دمعة على أم الصابرين زينب الغزالي شعر : الدكتور جابر قميحة
كاتب الموضوع
رسالة
Mr.abdogamel عضو سوبر
عدد المساهمات : 567 نقاط : 907 تاريخ التسجيل : 10/11/2009 العمر : 40
موضوع: دمعة على أم الصابرين زينب الغزالي شعر : الدكتور جابر قميحة الأربعاء 27 يناير 2010 - 19:59
دمعة على أم الصابرين زينب الغزالي شعر : الدكتور جابر قميحة * * * * *
السيدة المجاهدة زينب الغزالي الجبيلي (1917م ـ 2005م) عاشت للإسلام بالدعوة وكلمة الحق في صف الإخوان المسلمين، سجنت في عهد عبد الناصر سبع سنين، وعذبت تعذيبًا فوق طاقة البشر، ولها تفسير قرآني، وترجمة لحياتها، وكتب دعوية أخرى.
وقد لقيت ربها مساء الأربعاء 3 / 8 /2005م، وهذه القصيدة ألقاها الشاعر في سرادق عزائها بالقاهرة مساء الجمعة (5 / 8 / 2005م) أمام جمع حاشد من الإخوان والمعزين من الشعب المصري والمسلمين والعرب.
1ـ بكيْتُ، وقلبي في الأسى يتقلبُ *** فجاء رفيقي مُفزعًا، وهو يَعتبُ
2 ـ وقال: أتبكي والقضاءُ محتم *** وليس لنا من قبضةِ الموتِ مَهرب؟
3 ـ فقلتُ: تعالى اللهُ، فالحزنُ ساعرٌ *** قويٌّ، عتيّ، والفقيدةُ زينبُ
4 ـ ولو كان فضلُ الراحلين مراثيًا *** لجادَ بمرْثاها الحطيمُ، ويثربُ
5 ـ فلا كلُّ مفقودٍ يُراع لفقْدهِ *** ولا كلُّ حيٍّ فائقٌ، ومحبَّبُ
6 ـ ولا كلُّ من يحيا الحياةَ بحاضرٍ *** ولا كل من في القبرِ ماضٍ مغيَّبُ
7 ـ فإن خلودَ المرْءِ بالعمل الذي *** يقودُ مسارَ الخير لا يتهيّب
8 ـ أناديك ـ أمَّ الصابرين ـ بمهجتي *** وكلِّي ٌ ِمْن سناكِ مُطيَّب
9 ـ سلامٌ وريحانٌ وروْحٌ ورحمةٌ *** عليكِ، وممدودٌ من الظلّ طيب
10 ـ فقد عشْتِ بالحق القويم منارةً *** تشدُّ إليها كلَّ قلبٍ وتجذب
11 ـ وكنتِ ـ بحقٍّ ـ منبعَ الحبِّ والتُّقى *** ومدرسةً فيها العطاء المذهَّبَ
12 ـ ودارُكِ كانتْ مثل دار "ابن أرقم" *** تخرّجَ فيها من بناتِكِ أشْهُبُ
13 ـ فَرُحْنَ ـ أيا أماهُ ـ في كلِّ موطنٍ *** يربِّين أجيالا على الحقِّ أُدِّبوا
14 ـ شبابًا حييًّا في شجاعة خالدٍ *** له الحقُّ نهجٌ، والشريعةُ مذْهبُ
15 ـ يفرُّون عند المغريات تعففا *** وحين ينادي الرْوعُ هبّوا وأجْلبوا
16 ـ ومن كان للحقِّ القويم نهوضُهُ *** فليس لغير الله يرضى ويغْضب
17 ـ ولا ضيرَ ألا تُنجبي، تلك حكمةٌ *** طواها عن الأفهام سرٌّ مُحَّجبُ
18 ـ فقد عشْتِ أمًا للجميع ، وأمَّةً *** يباهي بك التاريخَ شرقٌ ومغربُ
19 ـ وكنتِ لسان الحقِّ في أمةٍ غَفَتْ *** كأنهمو عن عالم الناس غُيَّب
20 ـ وقلتِ: كتابُ الله فيه شفاؤكمْ *** وبالسنة السمحاء نعلو ونغْلب
21 ـ وقلتِ: هو الإسلامُ دينٌ ودولةٌ *** وقوميةٌ نعلو بها حين نُنْسب
22 ـ وأن النساء المسلماتِ شقائقٌ *** لجنسِ الرجالِ المسلمين وأقْرب
23 ـ لهنّ حقوقٌ قررتها شريعةٌ *** من الله حقٌ ناصعٌ ومُطيَّب
24 ـ وقد كنَّ قبل الدين كمًّا مهمَّشًا *** كسقْط متاع يُستباحُ ويُسلب
25 ـ بذلك ـ يا أماه ـ كنتِ منارةً *** فأهْوَى صريعا جاهلٌ متعصبُ