وسبب نزولها هو: أن المشركين طلبوا من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعبدوا ربه سنة، وهو يعبد آلهتهم سنة (5)(4) فأنزل الله هذه السورة في البراءة من عبادة الأوثان وتخصيص الله جل وعلا بالعبادة.
وقوله: ﴿لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾ كرر هذه الجمل للتأكيد. وقوله: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ ولِيَ دِينِ﴾ هذا من باب البراءة وتيئيس المشركين من هذا المطمع.
وفي القرآن أيضًا سورة خاصة بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات، هي: سورة الإخلاص ﴿قُلْ هُو اللَّهُ أَحَدٌ. اللَّهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ. ولَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ﴾، فيها نفي وفيها إثبات، نفي النقائص عن الله، وإثبات صفات الكمال له سبحانه وتعالى، كما في آية الكرسي. وهذه السورة خالصة في صفات الله عز وجل، ولهذا جاء أن صحابيًا كان يكثر قراءة هذه السورة، فسئل عن ذلك؟ فقال: إني أحبها؛ لأنها صفة الرحمن، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (أخبروه أن الله تعالى يحبه). (5)