منتدى شنواى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمجلة شنواىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقدمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد رمضان المعداوي
عضو محترف
عضو محترف
احمد رمضان المعداوي


ذكر
عدد المساهمات : 461
نقاط : 1313
تاريخ التسجيل : 21/11/2009
العمر : 29
الموقع : مدرسه شنواي

مقدمة Empty
مُساهمةموضوع: مقدمة   مقدمة Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2009 - 15:24

الفلك تاريخ الإضافة:1-5-2006
مقدمة

علم الفلك: هو العلم الذي يختص بحساب سير الشمس والقمر والكواكب، وتعييّن مواقع النجوم ودراسة أحوالها، وتفسير الظواهر الكونية تفسيراً علميا.

وضع العالم قبل النهضة الإسلامية:

كان العرب الأوائل يستخدمون نظاماً أولياً لتقدير مرور الوقت استناداً إلى مصدرين مميزين، الأول: ظاهرة الغروب الأفولي لسلسلة من النجوم أو الكوكبات النجمية لتحديد بداية فترات زمنية تسمى النوء لكن فترة دوام النوء الحقيقية في هذه الأثناء تتراوح من يوم إلى سبعة أيام، وكانت النجوم ذاتها هي المسؤولة عن المطر، ويتم التضرع إليها بطقوس الاستطمار، وقد أفاد البدو من معرفة هذه الأنواء التي أكسبتهم خبرة التنبؤ بحالة الطقس خلال فترة زمنية معينة. أما المصدر الثاني فهو ظاهرة الشروق الاحتراقي لسلسلة النجوم نفسها، أو الكوكبات النجمية على فترات قدرها ستة أشهر لتحديد السنة الشمسية، بتثبيت عدد الدورات عند ثمانٍ وعشرين دورة تقريباً، وتدل بعض الآثار الباقية على أن هذا كان أساس التقويم..

اهتمام الإسلام بعلم الفلك:

يقول الدكتور: أسامة عبد الله خياط: (1)

(( أما علم الفلك، فقد حظي بعناية أهل الإسلام منذ عهد بعيد؛ ولا غرابة في ذلك؛ إذا عُلِمَ أن القرآن الحكيم أورد جملة وافرة وعددًا كبيرًا من الآيات المتعلقة بالكون والفلك. وإن كان المقصود الأساسي منها هو: الهداية للتي هي أقوم.

وتتجلى مظاهر العناية القرآنية بالفلك في الأمور التالية:

1- التأكيد على (السماء) و (الكون) بما يفوق التركيز على (الإنسان)، فمن ذلك قوله سبحانه: ﴿ أأنْتـُمْ أَشـَدُّ خَلْقًا أمِ السَّمَآءُ بَنَاهَا*رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا*وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ﴾ {النازعات 27 ـ 29}.

وقوله عز اسمه: ﴿ لَخـَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النــَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النــَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾ غافر: 57.

2 - ورود (مفردات فلكية) كثيرة في القرآن.

فلفظ (السماء) و (السموات) ورد في القرآن 310 مرة. ولفظ (الشمس) 33 مرة. ولفظ (القمر) 27 مرة. ولفظ (النجم)، (النجوم) 13 مرة.

3 - تسمية بعض سور القرآن بـ (أسماء فلكية) و(ظواهر كونية) من مثل: (القمر، النجم، الشمس، المعارج، التكوير، الانفطار، البروج، الانشقاق..).

4 - ورود تلك الآيات الداعية إلى النظر في السماء والتفكر في بنائها المحكم، ومحتوياتها المذهلة، وإلى النظر والتفكر أيضاً في الظواهر الكونية المختلفة؛ مثل قوله عز شأنه: ﴿أوَلَمْ يَنظُرُواْ فِى مَلــَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَىْءٍ وَأَنْ عَسَى أن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلــُهُمْ ﴾ { الأعراف: 185}.

﴿ أَفَلَمْ يَنـْظــُرُوآ إِلَى السَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنـَيْـنَاهَا وَزَيَّنــَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ ﴾ { سورة ق: 6 }

﴿ إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللــَّيْلِ وَالنــَّهَارِ لآيَاتٍ لأوْلِى الألْبَابِ*الـَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللــَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنــُوبِهِمْ وَيَتَفَـكَّرُونَ فِى خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ رَبـَّـنـَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النــَّارِ ﴾ { آل عمران: 190، 191، }

﴿ أَفَلا يَنـْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ﴾ { الغاشية: 17، 18، }

﴿ هُوَ الذي جَعَلَ الشـَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ ( يونس:6 ).

والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً لا يمكن حصرها في مثل هذا المقال الوجيز.

ولا ريب أنه كان لهذه الآيات أبلغ الآثار في نفوس الفلكيين المسلمين، فأقبلوا عليها دارسين وباحثين في دقائقها، غواصين في بحار معانيها، ملتقطين عجائب لآلئها، موجهين الأنظار إلى ما حوته من إعجاز علمي بين.

ولهذا لم يكن عجباً أن يعد كثير من العلماء والباحثين بحق علم الفلك كله تفسيراً لهذه الآيات القرآنية الكونية وبياناً لما تضمنته من إعجاز علمي شهدت ولا تزال تشهد به الحقائق العلمية التي أذهلت العالم!! "

حقائق علمية: (2)

قال الله تعالى: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ. الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ﴾ {التكوير: 15، 16 }

الحقيقة العلمية:

كشف علم الفلك في أواخر القرن الماضي عن أجرام سماوية أسموها: (الثقوب السوداء)وقد سميت بالثقوب لقدرتها الفائقة علي ابتلاع كل ما تمر به أو يدخل في نطاق جاذبيتها من مختلف صور المادة والطاقة من مثل الغبار الكوني والغازات والأجرام السماوية المختلفة، ووصفت بالسواد لأنها معتمة تماما لعدم قدرة الضوء علي الإفلات من مجال جاذبيتها علي الرغم من سرعته الفائقة المقدرة بحوالي الثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية. واعتبرت هذه الثقوب السود مرحلة الشيخوخة في حياة النجوم.

ومن العجيب أن العلماء الغربيين يسمون هذه الثقوب السود تسمية مجازية عجيبة حين يسمونها بالمكانس العملاقة التي تبتلع(أو تشفط) كل شيء يقترب منها إلي داخلها: Giant Vacuum Cleaners that Suck in every thing insight وللمزيد... (3)

وجه الإعجاز:

سبحان الذي خلق النجوم وقدر لها مراحل حياتها... وسبحان الذي أوصلها إلي مرحلة الثقب الأسود، وجعله من أسرار الكون المبهرة... وسبحان الذي أقسم بتلك النجوم المستترة، الحالكة السواد، الغارقة بالظلمة... وجعل لها من الظواهر ما يعين الإنسان علي إدراك وجودها علي الرغم من تسترها واختفائه، وسبحان الذي مكنها من كنس مادة السماء وابتلاعها وتكديسه، ثم وصفها لنا من قبل أن نكتشفها بقرون متطاولة بهذا الوصف القرآني المعجز فقال:﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ. الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ {التكوير: 15، 16 }

الأرض ذات الصدع:

قال الله تعالى: ﴿ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ﴾ {الطارق: 12 }

الحقيقة العلمية:

بعد الحرب العالمية الثانية قام علماء البحار بدراسة قيعان المحيطات فلاحظوا أمراً مذهلاً للغاية، وهو أن أغلب قيعان المحيطات ممزقة بشبكة هائلة من الصدوع تمتد لمئات الآلاف من الكيلومترات طولاً وعرضاً وبمتوسط عمق 100كيلومتر. وأعجب من ذلك أن هذه الصدوع مرتبطة ببعضها وكأنها صدع واحد.

وعلماء الأرض يقولون لولا هذه الصدوع لانفجرت الكرة الأرضية كقنبلة نووية منذ أول لحظة لتكوينها، وذلك لما يحدث في باطن الأرض من تفاعلات نووية وكيميائية هائلة.كما أنه يوجد هناك صدوع على اليابسة ولكنها لا تقارن بما هو موجود في قاع المحيطات.

