باسم الشهداء ( دراسة )
فاروق شوشة
جو النص :
يصبر الإنسان طويلا و لكن صبره ينفد حين يضيق به الحال, و يصبح كل شيء إلي الحسن محال . و ها هم المصريون يضيقون ذرعا بحياة الظلم و الضنك التي كانوا يعيشونها في العقود الثلاثة الماضية , لقد هبوا هبة رجل واحد ثائرين علي الظلم و الضنك و الاستبداد في الخامس و العشرين من يناير 2011م و خرج الشباب معبرين عن رفضهم لكل ذلك و إذا بعجلات الاستبداد تدهسهم و أيادي الغدر تقتلهم , فسالت دماؤهم الزكية علي الأرض الظمأى ألي الحرية فكانت الحرية , الشاعر في هذه القصيدة يفخر بهؤلاء الشباب
( أ ): صار لوطننا سماء
باسم الأحرار الشرفاء
أنبل من أنبتهم هذا الوطن الغالي من الأبناء
باسم جموع صدت غول الموت
و داست طاغوت الظلماء
باسم شباب رفعوا الراية فامتدت
طالت كل الأعناق
و ضجت كل الأصوات
هاتفة هادفة قد صار لهذا الوطن سماء
معاني الكلمات:
الكلمة معناها مفرد –جمع مضادها المعجم
أنبل أعظم و
أخس أدنأ ن ب ل
جموع جماعات (م): جمع أفراد ج م ع
غول شبح مخيف (ج): غيلان – أغوال غ و ل
طاغوت كثير الطغيان (ج): طواغيت - طواغ العادل ط غ ي
الظلماء الظلمة (ج): الظلماوات النور ظ ل م
طالت فاقت قصرت ط و ل
هاتفة صائحة داعية هامسة هـ ت ف
ضجت صاحت في مشقة و جزع همست أو سكتت ض ج ج
هادفة قاصدة مسرعة نحو الهدف هادفات تائهة هـ د ف
صار تحول ثبت ص ي ر
سماء كل ما علا فأظلك مثل السقف (ج): سماوات و سماءات أرض س م و
الشرح:
يبدأ الشاعر قصيدته باسم هؤلاء الشهداء النبلاء الذين تحرروا من الخوف و كسروا حاجز البطش فهم أجمل و أنبل من أنجبهم هذا الوطن
و باسم هؤلاء الذين تصدوا لكل أسباب الظلم و الطغيان و الاستبداد
و باسم هؤلاء الذين رفعوا راية الحرية و تطاولت كل أعناق مزهوة و ارتفعت الأصوات تهتف لقد أصبح هذا الوطن يمتلك حريته
مواطن الجمال:
الصورة الكلية :
عناصرها : ( الصوت و اللون و الحركة )
الصوت نسمعه في : ( ضجت – الأصوات – صاحت – هاتفة )
و اللون نراه في : ( الراية – سماء )
و الحركة نحسها في : ( جموع – داست – رفعوا )
و بذلك ينقل لنا صورة حية للثورة ليتفاعل معها القارئ و السامع كأنه في الميدان
الصور الجزئية : ( التشبيه – الاستعارة – الكناية – المجاز المرسل )
( أنبل من أنبتهم ) استعارة مكنية سر جمالها ( التوضيح )شبه الشباب بنبات
( داست طاغوت الظلماء ) تشبيه سر جماله ( التشخيص ) شبه الظلماء بطاغوت
( شباب رفعوا الراية ): كناية عن الانتماء للوطن
( الراية امتدت طالت كل الأعناق ) : كناية عن الشموخ و العزة و الكرامة و أن الوطن فوق الجميع
( ضجت كل الأصوات ): كناية عن السخط و الغضب
( صار لهذا الوطن سماء ) استعارة مكنية سر جمالها ( التجسيم ) شبه الوطن ببناء له سقف
( باسم الأحرار – باسم الجموع – باسم شباب ) أسلوب قصر ( تقديم و تأخير ) يفيد التوكيد و تخصيص الحكم
( أنب – أنبت ) – ( هاتف – هادفة ) جناس ناقص يعطي جرسا موسيقيا
( غول الموت )- ( طاغوت الظلماء ) تعبيرات تدل علي سوء الحالة قبل الثورة
( قد صار لهذا الوطن سماء ) أسلوب مؤكد و أداته ( قد ) مع الماضي
( ب ): أسوار الظلم تتهدم :
روح عارمة و يقين حر منطلق
و زحام و فخار و إباء
أسوار راحت تتهدم
و بناء يسقط فوق بناء
باسمكم يا أنبل من أنبتهم
هذا الوطن الغالي من أبناء
معاني الكلمات:
الكلمة معناها مفرد – جمع مضادها المعجم
الروح النفس (ج): الأرواح ر و ح
عارمة شديدة قاصمة عارمات ضعيفة ع ر م
الروح العارمة المراد الثورة
يقين العلم الذي لا شك فيه شك ي ق ن
فَخَار التباهي ف خ ر
إباء رفض الذل قبول أ ب ي
راحت مضت و ذهبت جاءت ر و ح
الشرح:
يصف الشاعرميدان التحرير الثائر قائلا :
إنها الروح الطيبة و الشديدة و اليقين المتحرر الذي انطلق وسط الزحام و الفخار و الإباء ثم تهدمت حوائط الظلم و أبنيته معلنة انتهاء عصر مظلم فاسد مستبد و ابتداء عصر الحرية و النور و العزة و الكرامة و العدل
مواطن الجمال:
( روح عارمة ): تصوير الثورة بالروح ( استعارة تصريحيه ) سر جمالها ( التوضيح )
( يقين حر ): استعارة مكنية سر جمالها ( التشخيص ) صور اليقين بإنسان حر
( أسوار راحت تتهدم ) استعارة تصريحيه سر جمالها ( التجسيم ) شبه الاستبداد و الظلم بأسوار
( أنبل من أنبتهم ) : استعارة مكنية سر جمالها ( التوضيح ) شبه الشباب بنبات
( يقين ) عطفها علي ( روح ) أفاد ثقة الثورة في تحقيق أهدافها
( اليقين ) وصفه بأنه ( حر ) أفاد دلالته علي الاستقلال و عدم تبعيته لأحد سوي مصلحة الوطن
( اليقين ) وصفه بأنه (منطلق ) : ليدل علي حريته و قوة إيمانه
( زحام ) توحي بكثرة الثوار ( فخار ): توحي بالاعتزاز و التباهي ( إباء ): توحي برفض الظلم واستنكاره
( تنهدم (– ( يسقط ) : أفعال مضارعة أفادت التجدد و الاستمرار و استحضار الصورة في الذهن
( با أنبل من أنبتهم ) أسلوب إنشائي نداء غرضه – التعظيم
( أجمل – أنبت ) محسن بديعي : جناس ناقص : يعطي جرسا موسيقيا
( ج ): لا رجعة للظلم :
باسم الأرض
و باسم العرض
و باسم المسك الصاعد
من أنقي مهج و دماء
في لحظة صدق و وفاء
لا .. لن يخفت هذا الصوت
و لن تتراجع هذه الصيحة
لن تتلاشى هذه الأصداء
لن نرجع ثانية أبدا لكهوف الظلمة و البغضاء
باسم الشهداء باسم الشهداء
معاني الكلمات:
الكلمة معناها مفرد – جمع مضادها المعجم
العِرض الشرف (ج)أعراض ع ر ض
المسك المراد الدم م س ك
مهج دم القلب و المراد الروح (م): مهجة
يخفت يضعف و يسكت يرتفع و يشتد خ ف ت
تتلاشى تنتهي و تفنى تبقي ل ش و
الأصداء رجوع الصوت (م): الصدى ص د ي
البغضاء الكراهية الحب و المودة ب غ ض
الشهداء من قتل في سبيل الله (م): الشهيد ش هـ د
الشرح:
باسمكم أيه الشهداء و باسم الأرض التي ارتوت بدمائكم بعد أن كانت عطشى للحرية و باسم الشرف الذي تحقق و عاد بعد ضياع و باسم هذا المسك المنبعث من دمائكم الزكية الطاهرة في لحظة صدق و حب و وفاء لهذا الوطن
لن يضعف أو يسكت صوتكم الغالي و لن نعود إلي الوراء و لن تنتهي هذه الأصوات المترددة و لن تتراجع مرة ثانية لعصر الظلم و الظلام ما دمتم موجودين يمتلئ بأمثالكم الوطن
مواطن الجمال:
رسم الشاعر في هذا المقطع صورة كلية
: رسم الشاعر لوحة فنية (صورة كلية)
أجزاء الصورة(عناصرها) :
(الأرض – الدماء – المسك ).
- خطوط الصورة(أطرافها) وتتمثل في : ( الصوت - و اللون - و الحركة )
- الصوت ويسمع في: (الصوت – الصيحة الأصداء)،
- واللون ويرى في: (الأرض – دماء - الظلمة)،
- والحركة وتحس في: (الصاعد – تتراجع - نرجع) .
وقد وفق الشاعر في رسم هذه اللوحة ؛ لأنها اجتمعت لها الأجزاء وتآلفت فيها الأطراف
، واستطاعت أن توضح الفكرة وتنقل الإحساس .
الصور الجزئية :
( أنقى مهج ): مجاز مرسل علاقته الجزئية حيث ذكر الجزء ( المهج ) و أراد الكل ( الشهداء ) سر جمال المجاز المرسل ( الدقة و البراعة في اختيار العلاقة مع المبالغة المقبولة )
( المسك الصاعد من أنقى مهج ) : كناية عن دم الشهداء متأثرا بالحديث الشريف : ( و الذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سببيل الله – والله أعلم بمن يُكلم في سبيله – إلا جاء يوم القيامة و اللون لون الدم و الريح ريح المسك )
( المسك ): استعارة تصريحية شبه رائحة دم الشهيد برائحة المسك ( التوضيح )
( لن نرجع لكهوف الظلمة و البغضاء ) تشبيه للفساد بالكهوف المظلمة ( التجسيم )
( الأ{ض – العرض ): جناس ناقص يعطي جرسا موسيقيا
( لا ) – ( لن يخفت هذا الصوت ) – ( لن نتراجع ) لن تتلاشى ) ( لن نرجع ) تكرار النفي يفيد التوكيد
و النفي بـ ( لن ) : يفيد نفي الفعل في المستقبل
( باسم الشهيد ): تكرارها في ختام القصيدة يدل علي علو مكانته و عظم شأنه
( باسم الشهيد ): أسلوب قسم للتوكيد
س: إلي أي مدرسة أدبية ينتمي هذا النص ؟ و ما سمات تلك المدرسة ؟
ينتم النص إلي مدرسة ( الواقعية الجديدة ) و التي ظهرت كاتجاه مناهض و مخالف للاتجاه الرومانسي مدارس الرومانسية
س: ما السمات الفنية لأسلوب الشاعر ؟
1- استعمال اللغة الموحية
2- استعمال الرمز
3- التأثر بالحدي الشريف
4- الاعتماد علي الصورة الكلية
5- استخدام التصوير الاستعاري و الكناية
6- استخدام أسلوب النفي بصورة متكررة
7- الاعتماد علي التفعيلة و السطر الشهري
8- استخدام بعض المحسنات البديعية غير المتكلفة