موضوع: نمو وتطور الطفل خلال السنة الأولى الثلاثاء 13 مارس 2012 - 4:33
نمو وتطور الطفل خلال السنة الأولى
النمو و التطور خلال السنة الأولى من عمر شهرين الى عمر 6 أشهر: يبدأ بعمر الشهرين تقريباً ظهور الابتسامات الإرادية (الاجتماعية) وازدياد التواصل البصري، مما يميز حدوث تغير في العلاقة بين الطفل والأم، ويتميز هذا التغير بازدياد مستوى الشعور الوالدي بتبادل المحبة مع الطفل. وتزداد بحلول الأشهر التالي قدرة الطفل على السيطرة الحركية والاجتماعية والاهتمامات المعرفية وذلك بشكل ملفت للنظر. ويأخذ التنظيم المتبادل شكل علاقات اجتماعية متبادلة معقدة.
التطور الجسدي: يبطؤ معدل النمو بين الشهرين 3و 4 إلى حوالي 20غ/باليوم. تتراجع المنعكسات الباكرة الظهور التي تعيق الحركات الإرادية . يعني اختفاء منعكس العنق التوتري غير المتناظر قدرة الرضع على التدحرج وكذلك البدء بفحص الأشياء على الخط المتوسط وتحريكها بكلتي اليدين ، ويسمح ضعف منعكس الإطباق الذي ظهر باكراً في اليدين . بمسك الأشياء، وتركها بشكل إرادي. يثير الجسم الغريب رغبة هادفة- ولو غير فعالة- للوصل إليه . ومع ازدياد السيطرة على عطف الجذع يصبح التدحرج الإرادي ممكناً . تتحسن السيطرة على تحريك الرأس مما يسمح للرضيع بالتحديق بشكل أفقي بالأشياء وليس فقط إلى الأعلى، وتسمح أيضاً ببدء تناول الطعام بالملعقة ، ويسمح ازدياد نضج الجهاز البصري في الوقت نفسه بازدياد عمق الساحة البصرية. تقارب الفترة الإجمالية التي يحتاجها الرضيع للنوم 14-16 ساعة يومياً، منها 9-10 ساعات مركزة في الليل، وينام 70 % من الرضع بعمر 6 أشهر 6-8 ساعات متواصلة . ويبدي تخطيط الدماغ الكهربائي أثناء النوم بعمر 4-6أشهر نموذجاً ناضجاً مع تميز حركات العين السريعة والمراحل الأربعة للنوم اللاريمي . تبقى دورة نوم قصيرة لا تتجاوز 50-60دقيقة، بينما دورة نوم البالغ تقارب 90دقيقة، ونتيجة لذلك يتعرض الرضع للنوم الخفيف أو الاستيقاظ المتكرر ليلاً ، مما يهيئ لاضطرابات النوم السلوكية في هذه المرحلة.
عودة الى أعلى الصفحة
بزوغ الأسنان بزوغ الأسنان الأولية (( اللبنية )) والثانوية (( الدائمة )) عند الأطفال : اضغط هنا لمشاهدة جدول تسلس بزوغ الأسنان اللبنية و الدائمة عند الطفل
التطور في الإدراك : إن المحصلة الإجمالية لهذه التطورات تعني تغير نوعي عند الرضيع. يوصف الرضيع بعمر 4 أشهر بأنه (( فرخ )) اجتماعياً ، ويصبح مندمجاً في عالم أوسع ، ولا يعود الرضيع خلال إرضاعه يركز اهتمامه بشكل كبير على أمه بل يصبح مشتت الانتباه، فحين يُحمل على ذراعي أمه قد يتحول الرضيع جانبياً مفضلاً النظر للخارج. يستكشف الرضيع في هذا العمر جسمه، ويحدق بيديه باهتمام، ويصدر أصواتاً ويكاغي ، ويلمس أذنيه وحده وأعضاءه التناسلية. تمثل هذه الاستكشافات مرحلة باكرة في تفهم السبب والنتيجة حيث يتعلم الرضيع أن حركات العضلات الإرادي تولد احساسات لمسية وبصرية يمكن توقعها ، كما تلعب دوراً في تطور الشعور بالذات، ويتحول الطفل الرضيع عبر التكرار المستمر إلى ربط احساسات معينة . يرافق الشعور برفع اليدين وتحريك الأصابع دوماً منظر حركة الأصابع . إن مثل هذه الاحساسات ( الذاتية ) تكون مترابطة بشكل ثابت وقابلة للتجدد حسب رغبة الطفل. وتحدث الاحساسات المصنفة بغير الذاتية بالعكس، فهي تحدث بشكل متقطع ومع مرافقات متباينة . يظهر صوت وابتسام وشعور الأم مباشرة استجابة لبكاء الطفل أحياناً ، لكنه لا يظهر أحياناً أخرى.
