شرح نص بطولة صلاح الدين لابن سناء الملك حفظ 2ث ع

شرح نص بطولة صلاح الدين لابن سناء الملك (حفظ) 2ث ع

الشاعر :
ولد فى منتصف القرن السادس الهجري اتصل بالقاضي وله آثار علمية وأدبية منها : روح الحيوان . وهو تلخيص لكتاب الحيوان للجاحظ 0 ودار الطراز فى فن الموشحات وديوان شعر ، وتوفى بالقاهرة عن 58 عاماً .
النص :
فلقد أثارت سيرة صلاح الدين الأيوبى وأعماله المجيدة مشاعر الناس والشعراء فى عصره . وعبر العصور حتى يومنا هذا وأصبح فى أدبنا العربى رمز الخلاص مما نعانيه وشاهد بطولته فانفعل بها وراح يعبر عنها فى تلك التجربة .
الأبيات
طلعت عليهم بالصباح من الظبي
فساء صباح المنذرين لأنه
يحيط به ليلٌ من النقع مظلم
صباح به زرق الأسنة أنجم

اللغـــويــات :
طلعت: هجمت الصباح : أول النهار الظبي :ج ظبة وهى حد السيف  النقع : غبار المعركة ج نقاع ونقوع ساء : قبح × حسن  الأسنة : ج سنان وهو نصل الرمح  أنجم : ج قلة بمعنى نجوم 0
الشرح :
طلعت أيها البطل العظيم على أعدائك فى ظلام الليل بجيش منيع يحمل سيوفاً لامعة أضاء بريقها حتى بدا الليل وكأنه الصبح من إشراقها ولكنه صباح لا يحمل الدفء والضوء بل هو شديد السواد برقت فيه أسنة الرماح كأنها النجوم اللامعات فى حين أن غبار المعركة يجدد ظلام الليل .
التذوق الجمالى:
 " طلعت عليهم بالصباح من الظبى " : كناية عن كثرة سيوف العرب وقوة لمعانها .
وفى التعبير تشبيه للظبى فى لمعانها وبريقها بالصباح المشرق المضىء .
 وفى التعبير أيضاً استعارة مكنية جعلت الظبى مصدر طاقة مضيئة كالشمس أو المصباح وفى الفعل " طلعت " إيحاء بمفاجأة العدو .
 " يحيط به ليل من النقع مظلم " : تشبيه للنقع وهو غبار المعركة الذى تثيره حوافر الخيول بالليل المظلم وفيه إيحاء بكثرة جيوش صلاح الدين .
 تعريف " الصباح " للتعظيم هذا اليوم فى نظر العرب ، وتنكير " ليل " للتهويل .
 " فساء صباح المنذرين " : الفاء للترتيب والتعقيب ولبيان سرعة الأثر .
 والتعبير أسلوب إنشائى ، نوعه ذم ، غرضه التقبيح . وهذا التعبير مقتبس من قوله تعالى فى سورة الصافات " فساء صباح المنذرين " يعكس البيئة اللغوية والدينية التى عاش فيها بن سناء الملك ومدرسته الفنية .
 "لأنه صباح به زرق الأسنة أنجم " : تعليل لسوء وقبح هذا الصباح ، لأنه ينذر بالشؤم وسوء المصير .
 " زرق الأسنة أنجم " : تشبيه لأسنة الرماح فى لمعانها وبريقها بالنجوم وفيه إيحاء بكثرة الجيوش وتسلحها .
 " أنجم " : جمع قله ، اضطر الشاعر لاستخدامها بدلاً من النجوم " جمع كثرة " حفاظاً على سلامة الوزن .
وجيش به أسد الكريهة غضب
يعفون عن كسب المغانم فى الوغى
إذا قاتلوا كانوا سكوتاً شجاعة
وإن شئت عقبان المنية حوم
فليس لهم إلا الفوارس مغنم
ولكن ظباهم في الطلي تتكلم

اللغـــويــات :
أسد : أسود  الكريهة : الحرب ج كرائه × السلم  غضب : ج غاضب أى ثائر× هادئون 
عقبان : ج عقاب وهو طائر جارح  المنية : الموت ج المنايا × الحياة يعفون : يترفعون × يتدنون 
المغانم:الأسلابالوغى : الحرب مغنم : مكسب ج مغانم  الطلى : الأعناق م طلية أو طلاة .
الشرح :
فى هذه الأبيات يصف الشاعر جنود صلاح الدين بالشجاعة فيجعلهم أسود كواسر وطيور جارحة ويصفهم بالعفة والترفع عن كسب الغنائم فغايتهم الأعداء أنفسهم لا متاعهم الزائل كما يصفهم أيضاً بالجلد فى القتال ، فهم يحاربون فى صمت ، بينما رماحهم تصطك برقاب الأعداء وتناوشهم فتحدث جلبة كأنـها الكلام 0
التذوق الجمالي
 " أسد " : استعارة تصريحية من تشبيه جنود صلاح الدين بالأسود إيحاء بقوتهم 0
 " الكريهة " : كناية عن الحرب 0
 فى وصف الأسد بكلمة " غضب " : دليل على تكشيرهم عن أنيابهم وحرصهم على الفتك بأعدائهم 0
 " عقبان " : استعارة تصريحية من تشبيه جنود صلاح الدين مرة أخرى بالعقبان إيحاء بشدة حرصهم على الفتك بعدوهم وخطف روحه 0
 " يؤخذ على الشاعر أنه صور جنود صلاح الدين أسوداً ثم عقباناً فبدأ بالصورة الأقوى واتبعها بالصورة الأضعف وهذه الصورة كثرة استعمالها لدى الشعراء وأوشكت أن تكون إلى الحقيقة أقرب من المجاز .
 " حوم " : توحى بسيطرة جنود صلاح الدين على ميدان القتال وانطلاقهم فيه دون أدنى مقاومة من أعدائهم .
 " يعفون عن كسب المغتنم فى الوغى " : كناية عن سمو هدفهم وشرف غايتهم فهم يحاربون من أجل الحق لا من أجل ماديات فانية .
 " فليس لهم إلا الفوارس مغنم " : أسلوب قصر ، طريقته الجمع بين النفى والاستثناء ، يقصر مغنمهم الوحيد على الفوارس ، والقصر يفيد التخصيص والتوكيد .
 وهذا التعبير تعليل للشطر الأول من البيت الرابع ، وفيه تشبيه للفوارس من جيوش الأعداء بالمغنم الحقيقي الذى يسعى إليه جيش صلاح الدين .  " وتنكير " مغنم " يفيد التعظيم .
 " كانوا سكوتاً " : كناية عن الجدية والقوة والرغبة فى سرعة تحقيق الهدف .
 " ظباهم في الطلي تتكلم " : تقديم بلاغي من تقديم الجار والمجرور ، " في الطلي " على الفعل " تتكلم " لإفادة التخصيص وبيان إعمال سيوف صلاح الدين فى أعناق الأعداء وفيها استعارة مكنية .
 بين شطري البيت مطابقة ، فالجنود يقاتلون صامتين والسيوف تقاتل متحدثة .
ألفت ديار الكفر غزوا فقد غدا
تقاد لك الأبطال قبل لقائهم
وما يعصم الكفار عنك حصونهم
جوادك إذ يأتي إليها يحمحم
لأنهم من نقع جيشك قد عموا
ولا شئ بعد الله غيرك يعصم

اللغـــويــات :
ألفت : تعودت  غدا : صار  تقاد : تساق  نقع : غبار  جوادك : حصانك ج جياد 
يحمحم : يصوت صوتاً دون العالى  يعصم : يحفظ ويصون × يهلك .
الشرح :
ثم يعود الشاعر إلى مخاطبة صلاح الدين ويمنحه ويمدحه قائلاً :
اعتيادك غزو الأعداء فى ديارهم جعل جوادك يصهل كلما تردد على تلك الديار معرفة بها . أبطال العدو يساقون أسرى لك قبل قتالهم لأن الغبار الكثيف الذى أثاره جيشك الضخم قد حجب الرؤيا عنهم والأعداء لن تحميهم مواقعهم الحصينة منك ولن تصونهم فى شىء بعد الله يحميهم سواك .
التذوق الجمالى:
" ألفت ديار الكفر غزواً " : كناية عن كثرة غزوات صلاح الدين .
 " الكفر " : مجاز مرسل عن الكفار وعلاقته الحالية لأن الكفر فى قلوبهم .
 " جوادك إذ يأتى إليهم يحمحم " : كناية عن معرفة الجواد لهذه الديار من كثرة تردده عليها 0
 " تقاد لك الأبطال قبل لقائهم " : كناية عن استسلام الأعداء وخضوعهم لصلاح الدين قبل بدء المعركة .
وفى التعبير إيجاز بحذف الفاعل للعلم به وكلمة " الأبطال " توحى بقوة جيش العرب 0
 الشطر الثانى من البيت السابع تعليل لشطره الأول 0
 " من نقع جيشك قد علموا " : كناية عن كثرة الغبار المثار ، وبالتالى كثرة الرجال والخيل .
وفى هذه الصورة مبالغة فى قوله " عموا " فالغبار لا يصيب بالعمى مباشرة وإنما يحجب الرؤية فقط.
 " وما يعصم الكفار عنك حصونهم " : فى هذا التعبير بدأ تأثر الشاعر بأسلوب القرآن الكريم فهذا المعنى مقتبس من قوله تعالى : " وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله " .
وكل مكان أنت فيه مبارك
ولا برحت مصر أحق بيوسف
وفى كل يوم فيه عيد وموسم
من الشام ، لكن الحظوظ تقسم

اللغـــويــات :
مبارك : يحل به الخير والبركة × ممحوق  لا برحت : ما زالت  أحق : أولى وأجدر الحظوظ : النصيب يوسف : يراد به صلاح الدين لأنه من أهل الشام 0
الشرح :
أينما رحلت حلت بوجودك البركات وعمت البشرى وجرت فى ركابك الأفراح والأعياد ، وإن مصر بصدق حبها وولائها ووفائها لصلاح الدين لا تزال أحق من الشام بمقامه فيها ولكن الشام محظية بمقامه ولكل حظه ونصيبه.
التذوق الجمالى:
 " كل مكان ، كل يوم " : التنكير يفيد عموم الفرحة وشمولها لكل مكان وزمان يكون فيه صلاح الدين 0
 البيت التاسع كله كناية عن عظمة صلاح الدين 0
 تنكير " عيد وموسم – مبارك " لتعظيم ذلك اليوم والعطف يفيد شمول الفرحة 0
 " كل مكان أنت فيه مبارك " : كناية عن خيرية صلاح الدين .
 " مصر " : مجاز مرسل علاقته المحلية فقد عبر بالمحل وهو " مصر " وقصد المصريين الذين بداخلها .
 " فى كل يوم عيد وموسم " : كناية عن الفرحة والتقدير .
 " لا برحت " : توحى بالاستمرار ، " يوسف " : تورية فالمعنى القريب الذى يتبادر إلى الذهن هو سيدنا يوسف الصديق عليه السلام ، والمعنى البعيد الذى يقصده الشاعر هو صلاح الدين ، وسر جمال التورية أنها تبعث على التفكير وتنشيط الذهن .
 " لكن الحظوظ تقسم " : استدراك يوحى بسمو مكانة صلاح الدين وفيها استعارة مكنية .
التعليــق :
غرض النص : المدح والحماسة والفخر .
الألفاظ :
وفق الشاعر فى اختيار ألفاظه وعباراته فجاءت ملائمة للموضوع ولعاطفة الشاعر التى تفيض حباً لصلاح الدين وإعجاباً به ، والشاعر يقتبس بعض ألفاظه من الشعر القديم ومن القرآن الكريم مثل " الظبى ، النقع ، الكريهة ، يحمحم ، الوغى ، الطلى " فهذه الألفاظ الدالة على المبالغة لها وقع ودلالة تختلف عن وقع ودلالة الألفاظ العادية .
 الخصائص الفنية لأسلوب الشاعر :
1 ) قوة الألفاظ وجزا لتها وملاءمتها للجو النفسي .2 ) المبالغة فى استخدام بعض الصور الخيالية .
3 ) تضمين الشاعر من القديم و الاقتباس من القرآن الكريم.4 ) عمق الأفكار وترابطها ، وتحليلها والتعليل لها .
المناقشــة :
طلعت عليهم بالصباح من الظبى
فساء صباح المنذرين لأنه
يحيط به ليلٌ من النقع مظلم
صباح به زرق الأسنة أنجم

أ ) اختر الإجابة الصحيحة من بين الأقواس :  مفرد "الظبى":(ظبة – ظبية – ظابية)0
 يراد بـ " النقع " : ( غبار المعركة – جوافر الخيول – سواد الليل ) .
 " ساء صباح المنذرين ": ( أسلوب خبرى – أسلوب إنشائى – أسلوب خبرى لفظاً إنشائى معنى ) 0
ب ) أشرح البيتين فى عبارة أدبية ، ثم ضع لها عنواناً مناسباً لهما 0
جـ ) عين من البيتين : لوناً بيانياً وآخر بديعياً وبين الأثر الفنى لكل منهما 0
د ) إلى أى مدى وفق الشاعر فى اختيار ألفاظه ؟ وتحت أى غرض تتدرج قصيدته هذه ؟
وجيش به أسد الكريهة غضب
يعفون عن كسب المغانم فى الوغى
إذا قاتلوا كانوا سكوتاً شجاعة
وإن شئت عقبان المنية حوم
فليس لهم إلا الفوارس مغنم
ولكن ظباهم فى الطلي تتكلم

أ ) هات مرادف " المنية " ، ومفرد " عقبان " ، ومضاد " الوغى " ، ومعنى " الطلي " ثم بين المراد بالكريهة .
ب ) انثر هذه الأبيات فى عبارة أدبية .
جـ ) عين من الأبيات لوناً بديعياً ، أسلوب قصر ، ووضح كلا منهما وبين أثره الفنى .
د ) وضح الخيال فى البيت الأول ، وبين رأيك فيه .
ألفت ديار الكفر غزوا فقد غدا
تقاد لك الأبطال قبل لقائهم
وما يعصم الكفار عنك حصونهم
جوادك إذ يأتى إليها يحمحم
لأنهم من نقع جيشك قد عموا
ولا شئ بعد الله غيرك يعصم

أ ) هات مرادف " ألفت " ، وجمع " جواد " ، ومفرد " حصون " ب ) أشرح الأبيات فى عبارة أدبية ، مبيناً العاطفة المسيطرة على الشاعر .
جـ ) عين من الأبيات : صورة بلاغية ، مجاز مرسلاً وبين علاقته وسر جماله .
د ) ما نوع الأسلوب فى هذه الأبيات ؟ ولم آثره الشاعر ؟ وعلام تدل حمحمة الجواد فى البيت الأول ؟
وكل مكان أنت فيه مبارك
ولا برحت مصر أحق بيوسف
وفى كل يوم فيه عيد وموسم
من الشام ، لكن الحظوظ تقسم

أ ) هات مرادف " لا برحت " ، مفرد " الحظوظ " ، وجمع " موسم " ، وبين نوع المشتق فى " مبارك ، أحق " .
ب ) من المقصود بيوسف ؟ ولم كانت مصر أحق به ؟ جـ ) أسرح البيتين فى عبارة أدبية من إنشائك ؟
د ) ماذا أفاد تنكير " عيد وموسم " و " وكل مكان ، وكل زمان " ؟ وما إيحاء " لا برحت " ؟