موضوع: كفانا تضييعا للوقت الموضوع هام الرجاء الدخول الجمعة 11 ديسمبر 2009 - 9:46
بسم الله الرحمن الرحيم لأهمية الوقت في حياتنا كلمات قصيرة عن أهمية الوقت لكيلا نضيعه هباء
لقد صدق من قال : إن الوقت هو الحياة ، وأنهما وجهان لعملة واحدة ، فما الأيام إلا صفحات تقلب في كتاب حياتنا ، وما الساعات في تلك الأيام إلا كالأسطر في صفحاتها، التي سرعان ما تُختم الصفحة لننتقل إلى صفحة أخرى... وهكذا تباعا حتى تنتهي صفحات كتاب العمر ، وبقدر ما نُحسن تقليب صفحات أيامنا تلك نحسن الاستفادة من كتاب حياتنا، وبقدر استغلالنا لأوقاتنا نحقق ذواتنا ونعيش حياتنا كاملة غير منقوصة . ولاشك أن إدراك الإنسان لقيمة وقته ليس إلا إدراكاً لوجوده وإنسانيته ووظيفته في هذه الحياة الدنيا، وهذا لا يتحقق إلا باستشعاره للغاية التي من أجلها خلقه الله ـ عز وجل ـ وإدراكه لها، ومن المعلوم أن الله عز وجل قد خلق الإنسان لعبادته قال تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا إن الله هو الرزاق ذُو القوة^ ما أُريد منهم من رزق وماأُريد أن يُطعمون ^ليعبدون المتين} (الذاريات : آية 56-58) . و المقصود بالعبادة هنا هو معناها الشامل الذي ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ حين عرَّف العبادة بأنها : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ( ). ولذلك كان الوقت أغلى ما يملكه الإنسان، فهو كنزه ، ورأس ماله الحقيقي في هذه الدنيا ، ذلك أنه وعاء كل شيء يمارسه الإنسان في حياته الدنيا . ويكفي الوقت شرفا وأهمية أن الله ـ عز وجل ـ قد أقسم به في كتابه العزيز ، وأقسم ببعض أجزائه في مواطن عديدة ، قال تعالى :
والصبح إذا تنفس } (التكوير :آية17ـ18 )^­ { والليل إذا عسعس ­ { وليال عشر } ( الفجر : آية 1ـ2)^والفجر والقمر إذا^­ { والشمس وضحاها تلاها}(الشمس آية :1-2) والليل إذا سجى } ( الضحى : آية 1ـ2)^­ { والضحى ­ إن الإنسان لفي خسر } ( العصر : آية 1ـ2)^{ والعصر ولقد ذكر عدد من المفسرين ـ رحمهم الله ـ عند تفسيرهم لهذه الآيات أن إقسام الله ببعض المخلوقات دليل على أنه من عظيم آياته ( ) . ومن هنا فالله عز وجل يقسم بتلك المخلوقات ليبين لعباده أهميتها وليلفت أنظارهم إليها ويؤكد على عظيم نفعها ، وضرورة الانتفاع بها ، وعدم تركها تضيع سدى دونما فائدة ترتجى في الدنيا أو الآخرة . ولقد برزت أهمية الوقت والحث على الاستفادة منه وعدم تركه يضيع سدى في السنة النبوية ، يقول الرسول قوله : (( اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك ،وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ،و حياتك قبل موتك)) . وهذا الحديث وإن تنوعت ألفاظه وتعبيراته إلا أنها أصل في الحث على اغتنام فرصة الفراغ في الحياة قبل ورود المشغلات، كالمرض ، و الهرم ، و الفقر ، إذ أن الغالب في هذه الأمور أنها تُلهي الإنسان وتمنعه من الاستفادة من أوقاته ، فالمريض يهتم بأسباب عودة صحته واسترداد عافيته ، وكذلك مع الهرم وهو أقصى الكبر يكون الضعف العام للجسم وبطء الحركة بعكس من كان في مرحلة الفتوة والقوة والشباب . قال: قال النبي وقد روى البخاري في صحيحه أن ابن عباس ) : ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ )) . وهذا الحديث يدعو إلى أن الفراغ مغنم وهو في غاية الوضوح ، ولكن لا يعرف قدر هذه الغنيمة إلا من عرف غايته في الوجود ، وأحسن التعامل مع الوقت والاستفادة منه ، ولعل مما يحفز على ضرورة الاستفادة من الوقت حرص الفرد علىماجاء في حديثه السابق ، فظاهر الحديث أن من أن يكون من القلة التي عناها الرسول الذي يستفيد من الوقت هم القلة من الناس ، وإلا فالكثير منهم مغبون وخاسر في هذه النعمة بسبب تفريطه في وقته وإضاعته له في غير فائدة وعدم استغلاله الاستغلال الأمثل . وقد يكون الإنسان صحيحا في بدنه ولا يكون متفرغاً لانشغاله بمعاشه ، وقد يكون مستغنياً ولا يكون صحيحاً ، فإذا اجتمعا ـ الصحة والفراغ ـ وغلب عليه الكسل عن طاعة الله فهو المغبون، أما إن وُفّق إلى طاعة الله فهو المغبوط . ومسئولية الإنسان عن وقته شاملة لجميع عمره، وهذا الوقت مما يُسأل عنه الإنسان يوم القيامة ففي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عمره فيما أفناه ، وعن علمه ما فعل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن جسمه فيما أبلاه )) .
اللهم إنا نسألك أن تكون أوقاتنا فى طاعتك وأن تكون كل دقيقة مكسب لنا وفيها من الأعمال مايقربنا منك ويبعدنا عن نارك اللهم آمين
أشرف على
admin
عدد المساهمات : 27639 نقاط : 60776 تاريخ التسجيل : 04/09/2009 الموقع : http://elawa2l.com/vb