منتدى شنواى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمجلة شنواىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ما أنزل منه على بعض الأنبياء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد رمضان المعداوي
عضو محترف
عضو محترف
احمد رمضان المعداوي


ذكر
عدد المساهمات : 461
نقاط : 1313
تاريخ التسجيل : 21/11/2009
العمر : 29
الموقع : مدرسه شنواي

ما أنزل منه على بعض الأنبياء Empty
مُساهمةموضوع: ما أنزل منه على بعض الأنبياء   ما أنزل منه على بعض الأنبياء Emptyالإثنين 7 ديسمبر 2009 - 15:53

وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي من الثاني‏:‏ الفاتحة وآية الكرسي وخاتمة البقرة كما تقدم في الأحاديث قريباً‏.‏

وروى مسلم عن ابن عباس أتى النبي صلى الله عليه وسلم ملك فقال‏:‏ أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك‏:‏ فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة‏.‏

وأخرج الطبراني عن عقبة بن عامر قال‏:‏ ترددوا في الآيتين من آخر سورة البقرة آمن الرسول إلى خاتمتها فإن الله اصطفى بها محمداً‏.‏

وأخرج أبو عبيد في فضائله عن كعب قال‏:‏ إن محمداً صلى الله عليه وسلم أعطى أربع آيات لم يعطهن موسى وإن موسى أعطى آية لم يعطها محمد‏.‏

قال‏:‏ والآيات التي أعطيهن محمد لله ما في السموات وما في الأرض حتى ختم البقرة فتلك ثلاث آيات وآية الكرسي‏.‏

والآية التي أعطيها موسى‏:‏ اللهم لا تولج الشيطان في قلوبنا وخلصنا منه من أجل أن لك الملكوت والأبد والسلطان والملك والحمد والأرض والسماء والدهر الداهر أبداً أبداً آمين آمين‏.‏

وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس قال‏:‏ السبع الطوال لم يعطهن أحد إلا النبي صلى الله عليه وسلم وأعطى موسى منها اثنتين‏.‏

وأخرج الطبراني عن ابن عباس مرفوعاً أعطيت أمتي شيئاً لم يعطه أحد من الأمم ومن أمثلة الأول‏:‏ ما أخرجه الحاكم عن ابن عباس قال‏:‏ لما نزلت سبح اسم ربك الأعلى قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ كلها في صحف إبراهيم وموسى فلما نزلت والنجم إذا هوى فبلغ وإبراهيم الذي وفى قال‏:‏ وفى ‏{‏ألا تزر وازرة وزر أخرى‏}‏ إلى قوله ‏{‏هذا نذير من النذر الأولى‏}‏ وقال سعيد بن منصور‏:‏ حدثنا خالد ابن عبد الله بن عطاء بن السائب عن عكرمة قال ابن عباس‏:‏ قال هذه السورة في صحف إبراهيم وموسى‏.‏

وأخرجه ابن أبي حاتم بلفظ نسخ من صحف إبراهيم وموسى‏.‏

وأخرج عن السدى قال‏:‏ إن هذه السورة في صحف إبراهيم وموسى مثل ما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وقال الفرياني‏:‏ أنبأنا سفيان عن أبيه عن عكرمة إن هذا لفي الصحف الأولى قال‏:‏ هؤلاء الآيات‏.‏

وأخرج الحاكم من طريق القاسم عن أبي أمامة قال‏:‏ أنزل الله على إبراهيم مما أنزل على محمد ‏{‏التائبون العابدون‏}‏ إلى قوله ‏{‏وبشر المؤمنين‏}‏ و ‏{‏قد أفلح المؤمنون‏}‏ إلى قوله ‏{‏فيها خالدون‏}‏ ‏{‏وإن المسلمين والمسلمات‏}‏ الآية‏.‏

والتي في سأل ‏{‏الذين هم على صلاتهم دائمون‏}‏ إلى قوله ‏{‏قائمون‏}‏ فلم يف بهذا السهام إلا إبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج البخاري ‏(‏عن عبد الله بن عمروبن العاص قال‏:‏ إنه يعني النبي صلى الله عليه وسلم لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وحرزاً للأمين الحديث‏)‏‏.‏

وأخرج ابن الضريس وغيره عن كعب قال‏:‏ فتحت التوراة ب ‏{‏حمدلله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون‏}‏ وختم ب ‏{‏حمدلله الذي لم يتخذ ولداً‏}‏ إلى قوله ‏{‏وكبره تكبيراً‏}‏ وأخرج أيضاً عنه قال‏:‏ فاتحة هود ‏{‏فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون‏}‏‏.‏

وأخرج من وجه آخر عنه قال‏:‏ أول ما أنزل في التوراة عشر آيات من سورة الأنعام قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم إلى آخرها‏.‏

