبِ المغَانمِ في الوغَى] : كناية عن سمو أهدافهم وترفعهم عن متاع الدنيا الزائل ، واستخدام المضارع للدلالة على الاستمرار واستحضار الصورة . * [المغانم] : التعبير بالجمع يفيد الكثرة والتنوع في المغريات . * [فليسَ لهم إلا الفوارسُ مغنمُ] : تعليل لما قبله . وهو أسلوب قصر وسيلته النفي (ليسَ) والاستثناء (إلا) ، وفيه تشبيه للفوارس بالمغنم . وجاءت كلمة (مغنمُ) نكرة مفردة للتعظيم والدلالة على أن هدفهم مغنم واحد لا يرضون به بديلاً . * [البيت الرابع] تأثر فيه الشاعر بقولِ عنترة يخاطب عبلة :
هلاَّ سألتِ الخيل يابنةَ مالكٍ إنْ كنتِ جـاهلةً بما لمْ تعلَمِي؟
يُخْبركِ مَنْ شِهدَ الوقيعةَ أنَّنِي أغشَى الوغَى وأعفُّ عندَ المغْنَمِ * [كانوا سكُوتاً ] : كناية عن الصبر والجدية والقوة . * [ظُباهم تتكلَّم] : استعارة مكنية ، فيها تصوير للظُّبا وهي تطيِّر رقاب الأعداء بأشخاص يتكلمون ، وفيها تشخيص وتوحي بكثرة القتلى . * [سكوتاً - وتتكلم ] : محسن بديعي/ طباق يوضح المعنى بالتضاد . * [الطُّلى ] : اختص (الطُّلى) ؛ لأنها موضع الذبح و كأن الأعداء شياه ، وهي توحي بسهولة قتل الأعداء . وقد وفق الشاعر فى استخدام الكلمات ( سكوتا ) ففى السكوت دلائل الصبر ، وفى الصبر دلائل القوة وكلام المقاتلين ثرثرة أما كلام الأسلحة فدمار ودماء . وليس معنى ذلك أن المقاتل لا يحتاج إلى الكلام . إنه يحتاجه مثلا فى ترديد أناشيد الحرب ، وهذا الكلام يعوض جانب الخوف والضعف فى نفسه ليقوى على المواجهة .
الفكرة الثالثة : " جهاد و نصر دائم "
6 - ألِفْتَ ديارَ الكُفْرِ غـَزْوًا فَقَدْ غدَا جوادُكَ إذْ يـأِتي إليها يُحَمْحـــــِمُ
7 - تُقاد ُ لك الأبطالُ قَبْلَ لقـــــائِــهمْ لأنَّهُمُ مَـنْ نَقـْعِ جَيْشِك قد عَمُــوا
8 - وما َيَعْصِمُ الكُفَّارَ عنْكَ حصُونُهم ولا شَيْءَ بَعْدَ الله غَيْرَك يَعْصِمُ
اللغويات
ألِفْتَ : أي تعوّدت ×كرهت - غــزْوًا : هجوماً - غَدَا : صار - جَوادك : حصانك ج جِياد - إذْ : حِينَ - تُقاد : تُساق وتدفع - يُحمْحِمُ : الحمْحمَة تردُّد صوت الفرس في حلقه وهو صوت أقل من الصهيل - نقْع : غُبار - عمُوا : لم يُبصروا - يعصِم : يمنع ويحمى .
الشـرح :
لقد تعودت على غزو أماكن الكفار وصار حصانك خبيراً بدروبها (بأماكنها ) ؛ لكثرة تردده عليها فحينما يأتي إليها يحمحم إعلاناً عن حماسه للمعركة ... - و لكثرة جيوشك الجرارة أثر في هزيمة الأعداء قبل اللقاء حيث لا يبصرون شيئا من كثافة الغبار ، فيقعون أسرى .. - و مهما حاول الأعداء الاعتصام (الاحتماء) منك فلن تنفعهم حصونهم فلا عاصم لهم بعد الله غيرك . . س : وضح ما في هذه الأبيات من أثر الإسلام . .
جـ : أثر الدين يتضح في قوله (وما يعصم الكفار عنك حصونهم) المتأثر فيه بقول الله تعالى : ( وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ ) (الحشر: من الآية2) .
س : اعتمد الشاعر في كثير من المواضع على المبالغة في المعنى والخيال وضح مع التعليل .
جـ : يظهر ذلك واضحا في البيت السابع حيث ذكر أن هزيمة الأعداء تبدأ قبل لقائهم ؛ لأنهم ( قد عموا ) لا يبصرون شيئا من كثافة غبار الجيش فيقعون أسرى في يد صلاح الدين والمعروف أن الغبار يمنع الرؤية لفترة مؤقتة محدودة ولا يصيب العيون بالعمى ، وهي مبالغة مقبولة ؛ لأنها تلائم عاطفة كراهية الأعداء .
مواطن الجمال و التـذوق الأدبى :
* [ألِفْتَ ديارَ الكُفْر غزوًا] : كناية عن كثرة الغزوات . * [الكفْر ] : مجاز مرسل عن أهل الكفر علاقته (الحالِّية) فهو حال ( يحل ) في قلوبهم ، وسر جمال المجاز : الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة والمبالغة المقبولة . *[جوادُك إذْ يأتِي إليها يُحمْحِمُ ]:كناية عن معرفة الجواد المتكررة لهذه الأماكن لكثرة تردده عليها. * [تُقادُ لك الأبطالُ] : فيه إيجاز بحذف الفاعل ، وبناء الفعل للمجهول للدلالة على استسلامهم بعد انعدام حيلتهم في الدفاع عن أنفسهم . * [الأبطال ] : تعبير يدل على إعلاء شأن صلاح الدين ؛ فهو لا يهزم ويقهر المحاربين فحسب بل الأبطال الأشداء من الأعداء . وهو هنا متأثر بقول المتنبى : ( تقاد لك الأبطالل كلمى هزيمة ) * [لأنهم من نقعِ جيشِك قَد عَمُوا] : تعليل لما قبله ، وهو كناية عن كثرة الجيش المثير للغبار الكثير الذي حجب الرؤية ، وفيها مبالغة ؛ لأن الغبار يمنع الرؤية فقط ولا يصيب العيون بالعمى ، كما أن ذلك لفترة محدودة وليست دائمة ، ولعل هذه المبالغة مناسبة ؛ لأنها تلائم عاطفة البغض والكره للأعداء . * [قد عَمُوا] : أسلوب مؤكد (بقد) للدلالة على عجز الأعداء وقلة حيلتهم . * [ما يعصمُ الكفارَ عنك حُصونُهم] : تعبير يدل على قوة الهجوم والوصول إليهم رغم قوة الحصون ، وهو يستمد هذا المعنى من قول الله تعالى : ( وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ ) (الحشر: من الآية2 ) .
* [لا شيءَ بعدَ اللهِ غيرَك يعصمُ ] : تعليل لما قبله وهو أسلوب قصر وسيلته النفي (لا) والاستثناء (غَيْر) يفيد التوكيد وتخصيص الحكم .
الفكرة الرابعة : " مكانة صلاح الدين "
9 - وكـُلُّ مكـانٍ أَنْتَ فيِه مُبـــــارَكٌ وفى كُلِّ يومٍ فيه عيدٌ ومَوْسِمُ
10- ولا بَرِحَتْ مصرٌ أحقَّ بيُوسفٍ من الشَّامِ لكنَّ الحظُوظَ تُقَسَّمُ
اللغويات :
- مُبارَك : فيه الخير والبركة وهو اسم مفعول الماضى منه ( بورك ) - موْسِم : مجمع للناس والمراد الفرح والسعادة - لا بَرِحت : لا زالت - أحق : أولى وأجدر - يُوسف : أي صلاح الدين - الحظُوظَ : م الحظ ، و هو النصيب .
الشـرح :
لك في قلوب المسلمين مكانة عظيمة فأنت موضع الترحيب في كل زمان ومكان ؛ لأنك نبع الخير والبركة والسعادة .. ومصر تأمل أن تقيم فيها دائما فهي أحق بمقامك من الشام التي حظيت بك لكن الحياة حظوظ. . وكل إنسان يأخذ حظه فيها .
مواطن الجمال و التـذوق الأدبى :
* علاقة البيتين بالأبيات قبلهما : نتيجة لما قبلهما إذ يترتب على شجاعة صلاح الدين وانتصاراته أن تكون له مكانة عظيمة فتتعلق به كل القلوب ؛ لأنه مصدر الخير والبركة . * [كُّل مكانٍ مباركٌ وكلُّ يومٍ عيدٌ ] : جمع الزمان والمكان ؛ ليدل على شمول السعادة به دائماً . وكنايتان عن تقوى صلاح الدين ، وحب الناس له . * [يُوسفُ ] : فيها تورية فمعناها القريب غير المقصود هو (سيدنا ُيوسفُ عليه السلام ) حيث أقام بمصر بعد إخراجه من الجب (البئر) . والمعنى البعيد المقصود هو (يُوسفُ) البطل صلاح الدين . وسر جمال التورية إثارة الذهن . * [لكنَّ الحظوظ تُقسَّم]:استدراك يدل على مكانة صلاح الدينِ الذي كانت إقامته من نصيب الشام. . التعليق :
الغرض الشعري لهذا النص : الحماسة و الفخر . ملامح شخصية الشاعر : 1- أديب بارع موهوب . 2- معجب ببطولة صلاح الدين . 3- متأثر بالثقافة الدينية ويظهر ذلك في اقتباسه من القرآن.
أثر البيئة في النص :
1 - ظهور الصراع بين العرب والفرنج
2 - مكانة صلاح الدين في القيادة وإحراز النصر
3 - قوة جيش مصر ووقوفه مع المبادئ والتعفف عن الغنائم
4 - استخدام الخيل والسيوف والرماح في المعارك.
الخصائص الفنية لأسلوب الشاعر :
- الأفكار : مترابطة متسلسلة . - الألفاظ : جاءت واضحة ملائمة للجو النفسي الحافل بالحب والإعجاب - والعبارات جزلة قوية والأساليب خبرية تقريرية والمحسنات قليلة وغير متكلفة . - الصور: جميلة ومتنوعة بين التشبيه والاستعارة والكناية و المجاز وفيها توضيح وتجسيم وتشخيص . - الموسيقا : ظاهرة في الوزن والقافية وخفية نابعة من انتقاء الألفاظ وترابط الأفكار وجمال التصوير . – يميل الشاعر إلى اتجاه الصنعة حيث الزخارف اللفظية والمحسنات والصور والمبالغة فى الكلمات مثل ( غضب – أسود – عقبان .... ) والتأثر بالقرآن الكريم والشعر القديم .
تدريبات و أسئلة ميدانية :
س : تخير الإجابة الصحيحة لما يأتي من بين القوسين:
- ( فسَاءَ صباحُ المنذَرِين ): أسلوب (اقتباس - تضمين - استشهاد - قصر )
- وصف الأسنة بالزرقة يدل على : (لونها - مضائها - صفائها)
- (الظبا) جمع : (ظبة - ظبية - ظبي) - (الطلي) جمع : (طلاء - طلية - طلل)
- تنكير (جيش) : (للتكثير - للتقليل - للتعظيم) - جمع (جواد) : (أجواد - أجاود - جياد) - (الفوارس) هم : (راكبو الخيل - راكبو الجمال - الأبطال) - (تقاد لك الأبطال) توحي :(بقوة صلاح الدين - بقوة الأعداء - بذل الأعداء)
- (لا شيء بعد الله غيرك يعصم) أسلوب : (نهي - قصر -
)
- القصيدة : ( تسجل أحداثاً تاريخيةً عظيمة ـ تمثل المدح الزائف ـ تبرز ملامح البيئة)
( 1 )
1 - طلَعْتَ عليْهِمْ بالصَّباح من الظُّبَــى يُحيطُ به ليلٌ من النَّقْع مُظِلْــــــمُ
2 - فسـاءَ صبــاحُ المنْذَرِينَ لأنّــــــــــَهُ صباحٌ به زُرْقُ الأسنَّةِ أَنْجُـــــــــمُ . 3- وجيش به أســد الكريهة غضب وإن شئت عقبان المنية حـــــوم
أ ) هات ما يلى فى جمل من عندك : مفرد ( الظبى ) ومضاد ( المنذرين ) ووجمع ( الكريهة ) ب ) أشرح الأبيات شرحا أدبيا مبرزا عاطفة الشاعر . ج ) فى الأبيات اقتباس وتاثر بالشعر القديم . وضح ذلك مبينا أثره . د ) استخرج من : - أسلوبا إنشائيا وبين نوعه وغرضه – صورتين مختلفتين وبين سر جمالهما. . ( 2 )
الدورالأول 1996م
وجيش به أســد الكريهة غضب *** وإن شئت عقبان المنية حوم
يعفون عن كسب المغانم في الوغى *** فليس لهم إلا الفوارس مغنم
إذا قاتلوا كانوا سكوتاً شــجاعة *** ولكن ظباهم في الطلى تتكلم
(أ) - ضع مفرد " عقبان" ، مرادف " الكريهة" في جملتين من تعبيرك .
(ب) - وصف الشاعر جيش صلاح الدين بصفات عظيمة . وضحها من خلال الأبيات السابقة .
(جـ) - استخرج من الأبيات صورة جميلة ، وبين نوعها ، وسر جمالها . . ( 3 )