نشكر لكم جهودكم ونتمنى لكم كل خير وصلاح .
وهناك سؤال نتمنى الاجابة عليه وهو:
من صفات اختيار الانبياء والائمة (عليهم السلام) السلامة من العاهات والامراض المعدية.
س: فلماذا شاء الله تعالى ان يبلى النبي ايوب بالامراض المعدية؟
س: عندما استلم الامام علي السجاد (عليه السلام) الامامة هل كان عليلاً او سليماً ؟
جواب:
الاخت : زينب المحترمة .
ورحمة الله وبركاته .
أولا : كل ما جاء في القرآن الكريم فهو تعاليم لنا لا تعاليم لامّة موسى أو عيسى أو أيوب او سليمان أو داود .
والله سبحانه وتعالى صنع بأيوب (عليه السلام) ما صنع لكي يدل على شيء واحد وهو : ان الله سبحانه وتعالى يرضى بان يقتل نبيّه الذي بعثه لهداية الناس ( قل فَلِمَ تقتلون أنبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين ) البقرة : 91 ، ( فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بايات الله وقتلهم الانبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلاّ قليلا ) النساء : 155 ، (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون) البقرة : 87 .
هذا التأكيد في الآيات الكريمة يعطي بان الله سبحانه وتعالى لا يعصم نبيه عصمة مادية أو بتعبير الحاضر عصمة فيزيائية ، نعم الله سبحانه وتعالى يعصم نبيه عصمة معنوية يعني لا يرضى بهوان رسوله ولا بهوان نبيّه فقصة ايوب (وايوب اذ نادى ربّه اني مسّني الضر وأنت ارحم الراحمين ) الانبياء : 83 .
فالله سبحانه وتعالى ابتلى ايوب حيث يمتحن صبره فانما تحوّل الى نوع من الاستهانة نادى ايوب ربّه فأجابه سبحانه وتعالى : ( واذكر عبدنا ايوب إذ نادى ربّه أنّي مسّني الشيطان بنصب وعذاب اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ) ص : 41 ـ 42 ، ( فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه ) الانبياء : 90 . وهذا دليل على ان الله سبحانه وتعالى يرضى بقتل اوليائه ولكن لا يرضى بهوانهم فمن اراد أو عمل شيئا يهينهم فالله سبحانه وتعالى سوف ينتقم منهم في دار الدنيا ويفضحهم على رؤوس الاشهاد .
ثم ان رسل الله سبحانه وتعالى لهم مسؤوليتان المسؤولية الاولى ابلاغ ما شرّعه الله لعباده من احكام ، والمسؤولية الثانية قيادة من آمن بهم أي قيادة الامة ولابد لها نوع من الخصائص والامتيازات التي بها تنقاد الامة وإلاّ الامة لا تنقاد الى عالم بعلمه وانما تنقاد لعالم يتمكن من جعل علمه مركز قوة وسيطرة عقلية لا مادية على من يؤمنون بعلمه فالانبياء والائمة (عليهم السلام) حيث أن مسؤوليتهم الثانية انهم قادة اممهم فلابد وان تتوفر فيهم المزايا والخصائص التي ان توفرت في قائد تنقاد اليه الامة وبهذا لايشترط ان يكون اجمل الخلق لكن يشترط في حقه ان لا يكون من حيث النظرة تشمئز النظرة ومن حيث السلوك تشمئز السلوك ، فالعاهات ان كانت عاهات لا تمس كرامة النبي والولي فيصابون بها ، فالنبي والولي يصابون بالحمى لان الحمى والرمد وامثال ذلك لا تشمئز منه النفوس، واما البتور مثلا او الجروح فهذه حيث النفوس تشمئز منها فالله سبحانه وتعالى يجنب رسوله او وليه منها ، الاساس تملّك قلوب من ينقادون اليه والناس اعتادوا ان تكون نظرتهم الحسية مدخلا للطاعة .
فمن هذه الناحية العاهات تختلف : عاهات لا تشمئز منها النفوس ان اصيب بها واحد منهم وانما يعالجونه وانما يأتون لزيارته وانما ، وعاهات تشمئز منها النفوس فالله سبحانه وتعالى لا يجنب رسوله من كل مرض ، من كل عاهة ، من كل حمى ، من كل رمد وامثال ذلك ، واما الطاعون والبتور والامراض المعدية او الامراض التي توجب سوء المنظر فالله سبحانه وتعالى يجنب وليه ونبيه لانه جعل له مسؤولية قيادة الامة .
ودمتم سالمين
مركز الأبحاث العقائدية