التطور الانفعالي والتواصل : إن المحصلة الإجمالية لهذه التطورات تعني تغير نوعي عند الرضيع. يوصف الرضيع بعمر 4 أشهر بأنه (( فرخ )) اجتماعياً ، ويصبح مندمجاً في عالم أوسع ، ولا يعود الرضيع خلال إرضاعه يركز اهتمامه بشكل كبير على أمه بل يصبح مشتت الانتباه، فحين يُحمل على ذراعي أمه قد يتحول الرضيع جانبياً مفضلاً النظر للخارج. يستكشف الرضيع في هذا العمر جسمه، ويحدق بيديه باهتمام، ويصدر أصواتاً ويكاغي ، ويلمس أذنيه وحده وأعضاءه التناسلية. تمثل هذه الاستكشافات مرحلة باكرة في تفهم السبب والنتيجة حيث يتعلم الرضيع أن حركات العضلات الإرادي تولد احساسات لمسية وبصرية يمكن توقعها ، كما تلعب دوراً في تطور الشعور بالذات، ويتحول الطفل الرضيع عبر التكرار المستمر إلى ربط احساسات معينة . يرافق الشعور برفع اليدين وتحريك الأصابع دوماً منظر حركة الأصابع . إن مثل هذه الاحساسات ( الذاتية ) تكون مترابطة بشكل ثابت وقابلة للتجدد حسب رغبة الطفل. وتحدث الاحساسات المصنفة بغير الذاتية بالعكس، فهي تحدث بشكل متقطع ومع مرافقات متباينة . يظهر صوت وابتسام وشعور الأم مباشرة استجابة لبكاء الطفل أحياناً ، لكنه لا يظهر أحياناً أخرى.
زمن الظهور الشعاعي لنقاط التعظم خلال مرحلتي الرضع والأطفال : اضغط هنا لمشاهدة جدول زمن الظهور الشعاعي لنقاط التعظم عند الرضع و الاطفال [color:1a79=red ]
تطور حالة الأبوين النفسية خلال مرحلة الرضاعة : بالنسبة للوالدين يكون النضج الحسي والحركي عند الرضيع بعمر 3-6أشهر طرفاً متفاعلاً مثيراً، وبنفس الوقت أكثر جاذبية وأكثر فتنة لكن أكثر انفصالاً أيضاً . يفسر بعض الآباء تحول الرضيع بعمر 4 أشهر عنهم كرفض لهم، ويخشون في سريرتهم أن الرضيع لم يعد يحبهم. ولكن تعتبر هذه الفترة عند معظم الآباء فترة سعيدة. ويختار الطفل الجذاب بشدة في إعلانات أطعمة الرضع حيث يصور في وضعية الاضطجاع البطني ورأسه وصدره مرفوعان بعمر خمسة أشهر عادة. يصرح معظم الآباء بفرح بأنهم قادرين على إجراء (الحوارات ) مع أطفالهم الرضع، آخذين دورهم النطقي والسمعي، يشارك أطباء الأطفال في ابتهاجهم عندما يسجع (يكاغي ) ويغازل الطفل بعمر 4 أشهر . إذ لم تؤدي هذه الزيادة للشعور بالابتهاج والارتياح يجب تحري الأسباب مثل: الشدة الاجتماعية، سوء الوظيفة العائلية ، مرض عقلي لأحد الأبوين، أو مشاكل في العلاقة الطفلية الوالدية .
