صَوْصَوْ كتكوت شقي، رغم صغر سنه يعاكس إخوته، ولا يطيق البقاء في المنزل الكتكوت المغرور وأمه تحذره من الخروج وحده، حتى لا تؤذيه الحيوانات والطيور الكبيرة.
غافل صَوْصَوْ أمّه وخرج من المنزل وحده، وقال في نفسه : صحيح أنا صغير وضعيف ولكني سأثبت لأمي أني شجاع وجرئ. الكتكوت المغرور قابل الكتكوت في طريقه الوزّة الكبيرة، فوقف أمامها ثابتاً الكتكوت المغرور فمدّت رقبتها وقالت : كاك كاك الكتكوت المغرور قال لها: أنا لا أخافك .. وسار في طريقه.
وقابل صَوْصَوْ بعد ذلك الكلب، ووقف أمامه ثابتاً كذلك فمدّ الكلب رأسه، ونبح بصوت عال: هو .. هو ..، الكتكوت المغرور التفت إليه الكتكوت وقال: أنا لا أخافك. سار صَوْصَوْ حتى قابل الحمار .... وقال له: صحيح أنك أكبر من الكلب ولكني .. كما ترى لا أخافك! فنهق الحمار: هاء.. هاء ..! الكتكوت المغرور وترك الكتكوت وانصرف.
ثم قابل بعد ذلك الجمل، فناداه بأعلى صوته وقال: أنت أيها الجمل أكبر من الوزة والكلب والحمار، ولكني لا أخافك.
سار كتكوت مسروراً، فرحان بجرأته وشجاعته، فكل الطيور والحيوانات التي قابلها انصرفت عنه ولم تؤذه، فلعلها خافت جُرْأته.
ومرّ على بيت النحل.. الكتكوت المغرور فدخله ثابتاً مطمئناً، وفجأة سمع طنيناً مزعجاً، وهجمت عليه نحلة صغيرة، ولسعته بإبرتها في رأسه الكتكوت المغرور فجرى مسرعاً وهي تلاحقه، حتى دخل المنزل، وأغلق الباب على نفسه.
قالت أم صَوْصَوْ له : لا بد أن الحيوانات الكبيرة قد أفزعتك فقال وهو يلهث : لقد تحديت كل الكبار الكتكوت المغرور ولكن هذه النحلة الصغيرة عرفتني قدر نفسي.
الاستاذ ناصر السيد عضو فضى
عدد المساهمات : 189 نقاط : 357 تاريخ التسجيل : 21/11/2009