وأخرج أبو عبيد عنه قال‏:‏ أول ما أنزل الله في التوراة عشر آيات من سورة الأنعام بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏

قل تعالوا أتل الآيات‏.‏

قال بعضهم‏:‏ يعني أن هذه الآيات اشتملت على الآيات العشر التي كتبها الله لموسى في التوراة أول ما كتب وهي توحيد الله والنهي عن الشرك واليمين الكاذبة والعقوق والقتل والزنى والسرقة والزور ومد العين إلى ما في يد الغير والأمر بتعظيم السبت‏.‏

وأخرج الدار قطني من حديث بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأعلمنك آية لم تنزل على نبي بعد سليمان غيري‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏

وروى البيهقي عن ابن عباس قال‏:‏ أغفل الناس آية من كتاب الله لم تنزل على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يكون سليمان بن داود‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم وأخرج الحاكم عن أبي ميسرة أن هذه الآية مكتوبة في التوراة بسبعمائة آية يسبح له ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم أول سورة الجمعة‏.‏

فائدة يدخل في هذا النوع ما أخرجه ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال‏:‏ البرهان الذي أرى يوسف ثلاث آيات من كتاب الله وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون وقوله ‏{‏وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن‏}‏ الآية وقوله ‏{‏أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت‏}‏ زاد غيره آية أخرى ولا تقربوا الزنى‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم أيضاً عن ابن عباس في قوله ‏{‏لولا أن رأى برهان ربه‏}‏ قال‏:‏ رأى آية من كتاب الله نهته مثلت له في جدار الحائط‏.‏


النوع السادس عشر في كيفية إنزاله

فيه مسائل‏.‏

الأولى‏:‏ قال الله تعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وقال إنا أنزلناه في ليلة القدر اختلف في كيفية إنزاله من اللوح المحفوظ على ثلاثة أقوال‏:‏ أحدها وهوالأصح الأشهر‏:‏ أنه نزل إلى سماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة ثم نزل بعد ذلك منجماً في عشرين سنة أوثلاثة وعشرين أوخمسة وعشرين على حسب الخلاف في مدة إقامته صلى الله عليه وسلم بمكة بعد البعثة‏.‏

أخرج الحاكم والبيهقي وغيرهما من طريق منصور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا وكان بمواقع النجوم وكان الله ينزله على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضه في أثر بعض‏.‏

وأخرج الحاكم والبيهقي أيضاً والنسائي أيضاً من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال‏:‏ أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا ليلة القدر ثم أنزل بعد ذلك بعشرين سنة ثم قرأ ‏{‏ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً‏}‏‏.‏ ‏{‏وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا‏}‏‏.‏

وأخرجه ابن أبي حاتم من هذا الوجه وفي آخره‏:‏ فكان المشركون إذا أحدثوا شيئاً أحدث الله لهم جواباً‏.‏

وأخرج الحاكم وابن أبي شيبة من طريق حسان بن حريث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا فجعل جبريل ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم أسانيدها كلها صحيحة‏.‏

وأخرج الطبراني من وجه آخر عن ابن عباس قال‏:‏ أنزل القرآن في ليلة القدر في شهر رمضان إلى سماء الدنيا ليلة واحدة ثم أنزل نجوماً‏.‏

إسناده لا بأس به‏.‏

وأخرج الطبراني والبزار من وجه آخر عنه قال‏:‏ أنزل القرآن جملة واحدة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا ونزله جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم بجواب كلام العباد وأعمالهم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة في فضائل القرآن من وجه آخر عنه‏:‏ دفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة واحدة فوضعه في بيت العزة ثم جعل ينزله تنزيلاً وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق السدي عن محمد عن ابن أبي المجالد عن مقسم عن ابن عباس‏:‏ أنه سأل عطية بن الأسود فقال‏:‏ أوقع في قلبي الشك قوله تعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وقوله ‏{‏إنا أنزلناه في ليلة القدر‏}‏ وهذا أنزل في شوال وفي ذي العقدة وذي الحجة وفي المحرم وصفر وشهر ربيع فقال ابن عباس‏:‏ إنه أنزل في رمضان في ليلة القدر جملة واحدة ثم أنزل على مواقع النجوم رسلاً في الشهور والأيام‏.‏

قال أبو شامة‏:‏ قوله رسلاً‏:‏ أي رفقاً وعلى مواقع النجوم‏:‏ أي على مثل مساقطها‏.‏

يريد أنزل في رمضان في ليلة القدر جملة واحدة ثم أنزل القول الثاني‏:‏ أنه نزل إلى سماء الدنيا في عشرين ليلة قدر وثلاث وعشرين أوخمس وعشرين في كل ليلة ما يقدر الله إنزاله في كل السنة ثم أنزل بعد ذلك منجماً في جميع السنة‏.‏

وهذا القول ذكره الإمام فخر الدين الرازي بحثاً فقال‏:‏ يحتمل أنه كان ينزل في كل ليلة قدر ما يحتاج الناس إلى إنزاله إلى مثلها من اللوح إلى السماء الدنيا ثم توقف هل هذا أولى أوالأول‏.‏

قال ابن كثير‏:‏ وهذا الذي جعله احتمالاً نقله القرطبي عن مقاتل ابن حيان وحكى الإجماع على أنه نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا‏.‏

قلت‏:‏ وممن قال بقول مقاتل الحليمي والماوردي ويوافقه قول ابن شهاب آخر القرآن عهداً بالعرش آية الدين‏.‏

القول الثالث‏:‏ أنه ابتدأ إنزاله في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك منجماً في أوقات مختلفة من سائر الأوقات وبه قال الشعبي‏.‏

قال ابن حجر في شرح البخاري‏:‏ والأول هو الصحيح المعتمد‏.‏

قال‏:‏ وقد حكى الماوردي قولاً رابعاً أنه نزل من اللوح المحفوظ جملة واحدة وأن الحفظة نجمته على جبريل في عشرين ليلة وأن جبريل نجمه على النبي صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة وهذا أيضاً غريب‏.‏

والمعتمد أن جبريل كان يعارضه في رمضان بما ينزل به في طول السنة‏.‏

وقال أبو شامة‏:‏ كأن صاحب هذا القول أراد الجمع بين القولين الأول والثاني‏.‏

قلت‏:‏ هذا الذي حكاه الماوردي أخرجه ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال‏:‏ نزل القرآن جملة واحدة من عند الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا فنجمته السفرة على جبريل عشرين ليلة ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة‏.‏

تنبيهات‏:‏ الأول قيل السر في إنزاله جملة إلى السماء تفخيم أمره وأمر من نزل عليه وذلك بإعلام سكان السموات السبع أن هذا آخر الكتب المنزلة على خاتم الرسل لأشرف الأمم قد قريناه إليهم لننزله عليهم ولولا أن الحكمة الإلهية اقتضت وصوله إليهم منجماً بحسب الوقائع لهبط به إلى الأرض جملة كسائر الكتب المنزلة قبله ولكن الله باين بينه وبينها فجعل له الأمرين إنزاله جملة ثم إنزاله تشريفاً للمنزل عليه‏.‏

ذكر ذلك أبو شامة في المرشد الوجيز‏.‏

وقال الحكيم الترمذي‏:‏ أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا تسليماً منه للأمة ما كان أبرز لهم من الحظ بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم وذلك أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم كانت رحمة فلما خرجت الرحمة بفتح الباب جاءت بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن فوضع القرآن ببيت العزة في السماء الدنيا ليدخل في حد الدنيا ووضعت النبوة في قبل محمد وجاء جبريل بالرسالة ثم الوحي كأنه أراد تعالى أن يسلم هذه الرحمة التي كانت حظ هذه الأمة من الله إلى الأمة‏.‏

وقال السخاوي في جمال القراء‏:‏ في نزوله إلى السماء جملة تكريم بني آدم وتعظيم شأنهم عند الملائكة وتعريفهم عناية الله بهم ورحمته لهم ولهذا المعنى أمر سبعين ألفاً من الملائكة أن تشيع سورة الأنعام وزاد سبحانه في هذا المعنى بأن أمر جبريل بإملائه على السفرة الكرام وإنساخهم إياه وتلاوتهم له‏.‏

قال‏:‏ وفيه أيضاً التسوية بين نبينا صلى الله عليه وسلم وبين موسى عليه السلام في إنزاله كتابه جملة والتفضيل لمحمد في إنزاله عليه منجماً ليحفظه‏.‏

وقال أبو شامة‏:‏ فإن قلت‏:‏ فقوله تعالى ‏{‏إنا أنزلناه في ليلة القدر‏}‏ من جملة القرآن الذي نزل جملة أم لا فإن لم يكن منه فما نزل جملة وإن كان منه فما وجه صحة هذه العبارة قلت‏:‏ وجهان‏.‏

أحدهما‏:‏ أن يكون معنى الكلام أنا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر وقضيناه وقدرناه في الأزل‏.‏

والثاني أن لفظه لفظ الماضي ومعناه الاستقبال‏:‏ أي ننزله جملة في ليلة القدر انتهى‏.‏

الثاني‏:‏ قال أبو شامة أيضاً‏:‏ الظاهر أن نزوله جملة إلى سماء الدنيا قبل ظهور نبوته صلى الله عليه وسلم‏.‏