العمر 6-12شهراً : يؤدي بلوغ هذا العمر إلى زيادة الحركية واستكشاف العالم الجامد، والتقدم في الفهم الاستعرافي والكفاءة التواصلية، وظهور توترات جديدة حول مواضيع الارتباط والانفصال. وفي هذه المرحلة تتطور لدى الرضيع ميزتان هما الإرادة والقصد، وهما مميزتان يرحب بهما معظم الآباء لكنهم يجدون تحدياً في التعامل معهما.
التطور الجسدي : يبطؤ النمو أكثر . تتيح القدرة على الجلوس دون مساعدة ( حوالي الشهر السابع) والدوران عندما يكون جالساً (حوالي الشهر 9-10) فرصاً أكبر للتعامل مع أشياء عديدة في نفس الوقت والخبرة في تواصلات أطول مع الأشياء. تتعزز هذه الاستكشافات بظهور منعكس الكماشة ( حوالي الشهر التاسع). يبدأ العديد من الرضع بالزحف والتسلق للوقوف حوالي الشهر الثامن والمشي قبل السنة الأولى إما بشكل مستقل أو بمساعدة عربة المشي (المشاية ) . يتوافق تطور القدرات الحركية مع زيادة التغمد بالنخاعين والنمو المخيخي. توسع هذه الإنجازات الحركية وقدرة الطفل على التنقل من مدى الاستكشاف لدى الرضيع لكنها تعرضه لأخطار جسدية جديدة إضافة لفرص التعلم. في هذه الفترة يبدأ بزوغ الأسنان وذلك بالقواطع المركزية السفلية عادة . كما يعكس التطور السني أيضاً النضج الهيكلي والعمر العظمي .
تطور المعرفة : في البداية يتجه كل شيء نحو الفم، ومع مرور الوقت يلتقط الطفل الأجسام غير المألوفة ، ويتأملها، ويمررها من يد إلى أخرى، ويضربها بعنف، ويسقطها، ثم يدخلها إلى فمه. يعكس كل تصرف مما سبق فكرة غير ملفوظة حول تفكير الرضيع بالغاية التي وجدت الأشياء لأجلها (الترسيم حسب مصطلحات بياجيت ). تعد درجة تعقيد لعب الرضيع وكم ترسيماً يمكن له أن يحمله مؤشراً جيداً على التطور الاستعرافي في هذا العمر . تشير السعادة والاستمرارية والفعالية التي يواجه بها الرضع هذه التحديات لوجود توجيه داخلي، أو ميول للتفوق. يحدث سلوك السيادة والتفوق عندما يشعر الرضيع بالأمان ، أما الذين يعيشون علاقات أقل أمناً فتكون لديهم خبرة محددة وكفاءة أقل. يعد المعلم الأساسي تحقيق ثبات الجسم المادي ( في حوالي الشهر التاسع)، وهو تفهم استمرار وجود الأشياء حتى وإن لم تكن مرئية والرضيع بعمر 4 -7أشهر يبحث عن كرة الصوف التي سقطت بالنظر للأسف لكنه يتخلى وبسرعة عن هذا البحث إذا لم يعد يراها، أما حين يفهم مبدأ ثبات الجسم المادي فهو يستمر في البحث، ويجد الأشياء المخبأة تحت قطعة قماش أو خلف ظهر الفاحص.
التطور في ردود الفعل : يتوافق اكتشاف ثبات الجسم المادي مع تغيرات نوعية في التطور الاجتماعي والتواصل. حيث يلاحظ أن الرضيع ينظر للخلف والأمام منقلاً نظره بين الغريب القادم وأمه كما لو كان يجري مقارنة بين المعلوم والمجهول، وقد يتعلق بأمه ويبكي بقلق. يصبح الانفصال عادة أكثر صعوبة ، ويبدأ الرضع الذين كانوا ينامون ليلاً لأشهر مضت بالاستيقاظ بشكل منتظم كما لو أنهم يتذكرون أن والديهم ما يزالا في الغرفة المجاورة. تظهر في نفس الوقت حاجة جديدة للاستقلالية ، فلا يعود الرضيع يقبل أن يُطعم لكنه يبتعد رافضاً ذلك عند اقتراب الملعقة أو يصر على حملها بنفسه. ويسمح إطعام الرضيع لنفسه بالطعام الذي يأخذ شكل الإصبع بتدريب الرضيع على المهارات الحركية الدقيقة المكتسبة حديثاً ( منعكس الكماشة)، وقد تكون هذه الطريقة الوحيدة لحمل الطفل على تناول الطعام. تشكل نوبات الغضب التظاهرات الأولى عندما تتضارب موجهات الاستقلالية والسيادة مع محاولات الأبوين للسيطرة ومع قدرات الطفل التي ما تزال محدودة.
