منتدى شنواى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمجلة شنواىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دراسة نقدية حول الأحرف السبعة ج3

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
احمد رمضان المعداوي
عضو محترف
عضو محترف
احمد رمضان المعداوي


ذكر
عدد المساهمات : 461
نقاط : 1313
تاريخ التسجيل : 21/11/2009
العمر : 30
الموقع : مدرسه شنواي

دراسة نقدية حول الأحرف السبعة ج3 Empty
مُساهمةموضوع: دراسة نقدية حول الأحرف السبعة ج3   دراسة نقدية حول الأحرف السبعة ج3 Emptyالأحد 13 ديسمبر 2009 - 19:08

--------------------------------------------------------------------------------

وأطبقت الأمة منذ القرون الأولى للتدوين على حصر مدلول الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن بتعدد الأداء والأوجه التي يقرأ بها القرآن ، ولم يروا رأيا أو يذهبوا مذهبا في التأويل والبيان أبعد من ذلك .
ولو أن باحثا منصفا تجرد لبحث عن مدلول الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن في سورة المزمل التي بيّن النبي  ببعضها ـ وهو قوله تعالى  فاقرأوا ما تيسر منه  ـ مدلول الأحرف السبعة .
ولعل من شروط الفهم عن النبيين كلامهم أن نعلم دلالة لفظ النبوة التي أنعم الله عليهم بها والتي تعني أنهم ينبئون أمتهم باليقين من العلم الغائب عنهم ومنه الغيب الذي سيقع متأخرا عن حياة النبيين .
إن من تفصيل الكتاب أن النبوة عند إطلاقها هي الإخبار باليقين من العلم الغائب عنك ، أو بما كان من الحوادث التي غابت عنك فلم تحضرها سواء كانت ماضية أو معاصرة كما وقعت ، أو بما ستؤول إليه الحوادث كما ستقع مستقبلا .
فمن الأول قوله  قل أتنبّئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض  يونس 18 وقوله  أم تنبّئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول  الرعد 33 والمعنى أن الله لا يغيب عنه ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، وقوله  سأنبّئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا  الكهف 78 .
ومن الثاني قوله  ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم  التوبة 70 وقوله  ونبئهم عن ضيف إبراهيم الحجر 51 في وصف الحوادث الماضية .
ومنه قوله  وإذ أسرّ النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبّأت به وأظهره الله عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبّأها به قالت من أنبأك هذا قال نبّأني العليم الخبير  التحريم 3 .
ومنه قوله  فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين  النمل 22 من قول الهدهد في وصف الحوادث المعاصرة .
ومن الثالث قوله  وأمم سنمتّعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين  هود 48 ـ 49 وقوله  قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون  سورة ص 67 ـ 68 .
وإنه في يوم الدين  يوم لا تملك نفس لنفس شيئا  الانفطار 19 ينبّأ الإنسان بما قدّم وأخّر ، وذلك أن إلى الله مرجع الناس فينبئهم بما عملوا وبما كانوا يصنعون وبما كانوا فيه يختلفون وإليه أمرهم فينبئهم بما كانوا يفعلون .
ولا كرامة في هذه النبوة إذ هي بإحضار عمل الإنسان المنبإ به فيعرض عليه ليراه جهرة كما في قوله  علمت نفس ما أحضرت  التكوير 14 ، وقوله  علمت نفس ما قدمت وأخرت  الانفطار5 ، ولا علم قبل تمكن البصر من المعلوم كما في قوله  يوم ينظر المرء ما قدمت يداه  النبأ 40 ، وقوله  كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم  البقرة 167 ، وقوله  يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تودّ لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا  عمران 30 والمعنى أنه محضر كذلك وقوله  ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا  الكهف 49 .
وإن قوله  علمت نفس ما قدمت وأخرت  الانفطار 5 لمن المثاني مع قوله  ونكتب ما قدموا وآثارهم  يس 12 ، وقوله  ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغيرعلم  النحل 25 ، وقوله  وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم  العنكبوت 13 إذ الذي قدّموه هو ما عملوا في حياتهم والذي أخّروه هو الأثر الذي تركوه خلفهم ومنه الأشرطة المسموعة والمرئية فإن كان سيئا كان من أوزار الذين يضلونهم بغير علم ومن الأثقال مع أثقالهم .
وإنما ذكرت الحديث عن النبوة الآخرة العامة لتقريب علم اليقين الحاصل للنبيّ في الدنيا بما ينبئه به الله العليم الخبير.
إن الذين كانوا يقولون عن النبيّ   هو أذن  التوبة 61 ّ بمعنى أنه يسمع ويقبل ما يتلقى من أعذارهم كالمغفل وهو أبعد ما يكون الرجل عن الوحي هم المنافقون الذين يحسبون النبيّ  كذلك ، لا يفقهون أن النبيّ تعرض عليه في يقظته ونومه أعمال أمته سواء منهم من عاصروه والذين سيتأخرون عنه ويعرض عليه مما سيكون من الحوادث في أمته إلى آخرها وإلى قيام الساعة فما بعده .
إن الله نبّأ النبي  بما سيكون في أمته فعرضه عليه عرضا ورأى رجال ونساء أمته حسب أعمالهم ودرجاتهم على نسق ما ينبئ الله به كل إنسان في يوم الدين والحساب بما قدم وأخر من أعماله .
ولا تسل عن اليقين من العلم الحاصل للإنسان المنبإ في يوم الدين ولا للنبيّ في الدنيا لأن الله يري النبي ذلك العرض بأم عينيه في الدنيا كما في الأحاديث المتواترة ومنها :
حديث صحيح البخاري في كتاب المناقب باب علامات النبوة في الإسلام
عن عقبة بن عامر : أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال إني فرطكم وأنا شهيد عليكم إني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني قد أعطيت خزائن مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف بعدي أن تشركوا ولكن أخاف أن تنافسوا فيها .
ومنها حديث صحيح مسلم في كتاب الكسوف باب ما عرض على النبي  في صلاة الكسوف من أمر
عن جابر ومنه " ... ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه لقد جيء بالنار وذلكم حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار كان يسرق الحاج بمحجنه فإن فطن له قال إنما تعلق بمحجني وإن غفل عنه ذهب به وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا ثم جيء بالجنة وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ثم بدا لي أن لا أفعل فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه .
وكما فصلته في كلية النبوة والرسالة .
ولقد نبّأ الله نبيه الأمي  بالقرآن ومنه قوله تعالى  إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا  المزمل 5 وللباحثين المتجردين أن يتصوروا كم هو القرآن أثقل وأثقل علينا نحن عامة الأمة إذ لم يتنزل على قلب أحد منا ، وإنما أنزل الله القرآن على قلب نبيه  ، ووصف الله القرآن بالقول الثقيل وهو يتنزل على قلب نبيه  .
فوا عجبي أن يتخذ المؤمنون القرآن مهجورا أو يتصوروه خفيفا عليهم فهمه وتدبره والاهتداء به والعمل به .
ووا حيرتي في أمة لم تستنبط ـ عبر أربعة عشر قرنا من تلاوة القرآن آناء الليل وأطراف النهار ـ حرفا واحدا ولا حرفين من الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن ، فما شغلها عن تدبر القرآن الميسر للذكر إلا أقفال على قلوبها ، أقفال من المتون وافتراض الأقضية والألغاز في ما يسمونه بفقه المعاملات ، وأقفال من التقليد حال بينهم وبين الطاعة باستعمال السمع والبصر والعقل في تدبر القرآن .
إن الله وصف القرآن بالقول الثقيل الملقى على النبي الأمي  في سياق مخاطبته وتكليفه : أن يتجافى عن المضاجع يقوم الليل ليقرأ القرآن في صلاته قياما ثقيلا طويلا يمتدّ إلى أدنى من ثلثي الليل مرة وإلى نصف الليل مرة وإلى ثلثه مرة ، قياما ينشئه بعد نوم ولتتمكن طائفة من الذين معه من تدبر القرآن والاهتداء به إلى الرشد وإلى التي هي أقوم .
هكذا صرف النبي الأمي  الصحابة عن الانشغال بتعدد الأداء المنزل إلى الغاية القصوى التي لأجلها أنزل القرآن وهي تدبره الذي يهديهم إلى استنباط الأحرف أي المعاني السبعة التي أنزل عليها القرآن ، وليقرأنّ بحرف منها على الأقل من قرأ ما تيسّر من القرآن .
وعلم الله علام الغيوب أن الأمة لن تحصي معاني القرآن كما في قوله تعالى  علم أن لن تحصوه  يعني القرآن علم الله علام الغيوب أن لن تحصي الأمة كلها من أولها إلى آخرها معانيه ودلالاته رغم تكليفها بتدبر القرآن فكان تقصيرهم ذنبا تاب الله على الأمة منه وكلفهم بقراءة ما تيسر منه القرآن وعذرهم الله بسبب قصورهم عن إحصاء معاني القرآن إذ علم أن سيكون منهم مرضى عاجزون عن قيام الليل والتفرغ لتلاوة القرآن وتدبره وأن سيكون منهم من يضربون في الأرض يبتغون من رزق الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله ، وأنى للثلاثة أن يتمكنوا من قيام الليل قياما ثقيلا لتدبر القول الثقيل ، ولكأن الأمة كلها عبر التاريخ لو امتثلت قيام الليل وتدبر القرآن لكانت أقرب إلى أن تحصي معانيه ودلالاته وتاب الله عليهم لأن منهم أصحاب الأعذار المعدودين في سورة المزمل .
إن في القرآن معاني وموعودات وغيبا آمن به جملة من شهد أن لا إلـه إلا الله وأن محمدا رسول الله أي أرسله بالقرآن إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا .
ولن يحصي تلك المعاني تفصيلا إلا من هداه الله بالقرآن إليها ، وحسب الناس قديما وحديثا عبر التاريخ الإسلامي أن النبي  قد بيّن تلك المعاني كلها ويستشهدون بقوله تعالى  وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم ولعلهم يتفكرون  النحل 44
ولقد بيّن النبي الأمي رسول الله  للناس ما نزّل إليهم وهو القرآن فكان كلما نزل عليه من القرآن قرأه عليهم وأمر بكتابته وأن يجعل في السورة كذا بعد الآية كذا ونهي أن يكتب عنه شيء غير القرآن لئلا يختلط بالقرآن ، وتلا عليهم القرآن وسمعوه منه وأقرأهم إياه فذلك ما كلّف به النبي الأمي  ، وكلفت الأمة كلها بعد ذلك بالتفكر في القرآن كما هي دلالة قوله  ولعلهم يتفكرون  النحل 44 ، وكلفوا بتدبر القرآن العظيم .
ومن زعم أن خاتم التبيين  قد بيّن القرآن أي فسّره كله فليأتنا على سبيل المثال لا الحصر بما بيّن به النبي  الفواتح وهي مما نزّل إلى الناس من القرآن ومما كلفوا أن يتدبروه .
إن القرآن العظيم ليعظم أمام كل باحث قرأ القرآن وتدبره وتدارسه ، أي لا يستطيع أحد من الأمة كلها أن يفرغ من استيعاب معانيه ودلالاته وما يهدي إليه من الرشد والتي هي أقوم .
وهيهات أن تستكمل الأمة كلها معانيه ودلالاته وهو القول الثقيل المنزل على قلب النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ، ولهو إذن قول أثقل على الأمة جميعها إذ لم ينزل على قلب أحد منها بل هو كما في قوله  بل هو آيات بيّنات في صدور الذين أوتوا العلم  العنكبوت 49 أي أنه تجاوز آذانهم وأسماعهم ودخل في صدور الذين أوتوا العلم وهم الصحابة الأبرار الأخيار ولكن لم يبلغوا درجة علم النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ، ولا يختلف منصف أن الصحابة الأبرار الأخيار كأبي بكر وعمر وسائر السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار هم الذين أوتوا العلم كما هي دلالة قوله  ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا  القتال 16 يعني أن المنافقين الذين كانوا يستمعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن لم يفقهوا منه هدى ولا رشدا بل سألوا الذين أوتوا العلم بالتجهيل وهم الصحابة الكرام عن معاني ودلالات القرآن .
إنني شديد العجب من الذين يشتغلون بحفظ المتون وتدارسها وهم لم ولن يفرغوا من تدارس القرآن ولم يفقهوا بعد أن الله دعا إلى المسارعة إلى الخيرات مسابقة معلنة في القرآن أن الله سيؤتى من يسبق في هذه المسابقة مغفرة منه وفضلا وهو واسع عليم .

