27-1-2010
كواليس مباراة مصر والجزائر والأحداث المتوقعة من جماهير الفريقين قبل المباراةبدأ مشجعو مصر والجزائر يعدون العدة للسفر إلى مدينة بنغيلا لحضور مباراة القمة بين منتخبي بلديهما الخميس 2-01-2010، في الدور النصف النهائي لكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم.
وهي المرة الثانية التي يلتقي فيها المنتخبان خارج قواعدهما في شهرين بعد الأولى في السودان في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في المباراة الفاصلة بينهما من أجل التأهل إلى نهائيات كأس العالم والتي حسمها الجزائريون لصالحهم 1-صفر.
وعلى غرار مواجهة أم درمان والتي حضرها نحو 35 ألف مشجع من المنتخبين، سارعت الجماهير إلى حجز تذاكرها من أجل السفر إلى أنغولا والوقوف إلى جانب منتخب بلادها على أمل بلوغه المباراة النهائية للعرس القاري.
وأكدت صحيفة "الخبر" الجزائرية أنه تقرر تخصيص 4 طائرات لنقل مشجعي "الخضر" إلى أنغولا، مضيفة أن شركة الخطوط الجوية الجزائرية فتحت الاثنين الماضي قائمة لأربع طائرات من نوع "ايرباص 330"، تتسع لـ260 راكبا من أجل التواجد في مدرجات ملعب بنغيلا الذي سيحتضن مباراة الدور النصف النهائي.وأفادت مصدر رسمي من اللجنة الوزارية المشتركة المجتمعة الأحد الماضي بمقر وزارة الشبيبة والرياضة أن فوز المنتخب الجزائري على ساحل العاج أشعل حماس المشجعين الراغبين في مؤازرة رجال المدرب رابح سعدان.
وأضاف المصدر أن عدد المشجعين الذين أعربوا عن رغبتهم في السفر إلى أنغولا بلغ 1200، ومن المحتمل أن ينقص أو يزيد تبعا للطلبات المسجلة.
وكانت وسائل الإعلام الجزائرية أكدت أن الحكومة الجزائرية قررت نقل مئات المشجعين الجزائريين إلى أنغولا مستندة إلى تصريحات وزير الخارجية مراد مدلسي الذي أكد أن الحكومة أعدت برامجا خاصا لنقل المشجعين إلى أنغولا، مضيفا "الأمر ليس مجرد فكرة بل هناك برنامج على مستوى حكومي بالفعل، لتسهيل انتقال مئات المشجعين إلى أنجولا".
وكانت الحكومة الجزائرية قد نقلت آلاف المشجعين إلى السودان لحضور مواجهة مصر في أم درمان.
من جهتهم، يسعى المسؤولون المصريون إلى فسح المجال أمام عدد كبير من المشجعين من أجل مساندة "الفراعنة" أمام الجزائر.
وأوضح أمين الشباب بالحزب الوطني محمد هيبة في تصريحات صحافية أنه يجري الآن حجز رحلات الطيران للمشجعين المصريين، مضيفا أن وزارة الخارجية المصرية فتحت قنوات اتصال مع نظيرتها الأنغولية من أجل تسهيل دخول الجماهير المصرية قبل مباراة الخميس.
وأشار إلى أن عدد الجماهير المصرية سيتراوح بين 1000 إلى 2000 مشجع سيتم إختيارهم من روابط مشجعي الفرق المصرية في الدوري من جميع أنحاء الجمهورية.
وتابع أن الفرصة أمام المشجعين المصريين تمتد ليومين فقط من أجل التسجيل في قوائم المسافرين، مشيرا الى أنه في حال وصول مصر إلى المباراة النهائية فإن هؤلاء المشجعين سيواصلون إقامتهم من أجل مواصلة الدعم المعنوي من خارج المستطيل الأخضر.
وقد أكد المدرب الصربي الشهير بورا ميلوتينوفيتش الثلاثاء 26-01-2010، في لواندا أن مواجهة مصر والجزائر في الدور النصف النهائي لكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في أنغولا، ستكون "قمة مفتوحة على كافة الاحتمالات".
وقال ميلوتينوفيتش "إنها مباراة نهائية قبل الأوان، كان من المفروض أن تكون كذلك، لكن القرعة أوقعتهما في النصف النهائي. المنتخب المصري هو أفضل المنتخبات في البطولة الحالية وأكد ذلك من خلال نتائجه سواء في كأس القارات أو في أنغولا، فيما أبهرت الجزائر الجميع أمام ساحل العاج"، مضيفا "أنه عرس كروي بين جارين يعرفان بعضهما جيدا وبالتالي فإن أوراقهما مكشوفة والغلبة ستكون للمنتخب الأكثر استعدادا بدينا وذهنيا".
وأضاف ميلوينوفيتش خلال حصة تدريبية للمنتخب الغاني الذي يشرف عليه مواطنه ومساعده السابق في الصين والسد القطري ميلوفان راييفاتش "لا يمكن التكهن بنتيجة هذه المباراة أولا بالنظر إلى مستوى كل منهما والصفوف الزاخرة بالنجوم، وثانيا وهو المهم أن مباريات المنتخبين لا تخضع إلى معايير محددة بل تدخل فيها عوامل كثيرة بينها ما يدور خارج الملعب. إنها منافسة تاريخية بين المنتخبين".
ويملك ميلوتينوفيتش البالغ من العمر 65 عاما خبرة كبيرة في الملاعب العالمية ويتميز بكونه المدرب الوحيد الذي
على تدريب 5 منتخبات في كأس العالم هي المكسيك (1986 وقادها إلى ربع النهائي) وكوستاريكا (1990) والولايات المتحدة (1994) ونيجيريا (1998) والصين (2002).
وأوضح ميلوتينوفيتش الذي يعمل حاليا في نادي السد القطري، أنه جاء إلى أنغولا لمساندته صديقه الحميم راييفاتش. ويعرف ميلوتينوفيتش نيجيريا جيدا كونه قادها إلى كأس العالم 1998.
وقال ميلوتينوفيتش "ميزة نيجيريا أنها تملك لاعبي خبرة، لكن غانا منتخب جيد يمتاز بلاعبين شباب أبانوا عن علو كعبهم".
يذكر أن ميلوتينوفيتش
على تدريب العراق في كأس القارات الأخيرة في جنوب أفريقيا.
ويبدو الهدوء السمة البارزة على مدينة بنغيلا قبل 48 ساعة من استضافتها المباراة "العاصفة" بين المنتخبين المصري حامل لقب النسختين الأخيرتين ونظيره الجزائري الخميس 28-01-2010، في الدور النصف النهائي لنهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة حاليا في أنغولا.
وحدها اليافطات والملصقات الخاصة بالإتحاد الأفريقي لكرة القدم واللجنة المنظمة للعرس القاري توحي بأن هذه المدينة الواقعة على بعد 420 كلم جنوب العاصمة لواندا تستضيف مباريات نهائيات النسخة الـ27 للكأس القارية أقله في هذا اليوم كون أغلب منتخبات المجموعة الثالثة تركت المدينة لخروجها خالية الوفاض من البطولة وهي موزمبيق وبنين والكاميرون التي خسرت أمام مصر 1-3 في ربع النهائي بالإضافة إلى نيجيريا التي اضطرته إلى السفر إلى لوبانغو لخوض ربع النهائي أمام زامبيا حيث نجحت في الفوز بركلات الترجيح.واقتصر التواجد في بنغيلا على منتخبي الفراعنة الذين يقيمون في المدينة منذ بداية البطولة، و"محاربو الصحراء" وهو لقب المنتخب الجزائري والذين وصلوا عشية الاثنين في انتظار المواجهة الساخنة بين المنتخبين الخميس المقبل والتي ستعيد إلى الاذهان المباراتين التاريختين بينهما في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي سواء في القاهرة عندما فازت مصر 2-صفر أو في السودان عندما فازت الجزائر 1-صفر في المباراة الفاصلة وحجزت بطاقتها إلى المونديال للمرة الأولى منذ عام 1986 والثالثة بعد عام 1982.
وأسالت المواجهتان الكثير من مداد وسائل الإعلام في البلدين خصوصا بسبب الاحداث الرياضية التي شهدتها المباراتان سواء في القاهرة عندما تعرضت حافلة الجزائر الى الرشق بالحجارة ما أدى إلى إصابة 3 لاعبين، أو في السودان عندما هاجم "الجمهور الجزائري" نظيره المصري عقب التأهل إلى العرس العالمي.
وقتها حرص البلدان على تسهيل مهمة جماهيرهم للحضور بكثافة إلى ملعب أم درمان، بيد أن الأمور مختلفة تماما هنا في أنغولا عموما وبنغيلا على وجه الخصوص لأن جماهير المنتخبين لن تأتي بكثافة بسبب غلاء المعيشة وتكلفة تذاكر السفر وكذلك الإقامة إلى جانب غياب البنى التحتية الكافية لاستقبال الحشود الغفيرة لجماهير البلدين.
وبعد أن أصبح "أعداء الأمس" "رفاق اليوم"، قامت مجموعة من الصحافيين المصريين بمساعدة بعض نظرائهم الجزائرين في إيجاد أماكن للاقامة في بنغيلا حتى غداة يوم المباراة. وقال أحدهم "نحن أشقاء ورفاق الدرب، مهمتنا واحدة وهي نقل كل كبيرة وصغيرة عن منتخباتنا ولكن في إطار الاحترافية والمصداقية. نحن متأكدون بأننا كنا سنلقى المساندة ذاتها من الصحافيين الجزائريين. طوينا صفحة الماضي ويجب أن نحرص على صفاء العلاقة في المستقبل".
ويبدو أن جماهير البلدين أيضا تعلمت الدرس من "حادثتي القاهرة وأم درمان" وحرص كل طرف على عدم الخوض فيما سبق والتركيز على المواجهة التي ستمكن منتخبا عربيا من التأهل للمباراة النهائية وبالتالي ارتفاع الحظوظ في بقاء الكأس في خزائن أحدهما بعدما توجت به تونس عام 2004 ومصر عامي 2006 و2008.
وقال كريم الهداجي أحد الفائزين الستة بتذاكر السفر إلى أنغولا وحضور العرس القاري في مسابقة إحدى الشركات الراعية للمنتخب الجزائري في تصريح لوكالة فرانس برس: "لا أعتقد أن تكون هناك مواجهات بين جماهير البلدين هنا في بنغيلا، ما حدث في القاهرة وأم درمان كان استثنائيا بسبب الحملات الهوجاء التي شنتها بعض وسائل الإعلام في البلدين، لقد هدأت الأمور الآن وفكر الجميع في عواقب ما حصل وأنا متأكد من أن المشهد لن يتكرر هنا في بنغيلا".
وأوضح المواطن الجزائري سفيان دزاز "سنشجع منتخب بلادنا حتى نهاية المباراة ولن نتوانى في ذلك لكن في ظل الطرق المشروعة وفي إطار الروح الرياضية، فنحن بلدان شقيقان وتجمعنا راوبط الأخوة والدين والحضارة".
من جهته، قال المواطن المصري محمد إبراهيم "نحن شعب مسالم وسنبقى كذلك. سنشجع مصر الخميس وسنصفق للمنتخب المتأهل".
ويبدو أن الهدوء سيبقى سائدا في بنغيلا حتى يوم المباراة، لأن وصول مشجعي المنتخبين لم يكن سوى يوم المباراة بعدما أكدت مصادر مقربة من الإتحاد الجزائري أن طائرتين ستقلان المشجعين إلى أنغولا يوم المباراة وسيعودون مباشرة إلى الجزائر عقب انتهائها، والأمر ذاته بالنسبة للمصريين الذين حددوا مجموعة من المشجعين التابعين للجمعيات المشجعة للاندية في مصر حتى يضمنوا تواجد "جمهور حضاري يعي بالمسؤولية ويقوم بدوره كمساند لا كمخرب"، بحسب مسؤول في الاتحاد المصري لكرة القدم.
وصبت تصريحات ئيس الإتحاد المصري للعبة سمير زاهر في هذا الاتجاه، وقال "المواجهة لن تعدو كونها مباراة في كرة قدم بين منتخبين شقيقين، وليكن الفوز للأفضل".
من جهته، قال رئيس الإتحاد الجزائري محمد راوراوة "لن نكثرت بما يكتب أو يقال، سنركز على المواجهة في إطارها الرياضي فقط لأنها مصيرية بالنسبة للطرفين والفائز فيها سيخطو خطوة كبيرة نحو اللقب".
وتابع "يجب أن نفتخر بوصول منتخبين عربيين إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 2004 (تونس والمغرب)، وبأن التواجد العربي سيكون حاضرا في المباراة النهائية للمرة الرابعة على التوالي ولم لا اللقب".
وحرصا منها على تفادي أي أحداث شغب قبل وعقب المباراة، أكدت السلطات الأمنية الأنغولية أنها ستتخذ جميع التدابير اللازمة لتفادي أي حادث وضمان أمن وسلامة مشجعي منتخبي البلدين وكل من سيحضر المباراة.
وقد حرم تأهل مصر والجزائر إلى الدور النصف النهائي لكأس أمم أفريقيا كلاً من الجزائري محمد بنوزة والمصري عصام عبد الفتاح من الاستمرار في إدارة مباريات النصف النهائي ونهائي العرس الأفريقي الذي تحتضنه أنغولا حتى 31 كانون الثاني (يناير) الجاري.
وتنص لوائح البطولة أن يخرج من الائحة الحكام ومساعدو الخط الذين تأهلت منتخبات بالدهم إلى الدور قبل النهائي.وكشف مصادر "العربية.نت" أن الحكمين المرشحين لإدارة مباراتي النصف النهائي هما كودجا وكوليبالي أما الجنوب أفريقي بينيت فهو مرشح لإدارة النهائي.
يشار إلى أن الحكم الجزائري محمد بنوزة نال العلامة الكاملة بإدارته مباراة أنغولا وغانا بكفاءة دون أخطاء، حيث تلقى خطاب شكر من قبل اللجنة المركزية للتحكيم التابعة للإتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف)، برغم أن الخاسر كان البلد المضيف.
وكان الحال كذلك مع المصري عصام عبد الفتاح الذي نجح في إدارة لقاء زامبيا ونيجيريا حيث لم تصدر أي احتجاجات من الطرفين.
بذلك يكون التحكيم العربي قد شرف السمعة التي يحظى بها على الصعيدين القاري والدولي.