التواصل : يعد الرضيع بعمر سبعة أشهر بارعاً في التواصل غير اللفظي ، ويعبر عن مدى واسع من العواطف ويستجيب للنبرة الصوتية و التعابير الوجهية. وبعمر التسعة أشهر يصبح مدركاً بأن العواطف قابلة للتبادل والمشاركة بين الناس، ويُري لعبه لأبويه بفرح كما لو أنه يقول ( عندما تريان هذا الشيء ستصبحون سعيدين أيضاً). وتأخذ أصوات المكاغاة بين الشهرين 8-10 تعقيداً جديداً من خلال المقاطع الصوتية المتعددة (با-دا-ما)و النبرات الصوتية التي تقلد اللغة التي يحكيها قومه، ويفقد الرضيع في نفس الوقت القدرة على التمييز بين الأصوات المنطوقة غير المتميزة في اللغة القومية . تظهر أول كلمة حقيقية يقولها الطفل بشكل صوت يستخدم بشكل ثابت للإشارة إلى جسم أو شخص معينين ، وتظهر متوافقة مع اكتشاف الطفل لثبات الجسم المادي. تؤمن كتب الصور في هذا العمر سياقاً مثالياً لاكتساب اللغة اللفظية . ومن خلال كتاب مألوف الصور قد تنهمك الأم والطفل في حلقات متكررة من الإشارة والتسمية، مع توضيح وتصحيح الأم لذلك.
تطور الحالة النفسية للوالدين : يعد الرضيع بعمر سبعة أشهر بارعاً في التواصل غير اللفظي ، ويعبر عن مدى واسع من العواطف ويستجيب للنبرة الصوتية و التعابير الوجهية. وبعمر التسعة أشهر يصبح مدركاً بأن العواطف قابلة للتبادل والمشاركة بين الناس، ويُري لعبه لأبويه بفرح كما لو أنه يقول ( عندما تريان هذا الشيء ستصبحون سعيدين أيضاً). وتأخذ أصوات المكاغاة بين الشهرين 8-10 تعقيداً جديداً من خلال المقاطع الصوتية المتعددة (با-دا-ما)و النبرات الصوتية التي تقلد اللغة التي يحكيها قومه، ويفقد الرضيع في نفس الوقت القدرة على التمييز بين الأصوات المنطوقة غير المتميزة في اللغة القومية . تظهر أول كلمة حقيقية يقولها الطفل بشكل صوت يستخدم بشكل ثابت للإشارة إلى جسم أو شخص معينين ، وتظهر متوافقة مع اكتشاف الطفل لثبات الجسم المادي. تؤمن كتب الصور في هذا العمر سياقاً مثالياً لاكتساب اللغة اللفظية . ومن خلال كتاب مألوف الصور قد تنهمك الأم والطفل في حلقات متكررة من الإشارة والتسمية، مع توضيح وتصحيح الأم لذلك.
عودة الى أعلى الصفحة
النمو و التطور خلال السنة الثانية عمر 12-18شهراً التطور الجسدي : يبطؤ معدل النمو بشكل أكبر في السنة الثانية من العمر وتنقص الشهية أيضاً . إذ يحترق (( شحم الرضيع )) بسبب زيادة الحركة ، ويؤدي القعس القطني الزائد لبروز البطن. بينما يستمر نمو الدماغ مع التغمد بالنخاعين خلال هذه السنة . يبدأ معظم الأطفال بالمشي دون مساعدة حوالي عمر السنة ، ولا يمشي بعضهم حتى عمر 15شهراً، أما الأطفال شديدي الحركة والنشاط وغير الخائفين فيميلون للمشي بعمر أبكر، في حين يتأخر مشي الأطفال الأقل حركية والأشد جبناً وأولئك الذين ما زالوا مشغولين باستكشاف الأشياء بتفاصيلها . لا يترافق المشي الباكر بتقدم التطور في الميادين الأخرى. يبدأ الرضع مشيهم بخطوات واسعة القاعدة مع ثني الركبتين ، وعطف الذراعين عند المرفق، ويدور بحمل الجذع مع كل خطوة ، قد تتجه أصابع القدمين للداخل أو الخارج وتضرب القدم سطح الأرض. تؤدي تعديلات تحسينية لاحقة في المشي إلى ثبات أكبر وفعالية أكثر كفاءة، وبعد عدة أشهر من التدريب يعود مركز الثقل إلى الخلف ويصبح الجذع أشد ثباتاً، في حين تنبسط الركبتان وتهتز الذراعان على جانب الجسم مع كل خطوة تحقيقاً للتوازن ، ويصبح ارتصاف أصابع القدمين أفضل، ويصبح الطفل قادراً على التوقف والدوران والانحناء دون أن يتمايل فاقداً توازنه.
