موضوع: نمو و تطور الطفل في سنوات المدرسة الأولى 6-12 سنة الثلاثاء 13 مارس 2012 - 4:39
نمو و تطور الطفل في سنوات المدرسة الأولى 6-12 سنة
تتميز سنوات المدرسة الأولى بمرور الطفل بتحديات جديدة . إن القدرة المعرفية على التفكير بعوامل بنفس الوقت تمنح الطفل في سن المدرسة القدرة على تقييم النفس وتقدير تقييمات الآخرين له، وبناءً عليه يصبح احترام الذات قضية رئيسية ، وبعكس الرضع والأطفال ما قبل سن المدرسة يصبح الطفل في سن المدرسة محكوماً بقدرته على تحصيل نتائج قيمة اجتماعياً ، مثل الدرجات الجيدة أو الواجبات المنزلية ، وبناء عليه يعرف إريكسون القضية النفسية الرئيسية في هذه الفترة بأنها الأزمة بين التفوق والدونية . يتطلب التطور السليم ازدياد الانفصال عن الوالدين والقدرة على إيجاد القبول ضمن مجموعة القرناء والتعامل مع التحديات في العالم المحيط به .
التطور الجسدي : يتراوح النمو خلال هذه الفترة وسطياً بين 3و3.5كغ (7ليبرة ) وزنا وحوالي 6سم (2.5إنش ) طولاً كل عام . يزداد محيط الرأس 2-3سم فقط خلال مجمل هذه القترة ، مما يعكس تباطؤ نمو الدماغ بسبب اكتمال النخاعين فيه بعمر السبع سنوات. تميل بنية الجسم (سواء العائدة للطبقة الباطنة أو المتوسطة أو الظاهرة ) للبقاء ثابتة نسبياً خلال الطفولة المتوسطة . يحدث نمو أسفل وأوسط الوجه ببطء. ويعد سقوط الأسنان اللبنية مؤشراً هاماً على النضج وتبدأ بعمر الست سنوات تقريباً بعد بزوغ الأرحاء الأولى، ويستعاض عنها بالأسنان الدائمة بمعدل 4 أسنان كل سنة . وتتضخم الأنسجة الليمفاوية في هذه الفترة ، مما يزيد عادة من معدل الإصابة بالتهاب اللوزتين والناميات ، مما يتطلب في بعض الأحيان علاجاً جراحياً. تزداد باطراد قوة العضلات والتوافق الحركي والتحمل، وكذلك القدرة على أداء حركات معقدة النمط مثل الرقص ورمي كرة السلة وعزف البيانو، وتعد هذه المهارات الحركية الأعلى مستوى نتيجة لكل من النضج والتمرين ، وتعكس درجة الإتقان اختلافاً كبيراً في المهارة الفطرية والاهتمامات والفرص. ترصد الدراسات الوبائية انخفاضاً عاماً في اللياقة الجسدية بين أطفال سن المدرسة ، وتترافق العادات المكتبية في هذا العمر بازدياد مخاطر البدانة وأمراض القلب والأوعية خلال الحياة. تبقى الأعضاء الجنسية غير ناضجة من الناحية الجسدية ، ولكن يبقى الاهتمام بالفروق بين الجنسين وبالسلوك الجنسي قائماً لدى العديد من الأطفال ويزداد باطراد حتى البلوغ، وتعد الممارسة الجنسية الفردية ( العادة السرية ) شائعة إن لم تكن شاملة لجميع الأطفال في تلك المرحلة. وتحدث في المجتمعات الأشد انفتاحاً تجارب جنسية بين الأطفال قبل البلوغ عادة .
