منتدى شنواى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمجلة شنواىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأحرف في أوائل بعض السور الكريمة، معناها الحقّ والحكمة منها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد رمضان المعداوي
عضو محترف
عضو محترف
احمد رمضان المعداوي


ذكر
عدد المساهمات : 461
نقاط : 1313
تاريخ التسجيل : 21/11/2009
العمر : 30
الموقع : مدرسه شنواي

الأحرف في أوائل بعض السور الكريمة، معناها الحقّ والحكمة منها Empty
مُساهمةموضوع: الأحرف في أوائل بعض السور الكريمة، معناها الحقّ والحكمة منها   الأحرف في أوائل بعض السور الكريمة، معناها الحقّ والحكمة منها Emptyالخميس 17 ديسمبر 2009 - 13:22

لقد بدأ تعالى بعض سور القرآن الكريم، مثل سورة البقرة بأن خاطب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بآية: {ألۤم}، ثم أتبعها بكلمة {ذَلِكَ} المنتهية بكاف الخطاب لتدرك أن المعني في الخطاب بكلمة {ألۤم} إنما هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا نحن عرفنا أن كلمة {ذَلِكَ} إنما تشير إلى مُخاطب يُخاطب عن أمر وهو الكتاب، والحديث عنه وعليه أي عن الكتاب، فلا شك أننا حينئذ ندرك أن المقصود بكلمة {ألۤم} إنما هو رسول الله صلى الله عليه وسلم المنزَّل عليه هذا الكتاب الكريم.
والآن وبعد أن قرَّرنا أن المعني بالخطاب بكلمة {ألۤم} إنما هو رسول الله صلى الله عليه وسلم نريد أن نبيِّن تأويل هذه الكلمة ثم نبيِّن السبب الذي جعل هذه الكلمة ترد على شكل رمز لا على شكل صريح فنقول:
هذا الرمز وإن شئت فقل: هذه الكلمة تتركب من حروف ثلاثة:
{ألف ولام وميم} وهذه الحروف إنما هي أوائل لأسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالحرف الأول يُشير إلى كلمة {أحمد}.. والحرف الثاني وهو اللام يشير إلى كلمة {لطيف}.. وأما الحرف الثالث فيُشير إلى كلمة {محمود}.
كلمة {ألۤم} تقول:
يا أحمد الخلْق، يا لطيف، يا محمود.. فأنت أحمد الخلْق، إذ حمدتني حمداً سبقت به جميع عبادي فكنت أحمدهم لي وأعظمهم تقديراً لفضلي وإحساني وبذلك صرت لطيفاً فكل من رافقت نفسه نفسك الطاهرة عرجْتَ به إليَّ ودخلْتَ بنفسه بلطف عليَّ وبهذا وبفعلك الطيِّب صرت محموداً عندي وعند عبادي.
ولعلَّك تقول: لماذا بدأ الله تعالى هذه السورة وأمثالها من السور الكريمة بمثل هذه الرموز ولم يذكر لنا ما يشير إليه على وجه صريح فنقول:
يتوقَّف فهم القرآن الكريم على مبدأين اثنين:
أولهما: طهارة النفس.
وثانيهما: تدبُّر الآيات ويقظة التفكير.
وقد أشار تعالى إلى المبدأ الأول مبدأ طهارة النفس في الآيات الواردة في سورة الواقعة فقال تعالى:
{فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ، فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ، لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ، تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} سورة الواقعة: الآية (75-80).
كما أشار إلى المبدأ الثاني.. مبدأ تدبُّر الآيات وإعمال الفكر في قوله تعالى:
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} سورة ص: الآية (29).
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ...} سورة محمَّد: الآية (24).
وبشيء من التفصيل نقول:
ليست طهارة النفس أمراً شاقّاً ولا تكليفاً عسيراً. فنظرة في هذا الكون لا بد أن تهدي صاحبها إذا كان صادقاً في طلب الحق إلى معرفة خالقه ومربيه وتعرِّفه بإلهه ومسيِّره. فإذا آمن الإنسان بلا إله إلاَّ الله وعرف أن سَيْر الكون كله بيد الله فلا شك أن إيمانه هذا يبعث في قلبه خشية هذا الخالق العظيم ويحمله على الاستقامة على أمره، وتُولِّد هذه الاستقامة في النفس الثقة برضاء الله عنها وبذلك تستطيع أن تُقبل عليه تعالى وتحصل لها الصلة بخالقها ولكن ما هي فائدة هذا الإقبال على الله والصلة به تعالى؟.
إن النفس بإقبالها على الله وصلتها به وهو تعالى صاحب الكمال تشتق منه الكمال وتطهر مما فيها من خبث وأدران وتلك هي الطهارة التي أشارت إليها الآية الكريمة التي أوردناها آنفاً في قوله تعالى:
{لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ} سورة الواقعة: الآية (79).
وبهذه الصفة التي اشتقها الإنسان من الله تعالى تجده يحب أهل الكمال ويقدِّر من فاقه في الكمال وقد غدا 52ً لأن يدرك كمال الله تعالى صاحب الكمال ويمس معاني ذلك الكلام العالي المنطوي على الكمال فيؤوِّله بما يتوافق مع الكمال.
فإذا قرأ المؤمن {ألۤم} فلا شك أن تفكيره يستيقظ منبعثاً من رقاده متسائلاً عما تشير إليه حروف هذا الرمز فينتبه ويفكِّر، ومن لا يفكِّر فلا جدوى له، والتفكير سمة الإنسانية ينبغي على الإنسان ألا يقلِّد دون تفكير، بل عليه أن يفكِّر بالصلاة وحقيقتها وما فيها وبالصوم وأسبابه وموجباته والغاية منه وبالحج وما فيه من أسرار وحِكَم بالغة تسمو بالإنسان لأسمى الإنسانية، وتدلُّه الكلمات التالية وهي كلمة {ذَلِكَ الْكِتَابُ} وكلمة {... يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} على أن المُخاطَب إنما هو رسول الله صلى الله عليه وسلم المنزَّل عليه هذا القرآن. ويجول هذا الفكر جولته في البحث عن معنى هذه الحروف مستمدّاً العون من الله تعالى، فإذا بهذا المؤمن يرى بما فيه من كمال أن هذه الحروف أشارت لأسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فاق الخلْقَ جميعاً في الكمال وكأنه يسمع أن الله تعالى ينادي رسوله:
يا أحمد: أي، يا أحمد الخلْق، إذ بعملك العالي الرفيع وتضحياتك الإنسانية الكبرى غدوت قريباً مني فحمدتني حمداً سبقت به كافة عبادي فكنت أحمدهم لي وأعظمهم تقديراً لفضلي وإحساني وتسييري الخيِّر لكل عبادي، وبذلك صرت لطيفاً "يا لطيفاً" فكل من رافقت نفسه نفسك الطاهرة عرجْتَ به إليَّ ودخلت بنفسه بلطف عليَّ. وبهذا وبفعلك الطيِّب صرت محموداً "يا محموداً" عندي وعند عبادي.
فإذا سمع هذا المؤمن نداء الله لرسوله واصفاً إيَّاه بأعلى صفات الكمال فعندئذ ترتبط نفسه بنفس رسول الله صلى الله عليه وسلم برباط المحبة والتقدير لهذا الرسول الكريم وتراه يقرأ الآيات التالية كلها مصاحباً لتلك النفس الطاهرة لا ينفكُّ عنها وتلك هي الشفاعة في معناها الصحيح. صحبة تلك النفس المؤمنة لنفس رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكية الطاهرة وارتباطها بها برباط الإجلال والتقدير والمحبة. ذلك هو المقصود من الصلاة على رسول الله التي أمر الله تعالى بها عباده المؤمنين كافة فقال تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} سورة الأحزاب: الآية (56).
يربط المؤمنون نفوسهم التي اشتقت من الله تعالى طرفاً من الكمال برباط المحبة بنفس رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فاق الخلْق جميعاً في الكمال.

ولكن ما هي نتائج ارتباط الأنفس بنفس رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أقول: إذا قرأ الإنسان كلمة {ألۤم} وأوصلته تلك إلى الشفاعة وإن شئت فقل إلى صلة نفسه بنفس الرسول الكريم فعندئذ ينعكس في نفس هذا المؤمن الصافية ما هو منطبع من معاني القرآن في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم المقبلة على الله ويكون هذا الانعكاس متناسباً مع صلة هذا المؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم ومقدار حبّه له، ثم تنعكس هذه المعاني من نفس هذا القارئ إلى الدماغ فيدرك الفكر تلك المعاني ويحلِّلها ويترجم اللسان معبِّراً، ويتابع هذا المؤمن القراءة حتى يصل إلى آخر السورة وتظهر له معاني الآيات آية بعد آية، وما دام وهو مرتبط بنفس رسول الله صلى الله عليه وسلم فالمعاني يتتابع انعكاسها في نفسه حتى يأتي على السورة كلها.
وتوضيحاً لهذا المعنى وعلى وجه المثال نقول:
مَثَلُ هذا المؤمن في صلة نفسه برسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء قراءته كلام الله كمثل رجل مبصر دخل غرفة ينيرها مصباح وبها صنوف مختلفة من الأشياء، فكلَّما اتَّجه إلى شيء من الأشياء التي تنصب عليه أشعة ذلك المصباح انطبعت صورة هذا الشيء في عين الرائي المستنيرة فاتَّضح له ذلك الشيء وأدركه وهكذا وما دام داخلاً هذه الغرفة فهو مستنير، وما دام يتطلَّع إلى الأشياء فهو لها مدرك وبها موقن وما الغرفة إلاَّ نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهرة وما الأشياء إلاَّ الآيات الكريمة. وما المصباح الكاشف في الغرفة إلاَّ النور الإلهي المتوارد على نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما الرجل المُبصر إلاَّ ذلك المؤمن الذي تفتَّحت عينه بالإيمان أي بمعرفة ربّه.
ذلك مثل سقناه لتوضيح هذه الحقيقة وليس المثل كالممثَّل وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون.
ذلك بعض ما نفهمه من كلمة {ألۤم} التي جعلها الله تعالى مفتاحاً لهذه السورة وذلك هو السبب الذي جعلها ترد على شكل رمز ولم تأت مدلولاتها على شكل صريح. فمن آمن بالله وسلك الخطوات التي أوردناها آنفاً أدرك معاني القرآن واهتدى إليه.
قال تعالى في معرض الردِّ على الذين استغلق عليهم فهم القرآن ولم يدركوا ما انطوت آياته عليه:
{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَقَالُوا لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} سورة فصلت: الآية (44).
هذا الارتباط برباط المحبة بنفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو الذي يكون سبباً كما أشرنا إليه من قبل في فهم كلام الله، لكنَّه لا يقف بهذا المؤمن عند حدٍّ ما، بل إنه يزداد حيناً فحيناً.. وآناً بعد آن حتى يصل بالمؤمن إلى درجةٍ كافية لأن يدخل بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الله، فإذا بلغ هذا المؤمن تلك الدرجة السامية ودخل على الله بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندئذ يكون هذا الرسول الكريم لهذا المؤمن سراجاً منيراً يرى به الكمال الإلهي فيحبه ويهواه.
ويزداد به هذا الحب ويتسامى إلى أن يصل إلى درجة العشق فلا يستطيع أن ينفك عن خالقه، وبهذا العشق للكمال الإلهي تشتق النفس نوراً من الله تعالى ترى به الخير خيراً والشر شرّاً، وإنها لتمرُّ بهذا المؤمن ساعات تنكشف له فيها الحقائق. فإذا قرأ آيات الكتاب فعندئذ يرى بذلك النور الإلهي ما في أوامر الله تعالى من الخير والسعادة فيحبها ويرغب بها ويشكر الله تعالى على أن أمره بها، كما يرى فيما نهاه الله تعالى عنه ما استكنَّ فيه من الشر والشقاوة فيحذره ويتقيه ويشكر الله تعالى على أن نهاه عنه.
تلك هي التقوى في حقيقتها: إنما هي دخول على الله بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشاهدة بذلك النور الإلهي المستَمد من الله ما في أوامره تعالى من الخير وما في نواهيه من الأذى والهلاك.
وإذا كان المؤمن يُدرك في المرحلة الأولى التي مرَّت بنا من قبل معاني الآيات ويفهم تأويلها فهو في هذه المرحلة مرحلة التقوى إنما يُدرك أسرار التشريع والحكمة الإلهية من تلك الأوامر التي أنزلها الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم.
إن الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تكون سبباً في فهم المؤمن كلام الله تعالى في المرحلة الأولى هي التي تسمو به إلى المرحلة الثانية وتصل به إلى التقوى. ومن لم يُخالط قلبه حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظلَّ بعيداً عن الله، بعيداً عن أن يمسَّ معاني آيات الله تعالى أو يدرك حقائقها، قال تعالى:
{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} سورة التوبة: الآية (24).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأحرف في أوائل بعض السور الكريمة، معناها الحقّ والحكمة منها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الاستعارة معناها وأنواعها وسر جمالها
» فصل‏:‏ في أسماء السور
» الفرق بين المثل والحكمة
» دراسة نقدية حول الأحرف السبعة ج3
» اسماء السور القرانيه...بين الدروس التربويه والاعجاز

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شنواى  :: القسم العام والإسلامى :: المكتبــة الإسلاميـــة-
انتقل الى: