حكايتى مع الدعاء

ورحمة الله وبركاته


حكايتى مع ال


أذكر ذلك اليوم جيدا عندما إضطرتنى الظروف للمبيت مع إحدى صديقاتى لفتره تربوا على العشرة أيام او أقل قليلا

وكنا نستغل فرصة تواجدنا معاً لنكسب فضل صلاة الجماعه فى أحيان كثيره إذا ما سمحت لنا ظروف العمل بذلك.

لاحظت صديقتى أننى أختم الصلاه فأنهض مسرعة وكأنى بانتهاء الصلاه انتهى الحديث مع ربى فانتقل لدنياى أصلح فيها كما شاءت لى نفسى (كفانا الله وإياكم شرور أنفسنا والهوى) فأثار ذلك فضول صديقتى العربيه وقالت لى ..

ـ لماذا لا تدعين الله بعد الصلاه يا دولوريس؟ .. أم أنك تدعينه ولم ألحظ ذلك؟

ـ فأجبتها : ولماذا أدعوه؟؟ إن الله عز وجل أعلم بحالى منى .. إن كان ابتلانى فلحكمه وسيرفع بلاؤه متى شاء .. وإن أكرمنى فله الحمد دائما ما نشكر لله فضله

ـ فنظرت إلى ملتاعه وهى تقول : إنك بقولك هذا تستكبرين على الله ، سبحانه غنى عنا ونحن الفقراء اليه


ـ أنا وقد استبد بى شئ من الغضب: أعوذ بالله أن أكون من المتكبرين ، ولكنها وجهة نظرى .. فكيف لكِ أن تحكمى على وتنعتينى بالمتكبره؟

ـ صديقتى : لأن الله تعالى قال فى كتابه العزيز فى سورة غافر


۩ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴿٦٠﴾ ۩


هالتنى الأيه بشده ، يا الله .. إنى أقرأ القرآن كثيراً ولله الحمد ولكنى لم أتوقف عند هذه الأيه ولو لمره واحده لأتدبر معناها ..

ظهرت ملامح الخوف والوجل والحزن على وجهى ، فكم كنت أخشى أن أكون من المستكبرين على العباد فى الأرض وأحاول جاهدة التحلى بالتواضع .. فأجد نفسى من أشد المستكبرين الذين توعدهم الله بجهنم .. هل تتخيلون الموقف ؟ إذن هل تتخيلون شدة ما إستبد بى من خوفٍ حينها؟

ويبدو أن صديقتى قد رأفت لحالى فأرادت أن تطمئننى قليلا فقالت : إن الله تعالى يغفر لعبده ما كان منه عن جهل .. وبإذن الله يغفر لكَ فلا تقنطى من رحمته أبداً ..

إنه عندما أراد منا ال فإنا لأنه يحب عباده ويحب سماع أصواتهم ببابه فهو سبحانه أقرب إلينا من حبل الوريد ، وقد قال الله جل وعلا فى سورة البقره


۩ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴿١٨٦﴾ ۩


يالله .. كم كان لهذا الحوار أشد الأثر فى تغيير مسار حياتى وفكره أصيله من أفكارى .. فذهبت الى الكتب أبغى معرفة فضل ال وشروطه وأحكامه

فوجدت روعة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما طمأننا لاستجابة دعائنا حينما قال :

ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بمأثم أو قطيعة رحم فقال رجل من القوم إذا نكثر قال الله أكثر