منتدى شنواى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمجلة شنواىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القدس عربية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
هشام سعيد
عضو ذهبى
عضو ذهبى
هشام سعيد


ذكر
عدد المساهمات : 252
نقاط : 725
تاريخ التسجيل : 01/11/2009
العمر : 28
الموقع : saidsaleh2002@yahoo.com

القدس عربية Empty
مُساهمةموضوع: القدس عربية   القدس عربية Emptyالأربعاء 25 نوفمبر 2009 - 13:31

كاتب البحث :


" إبداع" مسابقة ثقافية لأسبوع شباب الجامعات بأسيو
ط عام 2003 م.


ادارة النشاط الآجتماعى بالجامعة .


بسم الله الرحمن الرحيم


مقدمة



حمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات ،والصلاة والسلام فى أبهى وأكمل صورهما على سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا (محمد) – صلى الله عليه وسلم – الذى ختم الله به المرسلين ،وجعله رحمة للعالمين ،وهدى به إلى الحق وإلى طريق مستقيم ..صراط الله الذى له ما فى السماوات وما فى الأرض ، ألا إلى الله تصير الأمور .

ورضى الله أحسن الرضا عن آله الأطهار الأخيار ،وعن صحبه الكرام الأبرار ،وعمن والاهم بإحسان إلى يوم الدين ،أولئك حزب الله ،ألا إن حزب الله هم المفلحون ..

أما بعد ...

فمنذ أن اغتصب اليهود مدينة القدس الشريفة اغتصاباً كاملاً فى يونيو عام 1967م ،ودنسوا ترابها الزكى الطاهر بأجسادهم النجسة ،ورفعوا رايتهم البغيضة على قبة مسجد الصخرة المشرفة ،ودنسوا قدسية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .

مُتَحَدِّين بذلك الأمتين العربية والإسلامية فى أرجاء الأرض عامة على مرأى ومسمع من مائة مليون عربى وخمسمائة مليون مسلم آنذاك .

وما كادت القدس وما حولها يسقط فى أيدى الغزاة اليهود ،حتى امتدت الألسنة الحاقدة بالمزاعم الصهيونية الباطلة ،امتدت تجهر بحق اليهود فى العودة إلى القدس بدعوى أنهم بناتها الأولون ... غير أن التاريخ – وهو صادق أمين – يدحض مزاعم اليهود ،ويعيد الصواب إلى العقول ، ويرد الحق إلى أصحابه..إن التاريخ يثبت بما لا يدع مجالا ًللشك أن القدس وفلسطين بأسرها كانت قبل خمسة آلاف عام عربية ،وستظل كذلك ،تخفق فى سمائها أعلام العروبة والإسلام ..

ومدينة القدس..قدس الأقداس .. زهرة المدائن ..ذات السبعة أبواب ،لها مكانة خاصة فى عقل وقلب كل مسلم ،فما يكاد يٌسمع اسمها حتى تحن إليها النفس ،وتشتاق إلى زيارتها والصلاة فى مساجدها العتيقة .

وأجدنى بهذا البحث المتواضع قد أرد جزءاً بسيطاً من الدين الذى فى عنقى– وهو فى عنق كل مسلم – تجاه هذه المدينة ،وتجاه مسجدها الأقصى الشريف .

وما توفيقى إلا بالله ، فالإحسان منه وحده .... والإساءة من نفسى .

فأقول وبالله التوفيق :

مقدم البحث :-

عبداللطيف سعد عبداللطيف









أولاً : القدس من المنظور الديني :
* أسماء مدينة القدس ومعانيها :-
لمدينة القدس الشريفة أسماءعديدة على مر الدهرتبعاًللأمم والشعوب التى استوطنتها،فمن ذلك :


1- يبوس : نسبة لليبوسيين ،وورد فى سجلات الفراعنة(يابيثى) .

2- أوروسالم: أى مدينة السلام ،سمّاها بذلك الكنعانيون،وعرفها الفراعنة بذلك أيضاً

ولهذا قيل: إنها كنعانية الأصل .

3- أورشليم : وهى عبرية مشتقة من أوروسالم (الكنعانية أوالآشورية الأصل)،وقيل:
إنها بابلية آرامية كما فى كتاب[الإمبراطورية المصرية فى آسيا] .
4- شلم ،شليم ،شالم : ذكر الفيروزآبادى أن هذه الأسماء: اسم لبيت المقدس .


5- يروساليم : سماها اليونان بذلك ،ثم أضفى عليها المؤرخ اليهودى "يوسيفوس"

حلة هيلينية فسمّاها:(هيروسلما) .

6- إيليا كابيتولينا : سمّاها بذلك الإمبراطور(أدريانوس) سنة139م،وظلت تعرف

بإيليا حتى الفتح الإسلامى ،ووردت هكذا فى العهدة العمرية .

7- إيلياء : قال ياقوت فى معجم البلدان:"إلياء"و"إيلياء" اسم لبيت المقدس ومعناه:بيت

الله .. قال الفرزدق الشاعر:

وبيتان : بيت الله نحن ولاته وقصر بأعلى إيلياء مشرف .

8- بيت إيل : قال السيوطى :معناه: بيت الرب .

9- القرية : قال تعالى :} اُدخُلُوا هَذِه القَريَة َفَكُلُوا مِنهَا حَيثُ شِئتُم رَغَدَاً[1]{ .