التطور في المعرفة : يتسرع استكشاف الأشياء بسبب تمام نضج عمليات الوصول إليها والإمساك بها وتركها، ولأن المشي يسمح بالوصول للأشياء الجذابة . يجمع الطفل في أول سن المشي ( الدارج ) بين الأشياء بطرق غريبة لإيجاد تأثيرات سارة، مثل رصف المكعبات أو وضع الأشياء في التجويف الخاص بشريط التسجيل في جهاز الفيديو. كما يرجح استخدام أدوات اللعب في الغايات المقصودة منها ( مثل استخدام المشط للعشر والكوب للشرب). وبعد تقليد الأبوين والأطفال الأكبر نمطاً هاماً في التعلم. يتركز لعب الادعاء على جسم الطفل ( مثل التظاهر بالشرب من كأس فارغ ) .
تطور سلوك الطفل من 1 الى 5 سنوات : يرجى الضغط هنا لمشاهدة جدول تطور سلوكيات الطفل خلال الطفولة المتوسطة [color:1a79=red ]
التطور الانفعالي : قد يصبح الأطفال سريعي الاستثارة عندما يقتربون من المعلم الأول في خطواتهم التطورية، فعندما يباشرون المشي تتغير الأمزجة المسيطرة عندهم بشكل ملحوظ . يوصف الأطفال في سن الحبو ( الدارجون ) بأنهم (مغرمون ) بقدرتهم الجديدة والجهد الذي يبذلونه للسيطرة على المسافة بينهم وبين والديهم. يحوم الأطفال الدارجون حول والديهم كما تدور الكواكب حول الشمس ، ويتحركون مبتعدين وهم ينظرون للخلف، فيتحركون مبتعدين أكثر ثم يعودون ليكتسبوا الأمان مجدداً من خلال ملامستهم للأبوين . وفي الأوضاع غير المألوفة تكون تحركات الأطفال ذوي المزاج المتصف بالخوف محدودة أو أنهم لا يتحركون بعيداً عن والديهم، وفي حال كون الأوضاع مألوفة قد يحوم الطفل الجريء بعيداً عن مجال نظر والديه. إن قدرة الطفل على الاعتماد على أحد الأبوين ( كقاعدة أمان ) للاستكشاف تعتمد على علاقة الارتباط بينهما، ويمكن تقييم هذا الارتباط يجعل الوالدين يتركان طفلهما في غرفة ألعاب غير مألوفة بالنسبة له ( وضع غريب عنه ) ، وفي هذه الحالة يتوقف معظم الأطفال عن اللعب ويبكون ويحاولون اللحاق بالوالدين ، وعلى كل حال تعتبر النتيجة ذات الأهمية الأعظم هي رد فعل الطفل على عودة والديه . حيث أن الأطفال ذوي الاربتاط الوثيق مع الوالدين يعودون مباشرة للتمسك بوالديهم، والشعور بالراحة ، ويصبحون قادرين على العودة للعب. أما الأطفال ذوي الاربتاط المتناقض وجداناً فيعودون لأبويهم لكنهم يقاومون شعورهم بالراحة قد يضربون أبويهم بغضب. أما الأطفال المصنفين بأنهم معزولون فقد لا يرتكسون عندما يغادر الأبوين وقد ينصرفون عنهما عندما يعودان قد تعكس أنماط ردود الفعل غير الآمنة خططاً يطورها الأطفال لمواجهة المعاملات الوالدية العقابية أو غير المسؤولة ، وقد تنذر بمشاكل انفعالية واستعرافية لاحقة . ما زال الجدل مستمراً حول الكيفية التي تؤثر بها مزاجية الطفل وتجربة الانفصال السابقة له على تفسير نتائج الوضع الغريب الناشئ.