الرواية الرابعة للحديث
إن حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : أن جبريل عليه السلام لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم عند حجارة المراء ، فقال : يا جبريل ، إني أرسلت إلى أمة أمية ، إلى الشيخ والعجوز و الغلام و الجارية و الشيخ الذي لم يقرأ كتاباً قط ، فقال : إن القرآن أنزل على سبعة أحرف وهو الحديث رقم 22937 في مسند أحمد حديث حذيفة بن اليمان عن النبي 
وكذا حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال : قال : لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فقال يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط قال يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ، وهو الحديث رقم 2944 في سنن الترمذي كتاب القراءات عن رسول الله باب ما جاء أنزل القرآن على سبعة أحرف .
وقال الترمذي : حسن صحيح
ليعني أن الأمة الأمية وهي التي لم تتدارس كتابا منزلا من قبل لبعيدة عن أن تحصي ما في القول الثقيل من المعاني والدلالات وهكذا أشفق النبي الأمي الرحيم بالمؤمنين على أن لا يستطيع الشيخ والعجوز والغلام والجارية والرجل الأمي الذي لم يقرأ كتابا قط دراية الغيب والوعد في القرآن ، فأخبره الملك جبريل أن القرآن أنزل على سبعة أحرف أي على سبعة معان أو أوجه فمن يفقه أحد المعاني قد يفقه معنى آخر وهكذا إلى سبعة أوجه ، وليقرأن بواحد منها من قرأ ما تيسر له من القرآن .
ولعل الباحثين يلحظون معي اتفاق روايات الحديث على لفظ القرآن وأنه المنزل على سبعة أحرف إذ لم ترد رواية واحدة بلفظنا (إن هذا الكتاب أنزل على سبعة أحرف) .
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي  أن لكل من لفظ الكتاب ولفظ القرآن في المصحف دلالة ومعنى قائما لا يقوم به الآخر لو أبدل به إذ سينخرم السياق ويختلف المعنى اختلافا ينتفي معه الوصف بتفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي  كما بينت في مقدمة التفسير .
ومنه باختصار ما يلي :
إن الكتاب والقرآن في كلامنا لفظان مترادفان لدلالة كل منهما على ما بين دفتي المصحف ، وهو الكتاب أي المكتوب ، وهو القرآن أي المقروء ، ولإثبات قصور هـذا الإطلاق في كلامنا فإن من تفصيل الكتاب أن قد وردت للفظ الكتاب في المصحف عشرة معان بل أكثر سأذكر منها في هـذا المقام تسعا :
أولاها : بمعنى المكتوب كما في قوله  ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله  البقرة 235
وثانيها : بمعنى الفريضة على المكلفين كما في قوله  إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا  النساء 103 أي فريضة فرضت عليهم في أوقات معلومة
وثالثها : اللوح المحفوظ كما في قوله  ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير  الحديد 22
ورابعها : الصحف التي سيؤتاها يوم يقوم الحساب صاحب اليمين بيمينه وصاحب الشمال بشماله وأشقى منه وراء ظهره كما في قوله  فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا  الانشقاق 7ـ8
وخامسها : بمعنى الظرف المكاني الذي تنتقل إليه الأرواح بعد الموت إلى يوم البعث كما في قوله  كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون  التطفيف 18 ـ21 ، وكما في قوله  كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم  التطفيف 7 ـ9
وسادسها : كتاب كل أمة يوم القيامة كما في قوله  وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون هـذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون  الجاثية 28 ـ 29
وسابعها : الكتاب الذي أوتيه جميع النبيين والرسل قبل التوراة كما في قوله  كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه  البقرة 213 وكما في قوله  لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان  الحديد 25
وثامنها وقوع لفظ الكتاب على التوراة أو الإنجيل أو هما معا كما في قوله :
•  وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب  الإسراء 4
•  فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك  يونس 94
•  أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين  الأنعام 156
•  وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل  المائدة 110
•  ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل  عمران 48
وكذلك حيث اقترن لفظ الكتاب بموسى سوى حرف الفرقان وحيث ورد لفظ أهل الكتاب والذين أوتوا الكتاب .
ولن يصح إبدال لفظ الكتاب في الأحرف المذكورة وشبهها بلفظ القرآن لأن للقرآن دلالة أخرى لا يصح إيرادها في غيرها كما يأتي تحقيقه .
وتاسعها الكتاب المنزل على خاتم النبيين  كما في قوله  نزّل عليك الكتاب بالحق  عمران 2
إن الكتاب الذي أوتيه النبيون والرسل قبل التوراة لا اختلاف بينه وبين الكتاب الذي تضمنه كل من التوراة والإنجيل والقرآن ، لأن التوراة قد حوت الكتاب وزادت عليه نبوة موسى ، وحوى الإنجيل الكتاب وزاد عليه نبوة عيسى ، وحوى القرآن الكتاب وزاد عليه نبوة خاتم النبيين  ونبوة النبيين قبله كما في قوله  وأنزلنا إليك الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه  المائدة 48 .
وإنما علم الرسل والنبيون قبل التوراة الكتاب غيبا فكانوا يعلّمون أممهم منه بقدر استعدادهم للتلقي ثم أنزل الله الكتاب مع موسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم وتعبد الناس بدراسته ودرايته .
إن الكتاب هو ما تضمن المصحف من الإيمان بالله رب العالمين ، وما تضمن عن العالمين كخلق السماوات والأرض وما بينهما وما فيهما ، وتدبير أمر الخلق كله ، وما حوى من النعم في الدنيا ومن وصف مخلوقاته وكذا المؤمنون والكفار والمشركون والمنافقون ، وما حوى من التشريع أي الخطاب الفردي والجماعي ، ومن التكليف لسائر العالمين ، وما تضمن عن الحياة والموت والقدر كله والبعث والحساب والجزاء بالجنة أو النار .
وأما القرآن فهو ما حوى المصحف من القصص والذكر والقول والنبوة والأمثال ومن الحوادث التي وعد الله أن تقع بعد خاتم النبيين  قبل النفخ في الصور .
وهكذا كان من تفصيل الكتاب أن قوله :
•  إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس  النساء 105
•  إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين  الزمر 2
•  ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء  النساء 127
•  وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم  البقرة 231
قد تضمن لفظ الكتاب لاشتماله على الحكم بين الناس وعلى الأمر بالعبادة وعلى الأحكام الشرعية التي شرع الله للناس ، ولو أبدل لفظ الكتاب بلفظ القرآن في الآيات المتلوة المذكورة لانخرم المعنى كما سيأتي .
إن عاقلا أو مغفلا لن يقول إنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم سيعدمه ويعيد خلقه كما خلقه أول مرة ، وكان حريا بالناس أن يفهموا الكتاب لوضوحه وهل في الله فاطر السماوات والأرض شك ؟ ومتى احتاج الأمر بالصلاة والزكاة وسائر التكاليف إلى تدبر ، وإنما هي تكاليف من رب العالمين فمن شاء زكى نفسه بها ومن شاء دساها بالإعراض عنها .
وكان من تفصيل الكتاب أن قوله :
•  وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم إذ قال موسى لأهله امكثوا إني آنست نارا  النمل 6 ـ 7
•  نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هـذا القرآن  يوسف 3
•  وأوحي إلي هـذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ  الأنعام 19
•  ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر  القمر 17 ،22 ، 32 ، 40
•  فذكر بالقرآن من يخاف وعيد  خاتمة سورة ق
•  ولقد ضربنا للناس في هـذا القرآن من كل مثل  الروم 58 الزمر 27
•  هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ  خاتمة البروج
وشبهه قد تضمن لفظ القرآن لاشتماله على القصص والوعد في الدنيا والذكر والأمثال ولو أبدل لفظ القرآن فيه بلفظ الكتاب لانخرم المعنى .
ولقد أدرك كفار قريش هـذا التفصيل وقالوا كما في قوله  وقال الذين كفروا لن نؤمن بهـذا القرآن ولا بالذي بين يديه  سبأ 31 أي لن يؤمنوا بالقرآن ذي الموعودات في الدنيا ولا بالكتاب ذي التكاليف التي على رأسها ترك الأوثان وعبادة الله وحده ، وذي الموعودات بالآخرة .
وإن من تفصيل الكتاب أن قوله  الله نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني  الزمر 23 ليعني أن كل دلالة أو معنى في الكتاب قد أنزل مرة ومرة حتى تشابه وتكرر كما في قوله  وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة  الزمر 45 ومن المثاني معه قوله  إلـهكم إلـه واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة  النحل 22 ويعني أن قلوب المشركين تشمئز من الإيمان بالله وحده أي تنكره .
وكما في قوله  واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه  الأنفال 24 ومن المثاني معه قوله  ونحن أقرب إليه من حبل الوريد  سورة ق 16
وكما في قوله  لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش  الأعراف 41 ومن المثاني معه قوله  لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل  الزمر 16 وقوله  يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم  العنكبوت 55 .

