بسم الله الرحمن الرحيم
رب البريات،المحمود في جميع الحالات، المرتجى منه الخيرات، المستعان على الكربات، جلت قدرته على القدرات، وامتاز اسمه على المسميات، أحمده حمد عبد معترف بقصوره في الواجبات، وأستعينه استعانة عبد مؤمن بضعف المخلوقات، وأشهد أن لاإله إلا هو فاطر الأرض والسماوات، شهادة تنجى قائلها من لج الظلمات والضلالات،وأشهد أن محمدا عبده أفضل المخلوقات، المبعوث المؤيد بالآيات الساطعات، والبراهين الواضحات، وأفضل المعجزات، فأتم به الله الرسالات، فجاهد في سبيل الله حتى أتاه الممات، صلى الله عليه أفضل الصلوات، وآله وصحبه مادامت الأرض والسماوات.
أمابعد:
أحبتي في الله!
هانحن قريبا سنودع عامنا هذا ونستقبل عاما هجريا جديدا، فحري بكل مسلم لبيب حصيف أن يقف برهة مع ذاته، وقفة المراقبة والمحاسبة والموازنة… ليسأل نفسه كم زلة ،وهفوة، وسقطة، وكم منكرا ومعصية، سواء في حق الله تعالى أو في حق عبادالله، صدر منه في عامه هذا ؟
بهذه المناسبة يسر إخوانكم في المجموعة الأولى أن يقدموا لكم فقرات الإذاعة لهذا اليوم السبت الموافق التاسع والعشرون من شهر ذو الحجة لعام 1429 من هجرة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه
نبقى الآن مع فقرات إذاعتنا
نسير إلى الآجال في كل لحظة ** وأعمارنا تطوى وهن مراحل
ترحل من الدنيا بزاد من التقى ** فعمرك أيـام وهن قلائـل
فالأيام تطحن الأعمار طحن القمح في الرحى.. ثم تذرى الأعمال أدراج الرياح؛ ولايبقى إلا ما رضيه الله سبحانه، وأحبه من الأقوال والأفعال.
إنا لنفرح بالأيام نقطـعها ** وكل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً ** فإنما الربح والخسران في العمل
وهكذا - يامسلم - بادر الأيام بالعمل الصالح، واطحنها بالفرائض والنوافل قبل أن تبادرك هي بموت أو عجز، وقبل أن تطحنك بغفلة أو عوز
إلى هنا نصل وإلياكم إلى ختام فقرات إذاعتنا لهذا اليوم إلى الملتقى في إذاعة قادمة لكم منا أطيب المنى
و
ورحمة الله وبركاته
رقم (( 1 ))
حديث شريف
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم –قال : إن الله يبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها . رواة مسلم
رقم (( 2 ))
لقد كنا بالأمس القريب نستقبل عاماً هجرياً جديداً1429، واليوم نودعه ، وهذه سنة الحياة . إن هذه الأيام من أعمارنا ، وكل يوم ينقضي إنما هو صفحة من حياتنا قد انقضت ،فلننظر إلى أي شيء إنقضت فيه ويقول النبي –صلى الله عليه وسلم – (خيركم من طال عمره وحسن عمله،وشركم من طال عمره وساء عمله) وقد كان السلف الصالحيندمون على مرور الأيام من غير أعمال صالحة هذا ابن مسعود يقول : ( ما ندمت على شيء .ندمي على يوم غربت فيه شمسه نقص فيه أجلي .ولم يزدد فيه عملي ) . إن هذا العام الجديد قد .بدأ بشهر من أفضل الشهور ( محرم ) وشهر الله .المحرم بما فيه من المعاني السامية فلنبادر بالأعمال الصالحة ولنبدأ بداية جديّة في أعمالنا مع الله ومع الناس
رقم (( 3 ))
بدع وأخطاء تقع في آخر العام
1-تخصيص أخر العام بعبادة معينة: كصلاة أو صيام أو استغفار وغيرها
2- ختم العام بطلب المسامحة و العفو: المسلم إذا أخطأ في حق أخيه؛ فإنه يبادر بطلب المسامحة، و لا يخصص أخر العام بذلك.
3- تخصيص أخر العام بالحديث عن المحاسبة
4- الحديث عن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة: من المعلوم أن الهجرة كانت في شهر ربيع الأول.
5- قول بعض الناس: (اختم عامك بكذا ).
6- إقامة الاحتفالات: قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ( و أما إقامة الاحتفالات بمناسبة بدء العام الهجري فهو محرم للبدعة أو التشبه).
7- اعتقاد أن في أخر العام تطوى الصحائف
رقم (( 4 ))
أسأل نفسك
أخي تعال معي لنسأل أنفسنا عن هذا العام كيف قضيناه ؟ ولنفتش كتاب أعمالنا كيف أمليناه ؟ لنراجع أعمالنا في تصديق إيماننا بالله تعالى ، لننظر في إقامة صلاتنا ، لنتدبر في فرائض الله تعالى علينا كيف قمنا بها وهل إديناها حق الأداء ؟ لنتدبر فيما نهى الله عز وجل عنه ، وحذّر عباده من التجرؤ عليه ، هل ابتعدنا عنه واجتنبناه ؟ لننظر في حق الله تعالى هل أديناه ؟ لننظر في حق العباد هل وافيناه ؟ فان كان خيراً ف
على نعمه ، وإن كان غير ذلك تبنا إلى الله واستغفرناه.
كم يتمنى المرء تمام شهره وهو يعلم أن ذلك ينقص من عمره .. كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره .. وشهره يهدم سنته .. وسنته تهدم عمره .. كيف يفرح من يقوده عمره إلى اجله .. وتقوده حياته إلى موته
رقم (( 5 ))
دقاتُ قلب المرء قائلة له ** إن الحياة دقائق و ثوان
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها ** فالموت للإنسان ذكر ثان
ها هي صحائفنا لعام 1429على وشك أن تطوى
ترى أنكون من السعداء بها أم من الأشقياء
قال الحسن رحمه الله"يا ابن آدم.. إنما أنت أيام إذا ذهب يومك ذهب بعضك"
ترى هل تزودنا ؟ هل من وقفة محاسبة آخر العام؟
هل كان لدينا خير الزاد الذي أوصانا به الحق جل و علا؟
(وتزودُوا, فإنّ خير الزاد التقْوى)
إخواني في الله
لنجعل عهدنا مع الحياة في بداية العام الهجري المبارك أن نحاسِب أنفسنا قبل أن نُحَاسَب
و أن نزِن أعمالنا قبل أن تُوزن علينا لو كان العام الراحل فقير في الصالحات
فاعقد النية -أخي في الله- على أن يكون العام الآتي غنى بالطاعات
الصلاة في جماعة, مجالس الذكر والعلم, ال
, سلامة الصدر والكثير الكثير من العبادات والطاعات التي تقربنا من الجنة وتباعدنا عن النار
نسأل الله لنا ولكم جميعًا في العام الهجري القادم
التوفيق والسداد في طاعة الله والقرب منه جل وعلا والفوز بالجنة والنجاة من النار