10- الزيتون :قال تعالى:} وَالتِّينِ وَالزَّيتُونِ{ (2) ،قال ابن عباس :الزيتون هى

مدينة القدس .

11- مدينة داود : وذلك عندما فتحها داود عليه السلام - .

12- صهيون : وهو اسم لجبل وحصن داود عليه السلام - .

13- الساهرة :قال تعالى:}فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ { (3) .

14- المسجد الأقصى : وسميت بذلك لأن المسجد هو درة المدينة وقلبها .

15- بيت المقدس :وذكر قديماَ منذ أوائل الحكم الإسلامى .

16- القدس : وهو أشهر أسمائها وأغلاها .

...وبالنظر إلى تلك الأسماء نجد أن غالبها عربى،أو أخذ من العربية،فهى مدينة عربية ..ومهما قيل فى حسنها وجمالها، فما أجمل ما قاله فيها أمير الشعراء شوقى:



بلـد على أرض الهدى وسمائه المجـد حائطه ورأس بنائـه

بلـد بنـوه الأكرمـون قبورهم وقصورهم وقـف على نزلائه




* جغرافيا مدينة القدس :-

تقع القدس عل هضبة غير مستوية، ارتفاعها يتراوح بين 2130-2469 قدماَ،وتبعد 32ميلاَ عن البحر المتوسط غرباَ، و18ميلاَ عن البحر الميت شرقاًَ،و19 ميلاَ ًعن الخليل،و30ميلاَ عن السامرة شمالاَ .

وطقسها قارىّ صحراوى،فهى تتبع إقليم البحر الأبيض المتوسط .

* فضل ومكانة مدينة القدس :-

مدينة القدس ..زهرة المدائن .

مدينة السلام ..ذات السبعة أبواب ..

ولا يكاديُعرف فى تاريخ الإسلام،بل الأديان السماوية جميعها مدينة ظفرت بما ظفرت به القدس من تكريم وتقديس،وذلك لأنها :-

1- موطن الأنبياء ،ومهبط الوحى، بداية من إبراهيم الخليل- عليه السلام- ،ومقر الأنبياء من بعده ومبعث عيسى- عليه السلام-،ومكان قضاء أكثر حياته على الأرض،وقد ولد فيها وعاش عليها ودفن فى ثراها الكثير من الأنبياء.

2- أن بها المسجد الأقصي الشريف،وكفاها ذلك فخراَ وعزاَ وقداسةَ للآتى :-

· أنه ثانى مسجد وضع فى الأرض،ففى الصحيحين عن أبى ذر– رضى الله عنه- قال:(سألت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن أول مسجد وضع فى الأرض فقال:[ المسجد الحرام ] قلت: ثم أى ؟ قال:[ المسجد الأقصى ] قلت: كم بينهما ؟ قال:[ أربعون عاماَ ]).

· أنه هو أولى القبلتين التى اتجه المسلمون إليها فى صلاتهم فى مكة، وبعد الهجرة المباركة إلى المدينة نحو سبعة أو ثمانية عشر شهراَ على أصح الروايات .

· أنه هو ثالث الحرمين الشريفين، وأحد المساجد الثلاثة التى لا تشد الرحال إلا إليها ففى الصحيحين عن أبى هريرة– رضى الله عنه- قال: قال رسول الله– صلى الله عليه وسلم – :[ لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدى هذا، والمسجد الأقصى ] .

· والذى بنى المسجد الأقصى هو يعقوب - عليه السلام-بعد بناء إبراهيم- عليه السلام- الكعبة،ثم جدد بناءه بعد ذلك سليمان بن داود - عليهما السلام- .

· وسُمِّى بذلك لتقاصيه وبعده عن المسجد الحرام، وقيل: لأنه ليس بعد مسجد أقصى منه، وقيل غير ذلك ..

3- أن مدينة القدس هي مسرى رسول الله– صلى الله عليه وسلم – حيث أُسرِىَ به من مكة إليها ،وصلى فى مسجدها بالأنبياء إماماَ ،ثم عُرِجَ به من هناك إلى السماوات العلا .

4- أن الله قد بارك فيها وحولها قال تعالى:}سُبحَانَ الَّذِيْ أَسْرَيْ بِعَبْدِهِ لَيْلاَ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَاْمِ إِلَىْ الْمَسْجِدِ الأَقْصَيْ الَّذِيْ بَارَكْنَا حَوْلَهُ { (1) .

5- أنها عاصمة فلسطين، وقلب العالَمَينِ:العربى والإسلامى لأنها تتوسطه، فهى قلب العالم الإسلامى، وهى متحف آثار دينىّ حىّ طيلة 14 قرناَ .

6- أن القدس هى مفتاح الكعبة وقبر النبى – صلى الله عليه وسلم – فمن حازها تمكن من شبه الجزيرة وما حولها .

7- أنه مركز الطائفة المنصورة ،والثابتة على الحق إلى يوم القيامة،والمقيم المحتسب فيها كالمجاهد فى سبيل الله – تعالى- فقد روى الإمام أحمد فى مسنده عن أبى هريرة– رضى الله عنه-عن النبى– صلى الله عليه وسلم– قال:[ لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتى أمر الله،وهم ببيت المقدس ] .

