النصوص عباد الرحمن حفظ
الفرقان 63-70
القرآن هو ذلك الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وهو: "كلام الله المنزل على سيدنا محمد للتعبد بتلاوته"… فمعانيه وصياغته من عند الله… وهو المدوّن في المصحف والمبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس… {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}وللقرآن أسماء متعددة منها: الكتاب، والفرقان، والذكر…
إنّ كلمة الأخلاق لها مفهوم واسع، وآخر ضيّق؛ فهي في مفهومها الضيق تعني الصدق، والوفاء، والإصلاح بين الناس، وعدم الغيبة والتهمة والنميمة، وتجنّب سائر الصفات الرذيلة، بينما تعني في مفهومها الواسع الخلفيات الروحية للأخلاق الفاضلة؛ فالصدق - مثلاً - نابع من الاستقامة في النفس، والإصلاح ناتج عن رؤية صافية إلى الحياة، والوفاء منبثق من شجاعة نفسية لدى الإنسان.. أما الكذب والنميمة والتهمة والغيبة، فانّ هذه الصفات السلبية نابعة من انحرافات نفسية، وتشوّش واضطراب في الرؤية، وفقدان البصيرة في الحياة.
1- " صفات التحلية فالأخلاق مبعث الإيمان"
قال تعالى " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66)
المفردات
الكلمة معناها الكلمة معناها
عباد م عبد والعبد ضد الحر وأصل العُبُودية الخضوع والذل و التَّعْبِيدُ التذليل "عابد" الرحمن اسم مشتق من الرحمة ومعناها الرقة والتعطف و المَرْحَمَةُ
هوناً الهَوْنُ السكينة والوقار خاطبهم أي بما يكرهونه أنهم يتحملون ما يرد عليهم من أذى أهل الجهل والسفه
سلاماً أي تسلماً منك: أي براءة منك أي سَدَادا من القول وحلماً.
أي قولاً
ن فيه من الأثم يبيتون البيتوتة: هي أن يدركك الليل نمت أو لم تنم أي يصلون لله, يراوحون بـين سجود فـي صلاتهم وقـيام
الجاهلون الجهل ضد العلم والمقصود بها الجاهلون بالله سجداً َسجَدَ خضع ومنه سُجُودُ الصلاة وهو وضع الجبهة على الأرض أي على وجوههم
قياما يعبدون اللَّه ويصلّون له أي على أقدامهم والمفرد قائم غراما أي كان لازمًا دائمًا غير مفارق، ومنه سمى الغريم لملازمته،
اصرف أي : ادفعه عنا ، بالعصمة من أسبابه ، ومغفرة ما وقع منا ، مما هو مقتض للعذاب سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا بئست وقبحت x حسنت
أسوأ مكانٍ يقيم فيه الإنسان يستقر به هو أن يكون من أهل النار أي: موضعُ استقرار وإقامة
الشرح
س / ما أثر هذه الصفة حينما تتجلى في شخصية المؤمن؟
ج/ تجده كله إيجابية، حتى أنه لا يتردد أن يقول للجاهل إذا خاطبه سلاماً.
س/ ماذا يريد الجاهل من المؤمنين ( عباد الرحمن) ؟وكيف يواجهه عباد الرحمن ؟
ج/فالجاهل يريد أن يغير من حركة الإنسان المستقيمة، ولكن عباد الرحمن عندهم موازين معتدلة يمشون عليها، فيواجهونه بالسلام و بالحلم الكثير ومقابلة المسيء بالإحسان والعفو عن الجاهل ورزانة العقل الذي أوصلهم إلى هذه الحال.
س/ما الفرق بين الجاهل والأمي؟
ج/الأمي هو خال الذهن , ليس عنده معلومة يؤمن بها , وهذا من السهل إقناعه بالصواب أما الجاهل فعنده معلومة مخالفة للواقع لذلك يأخذ منك مجهوداً في إقناعه لأنه يحتاج أولاً لأن تخرج من ذهنه الخطأ , ثم تدخل في قلبه الصواب.
س/ما المراد بـ {قالوا سلاماً} ؟
ج/المراد هنا سلام المتاركة , لا سلام الأمان الذي نقوله في التحية (
)
س/ كيف يستعد عباد الرحمن للموت ؟
ج/ يستعد "عباد الرحمن " لـه بالعمل الصالح والأخلاق الحسنة والمبادرة إلى ذلك سراعاً قبل فوات الأوان ويكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم متذللين له كما قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
س/ ماذا يدعو عباد الرحمن ربهم ؟ ج/حقاً إن جهنم أخطر عاقبة، لذا يجدر بالمؤمن أن يدعو الله تعالى أن يفك رقبته من النار أي: ادفعه عنا بالعصمة من أسبابه ومغفرة ما وقع منا مما هو مقتض للعذاب .
س/ كيف يكون عذاب جهنم ؟ ج/يكون ملازما لأهلها بمنزلة ملازمة الغريم لغريمه.
س/ ما صفات عباد الرحمن في الآيات ؟ج/
1- يمشون هوناً أي بالطاعة والمعروف والتواضع والسكينة والوقار"
2- أنهم يتحملون ما يرد عليهم من أذى أهل الجهل والسفه
3- يعبدون اللَّه ويصلّون له ويكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم متذللين .
س/ ما المقصود بصفات التحلية ؟ ج/
هي الصفات التي يتحلى بها عباد الرحمن في الآيات السابقة.
مواطن الجمال
1)عباد الرحمن:إضافة عباد إلى الرحمن فيها تكريم لهم وحتى لا نظن أن العبودية لله ذلة فهذه النسبة تشريفٌ للإنسان فينبغي أن يرتقى إلى مستواها.
2)هوناً : تعبير يدل على السكينة والوقار دون افتعال للعظمة والكبر أي يمشي مشية من يرى أن الله يراقبه .
3)غراما : تعبير يدل على الملازمة
4)أفعال المضارعة تفيد التجدد والاستمرار(يَمْشُونَ- يَبِيتُونَ –يَقُولُون )
5)اصرف :أسلوب أمر غرضه ال
. سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا : تعبير يدل على سوء العاقبة والتنفير من جهنم.
**سجدا ) على وجوههم ، ) ( وقياما ) على أقدامهم بينهما والعطف للتنوع.
**علاقة الَّذِينَ يَمْشُونَ بما قبلها تفصيل بعد إجمال .
** إنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا : أسلوب مؤكد بإن .
2- "صفات التخلية فسلوك الإنسان نتاج تربيته الصالحة"
وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)
المفردات
الكلمة معناها الكلمة معناها
إذا أنفقوا} أي يضيعوا على عيالهم لم يسرفوا لم يبذروا
ولم يقتروا لم يبخلوا لم يُسرفوا ولم يَقتُروا أي: يُضيِّقوا
وكان المقصود "إنفاقُهم" بين ذلك الإسراف والإقتار
{قَواما} وَسَطاً آثاما أي: عقوبة
مهانا ذليلاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ أي في الآخرة
غفور كثير المغفرة رحيم كثير الرحمة
الشرح
س/ كيف يكون الإنفاق فيه إسراف أو تقتير ؟
ج/" من أنفق في غير طاعة الله درهماً واحداً فهو إسراف ، ومن أمسك درهمه عن طاعة الله فهو تقتير " ، إذا أنفقت درهماً واحداً في غير طاعة الله فهو إسراف ، وإذا أمسكت الإنفاق عن طاعة الله فهو تقتير.
س/ ما الإنفاق الذي وصفه الله عزَّ وجل في الآيات؟
ج/بأنه قوام أن تنفق في طاعة الله ولا إسراف في الخير ، إن كان لا خير في الإسراف فلا إسراف في الخير ، هذا المعنى الأول . بعضهم قال : " من أنفق مئة ألف درهمٍ في حقٍ فليس مسرفاً ، ومن أنفق درهماً واحداً في غير حقٍ فقد أسرف ، ومن منع من حقٍ فقد قَتَّر " ، هذا هو المعنى الثاني .أي إذا أنفقت نفقةً على حساب أصحاب الحقوق فهذا إسراف وإذا قَصَّرْتَ عنهم فهذا تقتير .
س/ما هي النفقة المعتدلة ؟ج/ ألا يجيع من لهم عليه حق ولا يعريهم من الكسوة ، ولا ينفق نفقةً يقول الناس عنه لقد أسرف ".
س/ما العوامل الخاصة التي تتحكم في مقدار الإسراف والتقتير ؟
ج/ 1- الصبر فمن كان في دينه رقَّة أو ضعف لا ينبغي له أن يتهوَّر في إنفاق المال
2- طريقته الخاصة في الحياة التي لا يستطيع أن يغيِّرَهَا .
3- الدخل ، الدخل له علاقةٌ بالإسراف وبالتقتير
4- طبيعة عياله ، وطبيعة مجتمعه
س/ ما المقصود بـ"قواماً" ؟ج/ القوام هو العَدْلُ وأن تبلغ بالنفقة الهدف وأن تكون مالكاً لحالك أي الإنفاق الذي يحقق الهدف .
س/ما المقصود بقوله" يقتلون النفس ؟
ج/ 1- قتل النفس بالانتحار 2- قتل الغير بالعدوان .
س/ ما المقصود بـ (آثاما) ؟وكيف يعاقب الإنسان في الآخرة ؟
ج/﴿ أَثَامًا ﴾ هنا العقاب ، أي يلقى عقاباً في الدنيا ، وأما في الآخرة :"﴿ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)" أي يضعف الله له العذاب ويخلد فيه ذليلاً .
س/ما الجمال في من يفعل ذلك ؟ ج/أسلوب تهديد لمن يعصى الله ووعيد له بعذاب النار
س/ ما لوازم التوبة ؟ ج/ الإيمان والعمل الصالح .
س/ كيف تكون التوبة مقبولة ؟
ج/ لن تكون توبتك صحيحةً ولا مقبولةً إلا إذا تبدَّل عملك من عملٍ سيِّئ إلى عملٍ صالح.
س/ ما المقصود بصفات التخلية ؟هى الصفات التى يتخلى عنها المسلم
الجماليات
1) "يُسْرِفُوا- يَقْتُرُوا" : بينهما تضاد يوضح المعنى ويبرزه .
2)"وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا" : تعبير يدل على الاعتدال والوسطية .
" من يفعل ذلك يلق آثاما" :أسلوب تهديد لمن يعصى الله ووعيد له بعذاب النار وأسلوب شرط
3)لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ : تعبير يدل على وحدانية الله .
4)مُهَانًا :نكرة للتنفير والتهويل
5) بين "سَيِّئَاتِهِمْ" و" حَسَنَاتٍ" تضاد يوضح المعنى ويبرزه .
6)وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا : ختام مناسب يدل على كمال القدرة على وجه الاستمرار والدوام،كثير الرحمة كثير المغفرة .
7)غَفُورًا رَحِيمًا : نكرتان للتعظيم وصيغتان للمبالغة توحيان بكثرة المغفرة وكثرة الرحمة .