موشح – محى الدين بن عربى دراسة
س من محى الدين بن عربى ؟
من أعلام الصوفية ، فيلسوف وشاعر . ولد فى الأندلس ثم قام برحلة زار خلالها الشام والعراق والحجاز ومصر وبلاد الروم ، ثم استقر فى دمشق حتى توفى فيها سنة 638 هـ .
س ما أغراض الموشحات ؟
هى نفس أغراض الشعر العربى مثل : ( الغزل والمدح والرثاء والمجون والزهد ) إلا أن : ما ينظم فى الزهد من الموشحات يسمى ( المُكفِّر ) .
س هذا الموشح مكفر . فلماذا يسمى بذلك ؟ وما شروطه ؟
يسمى بذلك لأنه نُظِم فى الزهد ، وهو مكفر : أى مكفر للذنوب ومطهر للنفس من السيئات . وشروطه : أن يكون على وزن موشح معروف ، وعلى نظام قوافى مطلعه وأقفاله . أن يكون فى الزهد .
س ما موضوع الموشح ؟
موضوعه : الزهد ، فهو مكفر للذنوب وهو على نظام موشح (ابن زهر الإشبيلى) الذى مطلعه :
أيها الساقى إليك المُشْتَكَى قد دعوناك وإن لم تسمع .
ملحوظة : موشح ابن عربى فى أصله : خمسة أدوار .
المطلع :
لاح : ظهر – بدا (ض) اختفى ، والأمر منه (لِحْ) . ذبت شوقا : ازداد واشتد حنينا (ض) جمد .
الذى كان معى : المراد : المتكا ، وهم أهل الجنة .
المتكا : هو (المتكا) ، وهو ما يُجلس عليه للاتكاء والاضطجاع ، والاتكاء هو الاضطجاع أو التربُّع فى الجلوس مثل : الكرسى .
مادتها : (وكأ) ، وهو اسم مكان على وزن (مفتعل) وحذفت الهمزة للتخفيف .
تشير إلى قوله تعالى عن أصحاب الجنة : " متكئين فيها على الأرائك " .
انطلق ابن عربى فى خواطره وأفكاره فرأى أهل الجنة وهو متكئون على الأرائك فازداد شوقا إلى هذا النعيم الذى ملأ قلبه وإلى هذا العالم المملوء بالخير .
لاح لعينى المتكا : يوحى باستغراق الشاعر فى خواطره حتى تراءت له الجنة .
المتكا : هذه الكلمة تحمل نبضات وجدانية تحيط بها أينما وجدت حيث تقفز إلى الذهن فى قوله تعالى : "متكئين فيها على الأرائك " . تدل على ثقافة الشاعر الدينية .
ذبت شوقا : استعارة مكنية حيث جعل الشاعر نفسه شيئا يذوب من شدة الشوق ، وهى استعارة ابتكارية : لأن الشاعر خلق علاقات جديدة بين الكلمات لم تكن موجودة من قبل (للتجسيم) .
توحى بشدة شوقه إلى النعيم . نتيجة لما قبلها .
شوقا : تعليل لما قبله . (لاح – عينى) : بينهما مراعاة نظير .
الغصن :
العتيق : القديم . البيت العتيق : الكعبة– بيت الله الحرام (ج) عُتُق – عِتاق .
المشرف : العالى المرتفع ، والمراد : المعظَّم (ض) الوضيع – المدنس . العبد : الخاضع لله (ج) عبيد – أعبد .
تذرف : تجرى وتسيل بالدمع (ض) تجمد .
المسرف : المخطىء – كثير الذنوب (ض) المعتصم– المقتصد. دوما : مستمرا ودائما (ض) منقطعا ، وتعرب : حال .
العبد الضعيف : المقصود : نفسه (ج) ضعاف – ضعفاء – ضعفى .
اتجه الشاعر بقلبه وعقله ووجدانه إلى بيت الله الحرام معلنا ضعفه أمام الله وكثرة ذنوبه حيث هُزم أمام بريق الحياة الفانية ، وعينه تسيل بالدمع ندما حتى يقبل الله توبته .
س لماذا وُصف العبد بـ (الضعيف المسرف)؟
تمثل الضعف الإنساني والخضوع أمام عفو الله ورحمته . تدل على انكساره وحاجته للعطف والعفو.
أيها البيت العتيق : أسلوب إنشائي ( نداء ) غرضه التعظيم لهذا البيت المقدس .
استعارة مكنية حيث شبه البيت العتيق بإنسان يسمع النداء للتشخيص .
حذفت ( يا ) دلالة على قربه من قلب الشاعر ومدى حب الشاعر له .
عينيه بالدمع دوماً تذرف : توحي بالضعف الإنساني أمام عفو الله ورحمته.
كناية عن الندم والأمل في قبول التوبة.
س : ما قيمة وصف كلمة( العتيق) بكلمة( المشرف) ؟
توحي بالقداسة والتعظيم وتدل على ( مدى حب الشاعر واحترامه وتعظيمه) لبيت الله الحرام .
جاءك العبد الضعيف: توحي وتمثل الضعف الإنسانى والخضوع أمام عفو الله ورحمته ، وأمله في هذا العفو .
يوحى بالندم على ما وقع منه وأمله فى عفو الله .
(المسرف ــ المشرف) : بينهما جناس ناقص . العتيق: توحي بالا صالة والعراقة والعظمة لبيت الله .
العبد : توحي بالخضوع والرضا. دوماً : توحي بالاستمرار والكثرة .
المشرف : توحي بالقداسة والعلو وارتفاع القدر والمنزلة . (عينه - الدمع ) : بينهما مراعاة نظير .
جاءك العبد : استعارة مكنية حيث شبه البيت العتيق بإنسان يذهب إليه الشاعر.
المسرف :إيجاز بالحذف والأصل (مسرف في الذنوب ) ,ويوحى بكثرة الذنوب .
القُفْل :
خرية : كذب (ج) خِِِرىً. مكر: خداع (ض) صدق.
البكا : اسم ممدود حيث الأصل : البكاء . محمودا : محبوبا (ض) مذموم.
ليس محمودا : ليس له قيمة . ينفع :يفيد(ض) يضر.
يوضح الشاعر أن الدموع وحدها لا تكفى دليلا للتوبة حيث أن شروط التوبة النصوح : إخلاص النية وصحة العزم , والإقلاع عن الذنوب .
س:. الباكون أنواع عند الكعبة . وضح؟
من يبكى ندما على ما فعله ورغبة في التوبة,وبكاؤه صادق.
من يبكى رياءً ونفاقا , وبكاؤه لا يفيد .
س: فى القفل اتهام وتعليل له . وضح؟
الاتهام في قوله : (خرية منه ومكر) ، حيث يتهم نفسه بالمكر والكذب لأنه يقصر فى عبادة الله .
والتعليل فى قوله :. (فالبكا ليس محمودا) ، لا فائدة البكاء ما لم تكن التوبة نصوحا
خرية :إيجاز بحذف المبتدأ وتقديره (هذه) للاهتمام بالخبر .,ونكره (للتحقير) .
خرية منه ومكر : تعبير يدل على احتقار الشاعر من نفسه حيث اكتفى بالدموع الكاذبة .
يوحى بعدم فائدة البكاء القائم على الكذب .
فالبكا ليس محمودا إذا لم ينفع : تعليل لمل قبله . إطناب بالتزييل.وحكمة للتوكيد .
أسلوب قصر (تقديم وتأخير) حيث قدم جواب الشرط على فعل الشرط .
يوحى بأنه لا قيمة للبكاء بدون الرجوع الى الصواب .
الدور الثانى :
الساقي :عند الصوفية :رمز الى المولى عز وجل(ج) سُقَاة . اسقني : املأ فلبى بمحبتك .
ما قيل لى : ما سمعته .
لا تأتل :لا تقسم ولا تحلف أنك لن تسقينى , المراد :لا تحرمني و الماضى :ائتلى . عذلي :لائمي (ض) عذر ـ مؤيدي ـ محبي (م) عاذل .
أتعب : أجهد (ض) أراح .
فكرى : خاطرى(ج) أفكار. أنشده : أُسمعه ـ أقول له , الهاء تعود على: الفكر .
اتجه الشاعر الى الله داعيا ألا يحرمه من حبه ومن توبته , فقد أتعب فكره اللائمون وزادوا حيرته فصار يردد ما قالوه دون تفكير .
أبها الساقي : إنشائى( نداء ) غرضه : الدعاء والتوسل والتعظيم . اسقنى :إنشائى (أمر) غرضه الدعاء .
لا تأتل : إنشائى (نهى) غرضه الدعاء . (اسقنى ـــ لا تأتل) : إطناب بالترادف .
فلقد أتعب فكرى عذلي : تعليل لما قبلها . أسلوب مؤكد بـ( قد) .
استعارة مكنية حيث شبه الفكر بإنسان يتعب . كناية عن حيرة الشاعر وخوفه من غضب الله .
عذلي : جمع يفيد كثرة اللائمين , وإضافته(لياء المتكلم) : تفيد التخصيص .
قيل : إيجاز بالحذف حيث يدل على كثرة اللائمين والجهل بهم والتحقير من شأنهم .
ولقد أنشده ما قيل لي : استعارة مكنية حيث شبه الفكر بإنسان يٌسمعه الشاعر كلام اللائمين .
يوحى بترديد كل ما سمعه الشاعر من اللائمين دون تفكير .
(أنشد ـ قيل) : مراعاة نظير .
أنشده : مضارع يفيد استمرار ترديد الشاعر لما يسمعه .
الشكوى : التوبة ( ج ) شَكَاوَى . ضاعت الشكوى : فقدت قيمتها .
المشتكي : الملجأ لإزالة الشكوى(مصدر ميمي) .
يلجأ الشاعر الى الله ليخرج من حيرته داعيا إليه أن يقبل توبته حتى لا تفقد قيمتها .
إليك المشتكى : أسلوب قصر (تقديم وتأخير) . (الساقى ـ الشكوى) : مراعاة نظير .
ضاعت الشكوى إذا لم تنفع : تعليل لما قبلها . إطناب بالتزييل .
استعارة مكنية حيث شبه الشكوى بشئ مادي يضيع .
س : 1ما العاطفة ؟
امتزج فى روح الشاعر الضدَّان : الأمل فى رحمة الله واليأس من كثرة الذنوب .
س : الموشح به بعض رموز الصوفية . وضح ؟
ظهر ذلك في كلمة( الساقي) حيث : ليس المراد بـ(الساقي) من يقدم الخمر للشاربين , بل الساقي هنا رمز إلى المولى عزّ وجلّ , وأحيانا يرمزون إليه (بالمحبوب) .
س : اتخذ بن عربي الإيحاء باللفظ والعبارة وسيلة فنية ليعبر عن تجربته وعاطفته . وضح ؟ ومثل لذلك ؟
لم يتخذ يحيى الدين بن عربى (الصورة ) وسيلة للتعبير عن عاطفته , بل كان من وسائله (الإيحاء باللفظ والعبارة) ، لأن هذه الألفاظ وتلك العبارات فيها من الثراء الوجداني ما يجعلها تعبر تعبيرا مباشرا وحادا عن الموقف النفسي لعبد مسرف على نفسه يدق باب المغفرة
مثل : كلمة (المتكا) : وما تحمله من نبضات وجدانية تحيط بها أينما وجدت حيث تقفز الى الذهن فى قوله "متكئين فيها على الأرائك " . عبارة ( جاء العبد الضعيف المسرف ـ عينيه بالدمع دوما تذرف ) حيث تمثل الضعف الإنساني أمام عفو الله .
س : تحققت فى النص الوحدة الموضوعية .وضح ؟
حيث يتحدث النص عن موضوع واحد وهو التوبة إلى الله والندم على المعاصى وتعلقه بأهل الجنة ، ووحدة الأفكار حيث جاءت مرتبة ، ووحدة الجو النفسى حيث سيطرت عليه عاطفة الأمل فى رحمة الله .
س : ما الخصائص الفنية لأسلوب الشاعر ؟
اعتمد على الرموز الصوفية . لم يتخذ الصورة وسيلة للتعبير بل اعتمد على إيحاء اللفظ والعبارة .
التأثر بالقرآن الكريم . قلة الصور والمحسنات البديعية . التنوع بين الأسلوب الخبرى والإنشائى .
س : ما ملامح شخصية الشاعر ؟
من شعراء التصوف والزهد . نادم على كثرة ذنوبه . حائر بين اليأس والأمل .
مشتاق إلى نعيم الجنة .
س : ما أثر البيئة فى النص ؟
تأثر العرب بالأغانى الأندلسية . ظهور فلسفة التصوف كردّ فعل لتيار اللهو .
قيام الأندلسيين برحلات للمشرق لأداء الحج .
س : ما الفرق بين الموشح والشعر العربى ؟
يتفقان فى الأغراض مثل : .................... .
يختلفان فى : ......................... .