قال‏:‏ ويحتمل أن يكون بعدها‏.‏

قلت‏:‏ الظاهر هو الثاني وسياق الآثار السابقة عن ابن عباس صريح فيه‏.‏

وقال ابن حجر في شرح البخاري‏:‏ قد خرج أحمد والبيهقي في الشعب عن واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنزلت التوراة لست مضين من رمضان والإنجيل لثلاث عشر خلت منه والزبور لثمان عشرة خلت منه والقرآن لأربع وعشرين خلت منه وفي رواية وصحف إبراهيم لأول ليلة قال‏:‏ وهذا الحديث مطابق لقوله تعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ولقوله ‏{‏إنا أنزلناه في ليلة القدر‏}‏ فيحتمل أن يكون ليلة القدر في تلك السنة كانت تلك الليلة فأنزل فيها جملة إلى سماء الدنيا ثم أنزل في اليوم الرابع والعشرين إلى الأرض أول اقرأ باسم ربك قلت‏:‏ لكن يشكل على هذا ما اشتهر من أنه صلى الله عليه وسلم بعث في شهر ربيع‏.‏

ويجاب عن هذا بما ذكروه أنه نبي أولاً بالرؤيا في شهر مولده ثم كانت مدتها ستة أشهر ثم أوحى إليه في اليقظة‏.‏

ذكره البيهقي وغيره‏:‏ نعم يشكل على الحديث السابق ما أخرجه ابن أبي شيبة في فضائل القرآن عن أبي قلابة قال‏:‏ أنزلت الكتب كاملة ليلة أربع وعشرين من رمضان‏.‏

الثالث‏:‏ قال أبو شامة أيضاً‏:‏ فإن قيل ما السر في نزوله منجماً وهلا أنزل كسائر الكتب جملة قلنا‏:‏ هذا سؤال قد تولى الله جوابه فقال تعالى وقال الذين كفروا لولا أنزل الله عليه القرآن جملة واحدة يعنون كما أنزل على من قبله من الرسل فأجابهم تعالى بقوله ‏{‏كذلك‏}‏ أي أنزلناه كذلك مفرقاً ‏{‏لنثبت به فؤادك‏}‏ أي لنقوي به قلبك فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى بالقلب وأشد عناية بالمرسل إليه ويستلزم ذلك كثرة نزول الملك إليه وتجدد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجناب العزيز فيحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة لقياه جبريل‏.‏

وقيل معنى لنثبت به فؤادك‏:‏ أي لتحفظه فإنه عليه الصلاة والسلام كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب ففرق عليه ليثبت عنده حفظه بخلاف غيره من الأنبياء فإنه كان كاتباً قارئاً فيمكنه حفظ الجميع

وقال ابن فورك‏:‏ قيل أنزلت التوراة جملة لأنها نزلت على نبي يكتب ويقرأ وهوموسى وأنزل الله القرآن مفرقاً لأنه أنزل غير مكتوب على نبي أميّ‏.‏

وقال غيره‏:‏ إنما لم ينزل جملة واحدة لأن منه الناسخ والمنسوخ ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقاً‏.‏

ومنه ما هوجواب لسؤال ومنه ما هوإنكار على قول قيل أوفعل فعل وقد تقدم ذلك في قول ابن عباس‏:‏ ونزله جبريل بجواب كلام العباد وأعمالهم وفسر به قوله ‏{‏ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق‏}‏ أخرجه عنه ابن أبي حاتم‏.‏

فالحاصل أن الآية تضمنت حكمتين لإنزاله مفرقاً‏.‏

تذنيب‏:‏ ما تقدم في كلام هؤلاء من أن سائر الكتب أنزلت جملة هومشهور في كلام العلماء على ألسنتهم حتى كاد أن يكون إجماعاً‏.‏

وقد رأيت بعض فضلاء العصر أنكر ذلك وقال‏:‏ إنه لا دليل عليه بل الصواب أنها نزلت مفرقة كالقرآن‏.‏

وأقول‏:‏ الصواب الأول‏.‏

ومن الأدلة على ذلك آية الفرقان السابقة‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ قالت اليهود‏:‏ يا أبا القاسم لولا أنزل هذا القرآن جملة واحدة كما أنزلت التوراة على موسى فنزلت‏.‏

وأخرجه من وجه آخر عنه بلفظ‏:‏ قال المشركون‏.‏

وأخرج نحوه عن قتادة والسدى‏.‏

فإن قلت‏:‏ ليس في القرآن التصريح بذلك وإنما هوعلى تقدير ثبوته قول الكفار‏.‏

قلت‏:‏ سكوته تعالى عن الرد عليهم في ذلك وعدوله إلى بيان حكمته دليل على صحته ولوكانت الكتب كلها نزلت مفرقة لكان يكفي في الرد عليهم أن يقول‏:‏ إن ذلك سنة الله في الكتب التي أنزلها على الرسل السابقة كما أجاب بمثل ذلك قولهم ‏{‏وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق‏}‏ فقال ‏{‏وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق‏}‏ وقولهم ‏{‏أبعث الله بشراً رسولاً‏}‏ فقال ‏{‏وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم‏}‏ وقولهم كيف يكون رسولاً ولا هم له إلا النساء فقال ‏{‏ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية‏}‏ إلى غير ذلك‏.‏

ومن الأدلة على ذلك أيضاً قوله تعالى في إنزاله التوراة على موسى يوم الصعقة {وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلاً لكل شيء فخذها بقوة‏}‏ ‏{‏وألقى الألواح‏}‏ ‏{‏ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة‏}‏ ‏{‏وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة‏}‏ فهذه الآيات كلها دالة على إتيانه في التوراة جملة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ أعطى موسى التوراة في سبعة ألواح من زبرجد فيها تبيان لكل شيء وموعظة فلما جاء بها فرأى بني إسرائيل عكوفاً على عبادة العجل رمى بالتوراة من يده فتحطمت فرفع الله منها ستة أسباع وأبقى منها سبعاً‏.‏

وأخرج من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده رفعه قال‏:‏ الألواح التي أنزلت على موسى كانت من سدر الجنة كان طول اللوح اثني عشر ذراعاً‏.‏

وأخرج النسائي وغيره عن ابن عباس في حديث النتوق قال‏:‏ أخذ موسى الألواح بعد ما سكن عنه الغضب فأمرهم بالذي أمر الله أن يبلغهم من الوظائف فثقلت عليهم وأبوا أن يقروا بها حتى نتق الله عليهم الجبل كأنه ظلة ودنا منهم حتى خافوا أن يقع عليهم فأقروا بها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ثابت بن الحجاج قال‏:‏ جاءتهم التوراة جملة واحدة فكبر عليهم فأبوا أن يأخذوه حتى ظلل الله عليهم الجبل فأخذوه عند ذلك‏.‏

فهذه آثار صحيحة صريحة في إنزال التوراة جملة‏.‏

ويؤخذ من الأثر الأخير منها حكمة أخرى لإنزال القرآن مفرقاً فإنه ادعى إلى قبوله إذا نزل على التدريج بخلاف ما لونزل جملة واحدة فإنه كان ينفر من قبوله كثير من الناس لكثرة ما فيه من الفرائض والمناهي‏.‏

ويوضح ذلك ما أخرجه البخاري عن عائشة قالت‏:‏ إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولونزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبداً ولونزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنى أبداً ثم رأيت هذه الحكمة مصرحاً بها في الناسخ والمنسوخ لمكي‏.‏

فرع الذي استقرئ من الأحاديث الصحيحة وغيرها أن القرآن كان ينزل بحسب الحاجة خمس آيات وعشر آيات وأكثر وأقل وقد صح نزول العشر آيات في قصة الإفك جملة وصح نزول عشر آيات من أول المؤمنين جملة وصح نزول ‏{‏غير أولي الضرر‏}‏ وحدها وهي بعض آية‏.‏

وكذا قوله ‏{‏وإن خفتم عيلة‏}‏ إلى آخر الآية نزلت بعد نزول أول الآية كما حررناه في أسباب النزول وذلك بعض آية‏.‏

وأخرج ابن أشتة في كتاب المصاحف عن عكرمة في قوله ‏{‏بمواقع النجوم‏}‏ قال‏:‏ أنزل الله القرآن نجوماً ثلاث آيات وأربع آيات وخمس آيات‏.‏

وقال النكزاوي في كتاب الوقف‏:‏ كان القرآن ينزل مفرقاً الآية والآيتين والثلاث والأربع وأكثر من ذلك‏.‏

وما أخرجه ابن عساكر من طريق أبي نضرة قال‏:‏ كان أبوسعيد الخدري يعلمنا القرآن خمس آيات بالغداة وخمس آيات بالعشي ويخبر أن جبريل نزل بالقرآن خمس آيات خمس آيات‏.‏

وما أخرجه البيهقي في الشعب من طريق أبي خلدة عن عمر قال‏:‏ تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات فإن جبريل كان ينزل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم خمساً خمساً‏.‏

ومن طريق ضعيف عن علي قال‏:‏ أنزل القرآن خمساً خمساً إلا سورة الأنعام ومن حفظ خمساً خمساً لم ينسه‏.‏

فالجواب أن معناه إن صح إلقاؤه إلى النبي صلى الله عليه وسلم هذا القدر حتى يحفظه ثم يلقي إليه الباقي لا إنزاله بهذا القدر خاصة‏.‏

ويوضح ذلك ما أخرجه البيهقي أيضاً عن خالد بن دينار قال‏:‏ قال لنا أبو العالية‏:‏ تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذه من جبريل خمساً خمساً‏.‏

المسئلة الثانية‏:‏ في كيفية الإنزال والوحي‏.‏

قال الأصفهاني أوائل تفسيره‏:‏ اتفق أهل السنة والجماعة على أن كلام الله منزل واختلفوا في معنى الإنزال‏.‏

فمنهم من قال‏:‏ إظهار القراءة‏.‏

ومنهم من قال‏:‏ إن الله تعالى ألهم كلامه جبريل وهو في السماء وهو عال من المكان وعلمه قراءته ثم جبريل أداه في الأرض وهويهبط في المكان‏.‏

وفي التنزيل طريقان‏.‏

أحدهما‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم انخلع من صورة البشرية إلى صورة الملكية وأخذه من جبريل‏.‏

والثاني‏:‏ أن الملك انخلع إلى البشرية حتى يأخذه الرسول منه والأول اصعب الحالين انتهى‏.‏

وقال الطيبي‏:‏ لعل نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم أن يتلقفه الملك من الله تعالى تلقفاً روحانياً أويحفظه من اللوح المحفوظ فينزل به إلى الرسول فيلقيه عليه‏.‏

وقال القطب الرازي في حواشي الكشاف‏:‏ والإنزال لغة بمعنى الإيواء وبمعنى تحريك الشيء من العلوإلى أسفل وكلاهما يتحققان في الكلام فهومستعمل فيه في معنى مجازي فمن قال‏:‏ القرآن معنى قائم بذات الله تعالى فإنزاله أن يوجد الكلمات والحروف الدالة على ذلك المعنى ويثبتها في اللوح المحفوظ‏.‏

ومن قال‏:‏ القرآن هو الألفاظ فإنزاله مجرد إثباته في اللوح المحفوظ وهذا المعنى مناسب لكونه منقولاً عن المعنيين اللغويين‏.‏

ويمكن أن يكون المراد بإنزاله إثباته في السماء الدنيا بعد الإثبات في اللوح المحفوظ وهذا مناسب للمعنى الثاني‏.‏

والمراد بإنزال الكتب على الرسل أن يتلقفها الملك من الله تلقفاً روحانياً أويحفظها من اللوح المحفوظ وينزل بها فيلقيها عليهم اه‏.‏

وقال غيره‏:‏ في المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أقوال‏.‏

أحدها‏:‏ أنه اللفظ والمعنى وأن جبريل حفظ القرآن من اللوح المحفوظ ونزل به‏.‏

وذكر بعضهم أن أحرف القرآن في اللوح المحفوظ كل حرف منها بقدر جبل قاف وأن تحت كل حرف منها معاني لا يحيط بها إلا الله‏.‏

والثاني‏:‏ أن جبريل إنما نزل بالمعاني خاصة وأنه صلى الله عليه وسلم علم تلك المعاني وعبر عنها بلغة العرب وتمسك قائل هذا بظاهر قوله تعالى نزل به الروح الأمين على قلبك‏.‏

والثالث‏:‏ أن جبريل ألقى غليه المعنى وأنه عبر بهذه الألفاظ بلغة العرب وأن أهل السماء يقرءونه بالعربية ثم إنه نزل به كذلك بعد ذلك‏.‏

وقال البيهقي في معنى في قوله تعالى ‏{‏إنا أنزلناه في ليلة القدر‏}‏ يريد والله أعلم‏:‏ إنا أسمعنا الملك وأفهمناه إياه وأنزلناه بما سمع فيكون الملك منتقلاً من علوإلى أسفل‏.‏

قال أبو شامة‏:‏ هذا المعنى مطرد في جميع ألفاظ الإنزال المضافة إلى القرآن أوإلى شيء منه يحتاج إليه أهل أسنة المقتعدون قدم القرآن وأنه صفة قائمة بذات الله تعالى‏.‏

قلت‏:‏ ويؤيد ا جبريل تلقفه سماعاً من الله تعالى ما أخرجه الطبراني من حديث النواس بن سمعان مرفوعاً إذا تكلم الله بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله فإذا سمع بذلك أهل السماء صعقوا وخروا سجداً فيكون أولهم يرفع رأسه جبريل فينتهي به حيث أمر‏.‏

وأخرج ابن مردويه من حديث ابن مسعود رفعه إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان فيفزعون ويرون أنه من أمر السرعة وأصل الحديث في الصحيح‏.‏

