|
| شرح قصة واإسلاماه بطريقة جديدة رووووعه أدخل وشوف وقيم العمل | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أشرف على
admin
عدد المساهمات : 27639 نقاط : 60776 تاريخ التسجيل : 04/09/2009 الموقع : http://elawa2l.com/vb
الأوسمة : 11:
| موضوع: شرح قصة واإسلاماه بطريقة جديدة رووووعه أدخل وشوف وقيم العمل الثلاثاء 20 مارس 2012 - 2:20 | |
| الفصل الأول حوار في قصر السلطان اختلاف السلطان (جلال الدين) وابن عمه الأمير (ممدود) في قتال خوارزم شاه للتتار. أولا جلال الدين : يرى جلال الدين أن ووالده (خوارزم شاه) أخطأ في التحرش بهذه القبائل التترية المتوحشة, وأنه لو لم يتحرش بها لبقيت تائهة في جبال الصين وصحاريها بعيدة عن المسلمين. ودلل على صحة رأيه بأن والده خوارزم شاه لم يكسب من هذه الحرب شيء, بل فقد بسببها الجزء الأعظم من مملكته, وأغرق المسلمين في طوفان التتار الذي لا ينتهي. ثانيا الأمير ممدود : يرى الأمير ممدود أن عمه خوارزم شاه لم يخطئ في حربه على التتار,ولا ينكن أن نلومه في هذا الأمر إلا بقدر محدود. ودلل على رأيه بأن خوارزم شاه واحد من ملوك عصره, بل يتفوق عليهم في بالجيوش الجرارة, والدولة العظيمة, فأراد بذلك خدمة دينه ودنياه, فيخدم يدنه بنشر الإسلام في مناطق لم يدخلها من قبل, ويخدم دنياه بألا يعطل جنده ويوسع من مملكته. نتائج تحرش خوارزم شاه بالتتار: اختلف الأمير ممدود مع ابن عمه السلطان جلال الدين في نتائج هذا التحرش ويظهر ذلك من خلال وجهة نظر جلال الدين : فقدان الجزء الأعظم من مملكته وإغراق الإسلام بهذا الطوفان من التتار المشركين ويخشى أن يكون أبوه مسئولاً عن هذا كله أمام ربه . وجهة نظر ممدود : أنه جاد بنفسه في سبيل الدفاع عن بلاد الإسلام فقد ظل يقاتلهم قتالا لا هوادة فيه إلى أن مات شريداً وحيداً في جزيرة نائية. التتار رسل الدمار والخراب. وضح (ما المصيبة التي تحدث عنها جلال الدين) المصيبة الكبرى هي أن التتار رسل الدمار والخراب لا يدخلون مدينة إلا ودمروها وقضوا على الأخضر واليابس فيها, ولا يتمكنون نم أمة إلا ويقتلون رجالها وأطفالها ويهتكون أعراض نسائها, ويبقرون بطون حواملها . بكاء جلال الدين والأمير ممدود : طغى البكاء على جلال الدين ثم تبعه الأمير ممدود, وذلك أنه تذكر وقوع نساء خوارزم شاه في أيدي التتار. وكان من بين هؤلاء النساء أم خوارزم شاه وأخواته. كيف وقعت أم خوارزم شاه وأخواته في أيدي التتار ؟ عندما تفرق جند خوارزم شاه عنه وأيقن بالهزيمة أرسلهن إلى جلال الدين في (غزنة),وأرسل معهن أمواله وذخائره التي لم يسمع بمثلها, فعلت التتار بذلك فتتبعوهن وأرسلوهن إلى طاغية التتار (جانكيز خان) في (سمرقند). لماذا شعر جلال الدين باليأس من تحريرهن؟ لأن جلال الدين علم أنهن وقعن أسيرات في يد طاغية التتار المتوحش, كما أن التتار ثبتوا أقدامهم في بلاد خوارزم شاه بالسيطرة على (خراسان ورنجان و قزوين) واتخذ طاغيتهم سمرقند قاعدة له ينطلق منها ليخرب ويدمر بلاد المسلمين وبذلك عظم سلطانهم وقوى شأنهم . ما أثر هذه الذكرى على جلال دين ؟ وما الذي تمناه؟ شعر جلال الدين بالحزن الشديد والحسرة القاتلة, فبعد العز والسلطة والحجاب أصبحت نساء خوارزم شاه سبايا في يد الطاغية (جانكيز خان), واشتد حزنه لأنه لا يعلم ما وقع لهن على يد هذا الطاغية. وتمنى لو أن أبا قتلهن بيده أو أغرقهن في البحر, لأن ذلك أهون من سقوطهن في يد ملك التتار, وقد رجح أن أباه قد مات في تلك الجزية النائية هما وحزنا عليهن عندما علم بما حدث لهن. يأس جلال الدين من الانتصار على التتار. وضح . شعر جلال الدين بأنه لا يمكن أن ينتصر على التتار, وذلك أنه رأى أباه (خوارزم شاه) ينهزم أمامهم رغم قوته وجيوشه الجرارة, وجلال الدين لا يملك ما كان يملكه أبوه من الجيوش والقوة, فهو أقل من أبيه في كل شيء, ولذلك شعر بأنه لا يمكن أن ينتصر على التتار. كيف حاول الأمير ممدود أن يصرف هذا اليأس عن جلال الدين ؟ ذكر جلال الدين بأنه ابن خوارزم شاه وخليفته على بلاده ولا يحق له اليأس من الانتصار على أعدائه, وحرضه على ضرورة قتال التتار, وإذا كان أبوه مات في هذه الجزيرة وحيدا شريدا إلا أنه ما زال حي في جلال الدين يمده بالقوة للانتقام من هؤلاء المخربين . خليفة المسلمين وأمراء مصر والشام وبغداد . اتهم جلال الدين خليفة المسلمين وأمراء مصر والشام بالتقصير في حق أبيه,وذلك أنهم يعلمون ما يحث في بلاد خوارزم شاه من دمار وخراب على يد التتار,ولكنهم لم يساعدوه على الرغم من استنجاده بهم مرارا رد الأمير ممدود : حاول الأمير ممدود أن يجد لهم العذب بأنهم يحاربون الصليبين الذين لا يقلون عن التتار خطرا, بل يزيدون عليهم بتعصبهم الذميم, ويضربون العالم الإسلامي في قلبه. موقف جلال الدين من رد الأمير ممدود : رفض جلال الدين هذا الرد موقف من الأمير ممدود, وقال له أن قتال الصليبيين حقا كان أيام صلاح الدين ونور الدين, ولكن ملوك المسلمين الآن مشغولون بقتال بعضهم بعضاً ولا يجدون حرجاً من أن يستنجد أحدهم بالصليبيين على منافسه من ملوك المسلمين من أجل السلطة والنفوذ التتار والفرنجة تشابه في الهدف واختلاف في الأسلوب . وضح نعم تتشابه حملات الفرنجة وهجمات التتار في الهدف وذلك أن حملات الفرنجة لا تقل خطراً عن حملات التتار على بلاد الإسلام خطرا فلهم وحشية التتار ويزيدون على التتار بتعصبهم الديني الذميم وكلاهما يسعى لتدمير دولة الإسلام. ويختلفون في الأسلوب فالتتار يغزون أطراف بلاد الإسلام ولكن الفرنجة يغزونها في صميمها وقلبها قتال التتار بين رأي جلال الدين والأمير ممدود : اختلفت نظرة جلال الدين عن الأمير ممدود في قتال التتار, ويتضح ذلك من خلال ... أولا رأى جلال الدين : قرر جلال الدين أن يكتفي بتحصين والدفاع عنها ضد هجمات التتار, حتى إذا يأس التتار عن دخولها تحولوا إلى الشرق حيث الخليفة وبلاد المسلمين فأذاقوهم شرهم كما ذاقه جلال الدين وأبوه من قبله. رأي الأمير ممدود : رأى أنه لابد من الاستعداد لقتال التتار خارج البلاد, لأن (جانكيز خان) لن يتحول إلى الشرق إلا بعدما يقضي تماما على مملكة خوارزم شاه, كم أنه لا يجب أن ينتظر أعدائه ليهجموا عليه في داره, وذلك أنه لو انهزم فيها انتهى أمره, ولو انهزم خارجها كانت بلاده ظهرا له يعيد فيها ترتيب جنده لموقعة أخرى مع أعدائه. نتيجة الجدال حول قتال التتار : اقتنع السلطان جلال الدين برأي ابن عمه وزوج أخته الأمير ممدود, وعمل على الأخذ بنصيحته وقال له " لا حرمني الله صائب رأيك يا ممدود ، فما زلت تحاجني حتى حاججتني". نهاية الحديث : انتهى حديث جلال الدين مع الأمير ممدود على الاستعداد من أجل حرب التتار خارج البلاد, ثم جمع ممدود قطع الشطرنج حتى يسترح جلال الدين ويقم من صباح اليوم التالي للاستعداد لما اتفقا عليه. كيف كان حال زوجتا السلطان جلال الدين والأمير ممدود ؟ كانت كل من (عائشة خاتون) زوجة جلال الدين ,و(جهان خاتون) زوجة الأمير ممدود وأخت جلال الدين, في شهرهما التاسع من الحمل, تعنيان من ثقل الحمل خصوصا أنهما في أيام الحمل الأخيرة. مظاهر الترف في قصر جلال الدين : كان لقطع الشطرنج التي لعب بها جلال الدين والأمير ممدود صندوق ذهبي مرصع بالجواهر, وقد وضع الصندوق الذهبي في صندوق آخر من الأبنوس. قصر جلال الدين كان فخما عظيما, سلالمه من المرمر, وحديقته مليئة بعناقيد العنب, والأشجار التي تفصل بينها ممرات مفروشة بالرمال الصفراء الناعمة , وتبدو عناقيد العنب كأنها اللؤلؤ المنسق
الفصل الثاني جلال الدين يصارع التتار استعداد جلال الدين لقتال التتار : منذ أن عاهد جلال الدين ابن عمه الأمير ممدود على حرب التتار, ترك الراحة وقضى قرابة شهرا في تجهيز الجيش وإعداد العدد والرجال, وتقوية الحصون والقلاع, وبناء الحصون على طول الطريق , وساعده في ذلك الأمير ممدود. كما كانت من عادته أنه إذا خرج لحرب ما فإنه يستشير منجمه الخاص لينظر في طالعه. استطلاع النجوم, وحكم الدين من ذلك : التنجيم هو ادعاء بعض الناس معرفة الغيب بالباطل, فالمنجم يدعي أنه قادر على معرفة الغيب وما قد يحق للإنسان في المستقبل, ولهم في ذلك أساليب كثيرة, فمنهم من ينظر في كتاب يقرأه, وآخر يعتمد على النجوم وثالث على الودع ورابع على الرمل وهكذا... وحقيقة الأمير أن المنجم يعتمد في الوصول إلى المعلومات التي يخبر بها ضحيته على بعض الناس الذين يبحثون في أسراره ويعرفون خباياه, ومن خلال ما يعرفه يوهم الناس بقدرته على معرفة الغيب والأمور الخفية. حكم الدين في التنجيم : لقد حرم الله تعالى ورسوله الكريم التنجيم, حتى أن من يذهب إلى عراف أو منجم ويصدقه فيما يقول فقد خرج عن الإسلام وكفر بالله, أما إن ذهب ولم يصدق فقد بطل عمله أربعين يوما ولا يقبل منها خلالها صلاة ولا صدقة ولا فعل الخير, إلا من تاب إلى الله توبة نصوحا. نبوءة المنجم لجلال الدين : أخبر المنجم جلال الدين بأنه سيحارب التتار فيهزمهم في أول الأمر ثم يهزمه التتار في نهاية الأمر, وأخبره أنه سيولد في أهل بيته في هذا الأسبوع غلاما يملك بلادا عظيمة ويحارب التتار ويهزمهم هزيمة ساحقة ويشتت شملهم . كيف فهم جلال الدين نبوءة المنجم ؟ ظن جلال الدين أن الحرب بينه وبين التتار ستبدأ بهزيمته ثم تنته بانتصاره, ولكن المنجم صحح له الأمر وقال بأنه سينتصر في بداية المعارك ولكنه مهزوم في نهايتها. ما موقف ممدود من قول المنجم وتصحيحه لظن جلال الدين ؟ لام الأمير ممدود المنجم وقال له يا هذا لقد جئنا بك لتبشر السلطان لا لتخوفه, والسلطان ليس بمن يخاف من أكاذيبك وتنبوءاتك , فرد المنجم وقال لو شاء السلطان صدقته ولو شاء بشرته فقال له السلطان جلال الدين بل اصدق في القول. متى يولد الغلام كما قال المنجم ؟ وما أثر ذلك على جلال الدين والأمير ممدود ؟ يولد الغلام في هذا الأسبوع, وقد اندهش جلال الدين وتعجب من ذلك لأن زوجته في أيام حملها الأخيرة. أما الأمير ممدود فلم يندهش ولم يتعجب, لأنه يظن أن المنجم لابد وقد عرف أن زوجة السلطان حامل وفي أيام حملها الأخيرة, كما أن المنجم قال "يولد في أهل بيت السلطان" ولم يقل يولد للسلطان, وأهل بيت جلال الدين في (غزنة) وغيرها يعدون بالآلاف, وبذلك لو وضعت زوجة جلال الدين أنثى فلا حرج عليه, كما أن أخت جلال الدين وزوجة الأمير ممدود حامل, واحتمال مولد الغلام من إحدى المرأتين أقوى . رأي الأمير ممدود في المنجم والتنجيم : يرى الأمير ممدود أن المنجمين ليسوا سوى دجالين يدعون معرفة الغيب, بسبب ما لديهم من مهارة وفطنة في استطلاع أدق أخبرا وأسرار من يستفتيهم, وعلى قدر ذكاء ومهارة الدجال تقترب تنبوءاته من الحقيقة. خواطر وهواجس الأمير ممدود : ثارت في نفس الأمير ممدود الهواجس والمخاوف من أن تلد زوجته غلاما وتلد زوجة جلال الدين جاريه, فيؤدي ذلك إلى غضب جلال الدين على الغلام وربما قتله, وسبب هذه المخاوف أن الأمير ممدود يعرف تكالب الملوك على الملك وأنهم يحرصون على بقائه في نسلهم ولا يجدون حرجا من الفتك بأقرب الناس إليهم للحفاظ عليه لأبنائهم. نتيجة هذه الخواطر على الأمير ممدود : خاف الأمير ممدود من تحقق تلك المخاوف فاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم وجعل كل همه أن يطعن في المنجمين أمام جلال الدين ويبين أكاذيبهم, ليصرف عن جلال الدين التفكير في كلام المنجم والاعتقاد بصدقهم. وقد دلل على كلامه بكثير من الحوادث التي أثبتت أن هؤلاء المنجمين لا يعلمون الغيب ومن ذلك أن الخليفة العباسي (المعتصم بالله) استشار منجمه الخاص عندما أراد الخروج لفتح عمورية, فحذره المنجم من الخروج في هذا اليوم لأن الطالع ليس في صالحه,وأنه سنهزم, ولكن الخليفة لم يستمع إليه وخرج وكسر جموع الروم وفتح عمورية . أثر هذه النبوءة على جلال الدين وعلى الأمير ممدود : أولا أثرها على السلطان جلال الدين : 1- لم يستطع الأمير ممدود أن يصرف عن جلال الدين التفكير في كلام المنجم, وأنهم كذابون لا يعرفون الغيب, فكان كلما تذكر جلال الدين نبوءة المنجم فرح لأنه سينتصر على التتار, ولكن إذا تذكر هزيمته في النهاية حزن حزنا شديدا, ثم يعود إلى الفرح والسرور عندما يتذكر أن هلاك التتار وتشتيت شملهم سيكون على يد مولود في أهل بيته . 2- تغير وجه جلال الدين واسودت الدنيا في عيناه عندما أنجبت زوجته فتاة, واشتد علبه الأمير عندما علم بأن أخته وزوجة الأمير ممدود أنجبت غلاما, وأيقن أن الملك سينتقل إلى ابن ممدود وأنه هو من سيهزم التتار ويشتت شملهم. 3- وصل الأمر بجلال الدين إلى التفكير في التخلص من ابن أخته خوفا من انتقال الملك إليه, ولكنه رجع عن ذلك حينما عاتبته عينا أخته وهي ترضع الغلام, فرق قلبه وأدرك أن الطفل لا ذنب له في ذلك كله. ثانيا أثر النبوءة على الأمير ممدود : لم يصدق الأمير ممدود هذه النبوءة لأنه لا يثق في كلام المنجمين من الأساس, ولكنه فزع لأمرين الأول هو خوفه أن تضعف هذه النبوءة جلال الدين فيرجع عن عزمه ولا يحارب التتار, والثاني خالف الأمير ممدود أن تلد زوجته غلاما وتلد زوجة جلال الدين فتاة, فيثير ذلك جلال الدين ويدفع إلى قتل الغلام خوفا من انتقال الملك إليه. موقف جهان خاتون من مخاوف الأمير ممدود : أفضى الأمر ممدود بالأمر إلى زوجته (جهان خاتون) والتي شاركته في الخوف لما تعلم من طباع أخيها ولكنها كتمته في نفسها وتظاهرت لممدود بأنها لا تخشى شيئاً من ذلك ؛ لأن أخاها يحبها ويعزها, ولا يمكن أن يمده يده إلى ابنها بسوء, وظلت في الخفاء تدعو الله أن يرزقها بفتاة ويرزق أخاها جلال الدين غلاما خوفا من بطش جلال الدين. لماذا ذهب جلال الدين إلى قصر أخته ؟ ذهب جلال الدين إلى قصر أخته ليطمئن على صحتها ,ويرى ذلك الغلام الذي سينتقل الملك إليه ويهزم التتار, فما رآه بين أحضان أمه ترضعه لم يستطع أن يخفى التغير الذي ظهر على وجهه, حتى أن أخته قرأت في عينه الغد والخيانة . ماذا فعلت جهان خاتون عندما حضر جلال الدين ليراها, وكيف تصرف الأمير ممدود ؟ حاولت أن تقول شيئا تلاطف به أخاها ولكنها لم تجد ما تقول فاكتفت بنظرة تعاتب فيها جلال الدين على ما بدر منه من غدر بابنها, وتظهر فيها العطف والإشفاق عليه . وقد أسرع الأمير ممدود يخفف عن جلال الدين فقال " لقد نزع إليكم آل خوارزم شاه في كل شيء ولم ينزع إلي في شيء ",وعندما قال جلال الدين بأن هذا الطفل الذي سيهزم التتار, أسرع الأمير ممدود يقول في "خدمة خاله وركابه " ثم حول الحديث إلى المنجم وكذبه وعدم قدرته على معرفة الغيب. ما شعور جلال الدين بعدما رأى الطفل ؟ في البداية لم يستطع أن يخفي التغير البادي في وجهه, ولكن عتاب عينا أخته له , وبراعة الأمير ممدود, جعله يشعر بالخجل من الارتياب من طفل صغير لا ذنب له, ثم طبع على جبين أخته قبلة كأنه يستغفرها ويطلب منه العفو عما بدر منه تجاه الطفل ويعبدها بألا تمد يده إلي طفلها بسوء. مال أنباء التي جاءت جلال الدين؟ وماذا فعل ؟ جاءت الأنباء أن التتار دخلوا (مرو) وساروا إلى (نيسابور"), وأنهم دخلوا (هراة) بعد حصار دام عشرة أيام ويتجهون إلى (غزنة), فأسرع جلال الدين في ستين ألفا من جنوده وقاتلهم بالقرب من (هراة) فهزمهم وقتل منهم خلقا كثيرا. ثم أرسل رسله إلى أهل (هراة) يخبرونهم بالانتصار على التتار, ففرح الناس فيها وقتلوا حامية التتار, فلما عادت فلول التتار إلى (هراة) وعلموا ما وقع من أهلها انتقموا منهم فقتلوا كل من وجدوه من الرجال والنساء والأطفال وخربوا المدينة وأتلفوا كل ما لم يقدروا على حمله من الأموال ثم طاردهم جلال الدين فأجلاهم عن (هراة) وظل في مطاردتهم حتى حدود (الطالقان) وهي القاعدة الجيدة التي اتخذها جنكيز خان يبعث منها سراياه وجيوشه ليفسدوا في الأرض. لماذا توقف جلال الدين ولم يكمل مهاجمة التتار في الطالقان ؟ توقف جلال الدين ولم يهاجم التتار في قاعدتهم الجديدة, حتى يريح جيشه من تعب المعركة,, وعاد بخيرة جيشه إلى (غزنة) وترك حاميات قوية على المدن التي طرد منها التتار. كيف كان يوم عودة جلال الدين إلى غزنة ؟ كان يوم عودة جلال الدين إلى غزنة يوما مشهودا فقد تجمع الناس واحتفلوا به احتفالا عظيما, ولم ينقص من جمال هذا اليوم إلا عودة الأمير ممدود جريحا ومحمولا على محفة بعدما قدم أروع البطولات في المعركة. ما أثر جرح الأمير ممدود على جلال الدين ؟ حزن جلال الدين لما أصاب صهره ووزيره وابن عمه الأمير ممدود, واهتم بعلاجه فأحضر خير أطباء زمانه وأغدق عليهم الأموال ووعدهم لمكافئات عظيمة إن شفي ممدود على أيديهم, ولكن جراحه كانت بالغة, فلم تنفع مهارة الأطباء معها, وبدأت صحته تسوء يوما بعد يوم إلى أن فارق الحياة شهيدا في سبيل الله. وصى الأمير ممدود ابن عمه السلطان جلال الدين بعدة وصايا, فما هي ؟ عندما ثقلت العلة على الأمير ممدود وأحس بقرب أجله, أرسل لجلال الدين ووصاه بأن يرعى زوجته وابنه محمود,وأن يذكره بخير, كما وصاه بأن يقاتل التتار بكل قوة ولا يصدق المنجمين. ما أثر وصايا ممدود على السلطان جلال الدين وزوجة ممدود ؟ بكى جلال الدين كما بكت زوجة ممدود حزنا على مرضه وقرب موته. موت ورجاء : مات الأمير ممدود ولم يتم الثلاثين من عمره, وترك خلفه رضيع لم يتمتع برؤيته إلا أيام قلائل, فقد انشغل بحروبه ضد التتار مع ابن عمه وصهره جلال الدين, ولم يكن له من عزاء وهو يترك تلك الحياة إلا رجاؤه فيما أعد الله للشهداء المجاهدين في سبيله . ما أثر موت ممدود على جلال الدين ؟ لقد أضعف موت الأمير ممدود في عزيمة جلال الدين وقوته, وذلك أنه فقد ركنا عظيما من أركان دولته, وأخا كان يعتز به ويثق في إخلاصه, كما كان وزيرا يعتمد على كفاءته وبطلا مغوارا يستند إلى شجاعته في حروبه. كما بكاه أشد البكاء وحفظ له الجميل في أهله . كيف حفظ جلال الدين الجميل للأمير ممدود ؟ حفظ السلطان جلال الدين الجميل للأمير ممدود بأن رعاه في أهله وولده, وضمهما إلى رعايته واعتبر محمود كابنه يحبه ويدلله ولا يصبر على فراقه . دلل على حب جلال الدين لمحمود بن ممدود . اعتبره كابنه فكان يدلله, ولا يصبر على فراقه, بل كان يجذبه من أمه, إلى صدره وربما بال الطفل على ملابسه فلا يزيد إلا حبا وتعلقا به, وكان كلما عاد من قتال التتار أسرع إليه أولا فيحضنه ويقبله, ثم يذهب إلى ابنته التي لم يكن يصبر على فراقها. نشأة محمود وجهاد في بيت السلطان جلال الدين : نشأ الطفلان في بيت واحد, ترعاهما أمان ويعطف عليهما أب واحد, فكانا يحبوان معا في دهاليز القصر وبهوه, كما كان الخدم يخرجوا بهما لحديقة القصر في الصباح الباكر فيسران على العشب يتمرنان على المشي, وكان إذا سقطت جهاد أعانها محمود للقيام. أمل وخوف نظرت كلا من عائشة خاتون وجهان خاتون من شرفة القصر إلى محمود وجهاد وهما يتمرنان على المشي, وكلاهما يفكر هل يقدر لهما أن يشبا مع بعضهما البعض ويكن أحدها للآخر, أم أن تقلبات الأيام وفُجَاءات الدهر ستحول بين ذلك . فيأملان في أن يعيش الطفلين في أمان ويخافان من تقلبات الأيام. ما سر الخوف من المستقبل ؟ سر هذا الخوف الذي ظهر على الأمين, بسبب ما حدث لهما على مر الأيام, فقد كان خوارزم شاه ملكا عظيما في أوج سلطانه وكان يهابه الجميع ويأتون إليه يقدون الولاء والطاعة, وكانت عساكره تملأ السهل والجبل, ولكن ذلك لم يمنع التتار من القضاء على ملكه وتمزيق دولته حتى تفرق عنه جنده ومات شريدا وحيدا في جزيرة نائية بعد الملك واعز والسلطان. ما الذي يزيد من قلق الأمين ؟ الذي يزيد من خوف الأمين على مستقبل الطفلين أن جلال الدين قد انتصر على التتار في كل المعارك التي لقيهم فيها, حتى حرر كثيرا من بلاده منهم, وبلغ به الأمر إلى تحدي جنكيز خان, فيرسل له كتاب يسأله فيه عن مكان المعركة القادمة وزمانها.وقد شاهدة الأمين (خوارزم شاه ) وهو أقوى وأعظم من جلال الدين في الجند والهيبة وكل شيء ورغم ذلك انهزم أمام التتار. هل يعني انتصار (جلال الدين) (لجنكيز خان) وتحديه انتهاء أمر التتار؟ بالطبع لا فقد كان والده خوارزم شاه أعظم من جلال الدين في الجند والهيبة والقوة وفي كل شيء, وقد استطاع الانتصار عليهم في معارك كثيرة,ولكنهم غلبوه بأعدادهم التي لا تحصى وكثرة الإمدادات وهجومهم كالسيل فهم كالجراد يقضى على الأخضر واليابس, والأمل ضعيف في أن يقوى جلال الدين على ما لم يقوى عليه أبوه وهو في عز مجده وقوته. جيش الانتقام (هل تحققت مخاوف الأمين؟) بالفعل مخاوف الأمين تحققت سريعا فقد أتت الأنباء أن (جنكيز خان) اشتد غضبه من تحدي جلال الدين له فكون جيشا أعظم من جيوشه السابقة وسماه جيش الانتقام, وقد جعل على رأسه أحد أبنائه, وجيش الانتقام انطلق كالسهم يدمر القرى ويخرب الأرض حتى وصلوا إلى (كابل). وقد خرج لهم جلال الدين بكل ما يملك من جند, والتقى الجمعان واستمر القتال ثلاثة أيام بلياليهن, وكان جلال الدين يصرخ في جيشه " أيها المسلمون أبيدوا جيش الانتقام " وقد انتصر المسلمون على جيش الانتقام انتصارا كبيرا. ويرجع الفضل في هذا الانتصار إلى أحد قواد جلال الدين يدعى (سيف الدين بغراق) حيث استطاع أن يخدع التتار, فلما اشتد القتال انفرد بفرقته وطلع خلف الجبل المطل على المعركة, ولم يشعر التتار إلا بهجوم فرقة سيف الدين بغراق ينحدر عليهم من فوق الجبل, فاختلفت صفوفهم فاستطاع المسلمون حصرهم والقضاء على خلق كثير منهم, وغنموا منهم مغانم عظيمة. الانقسام والفرقة سبب هزيمة المسلمين : بعد المعركة حدث ما لم يتوقعه أحد فقد اختلف سيف الدين بغراق مع جلال الدين حول الغنائم, مما أغضبه وقرر أن يذهب ومعه جنوده الذين وصل عدهم لأكثر من ثلاثين ألف من خيرة جيش المسلمين, وقد حاول جلال الدين مع سيف الدين بغراق أن يعود إلى الجيش ولكنه رفض وصمم على الرحيل مما اضعف المسلمين. ودفع ذلك التتار لجمع صفوفهم وانتظار الإمدادات من (جنكيز خان) الذي غضب بشدة عندما علم بالهزيمة, فجمع جنوده وقادها بنفسه وأسرع لقتال جلال الدين الذي لم يستطع أن يثبت له ففر إلى غزنة فتحصن بها عدة أيام, ثم تركها ورحل إلى الهند. فرار جلال الدين بأهله إلى الهند : رأى جلال الدين أنه لن يستطيع أن يثبت للتتار, وخصوصا بعد الانقسام الذي حدث, فأسرع يجمع أمواله وذخائره, وحملها وأهله وحاشيته واتجه إلى إل الهند, وقد سار معه سبعة آلاف من خواص رجاله, وأثناء اتجاهه إلى سهل الهند لحقته طلائع التتار, فحاول دفعه عن أهله ولكن توالى الجموع عليه جعله يتراجع ويسرع إلى نهر السند ليحمل أهله ورجاله إلى الضفة الأخرى. لم يستطع جلال الدين أن يعبر النهر إلى الضفة الأخرى وذلك أن التتار وصلوا إليه قبل أن يجد السفن اللازمة لنقله وأهله, فأسرع إلى حريمه وفيهم أمه وأخته وزوجته, فلما رأينه صحن به (لا ينبغي أن نقع في أيدي التتار.... بالله عليك اقتلنا بيدك وخلصنا من الأسر والعار...) تنازعت جلال الدين عاطفتان في هذا الموقف. وضح . لقد تحير جلال الدين فيما يفعل في حريمه, فهو يحبهم أشد الحب ففيهم أمه وأخته وزوجته وبنات أعمامه وبنات أخواله وكل نساء أهله, ولكنه في نفس الوقت لا يرضى أن يقعن سبايا في يد التتار المتوحشين, فأمر رجاله بإغراق أهله في النهر, خشية أن يقعن سبايا في يد عدوه الذي لن يرحمهن, وظل ينظر إليهن وهن يغرقن في النهر وعينه دامعة. ماتت نساء جلال الدين غرقا بيديه, فماذا فعل بعد ذلك؟ لم يجد جلال الدين مفرا من خوض النهر سباحة فأسرع وألقى بنفسه في الماء وأمر رجاله بان يسبحوا إلى الضفة الأخرى قبل أن يقضي عليهم التتار, وبمجرد أن ابتعدوا عن الشاطئ قليلا وصلت طلائع التتار فأطلقوا عليهم السهام فكانت تنزل عليهم كالمطر وأصيب أكثر رجال جلال الدين في النهر من هذه السهام, ولولا سدول الليل لقضى التتار على كل من في النهر . موقف جنكيز خان من فرار جلال الدين : وقف جنكيز خان بين المشاعل المضيئة حوله أمام النهر يلوح بسيفه وضحك ضحكات علية وهو يقول " هاأنذا قضيت على خوارزم شاه وولده وشفيت غليلي وأخذت بثأري " ثم أمر رجاله فعادوا من حيث أتوا. عبور جلال الدين ورجاله إلى الضفة الأخرى من النهر : قضى رجال جلال الدين أكثر الليل وهم يغالبون الموج ويتنادون بأسمائهم فيتعارفون بذلك, ويساعدون من يشعر بالتعب من السبحة حتى تعود له قوته, ويتواصون بالصبر, وصوت جلال الدين أمامهم يحثهم على الصبر, فلما توقف الصوت ولم يسمعوه ظن بعضهم أن السلطان غرق ومات, فاستسلم كثير منهم للموج فغرق بعضهم وقالوا لبعضهم إن كان السلطان قد مات فلما البقاء. أحد رجال الدين ينقذ القوم من الموت : أسرع أحد رجال جلال الدين يقلد صوته ويحثهم على الصبر ويفعل كما يفعل جلال الدين, فرجع من عزم على الاستسلام للموت عن عزمه, وجاهدوا الموج حتى وصلوا إلى الضفة الأخرى من النهر. خروج رجال جلال الدين إلى ضفة النهر : خرج رجال جلال الدين إلى النهر فمنهم من ألقى بنفسه على الأرض من شدة التعب, وآخرون بقيت لديهم بعض القوة فكان يساعد الآخرون على الخروج من الماء, واستمر هذا العمل إلى الثلث الأخير من الليل, ولما لم يتبق أحد من الناجين وضعوا رءوسهم على الأرض فغرقوا في سبات عميق, ولم توقظهم إلا حرارة الشمس الحارقة . ما المشكلة التي وقع فيها رجال جلال الدين ؟وما الرأي الذي اجتمعوا عليه ؟ لما قام رجال جلال الدين من نومهم لم يجدوا السلطان ففزعوا فزعا شديدا, فأخبرهم الرجل الذي قلد صوته بما حدث في النهر, وأوصاهم بأن يبقوا في مكانهم ويأكلوا ما يجدونه من أوراق الشجر وثماره وصيد البحر والبر, فلعل السلطان سبقهم مع بعض رجاله إلى الضفة من مكان آخر, واتفقوا على أن يبقوا مكانهم حتى يأتيهم السلطان أو أن تعود لهم قوتهم فيمشوا إلى القرى المجاورة ليحصلوا على الطعام والملبس اللازم لهم بالمعروف وإلا فبالقوة. كيف عثر رجال جلال الدين عليه ؟ وبم أمرهم ؟ بعد ثالثة أيام من البحث وجد الرجال السلطان قد رماه الموج مع ثلاثة من أصحابه في موضع بعيد من الضفة, فلما عاد إليهم فرحوا بنجاته, ثم أمرهم بأن يأخذوا لهم أسلحة من العصي من الشجر, ثم مشى بهم إلى القرى القريبة منهم, فقامت بينه وبين أهل هذه القرى معارك كبيرة انتصر فيها عليهم, واستلب أسلحتهم وأطعمتهم ووزعها على رجاله فطعموا وأمنوا, ثم انطلق إلى (لاهور) فاستطاع أن يملكها فاستقر بها بناء المملكة الجيدة لجلال الدين : بعد الانتصار على أهل القرى المجاورة التي نزل إليها جلال الدين دلف إلى لاهور وملكها واستقر فيها وجعلها قاعدة ملكه, وبنا حولها القلاع وحصنها تحصينا جيدا خشية هجوم أهل البلاد عليه. ذكريات الماضي تجعله يصمم على قتال التتار والانتقام منهم : لعدما اطمأن جلال الدين في مملكته الجديدة بلاهور في الهند, خلا إلى نفسه وتذكر الماضي بما فيه من أحداث, وتذكر ماضي والده البعيد, وماضيه القريب... فأما الماضي البعيد الذي تذكره, فقد تذكر والده ( خوارزم شاه ) وغزواته وفتوحاته وانتصاراته, وتوسع ملكه حتى وصل من (فرعانة) إلى أبواب الهند, وتذكر كيف كان ملوك الأرض تخشاه وتركع أمامه طلبا لرضاه, وكانت تأتيه الأموال والهدايا من كل مكان, وتذكر كيف قاتل التتار وجاهدهم وصمد أمامهم ومنعهم من الانقضاض على بلاد المسلمين, وظل يقاتلهم حتى انتهى به الأمر في جزيرة في بحر (طبرستان) فمات شريدا بعيدا عن أهله وأحبابه. وأما الماضي القريب فهو ما وقع له من أحداث نطوى بها ملكه ودمرت بلاده, وتذكر كيف تشتت شمله واختطف ابنه الوحيد وولي عهده (بدر الدين) فحُمل إلى طاغية التتار الذي قتله كالشاه رغم أنه لم يبلغ عامه الثامن, وتذكر كيف عاش حتى رأى أمه وأخته وزوجته وكل نساء أهله يغرقن في النهر بأمره وتحت بصره, ثم تذكر اختفاء محمود وجهاد, فظن أنهما غرقا مع من غرق من النساء في النهر, أو أن أماهما أشفقتا عليهما من الموت فتركتاهما ( محمود وجهاد) في العراء خشية موتهما في النهر. جلال الدين يعيش وحيدا ويصمم على القتال : عاش جلال الدين في لاهور وحيدا بعد فقده لملكه وموت نسائه وأحبته بأمره في النهر, وشعر بان هذه الرقعة الصغيرة التي ملكها في الهند مجرد سجن له نفي إليه بعد زوال ملكه وملك آبائه, وفقده لأهله وأحبائه, ولكنه تذكر أن السبب في هذه النكبة التي حلت عليه وعلى أسرته هم التتار فقرر أن يعيش من أجل حربهم والقضاء عليهم, ولم يبقى له في هذه الدنيا إلا هذه الأمنية .
| |
| | | أشرف على
admin
عدد المساهمات : 27639 نقاط : 60776 تاريخ التسجيل : 04/09/2009 الموقع : http://elawa2l.com/vb
الأوسمة : 11:
| موضوع: رد: شرح قصة واإسلاماه بطريقة جديدة رووووعه أدخل وشوف وقيم العمل الثلاثاء 20 مارس 2012 - 2:22 | |
|
الفصل الثالث (نجاة محمود وجهاد ولقائهما بالسلطان) عاطفة الأمومة تنقذ الطفلين من الهلاك : عندما أيقنت الأمين (جهان خاتون – عائشة خاتون) بالموت المحقق يوم النهر, أو الأسر في أيدي التتار, عز عليهما أن يموت الطفلين في غرقا النهر أو أن يقتلهما التتار, سلمتاهما للشيخ سلامة الهندي, للهروب بهما من الموت, والذهاب بهما لمسقط رأسه بالهند فيعيشان معه في سلام وأمان, وقد حاولتا إخبار جلال الدين ولكن المصائب المتتالية والوقت العصيب منعهما من ذلك. الشيخ سلامة يهرب الطفلين : الشيخ سلامة هو خادم أمين للأسرة عاش حياته في خدمة خوارزم شاه, وابنه جلال الدين من بعده, استطاع أن ينقذ الطفلين من الموت غرقا في النهر أو الموت قتلا بيد التتار. اليوم الأول : قبيل العصر خرج الشيخ سلامة بالطفلين من الجيش, وأركبهما بغلته وألبسهما ملابس العامة من أهل الهند, واتجه بهما مسرعا تجاه الشمال على شاطئ النهر, ثم سار بهما في طرق متعرجة وبين منعطفات الجبال حتى أدركه الليل, فبات بهما الليلة في مغارة في إحدى الجبال. كيف استطاع الشيخ سلامة أن يهدئ الطفلين؟ وكان في أثناء ذلك يسليهما ببعض القصص ويهدئ منهما ويصبرهما بلقاء أهلهما في الغد في لاهور بالهند بعد أن يهزم جلال الدين التتار ويذبح جنكيز خان بيديه, مما أشعرهما بالأمان فنام الطفلين مكانهما ونام بجانبهما الشيخ سلامة . اليوم الثاني : انحدر الشيخ سلامة بالطفلين من الجبل إلى بطن الوادي, وراح يتلفت بحثا عن التتار أو أثر لهم ولكنه لم يجد فأخذ الطفلين واتجه إلى النهر, ولما وصل سقى البغلة وأراحها وأطعم الطفلين, وظل يسليهما بالقصص والنوادر التي يرويها لهما وهما يستمعن ويضحكان منها. وكان الشيخ سلامة أثناء ذلك مشغول بمراقبة السفن في النهر, فلعله بجد إحدى السفن التي تقله والطفلين إلى الجانب الآخر, فلما رأى سفينة كبيرة في عرض النهر لوح لها لتقترب وتنقله والطفلين فلم يهتم به من فيها, ثم ظهر قارب صغير لصياد وابنه لوح له الشيخ سلامة فاقترب منهم ووافق على نقله مع الطفلين لجانب الآخر من النهر. أقبل الصياد على الشيخ سلامة وسأله عن وجهته فأخبره أنه يريد أن يعبر النهر إلى الجانب الآخر وأنه سيعطيه على ذلك أجرا طيبا, فوافق الصياد وأنزلهم في قاربه, ولما رأى الصياد البغلة قال للشيخ سلامة ماذا ستفعل لها؟ فقال له الشيخ سلامة أنه لن يستطيع حملها معه في القارب ولذلك سيتركها, فأمر الصياد ابنه أن ينزل من القارب ويأخذ البغلة إلى قريتهم. وصية الشيخ سلامة للطفلين : كان الشيخ سلامة يخاف على الطفلين فأوصاهما بأن يكتما عن الناس أنهما من أبناء جلال الدين حتى لا يسلمهما الناس للتتار, وأخبرهما أن الصياد قد يكون أحد أتباع التتار فلذلك أمرهما بأن يلزما الصمت ولا يتحدثا معه في شيء. فهم الطفلين ما أراده الشيخ سلامة منهما على الرغم من صغر سنهما, وكان ذلك لما تعلماه من الخوف والحذر الشديد بسبب ما مر بهما من الأهوال والصعاب, فكانا وهما في الرابعة كأنهما في سن السابعة أو الثامنة. حديث الصياد والشيخ سلامة : تحدث الشيخ سلامة عن قريته في الهند وأنه سافر إلى كابل وتزوج هناك, وقد رزقه الله بهذين الطفلين ولكن أمهما ماتت فأحب أن يعود بهما إلى أهله فيعيشان مع أهله وذويه, وتحدث الصياد عن نفسه ومهنته وما يجده من مخاطر ويصف بعض الليالي التي كانت شديدة الخطورة عليه وهو في النهر, ويتفاخر بشجاعته وصبره, ثم ينتقل بالحديث عن قريته وأسرته وعن عادات أهله وتقاليدهم في الزواج والمآتم, ويتحدث عن كوخه ومزرعته الصغيرة وفراخه وبقرته الحلوب, وبتحدث عن ببغائه الجميل الذي يردد كل ما يسمعه فيسليه هو وأولاده. حال الطفلين في القارب : في بداية الأمر شعر الطفلين بالخوف فهما لا يدريان إلى أين يأخذهما القارب, وكان كل منهما ينظر للآخر نظرة مليئة بالحذر, ولكن محمود كان يظهر التجلد ويحاول أن يكتم خوفه عن جهاد فيطوق ظهرها بذراعيه كأنه يقول لها لا تخافي فأنا معك أحميك. ولكن بمرور الوقت وجد الطفلين في حديث الصياد اللذة والمتعة العظيمة والتي أنستهما ما هما فيه من هم وحزن, فتلاشى الخوف منهما, ولم يشعرا بالوقت حتى وصل القارب إلى الشاطئ سريعا. أجر الصياد وفرحه الشديد : مر الوقت دون أن يشعر به أحد ممن في القارب, ووصل القارب إلى الشاطئ سريعا, فنزل الشيخ سلامة والطفلين وشكر الصياد على صنيعه, وأعطاه دينارا أجرا على نقله, ففرح الصياد به فرحا شديدا لأنه كان قبل بأقل من ذلك, وقال لن أشغل نفسي بالصيد اليوم سأكتفي بهذا الدينار وستفرح به زوجتي أشد الفرح, وأخبر الشيخ سلامة عن أقرب طريق للوصول لأقرب قرية وأخذ قاربه وانطلق في سعادة بالغة. من النهر إلى القرية : سار الشيخ سلامة حاملا جهاد على كتفه ويسير محمود بجانبه, حتى إذا شعر بتعب محمود حمله وأنزل جهاد, وهكذا دواليك حتى وصل إلى أقرب قرية فاشترى لهم ما يلزم من الطعام وبات معهما في كوخ بها, ولما أصبح الصبح اشترى حمارا من القرية وأركبهما عليه وظل يتنقل من قرية إلى قرية حتى وصل إلى قريته ليعيش معهما في أمان وسلام كما أرادت لهما والدتهما. معاملة الشيخ سلامة للطفلين : وصل الشيخ سلامة إلى القرية وكان يرعى الطفلين ويبالغ في إكرامهما وترفيه عيشهما وإدخال السرور عليهما بكل ما يملك من وسائل الترفيه والتسلية, أحاديث الناس لا تنتهي : وإذا سأله الناس عنهما قال بأنهما يتيمان وجدهما في الطرق فتبناهما, ولكن لناس لم يقتنعوا بهذا القول فهم يعرفون أن الشيخ سلامة عاش معظم حياته في خدمة خوارزم شاه وابنه جلال الدين من بعده, فأخذوا يخترعون الحكايات عن الطفلين, ويتفق معظم الناس حول أنهما من أبناء الملوك لما يظهر عليهما من علامات الإمارة والملك ورغد العيش. لم يستطع الشيخ سلامة أن يقاوم أحاديث الناس وحده, فأخبر بعض المقربين له من أهله بحقيقة الطفلين ليساعدوه في رد أحاديث الناس وتكذيبها, ولكنه استكتمهم الأمر حتى لا يصيب الطفلين سوء. أنباء عن وصول جلال الدين للهند وحربه من أهلها : بدأت الأخبار تتوالي إلى القرى المجاورة للقرية الشيخ سلامة الهندي بما حدث لجلال الدين من الهزيمة المنكرة من جنكيز خان واضطرار جلال الدين لإغراق أهله وحريمه في النهر حتى لا يقعن سبايا في يد التتار وهروبه إلى الهند, ووصلت الأخبار أيضا بما حدث بينه وبين أهل الهند من معارك انتصر فيها عليهم وفتح (لاهور) واتخذها قاعدة لمملكته الجديدة في الهند, وأنه يرسل منها جيوشه لشن الغارات على القرى المجاورة لها فانتشر الخوف والفزع في قلوب الناس منه. موقف الشيخ سلامة من هذه الأخبار : بدأ الناس يشكون في أمر الطفلين اللذين يربيهما الشيخ سلامة, ويرجحون أنهما من أبناء السلطان ( جلال الدين ) فتحرج الشيخ سلامة وخاف على الطفلين من بطش الناس بالطفلين انتقاما من جلال الدين, فأخذ يفكر في طريقة يهرب بها بالطفلين إلى (لاهور) حيث السلطان جلال الدين. كيف التقى جلال الدين بالطفلين ؟ لم يفكر الشيخ سلامة في الهروب طويلا, فقد أقبل جنود جلال الدين يغزون القرية, فأسرع الشيخ سلامة إلى قائد الجند يعرفه بنفسه ويظهر له الطفلين, ويتوسل إليه ألا يغزو القرية إلا بعد أن يأتيه أمر السلطان, فوافق قائد الجند وانتظر خارج القرية, وأرسل رسولا للسلطان جلال الدين فحضر مسرعا يسأل عن الشيخ سلامة الهندي وعن الطفلين, فلما وصل أسرع الشيخ سلامة يقبل ركابه فأسرع جلال الدين ينزل عن فرسه ويعانقه ويسأل عن الطفلين, فما أتم الكلمة حتى أسرع إليه الطفلين يرتميان في أحضانه وهو يقبلهما ويقبلانه ويحمد الله على بقائهما على قيد الحياة, وتنهمر الدموع من عينيه, ولا يكاد يصدق نفسه. مكافئة الشيخ سلامة ورد جلال الدين لجميل صنيعه من الطفلين : دفع جلال الدين الطفلين إلى فارسين من فرسانه وأمر بالشيخ سلامة ليركب معه, ثم أمر قائد الحملة بأن يتركوا قرية الشيخ سلامة والقرى المجاورة لها ولا يأخذ منها الخراج إكراما للشيخ سلامة. أثر العفو عن قرية الشيخ سلامة عليه وعلى أهل قريته والقرى المجاورة : أولا على الشيخ سلامة : فرح الشيخ سلامة وشكر السلطان ودعا له بطول العمر . ثانيا على أهل القرية : انتشر الخبر بين الناس فرجوا جميعا رجالها ونسائها فرحين متهللين, ليشاهدوا السلطان, يقدمون له الشكر, وقد خرج إليه وفد من كبرائها وشيوخها يقدمون له الولاء والطاعة ويشكرونه على معروفه وفضله عليهم, فحياهم السلطان وقال" لا تشكروني ولكن اشكروه " فأقبل الناس على الشيخ سلامة فحملوه على الأعناق وأرادوا أن يزفوه في طرقات القرية ولكن السلطان طلب منهم أن يتركوه له فهو مشتاق لمعرفة أخباره, فأنزله الناس من على أعناقهم وأطاعوا أمر جلال الدين. ثالثا على القرى المجاورة : استبشر أهل القرى المجاورة بما أعلنه السلطان بالكف عن بالدهم فلا يغزوها ولا يحصل منها على الخراج, وسار ذلك حديث الجالس كلها, وتحولت المشاعر تجاه جلال الدين فبعد أن كانت الكراهية والخوف منه تنغص عليهم حياتهم, أصبح حبيب القلوب, وتقدمت إليه الوفود بقصره في (لاهور) يعلنون له شكرهم وطاعتهم له ويقدمون الهدايا فقبلها جلال الدين وردهم إلى بلادهم مكرمين. أثر عودة الطفلين على جلال اليدين : تبدلت أحوال جلال الدين بعد عثوره على الطفلين وعاد إلى وجهه البشر والطلاقة , وانتعش قلبه بل شعر بأن أهله كلهم قد بعثوا من جديد في هذين الطفلين, وكلما رآهما تذكر أهله وتعزى بهما عنهم وحمد الله على أنه لم ينقع نسله, وقوي رجائه في إعادة ملكه. علل / قوي رجاء جلال الدين في استعادة ملكه وملك آبائه ؟ لقد قوى رجاء جلال الدين في استعادة ملكه وهزيمة أعدائه التتار ليرث محمود من بعده ملكا عظيما متين القواعد قوي الدعائم, يخلد به شرف بيته العظيم والسبب في ذلك هي عودة محمود وجهاد إليه مما يعني أن نسله لم ينقطع, وما زال هناك فرصة لإعادة ملك آبائه من أيدي التتار, كما أنه تذكر حديث المنجم الذي تنبأ لمحمود - وهو ما زال جنين- بأنه سيصير ملكا عظيما ويهزم التتار هزيمة ساحقة, والذي أكد كلام المنجم أنه لم يعد من آل بيت جلال الدين أحد حي غير محمود, حتى أن ابنه الوحيد وولي عهده الأمير بدر الدين اختطفه التتار وقتلوه ولم يعد في أهل بيته من يستحق أن يرث الملك عنه من محمود, ويؤكده أيضا نجاة محمود من الموت غرقا في النهر أو بسيوف التتار مما يدل على صدق نبوءة المنجم. مظاهر حب جلال الدين لمحمود : 1- لم يعد يشعر بما كان يشعر به من قبل من الخوف لانتقال ملكه إليه فلم بعد له أحد إلا محمود. 2- أصبح يعتبر محمود ابنا له, بل أعز عليه من أبنه, 3- تمييز محمود بالذكاء والجمال والنشاط. 4- تعجب جلال الدين كثيرا من نفسه كيف خطر بباله أن يقضي عليه وهو في مهده. بم امتاز محمود في نظر جلال الدين ؟ امتاز محمود بالذكاء والنشاط رغم صغر سنه وكذلك الوسامة وخفة الدم وعزة النفس, بالإضافة إلى مسحة حزن خفيفة على وجهه تجعل كل من يراه يعجب به ويحبه. ما الذي دفع جلال الدين ليتعجب من نفسه ؟ تعجب جلال الدين من نفسه كيف خطر على باله في وقت ما أن يقضي على محمود وهو في مهده, خيفة أن ينتقل الملك إليه, وهو لم يكن يعلم أن هذا الطفل سيكون يوما ما بقية أهله, وعزاءه الوحيد, فحمد الله أنه لم يمسه بسوء ما العبرات والعظات التي تعلمها جلال الدين من عودة الطفلين إليه ؟ تعلم جلال حقيقة الدنيا وعرف مقدار حقارتها و غرورها وخداعها وأمانيها الكاذبة, و تذكر كيف أنه أراد أن يضمن الملك لابنه من بعده, ففكر في قتل محمود خوفا من انتقال الملك إليه, رغم أنه الآن لم يستطع أن يضمنه لنفسه, فقد عاش حتى رأى ابنه الوحيد يختطف ويموت بيد التتار, وعاش حتى رأى دولته ودولة آبائه العظيمة تزول وأصبحت أثرا بعد عين. ثم فكر في جهل الإنسانة الذي يرى كل هذه الآيات والعظات ولكنه يستمر في فساده وظلمه, حتى يكون هو نفسه (الإنسان الجاهل) مضرب المثل والعظة لغيره, وعلن أن هذا المشهد سيتكرر على مسرح الحياة من بعده حتى قيام الساعة, فسيوجد من سيقتل أباه أو أخاه أو عمه تنافسا على الحكم الزائل. كيف دخلت جهاد على أبيها ؟ ما الذي أبكى جهاد ؟ دخلت جهاد على أبيها وهو يفكر في ذكريات الماضي وحقارة الدنيا , فقام مسرعا لتحيتها وأقعدها على حجره في السرير, وفجأة انخرطت في البكاء, سألها جلال الدين عم سبب البكاء, وهل سقطت عن جوادها, أم أن محمود ضربها أو كسر لها أحدى لعبها, فتجيب عن كل ذلك بالنفي. قلق جهاد على محمود : هدأت جهاد لما رأته من حنان أبيها وقالت لقد خرج محمود لقتال التتار منذ الصباح ولم يعد حتى الآن, ولابد أن التتار قد قتلوه, فتبسم ضاحكا جلال الدين وسألها لماذا لم تخرج معه اليوم كعادتها, فقالت أن محمود منعها من الخروج معه لأنه سيلتحم مع التتار في معركة كبرى ويخاف أن أقع أسيرة في أيديهم. لم يتمالك جلال الدين نفسه وغرق في الضحك, حتى أن ظهر على وجه جهاد الغضب والضيق, لأن أباه لا يقابل هذا الحديث الجليل إلا بالضحك, وهنا أدرك جلال الدين خطأه فأسرع يتصنع الاهتمام مراعاة لمشاعرها, ثم قال لها لا تخافي على محمود فإنه فارس شجاع لن يستطيع التتار أن يقتلوه. ولكن جهاد أظهرت الخزف عليه لأنه واحد فقط وهم ألوف. استعداد الأمير الصغير للقتال : لقد خرج الفارس الصغير بكل سلاحه, وركب جواده الأشقر, ولبس خوذته الفولاذية وأخذ درعه وحربته الطويلة وسيفه البتار, وأخذ كذلك القوس والترس, وقد ساعدته جهاد في لبس درعه وسلاحه استعدادا لمعركته الخيالية. كيف حاول جلال الدين يطمأن جهاد على محمود ؟ قال لها إن سيفه سيكسر سيوفهم, ورمحه الطويل سيحطم رماحهم, ودرعه وخوذته الفولاذية سيحميانه من سهامهم وسيوفهم, ولو تكاثرت عليه الجموع فإن جواده الأشقر سينجو به ولن يلحقه أحد منهم. وأما عن تأخره فقال لعله استحلى قتالهم فلم يشأن ينصرف حتى يبيدهم جميعا, ولعلهم انهزموا فذهب يطاردهم ويتعقل آثارهم. ما أثر حديث جلال الدين على ابنته ؟ سكتت هنيهة وبدأ وجهها يظهر الغضب والخوف وزال إشراقه ثم بكت وهي تقول قلت لك أنه لن يعود ولابد أن التتار قد ظفروا به وقتلوه أو أسروه . ظهر القلق على جلال الدين فقد تأخر محمود حقا عن العودة, ولكنه حاول أن يذهب عنها الخوف والقلق, وأخذها ليستقبلا الفارس الشجاع. ما الذي أقلق جلال الدين على محمود ؟ بدأ الشك يدخل على قلب السلطان جلال الدين وذلك أن محمود تغيب عن موعد عودته ككل يوم, وخشي أن يكون وقع للغلام حادث أثناء تجواله في ضواحي المدينة, فأسرع إلى الشيخ سلامة الهندي يسأله عن تأخر الأمير. تباينت مشاعر جلال الدين تجاه أفعال محمود . وضح ذلك . فرح جلال الدين لما يظهره الأمير الصغير من الشجاعة والإقدام والتي تهيئه وتجهزه للملك والحكم فيما بعد, ولكنه يقلق عليه قلقا كبيرا لأنه لم يعد في آل خوارزم شاه غيره يرث الملك عنهم وبخلد ذكرهم. كيف خرج الأمير الصغير في صباح ذلك اليوم ؟ خرج محمود مع سائسه سيرون وأمره بأن يخرج معه بكامل سلاحه لأنه سيحارب التتار اليوم, ولقد شكا السائس سيرون للشيخ سلامة المشقة والتعب الشديد الذي يجدهما ليجبر الأمير على العودة كل يوم. فهو مغرم بالركوب ولا يكاد يتعب أو يمل . محاولات جلال الدين لطمأنة ابنته على محمود : في البداية أخبرها بأنه سيكون بخير لأنه خرج بكامل سلاحه كما قالت, ثم ظهر عليه القلق فأخذها وأسرع للشيخ سلامة الهندي يستفسر عن تأخر الأمير, ثم أمر الشيخ سلامة بأن يحضر جواده وجواد الأميرة جهاد للذهاب لاستقبال الفارس الشجاع. أظهر الشيخ سلامة الهندي الاحترام والتعظيم الكبير لجلال الدين وضح ذلك : عندا ناداه جلال الدين ليسأله عن محمود أسرع خارجا من غرفته ولما اقترب منه قبل الأرض بين يديه ووقف في خضوع ينتظر الأمر, ولما أراد الخروج لتنفيذ أمر السلطان لم يعطه ظهره بل ظل يتراجع للوراء كعادتهم. عودة الفرس بلا فارس: أثناء خروج الشيخ سلامة لإحضار جوادي السلطان والأميرة سمع صهيل فرس محمود فأمره السلطان بأن يرجع ويذهب لاستقبل الأمير, وهنا أسرعت جهاد وتبعها أبوها فلم يجدا إلا الجواد وحده وليس عله فارسه وقد غرق في الدماء. حال الفرس وأثره على جهاد وجلال الدين : أسرع جلال الدين يتفحص الفرس ويدقق النظر إليه في عجب وذهول, فوقف هنيهة صامتا لا يدري ما يفعل كأن الصدمة قد شلت تفكيره عما يجب أن يفعله في مثل هذه الحالة. وقد ظهر الدماء على جسد الفرس مما يوحي بأنه سقط عن جرف عال, فأيقن بأن محمود قد أصيب إصابة بالغة. أما جهاد فلما رأت الجواد وقد عاد وحده وعليه أثر الدماء تعلقت بجلباب أبيها وهي تكظم الدموع في عينيها. عودة الفارس الصغير من المعركة الخيالية : بعد أن عاد الفرس الصغير بوقت قصير ظهر جواد السائس سيرون من بعيد وهو يحمل الأمير محمود أمامه ويسير سيرا رفيقا, وهنا أمر الشيخ سلامة أن يأخذ جهاد إلى القصر حتى لا يصدمها المشهد فأخذت تبكي وتصيح وتعول. وأسرع كالمجنون حتى لقي السائس سيرون في منتصف الطريق فحمل الغلام من يديه وألقى على السائس نظرة كأنها الصاعقة فارتبك السائس حتى كاد ينسى أن ينزل عن جواده احتراما لمولاه, فلما نزل لم يكلمه السلطان وأسرع إلى القصر يأمر بإحضار الأطباء. خوف وقلق السلطان على حياة الأمير محمود : دخل الطبيب على الأمير الصغير فرأى خاله جلال الدين منحنيا عليه يفحص نبضه فيخيل إليه أنه لا يوجد نبض, ولما رأى الطبيب تنحى له فأسرع الطبيب يخلع الملابس العسكرية عن الأمير الصغير ثم يجس نبضه, ويحاول جلال الدين أن يفهم من وجه الطبيب حالة محمود قبل أن ينطق, فقطع الطبيب عليه الحيرة والقلق وطمأنه بأنه لا خطر على حياة الأمير ولكنه في حالة إعياء شديد أفدته الوعي. علاج الطبيب للفارس الصغير : استخرج الطبيب زجاجة بها سائل أحمر وغمس فيها قطنة صغيرة ثم مسح بها حول أنف الأمير, ورش على وجهه ماء الورد, وكسف عن جسده فوجد جراحا طفيفة في مواضع مختلفة نتيجة السقوط, ولكنة وجد أيضا جرحا واحدا غائرا فوق حاجبه الأيمن, فمسح عنه الدم ورش عليه مسحوق أبيض ووضع عليه قطما ولفه بعصابة ربط بها رأسه. عاد وعي الأمير الصغير بمجرد أن أتم الطبيب عمله, وما زالت أحداث المعركة الخيالية مسيطرة على تفكيره, فكان يصيح " أين أعادي أين الأوغاد الجبناء لقد هربوا خوفا مني..." ولما رأي جلال الدين تعلق بعنقه وسأله ما "جاء بك إلى هنا؟ هل جئتني بمدد لقتال الأعداء؟" فأجابه بنعم وأنهم سيقضون معا على التتار جميعهم. ثم سأله " أين سيفي وأين جوادي ؟؟ " وهنا أدرك الطبيب أن الأمير لم يستعد كامل وعيه ويحتاج إلى قسط من الراحة, فأسرع الطبيب وحل يديه من حول عنق السلطان, وقال إن القتال متوقف الآن وعليك أن تأخذ قسطا من الراحة حتى تستطيع أن تكمل قتل الأعداء في الغد, وأضجعه على سريره, وألقى عليه بغطائه فاستسلم الأمير للنوم العميق. أثر عودة الأمير لوعيه على جلال الدين : لم يتمالك جلال الدين نفسه عندما رأى محمود يتحرك وأسرع يضمه إلى صدره وهو يقول الحمد لله أنك بخير يا محمود يا حبيبي. سيرون يصف المتاعب التي يشاهدها مع الأمير كل يوم : التجأ السائس سيرون إلى الشيخ سلامة الهندي يقص عليه ما حدث في هذا اليوم لعله يشفع له عند السلطان فلا يعاقبه على ما حدث للأمير الصغير وهو في عهدته, مبينا أنه لم يقصر في رعايته وحمايته. بم وصف سيرون الأمير محمود ؟ قال سيرون للشيخ سلامة الهندي إن الأمير محمود يصعب السيطرة عليه, فهو لا يطيعني في أي شيء, وهو شديد الغرام بركوب الخيل, وإذا دخل إلى ميدان فسيح فإنه ينطلق بجواده بلا تعب أو ملل, ولا يهتم بما قد يعترض طريقه من مخاطر, وإذا رآني أسرعت بجوادي لألحق به خشية وقوعه في الخطر ألهب جواده بالسوط فزاد في جريه, فلا أجد إلا أن ابطئ من جوادي حتى لا يندفع بجواده فيقع له مكروه. لماذا يشتد غضب محمود من السائس سيرون؟ ربما أحس السائس سيرون بخطر ما يعترض طريق الأمير فينطلق بجواده بأقصى ما لديه ويمسك بزمام فرس محمود ويختطفه من عليه, وهنا يغضب محمود ويظل يضرب سيرون بالسوط ولا يرضى حتى يعيده إلى جواده مرة أخرى. المعركة الخيالية بين محمود والتتار : في ذلك اليوم أمر محمود سائسه سيرون أن يخرج معه بكامل سلاحه, وذلك أنه سيقاتل التتار قتالا عنيفا وسيلتحم معهم في معركة كبرى وربما احتاج لمساعدته, ثم توجها ناحية الغابة الشرقية, وأمر السائس أن يتبعه إلى الأشجار لأن التتار يختبئون هناك, وأمره بأن يلزم الصمت. وصل الأمير إلى الأشجار ثم أشار إلى سيرون فوقف بجانبه, وأخرج قوسه وأعطى سيرون جعبة السهام, وجعل يأخذ سهم أثر سهم فيثبته في القوس وينزعه كأحسن ما ينزع الرماة, وكان من الحين للآخر يقول لسيرون انظر لقد شككت بطلين بهذا السهم, ومن شدة حماسة محمود في قتاله للأشجار شعر سيرون كأنه في معركة حقيقية, لا بين يدي طفل صغير يلعب. ولما فرغت جعبة السهام أخرج الفارس سيفه وبدأ يضرب في غصون الأشجار بكل قوة ومهارة, وأمر سيرون أن يضرب معه, ومن شدة الضرب تعب سيرون وتوقف عن الضرب, ولكن الأمير الصغير لم يتعب ولم يمل, ورغم كثرة عرقه واحمرار وجهه نهر سيرون وأمره أن يواصل الضرب بقوة أكثر. حيلة سيرون ليوقف محمود الضرب في الأشجار : احتار سيرون في أمره كيف يحمل الأمير على التوقف, وفجأة طرأت على ذهن السائس حيلة ظريفة, فأظهر الحماسة والقوة الكبيرة في القتال, وبدأ يضرب ضربا شديدا في الأشجار, وهنا فرح محمود من حماسة سيرون وازداد في حماسته , وهنا صاح سيرون بأعلى صوته لقد انهزم الأعداء يا مولاي وفروا هاربين من سيفك.... وهنا توقف محمود عن القتال. ما أثر حيلة سيرون على محمود ؟ نجحت حيلة سيرون في إيقاف الأمير الصغير عن القتال, واستنار وجهه وتهللت أساريره, وبدأ يختل بفرسه ويختال به الفرس كأنه أحس بما يسري في جسد صاحبه من فخر بمجد الانتصار, ولكن الأمر لم يدم طويلا, فلقد انتبه الأمير إلى أنه لم يتم عمله بعد وأنه يجب عليه أن يتعقب العدو فيقضي على من بقي منه, فطار بجواده في الغابة, فخشي السائس أن يصطدم الأمير في شجرة أو أن يسقط في غدير ماء فصاح بأعلى صوته أن العدو قد هرب من هذه الجهة وانطلقوا في عرض الميدان, فعاد الأمير وانطلق في الميدان الفسيح ليلحق بسيرون فلحقه وسبقه وهو يقول له ادفع ادفع لابد من إدراك العدو... بم شبه سيرون الأمير محمود ؟ لقد أظهر الفتى الصغير من القوة والجرأة والشجاعة ما لم يظهره في سابق الأيام, حتى تخيل محمود كأنه الأسد ثار في قفصه فحطمه وانطلق يعدو وراء فريسته, أو أنه كالعاصفة التي تهب فلا يقف أمامها شيء, وقد ظن بأنه أمام فارس مغوار من أبطال المعارك لا أمام صبي صغير لم يبلغ من العمر السابعة. ما الذي حمل سيرون على إجهاد نفسه وراء الأمير محمود ؟ على الرغم من أن سيرون شعر بأنه سيقضى عليه بسبب ما بذله من جهد في هذا اليوم, فقد كان الأمير محمود في عنفوان قوته ونشاطه, كما أنه كان يتذكر دائما أن السلطان عهد إليه حراسة الأمير وحمايته, كما أنه خشي أن يصاب بسوء وهو في عهدته فيلام على تقصيره في رعاية الأمير. إنقاذ سيرون لحياة الفارس الصغير : أثناء جري محمود وسيرون بجواديهما في الوادي الفسيح, ظهر فجأة جرف شديد الانحدار فصاح سيرون في الأمير بأن يتوقف حتى لا يصاب بسوء فلم يهتم بقوله, فأسرع سيرون بجواده بما بقي لديه من قوة, واختطف محمود من على السرج وشد طرف العنان بقوة فذعر الجواد ومال على جانبه وانقلب بهما على الأرض, أما الفرس الصغير فقد رأى الجرف فحاول أن يتفاداه ولكنه لم يستطع فاتجه ناحية اليسار حيث وقع في جانب أقل انحدار. أثر السقوط على سيرون والأمير محمود : بعدما سقط سيرون والأمير محمود على الأرض أغمي عليهما وفقدا وعيهما, ولما أفاق سيرون وجد الأمير ساقطا على الأرض بلا حراك وقد اصفر وجهه فحمله على جواده واتجه إلى القصر. بم أوصى سيرون الشيخ سلامة الهندي ؟ لما انتهى سيرون من حكايته مع الأمير محمود شعر بدوار فأسنده الشيخ سلامة إلى صدره واتجه به إلى سريه وأحضر له شرابا منعشا ليستعيد به قوته, وقد أوصى الشيخ سلامة بأن يشفع له عند السلطان جلال الدين ويوضح له عدم تقصيره في رعاية الأمير, فطمأنه الشيخ سلامة إلى أن السلطان جلال الدين لن يعاقبه بل سيكافئه لإنقاذه حياة ولي عهده وأحب الناس إليه. نصائح جلال الدين لمحمود : لما أصبح الصبح واستيقظ الأمير بارئا من الإعياء تلقاه خاله جلال الدين بالتهاني والسرور على أفعاله , وقال له "حياك الله يا هازم التتار " ولكنه بدأ يعدد له نصائح غليه تنفعه في قادم الأيام, وهي.. 1- أن يحافظ على حياته ولا يجازف بها 2- إذا هزم عدوه فلابد أن يكتفي بذلك ولا يتحمل مشقة الجري وراءه بل يهتم بتنظيم جيشه والاستعداد للقائه إذا حاول أن يهجم عليه مرة أخرى. 3- إذا كان لابد من مطاردة العدو فيجب عليه أن يرسل أحد قادته الأقوياء ليتعقب العدو,ولا يطاردهم بنفسه حتى لا يعرض حياته وجيشه للخطر. 4- ثم طلب منه أن يعده بشرفه على .... • أن يحافظ على نفسه ولا يجازف بها. • أن ينظر أمامه ويقف إذا رأى الخطر يعترضه. • ألا يجري بجواده ملء عنانه إلا في ميدان فسيح خال من المرتفعات والمنحدرات . في الوعد الأخير شعر جلال الدين أنه يطلب من محمود مالا يستطيعه فقد كان يطلب منه أن يعده بألا يجري بفرسه ملئ عنانه فتوقف محمود كأن الأمر صعب عليه فتدارك جلال الدين الأمر وأضاف إلا في ميدان فسيح خال من المرتفعات والمنحدرات. اختلفت نظرت جلال الدين ومحمود للسائس سيرون : يرى محمود أن سيرون قائد جبان لا يصلح لمطاردة التتار وحده, ولكن جلال الدين نهاه عن ذلك وقال بأن سيرون قائد حازم لا تعميه شجاعته عن رؤية الخطر الذي أمامه, فقد نبهك للجرف أمامك ولكنك لم تستمع إليه, ولولا حزمه وشجاعته لسقطت بتهورك في ذلك الجرف, وأنت مدين له بحياتك, كما أنه جدير بالشكر والثناء على صنعه معك. ما أثر لوم جلال الدين على محمود ؟ شعر محمود بالهم والحزن بسبب لوم خاله له على أعماله المجيدة في خياله, ولكن جلال الدين تنبه لذلك فضمه إلى صدره وقال له أني معجب بشجاعتك ولكني أريد أن تضيف إلى شجاعتك الحزم حتى تصبح قائد كامل فتحقق رجائي فيك . قلق جهاد على محمود : منذ أن أخذها الشيخ سلامة إلى غرفتها وهي تبكي وتصيح محاولة أن ترى محمود حينما كان الطبيب يعالجه, ولما أتم الطبيب علاجه أدخلها أبوها عليه وقال لها بأنه متعب من طول القتال وأن عليها أن تتركه ليحصل على قسط من النوم والراحة. كيف طمأن جلال الدين ابنته حين رأت العصابة على رأس محمود ؟ أخبرها أبوها بأن محمود كان يصارع قائد التتار فاستطاع أن يصيبه قائد التتار بجرح بسيط ولكن محمود تغلب عليه وضربه ضربة فلق بها هامته, وقد داواها الطبيب وربطها ولا خوف عليه. كيف باتت جهاد ليلتها ؟ باتت ليلتها تفكر في محمود والضربة التي أصابته, وتذكر ما أخبرها أبوها من مبارزته لقائد التتار وتتخيل مشهد محمود وهو يضربه بالسيف فيفلق هامته, وتعجب بحبيبها وتود لو تراه فيحدثها بأخبار المعركة العظيمة التي انتصر فيها على التتار. كيف كان تصور جهاد لمعركة محمود مع التتار ؟ أطلقت جهاد العنان لخيالها تتصور محمود وهو يقاتل أعدائه في الميدان, راكبا جواده والسيف في يده يضرب به يمينا وشمالا فيقتل الأبطال في غير عناء, ثم تصورت مشهد قتال محمود مع القائد التتري وكيف أنه استطاع في غفلة أن يصيب محمود في جبهته, فحمل عليه محمود وعلا رأسه بالسيف ففلقها نصفين . كيف استعدت جهاد لاستقبال محمود في الصباح ؟ ظلت جهاد تفكر طوال الليل في الهدية التي تقدمها للبطل تهنئة على انتصاره, ثم تذكرت أنه يحب الزهور فاستقرت على ذلك فهدأت وأسلمت نفسها للنوم. وفي الصباح أسرعت إلى حديقة القصر فقطفت مجموعة من الزهور مختلفة الأنواع والألوان واتجهت إلى وصيفتها فألفت منها طاقة جميلة وقامت الوصيفة بزيين جهاد فألبستها حلة من السندس الأحمر مطرزة جيوبها وأكمامها وأطرافها بشرائط الفضة, وأصلحت شعرها وفرقته ثم وضعت على رأسها قلنسوة هندسة سوداء مزينة بالذهب وفي مقدمتها حبات اللؤلؤ على شكل هلال. كيف استقبل محمود جهاد ؟ دخلت جهاد على محمود غرفته فلما رآها قام إليها وأسرعت إليه وقدمت باقة الزهور قائلة " هذه هديتي لك أيها الفارس الشجاع" فتقبلها محمود وشكرها على هديتها الجميلة . لماذا لم تقدم جهاد هدية إلى أبيها ؟ ضحك جلال الدين وقال لجهاد وأين هديتي فقالت ليس لك عندي هدية لأنك لم تخرج لقتال التتار, فقال يا ليتني خرجت معك يا محمود فتعطيني جهاد مثل هذه الهدية الجميلة , ثم جذب الصبيين إلى صدره وهو يقول بارك الله فيكما يا ولدي وأسعد الله أيامكما يا حبيبي .
الفصل الرابع نهاية السلطان جلال الدين حياة جلال الدين في مملكته بلاهور : كانت حياة جلال الدين في لا هور حياة حزينة يسودها الألم والذكريات الحزينة فقد كان يذكر أيامه السابقة وكيف مات أبوه في جزيرة نائية كما كان يذكر أمه وأخواته وزوجته وأهل بيته الذين أمر بإغراقهن في النهر أمام بصره. وكان يجد عزاءه وسلواه في الطفلين محمود وجهاد, فيقضى معظم وقته معهما ويشاركهما ألعابهما وأحاديثهما وأحلامهما مما يخفف عنه كثير من هموم حياته وآلام ذكرياته. كيف كانت سياسة جلال الدين في لاهور : لم ينس جلال الدين مملكته الجديده فكان يعمل على تدبير شئونها وتنظيم أمرها, كما كان يعمل على تحصينها وتقوية جيشه, فكان في صراع دائم مع أمراء الممالك المجاورة له, فتارة يدفع عنها غاراتهم, وأخرى يغزوهم في بلادهم وينتصر عليهم ويوسع من مملكته ويزيد من هيبته, ولم ينس أمر مملكته السابقة فكان يتنسم أخبارها ويراقب تحركات التتار منتظرا الفرصة التي ينقض بها عليهم فيقضي على شوكتهم ويخلص البلاد منهم. التتار أمة لا تطفع في ملك ولا سلطان, فما هدفها في الحياة ؟ لم يهتم التتار بالحكم والملك في البلاد التي يسيطرون عليها, بل كانوا يكتفون بتدمير كل ما تقع عليه أيديهم, فيقتلون من يجدوه فيها من رجال ونساء وأطفال ويسبون النساء وينهبون الخزائن, ثم يرجعون إلى ديارهم إلى أن يأتي اليوم الذي يعودون فيه إلى هذه البلاد فيفعلون بها ما فعلوه من قبل وهكذا دواليك, وفي بعض الأحيان يعقدون اتفاقات مع بعض هذه الدول حتى لا يعودون لحربها مرة أخرى ويفرضون علهم مقابل ذلك جزية كبيرة تصل إليهم مطلع كل عام, وهنا يخنارون من يجدوه معاونا لهم مطيعا لأوامرهم فيجعلونه حاكما على هذه البلاد. كيف كان حال مملكة السلطان جلال الدين تحت حكم أتباع التتار ؟ لم يختلف حالها عن حال الأمم التي دخلها التتار من قبل فقد ولوا عليها الطامعين في المناصب من الطغاة المستبدين, فكان همهم الأول هو فرض الضرائب وجمع الأموال وومصادرة أموال الناس وسلب أموال التجار, فمن اعترض أو قاوم كان جزاءه القتل أو التعذيب والإهانة. أنصار جلال الدين في مملكته السابقة : كان لجلال الدين كثير من الأعوان في بلاده التي خسرها أمام التتار , وكانوا يراسلونه باستمرار يصفون له أفعال التتار وأعوانهم الفاسدين المستبدين, وكانوا يحرضونه على سرعة العودة إليهم وتخليص البلاد من هؤلاء الخونة, ويعدونه بالثورة عليهم ومساعدته لتثبيت حكمه, وأخبروه بان جنكيز خان مشغول عنهم الآن بحرب قبائل الترك مما يجعل الانتصار الخونة في البلاد أمر سهل . خروج جلال الدين إلى بلاده سرا : رأى جلال الدين أن الفرصة التي ينتظرها قد جائته وأصبح من الواجب عليه المسير لقتال التتار,وتخليص بلاده منهم ومن أعوانهم, فجهز جيشا من خمسة آلاف مقاتل وقسمهم إلى عشر فرق وجعل على كل فرقة أميرا وأمرهم أن يسيرا خلفه على دفعات من طرق مختلفة ويتقابلون عند النهر , وكان الهدف من ذلك التكتم ألا يعرف الناس بأمر خروج جلال الدين فيصل ذلك إلى التتار فيستعدون له أو يصل ذلك إلى أعدائه في الهند فيهجموا على لاهور في غيابه. ولم يعرف بأمر خروجه إلا قائده الكبير الأمير (بهلون أزبك) والذي جعله جلال الدين خليفته على لاهور وترك معه جيشا يكفي لحماية المدينة من أعدائها. حيرة جلال اليدن في شأن محمود وجهاد : احتار جلال الدين في أمر وليده هل يتركهما في الهند أم يأخذهما معه, الأمر الأول : هو أن يأخذهما معه وبذلك يعرضهما لخطر الطريق ومشاق الرحلة وأن نجا بهما من ذلك عرضهما لخطر أكبر وهو الأسر أو القتل, فقد ينشغل عنهما بقتال التتار فيصلون إليهما ويقتلونهما أو يأسرونهما خصوصا أن المعارك مع التتار ستكون كثيرة وعظيمة. الأمر الثاني وهو أن يتركهما في الهند, ولكنه تذكر أنه لا يستطيع أن يبتعد عنهما كما أنهما لا يستطيعان الابتعاد عنه, فقد التقوا بعد ضياع ويأس فعاد له ولهما الأمل من جديد, وخاف عليهما من أطماع أمراء الهند عندما يعلمون بخروجه, فربما أغار الأمراء على لاهور فتسقط في أيديهم ويقع الأميرين أسيرين في قبضتهم ولا أمل في نجاتهما من القتل إذا حدث ذلك. وقد مال السلطان جلال الدين إلى الأمر الاول وهو أن يأخذهما معه, فهو أهون الخطرين عنده, فقد رأى أن ذلك أفضل لهم جميعا, حتى يراهما دائما أمامه, فإن انتصر على التتار فذلك خير وإن كانت الهزيمة والموت فلا أمل بعد ذلك في الحياة وبذلك خير لهما الموت معه, فلا يتعرضا لما يتعرض له مثلهما من هوان وذل ومشقة.
| |
| | | حمدى سعد عضو مبدع
عدد المساهمات : 105 نقاط : 127 تاريخ التسجيل : 29/10/2013 العمر : 49
| موضوع: رد: شرح قصة واإسلاماه بطريقة جديدة رووووعه أدخل وشوف وقيم العمل الإثنين 6 أكتوبر 2014 - 0:52 | |
| روووووووووووووووووووووووووووعة | |
| | | | شرح قصة واإسلاماه بطريقة جديدة رووووعه أدخل وشوف وقيم العمل | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |