موضوع: خلاصة الخلاصة فى قصة كفاح شعب مصر الترم الاول الخميس 14 أغسطس 2014 - 22:00
كفاح شعب مصر (الهكسوس) جماعة من الرعاة كانوا يعيشون فى آسيا، ثم أغاروا على مصر أيام أجدادنا الفراعنة، حتى وصلوا إلى (أواريس) -فى محافظة الشرقية الآن- وجعلوها عاصمة لهم، وكثرت جرائمهم ومظالمهم لمصر والمصريين، وأرسلوا تهديدًا لأقوى أمراء مصر "أحمس" حتى لا يزيد من جيشه، فثار (أحمس) وأقسم أن يدك حصون الأعداء، واجتمع برجاله وأمرائه ليوحدوا صفوفهم ضد العدو الدخيل، واتفقوا جميعًا على أن يقدم كل منهم كل ما يملك فى سبيل ذلك. زحف جيش مصر الموحد المتحمس حتى التقى بهؤلاء الرعاة من الهكسوس ففروا أمامه مذعورين، ولجأ ملكهم إلى تدبير خيانة حاول فيها أن يستخدم سلاح الإغراء بالمال والجاه للضابط المصرى "سواتن"، ولكنه رفض بكل إصرار أن يخون وطنه قائلا: "إن حب المصرى لبلاده لا يعدله مال، ولا جاه، ولا سلطان". وأمام هذه الوطنية الصادقة لم يجد ملك الهكسوس أمامه إلا الهرب واللحاق بجيشه الذى واصل الفرار، وعاد الجيش المصرى ظافرًا منتصرًا
------------
الفصل الثاني أعد "قمبيز" ملك الفرس -فى القرن السابع قبل الميلاد- جيشًا كبيرًا وهجم به على مصر ليحقق حلمه فى احتلالها، ولكن المصريين لم يستسلموا عندما انتصر عليهم فى الجولة الأولى، وصمموا على أن يكبدوا الفرس أكبر الخسائر. لجأ "قمبيز" إلى الخديعة، فطلب من المصريين التسليم بدون حرب، فصمموا على المقاومة، فلجأ إلى التهديد، فزادهم ذلك حماسًا، وكادوا ي***ون رسله إليهم، ولكن واحدًا منهم نصحهم بألا يفعلوا ذلك، وأن يردوا على (قمبيز) بتهديد أكبر وأشد. استشار (قمبيز) رجاله فأشار عليه أحدهم بحيلة خبيثة يخدع بها المصريين، وهى أن يجمعهم إلى وليمة طعام دون أن يحملوا سلاحًا، وأن الداعى لها فرعون حتى يبعد فكرة الحرب عنهم، وهددهم بأنه سينزل عليهم لعنة الآلهة إن لم يحضروا، ولكنهم لم ينخدعوا بحيلته الساذجة، وحشدوا الجيوش لمقاومته، مما جعله يتجه بجيوشه إلى (منف) ويفتحها. لم يضعف الشعب المصرى، واستمر يناضل حتى استطاع أن يحرر مصر من الفرس المستعمرين.
--------------
الفصل الثالث مصر خالدة على مرِّ الزمن، فعندما حاول الغزاة احتلال أرضها كانت دائما تقضى عليهم، فقد صدت الحملات الصليبية التى هجمت عليها من أوروبة، وقضت عليهم فى معركة (حطين)، وكان (صلاح الدين) إنسانيا فى معاملتهم، فكان يحسن إلى الأسرى، ويدفع الغرامة الحربية عن فقرائهم، ويعفى نساءهم وأطفالهم منها. وعندما أراد (لويس التاسع) ملك فرنسا أن يثأر لهزيمة الصليبيين فى (حطين)، وجهز حملة صليبية جديدة، وأرسل مهددًا (الملك الصالح أيوب) - كان الرد العربى عليه أشد تهديدًا، وعلى الرغم من أن (لويس) استولى على "دمياط" إلا أن المصريين وحدوا جموعهم للزحف على المنصورة والقضاء على الصليبيين. وتوفى (الملك الصالح) فى أثناء ذلك فأخفت زوجته (شجرة الدر) نبأ وفاته، حتى لا يكون له أثره فى إضعاف نفسية الجند، ونهضت بتصريف شئون الملك والحرب باسم زوجها، وأعلنت أنه مريض، وبدأت المعركة الكبرى التى خرج فيها أبناء المنصورة رجالا وصغارًا يحاربون ملك فرنسا فى الشوارع، ومن فوق المنازل، حتى هزم الجيش الفرنسى شر هزيمة، وأسر (لويس التاسع) وحبس فى (دار ابن لقمان بالمنصورة)، ولم يخل سبيله إلا بعد أن دفع فدية كبيرة لمصر تعويضًا عما قام به جنوده من تخريب فى البلاد. ثم بدأت حملات (المغول) على الشرق فى القرن الثالث عشر الميلادى، فاستولوا على (إيران)، ثم دخلوا (بغداد) كعبة العلماء ودرة الإسلام، فخربوها ونهبوها أربعين يومًا وقضوا بذلك على الدولة العباسية، واستولوا على الشام بقيادة "هولاكو"، وامتد سلطانهم إلى حدود مصر، وظنوا أنها سهلة المنال، ولكنها أخذت تستعد لمقاومتهم بكل صلابة، فأمر السلطان (قطز) ب*** رسل هولاكو الذين أرسلهم مهددين متوعدين وعلق رءوسهم على باب "زويلة" ثم أحكم قطز خطته الحربية، وخرج على رأس الجيش مسرعًا به إلى الشام وفوجئ المغول بجيش مصر فى فلسطين من غير سابق إنذار، مما اضطر قائدهم إلى التخلى عن "غزة" فدخلها الجيش المصرى منتصرًا. ثم تقدم إلى الشمال حيث التقى بالمغول فى المعركة الفاصلة (عين جالوت) ووضع (قطز) خطته المحكمة والتى تقوم على إشاعة الارتباك بين صفوف المغول مما يفسح المجال لفرسان الجيش المصرى الذين اتخذوا مواقعهم من الخلف للاندفاع نحو صفوف المغول، وهزم الجيش المغولى هزيمة ساحقة، وبذلك تطهرت أرض الشام منهم فى هذا اليوم المجيد فى تاريخ الإنسانية.
-------------
الفصل الرابع أصيبت مصر بكارثة جديدة عندما جاء "نابليون" بجيشه الفرنسى غازيًا، وقبل وصوله إلى الإسكندرية أرسل إلى محافظها (السيد محمد كُرَيِّم) يطلب منه مساعدته فى احتلال بلاده، مقابل البقاء فى منصبه محافظًا، ولكن الزعيم المصرى العظيم رفض بكل إصرار أن يخون بلاده، وأخذ يثير الوطنية فى صدور المصريين، والذين هبوا جميعا يقاومون المحتل الدخيل. استطاع نابليون أن يقبض على هذا الزعيم البطل ويقدمه للمحاكمة العسكرية التى حكمت عليه بالإعدام ومصادرة أمواله، وكان يمكنه أن يفتدى نفسه من الموت (بثلاثين ألف ريال)، وتقبل الزعيم هذا الحكم الظالم بإيمان كبير، وشجاعة نادرة قائلاً للقضاة الفرنسيين : "أما حياتى فلست متمسكا بها، ولا حريصًا عليها فهى منهية فى وقتها المحدَّد لها من الله". هب الشعب المصرى يدافع عن وطنه فى ثورة عنيفة، واتجهت الأنظار إلى زعيم آخر، غير أن "نابليون" تمكن من الانتصار المؤقت بقوة مدافعه، وكثرة عتاده وأسلحته. ولكن بقيت ثورة الشعب كامنة فى النفوس تنتظر ساعة الخلاص، وتأكد نابليون أنه لن تهدأ ثورة هذا الشعب، وأنه لن يستتب له الأمر فى مصر، فغادر البلاد خفية خاصة بعد أن علم بتدهور مركز فرنسا الحربى فى أوروبة! جاء "كليبر" خلفًا لنابليون، وعاد المصريون إلى الكفاح بثورة شعبية لا مثيل لها، اشتركت فيها كل طوائف الشعب فى وطنية صادقة وصمود نادر مدة سبعة وثلاثين يومًا، حاصر فيها الغزاة منافذ القاهرة بالمدافع الثقيلة ليمنعوا وصول الغذاء إلى جماهير الشعب الثائر حتى خيم شبح الجوع على أهل القاهرة، ومع ذلك ظل الشعب ثائرًا لا يخاف الجوع، ولا ترهبه المدافع. هب شعب مصر الثائر يقاوم المحتلين فى كل مكان، لأنه أحس أن الوطن وطنه، ومسئولية الدفاع عنه هى مسئوليته وحده، وكانت منطقة البحر الصغير فى المنصورة فى مقدمة المناطق الثائرة بزعامة البطل (حسن طوبار). ولم تكد تبدأ حملة "بونابرت" على هذه المنطقة حتى اتصل (حسن طوبار) بمشايخ القرى وأهل البلاد المجاورة يثير حماسهم للمقاومة والصمود، وحاول الفرنسيون اجتذابه إليهم فلم يفلحوا، فعملوا على إرهابه والاشتباك مع جنوده فى معركة حامية فى قرية "الجمالية" انسحب بعدها الفرنسيون بعد أن تمكنوا من إشعال النار فى القرية وحرقها!!! كان لصمود الشعب فى هذه المعركة وانتصاره أثره فى رفع الروح المعنوية لشعب مصر الثائر، وحاول الجنرال "فيال" أن يجتذب (حسن طوبار) مرة ثانية، ولكنه رفض بإصرار، فحاول مع رجاله القبض عليه واستعانوا ببعض الأهالى، ولكنهم نسوا أن الشعب متضامن معه، ولن يجدوا أحدًا يساعدهم على ذلك أو يدلهم على مكانه، وامتد لهيب الثورة إلى دمياط، واتجه "طوبار" إليها ليعاونها على التحرير من قبضة المستعمر، فحشد مراكبه الشراعية، واشترك أهالى القرى المجاورة فى معركة مع الفرنسيين بدأت ب*** الحراس المرابطين فى المواقع الأمامية من الفرنسيين، واشتدت المعركة ف***وا الحامية الفرنسية فى "عزبة البرج" و***وا بحارتها وجنودها مما جعل الجنرال "فيال" يقتحم بوحشية هو وجنوده هذه القرى، فأخذوا ي***ون النساء والأطفال، وينهبون القرى ويشعلون فيها النار، وبرغم تلك الفظائع، كانت حركة المقاومة تشتد، و "حسن طوبار" يواصل دوره الرائع فى تنظيمها ودفعها إلى الأمام. وقرر "نابليون" مع رجاله التخلص منه وتدمير قرية "المنزلة" بإرسال حملة لها من البر وأخرى من البحر للاستيلاء عليها، ولكن المقاومة الشعبية وضعت حيلة بارعة أذهلت المحتلين، فقد وجدت الحملة الأولى قرية "المنزلة" خالية من جميع سكانها إلا الشيوخ والعجائز، فاحتلها الفرنسيون فى عجب ودهشة، وأما الحملة الثانية ففوجئت عند المطرية بسفن "حسن طوبار" يحتشد فيها الثوار، وأخذت تطاردها حتى تسترد "دمياط"، ولكن نجدة سريعة لسفن فرنسية استطاعت أن ترد الثوار، ولم تمكنهم من مواصلة هجومهم. وهكذا وقف شعبنا المجيد بكل إصرار أمام جيش فرنسا الهائل، وقفة كلها ثقة وإيمان، وصبر على الشدائد، حتى كتب الله له النصر والخلود. تغلغل الفرنسيون فى احتلال مصر حتى وصلوا إلى الصعيد فى قرية (نجع البارود جنوبى قنا)، وثار الأهالى ثورتهم القوية، واندفعوا نحو سفن الفرنسيين واستولوا على ما بها من ذخيرة، واستخدموها فى مهاجمة سفينة القائد الفرنسى حتى كادوا يستولون عليها، لكنه أشعل فيها النار قبل أن يستولى عليها الثوار، فتعقبوه وهو يصارع الموج، وحملوه إلى الشاطئ، إنقاذًا له، ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة من شدة الإعياء والتعب. تتابعت هجمات الفرنسيين على الصعيد من أسوان إلى قوص، فدبت حركة المقاومة الشعبية، وعند بلدة "أبنود" دارت معركة حامية بين قوات الشعب والفرنسيين برزت فيها بطولة ثائر مصرى هو (أحمد الأبنودى) الذى عاهد أهل قريته على الصمود والكفاح، وقد تحصنوا فى مكان حصين يطلقون منه الرصاص على الأعداء، الذين أشعلوا النار فى مساكن القرية، وأخذوا ينصبون مدافعهم لتحدث ثغرات فى الحصن الذى احتمى فيه الثوار، وصعد (أحمد الأبنودى) إلى مئذنة المسجد الذى كان يحتمى به، وهو يرسل طلقاته المدوية على الأعداء ويردد: ( الله أكبر الله أكبر). وعندما جاء الليل تسلل من المسجد بعد أن لبس ثيابًا أخرى وعلق ملابسه (كخيال المآتة) على المئذنة، وعندما ظهر الصباح خيل للفرنسيين أنه واقف لا يتحرك فوجد أحدهم فى نفسه الشجاعة للصعود إليه والقبض عليه، وخاب ظنه فقد كانت ثيابه فقط!!! كانت هذه صورة من صور مقاومة شعب أعزل لجيش عصرى منظم!
----------------
الفصل الخامس شعبنا المجيد يثور ضد المستعمرين الأجانب الذين يغتصبون خيرات بلاده، ويثور كذلك ضد كل حاكم مستبد يحاول أن يستعبد ويذل كرامته، فكان يقدم له النصيحة أولا، فإذا لم يستمع ثار عليه، وخلعه. وقصة "خورشيد" الحاكم المستبد لمصر سنة 1805 تؤكد ذلك، فقد كان ظالمًا، كل همه نهب الشعب، وجمع المال لينفقه على ملاذه وشهواته، وكان يستعين بجنود أجانب لا هم لهم غير النهب والسلب!! ومن أجل ذلك خرج الشعب بطوائفه يهتف بسقوط "خورشيد" وجنوده. ولجأت هذه الجموع الثائرة إلى المشايخ والعلماء وقدموا مطالبهم إلى ذلك الحاكم وهى: 1- خروج الجنود الأجانب من البلاد. 2- عودة المواصلات بين الوجهين القبلى والبحرى. 3- عدم فرض ضرائب جديدة من غير موافقة العلماء. إلا أن الحاكم الطاغية سخر من هذه المطالب، وأنكر حق الشعب فيها، مما جعل العلماء والزعماء يقررون خلعه من الحكم، فاندفعت الجماهير الثائرة تحاصر "خورشيد" فى قلعته الحصينة، وتهدد: إما أن يخضع لإرادة الشعب، أو يرحل عن البلاد. اضطر "خورشيد" أن يرسل لزعيم الشعب (السيد عمر مكرم) قائلا: كيف لا تطيعون أولى الأمر وأنتم رجال دين؟!! وكان الرد شديدًا وصريحًا من (عمر مكرم): "نحن لا نطيع إلا الوالى العادل، وخورشيد أبعد ما يكون عن العدل والرحمة، وهو لا يعرف غير النهب والسلب وال*****!". وطال حصار الشعب لخورشيد، وأمام إصرار الشعب لم يجد سلطان تركيا وخليفة المسلمين فى ذلك الوقت- مفرًّا، من خلع هذا الحاكم المستبد تهدئة لثورة الشعب، واستجابة لمطالبه. وبذلك استطاع شعب مصر أن يثبت وجوده، وأن يعزل الحاكم المستبد.
--------
الفصل السادس استطاع شعب رشيد أن يلحق بالإنجليز هزيمة منكرة ويقضى على حملة (فريزر) سنة 1807 وذلك بالتعاون بين أفراد هذا الشعب العظيم وحاميته فى المدينة، التى لم تكن تزيد على سبعمائة جندى. فبعد أن وصلت هذه الحملة إلى الإسكندرية، وقام محافظها التركى الأصل بتسليمها للدخلاء، اجتمعت طوائف الشعب فى (رشيد)، وأصرت على المقاومة، ونظمت نفسها فى خطة محكمة، وحيلة بارعة للقضاء على هذه الحملة، فقد اختبأ الجنود وأفراد المقاومة فى المنازل والمتاجر، وفتح الباب الغربى المتصل بدهليز الملك، وانسحب جنود الحامية خلف الأسوار إلى داخل المدينة. وعندما دخل الإنجليز لم يعترض طريقهم أحد، وجلسوا للاستراحة، بعد أن اطمأنوا لعدم وجود المقاومة، وخلعوا أسلحتهم، وأخذوا يتضاحكون، وفجأة انهال عليهم الرصاص من شرفات المنازل، ونوافذها يحصدهم حصدًا ثم خرج الجنود والأهالى المختبئون، وقاتلوا الإنجليز بالسلاح الأبيض حتى انتشرت جثثهم فى الطرقات، ولاذت البقية منهم بالفرار!!
استاذ عادل حسنى عضو ذهبى
عدد المساهمات : 287 نقاط : 303 تاريخ التسجيل : 28/09/2013 العمر : 50
موضوع: رد: خلاصة الخلاصة فى قصة كفاح شعب مصر الترم الاول الأحد 31 أغسطس 2014 - 6:25
التميز والابداع سمة من سماتكم لكم منا كل التحية والتقدير والاحترام
كريم سالم عضو متميز
عدد المساهمات : 80 نقاط : 102 تاريخ التسجيل : 03/03/2013 العمر : 34
موضوع: رد: خلاصة الخلاصة فى قصة كفاح شعب مصر الترم الاول الأربعاء 10 سبتمبر 2014 - 22:58