وأنا لم أجد جوابا
دخل جحا يوماً إلى بستان أثناء غياب صاحبه وراح يقطف ما يقع تحت يده من الأثمار حتى ملأ سلته ولما هم بالخروج رأى البستاني عائداً فارتبك وخاف فقال له البستاني:
ما الذي تفعله هنا ؟
فقال متلعثماً :
لقـد حملتـنـي العاصفة التي هبطت مساء أمس فألقتني هنا غصباً عني.
فقال : حسناً ومن الذي قطف ما في سلتك؟
فقال : كان الهواء الشديد يتلاعب بي ويلقي بي هنا وهناك فأتمسك بما يقع تحت يدي من الخضر والأثمار فتقطع وتظل في يدي.
قال البستاني : وهذا أحسن ولكن من الذي وضع ذلك في السلة حتى ملأها.
فلم يستطع جحا الجواب ، ولكنه قال :
وأنا أفكر في هذا أيضاً ولكنني أصدقك القول بأني أبحث منذ رأيتك عن جواب فلم أجده.
الحمار يسير في الممنوع !
كنت ماراً على اصدقاء لي يوماً وقد ركبت حماراً وفجأة وجدت ذيل الحمار أمامي ورأسه خلفي فوجدت أصدقائي يضحكون، فقلت لهم: مالكم تضحكون؟ إني لم أركبه خطأ ولكن هذا الحمار العنيد رأسه مكان ذيله، وذيله مكان رأسه!
تن الدنيا
أراد جحا أن يتزوج فبنى داراً تتسع له ولأهله وطلب من النجار أن يجعل خشب السقوف على أرض الحجرات ويجعل خشب الأرض على السقوف فراجعه النجار دهشاً، ولم يفهم ما يعنيه.
فقال جحا : أما علمت ياهذا أن المرأة إذا دخلت مكاناً جعلت عاليه واطيه ا هذا المكان الآن يعتدل بعد الزواج!
جحا يعاقب حماره !
كنت في السوق يوماً فنزلت عن حماري وتركت جبتي على ظهره وأوصيته أن يحرسها حتى أعود فلما رجعت إليه لم أجد جبتي، فأهويت بعصاي على ظهره سائلاً إياه: أين جبتي أيها الحمار الأحمق؟ فلما تعبت من طول السؤال أخذت بردعته ووضعتها على ظهري قائلاً له: والله لا أعطينك بردعتك حتى ترد على جبتي أيها العنيد.
أكبر خوخة !
وكان في منديله فاكهة فسأله بعضهم ما هذا الذي في منديلك ياجحا فقال: لا أقول لكم ولكن أعطيكم أكبر خوخة إذا عرفتموه.
قال السائل : إنه خوخ.
فانطلق قائلاً : أي ملعون قال لكم إنه خوخ؟
درس لا يُنسى !
ذهبت إلى السوق يوماً لاشتري حماراً آخر فبينما انا سائر في الطريق إذ قابلت صديقاً فقال لي: إلى أين أنت ذاهب ياجحا؟
فقلت له : إني ذاهب إلى السوق لاشتري حماراً.
فقال : قل إن شاء الله يا رجل.
فقلت : لِمَ أقـل والنقود معي والحمير في السوق؟
فما ان تركته وسرت حتى قابلني اللصوص وسرقوا ما معي من مال فرجعت خائباً فقابلني صاحبي قائلاً:
أين الحمار الذي اشتريته؟
فقلت له - وقد وعيت الدرس -
سرقوا نقودي إن شاء الله!
مرق مرق الأرنب !
أهدى فلاح جحا أرنباً فأكرمه جحا إلى أن انصرف وعاد في الأسبوع الثاني فلم يعرفه جحا فسأله : من تكون أنت؟
فقال : أنا يا سيدي الذي أحضرت الأرنب منذ أسبوع..
فأحسنت مقابلته .. وبعد بضعة أيام جاءه أربعة فلاحين فسألهم: من أنتم؟
فقالوا : نحن جيران صاحب الأرنب فرحب بهم وأكرمهم.
وبعد أسبوع جاءه عدد آخر من الفلاحين وأخبروه أنهم جيران جيران صاحب الأرنب، فنهض في الحال وأحضر لهم ماعوناً فيه ماء ساخن وقال: تفضلوا فلما أرادوا أن يأكلوا استغربوا ما وجدوا فقالوا: ما هذا ياسيدنا؟
فقال : هذا مرق مرق الأرنب ياجيران جيران صاحبه!