الترجمة 1- كتاب الأغانى لأبى الفرج الأصفهانى 2ث ع

المؤلف : هو أبو الفرج على بن الهيثم بن محمد من ولد مروان بن الحكم من بنى أمي فهو عربى قرشى ولد بأصفهان 284 هـ – 897 م فى خلافة المعتصم بالله ونسب إلى بلدته فقيل الأصفهانى . ثم انتقل إلى بغداد فكان همه فيها طلب العلم فتلى علمه على كوكبة من علماء عصره مثل ابن دريد وابن الأنيارى والأخفش ونفطويه والطبرى وغيرهم . وكان على صلة قوية بالمهلبى وزير معز الدولة بن بويه ، فمدحه وتقرب منه حتى توفى فى خلافة المطيع بالله عام 356 هـ – 967م .
مؤلفاته : له تراث غير قليل ضاع معظمه لم يصل منه غير كتابين هما "مقاتل الطالبيين" طبع فى القاهرة "الأغانى" الذى طبعته دار الكتب .
كتاب الأغاني :
1 – ألفه فى خمسين سنة وكتبه مرة واحدة فى عمره وأهداه إلى سيف الدولة الحمدانى فأنفذ له 1000 دينار واعتذر إليه فلما سمع "الصاحب بن عباد" استغلها وبعث إليه الحكم الثانى خليفة الأندلس 1000 دينار عين ذهباً فأرسل له نسخة حسنة منقحة قبل أن يظهر الكتاب لأهل البصرة .
س : لماذا سمي الكتاب بالأغاني ؟
لأنه بنى مادة الكتاب فى البداية على مائة أغنية كان الخليفة "هارون الرشيد" قد طلب من مغنيه الشهير "إبراهيم الموصلى " أن يختارها له وكلها من الشعر الرقيق الجميل وضم إليه أغانى أخرى غنيت للخليفة "الواثق بالله " وأصواتاً أخرى اختارها المؤلف بنفسه .
محتويات الكتاب .
يعد الأغانى من خير ذخائر التراث العربى ولولاه لضاع الكثير من أخبار الجاهلية وصدر الإسلام .
ويحتوى الكتاب على : 1 – الأغانى وهى سبب التسمية 0 2 – صناعة الشعر وسببها .
3 – أيام العرب ووقائعهم وأخبار قبائلهم ومياههم .
4 – ما فى البادية من حيوان وشجر وطبيعة البدو وعاداتهم وتقاليدهم .
5 – تاريخ ذلك العصر وما قبله .
طريقته ومنهجه النقدي :
1 - يورد أخباراً مسندة ثم لا يقنع بالإسناد وإنما ينتقد الرواة ويبين وجه الخطأ والتناقض فى روايتهم .
2 - يضم الأخبار المتشابهة بعضها إلى بعض ويتمم بعضها ببعض وينسقها بحذف العناصر المتناقضة فيها .
3 - ويختار اللفظ المناسب للمعنى حتى لو كان عامياً شائعاً .
4 - يسمى الأسماء بمسمياتـها ولا يتحرج ولا يتألم حتى يدفع الملل عن القارئ .
منهجه النقدى :
1 - يفصل بين الأديب وإبداعه الفنى فيروى أخباراً كثيرة عن حياته يمكن فى ضوءها تفسير إنتاجه .
2 - ويورد نصوصاً أدبية يمكن عن طريقها معرفة أغوار نفس الشاعر لما فيها من الجمال الفنى وإن كانت بعيدة عن الأخلاق الفاضلة ومن أمثلة ذلك حديثه عن (الأحوص) الشاعر الماجن الخليع ولأن صاحبه عار من الفضيلة .
مصادر جمع الكتاب : كانت متعددة :
1 – ما سمعه مشافهة من عامة المثقفين أو فى ندوات الأدب التى كانت تعقد فى مجالس خاصة .
2 – ما رواه له شيوخه .
3 – ما قرأه فى كتاب ونقله منه مباشرة وغالباً لا يذكر اسم الكتاب ويكتفى بذكر اسم المؤلف .
ما يؤخذ عليه .
1 – أنه تأثر بأخلاقه الشخصية بسرد الجوانب الإنسانية الضعيفة فى حياة الشعراء وركز على جانب الخلاعة والمجون فى سلوكهم .
2 – أهمل الجوانب المعتدلة فى تصرفاتهم ما جعل القارئ يتوهم أن بغداد كانت مدينة الخلاعة ومليئة بالمجون والسكارى ولكن بجانب ذلك حياة علمية جادة ودعوات صوفية زاهدة .
3 – أخباره عن الأمويين لم تكن دقيقة لأنها كتبت فى عهد العباسيين .
4 – أغفل ترجمة أبى نواس إغفالاً تاماً مع أنه يتفق معه فى المنـزع الأخلاقى وأغفل ابن الرومى وتحدث عن شعراء أقل قيمة .
س : ما الذى أورده الأصفهانى فى كتابه عن مدينة بغداد ؟ وما رأيك فى ذلك ؟
اظهرها لاهية وماجنة وفاسدة وبذلك نقل للقارئ صورة خادعة ظالمة عن بغداد التى كانت كعبة العلم والعلماء والمتصوفين والزهاد وقد تأثر فى ذلك بنزعته الشخصية وبمنهجه الذى ركز على الجانب المسلى منه .
الهدف من الكتاب : الإمتاع لا التاريخ ولذلك فهو يهمل من الأخبار ما ليس جذاباً حتى لو كانت فيه فائدة ويعمد إلى الأخبار الشيقة المسلية من القصص والكتابات حتى ولو كانت قليلة الأهمية ومن ثم فإنها على أهميتها تمثل جانباً واحداً من الحياة ى كل الجوانب .
الأسئلة
س1 : عرف المنهج الذى ألتزمه الأصفهانى فى كتابه "الأغانى" ووضح رأيه فى الربط بين إبداع الأديب وسلوكه الفنى .وما رأيك لو فصل بين الأديب وإبداعه الفنى .
س2 : حدد بإيجاز أعم المآخذ التى أخذت على كتاب الأغانى . س4 : كيف جمعت مادة الكتاب وما الغرض منه .