موضوع: التراسل التربوي على الخط مع شخصيات من عالم الأدب و الفكر الأربعاء 10 مارس 2010 - 11:06
التراسل التربوي على الخط مع شخصيات من عالم الأدب و الفكر
لا يقف استخدام البريد الإلكتروني أو الإميل في المجال التربوي، عند حدود مراسلات التلاميذ فيما بينهم، إذ بإمكانهم أيضا خوض غمار التراسل الأدبي و الفكري مع شخصيات من عوالم الكتابة و الإبداع تنذر نفسها لخدمة التربية و الأجيال الصاعدة عبر هذه النافذة المشرعة على العالم، نافذة الإنترنيت. هكذا بالإمكان الكتابة إلى أديب أو إلى رجل علم ومعرفة يرد بتعليقات و تصويبات لما توصل به عبر بريده الإلكتروني.
و بالإمكان، في هذا الصدد أيضا، مشاركة فصل دراسي بأكمله في المغامرة الأدبية لكتابة رواية معينة. و هي تجربة سبق أن تحققت بين روائي (مثال الكاتب الفرنسيYann Quéffelec) و بين مجموعة من القراء. يكتب الروائي الفصل الأول للرواية، و يبعث القراء، عبر الإميل، اقتراحاتهم بشأن الفصول المواليــــة .
و يقــــوم الكاتب بتذويب كل ما توصل به، و كتابة الفصل الختامي. و يمكننا أن نتصور بسهولة هنا أن الرسائل الإلكترونية يتم إغناؤها عبر اللجوء إلى الدردشة الإلكترونية، أو إلى منتديات النقاش.
أقترح هنا كنموذج مشروعا يتعلق بـ مختبر لكتابة الرواية التاريخية بأياد متعددة رفقة كاتب على الإنترنيت، يتعلق الأمر بمشروع لمجموعة من المدارس الفرنسية خاص بالسلك الثالث من التعليم الأساسي ضمن برنامج الأدب.
يقدم المشروع كالتالي: يقوم المختبر بنشر حكاية جماعية على الإنترنيت، حكاية يبدعها التلاميذ تحت إشراف كاتب معين ( الكاتب المقصود هنا هو القاص و الروائي و المؤرخ الفرنسي ألان بيليت Alain Bellet)، تبنى الحكاية تدريجيا خلال حصص الكتابة عبر الإنترنيت مع لقاءات مع المتدخل. أما إدارة الكتابـــــة، و سيرورة المختبرات، و النشر على الإنترنيت، فهي تتم تحت إشــــراف ورعاية ألان بيليت.
و يحدد المشروع أهدافه العامة كالتالي:
- تحسين التحكم في اللغة و ضبطها بإعطاء معنى لتعلمات القراءة-القول-الكتابة.
- تمكين التلاميذ من أدوات تواصلية أخرى غير الأدوات الكلامية، و تعليمهم التقنيات الخصوصية.
- إقامة تواصل بين مختلف الأقسام و مختلف المدارس.
كما يحدد المشروع في ديباجته أيضا الأهداف الجزئية أو التفصيلية التالية:
- قراءة ، و استيعاب ، و بلورة نصوص مكتوبة.
- التفكير في هذه الكتابات بغية تطويرها و إتمامها ( المتخيل).
- إتقان التعبير بواسطة الحاسوب : استعمال الأداة ، الروابط الإلكترونية.
- تصحيح هذه الكتابات قصد تقديم نصوص مكتوبة بشكل جيد( التركيب، تطابق الأزمنة، الإملاء…).
و يتحدد مكان العمل في قسم دراسي و قاعة معلومياتية.
أما مدة تحقيق المشروع فقد حددت في سنة دراسية واحدة ضبط البرنامج سيرورة العمل بها منذ البداية بشكل واضح .
و قد أسفرت هذه الورشة عن رواية جماعية بعنوان المسممة، مغامرة باريسية قبل الثورة ، رواية نقرأها على شبكة الإنترنيت مع التحديد التالي على صفحتها الأولى: رواية جماعية تفاعلية – كتبها تلاميذ فتري لو فرانسوا تحت إشراف ألان بيليت، و قد أنجزت الورشة خلال السنة الدراسية 2005/2006.
و بالإمكان أيضا ،من جانب آخر، فتح نقاشات مع كتاب حول قضايا سياسية أو علمية، من قبيل قضايا التخلف و التنمية، و حقوق الطفل، و التلوث، إلى غير ذلك من القضايا التي تشغل بال الناشئة و الرأي العــــام على المستـــــوى المحلي و العالمي. و لعل الكتاب على اختلاف مشاربهم الإيديولوجية و المعرفية، و بما يمتلكونه من حس نقدي، لقادرون، بقدر حاجتهم إلى الإصغاء للآخر قصد إغناء رؤيتهم للأشياء و العالم، على تدبير هذه النقاشات حتى تكون محط إفادة و إمتاع للجميع. و لكن بإمكانهم، فوق ذلك، إماطة الغموض و سوء التفاهم عن العديد من القضايا الشائكة في عالمنا المعاصر، قصد الدفع بالناشئة إلى إعادة النظر في العديد من الأكليشيهات و الأحكام المسبقة التي تعج بها الثقافة العالمية، و التي تروج، للأسف، يوميا، عبر العديد من المنابر الإعلامية الدولية أحيانا عن جهل أو نقص معرفي، و في الكثير من الأحيان بخلفيات إيديولوجية أو حسابات قصيرة ضيقة.
غير أن هذا التراسل بين متعلمين و شخصيات من عالمي الكتابة و المعرفة، إنما تضمن فعاليته كلما كان مؤطرا بالمرونة اللازمة، وكلمــــــــــا كان محدد الأهداف، واضح الغايات و المقاصد، ذلك أن الكتاب أنفسهم ثبت في الكثير من الأحيان أنهم قد يحملون أفكارا غير مؤسسة بما فيه الكفاية، خصوصا ما تعلق منها ببعض قضايا الصراعات الدولية في علاقتها بقضايا رؤية الآخر التي غالبا ما تكون موجهة برواسب ثقافية موروثة يصعب الفكاك منها.
و تنبع ضرورة التأطير التربوي أيضا من الخطورة المستشعرة أيضا بهذا الصدد، خصوصا في مجال مشرع الأبواب لكل من هب و دب شأن عالم الإنترنيت، الخطورة المتمثلة في تسلل العديد ممن قد يعتبرون أنفسهم كتابا، للتأثير على الشباب و الأطفال، مستغلين ضعف إمكانياتهم المعرفية و العلمية، للترويج لأفكار خاطئة أو هدامة، مما قد تكون له أحيـــــانا آثار سلبيـــة تنأى عن المرامي و الأهداف النبيلة للعملية التربوية.
لذلك، بقدر ما نحن في أمس الحاجة إلى هذه الحوارات مع الأدباء و الكتاب عبر العالم، من إجل إثراء روح البحث و الإبداع و الابتكار لدى الأجيال الصاعدة بصفة خاصة، فنحن بالمثل بحاجة إلى حضور تربوي قوي على الشبكة قصد التمييز بين الغث و الثمين، و قصد سد كل المنافذ على من يستغل الشبكة لغايات و مقاصد تنطلق من نيات سيئة قد تكون مقصودة أو لا لإرادية
محمود خطاب عضو مبدع
عدد المساهمات : 119 نقاط : 130 تاريخ التسجيل : 29/09/2013 العمر : 44
موضوع: رد: التراسل التربوي على الخط مع شخصيات من عالم الأدب و الفكر السبت 6 سبتمبر 2014 - 20:40
مشكوووووووووووووووووووووووور
التراسل التربوي على الخط مع شخصيات من عالم الأدب و الفكر