وجه الإعجاز:

لم يدرك العلماء الحقيقة الكونية المبهرة التي أقسم بها الله منذ أربعة عشر قرناً إلا في النصف الأخير من القرن العشرين عندما نزلوا إلى أعماق المحيطات ورسموا خريطة لكل هذه الصدوع عام 1965م. فتبارك الله العظيم القائل: ﴿وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ {يونس: 37 }


علم الفلك في السنة النبوية المطهرة

الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزى دلالتها ال
في الثلث الأول من القرن العشرين لاحظ الفلكيون عملية توسع الكون التي دار من حولها جدل طويل حتى سلّم العلماء بحقيقتها، وقد سبق القرآن الكريم بالإشارة إلى تلك الحقيقة قبل ألف وأربعمائة سنة؛ يقول الحق تبارك وتعالى: (وَالسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) الذاريات: 47. وكانت هذه الآية الكريمة قد نزلت والعالم كله ينادي بثبات الكون، وعدم تغيره، وظل هذا الاعتقاد سائدًا حتى منتصف القرن العشرين حين أثبتت الأرصاد الفلكية حقيقة توسع الكون، وتباعد مجراته عنَّا، وعن بعضها بعضًا بمعدلات تقترب أحيانًا من سرعة الضوء (المقدرة بنحو ثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية)، وقد أيدت كل من المعادلات الرياضية وقوانين الفيزياء النظرية استنتاجات الفلكيين في ذلك، وانطلاقًا من هذه الملاحظة الصحيحة نادى كل من علماء الفلك، والفيزياء الفلكية والنظرية بأننا إذا عدنا بهذا الاتساع الكوني إلى الوراء مع الزمن فلابد أن تلتقي كل صور المادة والطاقة الموجودة في الكون (المدرك منها وغير المدرك) وتتكدس على بعضها في جِرْمٍ ابتدائي يتناهى في الصغر إلى ما يقارب الصفر أو العدم، وتنكمش في هذه النقطة أبعاد كل من المكان والزمان حتى تتلاشى (مرحلة الرتق).وهذا الجرم الابتدائي كان في حالة من الكثافة والحرارة تتوقف عندهما كل القوانين الفيزيائية المعروفة؛ ومن ثم فإن العقل البشري لا يكاد يتصورهما، فانفجر هذا الجرم الأولي بأمر الله تعالى في ظاهرة يسميها العلماء: عملية الانفجار الكوني العظيم.

ويسميها القرآن الكريم باسم الفتق؛ فقد سبق القرآن الكريم كل المعارف الإنسانية بالإشارة إلى ذلك الحدث الكوني العظيم من قبل ألف وأربعمائة من السنين، يقول الحق ـ تبارك وتعالى:

(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوآ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) الأنبياء: 30.

وتشير دراسات الفيزياء النظرية في أواخر القرن العشرين إلى أن جِرمًا بمواصفات الجرم الابتدائي للكون عندما ينفجر يتحول إلى غلالة من الدخان الذي تخلَّقت منه الأرض وكل أجرام السماء، وقد سبق القرآن الكريم بألف وأربعمائة سنة كل المعارف الإنسانية وذلك بإشارته إلى مرحلة الدخان في قول الحق ـ تبارك وتعالى:

(قـُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِى خَلَقَ الأَرْضَ فِى يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَـالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهـَا وَقَـدَّرَ فِيهـَآ أَقْـوَاتَهـَا فِى أَرْبَعـَةِ أَيَّامٍ سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ وَهِىَ دُخــَانٌ فَقـَالَ لَهَـا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طـَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِى يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِى كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّــــمَآءَ الــدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) فصلت: 9 ـ 12.

وفي 8 من نوفمبر سنة 1989م أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية مركبة فضائية باسم مكتشف الخلفية الإشعاعية للكون وذلك في مدار على ارتفاع ستمائة كيلومتر حول الأرض بعيدًا عن تأثير كل من السحب والملوثات في النُطُق الدنيا من الغلاف الغازي للأرض، وقد قام هذا القمر الصناعي بإرسال ملايين الصور والمعلومات إلى الأرض عن آثار الدخان الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم للكون من على بعد عشرة مليارات من السنين الضوئية، وهي حالة دخانية معتمة سادت الكون قبل خلق الأرض والسماوات، فسبحان الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة قولَه الحق:

(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ وَهِىَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وِلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ) (فصلت: 11).

دخانية السماء بعد الانفجار الكوني العظيم أي بعد فتق الرتق. بعد التسليم بحقيقة توسع الكون، وبِرَدِّ ذلك التوسع إلى الوراء مع الزمن حتى الوصول إلى جرم ابتدائي واحد مُتَنَاهٍ في الضآلة حجمًا إلى الصفر أو ما يقرب من العدم، ومتناه في الكثافة والحرارة إلى حد لا يكاد العقل الإنساني أن يتخيله، لتوقف كل قوانين الفيزياء المعروفة عنده (مرحلة الرتق)، وبعد التسليم بانفجار هذا الجرم الابتدائي (مرحلة الفتق) في ظاهرة كونية يسميها العلماء الانفجار الكوني الكبير ـ بدأ كل من علماء الفلك والفيزياء الفلكية والنظرية في تحليل مسار الأحداث الكونية بعد هذا الحدث الكوني الرهيب، ومع إيماننا بأن تلك الأحداث الموغلة في تاريخ الكون تقع في صميم الغيب الذي أخبرنا به ـ تبارك وتعالى ـ عند قوله ـ عز من قائل: (مَآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا) {الكهف: 51}

إلا أن السنن التي فطر الله ـ تعالى ـ الكون عليها لها من الاطّراد، والاستمرار، والثبات، ما يمكن أن يعين الإنسان على الوصول إلى شيء من التصور الصحيح لتلك الأحداث الغيبية الموغلة في أبعاد التاريخ الكوني على الرغم من حِسِّ الإنسان المحدود، وقدرات عقله المحدودة، ومحدودية كل من زمانه ومكانه.

كذلك فإن التقنيات المتطورة من مثل الصواريخ العابرة لمسافات كبيرة في السماء، والأقمار الصناعية التي تطلقها تلك الصواريخ، والأجهزة القياسية والتسجيلية الدقيقة التي تحملها قد ساعدت على الوصول إلى تصوير الدخان الكوني الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم، والذي وجدت بقايا أثرية له على أطراف الجزء المدرَك من الكون، وعلى أبعاد تصل إلى عشرة مليارات من السنين الضوئية لتثبت دقة التعبير القرآني بلفظة دخان التي وصف بها حالة الكون قبل خلق السماوات والأرض. )) (7)

بداية النهضة الإسلامية في مجال الفلك:

بدأ العرب يلتفتون دراسةً وإسهامًا إلى علم الفلك في عهد الخليفة المنصور حيث ترجم إبراهيم الفزاري كتاب (السند هند) في عهده، واتخذه العلماء مثلاً يحتذى، حيث كان رجل هندي قد وفد على الخليفة المنصور وكان يحمل كتاباً يحتوي على ذلك العلم، وذلك عام 156 هـ، فطلب الخليفة ترجمة هذا الكتاب إلى العربية وأن يؤلف منه دستور يكون مرجعاً للعرب في حركات الكواكب، فتولى ذلك محمد بن إبراهيم الفزاري، ووضع منه كتاب " السند هند الكبير" وبقى يُعمَل به إلى أيام المأمون، ثم ترجمت التقاويم البهلوية التي وضعت في عهد الدولة الساسانية الفارسية، وأضيفت إلى العلوم الرياضية وعرفت في العربية باسم (الزيج)..

وقد قام علماء الفلك في عهد المنصور بقياس الدرجة الأرضية، وكان غرضهم من ذلك تحديد حجم الأرض ومحيطها على أساس أن الأرض مدورة، وحدثت تجربة ثانية بعد ذلك في عهد المأمون، فقد أمر بقياس دائرة نصف النهار ووكل هذا العمل إلى فريقين: فريق عمل بصحراء سنجار شمال الفرات، والآخر بصحراء تدمر، وقد وصل كلا الفريقين إلى تيجة جعلت درجة الطول 56 ميلاً غربياً، وثلثي الميل وهي نتيجة تقرب إلى حد كبير من القياس الصحيح.

ومن أوائل العرب المسلمين الذين برعوا في علم الفلك في عصر مبكر، الإمام الفرغاني، وما هو عنه معلوم أنه عاش في عصر المأمون وأنه كان لا يزال حياً حتى سنة 861 م. من أهم أعماله أنه حدد قطر الأرض، وأقطار بعض الكواكب، وتحديده لحجومها فكانت مقبولة بغير تعديل تقريباً حتى زمن كوبرنيق، ولقد أثر مؤلفه في الفلك الغربي تأثيراً كبيراً حتى زمن ريجيومو نتانوس (توفي 1476م)..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقدمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقدمة عن الجــــودة .
» مقدمة بلاغية
» مقدمة حول التعارض في القرآن
» مقدمة في التفسير الموضوعي
» مقدمة اذاعية وفقرات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شنواى  :: القسم العام والإسلامى :: المكتبــة الإسلاميـــة-
انتقل الى: