`·.¸¸.·´´¯`··._.· التفكير واضطراباته`·.¸¸.·´´¯`··._.·

التفكير واضطراباته

التفكير هو نشاط ذهني غرضي أو سلوك معرفي أو كلام مضمر شبه منطوق، هدفه الوصول إلى قرار أو حل لمسألة أو مشكلة أو تكوين رأي في موضوع معين .


والتفكير في علم النفس له معنى عام واسع ومعنى خاص ضيق، فالمعنى العام الواسع هو كل نشاط أدواته الرموز، أي يستعيض عن الاشياء والأشخاص والمواقف والأحداث برموزها بدل معالجتها معالجة فعلية واقعية . ويقصد بالرمز كل ما ينوب عن الشيء أو يشير اليه أو يعبِّر عنه أو يحل محله في غيابه .وللرموز التي يستخدمها التفكير اداوت مختلفة منها الصور الذهنية والمعاني والألفاظ والارقام .ومنها الذكريات والإيماءات والإشارات ، وكذلك الصيغ الرياضية والخرائط الجغرافية والعلامات الموسيقية . بهذا المعنى العام يشمل التفكير جميع العمليات العقلية من أبسطها إلى أكثرها تعقيدا . فأحلام النوم وتصور الشخص رحلة قام بها أو تخيله مستقبل أولاده ، أو اتخاذه قراراً ، كل ذلك يدخل في نطاق التفكير بمعناه العام .


أما التفكير بمعناه الخاص فيقتصر على حل المشكلات حلاً ذهنياً أي عن طريق الرموز ، هو حل المشكلات بالذهن لا بالفعل ، وهو ما يعرف بالتفكير الاستدلالي .


وكثيراً ما يندمج التفكير والملاحظة والعمل في نشاط واحد متكامل كحل مشكلة عملية أو تشخيص مرض . هنا يكون التفكير مندمجاً بالنشاط الحركي .


أدوات التفكير


للتفكير أدوات ثلاث هي : الصور الذهنية ، الكلام الباطن ، والتصور العقلي .


1. الصور الذهنية : وتشمل الصور الحسية والصور اللفظية ، وهذا هو التصور أو التخيل . مثال الصور الحسية هو عندما ننظر الى كتاب أمامنا وأغمضنا أعيننا نستطيع أيضاً أن نراه، فهو مدرك حسي -سمعي ... إلى ما هنالك من الحواس .


والصور اللفظية تكون بتصور كلمة مكتوبة على ورقة فهذه صورة لفظية بصرية ، أو تصوُّر كتابة كلمة فهذه صورة لفظية حركية ، وسواها من الصور اللفظية السمعية او اللمسية .


2. الكلام الباطن : أي اللغة الصامتة. وتبدو حين يتحدث الانسان إلى نفسه ويسمع صوت نفسه دون إخراج الصوت من الحنجرة والشفتان ، أو يبدو أثناء القراءة الصامتة وأثناء الكتابة .


3. التصور العقلي : هو تصور لمعان وأفكار غير مصوغة في ألفاظ ، كما في التفكير الرياضي والفلسفي ، بل إن ظهور الصور والكلام الباطن في مثل هذه الاحوال قد يعوق التفكير ويعطله عن السير في مجراه المتدفق.


اضطراب التفكير :


1. اضطراب التفكير عن التعبير : حيث يشعر الشخص بغموض وصعوبة في التعبير عن أفكاره ، ويظهر ذلك في هيئة :


أ - قلة وعدم الترابط بين الافكار ، بحيث لا يستطيع الشخص الاستمرار في موضوع معين لمدة طويلة ، مع تشتت افكاره وعدم قدرته على الإنتهاء مما بدأه ، أو ربط الافكار بعضها مع بعض.


ب - صعوبة ايجاد المعنى بسهولة ، لذا فهو يدور حول المعنى ويستعمل الالفاظ الضخمة ويدخل في التفاصيل التافهة ، لكنه لا يستطيع التركيز على المعنى المطلوب وإظهاره بوضوح .


ج - امتزاج الواقع مع الخيال ، واختلاط الاحداث اليومية الحقيقة باضطراب تفكيره مما يجعل شكل تفكيره شبيه بما يحدث في الاحلام ، وتصبح الحقيقة والخيال جزءاً واقعياً في حياته الفكرية .


2. اضطراب مجرى التفكير :


أ - توقف التفكير : وهو من الاعراض المميزة لمرض الفصام حيث يتوقف المريض عن التفكير أثناء حديثه ثم يبدأ بالكلام ثانية ولكن في موضوع آخر وهذا يختلف عن كف وبطء التفكير الذي يحدث في مرض الاكتئاب ،


والذي يصبح اثناءه التفكير بطيئاً ولكن بطريقة مترابطة ومنتظمة .


ب - ضغط الافكار : ويشعر الشخص بسباق دائم بين أفكاره ويشكو من ازدحام رأسه بافكار متعددة، وعندما يُسال عن الإفصاح عنها يعجز عن ذلك لعدم قدرته على التعبير الواضح عن هذه الافكار، ويبدأ في اسقاط ذلك على الغير ، وانهم لا يفهمونه ولا يقدِّرون أفكاره ، وهذا ايضاً من الاعراض المميزة لمرض الفصام .


3. اضطراب التحكم في التفكير :


أ- سحب أو الحرمان من الافكار : ويشكو المريض من أن افكاره تسحب منه بواسطة أجهزة خاصة .


وذلك لحرمانه منها نظراً لخطورتها ، وأن هناك عملاء يريدون استعمال هذه الافكار في إنقاذ أو تحطيم البشرية . كما وأنه يشكو من الفراغ الفكري ، حيث _أنهم العملاء _ سلبوه معظم افكاره .


ب- إدخال الأفكار : وهو عكس الاضطراب السابق ، أي ان المريض يعاني من أفكار دخيلة عليه من قوى خارجية تريد تسخيره للعمل معها ويشكو من أنه لا حيلة له . وعلى الرغم من مقاومته لهذه الافكار الا أنها شلَّت أفكاره السابقة وأصبحت هي المسؤولة عن كل تصرفاته .


ج - إذاعة وقراءة الافكار : ويرتبط هذا الاضطراب بما سبق شرحه من أن المريض يشكو من سرقة افكاره وإذاعتها في وسائل الإعلام ، ويعاني من أن الناس يستطيعون قراءة أفكاره وما يجول بخاطره. وهذا الاعتقاد


الخاطىء يجعله في حالة من الخوف والذعر الدائمين لما تنطوي عليه افكار أي فرد من خير وشر ووساوس شريرة وخيِّرة مما يجعله يشعر بإنكشاف أمره أمام الجميع .


4.اضطراب محتوى التفكير :


هنا يصبح المريض اسيراً لاعتقاداته الخاطئة ووساوسه وأفكاره المرَضَية وتوهمه عللاً بدنية .