خاتون الدنيا
أوأميرة الدنيا
(دوقوز خاتون)
^
^
^
^
^
كانت الأميرة ( دوقس خاتون) زوجة هولاكو نصرانية ، وقد أدى نفوذ الأميرة على زوجها دوراً خطيراً تفخر به الكنيسة في تجنب أوربا النصرانية أهوال الغزو التتري ، وتوجيه غزوهم إلى العرب والمسلمين في الشرق العربي ، حيث ذبحت قوات التتار العرب والمسلمين في بغداد ، في الوقت الذي أبقت فيه على النصارى في تلك المدينة ، فلم تمسهم في أرواحهم وأموالهم بأذى ، كما لعبت الأميرة دوراً في إقناع زوجها باحتلال سورية الإسلامية).
وقال أيضاً: ( لقد كانت الحملة التترية على الإسلام والعرب حملة صليبية بالمعنى الكامل لها. وقد فرح لها الغرب وارتقب الخلاص على يدي هولاكو، وقائده النصراني ( كتبغا ) الذي تعلق أمل الغرب في جيشهما ليحقق له القضاء على المسلمين ، وهو الهدف الذي أخفقت في تحقيقه الجيوش الصليبية ، ولم يعد للغرب أمل في بلوغه إلا على أيدي التتار خصوم المسلمين).
هذا وقد بلغ من منزلة النصارى عند هولاكو أن أسكن زعماء النصارى بغداد في قصور العباسيين ، فحولوا بعضها إلى كنائس ، واتخذوا ساحات بعضها الآخر مقابر لموتاهم ، وهو ما صرح به المؤرخ النصراني ابن متى.
في سنة ( سبع وخمسين وستمائة) توجهت الجيوش المغولية إلى الشام ، بفعل الضغوط التي مارستها الحاشية النصرانية المحيطة بهولاكو ، وفي مقدمتهم زوجته النصرانية (دوقس خاتون) التي كانت في الأصل زوجة لأبيه ، فتزوجها بعد وفاة والدة – نسأل الله السلامة والعافية.
وعن دور هذا الزواج في تسلط النصارى والمغول على بلاد المسلمين ، يقول المؤرخ النصراني ابن العبري الذي كان معاصراً لتلك الأحداث : (أما دوقس خاتون ، الملكة المؤمنة ، المسيحية الحقيقية ، فقد زفت إليه كعادة الملوك ، وسافرت معه ، وارتفع بها شأن المسيحيين في كل الأرض).
وقال أيضاً : ( وعبرت العساكر بأسرها إلى سورية ، وعبر كذلك هولاكو مع دوقس خاتون ، الملكة المؤمنة المحبة للمسيح).
وفي الشام فعل المغول والصليبيون في مدينة حلب ما فعلوه في بغداد ، وقد نتج عن ذلك استسلام دمشق في سنة ( ثمان وخمسين وستمائة) فدخلها المغول ومعهم قوات التحالف الصليبية ، وفي ذلك يقول المؤرخ الألماني هانس ماير : ( وهكذا ارتبطت انطاكية في الحلف الأرمني المغولي ، وفي البداية استفاد الجانبان من هذا التحالف ، فقد ساعد الأرمن المغول خلال حصارهم حلب ، وتقدم صليبيو انطاكية ، نحو دمشق لهذا الغرض ، وحول الجامع الكبير الشهير [ الجامع الأموي ] بعد احتلال المدينة إلى كنيسة مسيحية).
وقال عن هولاكو وزوجته : ( إن مؤرخاً أرمنياً من أواخر القرن الثالث عشر يحتفي بهولاكو وزوجته بالحفاوة التي تمنح للإمبراطور ، ويدعوهما قسطنطين الجديد ، وهيلانه الجديدة. ويعتبره أداة إلهية للانتقام من أعداء المسيح).
وفي دمشق تطاول النصارى على المسلمين وأهانوهم ، وفي ذلك يقول المؤرخ الشيخ قطب الدين اليونيني : ( وكان النصارى بدمشق قد شمخوا ، وتجرأوا على المسلمين ، واستطالوا بتردد كبار التتار إلى كنائسهم ، وذهب بعضهم إلى هولاكو وجاؤا من عنده ، بفرمان ، يتضمن الوصية بهم ، والاعتناء بأمرهم ، ودخلوا به البلد من باب توما ، وصلبانهم مرتفعة ، وهم ينادون حولها بارتفاع دينهم ، واتضاع دين الإسلام ، ويرشون الخمر على الناس ، وفي أبواب المساجد ، فحصل عند المسلمين من ذلك هم عظيم). وبعد معركة عين جالوت وانتصار المسلمين بقيادة الامير المظفر قطز حاول هولاكو أن يثأر لهزيمة جيشه في عين جالوت، ويعيد للمغول هيبتهم في النفوس؛ فأرسل جيشا إلى حلب فأغار عليها ونهبها، ولكنه تعرّض للهزيمة بالقرب من حمص في المحرم (659هـ = ديسمبر 1260م) فارتد إلى ما وراء نهر الفرات.
ولم تساعد الأحوال السياسية المغولية في أن يعيد هولاكو غزواته على الشام ويستكمل ما بدأه، فبعد موت "منكوقا آن" تنازع أمراء البيت الحاكم السلطة وانقسمت الإمبراطورية المغولية إلى ثلاث خانات مستقلة، استقل هولاكو بواحدة منها هي خانية فارس، ثم دخل هولاكو في صراع مع "بركة خان" القبيلة الذهبية، مغول القبجاق (جنوب روسيا) واشتعلت الحرب بينهما.
.وفي (19 من ربيع الأول 663هـ 9 من يناير 1265م) توفي هولاكو بالقرب من مراغة وهو في الثامنة والأربعين من عمره، تاركا لأبنائه وأحفاده مملكة فسيحة عرفت بإيلخانية فارس، ولم تلبث زوجته "دوقوز خاتون" أن لحقت به، وحزن لوفاتهما المسيحيون بالشرق، وعدّوهما من القديسين.وهكذا فأن هذه المراءة والتي كانت تعتبر اميرة الدنيا كما يطلق الناس عليها في تلك الفترة او خاتون الدنيا كان لها الاثر الكبير في توجيه هولاكو للقضاء على الاسلام والمسلمين. والويل لأمة تحكمها النساء أو تسير شؤؤن الحكم فيها وصدق الله في كتابه العزيز الحكيم حين قال (ان كيدكن عظيم) .والصلاة والسلام على
الخلق نبي الرحمة محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين وعلى صحبه الاخيار