دور الأهل و أطباء الأطفال : يتضمن مفهوم الطبيعي عند أطفال سن المدرسة مجالاً واسعاً من حيث القياسات الجسدية والأشكال والقدرات . يتباين شعور الأطفال حول خصائصهم الجسدية حسب الأهمية من الفخر إلى الخجل إلى عدم اكتراث واضح . يمكن أن يؤدي الخوف من ظهور ( عيب أو ضعف ) لدى الطفل إلى تجنب الظروف التي تتضح بها الفروق الجسدية كما في حجرة الرياضة أو الفحوص الطبية .وقد يواجه الأطفال ذوي العجز الجسدي الحاد ضغوط شدة خاصة بسبب الاختلاف عن غيرهم . يقدم الفحص الجسدي الروتيني فرصة لاكتشاف الاهتمامات وتبديد المخاوف. تخشى الفتيات ( خصوصاً ) من زيادة الوزن ويشترك العديد منهن في حميات غذائية غير سليمة لتحقيق نموذج رشيق في مخيلتهن غير طبيعي في الحقيقة. يترافق قصر القامة خصوصاً لدى الصبيان بنقص الإنجازات الثقافية وزيادة مخاطر المشاكل السلوكية، كما قد يثير مظهر جسم الطفل مشاعر مضطربة لدى الوالدين ، وتعيق هذه المشاعر عادة جهود الأبوين لتعزيز التطور الجسدي لأطفالهما دون بتر شعورهم بتقدير الذات من جهة تشجيع الشعور بالنقص من جهة أخرى . يمكن لأطباء الأطفال أن يساعدوا الأبوين في التمييز بين المخاطر الصحية الحقيقية والاختلافات الفردية الواجب القبول بها. يسمح توفر هرمون النمو الإنساني المأشوب زيادة احتمال استخدام هذا العلاج الطبي للأطفال قصيري القامة الذين لا يوجد عندهم نقص موثق لهذا الهرمون ، ويتطلب اتخاذ قرار المعالجة به مع ما يرافقه من كلفة وإزعاج أن يكون في ضوء معنى قصر القامة لكل طفل بشكل فردي . يجب أن تتضمن القصة في زيارات المراقبة الصحية الاستجواب حول الفعاليات الجسدية المعتادة. ويساهم الاشتراك في الرياضيات الجماعية المنظمة في تعزيز المهارة، والعمل الجماعي في الفريق، والرشاقة، لكن الضغط الزائد الهادف للمنافسة يؤدي غالباً لنتائج سلبية . يجب ألا يتورط الأطفال قبل سن البلوغ في رياضيات عالية الشدة والصدام مثل رفع الأثقال وكرة القدم الأمريكية لأن خطر الأذية يزداد بسبب عدم اكتمال النضج الهيكلي.
التطور اللغوي والمعرفي : يختلف تفكير الأطفال الصغار في سن المدرسة بشكل نوعي عن تفكير أطفال أصغر بسنة أو سنتين فقط. فالأطفال في سن المدرسة استعاضوا عن التفكير بالسحر و المتمحور حول الذات والمعرفة المعتمدة على الإدراك بتقبل المعالم الإدراكية والمعرفية واللغوية المختارة ، الضرورية للنجاح في المدرسة الابتدائية :
اضغط هنا متزايد للقواعد التي تعتمد على الظواهر القابلة للملاحظة والعوامل ذات الأبعاد ووجهات النظر المتعددة ، واعتمدوا في تفسير مفاهيمهم على ضوء النظريات المنطقية المتعلقة بالقوانين الفيزيائية . وقد وثق بياجيت هذا الانتقال من ( المرحلة ما قبل العملياتية ) إلى ( العمليات المنطقية الواقعية ) بسلسلة من التجارب ( المحافظة ) ( انظر الفصل 13)، فعلى سبيل المثال يصر الطفل بعمر خمس سنوات المراقب لكرة الطين التي حولت إلى شكل أفعى أن الأفعى (أكبر ) لأنها أطول، أما الطفل بعمر سبع سنوات فيجب عادة بأن الكرة والأفعى يرنان نفس الوزن بالضرورة لعدم إضافة أو طرح شيء أو لأن الأفعى أطول لكن أنحف. تحدث هذه الإعادة في التنظيم المعرفي بمعدلات متباينة وفي سياقات متبانية، ففي سياق التعامل الاجتماعي المتبادل مع الأشقاء يبدي الأطفال الصغار عادة قدرة على تفهم عدة وجهات نظر قبل زمن طويل من إظهارهم هذه القدرة في تفكيرهم المتعلق بالعالم المادي حولهم. تؤدي المدرسة لزيادة المتطلبات المعرفية. ويتطلب التفوق في المرحلة الابتدائية عدداً كبيراً من العمليات الإدراكية والمعرفية واللغوية لتعمل كلها بشكل فعال(الجدول14-1) ويؤثر كل من الانتباه واللغة الاستقبالية في الآخر كما هي حل كل مظاهر التعلم الأخرى . لا يمكن للمرء أن يعني بما لا يمكنه فهمه أو أن يفهم ما لم يعير له انتباهه أولاً. ويحتاج أطفال الصف الثالث إلى القدرة على الحفاظ على الانتباه طيلة 45دقيقة. تخصص السنتان الأوليتان من المدرسة الابتدائية لاكتساب الأساسيات في : القراءة والكتابة والمهارات الحسابية الأساسية. وتتطلب مرحلة الصف الثالث أو الرابع استخدام الأطفال لهذه الأساسيات في تعلم مواد أعقد فأعقد، ولا يعود الهدف من قراءة النص فهم كلماته فحسب بل تفهم محتواه ومعانيه ولا يعود الهدف من الكتابة تهجئتها أو تخطيطها بل إنشاء الأفكار ، ويزداد حجم العم بازدياد تعقيده. ولا يمكن للأطفال أن يحققوا هذه المتطلبات إلا إذا أتقنوا المهارات الأساسية إلى درجة تصبح فيها ذاتية (أوتوماتيكية )، أما الأطفال الذين يحتاجون للتفكير بشكل كل حرف قبل كتابته أو يحتاجون لتذكر قواعد الحساب الأساسية كلما حاولوا حل مسألة فأولئك يتخلفون عن أقرانهم. تتأثر القدرات المعرفية مع عدد كبير من المواقف والعوامل العاطفية لتحديد أداء الطفل ضمن صفه الدراسي. ومن هذه العوامل: الحماس لإرضاء الكبار، التعاون ، التنافس، الاستعداد للعمل لقاء مكافأة ينالها لاحقاً ، الثقة بقدراته الذاتية ، القدرة على المخاطرة حين يكون النجاح غير مضمون . ويجر النجاح إلى مزيد من النجاح ، فيما يبتر الفشل قدرة الطفل على تحدي المخاطر المعرفية – العاطفية مستقبلاً . وتمتد فعاليات الأطفال الفكرية في أنشطة خارج الصف، ويبدأ ذلك في الصف الثالث أو الرابع حيث يستمتع الأطفال بشكل متزايد بالألعاب الحاوية خططاً أو اللعب بالكلمات ( تورية المعاني بغرض الذم)، وهي تمارين تنتمي المهارات اللغوية والمعرفية. ويصبح العديد من هؤلاء الأطفال خبيرين في مجالات يختارونها، مثل ألعاب الطفولة الرياضية أو الطوابع ، في حين يتحول آخرون إلى قراء شغوفين .
دور الأهل و أطباء الأطفال : يستطيع الأطفال في المرحلة المعرفية للعمليات المنطقية الواقعية تفهم الشروح البسيطة عن المرض والمعالجات الضرورية رغم أنهم قد يعودون للتفكير قبل المنطقي تحت تأثير الشدة ( وكذلك البالغون أيضاً ) ، فمن الممكن لطفل مصاب بذات الرئة أن يكون قادراً على التفهم بأن الكريات البيض تقاتل الجراثيم في الرئتين ، لكن يبقى الطفل ضمناً يحمل الاعتقاد بأن المرض هو عقاب لعدم إطاعة والديه . تعتبر مشاكل السلوك التعليمية والمدرسية – شأنها شأن الحمى- أعراضاً تستدعي التشخيص. ومن بين الأسباب المحتملة الكثيرة هناك : اضطرابات وظيفية لغوية أو إدراكية أو معرفية خاصة واضطرابات الانتباه الثانوية التالية للانشغال العاطفي أو الاكتئاب أو القلق أو أي مرض مزمن. ومن الشائع كون السبب هو اجتماع عدد من عوامل كهذه. تعتمد المقاربات العلاجية على المشكلة أو المشاكل المسببة . يستفيد الأطفال المصابين بنقص الانتباه بسبب عجز لغوي استقبالي من المعالجة اللغوية أكثر مما يستفيدون من العلاج بالحث، وبشكل مشابه يكون العلاج النفسي عادة أقل فائدة في اضطرابات الانتباه البدئية من التعديلات الطبية والبيئية التي تهدف إلى زيادة التنظيم وإنقاص التشتيت ، والمثال البسيط هو طفل يعيد دراسة صف رسب فيه ، يندر أن يجني نتيجة إيجابية ويحدث لديه غالباً بتر مؤثر في الثقة بالنفس. ولشرح واسع عن مشاكل التعلم والسلوك انظر الفصل 31. وإن التداخلات التي تسمح للأطفال بتمرين قواهم واختبار نجاحهم يكون لها تأثير مفيد بشكل عام في التغلغل ضمن مواضع الخلل وحل المشكلة.
التطور الاجتماعي والعاطفي : من المعروف في نظرية التحليل النفسي تأتي فترة الكمون بعد حل النزاعات الأوديبية ، حيث تتوجه الفعاليات الجنسية بعيداً عن مصادرها لأصلية المحظورة –أي الوالدين – نحو السعي وراء تحقيق إنجازات مقبولة اجتماعياً . ويتطابق نتيجة لذلك الطفل ما بعد المرحلة الأوديبية مع أبيه ( أو الطفلة مع أمها ) ليكيف الطفل أباه بحيث يقوم بدور النموذج . تندمج محاكمات الأبوين العقلية في ذات الطفل على أنها الأنا العليا ومما يدعم هذه النظرية من ملاحظات تناقص الحساسية العاطفية تجاه الأبوين وازدياد المشاركة في علاقات خارج المنزل. يتقدم التطور الاجتماعي والعاطفي في ثلاثة اتجاهات: المنزل والمدرسة والجوار. ويبقى المنزل أشدها تأثيراً ، وتبقى العلاقة الطفلية الوادلية هي المزود بالقاعدة الآمنة التي يمكن للطفل أن ينطلق اعتماداً عليها. تتضمن معالم الاستقلال المتزايد لطفل المدرسة: النوم لأول مرة خارج المنزل في بيت صديق ، والاشتراك لأول مرة في معسكر (بعيد). يرصد الأبوان اعتماداً مالياً لجهود المدرسة والنشاطات غير الدراسية، وللاحتفالات بالنجاح، ويظهرون تقبلاً غير مشروط للفشل حين حدوثه . تتيح الأعمال اليومية المعتادة للطفل الفرصة للمساهمة في العائلة بطريقة ذات مغزى تدعم تقديره لذاته ، ويلعب الأشقاء دوراً حاسماً كمنافسين له ، وكمساعدين أوفياء، وكنموذج يقتدي بدورهم . تؤدي العلاقات مع الأشقاء إلى نتائج مديدة على تطور الشخصية مما يؤثر على تصور الفرد لنفسه ، ومقاربته لحل النزاعات، واهتماماته ، وحتى اختيار طريقة في الحياة . يتوافق بدء المدرسة مع انفصال أكبر للطفل عن عائلته وازدياد أهمية العلاقات مع المعلم والقرناء. وبالإضافة للصداقات التي قد تستمر لشهور أو سنين فإن التجارب مع عدد كبير من الصداقات والعداوات السطحية تساهم في نمو الكفاءة الاجتماعية لدى الطفل. ويمكن اكتساب الشعبية ، وهي مؤثر مركزي في تقدير الذات، من خلال الممتلكات ( امتلاك الألعاب الأفضل أو الملابس الأفضل) كما يمكن اكتسابها من خلال الجاذبية الشخصية ، والإنجازات ،والمهارات الاجتماعية العملية . يجب التشجيع على الانسجام بالمكافآت ، فبعض الأطفال ينسجمون مع الآخرين بسهولة ويستمتعون بالنجاح الاجتماعي السهل. أما الأطفال الآخرون الذين يكيفون أنماطاً فردية خاصة بهم أو تكون لديهم اختلافات واضحة فقد يوصفون بأنهم (( غريبون بأطباعهم )) ، وقد يكون هؤلاء الأطفال مدركين ما في ذلك من ألم بأنهم مختلفون ، أو قد يكونون محتارين حول نقص شعبيتهم. وقد يسعى الأطفال ناقصي المهارات الاجتماعية بشكل حثيث لكسب القبول ورضا الآخرين ولكن دون جدوى، وقد تندمج نعوت يطلقها القرناء مثل مضحك ، أو غبي، أو سيئ، أو جبان لتصبح جزءاً من فكرة الطفل عن نفسه. وبالنسبة لتأثير الجوار على التطور العاطفي والاجتماعي فهناك مخاطر حقيقية تحيط بالطفل مثل: الشوارع المزدحمة ، الأصدقاء السيئون (المستأسدون على من هم أضعف منهم.. وإن التفاعل المتبادل مع القرناء دون إشراف مقرب من البالغين يعرج على زيادة حل النزاعات أو المهارات القتالية . وتؤدي الإعلانات في واجهات المحلات وفي التلفزيون وكذلك مراقبة الطفل للأطفال الأكبر عمراً والبالغين إلى تعريض الأطفال إلى عالم الكبار المادي وإلى الجنس والعنف. وتقوي العديد من هذه التجارب شعور الأطفال بالعجز في العالم الأوسع، وقد تعزز الأوهام المعاوضة عندهم بكونهم أقوياء افتتانهم بأبطال خارقين. ويعد الإعجاب المفرطة بالبطل واعتماد ملابس وتصرفات البالغ (( بروفات شكلية )) لأدوار البالغين ، وتمثل طرقاً لانتحال قدرة البالغ. إن التوازن بين الوهم ( الخيال الجامح ) وانتحال القدرة عند التعامل مع تحديات العالم الحقيقي يعكس تطوراً عاطفياً سليماً.
دور الأهل و أطباء الأطفال : يحتاج جميع الأطفال إلى الدعم لأنهم يخرجون إلى عالم مخيف غالباً ، ويجب أن يتوافق الدعم غير المشروط مع الاحتياجات الحقيقية . وبالنسبة للأطفال الذين يبدون صعوبة غير طبيعية في الانفصال عن والديهم ومواجهة تحديات المدرسة والجوار قد يكون لديهم آباء يعانون من صعوبة غير طبيعية عند السماح لأطفالهم بمغادرة المنزل. بينما يبالغ آباء آخرون في ضغوط مرهقة على أطفالهم لتحقيق سلوك البالغين وتكييفهم عليه . يجاهد الأطفال عادة لمواجهة هذه الصعوبات لكن قد تتطور لديهم نتيجة لذلك مشاكل أو أعراض جسدية مثل الصداع وآلام المعدة. يواجه العديد من الأطفال ضغوطاً تفوق التحديات الطبيعية للانفصال و(القيام به ) في المدرسة وفي الجوار، فالطلاق يؤثر في 40% من الأطفال ويمكن للعنف بين الوالدين ، وإدمان أحدهما على المخدرات والمشاكل الصحية العقلية الأخرى أن تضعف أيضاً قدرة الطفل على اتخاذ المنزل كقاعدة أمان لشحذ همته عاطفياً. وعندئذ يكون لتهديد العصابات وإطلاق النار العشوائي في العديد من مناطق الجوار تأثيراً خطراً جداً على التطور الطبيعي لاستقلالية الطفل. فقد ينضم أطفال في أواخر المرحلة الابتدائية أو المرحلة المتوسطة إلى عصابات بغرض حماية النفس أو كوسيلة لاكتساب القوة أو الانتساب لجماعة متماسكة . ويشير الانتشار الكبير لاضطرابات الضبط عند أطفال سن المدرسة لتأثير هذه الضغوط المربكة على التطور. يجب أن يكون أطباء الأطفال منتبهين إلى وظائف الأطفال في جميع المجالات ( المنزل والمدرسة والجوار) والنظر بعين الاعتبار إلى كيفية دعم كل من تلك البيئات أو إضعافها لقدرة الطفل على التكيف والنمو.ويمكن أن يساعد استخدام مختصر HEADSS : المنزل ، الثقافة واستخداماتها ، فعاليات القرناء ، المخدرات ، الجنس ، الانتحار أو الاكتئاب ولو أنه مصمم أصلاً للمراهقين فمن الممكن أن يفيد أيضاً عند أطفال سن المدرسة مع تعديلات بسيطة .
فراشه عضو vip
عدد المساهمات : 2589 نقاط : 5360 تاريخ التسجيل : 11/03/2012