منتدى شنواى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمجلة شنواىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 منهج الأدب والنصوص المرحلة الأولى الثانوية العامة الجزء الثانى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أشرف على
admin

admin
أشرف على


ذكر
عدد المساهمات : 27639
نقاط : 60776
تاريخ التسجيل : 04/09/2009
الموقع : http://elawa2l.com/vb

الأوسمة
 :
11:

منهج الأدب والنصوص المرحلة الأولى الثانوية العامة الجزء الثانى Empty
مُساهمةموضوع: منهج الأدب والنصوص المرحلة الأولى الثانوية العامة الجزء الثانى   منهج الأدب والنصوص المرحلة الأولى الثانوية العامة الجزء الثانى Emptyالأربعاء 21 مارس 2012 - 4:18

الأدب العربى
فى المغرب والأندلس

الحياة الأدبية في الأندلس :
تأثر أدباء الأندلس بأدباء المشرق ، وإن كان أدبهم تميز بملامح خاصة نتيجة لطبيعة البيئة التي عاشوا فيها ، ولذلك جاء أدبهم مصوراً لتلك الحياة أصدق تصوير.
ولكنَّ هناك ملاحظتين تجدر الإشارة إليهما بالنسبة لشكل الشعر الأندلسي ومدارسه
1- الملاحظة الأولى: أن الشعر الأندلسي سار في أوزانه وقوافيه ، وأغراضه (حيث ينتقل الشاعر من موضوع إلى موضوع ) في الطريق الذي سار فيه الشرق ، ولا يُستثنى من ذلك إلا فن " الموشحات والزجل " ولعل من أسباب ذلك :
(1) شعور الأندلسيين بأنهم جزء من العالم العربي ، وأنهم حملة التراث العربي كالمشارقة.
(2) كما كانوا يرون أن المشرق هو مهد اللغة العربية وموضع ظهور الإسلام ومكان الخلافة الأولى .
كان من آثار ذلك :
أ - عكوفهم على الشعر القديم .
ب - القيام برحلات إلى المشرق للقاء العلماء والحج .
جـ - استقدام علماء إلى الأندلس للتدريس بمساجدها ، ومنهم (أبو علي القالي) في كتابِه " الأمالي " كما كان منهم من رجال الفنون والموسيقا (زرياب) الذي أحدث في الموسيقا تجديداً كبيراً .
- الملاحظة الثانية:
أن مدارس الشعر في الأندلس لم تكن واضحة كما هو الحال في المشرق ، فمدرسة المحدثين التي يمثلها " بشار بن برد - وأبو نواس " والخلاف بينهما وبين المحافظين ، ثم مدرسة أبى تمام التي تمثل الصنعة ، والتي تقابل مدرسة البحتري ، التي تمثل الطبع - ثم اتجاه المتنبي وأبى العلاء المعرى من بعده .. كل ذلك ليس له أثر واضح في الشعر الأندلسي ، حتى يمكن تقسيم الشعراء هناك إلى مدارس أدبية . ولعل السبب في ذلك هو أن الشعر الأندلسي قد ظهر متأخراً زمنياً ، فإن فتح الأندلس كان آخر القرن الأول من الهجرة ولم تستقر أحوال المجتمع الأندلسي لينصرف إلى الإبداع الأدبي شعراً ونثراً إلا في القرن الثاني الهجري ، ومعنى ذلك أن المعارك الأدبية المشرقية بين المجددين والمحافظين وصلت إلى الأندلس متأخرة بعد أن خفت حدتها . فكل اتجاه في المشرق يظهر في الأندلس بعد قرن تقريباً .
الأدب فى المغرب العربى
لم يظهر شعراء من المغرب في بداية الفتح الإسلامي لعدم تمكنهم من اللغة العربية. ولكن بمرور الزمن انصهرت الأجناس في بوتقة الإسلام ، وانتشرت اللغة العربية وبدأ المغاربة يقولون الشعر في الأغراض المختلفة ، ولاسيما في الحرب والوصف والثورات الداخلية والخارجية ، وبذلك صار الشعر في المغرب رافداً من روافد الشعرِ العربي على مر التاريخ بحكم الانتماء ، والتأثر بالعواصم العربية في المشرق ، وفي الأندلسِ على السواء.
س : الحرب من دواعى الشعر . ناقش فى ضوء أدب المغرب .
حيث ارتبط الشعر بأحداث عصره ارتباطا ظاهرا سواء كانت أحداث داخلية أو خارجية . فقد شارك الشعراء فى استنفار القبائل للمشاركة فى الجهاد والدفاع عن حدود الدولة الإسلامية .
ومن أمثلة شعر الدعوة إلى الجهاد والدفاع عن حدود الدولة الإسلامية
ما قاله (مالك بن المُرَحَّل) في تحريض القبائل للمشاركة في الجهاد في سبيل الله على أرض الأندلس :
استَنصَرَ الدِّينُ بِكم فاسْتَقدِمُوا فإنّكم إنْ تُسلِموهُ تُسلَموا
لا تُسلِمُوا الإسـلامَ يا إخوانَنا وأَسرِجُوا لِنصرِهِ وألْجِموا
وواضح أن الشاعر يضرب على وترين في آنٍ واحد: العصبية والدين ، يناديهم (يا إخواننا) ثم يثير فيهم النخوة العربية لنجدة الملهوف .. - وكان هناك وتر ثالث له خطره هو العامل الاقتصادي الذي أغرى الشعراء والخلفاء وسائر القبائل بالطبيعة الأندلسية وما فيها من خضرة ومياه جارية .
س : تشبّه شعراء من المغرب بشعراء من المشرق . وضِّحْ ذلك بأمثلة من الشعر ، معللا لذلك .
جـ : بعد انتشار اللغة العربية في المغرب بدأ المغاربة يقولون الشعر في الأغراض المختلفة متأثرين بالانتماء والتأثر بالعواصم العربية في المشرق وفي الأندلس ، ولعل هذا هو سبب أن بعض شعراء المغرب تشبهوا بشعراء المشرق ، ونفس الشيء حدث في الأندلس حين لقَّبوا " ابن هانئ الأندلسي " (بمتنبِّى المغرب) ، و " ابن زيدون " (ببحتري المغرب). كما شبَّهوا "أبا العباسِ الجراوي " (بأبي تمَّام) في طريقة أدائه الشعري ، وفي تأليفه (حماسته المغربية) . كما شبَّهوا "ميمون الخطابي " (بالمتنبي) من حيث عنايته بالحكم والأمثال ، ومتانة أسلوبه وبلاغته ، كما نلمح ولع ( أبى سعيدٍ المريني) هو الآخر بالمتنبي ، فكان يبدأ قصائده بمثل بدء قصائد المتنبي ويبقى الوزن والقافية إذ يقول :
أُغالبُ فيكِ الشوقَ والشوقُ أغلبُ وأطلبُ منكِ الوصلَ والنجمُ أقربُ
فهو مأخوذ من قول المتنبي :
أُغالبُ فيك الشوقَ والشوقُ أغلبُ وأعجبُ من ذا الهجرِ ، والوصلُ أعجبُ

سمات الأدب الأندلسى وخصائصه
مر الأدب الأندلسي في تطوره على مدى ثمانية قرون بعدة مراحل ،
1 - عصر الولاة (92 - 138 هـ) 2 - عصر الإمارة (138 - 206 هـ)
3 - فترة الصراع على الإمارة (206 - 300هـ) 4 - عصر الخلفاء (300 - 422هـ)
5 - عصر ملوك الطوائف (422 - 897هـ) 6 - عصر المرابطين والموحدين.
7 - عصر بني الأحمر فى (غرناطة) ثم النهاية في القرن التاسع الهجري .
عصر الولاة ( 92هـ : 138هـ )
الشعر في هذه المرحلة كان امتدادا للشعر في العصر الأموي وخصائصه :
1 - ليس أندلسيًّا ولكنه فقط قيل في الأندلس .
2 – لا نرى فى معانيه كثيرا من تعمق الفكر ولا تحليق الأخيلة وإنما يميل إلى الخشونة والبداوة وبساطة الأفكار والصور.
3 - مناسب لطبيعة الناس وظروفهم .
وقد وصلت إلينا بعض النصوص للشاعر أبى الأجرب بن الصمّة ، وهو يجمع بين الفروسية والشعر ،وقد دخل الأندلس مع الفاتحين .. كقوله في الحنين إلى أيام الشباب :
ولقدْ أَرانِي من هواي بِمَنزلٍ عَالٍ ورَأْسِى ذُو غَدَائِرَ أفْرَعُ
كان نصيب النثر في عصر الولاة أوفر ودواعيه أكثر:
فالخطابة تكثر في ظروف الحرب والصراع ، وكذلك الكتابة. - وكانت موضوعات النثر تدور حول الدين وشئون السياسة ، وأمور القبائل والعهود والرسائل والتوقيعات.
- أما خصائصه فتعد امتدادًا للنثر المشرقي الذي يميل إلى الإيجاز ، وبلاغة العبارة ، و يتجنب المقدمات الطويلة والألقاب العديدة والاعتناء بقوة العبارة أكثر من جمالها .
عصر الإمارة(138 - 206 هـ)
يمتد هذا العصر قرنين من الزمان. وكانت الأندلس فيه مستقلة سياسيا غير خاضعة للخلافة العباسية ، إلا أنها ظلت مرتبطة بالمشرق ثقافيا وأدبيا. ولذلك تأثر الشعر الأندلسي الوليد بالشعر المشرقي تماما ؛ على أن ذلك لا يعنى أنه كان مجرد تقليد لشعر المشارقة ، بل نراه مستجيبا لحياة المجتمع الجديد معبرا عنها أصدق تعبير . وكان الشعراء فى أول الأمر يقلدون شعراء المشرق أمثال: (أبى نواس وأبى العتاهية ، ومن بعدهما من شعراء الجيل الثاني كأبي تمام ومسلم بن الوليد والبحتري وابنِ الرومي وغيرهم). وساعد على ذلك وفود بعض الشعراء المشارقة إلى الأندلس.
ويلاحظ فى هذه الفترة : ظهور أول جيل من الأدباء الأندلسيين الحقيقيين. و ظهور بعض أديبات الأندلس. وعدم اقتصار الاشتغال بالأدب على الشعب بل شارك الحكام فيه . وظهور السمات الأولى للشعر الأندلسي ، وكانت بوجه عام محافظة على التراث ، ولكن بعضها ظهر فيه التجديد في الموضوعات.
اتجاهات الشعر فى عصر الإمارة :
(أ) الاتجاه المحافظ ، ويتسم بالآتي:
1 - الاهتمام بالموضوعات التقليدية . 2 - التأثر بالصور القديمة في البادية.
3- السير على منهج القدماء في بناء القصيدة. 4 - أنه يستوحى أسلوبه من التراث أكثر من العصر والواقع غالبًا . من ذلك قول أحد الشعراء يمدح عبد الرحمن الداخل:
قاصدا خير مناف كلها ومناف خير من فوق الثرى
(ب) اتجاه التجديد الموضوعى ، ويتسم بالآتي : التجديد في الموضوعات عن طريق تناول موضوعات لم تتناول من قبل . مثل تصوير العمى فى قول الشاعر: . وَرَأَتْ أَعْمَى ضَرِيرًا إنَّمَا مَشْيُهُ في الأرضِ لَمْسٌ بالْعَصَا
فَبَكَتْ وَجْـدًا وَقَالَتْ قَوْلَةً وَهْىَ حَسْرَى بَلَغَتْ مِنِّى الْمَدَى
( ج ) اتجاه التجويد الفني ، عن طريق استعمال اللفظ الموحى بطريقة فنية بارعة ، وعن طريق وضوح العاطفة وظهور أثرها .
النثر في عصر الإمارة
اقتصر النثر في عصر الإمارة بالأندلس على الفروع التقليدية ؛ لأنها تلائم حياتهم وتناسب ظروفهم السياسية والاجتماعية والثقافية كما أنه كانت مألوفة في المشرق في تلك الآونة فالشرق كان المصدر الأول للاتجاهات الثقافية والأدبية.
عصر صراع الإمارة(206 - 300هـ)
نهض الأدب شعرا ونثرا فى هذا العصر وذلك للأسباب الآتية :
1 - التقدم الاجتماعي والثقافي . 2 - الصراع العنصري والوضع السياسى الذى كانت عليه البلاد . 3 - الاحتكاك بين عناصر الأندلس من عرب ومولدين ومستعمرين
- ومظاهر النهضة الأدبية في هذه الفترة في الشعر :
لم يعد الشعر مَقصورا على التقليد للمحافظين بل ظهرت فيه اتجاهات حديثة بعضها وافد من الشرق وبعضها نابع من الأندلس كما أن الاتجاه المحافظ اتسعت ميادينه فأصبح يعالج ما جد فى الحياة الأندلسية تبعا لظروفها السياسية والاجتماعية . وكان على رأس هذا التجديد :
نشأة الموشحات ؛ نتيجة لازدهار الموسيقا ، وشيوع الغناء فهي استجابة لحاجة اجتماعية وفنية ، وبدأ ظهورها في أواخر القرن الثالث الهجري على يد (مُقَدِّمِ بنِ مُعافَى القبري) .
ومن أمثلة التجديد قول عبد الرحمن الأوسط إلى صديقه الشاعر عبد الله بن الشَّمِر:
ما تَراهُ في اصْطِباحٍ وَعُقودُ القَــطرِ تُنْثَرْ
ونَسِيمُ الرَّوْضِ يَختَا لُ عَلى مِسـكٍ وعَنْبَرْ
كلَّما حَاوَلَ ســبْقًا فَهْوَ في الرَّيحانِ يَعْثُرْ
أما النثر في هذه المرحلة:
فظل متأثرا بنثر المشرق الذي من أعلامه "عبد الحميد الكاتب والجاحظ". وظلت موضوعاته مقتصرة على الخطب والرسائل ونحوها.
عصر الخلافة (300 - 422هـ)
يعد عصر الخلافة عصر نهضة علمية و استتبع ذلك نهضة أدبية و وفرة فى الانتاج الأدبى وشيوعه . جـ : أسباب ازدهار الثقافة و الحياة الأدبية في عصر الخلافة
1 - تأصل الثقافة العربية. . 2 - زيادة الاهتمام بالعلم. 3 - إنشاء المكتبات الجامعة. 4 - تشجيع الخلفاء والاستقرار والرخاء.
- ومظاهر ازدهار الأدب في عصر الخلافة :
1 - ظهور اتجاهات جديدة في الشعر ، وبعض أنواع النثر.
2 - تطور الاتجاهات القديمة وازدهارها.
3 - وجود بعضِ الأفكارِ الشعرية التي استحدثت نتيجة للنهضة العلمية.
4 - تسرب بعض الأفكار العلمية إلى الشعر مثل قول "ابنِ عبدِ رَبِّهِ" عن الفلكيين:
والأرضَ كُرْوِيَّةً حَفَّ السَّماءُ بها فَوقًا وتَحتًا وصَارَتْ نُقطةً مَثلاً
5 - وفرة الإنتاج الأدبي وانتشاره بين الأندلسيين.
6 - الازدواج اللغوي عن طريق تسرب بعض الألفاظ العامية على لغة الشعر الفَصيحة.
7 - الاهتمام بتصوير العهد الذهبي للأندلس بتصوير كل مظاهره الجادة واللاهية .
8 - شيوع الشعر وانتشاره حتى قِيلَ: "إنهم أنطقوا به غير الإنسان".
9 - ظهور التأريخ الأدبي الذي يشتمل على مزيج من التراجم ، وأخبار الشعر والشعراء ومختارات من شعرهم ، مثل كتاب "طبقات الشعراء بالأندلس" لمؤلفه محمد بن هشام المَرْوَانى ، وكذلك ظهور التأليف الأدبي مثل كتاب (العِقدِ الفَريد) لابن عبد ربه .
عصر ملوك الطوائف (422 - 897هـ)
تعددت مراكز الثقافة بعد أن كانت مركزة في قرطبة في عصر الخلافة . ومن نتائج هذا التعدد :
1 - امتلأت قصور ملوك الطوائف بكثير من العلماء و الفقهاء و الشعراء .
2 - صار التنافس على الظفر بكل شخصية لامعة لا يقل عن التنافس السياسي.
3 - ساعدت حياة الترف على تطور بعض أغراض الشعر فازدهر شعر الغزل على يد ابن زيدون ، كما تطور شعر الوصف و الخمريات ، ولا سيما في وصف الطبيعة .
4 - تنوعت أساليب الموشحات ، وسجلت نهضة هائلة .
عصر المرابطين و الموحدين
من أغراض الشعر التي ازدهرت نتيجة لتعرض المسلمين لهجمات الأعداء الشرسة مراثي المدن و المممالك الأندلسية، ومن أشهرها مرثية ابن الآبار البلنسي ، و مرثية صالح الرندي لقرطبة ، ومرثية ابن سهل الإسرائيلي لإشبيلية .. كما ازدهر الشعر الصوفي ، وكان من أعلامه : " محي الدين بن عربي " .
عصر بنى الأحمر
عصر بنى الأحمر فى غرناطة : أصبح الشعر مجرد اجترار (استرجاع) لذكريات الماضي ، ولا يكاد الشعراء يضيفون لأشعارهم إلا بعض الزخارف اللفظية والمحسنات البديعية .
و فى القرن التاسع الهجرى تدهورت الأحوال السياسية والعسكرية لمملكة غرناطة ، وتدهورت معها حياة الأدب و الشعر وبذلك تتحقق المقولة ( إن الأدب والشعر خاصة كان وليد بيئته ومرآة صادقة لما يموج فيها من أحداث سياسية واجتماعية وثقافية .
" تربية الأبناء" ... لابن خلدون

التعريف بالكاتب : هو عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الذي ولد (1332م – 732 هـ ) مؤرخ وفيلسوف اجتماعي أقامت أسرته في تونس ، حيث ولد ونشأ وتعلم بها ثم تنقل في بلاد المغرب و انتقل إلى مصر ، واتصل بسلطانها برقوق (مؤسس حكم المماليك الشراكسة) ،فولاه القضاء ، انقطع للتدريس و التأليف وتُوفي بالقاهرة سنة (1406 م- 808 هـ).اشتهر بكتاب ( العبر وديوان المبتدأ والخبرفي تاريخ العرب والعجم والبربر ) وهو كتاب له قيمة كبرى بين كتب التاريخ الإسلامي ويتكون من سبعة مجلدات أولها ( المقدمة ) التى تعد من أصول علم الاجتماع.
جو النص :
يعرض الكاتب في هذا النص مخاطر و أضرار ضرب الآباء للأبناء وضرب المدرسين للتلاميذ والأضرار المتوقعة لذلك على الأفراد والمجتمعات ، وهو بهذا الفكر المستنير قد سبق أساتذة التربية الغربيين في العصر الحديث .
النص
( مَنْ كاَنَ مَرْباهُ بالعَسْف والقَهْرِ من المتعلمِينَ، حَمَله علَى الكَذِبِ والخُبثِ، وهُو التظاهُرُ بغيرِ ما في ضميرِه، خوفًا مِنَ انبِساطِ الأيدي بالقَهرِ عليه، وعلَّمَه المكْرَ والخديعةَ لِذلكَ، وصارتْ له هذِه عادةً وخُلقًا . وفَسدَتْ معاني الإنْسَانيةِ التي له ، من حيث الاجتماع و التمدن و هي الحَمِيَّةُ والمدافَعة عن نفِسه و منزله صار عِيالاً علَى غيرِه في ذلك بلْ وكَسِلتِ النفسُ عن اكتساب الفضَائِل و الخُلُقِ الجَمِيلِ . فينبَغِي للمعلِم في متعلِّمِه والوالِد في ولِده ألا يستبدا عليهما في التأديب )

