الاعجاز النبوي في استعمال السواك الذي سبق العلم الحديث
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
مصطفى الديب عضو محترف
عدد المساهمات : 487 نقاط : 1524 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
موضوع: الاعجاز النبوي في استعمال السواك الذي سبق العلم الحديث الإثنين 4 يناير 2010 - 10:32
السواك بين إعجاز السنة النبوية وأروقة العلم الحديث
لقد كان للسنة النبوية المطهرة قصب السبق في إثبات فوائد السواك ومنافعه الجمة لصحة الإنسان، كما أفاض الأطباء والعشابون المسلمون إبان العصر الوسيط في ذكر أهميته لتطهير الفم وعلاج اللثة، والمحافطة على الأسنان بالإضافة إلى فوائده الطبية الأخرى، وقد جاءت الدراسات والأبحاث الحديثة لتقرر هذه الحقائق، وتثبت الفعالية الطبية للمواد المتوافرة في أعواد الأراك مما جعل أكبر شركات الأدوية والمستحضرات الطبية تتسابق في إنتاج أدوية ومعاجين ومساحيق لعلاج أمراض الفم وللمحافظة على اللثة والأسنان، وتعتمد في تصنيعها أو تحضيرها على المواد الموجودة في السواك. ما هو السواك؟! السواك عود يؤخذ من فروع أو جذور شجرة الأراك المعروفة، وهي من العائلة الأراكية.. تنبت في المناطق الحارة ووديان الصحاري، وتوجد بكثرة في شبه الجزيرة العربية، وبخاصة في المناطق الجنوبية من الحجاز، وفي صعيد مصر والسودان والشام وليبيا وإيران، والمناطق الشرقية والجنوبية في شبه القارة الهندية. وشجرة الأراك صغيرة ولكنها دائمة الخضرة وعديدة الأفرع، وهي ذات أوراق لحمية وأزهارها خضراء مصفرة في عناقيد زهرية، والثمرة عنبية حمراء وحيدة النواة(1). ويستعمل السواك مئات الآلاف - إن لم يكن الملايين - من المسلمين في شتى أنحاء العالم الإسلامي لكون استعماله سنة نبوية، ولاحتوائه على مواد فعالة لتطهير الفم وحماية الأسنان فضلاً عن توفره، ورخص ثمنه، وسهولة حمله، وطيب نكهته واستساغة طعمه..إلخ. الأراك والسواك في اللغة: الأراك هو الشجر الذي يؤخذ عود السواك من فروعه وجذوره.. يقول صاحب لسان العرب: (الأراك: شجر معروف، وهو شجر السواك يستاك بفروعه. وقال ابن شميل: الأراك شجرة طويلة خضراء ناعمة كثيرة الورق والأغصان خوارة العواد، تنبت بالغور، تتخذ منها المساويك)(2). وقال ابن منظور أيضاً: (وساك الشيء سوكاً: دلكه، وساك فمه بالعود يسوكه سوكاً؛ قال عدي بن الرقاع: وكأن طعم الزنجبيل ولذة صهباء ساك بها المسحر فاها والسواك: ما يدلك به الفم من العيدان. والسواك: كالمسواك. والجمع سوك، وأخرجه الشاعر على الأصل فقال عبدالرحمن بن حسان: أغر الثنايا أحم اللثا تِ، تمنحه سواك الإسحل(3) السواك والإعجاز في السنة النبوية: زخرت السنة النبوية بعشرات، الأحاديث الشريفة التي توجه المسلمين إلى السلوك الصحي الأمثل، وتحثهم على المحافظة على صحة الأبدان، ومنها أحاديث السواك التي جاءت تدعو إلى استعمال السواك لتنظيف الفم وتطيبيه وكان صلى الله عليه وسلم يحرص على الاستياك به.. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة)،(4) وهذا دليل بين على أهمية السواك، وكان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يبدأ بالسواك عند دخوله بيته، فعن شريح بن هاني قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: (بأي شيء كان يبدأ صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك)،(5) وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: (دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وطرف السواك على لسانه)،(6) وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: (أكثرت عليكم في السواك)(7) فكان صلى الله عليه وسلم حريصاً على الاستياك في جل أوقات يومه، حتى في قيامه صلى الله عليه وسلم من الليل، فعن حذيفة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص(8) فاه بالسواك)،(9) والسواك مطهرة للفم، والحرص عليه طاعة للرسول صلى الله عليه وسلم وبالتالي فهو سنة مؤكدة من سنن الدين، وفي استعماله مرضاة لله تعالى، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)(10) وجاء في شرح الحديث الشريف: (مطهرة للفم يعني: يطهر الفم من الأوساخ والأنتان وغير ذلك مما يضر، وقوله: للفم يشمل كل الفم.. الأسنان واللثة واللسان، كما في حديث أبي موسى أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وطرف السواك على لسانه)(11). وقال أيضاً: (وألحق العلماء رحمهم الله ما إذا تغير فمه بأكل أو شرب لبن أو نحوه مما له دسم، فإنه يسن أن يتسوك لأنه يطهر الفم، وعلى كل حال فالسواك سنة، ويتأكد في مواضع ولكنه من حيث السنية مشروع كل وقت حتى للصائم بعد الزوال فإنه كغيره يسن له أن يتسوك)(12). وقد أثبتت الأبحاث الطبية والتحاليل المخبرية الحديثة أن أعواد الأراك تحتوي على مواد كيميائية فعالة تطهر الفم واللثة والأسنان من الجراثيم، وأكدت على ذات أثر طبي قاتل للبكتيريا والطفيليات كمادتي الفلورايد والعفص اللتين تحميان الأسنان من التسوس، ومادة (حمض التنيك) التي تساعد في علاج أمراض اللثة.. وكانت منظمة الصحة العالمية قد وضعت أمراض الفم والأسنان في المرتبة الثالثة من حيث خطورتها على الإنسان بعد الأورام السرطانية، وأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد خلصت دراسة قامت بها نقابة أطباء الأسنان اللبنانية إلى أن لأمراض الأسنان تأثيراً على صحة الإنسان حيث تؤدي إلى 18% من أمراض الكلى، و20% من أمراض القلب والأوعية الدموية، و46% من حالات الروماتيزم، و16% من التهابات الحنجرة واللوزتين، و9% من الالتهاب الجلدي وغيره من الأمراض التي تصيب الإنسان وتؤثر سلباً على صحته، ولذلك فإن الضرورة تقتضي المحافظة على صحة الفم والأسنان. وقد أكد العلماء وخبراء العلاج بالأعشاب أن للسواك فوائد طبية جمة، وفي بحث للدكتور (طارق الخوري) نشرته مجلة طب الاسنان الوقائي الإكلينكي العالمية: أن أغصان الأراك تحتوي على مادة الكلور التي تفيد في إزالة الصبغة والتلوين من على الأسنان، ومادة السيلكا وهي تفيد في تبييض الأسنان، ومادة صمغية تعمل على تغطية المينا وحماية الأسنان من التسوس، وكذا تحتوي أعواد السواك على مادة ثلاثي المثيل أمين التي تساعد على التئام جروح اللثة(13).. وهذا يثبت أن السواك مطهرة للفم. العلماء المسلمون وفوائد السواك: لم ينظر علماء الإسلام من أطباء وعشابين أو حتى الفقهاء إلى السواك من ناحية فوائده للفم والأسنان فقط، ولكنهم عددوا منافعه لسائر أجزاء البدن وذكروا عنه حقائق طبية عظيمة أقرهم عليها العلم الحديث.. فالإمام الشافعي يقول: (أربعة تزيد العقل: ترك الفضول من الكلام، والسواك، ومجالسة الصالحين، ومجالسة العلماء)،(14) وقد وضع (ابن سينا) أسساً هي الأولى في صحة الفم والطب الوقائي، وفي فصل (في حفظ الأسنان) يرى أن من أحب أن تسلم أسنانه أن يراعي ثمانية أشياء، ومنها: (السواك فيجب أن يستعمل بالاعتدال.. وإذا استعمل السواك بالاعتدال جلا الأسنان وقواها وقوى العمود، ومنع الحفر، وطيب النكهة. وأفضل الخشب بالسواك ما فيه قبض ومرارة)(15)، وقد ثبت علمياً من خلال التجارب المعملية والمخبرية أن السواك يحتوي على مواد قابضة ذات قدرة كبيرة في القضاء على البكتيريا والجراثيم، وهي مطهرة، وتعمل على قبض الأغشية المخاطية كمادة (السنجرين) ذات الطعم الحريف ولا تخل من المرارة لاحتوائها على زيت الخردل، وتحتوي أيضاً أعواد الأراك على مادة السيلكا التي تساعد على منع الحفر والتسوس كما سبق. وقد نبه الأطباء العرب منذ مئات السنين ولا سيما (أبو بكر الرازي) إلى أهمية إزالة ما يتبقى من طعام بين الأسنان بالسواك، والحرص على استعماله في تطييب الفم ونظافته.. يقول الرازي في فوائد السواك نقلاً عن الطبيب (عيسى بن ماسويه): (إن السواك يجفف اللسان، ويطيب النكهة وينقي الدماغ، ويلطف الحواس، ويجلو الأسنان، ويشد اللثة، وينبغي أن يستاك كل أحد بما يوافقه)(16)، وقد أثبتت الفحوصات الطبية التي أجريت في جامعة (مينسوتا) الأمريكية على عدد كبير من المسلمين الذين يستعملون السواك باستمرار أنهم أصحاب لثة سليمة وأسنان قوية، ومن المعروف أن العفصيات المتوفرة في المساويك تعمل على قبض اللثة وتطهيرها، وهناك (بلورات اليسيليس) الزالقة للأوساخ والبلاك والقلح عن الأسنان، ومادة (السلفادوريا) القابضة التي تعمل على شد اللثة. كما ذكر علماء النبات والأعشاب في كتبهم كابن البيطار وداود الأنطاكي صاحب التذكرة، أن السواك نافع في علاج أمراض الفم كسيلان اللعاب وكثرة البصاق، وهي العلة التي تكثر في الصغار(17). ومن أفضل ما قيل في فوائد السواك لصحة الإنسان ما ذكره ابن القيم في كتابه القيم الموسوم ب: (زاد المعاد في هدي خير العباد) في الاستياك بعود الأراك: (وفي السواك عدة منافع: يطيب الفم، ويشد اللثة، ويقطع البلغم، ويجلو البصر، ويذهب بالحفر، ويصح المعدة، ويصفي الصوت، ويعين على هضم الطعام، ويسهل مجاري الكلام، وينشط للقراءة، والذكر والصلاة، ويطرد النوم، ويرضي الرب، ويعجب الملائكة، ويكثر الحسنات.. ويستحب كل وقت، ويتأكد عند الصلاة والوضوء، والانتباه من النوم، وتغيير رائحة الفم، ويستحب للمفطر والصائم في كل وقت لعموم الأحاديث فيه، ولحاجة الصائم إليه، ولأنه مرضاة للرب، ومرضاته مطلوبة في الصوم أشد من طلبها في الفطر، ولأنه مطهرة للفم، والطهور للصائم من أفضل أعماله)(18). وقد أثبت العلم صحة ما قاله ابن القيم منذ قرون عديدة، فالسواك يحتوي على مادة حامض (المينا انيسيك) الموجودة في ألياف أعواد الأراك وتعمل على طرد البلغم، ومادة (الأنثراليتون) التي تقوي حركة المعدة وتفتح الشهية.
أشرف على
admin
عدد المساهمات : 27639 نقاط : 60776 تاريخ التسجيل : 04/09/2009 الموقع : http://elawa2l.com/vb