ب1
قال مالك بن دينار خرجت الى مكه فبينما أنا أسير أذا انا بشاب و هو ساكت لا يذكر الله قيما يرى حتى
أذا جنّهُ الليل رفع رأسه الى السماء و هو يقول : يامن تسره الطاعه و لا تضره المعصيه هب لى
ما يسرك و اغفر لى ما لا يضرك .
ثم لبس احرامه و الناس يلبون و هو لا يلبى فقلت جاهل فدنوت منه فقلت يافتى فقال لبيك فقلت لما لا
تلبى فقال لى يا شيخ أخاف ان أقول لبيك فيقول لا لبيك و لا سعديك لا أسمع كلامك و لا أنظر اليك
فقلت له لا يفعل قانه كريم اذا غضب رضى و اذا رضى لم يغضب و اذا وعد وفى و اذا أوعد عفا
فقال لى يا شيخ أتشير علىّ بالتلبيه فقلت نعم فبادر الى الأرض و أضجع و جعل خده على الأرض
و أخذ حجراً فجعله على خده الأخر و أسبل دموعه و أقبل يقول : لبيك اللهم لبيك قد خضعت اليك
و هذا مصرعى بين يديك فاقام كذلك ساعه ثم قام و مضى .
قانظر أخى الحاج كيف كان شعور السلف رضى الله عنهم عندما كانوا يعقدون النيه و يعزمون على حج
بيت الله الحرام و كيف حال الخلف مع هذه الشعيره العظيمه الظاهره من شعائر الأسلام و صدق الله
القائل ( ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب ) .
و تقبل الله طاعات الحجيج و ردهم الى اوطانهم سالمين مقبولين .
" longdesc="41" />
lightway