التطور في اللغة : تسبق اللغة الاستقبالية اللغة التعبيرية. ففي الوقت الذي يتكلم فيه الرضيع أول كلماته ( حوالي عمر الشهر الثاني عشر ) فإنه يكون قد استجاب لعدد من العبارات البسيطة مثل ( لا ) و ( باي باي ) ، و( أعطني ). وفي حوالي الشهر الخامس عشر من العمر يشير الطفل عادة إلى أقسام الجسم الرئيسية ويستخدم 4-6 كلمات بشكل عفوي وصحيح ، بما فيها الأسماء الصحيحة. كما يستمتع الطفل بهذا العمر بلفظ كلمات عديدة المقاطع غير مفهومة ولكنه لا يبدو منزعجاً من عدم فهم أحد له . ويستمر معظم التواصل المتعلق بالطلبات والأفكار بشكل غير لفظي.
ردود فعل الوالدين : عندما يبدأ الطفل بالمشي يميل الأبوان اللذان لم يتمكنا من متابعة أي من المعالم التطورية عند طفلهما بتذكر هذه المعالم، وذلك للقيمة الرمزية للمشي كفعل معبر عن الاستقلالية ومع ازدياد قدرة الطفل على التجول بعيداً عن مرأى والديه تزداد صعوبة الإشراف عليه وتزداد مخاطر حدوث الأذية . وعندما يكون المشي متعذراً بسبب عجز جسدي فعلى الوالدين ومقدمي الرعاية تسهيل اكتشاف الطفل لما حوله ومساعدته لتحقيق سيطرة أكبر على الانفصال والقرب. وقد يكون من الممكن – وفي عيادة طبيب الأطفال- ملاحظة أنماط من الاستجابة مشابهة لتلك المشاهدة في حال تعرض الطفل لوضع غريب (كالمذكور مسبقاً ) . إذ يكون العديد من الأطفال الدارجين مرتاحين في استكشاف غرفة الفحص لكنهم يتعلقون بالأبوين عند تعرضهم للشدة الناجمة عن الفحص . قد يكون الأطفال الذين يصبحون أكثر تعرضاً للشدة ( وليس العكس) حين يحملون على ذراعي والديهم أو الذين يرفضون الوالدين في أوقات الشدة ذوي علاقات ارتباط غير وثيقة مع الوالدين. أما الأطفال الصغار الذين يلجئون حين التعرض للشدة إلى الغرباء طلباً للارتياح رغم وجود أبويهم فيعد وضعهم بشكل خاص مقلقاً.
عمر 18-24شهراً التطور الجسدي : يعد التطور الحركي متسارعاً خلال هذه الفترة من العمر مع تقدم في مجالات التوازن والرشاقة وظهور الجري وصعود الدرج . يتزايد الطول والوزن بمعدل ثابت مع أن نمو الرأس يتباطأ قليلاً .
التطور في المعرفة : تحدث في حوالي الشهر الثامن عشر عدة تغيرات استعرافية تحدد جميعها نهاية الفترة الحسية الحركية. يتعزز جيداً استمرار وجود الأشياء المادية، ويتوقع الطفل الدارج المكان الذي وضع فيه جسم ما ولو لم يكن الجسم مرئياً بالنسبة له حين وضعه. يزداد تفهم مبدأ السبب والنتيجة ، كما يبدي الطفل مرونة في حل المشاكل، باستخدام عصا للحصول على دمية بعيدة عن متناول يده ويشير إلى كيفية ربط لعبة آلية بغية تشغيلها. لا تعود التحويلات الرمزية في اللعب مرتبطة بأعضاء جسم الطفل، لذلك من الممكن إطعام الدمية من صحن فارغ. تتوافق التغيرات الاستعرافية في عمر 18 شهراً ( كما في إعادة التنظيم التطوري الذي يحدث بعمر 9 أشهر ) مع تغيرات هامة في الميادين الانفعالية واللغوية .
التطور الانفعالي : يؤدي الاستقلال النسبي للفترة السابقة لدى العديد من الأطفال إلى ازدياد التعلق بعمر حوالي 18شهراً. قد تكون هذه المرحلة المسماة بمرحلة التقارب ( أو إقامة العلاقة الودية ) ارتكاساً للحذر المتزايد لامكانية الانفصال ، ويفيد العديد من الآباء أنهم لا يستطيعون في هذه المرحلة الذهاب إلى أي مكان دون أن يكون برفقتهم طفل صغير متعلق بهم. ويكون الانفصال وقت النوم صعباً عادة، مع تكرار لبدء غير حقيقي في النوم ونوبات غضب. يستخدم العديد من الأطفال بطانية خاصة أو دمية محشوة كشيء انتقالي: أي شيء يمثل رمزاً للأب أو الأم الغائبين ( شيء مدرك بالحواس في المصطلحات التحليلية النفسية). يبقى الشي الانتقالي هاماً حتى يتم الانتقال إلى الأفكار الرمزية ويندمج بشكل كامل الوجود الرمزي للأبوين في ذاتية الطفل. يظهر التنبه ذاتي الشعور والمعايير المندمجة في الذاتية للتقييم أول ما تظهر في هذا العمر . يسعى الطفل في هذا العمر حين ينظر إلى المرآة للمرة الأولى ويرى بقعة حمراء على أنفه أو أي مظهر آخر غير طبيعي أن يلمس وجهه وليس خياله في المرآة . وفي هذا العمر يبدأ الطفل بالملاحظة حين تكسر اللعبة وقد يذهب بها إلى أحد أبويه ليعيد تثبيتها . وعندما يغرى الطفل بلمس جسم محظور لمسه يقول لنفسه ( لا ، لا ) وهو دليل على اندماج المعايير السلوكية في الذاتية النفسية له ، وهكذا يقرر القوة النسبية للمثبطات المندمجة قبل لمس الجسم المراد لمسه .
التطور في اللغة : قد يكون التطور الأكثر إثارة في هذه المرحلة هو التطور اللغوي . تتوافق تسمية الأشياء مع تطور التفكير الرمزي. وسيشير الأطفال إلى الأشياء مستخدمين السبابة أكثر من اليد ككل كما لو كانوا يهتمون بالأشياء ليس بهدف تملكها بل لإيجاد أسماء لها وتتضح أهداف الطفل عندما تترافق هذه التسميات اللغوية البدئية مع عبارة ( ما هذا – شو هادا ) . وتتضخم قائمة مفردات الطفل بعد معرفته بأن الكلمات يمكن أن تعبر عن الأشياء فتزداد من 10-15 كلمة بعمر 18 شهراً إلى 100 كلمة أو أكثر بعمر السنتين . وعندما يكتسب الطفل ( 50كلمة ) يبدأ بتجميعها لتكوين جمل بسيطة ، وهذه البداية استخدام القواعد اللغوية. ( أعطني الكرة وخذ حذاءك ) . يميز ظهور اللغة اللفظية نهاية المرحلة الحسية والحركية ، وعندما يتعلم الطفل استخدام الرموز للتعبير عن الأفكار وحل المشاكل تتضاءل الحاجة للاعتماد على الإحساس المباشر والمناورات الحركية بغرض الاستعراض .
الحالة النفسية للوالدين : مع زيادة حركية الطفل تصبح الحدود الجسدية لاستكشافات الطفل أقل تأثيراً ، وتصبح الكلمات وبشكل متزايد أكثر أهمية لتوجيه السلوك إضافة لدورها في الاستعراف. ويعاني الأطفال ذوي الاكتساب اللغوي المتأخر عن مشاكل سلوكية أكبر عادة. يصبح تطور اللغة أيسر عندما يستخدم الأبوان ومقدمو الرعاية جملاً بسيطة واضحة، وتواصلاً بالأسئلة والاستجابة لجمل الطفل غير التامة بمساعدة الإيماء المترافق بكلمات مناسبة. كما تساهم الفترات المنتظمة من النظر إلى كتاب الصور وبرفقة الوالدين في استمرار تقديم سياق من الأفكار يصب في تطور اللغة.