استفاق أسمر من النوم، وراح يفكر فيما شاهده اثناء حلمه، فذهب مسرعا الى اقرب شجرة من بيته، وبقى تحتها متفائلا منتظرا سقوط النقود منها، وشيئا فشيئا بدا يفقد صبره، عندما لم تسقط النقود كما حلم، متسائلا بنوع من التعجب اين النقود ?! اين النقود ?! لماذا لم تسقط ?! …. ثم رجع الى منزله مفكرا في اعادة المحاولة في اليوم التالي، وهكذا اعاد اسمر المحاولة في اليوم الثاني، والثالث، لم يتغير شئ، ولم تنزل النقود، بل كل ما نزل عليه كان اوراق ميتة من شجرة تهزها الرياح في عز فصل الخريف … ثم مفكرا في نفسه قال بنوع من التفائل وجدتها .. وجدتها !! ذهب مسرعا قدما تلي قدم الى اقرب مفسر للاحلام، دخل اسمر متسارعا الى الشيخ المفسر قائلا : يا مفسر الاحلام انني حلمت بنفسي تحت شجرة ونقود كثيرة تسقط منها فوقي ? اجاب المفسر بكبرياء مبتسما : هذا يا ابني يعني انه عليك سقي الشجرة كل يوم حتى تثمر العنب وعندما تبيعه ستربح الكثير من النقود … لكن ياابني عليك اولا بالصبر والانتظار والمواضبة حتى يثمر العنب . تغلب الحزن والتعجب على ملامح اسمر، وبنبرات صوت منخفضة قال : اذا هكذا الامور ساذهب الى البيت للنوم، وقد يظهر لي حلم جديد يكون الطريق فيه اسهل لكسب المال، فانا لا اريد الصبر والانتظار مدة طويلة لكي تثمر الشجرة واتعب واجهد نفسي بسقيها كل يوم !!! الحكمة من القصة: الكثير منا يود الحصول على اشياء في حياته، لكنه لا يبدل شيئا لذلك، بل حتى ابسط الامور.