بيان قوله  قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين 

وإن من تفصيل الكتاب وبيان القرآن أن لفظ النور حيث وقع في الكتاب المنزل قد تقع على أكثر من دلالة ومنها :
1. نور خارق معجز تشرق به الأرض يوم القيامة كما في قوله  وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب  الزمر 69
2. نور في يوم القيامة يهتدي به المكرمون إلى حيث يأمنون كما في قوله  يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا  التحريم 8
3 . نور كالموصوف في سورة النور قد تضمنه القرآن كما في قوله  أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس  الأنعام 122 وبينته في "من بيان القرآن" .
4 . نور يقع على تبيّن ما في الكتاب المنزل والاهتداء به أي في مقابلة الظلمات وهي كل سلوك ومنهج اختاره الإنسان لنفسه مخالفا لهدي الكتاب المنزل كما في قوله  ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور  إبراهيم 5
5 . وأما قوله :
•  قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس  الأنعام 91
•  إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور  المائدة 44
•  وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور  المائدة 46
فيعني أن كلا من التوراة والإنجيل قد تضمن موعودات نبّأ الله بها موسى وعيسى لن تقع إلا متأخرة كثيرا ، وكذلك النور يقع على البعيد فيتراءى للمستبصر رغم ظلمات الغيب .
ومما نبّأ الله به موسى قوله  وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين  المائدة 20 ، ووقعت نبوة موسى هـذه بعده فجعل الله فيهم أنبياء بعده وجعل فيهم ملوكا كطالوت وداوود وسليمان وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين ومنه أن علم داوود وسليمان منطق الطير وآتاهما من كل شيء .
ومما نبأ الله به عيسى قوله  ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد  الصف 6
6 . وإن المثاني في قوله :
•  وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا  الشورى 52
•  يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين  المائدة 15
•  فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا  التغابن 8
•  يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا  النساء 174
•  فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون  الأعراف 157
لتعني أن القرآن نور أنزل من عند الله وكلف الناس بالاهتداء به ، إذ يقع على موعودات بعيدة يوم نزل القرآن على النبي الأمي  وكذلك النور يقع على البعيد فيتراءى لك قبل أن تصل إليه ، وسيعلم الناس رأي العين في الدنيا يوم تقع موعودات القرآن فتصبح شهادة بعد أن كانت غيبا يوم نزل القرآن أن القرآن قول ثقيل ألقي على خاتم النبيين  وأنه قرآن عجب يهدي إلى الرشد وإلى التي هي أقوم إذ سيهتدي به يوم تقع موعوداته أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى ، وسيزداد به الذين في قلوبهم مرض رجسا إلى رجسهم وضلالا إلى ضلالهم .
إن إدراك الأحرف السبعة وتبينها في كل موعود من موعودات القرآن في الدنيا هو الغاية التي من أجلها كلفت الأمة كلها بتدبر القرآن والتفكر فيه .
يتواصل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وليد بركات
عضو ماسى
عضو ماسى
وليد بركات


عدد المساهمات : 370
نقاط : 581
تاريخ التسجيل : 06/09/2009

دراسة نقدية حول الأحرف السبعة ج3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة نقدية حول الأحرف السبعة ج3   دراسة نقدية حول الأحرف السبعة ج3 Emptyالإثنين 14 ديسمبر 2009 - 15:22

ممتاز يا أحمد والى الامام دائما
دراسة نقدية حول الأحرف السبعة ج3 Dfsdfsdf
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دراسة نقدية حول الأحرف السبعة ج3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الوطنية فى شعر فدوى طوقان دراسة نقدية
» الأحرف في أوائل بعض السور الكريمة، معناها الحقّ والحكمة منها
» دراسة نقدية لقصص رياح وأجراس لفهد الخليوى بقلم د.محمد عبد الرحمن يونس
» الأحرف الأبجدية مع صورها وكتابة الكلمات والنطق
» الفقهاء السبعة بالمدينة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شنواى  :: القسم العام والإسلامى :: المكتبــة الإسلاميـــة-
انتقل الى: