عدد المساهمات : 563 نقاط : 967 تاريخ التسجيل : 30/10/2009
موضوع: الوحدة الرابعة: الخلفاء الراشدون السبت 22 أكتوبر 2011 - 20:10
الوحدة الرابعة: الخلفاء الراشدون تمهيد تعالوا معنا لنعيش مع الخلفاء الراشدين : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعاً لنرى فيهم المثل الأعلى والقدوة الصالحة والصورة الحقيقية للإسلام نهتدي بهم ونسير على نهجهم . ولنبدأ بأول هؤلاء الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم - إنه أبو بكر الصديق رضي الله عنه – وهو عبد الله بن عثمان بن عامر القرشي ، ولد – رضي الله عنه بعد عام الفيل وهو العام الذي هلك فيه أبرهة الحبشي وجيشه عندما أراد هدم الكعبة وكان مولده بعد مولد الرسول (صلى الله عليه وسلم ) بسنتين وستة أشهر. حياته رضي الله عنه قبل دخوله الإسلام: فقد كان موطنه رضي الله عنه مكة لم يخرج منها إلاّ للتجارة ، وكان تاجراً معروفاً بالأمانة ذا مال وفير، عُرف بالصدق والإحسان والإنفاق على الفقراء والمساكين، وكان متواضعاً، بسيطاً ليّن القلب، محبباً بين الناس، كان من أهل الرأي والمشورة في قريش، ولم يشرب الخمر في الجاهلية. إسلامه رضي الله عنه: لم يتردد أبو بكر – رضي الله عنه – عندما عرض رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) عليه الإسلام فكان أول من أسلم من الرجال فلم يفكر في ماله وتجارته ومكانته بين قومه ولم يرهبه تربص المشركين له أو ما يمكن أن يتعرض له من الأذى والاضطهاد، بل سرعان ما باع نفسه وماله وأسرته وكل ما يملك لله رب العالمين. لقد حرص رضي الله عنه أن يرفعه هذا الدين الجديد عالياً فتحرك مجاهداً بين الناس يدعوهم لهذا الدين حتى أسلم على يده الكثير من أصحاب الرسول (صلى الله عليه وسلم). أبنائي الأحباء : انظروا إلى تلك الفئة التي أسلمت على يديه رضي الله عنه :
** ادع أصدقاءك وزملاءك إلى الخير وأمرهم بالمعروف وانهاهم عن المنكر * هل اكتفى رضي الله عنه بالجهاد بالنفس فقط ؟ لم يكتف رضي الله عنه بالجهاد بالنفس بل جاهد بماله وكل ما يملك في سبيل الله ، فكان رضي الله عنه تاجراً ذا مال وفير فقد قُدّرت ثروته يوم أن أسلم بأربعين ألف دينار، أنفقها جميعاً في سبيل الله على الفقراء والمحتاجين من المسلمين، وفي عتق الرقاب من الضعفاء الذين أسلموا وهم تحت يد الكفار ، وفي تجهيز جيوش المسلمين. هكذا كانت حياته رضي الله عنه كلها كفاحاً وتضحية بالنفس والمال والأبناء من أجل نصرة هذا الدين . ويظهر كفاح أبي بكر وصبره وجَلده وقوة تحمله في اللحظة الحاسمة ، والتي أذهلت جميع الصحابة وهي لحظة وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وانتقاله إلى الرفيق الأعلى. **انفق جزءا من مصروفك في سبيل الله تعالوا بنا لنرى كيف تقبل رضي الله عنه هذا الخبر ؟ وكيف كان حال الصحابة رضي الله عنهم جميعاً ؟ لقد كان أبو بكر في أطراف المدينة ، فسمع الخبر ، فأتى مسرعاً إلى بيت الرسول (صلى الله عليه وسلم ) ، وكشف عن وجهه (صلى الله عليه وسلم ) فقبله وقال : فداك أبي وأمّي ، ما أطيبك حياً وميتاً ، مات محمد وربّ الكعبة ، ثم انطلق إلى المنبر فوجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائماً يقول للناس : من قال محمد قد مات ضربت عنقه . لقد أذهله رضي الله عنه موت الرسول (صلى الله عليه وسلم ) ترى لماذا ؟ لأنه كان لهم كل شيء حبه فاق الأب والابن والزوجة والمال ، إن فقده ( ص ) يعني فقداً لكل شيء ، فقد كانت المصيبة عظيمة لم يتحملها عمر وغيره من أصحاب الرسول (صلى الله عليه وسلم) . لكن أبا بكر الصديق – على الرغم من حزنه الشديد – ثبت وصبر وصعد إلى المنبر يخطب في الناس قائلاً :- " ومَا مُحَمّدٌ إلاّ رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُل أفإِن مَاتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلَى أَعقَابِكُم " [ آل عمران : 141 ] 0فمن كان يعبد محمداً فقد مات إلهه الذي كان يعبده ، ومن كان يعبد الله لا شريك له ؛ فإن الله حيّ لا يموت . وبهذه الكلمات التي ألقاها أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – هدأت النفوس واستقرت وتقبلت موته ( صلى الله عليه وسلم). ** احترم آراء الآخرين واجعل الحب والألفة شعاركم تعالوا لنرى كيف تم اختيار أبي بكر الصديق خليفة للمسلمين وما أن علم الأنصار – رضوان الله عليهم – بوفاة الرسول ( ص ) إلاّ وقد دعوا إلى اجتماع عاجل في سقيفة بني ساعدة لاختيار خليفة للمسلمين بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم أسرع إليهم المهاجرين وجلسوا يتشاورون ساعات قليلة في جو يسوده الود والألفة والمحبة فاتفق الأنصار وعلى رأسهم سعد بن عبادة وبشير بن سعد والمهاجرين وعلى رأسهم أبو بكر ، وعمر ، وعبيدة على أن تكون الخلافة للمهاجرين. فتقدم أبو بكر – رضي الله عنه – وقال : هذا عُمر وهذا أبو عبيدة فأيهما شئتم فبايعوه ، فقال عُمر وأبو عبيدة : " لا والله لا تتولّى عن هذا الأمر؛ فإنك أفضل المهاجرين وخليفة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في الصلاة والتي هي أفضل ركن في الدين وثاني اثنين إذ هما في الغار . ابسط يدك لنبايعك. فأسرع الجميع من المهاجرين والأنصار لمبايعة أبي بكر الصديق ليكون الخليفة الأول بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وسُمّيت هذه البيعة بالبيعة الخاصة أما البيعة العامة فكانت في المسجد: حين أقبل الناس على أبي بكر فبايعوه ولم يتخلف من الصحابة أحد ، وتمت البيعة لهذا الصحابي الجليل ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال : " أيها الناس إنّي قد وُليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوّموني، الصدق أمانة ، والكذب خيانة ، الضعيف فيكم قويّ عندي حتى أُرجِع إليه حقه إن شاء الله ، والقويّ فيكم ضعيف حتى آخذ منه الحق إن شاء الله . لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلاّ ضربهم الله بالذل ، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلاّ عمّهم الله بالبلاء ، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله ، فإن عصيت الله ورسوله ؛ فلا طاعة لي عليكم ، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله " وبهذه الخطبة يوضح الصديق أبو بكر قواعد الشورى والعدل والجهاد والطاعة والصدق التي تسير عليها الدولة الإسلامية ** قف دائما بجوار الحق والعدل والآن تعالوا معنا نعيش أهم الأحداث التي وقعت في عهده ؛ لتثبت لنا هذه الأحداث أنه رجل الحرب والسلام ، رجل المحن والشدائد وأن الدولة الإسلامية في مهدها كانت في حاجة إلى مثله بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. لقد تعرضت الدولة الإسلامية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لحدث يُعد من أخطر الأحداث التي هددت كيان الأمة الإسلامية ألا وهو رِدّة بعض القبائل حديثة العهد بالإسلام ، وامتناع البعض الآخر عن دفع الزكاة ، إنه لموقف صعب وخطر جسيم تتعرض له الدولة الإسلامية وهي في مهدها ، لقد ظن الناس أن الإسلام قد مات بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم وازداد الأمر خطورة بظهور النبوات الكاذبة .فطليحة الأسدي يعلن النبوة وتتبعه بعض القبائل مثل أسد وعبس وذبيان وطئ - - وسجاح التي تدّعي نبوتها في قبيلة بني تميم. - ومسيلمة الكذاب يدّعي النبوة في أهل اليمامة. و في وسط هذا الخطر العظيم كان جيش أسامة بن زيد حِب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حبّه ، ينتظر إشارة البدء ليتحرك نحو بلاد الشام، لتأمين حدود الدولة الإسلامية، وهذا الجيش كان قد جهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته ترى ماذا سيفعل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جيش أسامة ومع هذه الرّدة وهذا التمرد الذي يُهدد كيان الدولة الإسلامية ؟ ** إياك و الكذب على الرسول و على الناس تعالوا لنرى ما الذي حدث: لقد أشار عليه بعض الصحابة ومن بينهم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ألاّ يُنفذ جيش أسامة ؛ حيث إن الأمر خطير وعصيب ويحتاج إلى تجمّع كل قوى الإسلام لمواجهة هذا الخطر العظيم الذي تتعرض له الدولة الإسلامية بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هل وافق أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – على هذا الرأي ؟ لقد أَبَى الصديق – رضي الله عنه – ألاّ يُنَفذ جيش أسامة ، وقال هذه الكلمات التي تبين مدى حرصه – رضي الله عنه – على تنفيذ أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم. يا له من إصرار عجيب من الصديق – رضي الله عنه – على تنفيذ جيش أسامة تُرى ماذا قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام هذا الإصرار والتصميم من أبي بكر رضي الله عنه على تنفيذ جيش أسامة . *ما كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ السمع والطاعة إلاّ أن بعض الأنصار قال لِعمر قُل له : فليؤَمّر علينا غير أسامة ، فكان حينذاك صغير السن لم يبلغ السابعة عشر من عمره ، وهناك في هذا الجيش كبار الصحابة . ** " والله لا أحل عُقدة عقدها رسول الله ، لو أن الطير تخطفنا والسباع من حول المدينة ، ولو أن الكلاب جرّت بأرجُل أمّهات المؤمنين لأُجهزّن جيش أسامة " ** احرص علي تطبيق أفعال وأقوال الرسول عليه الصلاة والسلام تعالوا لنرى ماذا قال أبو بكر الصديق لِعمر بن الخطاب رضي الله عنهما أمسَك أبو بكر الصديق رضي الله عنه بلحيته وقال لِعمر ثكلتكَ أُمّك يا بن الخطاب أَأُمّر غير أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم نهض بنفسه واستعرض جيش أسامة وأمرهم بالمسير وسار معهم ماشياً وأسامة راكباً وعبد الرحمن بن عوف يقود براحلة الصديق ، فقال أسامة : يا خليفة رسول الله إمّا أن تركَب أو إمّا أن أنزِل فقال : والله لستَ بنازِل ولستُ براكِب ، ثم استأذن الصديق رضي الله عنه أسامة بن زيد قائد الجيش بإعطاء إشارة التحرك للجيش نحو بلاد الشام. و هكذا يا أبنائي نفّذ أبو بكر الصديق رضي الله عنه جيش أسامة بن زيد ، وكان لتنفيذ جيش أسامة مهمة كبيرة ، فكان هذا الجيش لا يمرّ بحيّ من أحياء العرب إلاّ رُعِبوا منهم أو قالوا : ما خرج هؤلاء من قوم إلاّ وراءهم من هم أكثر عددا وقوة و لم يُفكّر أحد من القبائل التي أرادت مهاجمة المدينة أن يهاجموها بعد ما رأوا جيش أسامة إلاّ من بعض القبائل المجاورة فقد تصدّى لها خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة واستطاعوا القضاء عليهم ، ثم عاد جيش أسامة بعد أربعين يوم سالمين غانمين لِينضمّوا إلى قوافل المسلمين لِمحاربة المرتدّين. أبناءنا الأحبّاء : تعالوا لنرى موقف خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل الردّة ومانعي الزكاة . استشار الصديق – رضي الله عنه – الصحابة في شأن هؤلاء الذين ارتدّوا عن الإسلام ، وامتنعوا عن دفع الزكاة ؛ فأشاروا عليه أن يتركهم على ما هم عليه حتى يتمكن الإيمان من قلوبهم . هل وافق الصديق طيّب القلب المتسامح دائم البكاء من خشية الله على ذلك؟ لقد خالفهم خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرأي فقال " والله لو منعوني عقال بعيرٍ كانوا يُعطونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه بالسيف " . اتخذ الصديق - رضي الله عنه – قرار الحرب من أجل الحفاظ على كيان الدولة الإسلامية و أعد جيوشاً كثيرة ، ووجَّه كلا منهم إلى قبيلة من القبائل المرتدّة ، وبعث مع كل جيش كتابه يذكرهم بما أمر الله به ، ويوضح لهم فيه مبادئ الإسلام ، ويحذرهم من الرّدة ، وأوصاهم بآداب الحرب في الإسلام وهي" :ألاّ يُهاجم الجيش الإسلامي القبيلة التي يريد مهاجمتها بالليل وهم نائمون وأن يُنذرهم ، فإن عادوا إلى ما كانوا عليه من إقرار الزكاة وإقامة الصلاة قبلوا منهم ذلك وإن أبوا فلا شيء إلاّ القتال. - ألاّ يقطعوا شجرة ولا يقتلوا طفلاً أو شيخاً كبيراً أو امرأة. - ألاّ يقتلوا أسيراً ، وأن يعاملوهم معاملة حسنة." و انطلق الأمراء نحو المرتدّين يُنفذون أوامر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم متجهين إلى أولئك الذين ادّعوا النبوة { مسيلمة – وطليحة – وسجاح } ومن تبعهم من القبائل فقضوا عليهم جميعاً. وعادت الجيوش إلى المدينة سالمة غانمة بعد قضائها على الردة ، وخضعت كل القبائل إلى سلطان الدولة الإسلامية في المدينة تحت قيادة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه. ** احرص علي حفظ القرآن الكريم والعمل به جمع القرآن الكريم : كان لاستشهاد الكثير من حفظة القرآن في هذه المعركة أن أسرع أبو بكر الصديق رضي الله عنه في جمع القرآن ، فجمعه رضي الله عنه ووضعه في مصحف وظل عنده حتى توفاه الله ، ثم انتقل إلى عمر رضي الله عنه ثم إلى عثمان رضي الله عنه نشر الإسلام خارج شبه الجزيرة العربية: لم يكتف أبو بكر الصديق بالقضاء على المرتدين فحسب ، بل شرع رضي الله عنه في تأمين حدود الدولة الإسلامية من جيوش الروم ، ونشر دين الله خارج شبه الجزيرة العربية . ومن ثم أرسل الصدّيق جيوشه إلى بلاد الشام تحت قيادة أبي عبيدة بن الجراح ، عمرو بن العاص ،زيد بن ابي سفيان ، خالد بن الوليد ، عكرمة بن أبي جهل ، غيرهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و التي انتصرت على جيوش الروم نصرا عظيما في موقعة الروم و في أثناء ذلك توفى الصديق رضي الله عنه و تولى عمر بن الخطاب الخلافة ليستكمل الفتح الإسلامي لبلاد الشام و غيرها من البلدان الأخري.
أ.حمدى بسيونى عضو برونزى
عدد المساهمات : 152 نقاط : 180 تاريخ التسجيل : 25/09/2013 العمر : 47
موضوع: رد: الوحدة الرابعة: الخلفاء الراشدون الجمعة 29 أغسطس 2014 - 0:05
جزاكم الله خيراً وأثابكم الجنة
استاذ عادل حسنى عضو ذهبى
عدد المساهمات : 287 نقاط : 303 تاريخ التسجيل : 28/09/2013 العمر : 50
موضوع: رد: الوحدة الرابعة: الخلفاء الراشدون الأحد 31 أغسطس 2014 - 21:28
شرح مميز ومنتدى متكامل خالص تحياتى وتقديرى لجهودكم