وفي تفسير عليّ بن سهل النيسابوري‏:‏ قال جماعة من العلماء‏:‏ نزل القرآن جملة في ليلة القدر من اللوح الحفوظ إلى بيت يقال له بيت العزة فحفظه جبريل وغشى على أهل السموات من هيبة كلام الله فمر بهم جبريل وقد أفاقوا وقالوا‏:‏ ماذا قال ربكم قالوا‏:‏ الحق‏:‏ يعني القرآن وهومعنى وله حتى إذا فزّع عن قلوبهم فأتى به جبريل إلى بيت العزة على السفرة الكتبة يعني الملائكة وهومعنى قوله تعالى ‏{‏بأيدي سفرة كرام بررة‏}‏ وقال الجويني‏:‏ كلام الله المنزل قسمان‏:‏ قسم قال الله لجبريل‏:‏ قل للنبي الذي أنت مرسل إليه إن الله يقول افعل كذا وكذا وأمر بكذا ففهم جبريل ما قاله ربه ثم نزل على ذلك النبي وقال له ما قاله ربه ولم تلك العبارة تلك العبارة كما يقول الملك لمن يثق به قل لفلان يقول لك الملك اجتهد في الخدمة واجمع جندك للقتال فإن قال الرسول يقول الملك لا تتهاون في خدمتي ولا تترك الجند تتفرق وحثهم على المقاتلة لا ينسب إلى كذب ولا تقصير في أداء الرسالة‏.‏

وقسم آخر قال الله لجبريل‏:‏ اقرأ على النبي هذا الكتاب فنزل جبريل بكلمة من الله من غير تغيير كما يكتب الملك كتاباً ويسلمه إلى أمين ويقول اقرأه على فلان فهولا يغير منه كلمة ولاحرفاً انتهى‏.‏

قلت‏:‏ القرآن هو القسم الثاني والقسم الأول هو السنة كما ورد أن جبريل كان ينزل بالسنة كما ينزل بالقرآن ومن هنا جاز رواية السنة بالمعنى لأن جبريل أداه بالمعنى ولم تجز القراءة بالمعنى لأن جبريل أداه باللفظ ولم يبح له إيحاءه بالمعنى‏.‏

والسر في ذلك أن المقصود منه التعبد بلفظه والإعجاز به فلا يقدر أحد أن يأتي بلفظ يقوم مقامه وإن تحت كل حرف منه معاني لا يحاط بها كثرة فلا يقدر أحد أن يأتي بدله بما يشتمل عليه والتخفيف على الأمة حيث جعل المنزل إليهم على قسمين‏:‏ قسم يروونه بلفظه الموحى به وقسم يروونه بالمعنى‏.‏

ولوجعل كله مما يروى باللفظ لشق أوبالمعنى لم يؤمن التبديل والتحريف فتأمل‏.‏

وقد رأيت عن السلف ما يعضد كلام الجويني‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عقيل عن الزهري سئل عن الوحي فقال‏:‏ الوحي ما يوحى إلى نبي من الأنبياء فيثبته فيقلبه فيتكلم به ويكتبه وهوكلام الله‏.‏

ومنه ما لا يتكلم به ولا يكتبه لأحد ولا يأمر بكتابته ولكنه يحدث به الناس حديثاً ويبين لهم أن الله أمره أن يبينه للناس ويبلغهم إياه‏.‏

فصل وقد ذكر العلماء للوحي كيفيات‏.‏

إحداها‏:‏ أن يأتيه الملك في مثل صلصلة الجرس كما في الصحيح‏.‏

وفي مسند أحمد عن عبد الله بن عمر سألت النبي صلى الله عليه وسلم هل تحس بالوحي فقال‏:‏ أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك فما من مرة يوحى إلىّ إلا ظننت أن نفسي تقبض‏.‏

قال الخطابي‏:‏ والمراد أنه صوت متدارك يسمعه ولا يثبته أول ما يسمعه حتى يفهمه بعد‏.‏

وقيل هو صوت خفق أجنحة الملك‏.‏

والحكمة في تقدمه أن يفرغ سمعه للوحي فلا يبقى فيه مكاناً لغيره‏.‏

وقيل هو صوت خفق أجنحة الملك‏.‏

والحكمة في تقدمه أن يفرغ سمعه للوحي فلا يبقى فيه مكاناً لغيره‏.‏

وفي الصحيح أن هذه الحالة أشد حالات الوحي عليه‏.‏

وقيل إنه إنما كان ينزل هكذا إذا نزلت آية وعيد أوتهديد‏.‏

الثانية‏:‏ أن ينفث في روعه الكلام نفثاً كما قال صلى الله عليه وسلم إن روح القدس نفث في روعي أخرجه الحاكم‏.‏

وهذا قد يرجع إلى الحالة الأولى والتي بعدها بأن يأتيه في إحدى الكيفيتين وينفث في روعه‏.‏

والثالثة‏:‏ أن يأتيه في صورة الرجل فيكلمه كما في الصحيح وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول‏.‏

زاد أبو عوانه في صحيحه وهوأهونه عليّ‏.‏

الرابعة‏:‏ أن يأتيه الملك في النوم وعدّ قوم من هذا سورة الكوثر وقد تقدم ما فيه‏.‏

الخامسة‏:‏ أن يكلمه الله إما في اليقظة كما في ليلة الإسراء أوفي النوم كما في حديث معاذ أتاني ربي فقال‏:‏ فيم يختصم الملأ الأعلى الحديث وليس في القرآن من هذا النوع شيء فيما أعلم‏.‏

نعم يمكن أن يعد منه آخر سورة البقرة لما تقدم وبعض سورة الضحى وألم نشرح فقد أخرج ابن أبي حاتم من حديث عدي بن ثابت قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت ربي مسئلة وددت أني لم اكن سألته قلت‏:‏ أي رب اتخذت إبراهيم خليلاً وكلمت موسى تكليماً فقال‏:‏ يا محمد ألم أجدك يتيماً فآويت وضالاً فهديت وعائلاً فأغنيت وشرحت لك صدرك وحططت عنك وزرك ورفعت لك ذكرك فلا اذكر إلا ذكرت معي‏.‏

فائدة أخرج الإمام أحمد في تاريخه من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي قال‏:‏ أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم النبوة وهوابن أربعين سنة فقرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين فكان يعلمه الكلمة والشيء ولم ينزل عليه القرآن على لسانه فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل فنزل عليه القرآن على لسانه عشرين سنة‏.‏

قال ابن عساكر‏:‏ والحكمة في توكيل إسرافيل به أنه الموكل بالصور الذي فيه هلاك الخلق وقيام الساعة ونبوته صلى الله عليه وسلم مؤذنة بقرب الساعة وانقطاع الوحي كما وكل بذي القرنين ريافيل الذي يطوي الأرض وبخالد بن سنان مالك خازن النار‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن سابط قال‏:‏ في أم الكتاب كل شيء هوكائن إلى يوم القيامة فوكل ثلاثة بحفظه إلى يوم القيامة من الملائكة فوكل جبريل بالكتب والوحي إلى الأنبياء وبالنصر عند الحروب وبالهلكات إذا أراد الله أن يهلك قوماً ووكل ميكائيل بالقطر والنبات ووكل ملك الموت بقبض الأنفس فإذا كان يوم القيامة عارضوا بين حفظهم وبين ما كان في أم الكتاب فيجدونه سواء‏.‏

وأخرج أيضاً عن عطاء بن السائب قال‏:‏ أول ما يحاسب جبريل لأنه كان أمين الله على رسله‏.‏

فائدة ثانية أخرج الحاكم والبيهقي عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنزل القرآن بالتفخيم كهيئته عذراً نذراً و الصدفين و ‏{‏ألا له الخلق والأمر‏}‏ وأشباه هذا‏.‏

قلت‏:‏ أخرجه ابن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء فبين أن المرفوع منه أنزل القرآن بالتفخيم فقط وأن الباقي مدرج من كلام عمار بن عبد الملك أحد رواة الحديث‏.‏

فائدة أخرى أخرج ابن سعد عن عائشة قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يغط في رأسه ويتبرد وجهه‏:‏ أي يتغير لونه بالجريذة ويجد برداً في ثناياه ويعرق حتى يتحدر منه مثل الجمان‏.‏

المسئلة الثالثة‏:‏ في الأحرف السبعة التي نزل القرآن عليها‏.‏

قلت‏:‏ ورد حديث نزل القرآن على سبة أحرف من رواية جمع من الصحابة‏:‏ أبيّ بن كعب وأنس وحذيفة بن اليمان وزيد بن أرقم وسمرة بن جندب وسلمان ابن صرد وابن عباس وابن مسعود وعبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وعمر بن الخطاب وعمروبن أبي سلمة وعمروبن العاص ومعاذ بن جبل وهشام بن حكيم وأبي بكرة وأبي جهم وأبي سعيد الخدري وأبي طلحة الأنصاري وأبي هريرة وأبي أيوب فهؤلاء أحد وعشرون صحابياً وقد نص أبو عبيد على تواتره‏.‏

وأخرج أبويعلى في مسنده أن عثمان قال على المنبر‏:‏ أذكر الله رجلاً سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال إن القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف لما قام فقاموا حتى لم يحصدوا فشهدوا بذلك فقال‏:‏ وأنا أشهد معهم وسأسوق من رواتهم ما يحتاج إليه‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ما أنزل منه على بعض الأنبياء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك‏
» تحميل كتاب حصول الفرج وحلول الفرح في مولد من أنزل عليه ألم نشرح
» " الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا "
» قصص الأنبياء
» معجزات الأنبياء قبل القرآن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شنواى  :: القسم العام والإسلامى :: المكتبــة الإسلاميـــة-
انتقل الى: