قلة استخدام الوسائل التعليمية في التدريس أسبابها وطرق الحد منها

قلة استخدام الوسائل التعليمية في التدريس أسبابها وطرق الحد منها

علي الرغم من وضوح أهمية الوسائل التعليمية في عمليتي التعليم والتعلم وعلي الرغم من التطبيقات العديدة الناجحة للوسائل التعليمية في كثير من المدارس وتحت مختلف من الظروف وفي مواد دراسية مختلفة ومع تلاميذ وطلاب من مختلف الأعمار علي الرغم من كل ذلك فان النظرة الفاحصة للعملية التعليمية داخل الفصول الدراسية تبين لنا أن الوسائل التعليمية لا تستخدم بطريقة منظمة فعاله كما أيضا يلاحظ قلة في استخدامها وان استخدامها متروك للظروف والصدفة .
فقد أوضحت الدراسات العديدة بأنه هناك فجوة بين الإسهامات الثابتة للوسائل التعليمية وبين الاستفادة الفعلية منها ويرجع ذلك إلى عامل أساسي وهو عدم فهم القيمة الفعلية الحقيقية للوسيلة التعليمية ..
كما أن هناك العديد من المعوقات التي تقلل وتحد من استخدام الوسائل التعليمية وهي في الواقع مترابطة ومتداخلة وان فصلها إنما يرجع إلى محاولة توضيح تأثير كل منها لا التأكيد علي إنها مستقلة ويمكن توضيح هذه المعوقات فيما يلي :

1- المعلم غير مدرب ولا مهتم :

فاغلب المعلمين ليست عندهم فكرة واضحة عن الوسائل التعليمية كما أنهم لا يعرفون مصادرها ولا كيفية الحصول عليها والمعلم في اغلب الأحوال ليست عنده المهارات اللازمة لاختيار الوسائل التعليمية آو استخدامها أو إعداد البسيط منها .
ويرجع ذلك إلى أن المعلم لم يلتق الأعداد والتدريب الكافيين في مجال الوسائل التعليمية ، كما أن تعدد المسؤوليات وثقل الواجبات تصرفه في حال معرفته بالوسائل التعليمية عن استخدامها علي نحو فعال أن لم تصرفه تماما عن استخدامها في دروسه وخاصة حين يجد أن ما يتوافر من هذه العينات غير مرتبط بالمنهج وهذا المعلم يفقد اهتمامه بالوسائل التعليمية حين يواجه الروتين العنيف بإبعاده المختلفة والذي يؤدي إلى عدم وصول الوسيلة أو الجهاز في الوقت المناسب للاستخدام الفعال والذي يضع العقبات أمام المعلم ويزيد من الجهد الذي يجب أن يبذله حتى يتمكن من الحصول علي الأداة أو الجهاز .

ولكي نغير من نظرة المعلم إلى الوسائل التعليمية ونمكنه من المهارات اللازمة لاستخدامها فانه ينبغي أن تتاح الفرصة للمعلم سواء أثناء إعداده أو أثناء قيامه بالعمل ، لان تلقي التدرب الكافي في ميدان الوسائل التعليمية بجانبها النظري والعملي من خلال هذا المقرر يلتقي الطالب المعلم محاضرات عن قيمة الوسائل التعليمية ودورها في عمليتي التعليم والتعلم وكيفية اختيار المعينات واستخدامها وطرق الحصول عليها كما يشاهد دروسا نموذجية يعطيها الخبراء مستعينين بالوسائل التعليمية . هذا بالنسبة لبرنامج إعداد المعلم قبل التخرج ،أما بالنسبة للمعلم الحالي الذي لم يتلق هذا النوع من التدريب فانه ينبغي أن تقوم الوزارة أو إدارة التقنيات التربوية بإقامة دورات تدريبية للمعلمين لا تختلف فحواها عن المحتوي السابق الإشارة ، كما يجب علي الموجهين أن يأخذ في عين الاعتبار عند تقويم المعلم استخدامه للوسائل التعليمية وانه يأخذ الأمر بجدية وما إلى ذلك .

2- قلة الموارد المالية المخصصة للوسائل التعليمية :

لن يستخدم المعلم الوسائل التعليمية ما لم تكن متوفرة وما لم يكن من السهل عليه الحصول عليها حين يريد استخدامها وعلي الرغم من الدور الهام الذي تقوم به إدارة التقنيات التربوية في إعداد الوسائل التعليمية أو توفيرها مع الأجهزة وتوزيعها علي المدارس ألا أن ضعف ميزانية إدارة التقنيات التربوية يجعلها غير قادرة علي توفير مواد وأجهزة الوسائل التعليمية اللازمة لكل مدرسة .
وعلي هذا فان الدولة متمثلة في وزارة التربية والتعليم أن تراجع سياستها التعليمية وان توازن سياسة الإنفاق بحيث تخصص الموارد المالية اللازمة لتوفير الوسائل التعليمية اللازمة للتعليم في الدولة العصرية فإذا ما زادت ميزانية إدارة التقنيات التربوية فأنها ستصبح قادرة علي وضع الخطة اللازمة لتوفير المواد والأجهزة المناسبة كما وكيفا .

3- عدم توفر الإمكانات والخصائص اللازمة لاستخدام الوسائل التعليمية :

أن نظرة إلى غرفة الدراسة أو الفصل تكفي لاقناع المعلم الذي يريد أن يستعين في تدريسه بوسائل تعليمية لان يصرف النظر تماما عنها .
فالفصل غير مجهز بمعدات الإظلام التام أو عوازل الصوت حتى لا تشوش علي الفصول الأخرى أو تشوش هي علية إذا استخدم جهاز التسجيل أو جهاز الأسطوانات أو جهاز عرض الأفلام الناطقة وفي اغلب الأحيان فان التوصيلات الكهربائية غير متوفرة في الفصل .
ويترتب علي ذلك أن المعلم لا يستطيع استخدام أجهزة العرض الضوئية لعرض الأفلام المتحركة أو الثابتة أو الشرائح أو الصور المعتمة في الفصل ومن ثم فانه إذا أصر علي استخدام هذه المواد فانه ينتقل بالدارسين إلى مكان آخر تتوفر فيه إمكانات العرض الضوئي كالمسرح إذا وجد ، وطبيعي أن هذه النقلة تقلل من فاعلية المعينات التعليمية فالطالب لن ينظر إلى المعينات علي إنها جزء متكامل مع الدرس ولكنه سينظر في إطار المكان الذي عرضت فيه وهو مكان مرتبط في ذهنه بالترفيه وليس مكانا للاستفادة والتعلم .
وللتغلب علي هذه العقبة فان تصميم الفصل والمدرسة يجب أن يعدل بحيث يسمح باستخدام الوسائل التعليمية بكافة أنوا عها تحت ظروف افضل وعند بناء مدارس جديدة فانه ينبغي تصميم الفصول بحيث تتوافر فيها الإمكانات والخصائص اللازمة لاستخدام الوسيلة التعليمية .

4- قلة مصادر المعلومات عن الوسائل التعليمية :
نادرا ما تصل الكتالوجات التي تصدرها إدارة التقنيات التربوية إلى أيدي المعلمين إذ تضيع في ادراج الموجهين والمديرين ورؤساء الأقسام حيث تعاني المكتبة العربية من قلة الكتب والمراجع في ميدان الوسائل التعليمية .
والمعلم لكي يستخدم الوسائل التعليمية فانه ينبغي أن يعرف بها وان يقدم إليه كل جديد في الميدان وكل تجربة ناجحة أو مبتكرة .


.......................

الكتاب : تقنيات التعليم
المؤلف
د/ نجاح النعيمي
د/ علي عبد المنعم
د/ مصطفي محمد

دار النشر : قطري بن الفجاءة للنشر والتوزيع
الطبعة الثانية : 1416هـ - 1995 مـ
--------------------------------------------------------------------------------


* الوسائل التعليمية عبــــر التاريخ :
...........................................

إن لاستعمال الوسائل التعليمية في التربية والتعليم تاريخا طويلا يمتد إلى عصور الإنسان الأولي ، فالمنقوشان والمنحوتات والرسوم والصور التي حفرها الإنسان البدائي و أهل الحضارات القديمة علي واجهات المعابد والصخور هي في الواقع وسائل تعليمية غنية ومعبرة ، قامت بتسجيل تاريخ تلك الأمم.

قد بدأت الدعوة إلى استخدام الوسائل التعليمية في التربية بشكل واضح في عصر النهضة فقد دعا..
- ( رابليه ) (1483-1553) إلى التشويق في التعليم عن طريق اللعب أو اللهو أو ما نطلق عليه الألعاب المحاكية .
- وفي نفس الفترة التي عاش فيها ( رابليه ) ظهر ( ايراسموس ) (1466-1546) وأكد علي استعمال الوسائل التعليمية .
- أما ( مونتيني ) ( 1533-1592) ، فقد حث في كتاباته علي الأستفاده من الزيارات الحقلية في التعليم .
- وأكد ( كومنيوس ) (1592-1670) ، نفس المبادئ التي دعا إليها مونتيني فنادي إلى استخدام الأشياء الحقيقة في البيئة وقد أفاد بعض الكتاب بان ( كومنيوس ) أول من ألف كتابا مدعما بالصور والرسوم في التربية .
- وبالنسبة لكل من( روسو ، ولوك ، وبستالوزي ، وفروبل ، وديوي ) فقد ركزوا جميعا علي استخدام البيئة بكل ما يمكن أن تقدمه من خبرات حسية تعين العملية التعليمية بوجه عام وتسهلها .
وعلي الرغم من قدم الدعوة لاستعمال الوسائل التعليمية وتوظيفها في التعلم كما يبدو الأ أنها لم تدخل عالم التربية بصفتها التقنية الحديثة واستخدامها المنظم المقصود ألا في النصف الأول من هذا القرن الحالي ...

......................
* تسمياتها وأنواعها :
........................

اختلف المربون في تسمياتها اللفظية للوسائل التعليمية المستخدمة في التعلم منها :
1- الوسائل السمعية والبصرية :
وترجع إلى كون الوسائل أما سمعية أو مرئية في طبيعتها والي الاستفادة منها في التعليم بواسطة حاستي البصر والسمع .
2- المعينات التربوية :
وترجع إلى الدور الذي تلعبة الوسائل في مساعده كل من المعلم والتلاميذ علي إحداث عمليتي التعليم والتعلم .
3- التكنولوجيا التربوية :
ترجع إلى طبيعة التقنية المركبة التي تتكون منها الوسائل وتستخدمه في التربية فيما بعد .
4- الوسائل الاختيارية :
وتستعمل كأنشطة اختيارية لأغناء الخبرات المنهجية للتلاميذ .
5- الوسائل المعيارية :
جزء لا يتجزأ من الموقف التعليمي مثل الصور والخرائط.
6- الوسيلة التعليمية والتربوية :
ترجع إلى كافة الوسائل التي يمكن الأستفاده منها في إنتاج العملية التعليمية التربوية سواء كانت تكنولوجية كالأفلام أو بسيطة كالسبورة والرسوم التوضيحية .



* الوسائل التعليمية معينة للمعلم لا بديله عن المعلم :
.................................................. ................

يذهب بعض المربين المتطرفين في تحمسهم لاستخدام الوسائل في التعلم ولما يمكن أن تؤديه في هذا المجال من أدوار وخدمات إلى الإشارة بإمكان قيامها منفردة ، حيث أفاد أن نتائج التعليم مساوية في معظمها أو قريبة من نتائج التدريس الحقيقي من قبل المعلم ، ومهما يكن الحال فإننا نعترف بدور الوسائل في إنتاج تعلم وتعليم مؤثرين ، إن الوسائل التعليمية هي معينة للتدريس وطرقه وشرط ضروري لتأثيرهما التربوي ولا نعتبرهما في نفس الوقت وسيله كاملة تستخدم بشكل مستقل لإحداث عملية التعلم ، وذلك لعدم كفايتها منفردة لاداء هذه المهمة الإنسانية المقدرة والمتداخلة ، لما تحدثه من أثار سلبية علي تعلم التلاميذ وميولهم الشخصية ، وإننا نؤكد بان أية وسيله أو أداة صنعت من قبل الإنسان لا يمكن إعطاءها نتائج مؤثرة ومتكاملة الأ بمساعدة الإنسان نفسة وبوجوده

........................................

المرجع الكتاب : الوسائل التعليمية
المؤلف : محمد زياد حمدان
دار النشر : مؤسسة الرسالة
الطبعة : 1401-1981

جزاك الله خيرا

الشكر مووووووووووووووووووصول
جزاك الله خير الجزاء