الفكرة الأولى : القسوة في التربية و أثرها الضار
( مَنْ كاَنَ مَرْباهُ بالعَسْف والقَهْرِ من المتعلمِينَ، حَمَله علَى الكَذِبِ والخُبثِ، وهُو التظاهُرُ بغيرِ ما في ضميرِه، خوفًا مِنَ انبِساطِ الأيدي بالقَهرِ عليه، وعلَّمَه المكْرَ والخديعةَ لِذلكَ، وصارتْ له هذِه عادةً وخُلقًا) .
اللغويات :
- مَرْباه : منشؤه وتربيته (ربو) - العسْف : العنف والظلم × اللين والعدل - القهْر : الغلَبَة والإجْبار، الإرْغَام - حملَه : دفعه × منعه – خوفا : تجنبا × أمنا
- الخُبْث : الفساد و الخداع× الصلاح والطيبة - المتعلمين : الطلاب
- التظاهر بغير ما في ضميره : أي النفاق وهو إظهار الإنسان غير ما في نفسه × الصدق
- ضميره : نفسه ج ضمائر - انبساط : امتداد × انقباض
- بالقهْر عليه : أي بالضرب الذي يقهره - الخديعة : المكيدة و الحيلة ج الخدائع
- المكْر والخديعة والخبث : تتشابه فى الدلالة على إظهار الانسان غير ما يخفيه
- عادة : كل ما تعوده الإنسان ج عادات ، عاد من ( عود ) - لذلك: اسم إشارة يعود على القهر
الشـرح :
يرى الكاتب أن الشخص الذي تربى على الظلم والقسوة تلك التربية تدفعه إلى الكذب والفساد والنفاق ؛ خوفاً من أن يتعرض للضرب والإهانة ، ويتعلم الصفات السيئة من مكر وخداع وتظاهر بغير ما في نفسه ، فتصبح هذه الصفات الذميمة من عاداته وأخلاقه وبالتالي يصبح إنساناً شخصيته غير سوية .
مواطن الجمال والتذوق الأدبى :
* [مَن كاَن مَرْباه بالعَسْفِ والقَهْرِ من المتعلمِينَ حَمَلَهُ علَى الكذبِ والخُبثِ] : أسلوب خبري ، غرضه : إظهار الأثر السيئ للقسوة في التربية .
* [القَهْر – العَسْفِ] : كلمتان توحيان بالعنف والغلظة .
* عطف (القَهْر) على (العَسْفِ) ؛ لأنه نتيجة له .
*[المتعلمِينَ] : جمع للعموم و الشمول لكل متعلم في المنزل أو المدرسة أو المصنع .
* [حَمَلَه عَلَى الكَذِب] : نتيجة لما قبلها ، و فيها استعارة مكنية للضرب و القسوة بإنسان يدفعه إلى ما يفعل وسر الجمال التشخيص .
* عطف (الخُبثِ) على (الكذِبِ) اطناب بعطف العام على الخاص لإفادة العموم .
* [التظاهرُ - وضَمِيرِه] : طباق يوضح المعنى بالتضاد .
* [وهُو التظاهُرُ بغيرِ ما في ضميرِه] : كناية عن النفاق . و اطناب لتوضيح و تفسير الجملة التي قبله لتوكيد المعنى .
*[خوفا] : تعليل لما قبله .
* [انبساطُ الأيدي بالقَهْر عَليْه] : كناية عن الضرب .
* [علَّمَه المكرَ والخدِيعة لذَلِكَ] : نتيجة . وفيها استعارة مكنية للتشخيص تصور الضرب معلما يوجه إلى المكر والخديعة ، و توحي بالأثر السيئ للضرب .
* عطف (الخديعةِ) على (المكْرِ (اطناب بالترادف للتوكيد .
* كذلك عطف (خُلقًا) على (عَاَدة) اطناب بالترادف للتوكيد ، وذلك يوحي برسوخ هذه الصفات الذميمة في النفس ؛ نتيجة للعنف .
الفكرة الثانية : أثر العنف في إفساد المجتمع

( وفَسدَتْ معاني الإنْسَانيةِ التي له ، من حيث الاجتماع و التمدن و هي الحَمِيَّةُ والمدافَعة عن نفِسه و منزله صار عِيالاً علَى غيرِه في ذلك بلْ وكَسِلتِ النفسُ عن اكتساب الفضَائِل و الخُلُقِ الجَمِيلِ ).
اللغويات :
- فَسدَتْ : انحرفت × صَلُحت - الإنسانية : الصفات التي تُميِّز الإنسان
- الاجتماع : الاختلاط بالناس - التمدُّن : التحضُّر و الرقي× التخلف
- الحميَّة : الأنَفَةُ و العزة × الخنوع والذل - منْزله : بيته ووطنه
- عيالاً : معتمدا على غيره وهى للجمع والمفرد - كسلتْ : تثاقلتْ ، فترت × نشطت
- الفضائِل : م فضيلة ، وهى الخُلق الحسن × الرذائل
الشـرح :
يبين ابن خلدون آثار العنف وتتمثل فى فساد للمجتمع و ضياع للقيم الإنسانية من تحضر وعزة ورفض الذل والتمسك بالكرامة والدفاع عن الحق والبعد عن كل الفضائل .
س : ما أثر العسف على نفسية وسلوك الأبناء والمتعلمين؟
جـ : أثر العسف : تقتل في هذا الإنسان روح الحماسة فلا يدافع عن نفسه ووطنه ويصبح سلبياً يعتمد على غيره في الدفاع عن كرامته ، وتفتر (تضعف) همته ويتكاسل عن اكتساب الأخلاق الرفيعة الجميلة .
مواطن الجمال والتـذوق الأدبى :
* [وفَسدَتْ معاني الإنْسَانيةِ] :أسلوب خبري يوضح أثر العنف في فساد المجتمع
* [وفَسدَتْ معاني الإنْسَانيةِ] :استعارة مكنية تصوِّر المعاني بطعام يفسد للتجسيم .
* [من حيث الاجتماع و التمدن] : إطناب لتوضيح و تفسير الجملة التي قبله .
* [هي الحَمِيَّةُ والمدافَعةُ] : تفسير لما قبلها .
* [صارَ عِيالاً علَى غيرِه في ذلك] : نتيجة لفقده الحمية والمدافعة الاعتماد على الغير .
* [المدافَعَة عن نفِسه - وعِيالاً علَى غيرِه] : مقابلة توضح المعنى و تبرزه بالتضاد .
* [بلْ] : أفاد عطف الجملة بالحرف (بلْ) على ما قبلها (صارَ عِيالاً) الإضراب عن الحكم الأول و الانتقال لحكم أهم ، وهو تثاقل النفس وكسلها .
* [وكَسِلتِ النفسُ] : استعارة مكنية فيها تشخيص حيث تصور النفس بإنسان يكسل ، وهي توحي بفتور العزيمة .
* [- الفضَائِل و الخُلُقِ الجَمِيلِ] : اطناب بعطف الخاص على العام للتوضيح .
* وصف (الخلُق) بـ (الجميل) يدل على دقة الكاتب ؛ فالخُلق لا يعرف معناه إلا بوصفه ؛ لأنه يشمل الجميل والقبيح على حد سواء .
الفكرة الثالثة :نصيحة خبير
(.. فينبَغِي للمعلِم في متعلِّمِه والوالِد في ولِده ألا يستبدا عليهما في التأديب ) .
اللغويات :
* ينبغي : يجب ، والمراد : يحسُن ويُستحب - مُتعلِّمه : تلميذه
- يستبدَّا : أي يشتدا× يرفقا ( ب د د ) - التأديبُ : التهذيب والتربية - الولدُ : كل مولود ، وكلمة ولد تشمل الذكر والأنثى
الشـرح :
ينصح الكاتب الآباء والمعلمين ألا يشتدوا على تلاميذهم وأولادهم في التربية ، و أن يتصفوا بالرفق وعدم العنف والشدة ؛ لأن الإسراف في الضرب عند التأديب يؤدي إلى فساد الأبناء .
مواطن الجمال والتذوق الأدبى :
* [فينبغي للمعلِم في متعلِّمِه] : أسلوب خبري للنصح والإرشاد . وهي نتيجة لما قبلها .

* استخدام (ينبغي) بمعنى يحسن ويستحب بدلا من (يجب) يدل على ترفق الكاتب في النصيحة عملا بمبدأ المرونة ، وعدم العنف والقهر في التربية والتوجيه.
* تعريف (المعلِّم) و (الوالِد) بأل للعموم و الشمول .
* [مُتَعَلّمه - ولده] : إضافة (مُتَعَلّمه) و (ولده) إلى ضميرهما ، وهو (الهاء) يوحي بقوة العلاقة التي تربط بينهما .
* [للمُعلِّمِ في مُتعّلمَه - والوالِد في ولِده] : ازدواج يعطي جرساً موسيقيا ًجميلاً .
يؤخذ على الكاتب ( ينبغى للمعلم ... ) فالمفروض أن يقول ( ينبغى على المعلم ... )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elawa2l.com/vb
أشرف على
admin

admin
أشرف على


ذكر
عدد المساهمات : 27639
نقاط : 60776
تاريخ التسجيل : 04/09/2009
الموقع : http://elawa2l.com/vb

الأوسمة
 :
11:

منهج الأدب والنصوص المرحلة الأولى الثانوية العامة الجزء الثانى Empty
مُساهمةموضوع: رد: منهج الأدب والنصوص المرحلة الأولى الثانوية العامة الجزء الثانى   منهج الأدب والنصوص المرحلة الأولى الثانوية العامة الجزء الثانى Emptyالأربعاء 21 مارس 2012 - 4:20

التعليق : سمات أسلوب ابن خلدون:
1 - عمق الأفكار والاستقصاء والدقة والتحليل .
2 - عباراته مشرقة وأدلته مقنعة .
3- عدم الاعتماد على الخيال أو المحسنات .
5 - استخدام الأسلوب العلمي المتأدب.
سمات شخصية ابن خلدون :
جـ : ابن خلدون فيلسوف مفكر، دقيق الملاحظة واسع التجربة ، واسع الثقافة يجيد تحليل الظواهر الاجتماعية حريص على نهضة المجتمع، يدعو إلى الرفق والنصيحة مع الناشئين .
أثر البيئة في النص :
1 - اتجاه بعض المعلمين والآباء إلى القسوة في تربية الأولاد .
2 - ضعف شخصية الأفراد وفساد المجتمع نتيجة لهذه الطريقة .
3 - انتشار بعض الأخلاق الذميمة نتيجة للعنف .
4 - ظهور بعض المصلحين الذين يدعون إلى التربية السليمة.
س1 : من أي فنون النثر هذا النص ؟
جـ: النص من فن المقال الاجتماعي ؛ لأنه يتناول قضية اجتماعية و هي قضية التربية .

س2 : ما نوع الأسلوب في هذا النص ؟ وما خصائصه الفنية؟
جـ : عرض ابن خلدون هذا النص بأسلوب علمي متأدب يجمع بين الدقة والسهولة والوضوح في ألفاظ سهلة وعبارات سلسة مع بعض الصور التوضيحية والمحسنات غير المتكلفة دون مبالغة أو إسراف .
س3 : لمَ آثر الكاتب استخدام الأسلوب الخبري ؟
جـ : آثر الكاتب استخدام الأسلوب الخبري ؛ لأن ما يطرحه الكاتب في النص حقائق ثابتة لا مجال للشك فيها لما بها من نصح وتوجيه ، وأيضاً لتقرير فكرته .
س4 : ما العاطفة المسيطرة على الكاتب في هذا النص ؟
جـ : العاطفة المسيطرة على الكاتب في هذا النص عاطفة الإشفاق و النصح و الحب .
س5 : بمَ تتميز الأفكار في النص ؟
جـ : تتميز الأفكار في النص بالوضوح و التحليل و التفصيل و الابتكار و العمق .
س8 : علل : قلة الصور الخيالية في النص ؟
جـ : الصور قليلة ؛ لأن الكاتب يعتمد على الإقناع العقلي لا العاطفي ، فلا مجال هنا للإكثار من الصور الخيالية أو الاعتماد عليها .
س9 : النص يثبت تفوق العرب الحضاري. برهن على ذلك .
جـ : بالفعل النص يثبت ذلك ؛ لأنه يدعو إلى إلغاء العقاب البدني و هذه هي طريقة التربية الحديثة التي تدّعي أوروبا أنها صاحبة السبق فيها .
س10 : يثبت هذا النص أن اللغة العربية لغة علم و لغة أدب . اشرح ذلك .
جـ : يثبت هذا النص أن اللغة العربية لغة علم و لغة أدب ، و ذلك لأن الكاتب عبر عن أفكاره بالأسلوب " العلمي المتأدب " الذي يجمع بين خصائص الأسلوب العلمي و الأسلوب الأدبي ، ففيه حقائق علمية ثابتة جاءت في صياغة أدبية جميلة ، و بذلك بين ابن خلدون أن اللغة العربية لغة أدب كما أنها لغة علم حيث تناولت القوانين العلمية و النظريات التربوية و الفلسفية و النفسية .

تدريبات وأسئلة ميدانية :
س1 : - النص : (مقال اجتماعي - نظرية تربوية - نصائح وحكم) .
- الكلمة التي تحل محل " التظاهر بغير ما في ضميره " : (اللياقة – النفاق – الكذب – الغش )
- العلاقة بين كلمتي (العسف والقهر) : (سبب بمسبب - ترتيب طبيعي - لا علاقة بينهما).
- كلمة (مرباه) يقصد بها : (مكان تربيته - زمان تربيته - تربيته).
- انبساط الأيدي بالقهر عليه : (تشبيه - كناية - استعارة)
- الأخلاق السيئة التي يولدها ضرب الابن أو المتعلم هي :
(الكذب - المكر والخديعة - حفظ المواعيد - عمل الواجب - الطاعة)
س2 : ما قيمة عطف (القهر) على (العسف) ، و(الخبث) على (الكذب)، و(الخديعة) على (المكر) ؟
س3 : ما الحقيقة التربوية التي يقررها النص ؟
س4 : ما الأسلوب الذي آثره الكاتب في النص ؟ ولماذا ؟
س5 : (بل وكسلت النفس - بل كسلت النفس) أي التعبيرين أفصح؟ ولماذا؟
الدور الأول 2008 م
" مَنْ كاَنَ مَرْباهُ بالعَسْفِ والقَهْرِ من المُتَعلّمِينَ ، حَمَله علَى الكَذِبِ والخُبثِ ... ، وعلَّمَه المكْرَ والخديعةَ لِذلكَ ... ، وفَسدَتْ مَعانِي الإنْسَانيةِ التي له ... ، فينبَغِي للمعلِم في متعلِّمِه ، والوالِد في ولِده ألا يستبدا عليهما في التأديب " .
(أ) - في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها ضع :
مرادف " حَمَله " ، ومضاد " يستبد " في جملتين مفيدتين . (ب) - ما تأثير العسف في تربية على شخصية الأبناء و المتعلمين ؟
- و ماذا ينبغي على الآباء و المعلمين أن يفعلوا ؟ (جـ) - " وفَسدَتْ مَعانِي الإنْسَانيةِ " بين نوع الصورة البيانية في هذه الجملة ، و أثرها في المعنى . (د) – أثبت ابن خلدون أن اللغة العربية لغة علم و أدب . دلل على ذلك .


الدور الثاني 2003 م
(. . . وصار عيالا على غيره في ذلك ، بل وكلست النفس عن اكتساب الفضائل والخلق الجميل ، فينبغي للمعلم في متعلمه والوالد في ولده ألا يستبدا عليهما في التأديب) .
(أ) - اختر الإجابة الصحيحة فيما يلي :
- مرادف " كسلت " : (مرضت – تأخرت – فترت) .
- " تستبد " توحي بـ : (العنف – الغلبة – الرعب) 0
(ب) - استخرج من الفقرة : محسنا بديعيا وبين أثره .
(جـ) - بم تتميز أفكار وعبارات ابن خلدون ؟ وما نوع الأسلوب الذي كتب به هذا الموضوع ؟
(د) -في الفقرة السابقة أثبت ابن خلدون أن اللغة العربية لغة علم وليست لغة أدب فقط . وضح ذلك .

الدور الأول 1999 م
" من كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين ، حمله على الكذب والخبث ، وهو التظاهر بغير ما في ضميره ، خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه ، وعلمه المكر والخديعة لذلك ، وصارت هذه عادة وخلقاً ".
(أ) - تخير الإجابة الصحيحة مما بين الأقواس لما يلي :
- مرادف " القهر " : ( الإهانة – الإهمال – الغلبة – الظلم).
- جمع " عادة " : ( عوائد – عاديات – عُواد – عادات)
- " التظاهر بغير ما في ضميره " تعبير يدل على : ( المجاملة – النفاق – المرونة – التكلف).
(ب) - يعالج ابن خلدون في هذا النص قضية تربوية لها أثرها في تربية الشباب . حدد هذه القضية وبين رأيه فيها.
(جـ) - اذكر الخصائص الفنية لأسلوب ابن خلدون.
(د) - قدم ابن خلدون نصيحته للآباء والمعلمين في معاملتهم لأبنائهم وتلاميذهم . اكتب مما حفظت من النص ما يدل على ذلك.

الدور الثاني 2000 م
" من كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين ، حمله على الكذب والخبث ، وهو التظاهر بغير ما في ضميره ، خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه ، وعلمه المكر والخديعة لذلك ، وصارت هذه عادة وخلقاً ، وفسدت معاني الإنسانية التي له من حيث الاجتماع والتمدن ، وهي الحمية ، والمدافعة عن نفسه ومنزله .. وكسلت نفسه عن اكتساب الفضائل والخلق الجميل".
(أ) - تخير الصواب مما بين القوسين فيما يلي:
- (نوع الأسلوب في العبارة) : (أدبي – علمي – علمي متأدب).
- (انبساط) مضادها : (ارتداد – انقباض – اقتراب).
- (الفضائل) مفردها : (الفضل – الفضلة – الفضيلة) .
(ب) - تشير العبارة إلى قضية تربوية سبق لها (ابن خلدون) عصره ، وضحها مبيناً أثرها في الفرد والمجتمع.
(جـ) - ليست اللغة العربية لغة أدب فقط ، وإنما هي أيضاً لغة علم ، اذكر الدليل على ذلك من نص "ابن خلدون".

الدور الثاني 2006 م
(مَنْ كاَنَ مَرْباهُ بالعَسْفِ والقَهْرِ من المُتَعلّمِينَ، حَمَله علَى الكَذِبِ والخُبثِ ، وهُو التظاهُرُ بغيرِ ما فِى ضميرِه، خوفًا مِنَ انبِساطِ الأيْدي بالقَهرِ، وعلَّمَه المكْرَ والخديعةَ لِذلكَ، وصارتْ له هذِهِ عَادةً وخُلقًا) . (أ) - في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها أجب :
1 - مرادف " العسف " : (البغض - البعد - العنف) .
2 - " التظاهر بغير ما في ضميره " توحي بـ : (الذكاء - الرياء - الشقاء). (ب) - يعالج بن خلدون في نصه قضية تربوية لها أثرها في مجال بناء الإنسان . و ضح ذلك ؟ (جـ) - لماذا قلت الصور الخيالية و المحسنات البديعة في هذا النص ؟ (د) - بمَ سبق ابن خلدون علماء عصره ؟


مناجاة من الغربة لابن زيدون
التعريف بالشاعر :
ابن زيدون الأندلسي وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، ولد [394هـ / 1003م] بالرصافة من ضواحي قرطبة ، وكان مقرباً من " ابن جَهْوَر " ملك قرطبة وكان يرجع إليه في كل أموره ، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به إلى أن أوقع الوشاة بينهما. فحبسه ابن جهور ، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف عليه .
فهرب من سجنه واتصل بالمُعْتَضِد بن عَبَّاد صاحب (حاكم) إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي بإشبيلية سنة 441 هـ . و قد لقبه بعض الكتاب بـ " بحتري المغرب " ؛ لصفاء لفظه وعذوبة شعره .
جو النص :حل العيد فأنس الناس إلى أهلهم وسعدوا بوطنهم ، ونظر الشاعر فرأى نفسه نازحا عن وطنه فناجاهم بهذه الأبيات .
النص
1 - هَلْ تذكُرونَ غريباً عادَهُ شَـجَنُ مِنْ ذِكْرِكُمْ و جفَا أجْفانَه الوَسَنُ ؟
2 - يُخْفي لواعِجَهُ والشَّوقُ يَفْضَحُــهُ فقـدْ تسـاوَى لدَيْه السِّرُّ والعَلَــــنُ
3 - يا وَيلَتاهُ ، أيبْـقَى في جوانِحِـــــه فـؤادُه وهُو بالأطْلالِ مُرْتَهَــــــــنُ ؟
4 - وأرَّق العينَ والظلماءُ عـاكفـــــــــــةٌ ورقـاءُ قد شفَّها إذْ شفَّني حــــــــزَنُ
5 - فبتُّ أشكو وتشكو فوق أيكتِهــــا و باتَ يهفُو ارتياحًا بيننَا الغُصـنُ
6 - يَاهَـلْ أُجـالِسُ أقوامًا أُحِبُّهــــــــــم كُنَّا وكَانوا علىَ عَهْدٍ فقَدْ ظَعنُـــــوا ؟
7 - أو تَحْفظُون عهُودًا لا أُضَيِّعُهـــــــا إنَّ الكـرامَ بِحفـظِ العَهْدِ تُمْتَحــــــنُ
8 - إن كانَ عادَكُمُ عيدٌ فَرُبَّ فتًـــــى بالشَّوْقِ قد عادَهُ من ذِكْرِكُمْ حـــزَنُ
9 - وأَفْرَدتْه اللَّيـالِي مـن أَحِبَّتـــــــــــه فبـاتَ يُنْشِدُها مما جـنى الزَّمَـــــــــــنُ
10 - بِمَ التَّعلُّل؟ لا أهلٌ ولا وطـــــــــــنٌ ولا نَديمٌ، ولا كـأسٌ، ولا سَكـــــــنُ
الفكرة الأولى أرق بسبب الغربة و الشوق
1 - هَلْ تذكُرونَ غريباً عادَهُ شَـجَنُ مِنْ ذِكْرِكُمْ و جفَا أجْفانَه الوَسَنُ ؟
2 - يُخْفي لواعِجَهُ والشَّوقُ يَفْضَحُهُ فقـدْ تسـاوَى لدَيْه السِّرُّ والعَلَنُ
3 - يا وَيلَتاهُ ، أيبْـقَى في جوانِحِه فـؤادُه وهُو بالأطْلالِ مُرْتَهَنُ ؟
اللغويات
- غريباً : البعيد عن وطنه ، والمقصود : نفسه التي اغتربت بغير إرادتها ج غرباء - عادَه : زاره ( ع و د ) - شجَن : حُزن ، همّ ج أشجان ، شجون × سرور - جَفا : خاصم وقاطع × صالح و واصل - أجْفانه : أي عيونه م جفن - الوسَن : أول النوم × اليقظة - لواعِجه : المراد أشواقه م لاعِج وهو الحب المحرق - يفضحُه : يكشف حقيقة أمره × يستره - لديه : عنده أي الشاعر - العلَن : الجهْر - يا ويْلتاهُ : يا ويْلتي ويا حسرتي ،يا : حرف ندبة - جوانِحه : أضْلاعه م جانحة والمراد صدره - فؤاده : قلبه ج أفئدة - الأطلاْل : آثار الديار بعد تهدمها و رحيل أهلها م طَلَل ، والمراد هنا ما بقى للشاعر من ذكريات وطنه وأهله - مرتَهَن : محبوس وأسير ( اسم مفعول ) أى أن الذكريات أخذته رهنا للحب .
الشرح :
أحبابي أتمنى أن تذكروني في غربتي المريرة و لقد خيَّمت الأحزان المتكاثرة عليّ عندما تذكرتكم و فارق النوم جفوني .
- و مهما بذلت من الجهد لإخفاء حبي الشديد وحنيني الجارف إليكم فإني لا أستطيع ؛ لأن شدة شوقي إليكم تكشف و تظهر حقيقة حبي الذي لا يخفى على أحد سواء كتمته أو أظهرته
- ثم يتحسر الشاعر على نفسه الفاقدة لأحاسيس الفرحة و الأمان و يتساءل كيف يمكن لفؤاده أن يهدأ في صدره وهو متعلق بالوطن والأهل وأسير لذكريات رائعة لا تنسى .
مواطن الجمال والتذوق الأدبى :
* [هل تذكُرونَ غريبًا عادَه شجَنُ ؟] : أسلوب إنشائي استفهام/ للتمني . * [عاده شَجَنٌ] : استعارة مكنية تصور الشجن إنساناً يزوره ، وسر جمالها التشخيص . * [غريبًا] : كناية عن الشاعر و توحي بالألم والمعاناة التي يعيشها الشاعر . * [مِنْ ذِكْرِكُمِ] : تعليل لسبب معاودة الشجن له وتوحي بدوام تذكره لهم . * [جَفَا أجْفَانَه الوَسَنُ] : استعارة مكنية حيث تصور الوسن إنسانا يهجر عيونه ، وسر جمالها التشخيص وتوحي بشدة الأرق والتعب . * [جَفَا - أجفان] : جناس ناقص له تأثير موسيقى وتحريك للذهن . * [أجْفَانه] : مجاز مرسل عن العين علاقته الجزئية، وسر جمال المجاز الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة * في البيت الأول موسيقى ظاهرة مصدرها التصريع بين [شجن .. وسن] . * [يُخِفي لواعِجَه] : استعارة مكنية فيها تجسيم للواعج بشيء مادي يخفى ، والتعبير بـ [ اللواعج ] بصيغة الجمع ؛ ليدل على كثرة الأشواق و مدى ما يعانيه الشاعر من حرقة . وهو تعبير يدل على الصبر وقوة الاحتمال و عزة النفس. * [الشَّوقُ يفضَحُه] : استعارة مكنية فيها تشخيص للشوق بإنسان يفضح .وهى أجمل من الشوق يكشفه لأنه يدل على قوة الشوق وسيطرته الطاغية على الشاعر لدرجة أنه لم يستطع إخفاءه عن عيون الناس. * [يُخْفي - ويفضَحُه] : طباق يوضح المعنى بالتضاد . * [السرِّ - والعلنِ] : طباق يوضح المعنى بالتضاد . * [فقدْ تَسَاوى لديه السر والعلن ] : أسلوب مؤكد (بقد). وكناية عن شدة حبه لهم . * [يَا وَيْلتَاهُ] : أسلوب إنشائي / نداء ندبة يدل على الحسرة والألم . * [أيَبْقَى في جوانحه فؤاده ..؟] : أسلوب إنشائي / استفهام للتعجب ويوحى بالتحسر والاستبعاد * [فؤاده و هو بالأطْلالِ مُرتَهنٌ] : استعارة مكنية فيها تصوير للفؤاد بالأسير المقيد بالأطلال. وسر جمالها التشخيص وتوحي بشدة حبه لأهله و لوطنه . تقديم الجار و المجرور [بالأطْلالِ] على خبر هو [مُرتَهنٌ] ليفيد التوكيد والتخصيص . علاقتها بما قبلها دليل لشدة تعلقه بأهله و بوطنه . * [الأطْلالِ] : استعارة تصريحية حيث صور الشاعر ما بقي من ذكرياته عن الأهل و الوطن بالأطلال ، وهي صورة عن مدى الألم و المعاناة التي يقاسيها الشاعر .
الفكرة الثانية : حمامة تشارك الشاعر أحزانه
4 - وأرَّق العينَ والظلماءُ عـاكفــــــــةٌ ورقـاءُ قد شفَّها إذْ شفَّني حـــــزَنُ
5 - فبتُّ أشكو وتشكو فوق أيكتِها و باتَ يهفُو ارتياحًا بيننَا الغُصنُ
اللغويات :
- أرَّق العينَ : منع عنها النوم - الظلْماء : الظلام - عاكِفة : منتشرة و مقيمة حوله في المكان وملازمة - ورْقاء : حمامة ج وُرْق - شفَّها : نحلها وأضعفها ×قوّاها - إذْ : حين - حَزَن : حزن وغم - بتُّ : قضيت الليل - أيْكتها : الشجر الكبيرة ج "أيْك" - يهفُو : يتحرك ويتمايل × يسكن - ارتياحاً : سعادة وطربا ونشاطاً .
الشرح :
كل ما حولى يذكرنى بكم ، فعندما يأتي الليل ، والنوم مفارق للعين أجد حمامة على غصن تبكي فراق أليفها مثلما أبكي لفراق الأهل و الأحبة ، وأجد الغصن بيننا يتمايل طرباً و ارتياحاً لما يسمع من صوت الشجن . س : فيم يشترك الشاعر و الورقاء ؟ وعلام يدل ذلك من شخصيته ؟
جـ : كلاهما فقد أحبابه ، وكلاهما محب عاشق . - و يدل ذلك على رقة مشاعر و أحاسيس الشاعر و وفائه لأهله و وطنه . س: ما النقد الذي يوجه للشاعر في البيت الخامس ؟ وكيف ترد عليه ؟
جـ : أنه قال أن الغصن يهفو ارتياحاً ، وهذا لا يلائم الجو النفسي للقصيدة فالجو العام حزن ثم أتى بفرح الغصن .
- الرد : أن الشاعر لم يخطئ لأن الغصن جماد لا قلب له .
مواطن الجمال و التذوق الأدبى :
* [أرَّق العين ورْقَاء] : كناية عن تذكر الشاعر لأهله . فكل ما حوله يذكره بهم . وبين ( أرق – ورقاء ) جناسُ ناقِصُ له جرس موسيقى يثير الذهن . * [والظلماءُ عاكفةٌ] : جملة اعتراضية تؤكد ظلمة حياة الشاعر ما دام بعيداً عن أهله وأحبابه و وطنه . (الظلماء) توحي بالحزن و (عاكفة) توحي باليأس الشديد . وفيها إطناب بالإعتراض . * [قَدْ شفَّها حَزَنٌ] : استعارة مكنية حيث صور الورقاء بإنسان أضعفه الحزن ، وسر جمالها التشخيص ، وتوحي بالألم . * [إذْ شفَّني] : جملة اعتراضية تؤكد المشاركة بينهما . وفيها إطناب بالإعتراض . * [حزن ] : نكرة لإفادة التهويل وللشمول . * [فبتُّ أشكُو] : استخدام الفاءِ للدلالة على أن الشكوى نتيجة للآلام السابقة ، وهو تعبير يدل على ارتباط الليل بالهموم . (بت) توحي بكثرة الهموم * [تشكُو فَوَق أيكَتِها] : استعارة مكنية فيها تصوير للحمامة بإنسان يشكو وسر جمالها التشخيص . * ( أشكو وتشكو ) جناس ناقص حيث إن شكوى الحماماة نواح وشكوى الشاعر كلام وبكاء . * [يَهفُو الغصنُ ارتياحًا] : استعارة مكنية تصور الغصن إنسانًا يهتَز ارتياحًا وفرحاً ، وسر جمالها التشخيص . * [أشْكُو - وارتياحا] : طباق يوضح المعنى بالتضاد . * الانتقال من ضمير الغائب في [عاده - أجفانه - يفضحه] إلي ضمير المتكلم في [ شفني] التفات غرضه تحريك الذهن .
الفكرة الثالثة : عهد و وفاء
6 - يَاهَـلْ أُجـالِسُ أقوامًا أُحِبُّهم كُنَّا وكَانوا علىَ عَهْدٍ فقَدْ ظَعنُوا ؟
7 - أو تَحْفظُون عهُودًا لا أُضَيِّعُها إنَّ الكـرامَ بِحفـظِ العَهْدِ تُمْتَحنُ . اللغويات :
- يا : للتنبيه لا للنداء - أُجالس أقواما ً : أجلس معهم وألقاهم - عهْد : ميثاق ج عهود - ظعنوا : رحلوا ، والمراد : افترقنا × أقاموا ، عادوا
- لا أضيِّعها : لا أنقضها و أصونها - حفظ : صيانته × التفريط فيه - العُهود : المواثيق - الكرام : الشرفاء × اللئام - تُمتحَن : تُختبَر .
الشرح :
يتمنى الشاعر أن يجود عليه الدهر بلقاء أحبابه حتى تعود إليه سعادته المفقودة الضائعة - و يرجو أن يكونوا مقيمين على الوفاء مثله ؛ لأن الوفاء بالعهد من شيم الكرام .
مواطن الجمال و التذوق الأدبى :
" أحبهم " " تحفظون " [التفات] وهو الانتقال من ضمير الغائب فى ( أحبهم ) إلى المخاطب فى ( تحفظون ) وغرضه تحريك الذهن ، وقد استخدمه الشاعر لاستحضار صورة الأحبة و بيان مدى قربهم من نفسه . * [ يا هَلْ أُجالِسُ أقوامًا أُحبُّهم ؟ ] : [يا] حرف للتنبيه . أسلوب إنشائي / استفهام للتمني ويوحي بالتحسر . * [أقوامًا] : جاءت جمعاً لتدل على كثرة من يحبهم الشاعر . و جاءت نكرة لتشمل أهله وأحبابه وأصدقاءه وجيرانه . * [عهد] : نكرة للتعظيم . *[إنَّ الكِرامَ بحفظِ العَهدِ تُمتحنُ] : حكمة وهو أسلوب مؤكد (بإن) كما أنه اطناب بالتذييل يؤكد المعنى، ويوحي بأنه من الكرام ؛ لأنه يحفظ العهد فيجب أن يكونوا مثله . * [تحفظُون - لا أضِّيع - تُمتحن] : أفعال مضارعة تفيد التجدد والاستمرار . *[تحفظُون - لا أضِّيع] :إطناب بالترادف يؤكد المعنى .
الفكرة الرابعة : حزن فى يوم العيد 8 - إن كانَ عادَكُمُ عيدٌ فَرُبَّ فتًى بالشَّوْقِ قد عادَهُ من ذِكْرِكُمْ حزَنُ
9 - وأَفْرَدتْه اللَّيـالِي مـن أَحِبَّتــــــه فبـاتَ يُنْشِدُها مما جـنى الزَّمَــــــــــنُ
10 - بِمَ التَّعلُّل؟ لا أهلٌ ولا وطــــــنٌ ولا نَديمٌ، ولا كـأسٌ، ولا سَكــــــــنُ
اللغويات :
- عادكم عيدٌ : جاءكم عيد بالسرور - بِم َ؟ : بأي شيء - رُبَّ : حرف جر للتقليل أو التكثير وهو هنا للكثرة - فتىً : شاب ج فتيان وفتية ويريد نفسه - أفردتْه : أبعدته وجعلته وحيداً - باتَ يُنشدها : ظل ساهراً يُنشد الليالي و الإنشادُ : إلقاء الشعر - مما جنى الزمنُ : مما جناه الزمان على الشاعر من هجر وفراق ، وقد تكون (جنَى) بمعنى جرَّ وارتكب الجناية أو أن تكون جنى بمعنى جمع الثمرة . - التَّعلُّل : التسلي والتصبُّر و التشاغل - نديمٌ : رفيق وسمير ج نُدَّام ، ونُدماء - الكأسُ : القدح والكوب المملوء وهى مؤنثة ج كئوس والمراد الاستمتاع - سكَن : مسكن وكل ما يسكن إليه الإنسان من أهل ومال وغيرهما والمراد الزوجة أو الحبيبة .
الشرح :
إذا كان العيد قد جاءكم بالسعادة والسرور فإنه جاءني بالحزن العميق ، حيث أعيش غريبا بعيداً عنكم فأقضي الليل ساهرا أردد ما قاله المتنبي من قبلي حينما كان يعاني من الوحدة والألم و البعد مثلما أعاني . وجاءه العيد غريبا فضاقت به سبل الصبر حيث لا أهل ولا وطن ولا صديق ولا حبيب قريب .
مواطن الجمال و التذوق الأدبى :
* [إن كانَ عادَكُمُ عيدٌ فَرُبَّ فتًى .. ] : أسلوب شرط يبين المفارقة بين حظه وحظ من أحب ، كما يوحي بالحزن الشديد. * [عادَكُمْ عيدٌ] : استعارة مكنية فيها تشخيص . * [عاد - عيدٌ] : جناس ناقص له تأثير موسيقى وفيه تحريك للذهن . * [عِيد- حَزَنُ] : طباق يوضح المعنى بالتضاد * [ربَّ فتًى] : رب حرف جر شبيه بالزائد للتكثير هنا .
* [أفَرَدتْهُ الليالي] : استعارة مكنية تصور الليالي بشخص قاسٍ يبعد الشاعر عن أحبته . * [ينشدُها] : استعارة مكنية تصور الليالي أشخاصًا تسمع إنشاد الشاعر للقصائد . *[جَنىَ الزمنُ] : استعارة مكنية تصور الزمن إنسانًا يجنى وفيها تشخيص . *[بِمَ التعلُّلُ؟] : استفهام للنفي ، ويوحي بشدة التحسر . * [لا أهلٌ ـ ولا وطنٌ ـ ولا نديمٌ ـ ولا سكنٌ] : تكرار النفي يؤكد قسوة الغربة وشدة الحسرة ، وتنكير هذه الأسماء للشمول . وكناية عن التشرد والضياع .
* استخدم الشاعر في البيت الأخير مطلع قصيدة للمتنبّي و هذا يسمى بـ التضمين والتمثُل وعلى هذا يمكن اعتبار أن هناك تصريع بين وطن و سكن . ولعلنا نلحظ تلك الأنفاس المحترقة المتقطعة من خلال استخدام حرف العطف الواو وتكرار النفى بـ لا .
التعليق
الغرض الشعري : هو الحنين إلى الوطن والأحبة ، وهو من الأغراض القديمة في القصيدة العربية .
- و الجديد فيه : أنه أفرد القصيدة كلها لهذا الغرض .
الخصائص الفنية لأسلوب ابن زيدون :
1 - انتقاء الألفاظ الملائمة للجو النفسي . 2 - تماسك العبارات وتنويعها بين الخبر والإنشاء 3 - كثرة الجمل الاعتراضية. 4 - كثرة أساليب الاستفهام. 5 - وضوح المعاني والربط بينها. 6 - روعة الصور الخيالية المؤثرة في النفس.
7 - وضوح الموسيقا في : الجناس والتصريع والوزن والقافية.
8 - الاستعانة بالمحسنات غير المتكلفة.
9 - الوحدة العضوية بوحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي.
- وقد سمى بحتري المغرب لصفاء لفظه وعذوبة شعره ، وجمال صوره ، و وضوح أفكاره .
أثر البيئة في النص :
1 - الصراع في الأندلس وانتشاره بين ملوك الطوائف .
2 - شدة المنافسة بين الوزراء والشعراء واستجابة الملوك للوشايات .
3 - جمال طبيعة الأندلس و أثرها في الشعر.
4 - تأثر أدباء الأندلس بأدباء الشرق .
س : هذا النص وليد تجربة شعورية صادقة . وضحها مبيناً مظاهر صدقها
جـ : بالفعل النص وليد تجربة مؤلمة عاشها الشاعر ، فيظهر الألم من كل عناصرها وجاءت معانيها باكية ، وألفاظها حزينة وصورها شاكية ، وموسيقاها تفيض بأنهار من الحزن والأسى فقد كان ابن زيدون شاعراً مرهف الحس ، رقيق الوجدان تقلبت به أحداث السياسة ، فعاش شطراً من حياته شريداً طريداً بعيداً عن الأهل و الأحبة والوطن ، فشعر بحزن عارم سيطر على كل كيانه وأحاسيسه و أنشد هذه القصيدة التي يناجي فيها أهله و أحبابه .
س: تحدث عن عناصرِ الوحدةِ العضويةِ في هَذا النصِّ كُلِّه.
جـ : للوحدة العضوية عنصران هما (وحدة الموضوع - ووحدة الجو النفسي) وقد تحققتْ في هذا النص ، إذ يدور كله حول موضوع واحد هو الحنين ، وألفاظه وصوره حزينة ملائمة للجو النفسي .
يعد ابن زيدون من أعظم شعراء الأندلس على مر التاريخ . و اشتهر بالوزير العاشق لحبه الأميرة ولادة بنت المستكفى ، و بحترى المغرب لعذوبة شعره وسلاسته . وله مؤلفات فى النثر منها :
الرسالة الهزلية: التي كتبها على لسان "ولادة بنت المستكفي" إلى "ابن عبدوس" وقد حمل عليه فيها ، وأوجعه سخرية وتهكمًا ، وتتسم هذه الرسالة بالنقد اللاذع والسخرية المريرة، . الرسالة الجدية: وقد كتبها الشاعر في سجنه في أخريات أيامه ، يستعطف فيها الأمير "أبا الحزم" ويستدر عفوه ورحمته، وهي أيضًا تشتمل على الكثير من الاقتباسات والأحداث . ومع أن الغرض من رسالته كان استعطاف الأمير إلا أن شخصية "ابن زيدون" القوية المتعالية تغلب عليه، فإذا به يدلّ على الأمير بما يشبه المنّ عليه، ويأخذه العتب مبلغ الشطط فيهدد الأمير باللجوء إلى خصومه .
تدريبات و أسئلة ميدانية
س : يتسم أسلوب ابن زيدون بالجمل الاعتراضية . دلل موضحاً أثرها . ج : الشاعر مغرم بالجمل الاعتراضية مثل ( إذ شفنى – من ذكركم – بحفظ العهد ) وكلها تؤدى دورا فى البناء المعنوى لكل بيت . إذ شفنى : توحى بالمشاركة الوجدانية بين الشاعر والحمامة . و من ذكركم : تدل على سبب عذاب الشاعر . بحفظ العهد : توحى بأنه مرتبط بقومه متمسك بودادهم . س : علام يدل كثرة الاستفهام عند ابن زيدون ؟ ج : يدل على مدى الحيرة والقلق النفسى الذى يعانيه الشاعر فى الغربة .
( 1 )
الدور الأول 2000 م
هل تذكرون غريباً عاده شـجن *** من ذكركم وجـفا أجفانه الوســــــــــــن؟
يخفي لواعجه والشوق يفضــــحه *** فقد تساوى - لديه - السر والعلن
يا ويلتاه ، أيبقى في جـوانحــــــه *** فـــؤاده وهو بالأطلال مرتهــــــــــــــــــن؟
(أ) - تخير الصواب مما بين القوسين فيما يلي :
- " هل تذكرون" استفهام غرضه : (التحسر - التعجب - التمني - التشويق) .
- " لواعجه" المراد منها : (أفكاره - أسراره - أحزانه - أشواقه) .
- "الأطلال " مفردها : (طل - طلل - طلة - طليل). (ب) - تصور الأبيات الشاعر في غربته وقد حركت الذكرى مشاعره ، وضِّح ذلك.
(جـ) - بين سر الجمال في قول الشاعر : " جفا أجفانه" و " السر والعلن".
( د ) - كشفت ألفاظ الشاعر عن عاطفته الحزينة ، هات من الأبيات أربعة ألفاظ تشير إلى ذلك.
( 2 )
وأرَّق العينَ والظلماءُ عـاكفــــــــةٌ ورقـاءُ قد شفَّها إذْ شفَّني حـــــزَنُ
فبتُّ أشكو وتشكو فوق أيكتِها و باتَ يهفُو ارتياحًا بيننَا الغُصنُ
يَاهَـلْ أُجـالِسُ أقوامًا أُحِبُّهـــــــم كُنَّا وكَانوا علىَ عَهْدٍ فقَدْ ظَعنُـــوا ؟
أو تَحْفظُون عهُودًا لا أُضَيِّعُـــــها إنَّ الكـرامَ بِحفـظِ العَهْدِ تُمْتَحـــنُ
(أ) - تخير الإجابة الصحيحة مما بين القوسين لما يلي:
- "ظعنوا" مرادفها : (استقروا - ذهبوا - رحلوا - اختفوا).
- الاستفهام في البيت الأول غرضه : (النفي - التحسر - التمني - الاستبعاد).
- الاعتراض في(بحفظ العهد) يفيد : (الإيضاح - الاستمالة - المدح - التوكيد).
(ب) - وضح في أسلوب أدبي فكرة الأبيات. مبينا ما تضمنته من عواطف.
(ج) - "لا أضيعها" علام تدل هذه الجملة من صفات الشاعر؟
(د) - هات من الأبيات صورة بيانية ووضحها مبيناً قيمتها الفنية.
( 3 )
الدور الثاني 2001 م
- إن كانَ عادَكُمُ عيدٌ فَرُبَّ فتًى *** بالشَّوْقِ قد عادَهُ من ذِكْرِكُمْ حزَنُ
- و أَفْرَدتْه اللَّيالِي من أَحِـبَّتــــــه *** فباتَ يُنْشِدُها مما جــنى الزَّمَــــــــنُ
- بِمَ التَّعلُّل ؟ لا أهـلٌ ولا وطـــنٌ *** ولا نَديمٌ ، ولا كأسٌ ، ولا سَــكَنُ
(أ) - في ضوء فهمك لسياق الأبيات تخير الصواب مما بين القوسين لما يلي:
- " التعلل " مرادفها :(التعالي - التشاغل - العلة - العلا).
- " نديم " جمعها :(أندام - نوادم - ندماء - ندام). (ب) - وضح فكرة الأبيات ، مبينا عاطفة الشاعر فيها . (جـ) - بين ما يلي:
1 - علاقة قوله : " فبات ينشدها ... " بما قبلها.
2 - غرض الاستفهام في قوله : " بم التعلل ؟ " .
3 - فائدة تكرار " لا " في البيت الأخير وتنكير ما بعدها. (د) - هات من البيت الأول لونا بيانيا وآخر بديعيا ، وبين أثر كل منهما.

( 4 )
الدور الأول1996م
هل تذكرون غريباً عاده شـجن *** من ذكركم وجـفا أجفانه الوســــــــــــن؟
يخفي لواعجه والشوق يفضــــحه *** فقد تساوى - لديه - السر والعلن
يا ويلتاه ، أيبقى في جـوانحــــــه *** فـــؤاده وهو بالأطلال مرتهــــــــــــــــــن؟ ( أ ) - ضع مضاد " الوسن" ، وجمع " فؤاد " في جملتين من تعبيرك. (ب) - تفيض الأبيات بحزن الشاعر وأنينه وحنينه . وضح ذلك . (جـ) - استخرج من الأبيات لوناً بلاغياً ، وبين نوعه ، وقيمته الفنية . ( د ) ما نوع الأسلوب فى البيت الثالث ؟ وما قيمته الفنية ؟ ( هـ ) الشاعر مغرم بالجمل الاعتراضية . دلل على ذلك من خلال الأبيات . وبين أثر هذه الجمل فى أداء المعنى .
( 5 ) الدور الأول 1998م
وأرَّق العينَ والظلماءُ عـاكفــــــــةٌ ورقـاءُ قد شفَّها إذْ شفَّني حـــــزَنُ
فبتُّ أشكو وتشكو فوق أيكتِها و باتَ يهفُو ارتياحًا بيننَا الغُصنُ
يَاهَـلْ أُجـالِسُ أقوامًا أُحِبُّهـــــــم كُنَّا وكَانوا علىَ عَهْدٍ فقَدْ ظَعنُـــوا ؟
أو تَحْفظُون عهُودًا لا أُضَيِّعُـــــها إنَّ الكـرامَ بِحفـظِ العَهْدِ تُمْتَحـــنُ
(أ) - هات معنى " أرق" ، ومضاد "ظعنوا" في جملتين من تعبيرك . (ب) - وصف الشاعر إحساسه من خلال مقارنة رقيقة بينه وبين الحمامة . وضح ذلك .
(جـ) - عين في البيت الثاني صورة خيالية ، ووضحها ، ثم اذكر أثرها في المعنى . ( د ) ماذا أفادت ( يا ) فى البيت الثالث ؟ وما الغرض من الاستفهام فيه ؟ ( هـ ) فى البيت الأخير محسن بديعى وضحه وبين أثره فى المعنى .


الموشحات الأندلسية
الموشح : فن ابتكره الشعراء الأندلسيون ، وتبعهم فيه الشعراء العرب ويقوم على بناء شعرى معين ويعده أول ظاهرة أدبية فى الأندلس جعلت المشرق مقلدا للمغرب فى ميدان الشعر بعد أن كان المغرب هو الذى يقلد دائما . وهو كلام منظوم على وزن مخصوص .
نشأة الموشحات وروادها : نشأت الموشحات فى القرن الثالث للهجرة . وأول من كتبها مقدم ابن معافى وابن زهر الإشبيلى ومحى الدين ابن عربى . ويعد كتاب دار الطراز لابن سناء الملك من أشهر الكتب التى تحدثت عن الموشحات .
أسباب ظهور الموشحات :
1- ميل النفوس إلى المرح والدعابة . 2- تأثر الشعراء بالأغنية الشعبية الأندلسية . 3- بعد الشعراء العرب عن موطنهم الأصلى جعلهم يتحررون من منهج القصيدة العربية وبالتالى المساهمة فى الارتقاء بالموشحات . تتكون الموشحة من : عدة أدوار ، حيث تبدأ بمطلع وهو بيت يشبه البيت فى الشعر العربى يأتي بعده دور يتكون من :
- غصن : وهو مجموعة من الأبيات متفقة الوزن والقافية و تختلف عن المطلع .
- قفل يتفق مع المطلع في القافية وهو الذي ينتهي به الدور .
الفرق بين الموشحة وبين الشعر العربي :
- الشعر العربي يقوم على وحدة الوزن والقافية وله بحور محددة .
- الموشحات متنوعة القوافي ، وأوزانها كثيرة لا تحصى ـ وتتكون من مطالع وأدوار و فيها أغصان وأقفال .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elawa2l.com/vb
أشرف على
admin

admin
أشرف على


ذكر
عدد المساهمات : 27639
نقاط : 60776
تاريخ التسجيل : 04/09/2009
الموقع : http://elawa2l.com/vb

الأوسمة
 :
11:

منهج الأدب والنصوص المرحلة الأولى الثانوية العامة الجزء الثانى Empty
مُساهمةموضوع: رد: منهج الأدب والنصوص المرحلة الأولى الثانوية العامة الجزء الثانى   منهج الأدب والنصوص المرحلة الأولى الثانوية العامة الجزء الثانى Emptyالأربعاء 21 مارس 2012 - 4:21

الموشح .... محى الدين بن عربى
التعريف بالشاعر :
ابن عربي شاعر و فيلسوف . ولد في الأندلس عام (560 هـ - 1165 م)، وانتقل لإشبيلية ، وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز و مصر ، واستقر في دمشق حتى توفي فيها سنة (638 هـ - 1124 م) .
جو النص :
أغراض الموشحات هى أغراض الشعر العربى مثل : الغزل والمدح والرثاء والزهد . وهذا الموشح فى الزهد ، والموشح الذى يكتب فى الزهد يسمى المكفر ( أى الذى يكون سببا فى غفران الذنوب . ومن شروطه أن يكون على مثال موشح آخر . وشاعرنا قلد ابن زهر الأشبيلى فى موشحته التى بدأها بــ . أيها الساقى إليك المشتكى قد دعوناك وإن لم تسمع
النص
1 - عِنْدما لاَحَ لعَيْنى المتَّكا ذُبْتُ شوقا للذي كانَ مَـعي 2 - أيها البيتُ العتيقُ المُـشـــــــرِفُ 3 - جَاءكَ العبدُ الضَّعيفُ المُسْرِفُ
4 - عَينُهُ بالدِّمْــــــــــع 48ًا تَذْرِفُ
5 - فِرْيةٌ منْهُ و مَكْرٌ ؛ فالبُكَا لَيْسَ محمودًا إذا لم يَنْفَــعِ
6 - أيُّها السَّاقِي اسْقِنــــــي لا تَأْتَلِِ
7 - فلقَدْ أتْعَبَ فِكْــــــــــرى عُذَّلِي
8 - ولقد أُنشِدُه ما قـــــــــــيلَ لِي
9 - أيُّها السَّاقِي إليكَ المشتكَى ضَـاعَتِ الشَّكْـوَى إذا لم تَنْفَعِ

الدور الأول : " إخلاص النية شرْط قبول التوبة "
1 - عِنْدما لاَحَ لعَيْنى المتَّكا ذُبْتُ شوقا للذي كانَ مَـعي 2 - أيها البيتُ العتيقُ المُـشـــــــرِفُ 3 - جَاءكَ العبدُ الضَّعيفُ المُسْرِفُ
4 - عَينُهُ بالدِّمْــــــــــع 48ًا تَذْرِفُ
5 - فِرْيةٌ منْهُ و مَكْرٌ ؛ فالبُكَا لَيْسَ محمودًا إذا لم يَنْفَــعِ
اللغويات :
- لاح : ظهر× غاب ، اختفى - المُتَّكا: المُتَّكأُ هو ما يجلس عليه للاتكاء والاتكاء هو الاضطجاع أو التربع فى الجلوس . و المُتَّكأ اسم مكان والمراد الجنة ، مادته : وكأ - الذي كان معي : الذي كان فى خاطرى - البيتُ العتيقُ : الكَعْبة ، وجمع (عتيق) : عُتُق - المُشْرف : العالي المرتفع - العبْدُ الضعيفُ : يقصد نفسه -المُسرِف : أي المخطئ المذنب × المقتر أو البخيل - 48اً : دائماً - تذرِف : تسيل و يجرى دمعها× يجمد - فِرْية : كذب ج فِرًى × صدق - مكْر : خداع - ليس محموداً: أي لا قيمة له - محمودًا: مقبولاً × مذموماً .
الشرح :
عندما انطلق الشاعر مع خواطره فرأى نعيم الجنة وأهلها متكئون على الأرائك ذابت نفسه شوقا إلى هذا النعيم المقيم الذي استحضر صورته في قلبه ولكن كيف له أن يحصل علي هذا النعيم وهو مذنب و جبال الذنوب تحيط به !! فاتجه بقلبه خاشعاً إلى الكعبة المشرفة معلنا عبوديته لله مقرا بكثرة ذنوبه تغلبه دموع الندم والحسرة على ما فرط في حق الله معلناً التوبة النصوح ؛ فما فائدة البكاء إذا لم تكن التوبة صادقة نصوحاً فيها إخلاص النية وصحة العزم.
مواطن الجمال والتذوق الأدبى :
* [لاح لعيني المتكأ ] : أسلوب خبري للتقرير ويوحي باستغراقه الشديد في الخواطر وهو في هذا متأثر بقول الله تعالى في وصف حال أهل الجنة : (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً)

*[المتكأ] : مجاز مرسل عن الجنة علاقته الجزئية . وسر الجمال الدقة والمبالغة المقبولة . *[ذُبْتَ شوقاً] : استعارة مكنية تصور نفسه شيئا ماديا يذوب من شدة الشوق إلى النعيم وسر جمالها التجسيم ، وهي استعارة مبتكرة تدل على سيطرة الشوق عليه . حيث أوجد علاقة جديدة بين الكلمات لم تكن موجودة من قبل .
* [الذى كان معى] كناية عن الجنة . * [أيها البيتُ العتيقُ] : أسلوب إنشائي / نداء للتعظيم حذفت أداته (يا) للدلالة على قرب البيت من نفسه، وفيها استعارة مكنية تصور البيت إنسانًا يناديه الشاعر للتشخيص .
* [العتيق ] : تدل على الأصالة والعراقة، ووصف العتيق «بالمشِرَفِ» يدل على تقديسه وتعظيمه للكعبة المشرفة .
* [جاءك العبدُ الضعيفُ المسرفُ] : أسلوب خبري لإظهار الندم على ما وقع منه نتيجة لضعفه الإنساني أمام إغراءات الحياة الزائلة كما تمثل الضعف الإنسانى أمام عفو الله . * [المسرفُ] : دليل على كثرة الذنوب و الأخطاء . * [العبدُ الضعيفُ] : كناية عن نفسه .
* [المشْرِف ـ والمسْرف ] : جناس ناقص له تأثير موسيقى وفيه تحريك للذهن
[عينُه بالدمع دَوماً تذرفُ ] : كناية عن الندم والشعور بالذنب و الرغبة الشديدة في قبول التوبة * [دَوْمًا]: تدل على استمرار البكاء لاستمرار الندم.
* [فريةٌ منه ومكرٌ ] : تعبير يدل على احتقاره لنفسه إذا اكتفى بالدموع الكاذبة الخادعة ، فالتوبة النصوح أساسها العودة إلى الحق بعزم وإصرار ، وفيه إيجاز بحذف المبتدأ وتقديره (هذه) وقد حذف المبتدأ للاهتمام بالخبر، والرغبة في عدم تقديم شيء عليه . وبين فرية ومكر اطناب بالترادف للتوكيد .
* [فالبُكا ليسَ مَحْمودًا إذا لم ينفَع] : تعليل فلا قيمة للبكاء ما لم تكن التوبة صادقة .
الدور الثاني : "أمل في عفو الله "
6 - أيُّها السَّاقِي اسْقِنـي لا تَأْتَلِِ
7 - فلقَدْ أتْعَبَ فِكْـــرى عُذَّلِي 8 - ولقد أُنشِدُه ما قـــيلَ لِي
9 - أيُّها السَّاقِي إليكَ المشتكَى ضَـاعَتِ الشَّكْـوَى إذا لم تَنْفَعِ

اللغويات :
- الساقِي : رمز لله – عز وجل - عند الصوفية - اسْقنى : أي املأ قلبي بحبك الإلهي - لا تأْتلِ : لا تحْلف أنك لن تسقينى – عُذَّلِى : اللائمون م عاذِل - أنشدُه : أردده والهاء ضمير عائد على فكره - ما قِيل لي : ما سمعته – المُشتكَى : الملجأ لإزالة الشكوى - ضاعتِ الشكوى : فقدت قيمتها .
الشرح :
يتحدث ابن عربي عن أمله في عفو خالقه فيقول : إلهي أنت أعلم بحالي فأنا أتضاءل أمام عفوك فلا تتخلَ عن وتتركني يا مولاي فلقد تركني الأصدقاء و هجرني الرفاق ولساني يردد دائما شكواي إليك يارب ، وليتك تشملها بعنايتك كي لا تضيع فأضيع . . س: متى تضيع الشكوى ؟ وممَ يشكو؟ . جـ : تضيع الشكوى إذا لم تُستَجَب - ويشكو من كثرة ذنوبه.
مواطن الجمال والتذوق الأدبى
* [أيُّها الساقي ] : أسلوب إنشائي / نداء للتعظيم والتوسل .
* [الساقي ] : رمز – عند الصوفية – لله عز وجل .
* [اسقِنى] : أسلوب إنشائي / أمر غرضه : الدعاء والتوسل .
* [ولا تأتِل] : أسلوب إنشائي / نهى غرضه : الدعاء.
* [فلقد أتعبَ فكرى عذَّلى ] : استعارة مكنية تشخيص للفكر بإنسان يتعب و البيت كله تعليل لما قبله ، والأسلوب خبري مؤكد بوسيلتين هما (اللام ـ وقد) ليوحي بحيرته وخوفه من غضب الله عليه، وحرمانه من نعيمه، بسبب أقوال لائميه الذين دفعوه لليأس من عفو الله حتى أتعبوا فكره .
* [عُذَّلي] : جمع يدل على كثرة لائميه ، وإضافته لياء المتكلم للتخصيص ؛ لأن لومهم موجه للشاعر وحده * [ولقد أنشِدُه ما قيل لي ] : أسلوب مؤكد بـ(لقد) والهاء في (أنشدهُ) تعود على فكره، وذلك يوحي بأنه يردد بكثرة في خاطره ما سمعه من عذاله فكاد أن يصدقهم . وفيها استعارة مكنية تشخيص للفكر * [قيلَ] : إيجاز بحذف الفاعل و بناء الفعل للمجهول يدل على تعدد قائليه أو عدم معرفته لهم
* [أيُّها الساقي] : أسلوب إنشائي / نداء للتعظيمِ والتوسل حذفت أداته لقربه منه .
* [إليك المشتكى ] : أسلوب قصر بتقديم الخبر شبه الجملة على المبتدأ المعرفة أي (لا ملجأ إلا إليك) فلا تُضيِّعْ رجائي
* [وضاعتِ الشكوى إذا لم تنفَعِ] : تعليل لما قبلها ، وفيها استعارة مكنية ، للشكوى بشيء مادي يضيع .
التعليق :
أسلوب النص : تنوع بين الخبر و الإنشاء ، و قد كان الخبر لإظهار الندم ، و الإنشاء للتعظيم .
ملامح شخصية الشاعر
1 - من شعراء التصوف والزهد . 2 - مشتاق إلى نعيم الآخرة في الجنة .
3 - نادم على كثرة ذنوبه . 4 - حائر قلق ولكنه يلجأ إلى عطف الله .
الخصائص الفنية لأسلوبه
1 -القدرة على اختيار الألفاظ الموحية . 2 -الاعتماد على استخدام الرموز الصوفية 3 - قلة الصور والزهد في المحسنات البديعية. 4 - عمق الأفكار وتحليلها .
أثر البيئة في النص :
1 - تأثُّر العرب في موشحاتهم بالأغاني الشعبية المتنوعة الأوزان والقوافي
2 - انتشار فلسفة التصوف و الزهد في الأندلس كرد فعل لكثرة اللهو هناك.
3 - الحرية التي شعر بها العرب هناك بعيداً عن وطنهم الأصلي في الشرق.
4 - قوة المشاعر الدينية تجاه الأماكن المقدسة عند عرب الأندلس .
مهم : الجديد فى هذا الموشح : أن قافية الغصن الأول تختلف عن قافية الغصن الثانى . والمعتاد فى فن الموشحات اتفاق قوافى الأغصان والأقفال فى كل دور .

تدريبات و أسئلة ميدانية
س1 : في البيت الأول تأثر بالقرآن واستعارة . وضح ذلك.
س 2: عين فيها أسلوبا إنشائيا ونوعه وغرضه وأسلوب قصر ووسيلته وأثره.
س3: ما العلاقة بين "المشرف" و "المسرف"؟
س4 : استخرج من الأبيات رمزا من رموز الصوفية .
س5 : تخير الإجابة الصحيحة لما يأتي من بين القوسين:
-نبحث في المعجم عن (المتكا) في : (تكو - وكأ - وكي).
-المراد من(الذي كان معي) : (الرفيق - النعيم - المتكأ).
-جمع (فرية) : (فرى - فراء - أفراء).
-المقصود بالبيت العتيق : (مكة المكرمة - الكعبة - المدينة المنورة).
- المحسن البديعي في كلمتي المشرِف والمسرف (سجع - جناس تام - جناس ناقص).
- مرادف "تذرف" : (تدمي - تدمع - تنساب).
-مضاد "محمود" : (محروم - مذموم - ضار).
- (أتعب فكري عذلي) : (بجعله ييئس من عفو الله - بلومه في الحب - باتهامهم له بالنفاق).
- (ضاعت الشكوى إذا لم تنفع) علاقته بما قبله : (التوضيح - التفصيل - التعليل).
- مفرد كلمة (عُذّل) : (عاذل – أعذل – عذيل)
- مخاطبته للبيت العتيق تدل على:
(تعظيمه لهذا البيت - تمنيه أن يستجيب له - إظهار التوبة والندم)
س : عبر الشاعر عن عاطفته باللفظ، والعبارة الموحية. وضح ذلك.
جـ : عبر الشاعر عن عاطفته باللفظ والعبارة الموحية مثل كلمة "المتكا" وما تحمله من إيحاءات روحانية تجسم أمامه مشاهد أهل الجنة الرائعة ، ومثل عبارة : "جاءك العبد الضعيف المسرف" التي تمثل الضعف الإنساني الشديد أمام عفو الله سبحانه ورحمته، ومثل : (عينه بالدمع 48ا تذرف) التي تشعرنا بالندم الصادق .
س: في الأبيات إشارات إلى آية من القرآن الكريم وإشارات صوفية وضح هذه الإشارات .
جـ : الإشارة إلى قوله تعالى في سورة الإنسان عن أهل الجنة (متكئينَ فيها على الأرائكِ لا يرَوْنَ فيها شمسًا ولا زمهرِيرا) والإشارة الصوفية الرمز بالساقي إلى الله .
( 1 )
عندما لاح لعيني المتكا ذبت شوقاً للذي كان معي
أيها البيت العـتيق المشـرف
جاءك العبد الضعيف المسرف
عينه بالدمــع 48اً تذرف
فرية منه ومكر ، فالبكا ليس محموداً إذا لم ينفع
(أ) - هات ما يأتي في جملتين مفيدتين : جمع : (العتيق) - مقابل : (المسرف).
(ب)- اشرح الأبيات بأسلوبك، موضحا ما فيها من ألفاظ موحية.
(جـ) - النص السابق من الموشحات : لماذا سمى بالمكفر؟ ثم اذكر أسباب نشأة الموشحات؟
( 2 )
أيُّها السَّاقِي اسْقِنـي لا تَأْتَلِِ
فلقَدْ أتْعَبَ فِكْـــرى عُذَّلِي ولقد أُنشِدُه ما قـــيلَ لِي
أيُّها السَّاقِي إليكَ المشتكَى ضَـاعَتِ الشَّكْـوَى إذا لم تَنْفَعِ
أ ) من المراد بالساقى ؟ وما رأيك فى ذلك ؟ ب ) الشاعر متعب الفكر . ماذا فعل ليتخلص من آلامه ؟ وعلام يدل ذلك ؟ ج ) استخرج ما يلى : أسلوب قصر وبين وسيلته وغرضه . . أسلوبا إنشائيا وبين نوعه وغرضه . . إيجازا وبين نوعه وسر جماله .
الدور الأول 1995 م
1 - عِنْدما لاَحَ لعَيْنى المتَّكا ذُبْتُ شوقا للذي كانَ مَـعي
2 - أيها البيتُ العتيقُ المُـشـرِفُ
3 - جَاءكَ العبدُ الضَّعيفُ المُسْرِفُ
4 - عَينُهُ بالدِّمْـــع 48ًا تَذْرِفُ
5 - فِرْيةٌ منْهُ و مَكْرٌ ؛ فالبُكَا لَيْسَ محمودًا إذا لم يَنْفَعِ
(أ) - هات ما يأتي في جملتين مفيدتين:
- جمع " فرية" - مرادف " تذرف"
(ب) - اشرح الأبيات بأسلوبك ، موضحاً ما فيها من ألفاظ موحية .
(جـ) - استخرج من الأبيات:
- أسلوباً إنشائياً ، وبين الغرض منه.
- جناساً ناقصاً ، وبين قيمته الفنية .
الدور الأول 2004 م أيهـا البيت العتيق المشرف
جاءك العبد الضعيف المسرف
عيـنـه بالـدمع 48ا تذرف
فرية منه ومكر فالبكا ليس محموداً إذا لم ينفع
(أ) - في ضوء فهمك لمعاني الكلمات في سياقها أجب :
• مرادف " المشرف " : (الظاهر – الرائع – العالي).
• مقـابل " تـذرف " : (تضحك – تجمد – تضعف). (ب) - بمَ وصف الشاعر البيت العتيق ؟ وبم وصف نفسه ؟ (جـ) - استخرج من الأبيات (استعارة) وبين أثرها في المعنى .
(د) - لماذا يمثل هذا الدور بعض خصائص الموشحات ؟
الأدب العربي في مصر وخصائصه

الأدب و الثقافة الإسلامية مصر
دخلت الثقافة الإسلامية مصر عام 20 هـ مع الفتح الإسلامى لها وقد تأخر ظهور الأدب فى مصر لأن المصريين اهتموا بالإسلام وعلومه من قرآن وفقه وحديث .
س : متى برز دور مصر في الحضارة الإسلامية العربية ؟ وما عوامل ذلك؟
جـ : برز ذلك في القرن الرابع الهجري عندما انتقلت إلى مصر دولة الفاطميين وأصبحت القاهرة التي بناها المعز لدين الله الفاطمي عاصمة لمصر والشام واليمن والحجاز ، وساعدها على ذلك موقعها الجغرافي وعظمة علمائها ، وحماية الأزهر وتشجيع الحكام للعلماء والأدباء .
س : استعان الفاطميون بالأدب سلاحا فى معركة الصراع المذهبى . ما المقصود بالصراع المذهبى ؟ وكيف كان الأدب سلاحا لهم فى ذلك ؟
جـ : الصرع المذهبى : الصراع حول قضية الإمامة فى الإسلام وأحقية علىّ رضى الله عنه وأبنائه فيها ، وموقف العلويين من الأمويين والعباسيين .
وقد استخدم الفاطميون الأدب سلاحا : حيث استعانوا به فى الصراع المذهبى فقربوا إليهم الشعراء وأغدقوا عليهم الأموال واستعانوا بكبار الأدباء فى رئاسة ديوان الإنشاء .
س : ماذا استحدث الفاطميون من المظاهر الاجتماعية ؟ وما أثرها على الأدب ؟
جـ : الاحتفال بيوم عاشوراء – إثيات رؤية الهلال – خروج الإمام لإعلان عيد الفطر – إنشاء القصور وزخرفة المساجد . وأثر ذلك على الأدب : أصبحت هذه الأعمال موضوعات تبارت فيها أقلام الكتاب ولهجت بها ألسنة الشعراء .
س : كان للحروب الصليبية صراع فكرى وأدبى أثاره الصراع الحربى . وضح .
جـ : ظهرت مكاتبات ومناظرات بين المسلمين والصليبيين حول العقيدة . كما ظهر نضال أدبى يحث الأدباء على الجهاد .
س : وضح معالم الحركة الأدبية فى مصر بعد سقوط الدولة الفاطمية وقيام الدولة الأيوبية .
جـ : - تم إلغاء النظام الشيعى وقيام الفكر السنى والصوفى .
- شهدت تلك الفترة انتشار البيئات الأدبية المختلفة ، ونافست القاهرة كل من الأسكندرية . وقوص بالصعيد .
- فترة الاعتكاف الثقافى ( عصر الموسوعات ) : فقد أعقبت فترة ازدهار الحياة الثقافية والأدبية فى مصر فترة اعتكاف على ما خلفته الفترة الزاهرة وعرفت هذه الفترة بــ ( عصر الموسوعات مثل :
1 - (صبح الأعشى ، في صناعة الإنشاء) للقلقشندي.
2 - (نهاية الأرب) في الأدب للنويري.
3 - (السلوك والمواعظ والاعتبار ، في ذكر الخطط والآثار) : للمقريزي.
س : ما العوامل التي أضعفت الحركة الفكرية والادبية في مصر في عهد الأتراك ؟
جـ : تتريك الدواوين - إلغاء ديوان الإنشاء
س : كيف ظهرت ملامح الشخصية المصرية فى هذه الفترة ؟
وعلى الرغم مما أصاب الثقافة المصرية من نكسة فى عهد الأتراك فإن الشخصية المصرية ظلت واضحة فى علاقتها بالثقافة الإسلامية . فنلاحظ :
1- ترحيب مصر بحاكمها المسلم ولو لم يكن مصريا .
2- رفضت مصر الأفكار المعقدة كالتشيع الإسماعيلى والتصوف المتطرف .
3- استقبلت مصر العلماء الوفدين عليها وأغدقت عليهم الأمن وقلدتهم أعلى المناصب مثل ( ابن خلدون ) الذى تولى مشيخة الأزهر .
المراحل التي مر بها الأدب العربي في مصر
جـ : مر الأدب العربي في مصر بأربعة مراحل هي :
(1) - مرحلة التمهيد : (ميلاد الأدب) من سنة 20 هـ إلى دخول الفاطميين مصر357 هـ
(2) - مرحلة النضج و الازدهار : من 357 هـ - 656 هـ وفيها تحددت ملامح الأدب المصري .
(3) - مرحلة التأليف و التجميع من 656 هـ - 923 هـ وفيها طغت الصناعة اللفظية .
(4) - مرحلة الضعف و الانهيار حيث أصبحت مصر ولاية تابعة للخلافة العثمانية .
مرحلة التمهيد : (ميلاد الأدب)
أقبل المصريون فى هذه الفترة على العلوم الإسلامية أكثر من إقبالهم على الأدب .
وقد عرفت مصر الأدب العربي على ألسنة زوارها من كبار الشعراء الذين مدحوا حكامها كأبي نواس وعلى أيدى جيل من الشعراء الذين ولدوا بمصر من أبناء العرب الوافدين .
خصائص الشعر فى هذه المرحلة :
لم يعكس شعر هذه المرحلة ملامح الشخصية المصرية وإن كانت موضوعاته من واقع بيئتها السياسية والاجتماعية ، وهو في جملته يختلف عن الشعر العربي في العصر الجاهلي وصدر الإسلام وبني أمية ، وكان المديح أسبق أغراض الشعر العربى ظهورا فى مصر وذلك طلبا لعطاء الحكام .
النثر فى هذه المرحلة :
- ظهرت الكتابة الفنية على يد (ابن عبد كان) كاتب ابن طولون الذى كان يضارع كبار كتّاب الدولة العباسية فى عصره والذى يقول عنه القلقشندى أنه أقام منار ديوان الإنشاء ورفع مقداره . - كما ظهرت قصص دينى يتخلله بعض الأهداف السياسية . وظهور فن السير مثل سيرة ( أحمد بن طولون) لابن الداية وكتب (ابن زولاَّق) سيرة كافور الإخشيدي.
مرحلة النضج و الازدهار
وقد تنوعت موضوعات الشعر وأغراضه فى هذه المرحلة ومن مظاهر ذلك :
1- وصف الطبيعة بما فيها من بيئة جغرافية وآثار قديمة ومنشآت حديثة ووصف الأهرامات وعمود السوارى وباب زويلة .
مثل قول (ابنِ قلاقس السكندري) يصف النيل :
وللنيلِ تحتَ ثيابِ الأصيلِ لُجينٌ توشَّحَ بالعسجدِ
و مثل قول ( الظافر بن حداد ) يصف الهرمين و أبي الهول :
تأمل هيئة الهرمين و انظر و بينهما أبو الهول العجيب
2- تصوير الحياة السياسية : صور الشعر المصري في مرحلة النضج والازدهار الحياة السياسية بما فيها من صراع بين الوزراء ، واحتكاك الشيعة بالسنة ، و العدوان الصليبي ، كما صور الأدب المصري أحداث الحروب الصليبية و ما فيها من هزيمة و انتصارات . فها هو ( ابن النبيه ) يثور على ملوك الإسلام ويتهمهم بالتخاذل فى نجدة المقاومة المصرية أثناء الحملة الصليبية على دمياط سنة 617هـ :
يا ملوك الإسلام عنهم قعدتم كقعود الكفار فى يوم بدر
وجيوش الفرنج فى ثغر دميا ط يساقونهم بكأس مر
3- مشاهد البيئة الاجتماعية ، ومظاهر الحياة العامة كالأعياد وغيرها من ذلك قول عمارة اليمني في رثاء دولة الفاطميين:
دار الضيـــافة كانت أنس وافدكــم واليوم أوحــــش من رســـم ومن طلل
وفطرة الصوم إذ أضحـت مكارمكم تشكو من الدهــــر حيفاً غير محتمل

س تميز الشعر المصري في مرحلة النضج والازدهار باتجاهين ، ما خصائص كل اتجاه؟ وما النموذج الذي يؤكده ؟
جـ : يتميز شعر تلك المرحلة باتجاهين:
أحدهما : يميل إلى الصنعة : ويتميز بــ الموسيقا اللفظية واختيار ألفاظ ذات جرس موسيقى فخم وعلى رأس هذه المدرسة (القاضي الفاضل) الذي يقول :
هذا المحبُّ المخبُّ السيرَ نحوَكمُ تراه يرجعُ عنكم خائبَ الخببِ
( الخبب : نوع من السير السريع )
وثانيهما : يميل إلى الرقة : ويتميز هذا الاتجاه بسهولة اللفظ والقرب من لغة الحياة ، والميل إلى المحسنات ، ولاسيما التورية واستعمال التعبيرات الأقرب إلى العامية (الشعبية).
ويمثله (ابن النبيه) من ذلك قوله :
أفديه إنْ حفظَ الهوى أو ضيَّعا ملكَ الفؤادَ فما عسى أنْ أصنعا ؟

النثر في مرحلة النضج و الازدهار
عكس النثر في مرحلة النضج و الازدهار بعض مظاهر الحياة الاجتماعية من حيث شيوع بعض الألفاظ و الأفكار الشيعية في الرسائل ، كما شاع التضمين و الاقتباس في الرسائل الإخوانية كما ظهر نوع من الرسائل المتعلقة بوصف الحروب و الحصون و القلاع ، كما ظهر لون من القصص الساخر المتمثل في كتاب " الفاشوش في حكم قراقوش " لابن مماتي .
مرحلة التأليف و التجميع
هبط مستوى الأدب العربى بمصر فى هذه الفترة ، وذلك لأن الأدباء لم يجدوا تشجيعا من الحكام فاتجهوا إلى الاشتغال بحرف يرتزقون منها .
الخصائص التي تميز بها الشعر في هذه المرحلة
1 - أصبح الشعر صناعة واختلط إبداع الشعر بالتأليف الأدبى .
2 - ظهر شعر عامي يسمى (المواليا) انتقل من بغداد إلى القاهرة .
3 - ظهر التأريخ الشعري وهو ضبط تاريخ واقعة بأحرف تتألف منها كلمة أو جملة أو شطر أو بيت يكون مجموع حروفه بحساب (الجُمَّل) يساوي التاريخ الذي حدثت فيه الواقعة ، كقول أحد الشعراء يؤرخ وفاة ابن المؤيد سنة 922هـ.
قل للذي يبتغي تاريخ رحلته نجل المؤيد مرحوم و مبروك
- ومن شعراء و رواد هذه الفترة الشاب الظريف المتوفي سنة (688) هـ و الإمام البوصيري (695) هـ وسراج الدين الوراق (695) هـ وابن نباته المصري (768) هـ وابن حجة الحموي (837) هـ صاحب (خزانة الأدب) في شرح قصيدة نظمها مدحا للرسول صلى الله عليه وسلم على نظام (البردة) للبوصيري وزنا وقافية.
- النثر فى هذه المرحلة : تطور النثر في تلك المرحلة فظهرت السير الشعبية ودونت قصص (ألف ليلة وليلة).
مرحلة الضعف والانحدار
انحدر الأدب فيها انحداراً شديداً بعد أن أصبحت مصر ولاية تابعة للخلافة التركية وتراجعت مكانتها السياسية والأدبية واقتصر نشاط علمائها على الشروح والحواشي والتعليقات ، وانحط أسلوب الكتابة العربية لفظا ومعنى وخيالاً ، واختلطت أساليب التعبير العربية بالعامية ، وظهرت مؤلفات فى الخلافة والمجون ، وظل الأدب ينتقل من حال سيئة إلى حال أسوأ حتى عادت إليه نهضته في العصر الحديث مع مطلع القرن التاسع عشر.
أغسطس 2000- من المراحل التي مر بها الأدب العربي بمصر مرحلة التأليف والتجميع . تحدث عن حال الأدب في تلك المرحلة .
أغسطس 2003- اذكر أربعاً من السمات الفنية للنثر العربي في مصر خلال مرحلة النضج والازدهار
أغسطس 2008- تميز الشعر المصري في مرحلة النضج والازدهار بوضوح اتجاهين فنيين. وضحهما بإيجاز.

بطولة صلاح الدين لابن سناء الملك
التعريف بالشاعر : هو أبو القاسم القاضي السعيد هبة الله ابن القاضي الرشيد جعفر بن المعتمد بن سناء المُلك شاعر مصري ولد سنة 550هـ ، وقال الشعر في مختلف الأغراض ، وعمل كاتباً في عهد صلاح الدين وله كتب علمية وأدبية منها : (دار الطراز في الموشحات) و (روح الحيوان) و هو تلخيص لكتاب الحيوان للجاحظ وديوان شعره مطبوع . وتوفي بالقاهرة سنة 608 هـ. .
جو النص : البطل الناصر صلاح الدين بطولاته و أعماله العظيمة غنية عن التعريف ، وقد عاش ابن سناء الملك عن قرب مع صلاح الدين وتأثر بجهاده وانتصاراته الرائعة على الفرنج وعبر عن إعجابه الشديد بجهاده في هذه الأبيات الصادقة .
النص
1 - طلَعْتَ عليْهِمْ بالصَّباح من الظُّبَــا يُحيطُ به ليلٌ من النَّقْع مُظِلْــــــمُ
2 - فسـاءَ صبــاحُ المنْذَرِينَ لأنّــــــــــَهُ صباحٌ به زُرْقُ الأسنَّةِ أَنْجُـــــــــمُ
3 - وجيـشٌ بـه أُسـْدُ الكريهةِ غُضَّـــبٌ وإن شــئْتَ عِقْبانُ المنيَّةِ حُـــــوَّمُ
4 - يَعِفُّون عن كَسْبِ المغانِم في الوغَى فليسَ لهُم إلا الفــوارسُ مَغْــــنَمُ
5 - إذا قاتَـلُوا كـانوا سكوتًا شجاعـــةـً ولـكنْ ظُباهُمْ في الطُّلَى تتكلَّمُ
6 - ألِفْتَ ديارَ الكُفْرِ غـَزْوًا فَقَدْ غــــدَا جوادُكَ إذْ يـأِتي إليها يُحَمْحـــِمُ
7 - تُقاد ُ لك الأبطالُ قَبْلَ لقائِــــــــــهمْ لأنَّهُمُ مَـنْ نَقـْعِ جَيْشِك قد عَمُوا
8 - وما َيَعْصِمُ الكُفَّارَ عنْكَ حصُونُـــــهم ولا شَيْءَ بَعْدَ الله غَيْرَك يَعْصِمُ
9 - وكـُلُّ مكـانٍ أَنْتَ فيِه مُبــــــــــــارَكٌ وفى كُلِّ يومٍ فيه عيدٌ ومَوْسِـــمُ
10- ولا بَرِحَتْ مصرٌ أحقَّ بيُوســــــــفٍ من الشَّامِ لكنَّ الحظُوظَ تُقَسَّــمُ

الفكرة الأولى : " براعة قائد "
1 - طلَعْتَ عليْهِمْ بالصَّباح من الظُّبَــى يُحيطُ به ليلٌ من النَّقْع مُظِلْــــــمُ
2 - فسـاءَ صبــاحُ المنْذَرِينَ لأنّــــــــــَهُ صباحٌ به زُرْقُ الأسنَّةِ أَنْجُـــــــــمُ
اللغويات :
- طلعت عليهم : هجمت عليهم - الظُّبى : م ظُبة وهي حد السيف - النقْع : غبار المعركة - ساءَ : قبُح (وهي فعل ذم مثل بئْس) × حسن - المُنذَرين : المراد الأعداء ، و المُنذَرين اسم مفعول من (الإنذار) بمعنى التهديد والتخويف ، و التعبير (فساءَ صباحُ المنذَرين) مقتبس من قوله تعالى :( .. فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ) (الصافات: من الآية177 ) - زرق الأسنَّة : الأسنة اللامعة م سِنان وهو نصل الرمح .
الشـرح :
- لقد طلعت على أعدائك أيها البطل في جُنْح الظلام بجيش ضخم جرار يحمل جنودك سيوفاً براقة أضاءت الليل المظلم فجعلته صباحاً مشرقاً يحيط به غبار المعركة .
- ولكنه صباح ليس كأي صباح مر على الأعداء من قبل فلا سعادة للأعداء فيه بل هو نذير شر وسوء لهم ؛ لأنه حالك السواد تبرق فيه رماح أبطالنا كأنها نجوم لامعة تنتظر أن تمزق أجساد الأعداء.
س : كيف رسم الشاعر صورة الليل المضيء؟
جـ : ليل حالك السواد تبرق فيه السيوف فتضيء والرماح كأنها نجوم لامعة عندما هجم البطل صلاح الدين على الأعداء بجيشه الجرار.
مواطن الجمال والتـذوق الأدبى :
* [طلعْتَ عليهم بالصَّباح مِنَ الظُّبا] : كناية عن كثرة السيوف وقوة لمعانها . ويجوز اعتبارها : تشبيها للظبا (السيوف) في لمعانها بالصباح المشرق المضيء ، وسر جمال الصورة توضيح الفكرة ، و توحي بكثرة السلاح وصفاء معدنه ، الذي جعل الليل و كأنه نهار منير . س : ( طلعتَ عليهم بالصَّباحِ من الظبا - طلعتَ عليهم في الصباحِ من الظُّبا ) ما الفرق بين التعبيرين؟
جـ : - التعبير الأول : يدل على أن الهجوم كان ليلاً ولكن الظُّبا جعلته صباحا . - أما الثاني فيدل على أن الهجوم كان في وقت الصباح . * [طلعْتَ ] : تدل على السرعة والمفاجأة للعدو . * [يحيط به ليلٌ من النقْعِ مظلِمُ] : تشبيه للنقع وهو غبار المعركة في كثافته بليل مُظلم . وفيه توضيح وإيحاء بكثرة الجيش الزاحف وسرعته . * [الصَّباح - وليَّل مظلم] : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد . * تعريف (الصباح) للتعظيم ، وتنكير (ليلٍ) للتهويل . * [البيت الأول كله] : كناية عن شجاعة صلاح الدين وبسالة جيشه أيضاً . * [فسَاءَ صباحُ المنذَرِين] : الفاء للترتيب والتعقيب ، وهو أسلوب إنشائي للذم والتقبيح ، ويوحي بالهلاك والضياع . وفيه اقتباس من قوله تعالى : ( .. فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ) (الصافات: من الآية177 ) . وهذا الاقتباس يعكس البيئة اللغوية التى عاش فيها الشاعر . * [لأنَّهُ صباحٌ به زرقُ الأسنة أنجمُ] : تعليل لهذا السوء الذي أصاب العدو . فالصباح يأتي عادة بالخير ؛ لأنه يشرق بالشمس مصدر الدفء والنماء ، أما هذا الصباح فنذير بالمصير السيئ الذي ينتظر الأعداء ؛ لأنه مضاء بسيوف الأبطال اللامعة التي في شوق لأن تطيّر رقاب الأعداء الظالمين . * [زُرْقُ الأسنةِ أنجمُ] : تشبيه للأسنة في لمعانها بالنجوم ، و فيها توضيح ويوحي بكثرة الجيش وشدة مضاء (حدة) السيوف ونفاذها . وقد تأثر الشاعر في هذا بقول بشار بن بُرْد:
كأنَّ مُثارَ النَّقْعِ فوقَ رُءوسِنَا وأَسْيافَنا ليلٌ تهاوَى كواكِبُه
الفكرة الثانية : "عظمة الجيش المصري وبسالته "
3 - وجيـشٌ بـه أُسـْدُ الكريهةِ غُضَّــبٌ وإن شــئْتَ عِقْبانُ المنيَّةِ حُـــــوَّمُ
4 - يَعِفُّون عن كَسْبِ المغانِم في الوغَى فليسَ لهُم إلا الفــوارسُ مَغْنَــــمُ
5 - إذا قاتَـلُوا كـانوا سكوتًا شجــــاعةً ولـكنْ ظُباهُمْ في الطُّلَى تتكلَّمُ
اللغويات :
* أُسْد : أُسُود م أَسَد - الكَريهة : الحرب ج الكرائه (وسميت بهذا الاسم لآثارها المكروهة) - غُضَّب : م غاضِب أي ثائر × هادئون - عِقْبان : م عُقاب وهو طائر جارح - المنيَّة : الموت ج منايا - حُوَّم : دائرة م حائِم و هي تطوف بالميدان وهذا دليل على كثرة القتلى - يعِفُّون : يترفَّعون × يطمعون - المغانِم : الغنائم م مغنم - الوغى : الأصوات المختلفة والمراد الحرب - الفوارِس : الفُرسان م فارس وهو الماهر في ركوب الخيل والحرب والمراد أبطال الأعداء . - مغْنَم : مكسب ج مغانم - سُكوتاً : ساكتين - الطُّلَى : الأعْناق أو أصول الأعناق م طُلْية أو طُلاة .
الشـرح :
يرسم الشاعر صورة تجمع بين النواحي العملية والنواحي النفسية والخلقية لهذا الجيش : - يا له من جيش أبطاله كالأسود المفترسة الهائجة (من أجل رفعة دين الله) ، أو الطيور القوية الكاسرة ، التي تطوف بساحة الحرب ؛ لتحمل الموت المؤكد لأعدائها .( صفات نفسية ) . - إنهم فرسان شجعان يحاربون في سبيل نصرة الحق ، و كل هدفهم القضاء على الأعداء ، و يترفعون في الحرب عن جَمْع الغنائم . ( صفات خلقية ) . - و هم حين يقاتلون فهم يقاتلون في صمت ، ويتركون الإفصاح والكلام لرماحهم التي تبرز شجاعتهم عندما تنطلق لتقطِّع أعناق أعدائهم . ( صفات عملية )
مواطن الجمال و التـذوق الأدبى :
* [جيشٌ ] : فيه إيجاز بحذف المبتدأ للاهتمام بالخبر ، وتقديره (هذا جيش) و تنكير "جيش"للتعظيم * [أُسْدُ] : استعارة تصريحية ، فيها تصوير للجنود وفيها توضيح و توحي بالشجاعة . * [أُسْدُ .. غُضَّبٌ] : وصف للجنود يوحي بشدة القوة و الحماسة في الدفاع عن الدين و الوطن . * [الكَرِيْهَة] : كناية عن الحرب وسُمِّيتْ بذلك ؛ لأنها مكروهة لآثارها . * [عِقبان] : استعارة تصريحية ، تصور الجنود عقباناً ، وهي توحي بالتمكُّن من العدو و سرعة الانقضاض .
س: [ جيش به أسود بل عقبان - جيش به عقبان بل أسود ] أيهما أقوى ؟ ولماذا؟
جـ : التعبيرالثاني أقوى ؛ لأن فيه ترتيباً تصاعدياً يدل على قوة الجيش ، أما الأول ففيه نزول من الأقوى إلى الأضعف . * [عِقْبان المنيةِ] : إضافة عقبان إلى (المنيةِ)، توحي بالشراسة و أنها تؤدي إلى الموت . س :هل أفاد التعبير بقوله (وإن شئتَ) المعنى شيئاً ؟ وما رأيك في موضعها من البيت ؟
جـ : نعم. أفاد تنويع التصوير والانتقال من صورة الأسود إلى صورة العقبان التي تخطف أرواح الأعداء .- وموقعها ملائم للبيت ؛ لأنها تثير مشاعر السامع وتشركه في الخيال . * [يعفُّون عن كسْبِ المغَانمِ في الوغَى] : كناية عن سمو أهدافهم وترفعهم عن متاع الدنيا الزائل ، واستخدام المضارع للدلالة على الاستمرار واستحضار الصورة . * [المغانم] : التعبير بالجمع يفيد الكثرة والتنوع في المغريات . * [فليسَ لهم إلا الفوارسُ مغنمُ] : تعليل لما قبله . وهو أسلوب قصر وسيلته النفي (ليسَ) والاستثناء (إلا) ، وفيه تشبيه للفوارس بالمغنم . وجاءت كلمة (مغنمُ) نكرة مفردة للتعظيم والدلالة على أن هدفهم مغنم واحد لا يرضون به بديلاً . * [البيت الرابع] تأثر فيه الشاعر بقولِ عنترة يخاطب عبلة :
هلاَّ سألتِ الخيل يابنةَ مالكٍ إنْ كنتِ جـاهلةً بما لمْ تعلَمِي؟
يُخْبركِ مَنْ شِهدَ الوقيعةَ أنَّنِي أغشَى الوغَى وأعفُّ عندَ المغْنَمِ * [كانوا سكُوتاً ] : كناية عن الصبر والجدية والقوة . * [ظُباهم تتكلَّم] : استعارة مكنية ، فيها تصوير للظُّبا وهي تطيِّر رقاب الأعداء بأشخاص يتكلمون ، وفيها تشخيص وتوحي بكثرة القتلى . * [سكوتاً - وتتكلم ] : محسن بديعي/ طباق يوضح المعنى بالتضاد . * [الطُّلى ] : اختص (الطُّلى) ؛ لأنها موضع الذبح و كأن الأعداء شياه ، وهي توحي بسهولة قتل الأعداء . وقد وفق الشاعر فى استخدام الكلمات ( سكوتا ) ففى السكوت دلائل الصبر ، وفى الصبر دلائل القوة وكلام المقاتلين ثرثرة أما كلام الأسلحة فدمار ودماء . وليس معنى ذلك أن المقاتل لا يحتاج إلى الكلام . إنه يحتاجه مثلا فى ترديد أناشيد الحرب ، وهذا الكلام يعوض جانب الخوف والضعف فى نفسه ليقوى على المواجهة .
الفكرة الثالثة : " جهاد و نصر دائم "
6 - ألِفْتَ ديارَ الكُفْرِ غـَزْوًا فَقَدْ غدَا جوادُكَ إذْ يـأِتي إليها يُحَمْحـــــِمُ
7 - تُقاد ُ لك الأبطالُ قَبْلَ لقـــــائِــهمْ لأنَّهُمُ مَـنْ نَقـْعِ جَيْشِك قد عَمُــوا
8 - وما َيَعْصِمُ الكُفَّارَ عنْكَ حصُونُهم ولا شَيْءَ بَعْدَ الله غَيْرَك يَعْصِمُ
اللغويات
ألِفْتَ : أي تعوّدت ×كرهت - غــزْوًا : هجوماً - غَدَا : صار - جَوادك : حصانك ج جِياد - إذْ : حِينَ - تُقاد : تُساق وتدفع - يُحمْحِمُ : الحمْحمَة تردُّد صوت الفرس في حلقه وهو صوت أقل من الصهيل - نقْع : غُبار - عمُوا : لم يُبصروا - يعصِم : يمنع ويحمى .
الشـرح :
لقد تعودت على غزو أماكن الكفار وصار حصانك خبيراً بدروبها (بأماكنها ) ؛ لكثرة تردده عليها فحينما يأتي إليها يحمحم إعلاناً عن حماسه للمعركة ... - و لكثرة جيوشك الجرارة أثر في هزيمة الأعداء قبل اللقاء حيث لا يبصرون شيئا من كثافة الغبار ، فيقعون أسرى .. - و مهما حاول الأعداء الاعتصام (الاحتماء) منك فلن تنفعهم حصونهم فلا عاصم لهم بعد الله غيرك . . س : وضح ما في هذه الأبيات من أثر الإسلام . .
جـ : أثر الدين يتضح في قوله (وما يعصم الكفار عنك حصونهم) المتأثر فيه بقول الله تعالى : ( وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ ) (الحشر: من الآية2) .
س : اعتمد الشاعر في كثير من المواضع على المبالغة في المعنى والخيال وضح مع التعليل .
جـ : يظهر ذلك واضحا في البيت السابع حيث ذكر أن هزيمة الأعداء تبدأ قبل لقائهم ؛ لأنهم ( قد عموا ) لا يبصرون شيئا من كثافة غبار الجيش فيقعون أسرى في يد صلاح الدين والمعروف أن الغبار يمنع الرؤية لفترة مؤقتة محدودة ولا يصيب العيون بالعمى ، وهي مبالغة مقبولة ؛ لأنها تلائم عاطفة كراهية الأعداء .
مواطن الجمال و التـذوق الأدبى :
* [ألِفْتَ ديارَ الكُفْر غزوًا] : كناية عن كثرة الغزوات . * [الكفْر ] : مجاز مرسل عن أهل الكفر علاقته (الحالِّية) فهو حال ( يحل ) في قلوبهم ، وسر جمال المجاز : الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة والمبالغة المقبولة . *[جوادُك إذْ يأتِي إليها يُحمْحِمُ ]:كناية عن معرفة الجواد المتكررة لهذه الأماكن لكثرة تردده عليها. * [تُقادُ لك الأبطالُ] : فيه إيجاز بحذف الفاعل ، وبناء الفعل للمجهول للدلالة على استسلامهم بعد انعدام حيلتهم في الدفاع عن أنفسهم . * [الأبطال ] : تعبير يدل على إعلاء شأن صلاح الدين ؛ فهو لا يهزم ويقهر المحاربين فحسب بل الأبطال الأشداء من الأعداء . وهو هنا متأثر بقول المتنبى : ( تقاد لك الأبطالل كلمى هزيمة ) * [لأنهم من نقعِ جيشِك قَد عَمُوا] : تعليل لما قبله ، وهو كناية عن كثرة الجيش المثير للغبار الكثير الذي حجب الرؤية ، وفيها مبالغة ؛ لأن الغبار يمنع الرؤية فقط ولا يصيب العيون بالعمى ، كما أن ذلك لفترة محدودة وليست دائمة ، ولعل هذه المبالغة مناسبة ؛ لأنها تلائم عاطفة البغض والكره للأعداء . * [قد عَمُوا] : أسلوب مؤكد (بقد) للدلالة على عجز الأعداء وقلة حيلتهم . * [ما يعصمُ الكفارَ عنك حُصونُهم] : تعبير يدل على قوة الهجوم والوصول إليهم رغم قوة الحصون ، وهو يستمد هذا المعنى من قول الله تعالى : ( وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ ) (الحشر: من الآية2 ) .
* [لا شيءَ بعدَ اللهِ غيرَك يعصمُ ] : تعليل لما قبله وهو أسلوب قصر وسيلته النفي (لا) والاستثناء (غَيْر) يفيد التوكيد وتخصيص الحكم .
الفكرة الرابعة : " مكانة صلاح الدين "
9 - وكـُلُّ مكـانٍ أَنْتَ فيِه مُبـــــارَكٌ وفى كُلِّ يومٍ فيه عيدٌ ومَوْسِمُ
10- ولا بَرِحَتْ مصرٌ أحقَّ بيُوسفٍ من الشَّامِ لكنَّ الحظُوظَ تُقَسَّمُ
اللغويات :
- مُبارَك : فيه الخير والبركة وهو اسم مفعول الماضى منه ( بورك ) - موْسِم : مجمع للناس والمراد الفرح والسعادة - لا بَرِحت : لا زالت - أحق : أولى وأجدر - يُوسف : أي صلاح الدين - الحظُوظَ : م الحظ ، و هو النصيب .
الشـرح :
لك في قلوب المسلمين مكانة عظيمة فأنت موضع الترحيب في كل زمان ومكان ؛ لأنك نبع الخير والبركة والسعادة .. ومصر تأمل أن تقيم فيها دائما فهي أحق بمقامك من الشام التي حظيت بك لكن الحياة حظوظ. . وكل إنسان يأخذ حظه فيها .
مواطن الجمال و التـذوق الأدبى :
* علاقة البيتين بالأبيات قبلهما : نتيجة لما قبلهما إذ يترتب على شجاعة صلاح الدين وانتصاراته أن تكون له مكانة عظيمة فتتعلق به كل القلوب ؛ لأنه مصدر الخير والبركة . * [كُّل مكانٍ مباركٌ وكلُّ يومٍ عيدٌ ] : جمع الزمان والمكان ؛ ليدل على شمول السعادة به دائماً . وكنايتان عن تقوى صلاح الدين ، وحب الناس له . * [يُوسفُ ] : فيها تورية فمعناها القريب غير المقصود هو (سيدنا ُيوسفُ عليه السلام ) حيث أقام بمصر بعد إخراجه من الجب (البئر) . والمعنى البعيد المقصود هو (يُوسفُ) البطل صلاح الدين . وسر جمال التورية إثارة الذهن . * [لكنَّ الحظوظ تُقسَّم]:استدراك يدل على مكانة صلاح الدينِ الذي كانت إقامته من نصيب الشام. . التعليق :
الغرض الشعري لهذا النص : الحماسة و الفخر . ملامح شخصية الشاعر : 1- أديب بارع موهوب . 2- معجب ببطولة صلاح الدين . 3- متأثر بالثقافة الدينية ويظهر ذلك في اقتباسه من القرآن.

أثر البيئة في النص :
1 - ظهور الصراع بين العرب والفرنج
2 - مكانة صلاح الدين في القيادة وإحراز النصر
3 - قوة جيش مصر ووقوفه مع المبادئ والتعفف عن الغنائم
4 - استخدام الخيل والسيوف والرماح في المعارك.
الخصائص الفنية لأسلوب الشاعر :
- الأفكار : مترابطة متسلسلة . - الألفاظ : جاءت واضحة ملائمة للجو النفسي الحافل بالحب والإعجاب - والعبارات جزلة قوية والأساليب خبرية تقريرية والمحسنات قليلة وغير متكلفة . - الصور: جميلة ومتنوعة بين التشبيه والاستعارة والكناية و المجاز وفيها توضيح وتجسيم وتشخيص . - الموسيقا : ظاهرة في الوزن والقافية وخفية نابعة من انتقاء الألفاظ وترابط الأفكار وجمال التصوير . – يميل الشاعر إلى اتجاه الصنعة حيث الزخارف اللفظية والمحسنات والصور والمبالغة فى الكلمات مثل ( غضب – أسود – عقبان .... ) والتأثر بالقرآن الكريم والشعر القديم .
تدريبات و أسئلة ميدانية :
س : تخير الإجابة الصحيحة لما يأتي من بين القوسين:
- ( فسَاءَ صباحُ المنذَرِين ): أسلوب (اقتباس - تضمين - استشهاد - قصر )
- وصف الأسنة بالزرقة يدل على : (لونها - مضائها - صفائها)
- (الظبا) جمع : (ظبة - ظبية - ظبي) - (الطلي) جمع : (طلاء - طلية - طلل)
- تنكير (جيش) : (للتكثير - للتقليل - للتعظيم) - جمع (جواد) : (أجواد - أجاود - جياد) - (الفوارس) هم : (راكبو الخيل - راكبو الجمال - الأبطال) - (تقاد لك الأبطال) توحي :(بقوة صلاح الدين - بقوة الأعداء - بذل الأعداء)
- (لا شيء بعد الله غيرك يعصم) أسلوب : (نهي - قصر - دعاء)
- القصيدة : ( تسجل أحداثاً تاريخيةً عظيمة ـ تمثل المدح الزائف ـ تبرز ملامح البيئة)
( 1 )
1 - طلَعْتَ عليْهِمْ بالصَّباح من الظُّبَــى يُحيطُ به ليلٌ من النَّقْع مُظِلْــــــمُ
2 - فسـاءَ صبــاحُ المنْذَرِينَ لأنّــــــــــَهُ صباحٌ به زُرْقُ الأسنَّةِ أَنْجُـــــــــمُ . 3- وجيش به أســد الكريهة غضب وإن شئت عقبان المنية حـــــوم
أ ) هات ما يلى فى جمل من عندك : مفرد ( الظبى ) ومضاد ( المنذرين ) ووجمع ( الكريهة ) ب ) أشرح الأبيات شرحا أدبيا مبرزا عاطفة الشاعر . ج ) فى الأبيات اقتباس وتاثر بالشعر القديم . وضح ذلك مبينا أثره . د ) استخرج من : - أسلوبا إنشائيا وبين نوعه وغرضه – صورتين مختلفتين وبين سر جمالهما. . ( 2 )
الدورالأول 1996م
وجيش به أســد الكريهة غضب *** وإن شئت عقبان المنية حوم
يعفون عن كسب المغانم في الوغى *** فليس لهم إلا الفوارس مغنم
إذا قاتلوا كانوا سكوتاً شــجاعة *** ولكن ظباهم في الطلى تتكلم
(أ) - ضع مفرد " عقبان" ، مرادف " الكريهة" في جملتين من تعبيرك .
(ب) - وصف الشاعر جيش صلاح الدين بصفات عظيمة . وضحها من خلال الأبيات السابقة .
(جـ) - استخرج من الأبيات صورة جميلة ، وبين نوعها ، وسر جمالها . . ( 3 )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elawa2l.com/vb
أشرف على
admin

admin
أشرف على


ذكر
عدد المساهمات : 27639
نقاط : 60776
تاريخ التسجيل : 04/09/2009
الموقع : http://elawa2l.com/vb

الأوسمة
 :
11:

منهج الأدب والنصوص المرحلة الأولى الثانوية العامة الجزء الثانى Empty
مُساهمةموضوع: رد: منهج الأدب والنصوص المرحلة الأولى الثانوية العامة الجزء الثانى   منهج الأدب والنصوص المرحلة الأولى الثانوية العامة الجزء الثانى Emptyالأربعاء 21 مارس 2012 - 4:22

. الدور الثاني2003 م . ألفت ديار الكفـر غزوا فقد غدا *** جوادك إذ يأتي إليها يحـمحم
تقـــاد لك الأبطال قبل لقائهم *** لأنهم من نقع جيشك قد عموا
وما يعصم الكفار عنك حصونهم *** ولا شيء بعد الله غيرك يعصم
(أ) - ضع مقابل " ألف " وجمع (جواد) في جملتين مفيدتين من تعبيرك .
(ب) - ما مظاهر قوة صلاح الدين كما فهمت من الأبيات ؟
(جـ) - " من نقع جيشك قد عموا " ما نوع هذه الصورة ؟ وما رأيك فيها (د) - في البيت الثالث محسن بديعي استخرجه وبين نوعه وقيمته في المعنى .

( 6 )
الدور الثاني 1998م
و جيش به أسد الكريهة غضــب *** وإن شئت عقبان المنية حوم
يعفون عن كسب المغانم في الوغى *** فليس لهم إلا الفوارس مغنم
إذا قاتلوا كانوا سكوتاً شـــجاعة *** و لكن ظباهم في الطلى تتكلم
(أ) - هات معنى " يعفون " ، ومفرد " الطلى " في جملتين من إنشائك .
(ب) - استخرج من البيت الثالث لوناً بديعياً ، ووضحه ، ثم بين رأيك فيه .
(جـ) - اشرح الأبيات بأسلوبك ، ثم ضع لها عنواناً مناسباً من عندك .
( 7 ) . الدور الثاني2006 م
- وجيـشٌ بـه أُسْـدُ الكريهةِ غُضَّبٌ *** وإن شئْتَ عِقْبانُ المنيَّةِ حُوَّمُ
- يَعِفُّون عن كَسْبِ المغانِم في الوغَى *** فليسَ لهُم إلا الفوارسَ مَغْنَمُ
- إذا قاتَـلُوا كانوا سكــوتًا شجاعةً *** ولكنْ ظُباهُمْ في الطُّلَى تتكلَّمُ
(أ) - في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها ، أجب :
- مرادف " المنية " : (الموت - الضعف - الخسف) .
- مضاد " الكريهة " : (الحمام - السلام - المنام) . (ب) - بمَ وصف الشاعر جنود صلاح الدين في الأبيات السابقة ؟ (جـ) - " ظباهم في الطلى تتكلم " ما نوع الصورة في هذه العبارة ؟ و ما قيمتها في أداء المعنى ؟
(د) - لماذا اعتبر النقاد تجربة الشاعر في نصه أصيلة وصادقة ؟ ( هـ ) ما المدرسة الأدبية التى يمثلها الشاعر ؟ و ما خصائصها الفنية ؟ ( إضافى ) ( د ) وضح البيئة اللغوية لعصر الشاعر . مستشهدا من أبيات القصيدة .

مصر جنة الحسن لبهاء الدين زُهيْر
التعريف بالشاعر :
" بهاء الدين زهير" هو شاعر مصري رقيق الإحساس ولد بالحجاز سنة 581 هـ ، وجاء مع أسرته إلى مدينة (قوص) بصعيد مصر وتعلم فيها حيث كانت مركزا ثقافيا وعلمياً كبيراً ، ولما نضجت موهبته الأدبية عمل كاتبًا لحاكمها فترة ، ثم انتقل إلى القاهرة واتصل بالملك الصالح نجم الدين أيوب ، وعمل في ديوان الإنشاء ، وسجَّل انتصارات مصر في معاركها مع الصليبيين ، وتوفي سنة 656 هـ وله ديوان مطبوع.
جو النص :
اضطر الشاعر لظروف الحياة أن يفارق مصر التي أحبها ، فشعر بالغربة والحنين إلى وطنه فأبدع هذه القصيدة الجميلة التي تبرز تجربة شعرية ذاتية صادقة .
النص
1 - أأرحَلُ من مصـرٍ وَطِيبِ نَعيمِهَـــــا ؟*** فأي مكانٍ بَعْدَها لِيَ شــــائقُ؟ 2 - وكيفَ و قَدْ أَضْحَتْ من الحُسْنِ جَنَّةً *** زرَابِيُّها مَبْثُوثَةٌ والنَّمــــــــــارِقُ؟
3 - وإخوانُ صِدْقٍ يجمعُ الفضلُ شَمْلَهُــمْ *** مجَالسُهم ممَّا حَوَوْهُ حدائــــِقُ 4 - أسكان مصر إن قضى الله بالنـــــــوى*** فثم عــــهود بيننا و مواثــــــــــق 5 - فلا تذكروها للنســــيم فإنــــــــــــــه*** لأمثالها من نفحة الروض سارق 6 - إلى كم جفوني بالدموع قريحـــــــة ؟*** وحــتام قلبي بالتفرق خافـــــــق ؟ 7 - ففي كلِّ يومٍ لِى حــنينٌ مجـــــــــــدَّدٌ*** وفي كلِّ أرْضٍ لي حـبيبٌ مُفارِقُ 8 - يُحـرِّك وَجْدِى في الأراكةِ طـــــــــائرٌ*** ويَبْعَثُ شَـجْوِى في الدُّجُنَّةِ بارقُ 9 - وأقسِمُ ما فارقْتُ في الأرضِ منــــزلاً*** ويُذْكَرُ إلا والدُّمـوعُ سَـــــــوابِقُ 10 - وعِنْدِي مِنَ الآدابٍ في البُعْدِ مُؤْنِسٌ*** أفَارِقُ أوطانِي وليْسَ يُفَـــــــارِقُ

الفكرة الأولى : " روعة مصر و جمالها "
1 - أأرحَلُ من مصـرٍ وَطِيبِ نَعيمِهَا ؟ *** فأي مكانٍ بَعْدَها لِيَ شائقُ؟
2 - وكيفَ و قَدْ أَضْحَتْ من الحُسْنِ جَنَّةً *** زرَابِيُّها مَبْثُوثَةٌ والنَّمـارِقُ؟
3 - وإخوانُ صِدْقٍ يجمعُ الفضلُ شَمْلَهُمْ *** مجَالسُهم ممَّا حَوَوْهُ حدائِقُ
اللغويات :
- أرحَلُ × أقيم – أبقى – أقيم - طِيبِ نعيمها : خيرها وسعادتها ‏× شقاء و جحيم - شائِق: جذَّاب ، ممتع - أضْحتْ : أصبحت ، مادتها " ضحو " - مكان : ج أمكنة - الحُسْن : الجمال × القبح ج محاسن - زرابيها : وسائدها م زَرْبية ، وهى الوسادة تبسط للجلوس عليها - النمارقُ : م نُمرُق ، وهى الوسادة الصغيرة التي يُتكأُ عليها ، وهذه الألفاظ مقتبسة من القرآن الكريم في سورة الغاشية (ونمارقُ مصفوفةٌ وزرابىُّ مبثوثةٌ) - مبْثوثة : مبسوطة ، مفرقة ، موزعة - إخوانُ صدْقٍ : أصدقاء مخلصون - الفضْل: حُسْن الأخلاق ( الزيادة فى كل صفة نبيلة ) ج أفضال - شمْلهم : جمْعهم - حوَوْهُ : جمعوه من العلم والأدب والكرم .
الشـرح :
لا يصدق الشاعر أنه يستطيع الرحيل عن معشوقته مصر التي ليس هناك مكان في الدنيا يساويها سحراً و جمالاً . و وصف مصر بالجمال و بأنها ساحرة ذات جاذبية، فهي جنة الله في الأرض التي بها كل وسائل الراحة .- أما أهلها فالوفاء شعارهم و الأخلاق الفاضلة عنوانهم و مجالسهم تحفل بالحديث عن العلم والأدب كأنها حدائق غنّاء.
س : في أي الأبيات يبدو الشاعر متأثراً بالقرآن الكريم ؟
جـ : يبدو الشاعر متأثراً بالقرآن الكريم في البيت الثاني في قوله : (زرَابِيُّها مَبْثُوثَةٌ والنَّمارِقُ)فهو مقتبس من القرآن الكريم في سورة الغاشية "وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ(16) " (الغاشية: 15- 16) .
س : عيِّنْ من الأبيات تعبيرًا من البيئة المصرية وبين ودلالته .
جـ : ما يعبر عن البيئة المصرية قوله : (يجمعُ الفصلُ شملهم) ويدل على حِرْص المصريين على جمع الشمل والألفة. . مواطن الجمال و التـــذوق الأدبى :
[أأرحُل من مصرٍ وَطِيبِ نَعيمِهَا] : أسلوب إنشائي / استفهام غرضه : التعجب والتحسر. عطف (طيب نعيمها) على (مصر)أفاد أن مصر بلد الخير و النعيم و بالتالي فراقها و البعد عنها صعب وقاسٍ على النفس . [طيب] : تدل على انجذاب النفس إلى مصر ، وإضافته إلى نعيمها يفيد أن هذا النعيم خاص بمصر [فأي مكانٍ بعدها لي شائق؟] : أسلوب إنشائي / استفهام غرضه : النفي ، وهو تعليل للشطر الأول . [أرحل - شائق] : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد . [وكيف؟…إلخ] : أسلوب إنشائي / استفهام للتعجب ، وتكرار الاستفهام يدل على قوة العاطفة وإشراك السامع أو القارئ له . [قد أضحت من الحسن جنة] : تشبيه لمصر بالجنة وهو تشبيه تقليدى فاتر يكثر استعماله على ألسنة الشعراء ، وسر جماله توضيح لانفراد مصر بهذا الجمال دون غيرها . [زرَابِيُّها مَبْثُوثَةٌ والنَّمارِقُ] : اقتباس من القرآن يزين الأسلوب ويثير الذهن . وفائدة الاقتباس هنا أنه أضفى على التشبيه شيئا من الجمال . وظاهرة الاقتباس فى الشعر لها دلالتها على عصر الشاعر الذى أغرم الشعراء فيه بالاقتباس . [إخوان صدق] : تعبير يدل على صفة يتميز بها المصريون وتلازمهم فهم على مر التاريخ صادقون أوفياء لا يغدرون ولا يخونون . [يجمع الفضل شملهم] : كناية عن نسبتهم إلى الفضل . وهو تعبير منتزع من البيئة المصرية [الفضل] : تدل على الزيادة والتفوق وهى توحي بالوقار وحسن الأخلاق . [مجالسهم مما حووه حدائق] : تشبيه بليغ فقد شبه مجالسهم العامرة بالعلم والأدب والفكاهة بالحدائق الطيبة الثمار العطرة الأزهار ، و هي صورة توضح مكانة علماء و أدباء مصر .
الفكرة الثانية " الحفاظ على العهد شيمة المصريين "
4 - أسكان مصر إن قضى الله بالنوى *** فثم عــــهود بيننــــا و مواثق
5 - فلا تذكروها للنســــيم فإنــــــه *** لأمثالها من نفحة الروض سارق
اللغويات :
- أسكَّانَ مصرَ : الهمزة حرف نداء للقريب - قضَى : حكم ، أراد - النَّوَى : البُعْد والفراق × القرب ، اللقاء - ثَمَّ : هناك ( ظرف مكان ) - مواثِق : مواثيق وعهود م موثِق ، أما مِيثاق فجمعها مواثِيق – النسيم : الريح اللينة - نفحَة : عطْر ج نفحات - الرَّوْض : م روْضة ، وهى الحديقة .
الشـرح :
يا أبناء مصر الحبيبة إن قدر الله علينا فراق الوطن وتركه فإن بيننا صلات قوية ومواثيق و عهودا على الوفاء و الحب فاحفظوها كما احفظها ولا تذكروها للنسيم ؛ حتى لا يسرقها منكم كما يسرق العطر من أزهار الرياض فهذه المواثيق طيبة عطرة مثلها .
س: لماذا طلب الشاعر ألا نذكر العهود للنسيم في البيت الخامس؟ وما رأيك في طلبه؟
جـ : طلب ذلك حتى لا يسرقها النسيم . هدفه أنها عهود جميلة عطرة . ولكنه ناقض الجو النفسي فهناك فرق بين العطر والسرقة فروائح العطر محبوبة والسرقة مكروهة.
مواطن الجمال و التذوق الأدبى :
[أسكان مصر] : أسلوب إنشائي / نداء لإظهار الحب ، و استخدام الهمزة التي هي لنداء القريب؛ ليوحي بعمق الرابطة التي تربطه بالوطن . [إن قَضَى الله بالنَّوَى] : أسلوب يدل على أن هذا الفراق من صنع القدر وليس بإرادته هو؛ ولذلك استخدم أداة الشرط " إن " الدالة على الشك كأنه يشك في فراقه وطنه ، وهذا دليل على شدة تعلقه بالوطن . [فثَم عُهودٌ بيْنَنا وموَاثِقُ] : كناية عن دوام الصلة و الروابط بينه وبينهم .
[عُهودٌ - موَاثِقُ] : جاءت جمعاً ؛ لتوحي بتعدد هذه الروابط وقوتها فهناك رابطة الدم واللغة والدين والوطن والصداقة وغيرها ، و تنكيرها للتعظيم وفيها اطناب بالترادف للتوكيد . [فلا تذكرُوها للنَّسِيمِ] : أسلوب إنشائي / نهى للنصح ، وفيه استعارة مكنية تصور النسيم إنسانا يسمع وسر جمالها التشخيص . [فإنَّهُ لأمثالِها من نَفْحةِ الرَّوْضِ سارقُ] : تعليل لما قبله وهو مؤكد بإن ، وفيه تشبيه ضمنى ( الكتاب المدرسى ) لهذه العهود بنفحة الروض وسر جماله التوضيح ويوحي بالخير والسعادة . [إنه سارق] : استعارة مكنية تصور النسيم إنسانا يسرق وفيها تشخيص وتوحي بخفة النسيم وطيب رائحته . و يعاب على الصورة السابقة عدم ملاءمتها للجو النفسي ؛ فالنسيم محبوب يستمتع به الناس والسرقة مكروهة ينفرون منها . [الرَّوْضِ] : مجاز مرسل عن الزهر علاقته : المحلية .
الفكرة الثالثة : " حنين إلى الوطن "
6 - إلى كم جفوني بالدموع قريحة ؟ *** وحــتام قلبي بالتفرق خافق ؟
7 - ففي كلِّ يومٍ لِى حــنينٌ مجدَّدٌ *** وفي كلِّ أرْضٍ لي حـبيبٌ مُفارِقُ
8 - يُحـرِّك وَجْدِى في الأراكةِ طائرٌ *** ويَبْعَثُ شَـجْوِى في الدُّجُنَّةِ بارقُ
اللغويات :
إلى كمْ ؟ : إلى متى - جِفوني : م جفْن وهو غطاء العين - قَرِيحة : جريحة وقد أخطأ الشاعر فى ذلك ، فالمفروض أن يقول ( قرحى ) لأن مؤنث قريح : قريح أيضا ، فنقول ( رجل قريح وامرأة قريح )والجمع ( جفون قرحى ) أما جمع ( قريحة ) : قرائح . - حتَّام ؟ : مكونة من حرف الجر (حتَّى) واسم الاستفهام (ما) والمراد : إلى متى؟ - بالتَّفـرُّقِ × بالتلاقي - خافِق : مضطرب - حنِين : شوْق - مُفارِقُ : راحل × مقيم - وجْدي : شوقي - بارِق : برق لامع ج بوارق. - الأراكَة : شجرة كثيرة الفروع لها ثمار حمر دكناء تؤكل والجمع ( أراك ) - شجوي : شوقي وحزني × سروري - الدُّجنَّة : السواد و الظلام ج الدُّجُن
الشـرح :
كثيرا ما أبكى حتى تقرحت الجفون ولا زال قلبي يخفق من أثر التفرق و البعاد فمتى يهدأ ؟!!.. وحنيني لا ينقطع لأحبابي الذين تركتهم في كل ناحية من أرض الوطن .. يحرك هذا الحنين تغريد طائر فوق غصنه ، ويهيجه لمع برق في ظلام الليل .
س : ما مظاهر حب الشاعر لوطنه؟
جـ : تتضح هذه المظاهر في كثرة البكاء حتى تقرحت الجفون نتيجة البعد وأن قلبه يخفق ويضطرب من أثر الفراق كما أن حنينه لا ينقطع تثيره انتفاضة عصفور أو صياح طائر أو وميض البرق .
مواطن الجمال والتـــذوق الأدبى :
[إلى كَمْ جُفُونِي بالدموعِ قريحةٌ؟] : استفهام لإظهار الألم والحيرة . [جُفُونِي بالدموعِ قريحةٌ؟] : كناية عن كثرة البكاء والدموع و تواصلها حتى قرحت الجفون . [قريحةٌ؟] : توحي بالأوجاع الشديدة و المعاناة . [وحتَّامَ قَلْبي بالتَّفرُّقِ خافِقُ؟] : استفهام لإظهار الألم والحيرة وهو كناية عن شدة الشوق الذي ظهر في خفقان القلب . [فَفِي كلِّ يومٍ لِي حنينٌ مجدَّدٌ وفي كلِّ أرْضٍ لي حبيبٌ مُفارِقُ] : كناية عن شدة العذاب و طول المعاناة [في كل يوم لي حنين - في كل أرض لي حبيب] : حسن تقسيم له تأثير موسيقى جميل . [يُحرِّك وَجْدِي في الأراكةِ طائرٌ ويَبْعَثُ شَجْوِي في الدُّجُنَّةِ بارقُ] : استعارتان مكنيتان فيهما تجسيم للوجد والشجو . [الدُّجُنَّةِ - بارقُ] : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد . س: امتزجت أحاسيس الشاعر مع الطبيعة وضح من خلال فهمك للبيت الثامن .
جـ : بالفعل امتزجت أحاسيس الشاعر مع الطبيعة و يتضح ذلك في تحريك وجده (شوقه) بغناء طائر ـ وثورة شوقه مع البرق فالطائر ينوح حنيناً إلى إلفه فيذكِّر الشاعر بوطنه ـ والبرق يلمع فيثير نار الشوق في ظلام الغربة ، وهكذا يظهر اندماج الشاعر في الطبيعة و شدة تفاعله معها.
الفكرة الرابعة : " صورة الوطن لا تفارق الفكر "
9 - وأقسِمُ ما فارقْتُ في الأرضِ منزلاً ويُذْكَرُ إلا والدُّمـوعُ سَوابِقُ
10 - وعِنْدِي مِنَ الآدابٍ في البُعْدِ مُؤْنِسٌ أفَارِقُ أوطانِي وليْسَ يُفَارِقُ
اللغويات :
- أُقسِم : أحلف - منزلاً : المراد وطناً - سوابِق : مسرعة في الجريان - الآداب : الفضائل ، والمراد ذكريات الوطن وحبه - مُؤنس : يزيل الوحشة ويخفف الغربة - أُفارق أوطاني : أبعد عنها بجسمي ولا يفارقني خيالي .
الشـرح :
وأقسم أنني لم أنسَ وطني فكلما جاء ذكره إلا وفاضت دموعي غزيرة .. فلقد نشأت على الوفاء والإخلاص له وإن استرجاعي لذكرياتي الجميلة عن الوطن هي التي ستخفف عني الغربة وتؤنسني في البعد ؛ فصورة الوطن الغالي لا تفارق خيالي .
التـــذوق :
س :أكد الشاعر صدق حبه لبلاده في البيت التاسع بوسيلتين، وضح ذلك.
1 - القسم في قوله : (وأقسم ما فارقت في الأرض منزلا...... إلخ).
2 - أسلوب القصر في قوله : (... ما فارقت .... إلا والدموع سوابق).
و ذلك لتأكيد شدة حنينه وشوقه للوطن. [منزلاً] : نكرة للتعظيم . [الدموع] : جاءت جمعا للدلالة على الكثرة . [عندي من الآداب مؤنسٌ] : استعارة مكنية ، تصور الآداب بالأنيس ، وسر جمالها التشخيص ، وتوحي بحسن الصفات . [مؤنسٌ] : نكرة للتعظيم . [أفارق - ليس يفارق] : محسن بديعي / طباق بالسلب يوضح المعنى بالتضاد .
التعليق :
غرض النص :
الحنين إلى الوطن والشوق إليه ، وهو غرض قديم . ملامح شخصية الشاعر :
1 - شديد الحب للوطن.
2 - أصيل الثقافة متأثر بالقرآن الكريم.
3 - يمتاز بالوفاء والمحافظة على العهد.
4 - رقيق المشاعر خفيف الروح.
أهم سمات و خصائص شعر بهاء الدين زهير :
1 - سهولة الألفاظ ووضوحها .
2 - ترابط الأفكار .
3 - التأثر بالقرآن الكريم .
4 - قلة المحسنات البديعية مع عدم التكلف فيها .
5 - بعض الصور جاءت قديمة ، ولكنها جميلة التصوير .
6 - يمثل اتجاه الرقة الذى يؤثر المعنى على الزخرف اللفظي ويميل إلى البساطة في التعبير ، واستعان بإيحاء الكلمات والأساليب .. وأكثر من الاعتماد على الاستفهام الذي يعبر عن الحيرة والقلق التي يعانى منها الشاعر المغترب .
أثر البيئة في النص:
1 - جمال مصر موقعا وطبيعة ومناخاً له أثره في شعر المصريين .
2 - حسن أخلاق أهلها وامتيازهم بالوفاء.
3 - خفة الروح المصرية وحرصهم على جمع الشمل والألفة.
س : كيف مثلت لغة الشاعر عصره و بيئته ؟ وضح في ضوء النص .
جـ : يتضح ذلك في الاقتباس القرآني في البيت الثاني سورة الغاشية (ونمارقُ مصفوفةٌ وزرابىُّ مبثوثةٌ) ، وأدباء ذلك العصر كانوا مغرمين بالاقتباس و التضمين ، كما أن اجتماع الشمل في قوله : [يجمع الفضل شملهم] منتزع من واقع البيئة المصرية ؛ ليعبر عن السعادة والراحة و الود .
س : وضحْ أساليب الاستفهام في النص وبيِّنْ دلالة كل منها على المعنى ودلالتها مجتمعة على صدق تجربة الشاعر؟
جـ : في النص خمسة استفهامات :
1 - (أأرحلُ عن مصرَ وطيب نعيمها؟) وغرضه التعجب والتحسر.
2 - (فأي مكانٍ بعدها لي شائق؟) وغرضه النفي .
3 - (كيفَ وقَدْ أَضْحَتْ من الحُسْنِ جَنَّةً) غرضه التعجُب .
4 - (إلى كَمْ جفوني بالدموع قريحةٌ؟) 5 - (وحتّـَامَ قَلْبـي بالتَّفـرُّقِ خافِقُ ؟) وكلاهما لإظهار الألم والحيرة .
- وهذه الاستفهامات مجتمعة تؤكد صدق الحنين والشوق وقوة العاطفة وشدة معاناة الفراق مما يؤكد صدق التجربة .
تدريبات وأسئلة ميدانية :
س1 : ما أبرز صفات المصريين كما أوضحتها الأبيات ؟
س2 : اختر الصواب :
- (فأي مكان بعدها لي شائق؟) استفهام غرضه : (النفي - التعظيم - التحقير)
- معنى كلمة (زرابيُّها) : (مراتبُها - وسائدُها - حظائرُها)
- مفردُ كلمة (نمارق) : (مرق - نُمرق - نُمَيْرِق)
- مضادُ كلمة (نَعيم) : (جحيم - عُسْر - فقر)
- الهمزة حرف نداء : (للقريب - البعيد - للقريب والبعيد)
- مرادف (النوى) : (النية - جمع نواة – البعد - نبحث في المعجم عن (مواثق) في : (مثق - وثق - يثق)

( 1 )
الدور الثاني 2004 م
- أأرحَلُ من مصـرٍ وَطِيبِ نَعيمِهَا ؟ *** فأي مكانٍ بَعْدَها لِيَ شائقُ؟
- وكيفَ و قَدْ أَضْحَتْ من الحُسْنِ جَنَّةً *** زرَابِيُّها مَبْثُوثَةٌ والنَّمـارِقُ؟
- وإخوانُ صِدْقٍ يجمعُ الفضلُ شَمْلَهُمْ *** مجَالسُهم ممَّا حَوَوْهُ حدائِقُ
(أ) - في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها :
- مرادف " شائق " : (يبيح - يطيح - يريح) .
- مقابل " أرحل " : (يقر - يضر - يجر). (ب) - تحدث الشاعر عن مصر ، نعيمها ، ورجالها . فماذا قال ؟ (جـ) - استخرج من الأبيات تشبيهاً ، و بين أثره في المعنى . ( د ) - لشعر بهاء الدين زهير خصائص فنية ظهرت في هذا النص . اكتب أربعاً منها .
( 2 ) الدور الأول 1997 م
أسكان مصر إن قضى الله بالنوى *** فثم عــــهود بيننا و مواثق
فلا تذكروها للنســــيم فإنه *** لأمثالها من نفحة الروض سارق
إلى كم جفوني بالدموع قريحة ؟ *** وحــتام قلبي بالتفرق خافق ؟
(أ) - ضع مرادف(النوى) ، وجمع (قريحة) في جملتين من تعبيرك.
(ب) - ما رأيك في استخدام الشاعر لكلمة (سارق) في فكرة البيت الثاني .
(جـ) - استخرج من البيت الثالث صورة بيانية ، وبين علاقتها بعاطفة الشاعر. ( د ) ما قيمة النداء فى البيت الأول ؟ والاستفهام فى البيت الأخير ؟ ( هـ ) اذكر أهم خصائص الشاعر الفنية مستدلا عليها من الأبيات .
( 3 ) الدور الأول 2008 م
إلى كم جفوني بالدموع قريحة ؟ *** وحــتام قلبي بالتفرق خافق ؟
ففي كلِّ يومٍ لِى حــنينٌ مجدَّدٌ *** وفي كلِّ أرْضٍ لي حـبيبٌ مُفارِقُ
يُحـرِّك وَجْدِي في الأراكةِ طائرٌ *** ويَبْعَثُ شَـجْوِى في الدُّجُنَّةِ بارقُ
(أ) - في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها بالأبيات ضع :
مرادف " الدُّجُنَّة " ، ومضاد " وَجْدِي " في جملتين مفيدتين . (ب) – بيّن مظاهر حنين الشاعر و حبه مصر في الأبيات السابقة ؟ (جـ) – استخرج من البيت الثالث صورة بيانية ، و بيّن نوعها ، وأثرها في المعنى . (د) – اكتب مما حفظت من النص ما يدل على المعنى التالي :
(مصر جنة تريح النفس ، و مجالس الأصدقاء فيها مليئة بالفضل و العلم).
( 4 ) . الدور الثاني 2001 م
- يُحرِّك وَجْــدِي في الأراكةِ طائرٌ *** ويَبْعَثُ شَجْوِي في الدُّجُنَّةِ بارقُ
- وأقسِمُ ما فارقْتُ في الأرضِ منزلاً *** ويُذْكَرُ إلا و الدُّموعُ سَــوابِقُ
- وعِنْدِي مِنَ الآدابٍ في البُعْدِ مُؤْنِسٌ *** أفَـارِقُ أوطـانِي وليْسَ يُفَارِقُ
(أ) - في ضوء فهمك لسياق الأبيات تخير الصواب مما بين القوسين لما يلي :
- " بارق " جمعها : (بيارق - بوارق - أبارق - أبراق).
- " منزلا " تنكيرها يفيد : (التعظيم - التقليل - التهويل - العموم). (ب) - تشير هذه الأبيات إلى خصيصتين من خصائص الشخصية المصرية ، بينهما بأسلوبك. (جـ) - أكد الشاعر صدق حبه لبلاده في البيت الثاني بوسيلتين ، وضح ذلك. ( د ) - هات من الأبيات لونا بيانيا وآخر بديعيا ، وبين قيمة كل منهما.

من المكتبة العربية
الأغــــانــــى لأبى الفرج الأصفهاني
المؤلف : هو أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد من ولد مروان بن الحكم من بنى أمية ، فهو عربى قرشى ، ولد عام 284 هـ / 897 م ( فى خلافة المعتضد بالله ) في أصفهان فنسب إلى بلدته فقيل ( الأصفهانى ) وقد أتاحت له ثقافته الواسعة مكانة عالية أينما ذهب وحيثما حلّ ، فلقى حظوة عند كبار رجال الدولة فى عصره وخاصة عند (المهلبى ) وزير معز الدولة بن بويه . مات في ذي الحجة عام 356 هـ / 967 م .
شيوخه : تلقى العلم على يد علماء بغداد أمثال : " ابن دريد - الطبري - الأخفش - ابن الأنباري - نفطويه " .
آثاره ومؤلفاته : لأبي الفرج تراث وآثار أدبية عديدة من الشعر والنثر ، ولكن لم يصلنا منها غير كتابين وهما : (مقاتل الطالبيين - الأغاني) .
س : ما العوامل المؤثرة في شخصية أبى الفرج الأصفهاني ؟
جـ : 1 - أصالته العربية حيث يتصل نسبه إلى مروان بن الحكم من بني أمية فهو عربي قرشي 2 - موهبته الفطرية فقد كان واسع الثقافة طالباً للعلم 0 3 - اتصاله بكبار رجال عصره .
س : كم سنة استغرق تأليف الكتاب ؟ وكم مرة كتبه ؟ وإلى من أهداه ؟
جـ : ألفه في خمسين سنة ، وكتبه مرة واحدة في عمره ، وأهداه إلى سيف الدولة الحمداني فأعطاه ألف دينار واعتذر إليه ، فلمـا سمـع الصاحب بن عباد (وزيرفي الدولة البويهية وعالم و أديب لا مثيل له) استقل ذلك المبلغ ، وبعث إليه خليفة الأندلس ألف دينار ذهباً ؛ ليعطيه نسخة من الكتاب فأرسل له نسخة منقحة قبل أن يظهر الكتاب في بغداد .
أهمية الكتاب ومحتوياته :
يُعد "كتاب الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني من خير ذخائر التراث العربي ، لأنه لولا كتاب الأغاني لضاع الكثير من أخبار الجاهلية وصدر الإسلام وأيام بني أمية كما أنه يشتمل على أكثر أيام العرب و وقائعهم وغزواتهم وأخبار قبائلهم وأنسابهم ومياههم كما وصف البادية وما عليها من حيوان وشجر والبدو وما يحكمهم من عادات وتقاليد ... إلى غير ذلك من أنماط الحياة التي كانت تسود هذا العصر إلى جانب ما حواه من الأغاني وصنعة الشعر وسببها.
سبب تسمية الكتاب بـ الأغانى :
1- لأن مؤلفه بني مادته في البدء على مائة صوت كان هارون الرشيد قد أمر مغنيه إبراهيم الموصلي أن يختارها له . 2- وضم إليه أصواتاً زيدت للخليفة الواثق . 3- و أصواتاً أخرى اختارها هو بنفسه .
المصادر التي اعتمد عليها "الأصفهاني" في تأليفه هي :
1 - ما سمعه مشافهة من عامة المثقفين ، أو في ندوات الأدب التي يعقدها الخاصة.
2 - ما رواه له شيوخه .
3 - ما قرأهُ في الكتب ، ونقل منها مباشرة ، وكان غالبا لا يذكر اسم الكتاب مكتفيا بذكر مؤلفه لأهمية ذلك في الثقة بأخباره .
منهج أبى الفرج فى تأليف الكتاب :
1 – يورد أخبار مسندة ثم لا يقنع بالإسناد وينتقد الرواة . ويضم الأخبار المتشابهة بعضها إلى بعض ويمزجها ويتمم بعضها ببعض وينسقها بحذف العناصر المتناقضة . كما فعل فى قصة ( مجنون ليلى ). 2- يفصل بين سلوك الأديب وإبداعه الفني ، فكان يروى الكثير عن حياة الأديب وسلوكياته ؛ لتفسير إنتاجه وكشف نفسيته حتى ولو كانت بعيدة عن القيم الأخلاقية مثل حديثه عن الشاعر الماجن (الخليع) " الأحوص " . 3- أحسن اختيار مادته ونخل أخباره وأشعاره ورواياته . فلم يبق منها إلا ما يثير فضول قارئه ، واصطفى قصصه وأخذ من اللغة ما يخدم غايته ومادته فكان يختار اللفظ المناسب للمعنى حتى ولو كان عاميا شائعا ، ويسمى الأشياء بمسمياتها لا يتحرج ولا يتأثم . وذلك لسعة كتابه وحرصه على دفع الملل عن قارئه .
المآخذ التي عدها النقاد على كتاب "الأغاني" للأصفهاني:
1 - أنه تأثر بأخلاقه الشخصية فاهتم بسرد الجوانب الإنسانية الضعيفة في حياة الشعراء وركز على جانب الخلاعة والمجون في سلوكهم وأهمل الجوانب المعتدلة مما جعل القارئ يتوهم أن بغداد في عصره كانت مدينة الخلاعة والفجور والسكارى . لقد كان فى بغداد هذا اللون من الحياة ، ولكن الحق أن هذا الجانب لم يكن كل ما هناك ، وإنما كانت تقوم إلى جانبه وعلى نحو أكثر إشارقا حياة علمية جادة . 2 - كما أن أخباره عن الخلفاء الأمويين لم تكن دقيقة ، وخاصة وقد كتبها فى ظل العباسيين و ما كتبه عن الخلفاء العباسيين أنفسهم يجب أن يؤخذ بحذر شديد لأنه استند إلى أخبار القصّاص الواهية ، فضلا عن أنه يطئ فى روايته عن قلة . 3 - كما أغفل ترجمة أبى نواس مع أنه يتفق معه في المنزع الأخلاقي . وأغفل ابن الرومي على علو مكانته الأدبية ، وأفاض في أخبار آخرين أقل منه قدرا . 4- قصد الأصفهاني بكتابة "الأغاني" الإمتاع لا التاريخ : ولذلك فهو يهمل من الأخبار ما ليس جذابا حتى ولو كان فيه فائدة . ويعمد إلى ما هو شائق ومسل من القصص حتى ولو كان قليل الأهمية . ومن ثم فإن أخباره على أهميتها تمثل جانبا واحدا من الحياة أرخ لها لا كل الجوانب .
مثال مـن كتـاب الأغاني ( البحتري ) س : وضح رأي الأصفهاني في شعر البحتري . جـ : شاعر فاضل ، حسن المذهب ، نقي الكلام ، مطبوع أي يميل شعره إلى الطبع لا إلى الصنعة ، وكان المشايخ يختمون به الشعراء وله ضروب كثيرة في الشعر ما عدا الهجاء . س: علل قلة شعر البحتري في الهجاء. وما تعقيب المؤلف على ذلك ؟ جـ : لأن البحتري لما حضره الموت أمر ابنه ( أبا الغوث ) أن يحرق كل ما قاله في هجاء الآخرين وذلك لأن العداوة تورث وخاف على ابنه أن تعود عليه بعض العـــداوة بسبب شعره . س : قال البحتري قول منصف في الفرق بينه وبين أبي تمام . وضح ذلك .
جـ : كان البحتري يقتدي بأستاذه " أبي تمام " ولقد اعترف البحتري بتفوق أبي تمام عليه حيث قال : الجيد من شعر أبي تمام خير من جيد البحتري ولكن المتوسط من شعر البحتري خير من وسط أبي تمام و رديئـه .
الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ... لابن بسّام الشنترينى
المؤلف : ابن بسام الشنترينى ولد فى شنترين (غرب الأندلس في البرتغال حالياً) وإليها نسب وتوفي نحو سنة 542 هـ . نشأته : نشأة ابن بسام في بيت أصل وشرف ، وهذه النشأة أدت إلى ابتعاده عن الكسب المتدني ، و ما ورثه من مال أغناه عن السعي في الأرض بحثاً عن الرزق .
س : لماذا ذهب ابن بسام إلى لشبونة ؟ ومتى كان ذلك ؟
جـ : ذهب إليها طلباً للعلم ، وبحثاً عن مجال أوسع للثقافة ، وذلك سنة 477 هـ .
س : لماذا ذهب ابن بسام إلى قرطبة ؟ ومتى كان ذلك ؟
جـ : ذهب إليها هرباً من بطش ألفونسو السادس الذي استولى على شنترين ولشبونة ، وكان ذهابه إليها سنة 494 هـ .
س : استقر المقام بابن بسام في إشبيلية . فكيف كانت حياته فيها ؟
جـ : في إشبيلية أخذ يتعيش من قلمه ، ويمدح من يمده بالمال ، اتصل بكبار رجال الحكم من وزراء و أمراء وتحسنت أحواله ، و احتل مقاماً عالياً في مجتمع إشبيلية ، و فيها ألف كتابه الشهير (كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة) .
س : لماذا يعد كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة مصدراً أندلسياً هاماً ؟
جـ : يعد كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة مصدراً أندلسياً هاماً لأنه : 1 - يعرض جانباً من الحياة الأدبية الأندلسية .
2 - يتضمن الكثير من تراجم الشعراء و الكتاب والأدباء الأندلسيين وما يتصل بهم من أخبار و أحداث ووقائع .
3 - كما يتضمن آراء الكاتب النقدية في الشعر و النثر .
أقسام الكتاب
قسم ابن بسام كتابه إلى أربعة أقسام : * القسم الأول : - خصصه لأهل قرطبة ، وما يجاورها من بلاد في وسط الأندلس .
- وقد تضمن ترجمة لأربعة وثلاثين شاعراً و أديباً وسياسياً و مؤرخاً من أبرزهم : ابن دراج القسطلي - ابن حزم الأندلسي - ابن شهيد - ابن زيدون وغيرهم .
* القسم الثاني :
- خصصه لأهل الجانب الغربي من الأندلس ، فذكر أهل إشبيلية وما اتصل بها من بلاد ساحل البحر المحيط الرومي .
- وقد ذكر في هذا القسم ستة و أربعين من الرؤساء و الكتاب أشهرهم القاضي أبو القاسم بن عباد وابنه المعتضد ، والمعتمد وكيفية خلعه من الحكم وابن عماد ومقتله .
* القسم الثالث :
- خصصه لأهل الجانب الشرقي من الأندلس .
- وعرض فيه لكوكبة من نابهى العصر فى أفق ذلك الثغر حتى غروب شمس الإسلام هناك . فعرّف فيه بعدد من الرؤساء و الكتاب والشعراء من بينهم ابن خفاجة - ابن اللبّانة - ابن أبي الخصال وغيرهم .
* القسم الرابع :
- خصصه لمن طرأ على جزيرة الأندلس من أدباء وشعراء وكتاب و ألحق بهم من لمع في عصره بإفريقيا والشام والعراق .
- وقد ترجم في هذا القسم لاثنين و ثلاثين شخصاً يأتي في مقدمتهم أبو العلاء صاعد البغدادي وابن حمديس الصقلي وغيرهم ، ومن أهل المشرق الشريف الرضي - الثعالبي - ابن رشيق القيرواني وغيرهم .
س : ما منهج ابن بسام في كتابه (الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة) ؟
1 - رتب تراجمه وفقاً لمكانة المترجم عنه كما رأها ، ولم يرتبها على حسب السنين إلا في الجزء الخاص ببطليوس وما يجاورها .
2 - يبدأ بترجمة الشخصية المرادة في نثر مسجوع ، ثم يذكر مؤلفاته ويمدح مواهبه الأدبية ، ويورد مقتطفات من شعره أو نثره .
3 - وضع فهرساً في أول الكتاب عن محتوى كل قسم من أقسامه الأربعة .
4 - عرض لنشأة الموشحات الأندلسية و أكد أن الأندلس موطنها الأصلي .
5 - اكتفى ابن بسام بذكر أهل زمانه من منتصف القرن الحادي عشر و حتى منتصف القرن الثاني عشر الميلادي .
6 - أنصف المحدثين ، ولم ينقص القدماء - من الشعراء و الأدباء - حقهم مقتدياً في ذلك بمنهج الجرجاني
س : ما منهج ابن بسام في إيراد النصوص و عرضها ؟
1 - أورد الأخبار و الأشعار دون تفسير لفظها أو معناها .
2 - إذا وجد بيتاً غامضاً فسره أو تركيباً معقداً فصله .
3 - كان يمهد لما عرض من شعر و رسائل لها ارتباط بالفتن و الوقائع .
4 - يأتي بالنصوص التي تخدم فكرته أو تصور شخصية من يترجم له دون الاعتماد على خطة ثابتة في ذلك . فأحياناً تطول عدد الصفحات وتمتد إلى ما يقرب من مائة وخمس وعشرين صفحة كما في ترجمة ابن شهيد ، وقد تتوسط كما في ترجمة ابن دراج ، وقد تقصُر كما في ترجمة ولادة بنت المستكفي.
نماذج من كتاب الذخيرة ( النموذج الأول )
(إيجاز الخبر عن إمارة علي بن حمود) . -هو علي بن حمود بن ميمون بن حمود بن علي بن عبيد الله بن عمر بن إدريس بن عبد الله بن حسن بن علي بن أبي طالب . -ذهب أبناء إدريس بن عبد الله إلى المغرب هرباً و فراراً من هارون الرشيد الذي حبس إدريس والدهم عند جعفر بن يحيى. - وقد استقروا في أطراف بلاد البربر . ذكر ذلك ابن قتيبة . - قال ابن حيان : بويع يوم الإثنين 23 من محرم سنة 407 هـ - في قصر قرطبة - ولقِّب بالناصر لدين الله - وعامل مبايعيه بأن أكرم منازلهم و أجمل خطابهم .
النموذج الثاني (الأديب المعروف بالسميسر)
وصفه بـ يافعة (داهية) عصره ، و أعجوبة دهره ، وهو صاحب مزدوج .له طبع حسن ، وتصرف مستحسن في مقطوعات الأبيات خاصة في الهجاء و هو يفشل إذا مدح أو طوَّل . وله مذهب استفرغ فيه مجهود شعره من القدح فى أهل عصره ، صنت الكتاب عن ذكره .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elawa2l.com/vb
 
منهج الأدب والنصوص المرحلة الأولى الثانوية العامة الجزء الثانى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» منهج الأدب والنصوص المرحلة الأولى الثانوية العامة الجزء الأول
» منهج الأدب كاملاً للصف الثانى الثانوى المرحلة الأولى
» لاحظ الآتى فى منهج النحو المرحلة الأولى المرحلة الثانوية هام جدا جدا
» شرح رائع لموضوعات القراءة ثانية ثانوى ( المرحلة الأولى ) الجزء الثانى
» مقتطفات من منهج اللغة العربية المرحلة الثانوية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شنواى  :: أرشيف المنتدى :: أرشيف المناهج الدراسية :: الثانى الثانوى-
انتقل الى: