أفغانستان من الداخل (الحلقة الرابعة) ـ يونس قانوني رئيس البرلمان الأفغاني: العرب ليسوا «القاعدة» أو بن لادن الذي أساء الى أفغانستان
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
عمرو السعيد عضو برونزى
عدد المساهمات : 141 نقاط : 441 تاريخ التسجيل : 12/11/2009
موضوع: أفغانستان من الداخل (الحلقة الرابعة) ـ يونس قانوني رئيس البرلمان الأفغاني: العرب ليسوا «القاعدة» أو بن لادن الذي أساء الى أفغانستان الإثنين 30 نوفمبر 2009 - 11:29
قال إن المجاهدين مهمشون في الحكومة.. رغم سيطرتهم على 90 % من مقاعد البرلمان
يونس قانوني رئيس البرلمان الأفغاني بجانب مراسل («الشرق الأوسط» )
لوحة على الدرج الرئيسي داخل البرلمان قبل مكتب قانوني تعرض قادة البرلمان السابقين
كابل: محمد الشافعي محمد يونس قانوني بن محمد يوسف، رئيس البرلمان الأفغاني، من قادة المجاهدين السابقين، عمل مع أحمد شاه مسعود رئيس التحالف الشمالي في المجال الثقافي والإعلامي والتدريبي والسياسي، وعمل وزيرا للداخلية من بداية الفترة الانتقالية مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، ثم استقال من وزارة الداخلية وعين وزيرا للتعليم، وتحول الى خصم للرئيس كرزاي في الانتخابات الرئاسية الماضية قبل ان يتولى رئاسة البرلمان الأفغاني الحالي. ويعتبر قانوني، خريج كلية الشريعة بجامعة كابل عام 1980، الذي يجيد الحديث بلغة الضاد بطلاقة من ابرز قادة المجاهدين الافغان والذي ما زالت تربطه علاقات وثيقة وحميمة بالعرب، وأثنى بشدة على اساتذته العرب بجامعة كابل مثل الأستاذ فتح الله والأستاذ احمد وهو مصري من الاقصر. ويقول قانوني «ان العرب ليس هم «القاعدة» أو بن لادن الذي اساء الى افغانستان ، بل هم الذين وقفوا معنا في سنوات الحرب ضد الروس». ومازال الشيخ قانوني يصر على انه لا ينسى اساتذته ومشايخه من العرب الذين تأثر بهم مثل الشيخين عبد الله عزام الزعيم الروحي لـ«الافغان العرب»، والشيخ محمود الصواف. وقال انه ما زال يتذكر الشيخ الصواف في الحرم الشريف وهو يدعو الى دعم المجاهدين ضد الروس من دون تحيز لمنظمة او اخرى، وزار الشيخ الصواف المجاهين في معسكراته في باكستان، وهو شخصية كاريزمية كانت قادرة على الاقناع. يسرت توصية خاصة من الشيخ عبد الله انس، ابرز قدامي العرب الافغان والمقيم حاليا في لندن، واخرى من ناشط حقوقي، الأمين العام السابق للإخوان في الغرب، والدكتور كمال الهلباوي، لقاء «الشرق الأوسط» مع الشيخ قانوني في مقر البرلمان المحاط باجراءت امنية مشددة، في حي كارتية سيه بغرب العاصمة كابل. وفي مكتبه الذي كان يزدحم بقادة القبائل واعضاء اللويا جيركا كان الحديث مع قانوني تحت لوحة قرآنية ضخمة كتبت بالخط النسخي قرأها بنفسه، وقال إنها آية كريمة أثيرة الى قلبه تقول: «بسم الله الرحمن الرحيم وإن يكاد الذين كفروا لا ليزلقونك بأبصارهم، لما سمعوا الذكر، ويقولون إنه لمجنون، وما هو إلا ذكر للعالمين». وجاء الحوار على النحو التالي: * على الأرض، ماذا يحدث في أفغانستان.. نسمع عن معونات أجنبية تدفع بالمليارات.. ولكن الحكومة فشلت في نزع السلاح ومكافحة زراعة المخدرات المستشرية في هلمند ولشكرجاه؟ ـ أنا لست راضيا عما يجري في بلادنا، فبعد ست سنوات ما زلنا في حالة حرب مرة أخرى، وذلك بالرغم من الدعم الشامل والسخاء من قبل المجتمع الدولي، ولكن مع الأسف لم تستطع الحكومة ان تستفيد من هذه المعونات المالية. وبعد ست سنوات ما زلنا نعاني من تزايد زراعة الخشخاش ووتيرة الإرهاب في تصاعد الى جانب الفساد الإداري المستشري، ومعنى ذلك ان الحكومة لم تستطع القضاء على هذه التحديات والآفات خلال ست سنوات، اي منذ سقوط طالبان حتى اليوم.
والدليل الحي على ذلك هو ضعف الحكومة في افغانستان، بل أستطيع ان اؤكد ان الحكومة فشلت في معالجة اكبر المشاكل التي تعاني منها البلاد التي مزقتها الحروب. أما بالنسبة للوضع الأمني في افغانستان فانه يتدهور يوما بعد يوم وتجارة المخدرات ارتفعت مقارنة مع العام السابق ولم يتم جمع اسلحة او اعادة بناء البلاد على الرغم من الدعم الدولي المبذول.
* هل المجاهدون الافغان مهمشون داخل الحكومة اليوم ، رغم مايقال انهم يسيطرون على 90 في المائة من مقاعد البرلمان ؟ ـ كما تعلمون ان الجهاد كان ولا يزال صفحة ذهبية ناصعة في تاريخ افغانستان، ونحن الآن في مرحلة جديدة هي مرحلة ما بعد الجهاد، ويجب قول الحق ان معظم المجاهدين مهمشون داخل اروقة الحكومة، رغم ان اغلبيتهم في مجلس الشورى (البرلمان) من المجاهدين، وهناك سعي لتجنب اعطائهم مناصب في محور السلطة، ولا شك ان هؤلاء المجاهدين قاتلوا ضد الروس واسقطوا الاتحاد السوفياتي السابق، وكانوا ضد الارهاب اثناء سيطرة حركة طالبان، ولعبوا دورا بارزا في تحرير هذا البلد، اما في المرحلة الحالية اليوم فهناك الفكرة الأصلية وهي الاعتماد على غير المجاهدين، لكن المجاهدين يؤمنون بالمشاركة بين كافة طوائف الشعب، وهناك فكرة في بعض اروقة الحكومة تدفع الى تهميش المجاهدين بعيدا عن السلطة، وأعتقد ان هذا الأمر خطأ فاح لان المجاهدين وافقوا على الاسئلة وقبلوا ما تريده الحكومة، واعتقد ان فكرة تهميش جهات معينة هي تجربة مرة، ولكني اعتقد بصفتي مجاهدا وأترأس مجلس الشورى. لا بد من اتخاذ خطوات ايجابية، لأن الشعب منقسم على جهات سياسية، ففيهم شيوعيون سابقون، ومجاهدون وطلبة علم وغيرهم، واذا اردنا ان نكون شعبا افغانيا فعلينا ان نصهر هؤلاء في بوتقة واحدة تصب لصالح الوطن، على مبدأ المشاركة الشعبية.
* هل القتال المستمر ضد عناصر حركة طالبان هو الحل الوحيد الذي سيعيد الامن والاستقرار الى شوارع أفغانستان.. ام المصالحة مع العناصر المعتدلة من الحركة الاصولية؟ ـ أعتقد ان حركة طالبان هي واجهة لجهات اكبر منها، والطريق للحل هو تغيير الاستراتجية في التعامل مع تلك الحركة، وأستطيع القول ان حركة طالبان تنقسم الى قسمين، قسم يعتقد بوجوب اسقاط النظام القائم عن طريق العمليات العسكرية، وليس امامنا سوى المقابلة بالمثل مع هؤلاء، وقسم يعتقد بالمصالحة ويقبل الدستور القائم في افغانستان، وهؤلاء اختيارهم عقلاني ويجب دفعهم في هذا الاتجاه.
* ممن تستمد حركة طالبان قوتها وعافيتها منذ نهاية 2001 وحتى اليوم؟ ـ أستطيع القول ان المنبع الرئيسي لإمداد ودعم طالبان هو باكستان، وهذا الأمر ليس جديدا، وفي نفس الوقت هناك مجموعة من الشعب غير راضية عن اداء الحكومة لسبب أو لآخر، فتنضم الى طالبان، والحركة الاصولية تستفيد من هذا الخلل الحاصل على ارض الواقع بين الشعب والحكومة. وعندما نقارن بين طالبان والقوات الموجودة في افغانستان، يجب الاعتراف بأن طالبان ضعيفة جدا بالنسبة لقوات التحالف الدولي الموجودة على ارض افغانستان، والسر في استمرار طالبان بهذا الزخم العسكري والتهديد هو ضعف الحكومة الحالية».
* هل يمكن التفاهم والتصالح مثلا مع الملا محمد عمر حاكم الحركة المخلوع؟
ـ من الصعب التفاهم مع الملا عمر، ويمكن القول ان الزعامة لدى طالبان ليست واحدة، والملا عمر لا يسيطر على الحركة سيطرة تامة فهناك زعامات اخرى، ولكنه يسيطر على مجموعة خاصة، إضافة الى أن هناك جماعات اخرى.
* هل سترشح نفسك في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2009؟ ـ حتى الآن لم أتخذ اي قرار في هذا المجال، والقرار الوحيد الذي اتفقنا عليه، هو أننا سنرشح بالاتفاق مرشحا واحدا عن الجبهة الشعبية.. فمن سيكون؟ الله اعلم.
* هناك من يشيع بأنكم، الشعب والحكومة، الحالية تكرهون العرب، بسبب ما فعله اسامة ابن لادن من تدبير مقتل احمد مسعود قبل هجمات سبتمبر بيومين ثم إشاعته الإرهاب العالمي؟ ـ العرب ليسوا كلهم «القاعدة» أو أسامة بن لادن، والشعب الأفغاني يعرف أن «القاعدة» شيء والعرب شيء آخر، وهذه الفكرة أو الإشاعة عن أن العرب هم «القاعدة» غير صحيحة على الاطلاق، وافغانستان بصفتها دولة اسلامية، والشعب الأفغاني بصفته شعبا مسلما، يحترمون العرب ويقدرونهم منذ بداية سنوات الجهاد وحتى اليوم، ونحن بيننا وبين العرب دين وثقافة مشتركان، لكن هناك اخطاء وافعالا ارتكبتها «القاعدة» شوهت صورة اخواننا العرب، ولكن الشعب الأفغاني لا ينظر الى العرب من منظار «القاعدة».
* ما المستقبل بالنسبة لأفغانستان من وجهة نظركم اليوم؟ ـ بالرغم من انني قلق على الأوضاع الراهنة في بلدنا اليوم، الا انني متفائل بالخير، وقلقي ناتج عن ان الحكومة الافغانية لم تستطع انتهاز الفرصة الذهبية، التي مهدت لها طيلة السنوات الست الماضية عبر الدعم الأممي، ماديا واقتصاديا وسياسيا، فلم نستفد من هذا الدعم بالكامل وهذا يسبب القلق. أما التفاؤل بالخير في المستقبل، من باب تفاءلوا بالخير تجدوه، فهو يعود الى ان الدعم الدولي لبلادنا ما زال مستمرا، والفكرة الايجابية لدى النخب السياسية ما زالت موجودة، لكن ان لم يحدث تغيير في الانتخابات المقبلة، فستستمر المشاكل على ما هي عليه، وان جاء تغيير ايجابي فسيكون هناك الخير ان شاء الله.
* هل تعتقد أن القوات الأجنبية ستخرج من أرض أفغانستان ذات يوم؟ ـ لا شك في أن القوات الدولية ستخرج بعد استتباب الامن والاستقرار، لأنها جاءت من اجل هذا الأمر، وبسبب التدخلات في شؤوننا الداخلية من قبل دول الجوار، واذا حل السلام والاستقرار ووصلت الحكومة الى الكفاءة الذاتية، فان القوات الدولية ستغادر هذا البلد.
الشيخ قانوني في سطور
* من مواليد عام 1958 في ولاية بانشير، وخريج المدرسة الدينية (مدرسة أبي حنيفة) في كابل، ثم التحق بكلية الشريعة بجامعة كابل وتخرج منها. عمل مع أحمد شاه مسعود في المجال الثقافي والإعلامي والتدريبي والسياسي. عمل وزيرا للداخليــة من بدايــة الفترة الانتقاليـــة مع حامــد كرزاي، ثم استقال من وزارة الداخليــة وعين وزيــرا للتعليم. وحين أسقط كرزاي اسم المارشال محمد فهيم من قائمته تحولت لهجة قانوني تجاه كرزاي من المدح إلى النقد، ورشح نفسه من قبل كتلة «النهضة الوطنية»، واختار لنيابته تاج محمد وردك، أحد الشخصيات الإدارية المعروفة، والسيد عالمي بلخي، أحد علماء الشيعة الاثنى عشرية، ويعتبر من المنافسين الأقوياء لكرزاي.
وقانوني شخصية دينية محافظة، وينظر اليه على انه المنافس الأول للرئيس كرزاي بسبب الدعم الذي يلقاه في مناطق رئيسية في شمال افغانستان وقدرته على التكلم بلغة البشتون الجنوبية.
Mr.abdogamel عضو سوبر
عدد المساهمات : 567 نقاط : 907 تاريخ التسجيل : 10/11/2009 العمر : 40
موضوع: رد: أفغانستان من الداخل (الحلقة الرابعة) ـ يونس قانوني رئيس البرلمان الأفغاني: العرب ليسوا «القاعدة» أو بن لادن الذي أساء الى أفغانستان الأحد 24 يناير 2010 - 7:36
بارك الله فيك علي معلوماتك ياعمرو. سيتم نقل الموضوع الي القسم الأخبار العامة شاكرين لك جهدك المبذول في المنتدي ونتمني لك التوفيق والنجاح في الامتحانات .
_________________
أفغانستان من الداخل (الحلقة الرابعة) ـ يونس قانوني رئيس البرلمان الأفغاني: العرب ليسوا «القاعدة» أو بن لادن الذي أساء الى أفغانستان