8- وقد وردت أحاديث فى فضل المدينة المقدسة منها :-

عن أبى هريرة– رضى الله عنه-أن الرسول– صلى الله عليه وسلم– قال: [ من مات فى بيت المقدس فكأنما مات فى السماء ] .

وعنه أيضاَ أن الرسول– صلى الله عليه وسلم– قال:[ أربع مدائن من الجنة:مكة والمدينة ودمشق وبيت المقدس ] .

وعن عطاء الخرسانى-رحمه الله- قال: (بيت المقدس بنته الأنبياء،وعمرته الأنبياء ،ووالله ما فيه شبرٌ إلا وقد سجد فيه نبى ) .

9- القدس الشريف من مقداستنا الإسلامي العربية، التى هى من عرضنا وشرفنا، فقد نزل فيها قرآن يُتلَى ويتعبد به، ولها تاريخه المشرف على مر العصور، وقد بارك الله فيها وحولها بالبركات الدينية والدينية، فقد عاش على أرضها عدد كبير من الأنبياء، وبارك فيها ماديا بما تحويه من مزارع الأشجار والنبات والفواكه، وازدادت شرفاً ورفعة وجمالاً وسمواً بعد الفتح الإسلام لها .

10- لم تمر بالمدينة المقدسة مرحلة من مراحل التاريخ الإسلامى عل اختلاف دوله إلا أقام المسلمون فيها بناء جديدا، أو أصلحوا قديما .

فقد أقام عمر بن الخطاب –رضى الله عنه- مسجداً سُمِى باسمه، وبنى عبد الملك بن مروان مسجد الصخرة سنة 72 هجرية، وهو بحق من أجمل الأبنية الموجودة فوق البسيطة، وبنى عدد من المسلمين قبباً فى صحن الصخرة وبجوارها مثل: قبة المعراج، وقبة محراب النبى، وقبة يوسف، وقبة موسى، وقبة سليمان، وقبة الخضر، ومحراب داود –عليهم السلام-.

وبنوا فى الحرم وحولله مآذن وأروقة وأبوابا وسبلا وصهاريج للاستسقاء، وكل واحد منها أثر تارخى عليه نقش أو شاهد وله سمة عصره من خط وزخرفة ودعاء، وبنوا عل مر العهود مساجد بلغت 34 مسجداً معظمها فى المدينة القديمة

وبنوا عدداكبيرا من الزوايا يؤمها الحجاج من مختلف البلدان الإسلامية، وفى كل منه مسجد، ولها أوقاف.

كما يوجد ععد من المقابر الأثرية التى تضم رفاة الصحابة والتابعين والعلماء والمجاهدين، ومنهم: عبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، وفيروز الديلمى .

وأنشأوا مدارس لطلب العلم بلغ عددها 56 مدرسة حفلت بالعلماء والطلاب من مختلف البلاد .

--- وبعد هذا فلا عجب أن تكون لمدينة القدس مكانتها الجمة فى قلوب المسلمين .





ثانياً : القدس من المنظور السياسي :-



نتكلم أولاً عن مدينة القدس قديماً وعبر تاريخها الطويل ،ثم عن الأحداث السياسية :

- القدس عبر التاريخ : لا بد لنا أن نستعرض تاريخ المدينة قديماً

منذ نشأتها حتى نستطيع الحكم ، وهاهو عرض موجز لذلك :

بناة القدس : - يسجل التاريخ أن الكنعانيين ،وهى قبائل عربية نزحت من شبه الجزيرة العربية ،استوطنوا فلسطين عام 3000 ق.م ، ومن بين هذه القبائل

استوطن اليبوسيون المنطقة المحيطة بالقدس ، وقام أحد ملوكهم ويدعى(مليكا صادق)

وقد عرف بالعدل وحب السلام، بتخطيط وبناء مدينة ملكه،وذلك فى المكان الذى تقوم

فيه القدس الآن،وعرفت باسم (يبوس)،ثم جاء من بعده(سالم اليبوسى) فأطلق عليها

(سالم)نسبة إليه، وبعد أن أدخل عليها تحسينات كثيرة أطلق عليها الاسم الكنعاني

(أورسالم)أى مدينة السلام .

القدس تحت حكم الفراعنة : فى عام 1479 ق.م استولى الفرعون المصري(تحتمس الثالث)على مدينة(أورسالم) فى نطاق فتوحاته شمالى مصر،إلا أن المصريين لم يحاولوا تمصير المدينة، فقد كانوا على علاقة طيبة باليوبيسيين ، واكتفوا بأخذ الجزية من سكانها ، وتعيين حاكم عليها ، وعرفت باسم (يابيثى) حيناً،وباسم (أورسالم) حيناً أخر0

فشل اليهود فى احتلال القدس :- فى عام 1250ق.م خرج بنو إسرائيل من مصر بقيادة النبى(موسى) –عليه السلام- بعد أن كانوا نزحوا من فلسطين إلى مصر بعد إقامتهم فيها فترة قصيرة عاشوا خلالها فى الخيام ،على رعى الماشية ، باحثين عن العشب ومسقط المياه، ولم يتجاوز عددهم 70 نسمة هم أبناء النبى (يعقوب)-عليه السلام- الأرامن الأصل، والذين لم تكن لهم صلة بفلسطين بل كانوا طارئين عليها . وخلال هذه المدة بنى النبى (يعقوب)-عليه السلام- المسجد الأقصى الذى لم يصبه خراب أو تدمير.

وتاه بنو إسرائيل فى صحراء سيناء 40سنة،وحاولوا دخول فلسطين عبر نهر الأردن، وبعد وفاة (موسى)-عليه السلام-تزعمهم (يوشع بن نون) الذى تمكن من احتلال

(أريحا) عام 1189 ق.م فأحرقها عن أخرها، وقتل سكانها رجالاً ونساءُ،ولكن محاولته باءت بالفشل بالنظر إلى استبسال العرب لليبوسيين فى الدفاع عن القدس ، ومات (يوشع) قبل دخولها.

ورغم أن (يهوذا) تمكن من احتلالها بعد ذلك،وأحرقها وقتل الآلاف من سكانها فإن اليهود فشلوا فى الاحتفاظ بالمدين أمام هجمات لليبوسيين المتوالية مما اضطر اليهود للجلاء عنها.

الملك داود وابنه سليمان عليهما السلام:- وظل اليهود يقيمون فى منطقة الخليل،يسكنون الخيام ويلبسون الجلود إلى أن قام ملكهم (داود)-عليه السلام-عام 1049 ق.م بمهاجمة (أورسالم) فَصَدَّه (اليبوسيون)العرب أول الأمر إلا أنه عاود الهجوم على المدينة ،وتمكن من الاستيلاء على نبع الماء الوحيد الذى يعتمد عليه أهلها، فسقطت فى يده عام1000 ق.م،وكان سقوط المدينة نقطة تحول كبيرة فى حياة اليهود الذين تحولوا من حياة البداوة إلى حياة الحضارة ،والتى كان يعيشها اليبوسيون والكنعانيون.

وفى عهد الملك (سليمان بن داود)-عليهما السلام- أنشئ الهيكل الذى عّرف بهيكل (سليمان)على أكمة (موريا)فى مدينة (أورسالم)الذى يدعى اليهود بهتاناً أنه اسم عبرانى فى حين أنه كنعانى عربى ، ثم حرّفه اليهود إلى (أورشاليم)وتوفى (سليمان)-عليه السلام-عام 975 ق.م.

وبعد وفاته حلت ببنى إسرائيل الفتن والمصائب، فقد انقسمت مملكتهم إلى قسمين:

1- مملكة إسرائيل فى الشمال :وكانت عاصمتها(شكيم)أى (نابلس) الآن،وأول ملوكها هو:(يربعام بن سليمان)،وتعاقب عليها من بعده تسعة عشر ملكاً ،وعمرت زهاء مائتين وخمسين عاماً، وكانت نهايتها على يد (سرجون) ملك آشور سنة 721 ق.م.

2- مملكة يهوذا فى الجنوب :وعاصمتها (أورشاليم)، وأول ملوكها هو:(رحبعام بن سليمان) وتعاقب عليها بعده عشرون ملكاً، واستمرت حتى سنة 586 ق.م حتى سقطت على يد (بختنصر) البابلى ،الذى قتل منهم الكثير،وساق البقية أسرى إلى بابل بعد أن هدم الهيكل والأسوار المحيطة بالمدينة .

الفرس يحكمون القدس : بعد مرور 70 عاماً على تدمير القدس، وأسر اليهود، استولى الفرس على بلاد ما وراء النهرين بقيادة (كورش) الذى

أعاد قسماً من اليهود إلى(أورسالم) عام571 ق.م ،فأعاد اليهود بناء الهيكل والأسوار غير أن المدينة لم تعد إلى سابق عهدها .

- وفى عام 320 ق.م هاجم (بطليموس الأول)المدينة وأذل اليهود وقتلهم، وفى عام 168 ق.م استولى السلوقيون عليها ثم استعادها اليهود بمعاونة المكابيين، وبقيت فى حوزتهم إلى سنة 63 ق.م.

الحكم الروماني : فى عام 63 ق.م استولى القائد الرومانى (بومبيوس)على المدينة وهدمها، وجاء بعده(هيرودوس) فجعل المدينة عاصمة له، وكان محباً للإنشاء والتعمير، فسارع إلى إعادة بناء المدينة، وأقام حولها الأسوار والحصون، وأعاد بناء الهيكل، وفى عام 66 م تمرد اليهود على الرومان فقام القائد (تيطس) بحملة عام 70 م فاستولى عليها وأحرقها، ودمر الهيكل وشرد اليهود فى أرجاء الأرض .

القدس تحت الحكم الوثني : فى عهد الإمبراطور الرومانى (هاد ريان) أعاد الرومان بناء المدينة ، وجعلوها وثنية، فأقاموا فيها هيكلين :

1- سُمى (جوبتر أوالمشترى) وكان فى مكان هيكل سليمان .

2- ,, (فينوس) فى مكان كنيسة القيامة الآن .

وأطلقوا على المدينة (إيلياكابيتولينا) ومُنع اليهود من دخولها، حتى أنهم فرضوا عقوبة الإعدام على من يدخلها منهم ، فتقلص وجودهم فيها .

القدس فى ظل المسيحية: وعندما أصبحت المسيحية هى الدين الرسمى للإمبراطورية الرومانية عام325م ،أمر الإمبراطور(قسطنطين) بإعادة بناء (إيليا) وإزالة الوثنية عنها،وبناء كنيسة القيامة ،ولكن المدينة سقطت فى عام 614م في يد الفرس بقيادة (كسرى الثانى)الذى هدم كنيسة القيامة .

الإسراء والمعراج: وكانت معجزة الإسراء والمعراج للنبى العربى محمد-صلى الله عليه وسلم- إيذانا بدخول الإسلام إليها، حيث أسرى به من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى ، وسجل القرآن الكريم ذلك، ومن ثمَ فإن هذه المعجزة الخارقة ربطت قلوب المسلمين بالقدس التى بارك الله-تعالى- حولها. وقد جعل الله-تعالى-المسجد الأقصى هو قبلة المسلمين فى صلاتهم يتجهون إليها، ثم حُوِّلَت القبلة إلى الكعبة المشرفة .

الفتح الإسلامى : دخلت المدينة تحت الحكم الإسلامى عام 16 هجرية،636م فى عهد الخليفة (عمر بن الخطاب) رضى الله عنه- وأصبحت تعرف من حينها بالقدس أو بيت المقدس .

وقد رفض بطريرك المدينة أن يسلمها إلا لخليفة المسلمين بنفسه، فحضر(عمر)، وصالح نصارى بيت المقدس، وتسلم مفاتيح المدينة، ودخلها من الباب الذى دخل منه النبى – صلى الله عليه وسلم – ليلة الإسراء، ثم جاء إلى الصخرة ونقل عنها التراب فى طرف ردائه، ثم إنه كتب لهم وثيقة أمان عرفت بـ(العُهدة العمرية)، ونصها :

" بسم الله الرحمن الرحيم ،هذا ما أعطى عبدالله عمر أمير المؤمنين أهل إيليا من الأمان . أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم، سقيمها وبريئها وسائر ملتها أنه : لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ،ولاينتقص منها ولا من خيرها ولا من صلبهم ولا من شىء من أموالهم , ولا يكرهون على دينهم ولايضار أحد منهم , ولايسكن بإيليا معهم أحد من اليهود وعلى أهل إيليا أن يعطوا الجزية كما تعطى أهل المدائن

وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص , فمن خرج منهم فهو آمن وعليه مثل ماعلى أهل إيليا من الجزية , ومن أحب من أهل إيليا أن يسير بنفسه وماله مع الروم,

ويخلى بيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم فمن شاء منهم قعد , وعليه مثل ما على أهل إيليا من الجزية ومن شاء سار مع الروم , ومن شاء رجع إلى أهله , فإنه لا يؤخذ منهم شىء حتى يحصدوا حصادهم , وعلى ما فى هذا عهد الله وذمة رسوله , وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذى عليهم من الجزية .

كتب سنة 15 للهجرة وشهد على ذلك: خالد بن الوليد , وعبد الرحمن بن عوف ,وعمرو بن العاص , ومعاوية بن أبى سفيان ))

*وهنا ملاحظة جديرة بالاهتمام : أن عمر– رضى الله عنه– اشترط عليهم ألا يسكن أحد من اليهود فى ( إيليا ) أو القدس .

ومنذ هذا الفتح بقيت ( القدس ) فى أيدى العرب والمسلمين إلى أن قامت الحروب الصليبية سنة 1099 م , فاستطاع الصليبيون فى الجولة الأولى منها أن يستولوا على فلسطين , وفعلوا فى القدس جرائم بشعة يخجل منها التاريخ الأوروبى , حتى

قيل أنهم قتلوا ( 70 ألفا ) من المسلمين أول دخولهم المدينة المقدسة.

وجعلوها تحت نفوذهم حتى سنة 1187 م عندما استردها ( الناصر صلاح الدين الأيوبى ) فى معركة ( حطين ) , ودخل القدس فى يوم الجمعة السابع والعشرين من رجب سنة 583 هجرية ,الموافق 12 أكتوبر سنة 1187م .

وفى سنة 1257م اجتاح التتار العراق والشام واتجهوا إلى مصر , فد حرهم المصريون فى معركة (عين جالوت ) بقيادة (قطز) .

ثم أصبحت ( القدس ) خاضعة لحكم المماليك , ثم الأتراك العثمانيين من سنة 1517م إلى سنة 1917م .

وعندما احتلت الجيوش البريطانية فلسطين فى نهاية الحرب العالمية الأولى سنة 1917م وبقيت تحت حكمهم ثلاثين عاما , هيأت فيه فلسطين فى ظروف سياسية واقتصادية لإنشاء الوطن القومى اليهودى ثم الدولة اليهودية ( إسرائيل ) .

وفى 15 مايو سنة 1948م جلت بريطانيا عن البلاد , وسلمت المراكز الاستراتيجية فيها إلى العصابات الصهيونية مما سهل لليهود احتلال القدس عام 1967م إلى الآن .
وأخيراً: فإن هذا التاريخ ( تاريخ مدينة القدس ) بمافيه منت حقائق ووقائع تاريخية يثبت أن اليهود عندما جاؤا إليها فى المرات الثلاث التى حاؤها , لم يجدوها خالية من السكان , بل كانت آهلة بأصحابها وساكنوها , وأن وجود اليهود فى البلاد كان طارئا , ولفترات متقطعة , وقد بقيت البلاد دائما محافظة على آثارها وأصالتها العربية طيلة الوقت.


-------------

- عروبة القدس فى السياسة: - أما من ناحية القدس وما حدث فيها من أمور سياسية، فإن الموضوع يبدو أكثر خسة ونذالة من الطرفين (الإنجليز واليهود)، فالمطامع الأوروبية دائمة فى المدينة التى تدر سمناً وعسلاً .

- ففى عام1840 م كتب (بالمرستون)وزير خارجية بريطانية إلى سفيره بتركيا مستغلاً الصراع بين(محمد على باشا)والى مصر والسلطان العثمانى رسالة جاء فيها :

(يقوم بين اليهود الآن المبعثرين فى أوروبا شعور قوى بأن الوقت الذى ستعود فيه أمتهم إلى فلسطين آخذ فى الاقتراب).

- وفى عام1882م أصدر(السلطان عبد الحميد الثانى)قانونا يحرم هجرة اليهود إلى فلسطين, ثم عدل هذا القانون فسمح لهم بالدخول للعبادة لفترة لاتزيد على3 أشهر.

- وفى عام 1895م ألف مؤسس الحركة الصهيونية(تيودور هرتزل) كتاباً بعنوان:

(الدولة اليهودية) ,ومما جاء فيه: " نتيجة للعداء للسامية , شعر اليهود المضطهدون

بالكراهية للذين يضطهدونهم ", وتساءل عن الحل : " الحل -كما يقول- أن يُمنح اليهود السيادة على جزء من الأراضي يمكن أن يعيشوا فيه حياتهم كأمة مستقلة " , ويقول : " إن إقامة دولة جديدة ليس بالمستحيل , وسَتُكَلَّف وكالتان للقيام بهذا العمل هما : ( جمعية اليهود، والشركة اليهودية) يكون هدف الجمعية خلق الدولة اليهودية ,أما الشركة فهى للتمويل ", وتساءل :"هل ستكون هذه الدولة :الأرجنتين أم فلسطين؟" ,ثم يقول عن فلسطين "إن مجرد ذكر أسم فلسطين يثير شعبنا ويحفزه , وإذا ما وافق السلطان على إعطائنا فلسطين , فإننا فى المقابل سنتعهد بتنظيم الأحوال المالية لتركيا ,وسنعمل على أن نظل مرتبطين بأوروبا التى ستضمن بقاءنا "...

وبالفعل أرسل (هرتزل) مع صديق له إلى السلطان عبدالحميد يعرض حل أزمة تركيا المالية مقابل الحصول على فلسطين، ولكنه ردّ عليه بقوله: "لا أقدر أن أبيع ولو قدماً واحداً من البلاد، لأنها ليست لى بل لشعبى "، وكان ذلك فى 19-6-1896م .

ولم ييأس (هر تزل) فقدم إليه طلباً بإنشاء جامعة يهودية فى القدس قائلاًُ: " إننا معشر اليهود نلعب دوراً هاماً فى الحياة الجامعية فى أنحاء العالم، والأساتذة اليهود يملئون جامعات العالم، لهذا فإننا نستطيع أن نقيم جامعة يهودية فى إمبراطوريتكم ولتكن فى القدس مثلاً، عندها لن يُضطر الطلاب العَثمانيون إلى الذهاب إلى الخارج، بل يبقون في بلادهم " . ولكن طلبه هذا قَوبل بالرفض .

وفى عام 1916م وضعت لجنة المنظمة الصهيونية برنامجاً لتوطين اليهود فى فلسطين وقدمته إلى (مارك سيكس) البريطانى وتضمن الآتى :

1-الاعتراف رسمياَ بالشعب اليهودى في فلسطين ،وأن يتمتعوا بكافة الحقوق المدنية والسياسية .

2-منح بريطانيا لليهود حق الهجرة إلى فلسطين،مع تسهيل شراء الأراضي .

3-تُبارك ،، تكوين جمعية يهودية هدفها استعمار فلسطين .



وعد بلفور :وفى أثناء الحرب العالمية الأولى ،ونظراً لارتباط مصالح بريطانيا باليهود، ففى 31-10-1917م أعلن (آرثر بلفور) وزير خارجية بريطانيا وعده المشئوم المعروف باسمه، وقد كتبه إلى ممول الحركة الصهيونية (روتشيلد) ،ونص على :- " "عزيزى اللورد روتشيلد: يسرنى جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته التصريح التالى الذى ينطوى على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وعُرِض على الوزارة وأقرته، إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطـن قومي للشعب اليهودى فى فلسطين، وستبذل غاية جهودها لتسهيل تحقيق هذه الغاية ،على أن يفهم جليّاً أنه لن يُؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التى تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن فى فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذى يتمتع به اليهود فى البلدان الأخرى، وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيونى علماً بهذا التصريح .

المخلص : آرثر بلفور " ..

وطالب الصهيونيون في مذكرة3-2-1919م بالاعتراف بالحق التاريخى لليهود فى فلسطين عن طريق وضعها تحت الانتداب البريطانى، ثم العمل على تطبيق الوعد السابق، وإقامة مجلس تمثيلى ليهود فلسطين، ألزمت بريطانيا بذلك .

- ومع الانتداب أو الاحتلال البريطانى لفلسطين لم يستطع العرب أن يفعلوا شيئاً سوى عقد مؤتمرات مثل مؤتمر يافا 1919م، والذى اشتركت فيه الجمعيات المسيحية مع المسلمين، وفى عام 1920م حدثت اضطرابات قُتِل فيها الكثير، فأعلنت بريطانيا الأحكام العُرفية، ثم أنشأت إدارة لمدينة القدس، وتقرر فى مؤتمر(سان ريمو) سنة1920م تحويل فلسطين إلى محمية بريطانية، وتم فتح باب الهجرة لليهود حتى وصل عددهم إلى 100ألف، وسُمِح لهم بشراء الأراضى فزادت أملاكهم، ثم جُعِلت العبرية لُغة رسمية للبلاد بجوار العربية والإنجليزية، وبينما العرب يُعانون من الحيرة والتشتت فَرضت عصبة الأمم على فلسطين الانتداب البريطانى سنة 1922م .

وقد قامت عدة اضطرابات عُرِفت باسم (ثورة البراق)، وبعد التحقيقات وضعت لجنة

دولية تقريراً عام1928م جاء فيه:

"إن للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائِط الغربى(البُرَاق) للمسجد الأقصى " .

ويعتبر هذا القرار الدولى من أهم الوثائق الدولية الدامغة لإبراز عروبة (القدس).

فقام اليهود بتحدى هذا القرار, فنشطوا فى شراء الأراضى,وزادت الهجرة اليهودية لفلسطين, ثم قامت فى أنحاء فلسطين عام1929م ثورة ضد الحكومة واليهود ,وحدثت

مصادمات عنيفة قتل فيها عرب ويهود,إلاأن المحكمة-التى عقدت لذلك-أدانت العرب,

فأرسلت عصبة الأمم عام1930م لجنة دولية وأصدرت قراراً برقم(3530),ومما جاء فيه:

1- حدثت هذه الأزمة نتيجة ق48 عدد من المهاجرين اليهود أكثر مما تستطيع أن تستوعبه الأرض.

2- إذا أجيب اليهود إلى طلبهم(وهو الهجرة)فإنهم سيصبحون أغلبية عام1948م

3- يشعر العرب بالاستياء لحرمانهم من حق الحكم الذاتى.

,وبعد ذلك أصدرت بريطانيا بيانا أسمته(الكتاب الأبيض)فى سنة 1930م أعطى بعض الحق للعرب وقلّ عدد المهاجرين,بل خرج عدد منهم إلى الخارج,ولكن فى عام1931م ألغى هذا القرار,وبالرغم من أن الشعب العربى الفلسطينى لم يبخل بتضحيات فى سبيل إلغاء الانتداب ومقاومة الصهيونية,وتعدد سبل المقاومة طيلة الانتداب(1917-1947م ) فإنهم لم يستطيعوا أن يغيروا من الوضع أى شئ .

واستمر الوضع هكذا إلى أن قامت حرب فلسطين 1948م , وتم إعلان دول

(إسرائيل ) فى 15-5-1948م, وقامت بريطانيا بتسليم فلسطين إلى إسرائيل بمساعدة الولايات المتحدة , وتم طرد أكثر من مليون عربى منها , ومصادرة أملاكهم.

وأصبحت مدينة القدس مسرحا لمعارك رهيبة ,واعتدى اليهود على الكنائس والمساجد , وقتلوا, وأصابوا الكثير من الشيوخ والرهبان .

وفى السابع من يونيو 1967م حدثت نكسة العرب , وكان من نتائجها أن احتلت إسرائيل الضفة الغربية , وأكملت على القدس , وبعد 3 أسابيع فقط أصدر

( الكنيست ) الإسرائيلى قرارا بتوحيد القدس وجعلها عاصمة لإسرائيل , واتخذت إجراءات لتصفية العرب , وتهويد المدينة تماما – وبالرغم من القرار الدولى للأمم المتحدة فى 22-11-1967م أن إسرائيل لم تصغ لذلك , وعملت على فرض الأمر الواقع .

والمزيد .. والمزيد من الأجراءات التعسفية التى مارستها , ومازالت تمارسها (إسرائيل ) في القدس , وفلسطين بشكل عام .

من هذا العرض.. نرى الحقيقة واضحة كالشمس: العرب الفلسطينيون هم أصحاب الأرض,فقد أعطى من لا يملك لمن لا يستحق:أعطت بريطانيا-بطريقة وقحة- حقاً لليهود بأن يقيموا وطنهم القومى المنشود فى فلسطين بدون وجه حق.

وإنه لعار سيظل يلتصق بجبين البريطانيين,ووزير خارجيتهم(بلفور)من جراءالعمل .

وقد انتهينا من تتبع السياسات التى تمت فى أواخر القرن 19 ,واوائل القرن 20 ,والتى انتهت باحتلال(القدس)..وجب الآن أن نتكلم عن الاستيطان اليهودى,وكيف تم ؟

مراحل الاستيطان اليهودى : - لقد شجعت الدول الاستعمارية الاستيطان اليهودى, واقتصرت الاستجابة لذلك أولا على الطبقة البرجوازية ,ففى النصف الأخير من القرن 19 قامت بعض دول أوروبا وروسيا ببناء فكرة أن الهجرة لفلسطين هي شعار لحب صهيون , وإعلاء كلمة اليهود , ولن يتحقق ذلك إلا بامتلاك اليهود للأرض , وإنشاء مستوطنات عليها , بل وإحياء اللغة والثقافة العبرية , وقد قسم باحثوا التاريخ حركة الاستيطان هذه إلى 3 مراحل وهى :

1- الاستيطان غير المنظم : وبدأت منذ ثلاثينات القرن 19 , على أساس دينى عاطفى وفكرة ظهور المسيح , والذى سيعيد بناء الهيكل فى القدس , وكان ذلك وسيلة جيدة لأوروبا للتخلص من اليهود وتميزت هذه المرحلة بتضافر الجهود الفردية فى شكل خيرى , ومن أبرز المشاريع لذلك :

( أ ) مشروع ( مونتفيورى ) : قام عام 1837م بدعم من بريطانيا بوضع مشروع واسع لتوطين اليهود , ولكن الحاكم المصري آتداك منع اليهود من شراء الأراضى فى فلسطين .

( ب ) وليم هشلر : أخذ يجمع التبرعات , ويرسلها إلى جمعيات ( أحباء صهيون ) , ونشر عام 1884م دراسة ( ارجاع اليهود ) , واستعرض وضع روسيا ورومانيا

الاقتصادى , ودعا اليهود فيهما إلىالهجرة . وفى عام 1878م قام مجموعة من اليهود بشراء ( 3375 دونما , والدونم ألف متر ) فى ( يافا ) , وبعده بعام وضع اليهود أيديهم على عشرة آلاف دونم , وكونوا على هاتين القطعتين مستوطنة (بتاج تكفا ) وتعنى بالعربية ( باب الأمل ) , وفى عام 1881م بدأت فى جامعات أوروبا الشرقية موجة الدعوة إلى الهجرة لفلسطين , ونتيجة لذلك : بلغت عدد المستوطنات اليهودية ثمان مستوطنات فى الفترة ( 1882 – 1884م ), وقد قام عرب القدس بتقديم شكوى إلى السلطان العثمانى عام 1891م ضد ذلك , فأصدر أمرا يقضى يمنع بيع الأراضى الأميرية , ويحظر شراء العقارات فى لواء القدس من قبل اليهود سنة 1892م .

2- الاستيطان المنظم : بدأت عام 1900م , حيث أصبحت ( جمعية الاستيطان اليهودى ) هى المسئولة عن توسيع أراضى المستوطنات وإدارتها , وذلك بدعم بريطانى , كما اتخذت هذه الإدارة أشكالا منها :

مستوطنات قومية , مزارع يهودية تعاونية , وقد ساهم فى ذلك أيضا عدة مؤسسات يهودية.

3-تأسيس الوطن اليهودى فى ظل الانتداب اليهودى : وذلك فى الفترة (1922-1948 م) حيث عدد المهاجرين اليهود , وبدءوا يكثرون من تهريب السلاح وحيازته , وكان هدفهم : طرد العرب وتوطين مليون يهودى حتى عام 1935م , كما صار لهم مدارس ونقابات وهيئات خاصة بهم .

وقد بلغت المساحة المزروعة للأراضى التى بحوزة اليهود حتى عام 1948م ( 654و176و1) دونما منها ( 250و461 ) دونما باعها مالكوها غير الفلسطينيين , أما ما باعه الفلسطينيون فهو جزء صغير ولأسباب خارجة عن إرادتهم .

وتجدر الإشارة إلى أنه :عندما أعلن قيام إسرائيل ( فى مايو 1948م ) , استولت إسرائيل على الأراضى المخصصة للعرب فى قرار التقسيم , ثم قامت بالاستيلاء على الجزء الغربى من مدينة القدس , ومع ذلك تم التأكيد على تدويل القدس بموجب قرارين صدرا من الجمعية العامة للأمم المتحدة :

الأول : عام 1948 برقم (194 ) الصادر فى 11-12-1948م ونص على أن "مدينة القدس يجب أن تتمتع بمعاملة خاصة عن معاملة مناطق فلسطين الأخرى, وأن توضع تحت الرقابة الفعلية للأمم المتحدة " .

الثانى :عام 1949 برقم ( 303 ) صدر فى 9-12- 1949م ونص على: "وجوب وضع القدس فى ظل دولى دائم يجسد ضمانات ملائمة لحماية الأماكن المقدسة داخل القدس وخارجها, وأن ما جاء ف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جومانة
عضو vip
عضو vip
جومانة


انثى
عدد المساهمات : 6816
نقاط : 6982
تاريخ التسجيل : 02/11/2009

القدس عربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: القدس عربية   القدس عربية Emptyالسبت 6 يوليو 2019 - 7:39

الله يـع’ـــطــيك الع’ــاأإأفــيه ..
.. بنتظـأإأإأر ج’ـــديــــدك الممـــيز ..
.. تقــبل م’ـــروري ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القدس عربية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القدس عربية رغم انف اليهود
» لمحات من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية
» القدس
» القدس
» شعر عن القدس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شنواى  :: القسم العام والإسلامى :: الحوار الدينى العام-
انتقل الى: