يشهد ملعب الكلية الحربية في الثامنة من مساء اليوم (الأحد) بالتوقيت العالمي ، لقاء القمة المصري بين الزمالك و الأهلي في ختام الجولة الثانية بدوري المجموعات في النسخة رقم 48 لمسابقة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم.
يدخل الزمالك (صاحب الملعب) اللقاء ولا أمل أمامه سوى الفوز لتعويض خسارته في الجولة الأولي أمام تشيلسي الغاني بهدفين لثلاثة ,على عكس الأهلي الذي حقق فوزاً ثميناً على مازيمبي الكونغولي في نفس الجولة بهدفين لهدف , ولن يكون تعادله في هذه المواجهة بالأمر السيئ لنجومه وجهازه الفني رغم ثقة أنصاره الكبيرة في مواصلة نغمة التفوق على غريمه التاريخي.
مشوار الفريقين
بدء الزمالك مسيرته في هذه البطولة منذ الدور التمهيدي ونجح في تخطي فريق يانج أفريكانز التنزاني بعد تعادله في دار السلام (1- 1) ثم فوزه في لقاء الإياب بالقاهرة بهدف, ثم تجاوز فريق أفريكا سبورت الإيفواري في الدور الأول بقاعدة احتساب الهدف خارج الديار بهدفين حال التساوي , بعد فوزه في القاهرة بهدف دون رد وخسارته في أبيدجان (1- 2),قبل أن يعود لدوري المجموعات بعد غياب 4 سنوات بعد تفوق واضح على المغرب الفاسي المغربي في لقاء الذهاب بهدفين دون رد خارج أرضه والإياب بنفس الحصة داخلها.
أما الأهلي فقد واجه فريق البن الإثيوبي في الدور الأول (32) و أطاح به بعد تعادل في أديس أبابا بدون أهداف و فوز بثلاثية في الإياب بالقاهرة, ثم نجح في حجز مقعده في دوري المجموعات للمرة الحادية عشرة في تاريخه بعد أن عوض خسارته أمام الملعب المالي في باماكو بهدف دون رد و نجح في حسم التأهل بفضل الثلاثية التي سجلهما نجمه الكبير محمد أبوتريكة في الشوط الثاني ورد بها على تقدم فريق المدرب الغاني عبدالرزاق كريم بهدف في الشوط الأول.
الغياب الأهم
لأول مرة في تاريخ مواجهات عملاقي كرة القدم المصرية التي بدأت قبل 95 عاماً وبلغت 142 لقاء منها 5 في منافسات أفريقية, لأول مرة يقام لقاءهما معاً دون حضور جماهيري وذلك بسبب قرار السلطات المصرية بحرمان هذه الجماهير من حضور المباريات منذ الأول من فبراير الماضي عندما وقعت مجزرة في ملعب بورسعيد أثناء لقاء المصري والأهلي في الجولة السابعة عشرة للدوري المحلي و أودت بحياة 74 من أنصار الفريق الأحمر.
ورغم التأثير السلبي المتوقع لغياب اللاعب رقم 12 في كلا الطرفين أو رقم واحد كما يحلو للبعض أن يصفه, إلا أن هذا الغياب قد يعطي نجوم الفريقين فرصة للإظهار مواهبهم و إمكاناتهم الفنية بعيداً عن الشد العصبي الناتج عن ضغط الجماهير.
شحاتة و البدري
بعد تجربة تاريخية مع منتخب مصر حقق خلالها نتائج غير مسبوقة , عاد حسن شحاتة للنادي الذي شهد معه رحلة تألق ونجاح كبيرة كلاعب في السبعينات والثمانينات, عاد كمدير فني خلفاً لحسام حسن الذي لم يحقق أي بطولة مع "مدرسة الفن" خلال موسم ونصف قضاها كمدير فني للفريق.
"المعلم" صاحب ال 63 عاماً أخفق في إعادة الزمالك لمنصات التتويج في أول اختبار له مع فريقه عندما خسر نهائي كأس مصر أمام انبي في العام الماضي ورغم بدايته الجيدة في مسابقة الدوري (الملغي) إلا أنه فرط في الكثير من النقاط في أواخر الدور الأول و حل ثالثاً خلف حرس الحدود و الأهلي عند توقف المسابقة.
مباراة اليوم لن تكون الأولي في سجل شحاتة كمدير فني أمام الأهلي,حيث سبق له أن واجه العملاق القاهري أبان فترة قيادته لفريق المقاولون العرب في نهائي كأس مصر عام 2004 ونجح في اقتناص اللقب على حسابه بعد الفوز بهدفين لهدف مستغلاً لعب الأهلي بدون حارس مرمي بعد أن استنفذ مانويل جوزيه تغييراته الثلاثة وأصيب الحارس أمير عبدالحميد وتولى المدافع شادي محمد مهمة حراسة المرمي.
في موسم 2009/2010 صعد حسام البدري لمنصب الرجل الأول في الجهاز الفني للأهلي خلفاً للمدرب البرتغالي الشهير مانويل جوزيه ونجح معه الفريق في الفوز ببطولة الدوري وكأس السوبر وبلوغ نهائي كأس مصر و قبل نهائي دوري أبطال أفريقيا , ثم قدم استقالته من تدريب الفريق منتصف الموسم قبل الماضي بعد الخسارة أمام الإسماعيلي (1- 3) في الجولة الثانية عشرة للدوري و خاض بعدها تجربة ناجحة مع المريخ السوداني نجح خلالها في إعادة "المريخاب" لمنصة التتويج ببطولة الدوري بعد سيطرة لغريمة الهلال دامت موسمين.
مدافع الأهلي في السبعينات والثمانينات الذي اعتزل مبكراً بسبب إصابة في الركبة , عاد مجدداً لتولي قيادة "الفرسان الحمر" خلفاً لجوزيه أيضاً حاملاً أمال عريضة في كسب أرضية جديدة مع جماهير وإدارة "القلعة الحمراء" لو تمكن الفريق معه من استعادة التتويج بلقب البطولة التي غابت منذ 2008 عندما حققها الفريق وهو في منصب المدرب العام ومدير الكرة.
حسام البدري (52 سنة) قاد الأهلي في ثلاث مباريات ضد الزمالك كمدير فني ,تعادل في الأولي بدون أهداف في مواجهة المدرب السويسري ميشال دي كاستال في الجولة الثانية عشرة لبطولة الدوري موسم 2009/2010 وفي الثانية (3- 3) في مواجهة حسام حسن في الجولة السابعة والعشرين بنفس الموسم ثم تمكن معه الفريق من حسم لقاء دور الستة عشر لكأس مصر عام 2010 بثلاثية شريف عبدالفضيل وعماد متعب وأبوتريكة بعد أن كان متأخراً بهدف سجله حسين ياسر المحمدي في بداية اللقاء.
الأوراق الرابحة
الزمالك يدخل هذه المواجهة مفتقداً للعديد من أوراقه الهامة بداية من المدافعين هاني سعيد و صلاح سليمان ونجوم الهجوم عمرو زكي و البنيني رزاق أموتويوسي بالإضافة لنجم الفريق الأول وصانع ألعابه محمود عبدالرازق "شيكابالا" ,لذا تتركز أوراقه الرابحة في خبرة حارسه وقائده عبدالواحد السيد وأمامه المدافع الدولي محمود فتح الله و نجم الوسط المخضرم أحمد حسن الذي غاب عن المواجهة الماضية بداعي الإيقاف ومعهم ظهيري الجنب حازم إمام والدولي محمد عبدالشافي بالإضافة للمهاجم البوركيني الوافد من المصري عبدالله سيسيه صاحب هدفي الفريق في لقاء تشيلسي.
أما الأهلي فيدخل المواجهة بصفوف شبه مكتملة بعد عودة مدافعه الكبير وائل جمعة من الإصابة ومعه الظهير الدولي سيد معوض ونجما الوسط حسام عاشور وحسام غالي والمخضرم محمد بركات ووليد سليمان وجدو صاحب هدف الفوز على مازيمبي في الجولة الأولي ومعهم ثلاثي المنتخب الأولمبي العائد من فرنسا أحمد فتحي و عماد متعب و محمد أبوتريكة هداف الفريق في هذه النسخة برصيد 5 أهداف.
تاريخ مشرف
طرفي لقاء اليوم يحتلان المركزين الأول و الثاني بين أندية القارة السمراء على صعيد إحراز لقب البطولة برصيد 11 لقب,منها 6 للأهلي , اثنتين في البطولة بمسماها القديم (أبطال الدوري) عامي 1982 و 1987 و 4 بمسماها الحالي (دوري الأبطال) أعوام 2001 و 2005 و 2006 و 2008, أما الزمالك فقد حقق 5 ألقاب منها 4 بالمسمي القديم أعوام 1984 و 1986 و 1993 و 1996 و لقب وحيد تحت المسمي الحالي عام 2002.
تحمل مشاركة الزمالك في هذه النسخة الرقم 18 طوال تاريخه بالبطولة الذي بدأ عام 1979 وخرج من دور الثمانية أمام فريق إيمانا الزائيري وهى الثانية بعد العشرين للأهلي الذي بدأ عام 1976 وخرج من الدور الستة عشر أمام مولودية العاصمة الجزائري.
لعب الزمالك 129 لقاء خلال مشاركاته بالبطولة فاز 69 منها وتعادل في 25 وخسر 35 وسجل لاعبوه 202 هدف أخرها ثنائيه عبدالله سيسيه في لقاء الجولة الأولي, و تلقت شباكه 118 هدف أخرها ثلاثية مهاجم البطل الغاني إيمانويل كلوتي في لقاء الجولة الأولي, أما الأهلي فقد لعب 193 لقاء فاز في 96 منها وتعادل في 54 وخسر 43 وزار نجومه شباك المنافسين 298 مرة أولها لنجمه الكبير محمود الخطيب في شباك مولودية الجزائري في نسخة 1976 وأخرها هدف جدو في مرمي موتيبا كيديابا حارس مازيمبي فيما استقبلت شباك حراسه 146 هدف كان أخرها هدف التنزاني على ساماتا في المواجهة السابقة أمام البطل الكونغولي.
هداف الزمالك طوال مسيرته الأفريقية في كل البطولات هو عبدالحليم على برصيد 23 هدف أما هداف الجيل الحالي فهو عمرو زكي برصيد 5 أهداف, أما هداف الأهلي فهو الأسطورة محمود الخطيب الذي سجل 37 هدف و يأتي خليفته محمد أبوتريكة في المركز الثاني برصيد 26 هدف.
أبناء "المعلم" في الفريقين !
عند الحديث عن أبناء حسن شحاتة في هذه المواجهة لا ينبغي التحدث عن الثمانية عشر لاعب التي ضمتهم قائمة فريق الزمالك فقط, ولكن لابد ألا نغفل عدد كبير من نجوم الأهلي الذين ظهروا مع المدرب الكبير في منتخب الشباب 2003 وقادهم للفوز بكأس الأمم الأفريقية ببوركينافاسو على حساب كوت ديفوار وشاركوا معه في نهائيات كأس العالم للشباب في كولمبيا في نفس العام وهم الحارس شريف إكرامي والمدافع أحمد فتحي والمهاجم عماد متعب.
فتحي ومتعب واصلوا مسيرتهم الدولية بعد ذلك مع شحاتة من خلال المنتخب الأول مع زملاءهم وائل جمعة و سيد معوض و حسام غالي ومحمد بركات ومحمد أبوتريكة بالإضافة لمحمد ناجي "جدو" الذي صنع منه "المعلم" أسطورة حقيقية في نهائيات كأس الأمم الأفريقية بأنجولا عام 2010 عندما منحه فرصة المشاركة الدولية ودفع به كبديل في البطولة فبهر العالم وصار البديل الأهم والأشهر في تاريخ كرة القدم العالمية عندما شارك في 168 دقيقة سجل خلالها 5 أهداف وتوج بلقب الهداف في وجود عمالقة بحجم صمويل إيتو وديديه دروجبا وكانوتيه و أسمواه جيان وغيرهم.
نظرياً
وية .. ولكن !
نظرياً يبدو فريق الأهلي الأقرب لحسم المواجهة التي يُديرها الدولي الكيني كيروا سيلفيستر ورفع غلته من النقاط للرقم 6 بسبب الروح العالية لنجومه وجهازه الفني بعد البداية الطيبة والفوز المستحق على فريق في قيمة وقامة مازيمبي,مع هذه الروح هناك الخبرة الكبيرة التي تراكمت لنجوم الفريق في مثل هذه المواعيد الكبرى منذ تتويجهم باللقب الرابع على حساب النجم الساحلي التونسي في نسخة 2005.
أفضلية زملاء محمد أبوتريكة لا تعني على الإطلاق أن طريقهم نحو حسم "الكلاسيكو" مفروش بالورود أو أن مهمة رفاق المخضرم أحمد حسن في تصحيح الأوضاع وتحقيق الفوز المنشود باتت مستحيلة لأن كرة القدم لا تعترف بأي حسابات مسبقة ودائماً تقترن نتائجها بمدى توفيق عناصر الفريق خلال فترة التسعين دقيقة.