منتدى شنواى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمجلة شنواىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جمال عبدالناصر

اذهب الى الأسفل 
+4
الاستاذ صابر الدوخى
وليد بركات
أشرف على
استاذه بسمه
8 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
استاذه بسمه
عضو فضى
عضو فضى
avatar


عدد المساهمات : 174
نقاط : 320
تاريخ التسجيل : 17/10/2009

جمال عبدالناصر Empty
مُساهمةموضوع: جمال عبدالناصر   جمال عبدالناصر Emptyالإثنين 30 نوفمبر 2009 - 11:03

أيها المواطنون:

ما من بلد يرتبط اسمه بالتاريخ المصرى والنضال المصرى كما يرتبط اسم السويس، ملتقى التجارة بالتاريخ الطويل كله وما أحاط بالتجارة من أحداث التطور السياسى والاجتماعى على مر العصور، ومفتاح الطريق البحرى إلى الشرق قبل قناة السويس وبعد قناة السويس.

وفى التاريخ الحديث فإنه يكفى السويس أن أصبح اسمها علماً على أشرف مواقع النضال الشعبى المصرى وأكملها وأخطرها فى التأثير كنقطة تحول فاصلة سنة ١٩٥٦.

واليوم - أيها الإخوة - بما رأيناه هنا فى السويس فى بلدكم فإن اسم السويس يقترن أيضاً بالمستقبل ويصبح رمزاً له وعلامةً لها دلالتها على طريقه، ولست بذلك أشير إلى مصنع تفحيم المازوت الجديد الذى حضرنا افتتاحه اليوم وإنما أشير معه إلى التوسعات الهائلة فى الصناعات الكيماوية والبترولية؛ هذه الصناعات التى أودعت فيها الثورة الصناعية الحديثة خلال السنوات العشرة الأخيرة استثمارات تزيد عن ١٠٠ مليون جنيه، تحول هذا البلد التاريخى إلى قلعة من قلاع الصناعة الحديثة والتقدم الحديث الذى يبنيه الشعب المصرى بجهوده ومدخراته وتضحياته ليضع أساساً ثابتاً لمجتمع اشتراكى جديد مضىء بالرفاهية القائمة على العدل وعلى تكافؤ الفرصة بين المواطنين.

النهارده واحنا نتجول فى بلدكم، وأنا جيت زرتكم هنا قريباً ولكن لم أزر الصناعات الجديدة شعرت وحسيت خلال الساعات القليلة اللى مضيناها الصبح ان احنا مش فى حاجة إلى انتظار طويل لكى نرى ملامح المستقبل، ملامح المستقبل بدأت تظهر فى كل مكان، مرة قبل كده اتكلمت عن ملامح المستقبل فى حلوان، وكتبت الجرايد والصحف عن المنطقة الصناعية العظيمة القائمة فى حلوان.

النهارده باقول عن ملامح المستقبل التى بدأت تظهر وتطل بالفعل من آفاق السويس.

من أول لحظة دخلنا فيها السويس.. والقطر داخل كانت ملامح العمل والجهد المستمر وملامح المستقبل.. ملامح المجتمع الاشتراكى تظهر، أول شىء لقيناه.. المساكن والمجمعات السكنية اللى موجودة فى أول البلد هذه المساكن تبين فعلاً إن فيه تغيير.. مساكن منظمة ومساكن حديثة وتبين ان احنا نستطيع واحنا بنغير مجتمعنا من مجتمع إقطاعى رأس مالى، من مجتمع رجعى إلى مجتمع اشتراكى، ان احنا نبنى البنا اللى احنا عاوزينه فى كل مجال من المجالات، صحيح مش حنقدر نبنى كل حاجة فى يوم وليلة، لكن بالعمل وعلى مر الأيام وعلى مر السنين نستطيع ان احنا نبنى كل اللى عايزينه، بالعمل فى جميع الميادين.. بالعمل فى جميع القطاعات.

بعد كده ظهر مصنع السماد، مصنع السماد أصلاً من قبل الثورة ولكن إيه اللى اتغير؟ اتغير إن مصنع السماد حصلت فيه توسيعات كبيرة بعد الثورة.

بعد كده الصناعات البترولية كان فيه عندنا هنا فى السويس زمان معمل تكرير بترول لشركة "شل" البريطانية، وكان عندنا معمل تكرير صغير اسمه معمل التكرير الحكومى، النهارده اختلف الوضع اختلاف كبير، مصنع تكرير "شل" أصبح ملك للشعب بعد تأميم شركة "شل" وشركة آبار الزيوت؛ وبهذا الاستغلال الأجنبى انتهى، وعادت الثروة المصرية إلى أصحابها الحقيقيين.

مصنع السماد أيضاً كان ملك.. أساساً أكبر مساهم فيه كان عبود، وكان عبود يمثل الرجعية الرأسمالية، النهارده مصنع السماد بعد التأميم أصبح ملك للشعب العامل. إذن الصناعات كلها ملك للشعب العامل لأننا نطبق الاشتراكية التى تعنى الكفاية والعدل.

المصانع الجديدة اللى شفناها النهارده؛ مصنع تفحيم المازوت اتكلف تقريبا ٢٥ مليون جنيه وبيطلع منتجات بتطلع فى بلدنا لأول مرة، مصنع الشحومات والزيوت اللازمة للماكينات وللصناعات متكلف ١٠ مليون جنيه، محطة توليد الكهرباء متكلفة ١٢ مليون جنيه.

دى الحاجات اللى احنا زرناها النهارده، ما زرناش طبعاً مصنع ورق الكرافت، وأنتم عارفين إن هو موجود عندكم هنا أيضاً فى السويس.

الحاجة اللى يمكن الواحد حس لما شافها بارتياح كبير نفسى مستوى المعيشة اللى موجود، مستوى المعيشة.. اللبس.. شكل الناس.. صحة الناس.. لبس الناس، يصح طبعاً الواحد وهو ماشى فى السكة بيبص، أنا عايش هنا فى هذه البلد وجيت هنا فى أول الثورة وشفت أيضاً المستوى، والنهارده باقارن المستوى اللى شفته فى أول الثورة، أجد وحمدلله أن المستوى بيرتفع، طبعاً مش دا أملنا؛ أملنا لسه أكتر من كده.

اللى باقوله ان احنا مش حنقدر نحقق كل أملنا فى يوم وليلة، ولكن لازم نعرف إيه الطريق اللى بواسطته نستطيع أن نحقق أملنا، ان احنا يتحسن مستوى معيشتنا ونعيش عيشة أحسن من العيشة الماضية، وان احنا نمكن لأبنائنا إنهم يعيشوا عيشة أحسن من العيشة اللى احنا عايشينها.

دا الطريق اللى احنا بنمشى فيه، وطبعاً علشان نحقق هذا الأمل وعلشان نحقق هذا الهدف رأسمالنا الأساسى هو العمل بعد أن قضينا على الرجعية، وقضينا على الإقطاع، وقضينا على الاستغلال، أملنا ان احنا نعمل عمل مستمر وعمل دائم حتى تستطيع قوى الشعب العاملة أن تحقق أهدافها.

الإحساس اللى عندى ويمكن عند كل واحد فيكم بيشتغل وعايش هنا فى السويس من زمان وشايف إن فيه قاعدة صلبة.. قاعدة صلبة.. موجودة فى كل المجالات.. فيه قاعدة صلبة بالنسبة للتنمية.. فيه قاعدة صلبة بالنسبة للعمل المستمر.. فيه قاعدة صلبة بالنسبة للتأمينات والضمانات التى يكفلها المجتمع خصوصاً فى مرحلة التحول الاشتراكى.

بهذه الصورة الموجودة قدامنا، واللى السويس النهارده مثل لها، يشعر الإنسان بالأمل، وليس هناك حافز مثل الأمل. احنا بنفسنا بنصنع التغيير، واحنا بنفسنا نرى هذا التغيير وهو يتحقق، زى تمام ما بنزرع الأرض، باقول لكم مثلاً النهارده شفت المصنع؛ مصنع تفحيم المازوت آخر مرة جيت هنا وطلعت فى منطقة الزيتية من مدة طويلة وكان مصنع التكرير الحكومى عبارة عن برجين أو ٣ أبراج بس مصنع صغير، النهارده أول ما بصيت للمصنع وأنا فى العربية جاى من المحطة لقيت عشرات بل يمكن مئات الأبراج والمداخن طالعة وقدرت فى وقت بسيط أن أقارن بين معمل التكرير الحكومى اللى كان موجود ومصنع تفحيم المازوت.

كأننا بنزرع، والشعور اللى الواحد حس به هو شعور رؤية الخضرة الجديدة فى الأرض الجديدة بعد العمل الشاق، وأنا بدى أقول زى الخضرة الجديدة ما يكونش معناها أبداً إنها بتدينا الثمار، أو أن كل الثمار أصبحت جاهزة للقطف، ولكن الخضرة الجديدة بتدينا أمل.. أمل سليم فى أن الوقت قرب علشان نقطف الثمار.

النهارده الصناعة والعمل فى كل مكان بيدينا أمل فى أن نقطف مزيد من الثمار، قطفنا ثمار فى العمل الموجود ان احنا بنشغل ناس وأن الملكية هى ملكية اجتماعية للشعب، ملكية الدولة، وأن الأرباح بتروح للشعب.. بتروح للدولة، وهذه الأرباح بنستثمرها ونجمعها علشان نستخدمها مرة أخرى فى التنمية ومن أجل أن نقيم صناعة جديدة.

من ١١ سنة فاتوا جينا فى هذه المنطقة علشان نرفع العلم المصرى على معسكر الشلوفة، كان الوضع إيه من ١١ سنة؟ كانت المعسكرات الموجودة على جانبى الطريق إلى السويس بتفضى نفسها من الاحتلال البغيض اللى قعد فوق صدورنا حوالى ٨٠ سنة، واللى كافح الشعب من أجل التخلص منه سنين طويلة.

من ١٥ سنة، سنة ٥٢ وسنة ٥١ كان الوضع إيه؟ كان الوضع إن الإنجليز كانوا حاطين بوابة هنا عند الكيلو ٩٩، ماكانوش بيسمحوا.. احنا نسينا كل الحاجات دى دلوقت بعد ١٤ سنة و١٥ سنة، وأما المحافظ قال لى تعالى هنا علشان العيد القومى، قلت له عيد قومى إيه؟ قال لى رفع العلم على الشلوفة قلت له شلوفة إيه؟‍! وعلم إيه؟‍! نسينا هذا الكلام كله لأن داخلين.. نسينا الإنجليز ونسينا إن الإنجليز خرجوا، ونسينا المعارك، ونسينا كل العمليات دى، والنهارده كل همنا فى المعارك اللى احنا موجودين فيها، معارك البناء ومعارك التنمية، ومعارك التمويل الاشتراكى وإقامة مجتمع فعلاً ترفرف عليه الرفاهية، مجتمع متحرر من الاستغلال السياسى والاقتصادى والاجتماعى، مجتمع الكفاية والعدل.
النهارده وأنا ماشى برضه كنت بافكر إيه اللى حصل من ١١ سنة وأنا جاى الشلوفة، إيه اللى كان موجود من ١٥ سنة والثورة النهارده بقى لها ١٤ سنة، إيه الأخبار؟ مين اللى مات؟ افتكرت الشهيد عصمت اللى مات عند الكيلو ٩٩ افتكرت اسمه، افتكرت هذه الحادثة بالذات افتكرت بوابة الإنجليز اللى كانت محطوطة، وازاى ماكانش حد يقدر يدخل السويس إلا بعد ما يفتشوه الإنجليز واللى رفض إنهم يفتشوه موتوه، وافتكرت المعارك اللى حصلت هنا فى كفر عبده، وافتكرت العيشة الذل اللى احنا كنا عايشينها فى الماضى تحت حكم الاستعمار وتحت الاحتلال مع تحالف الإقطاع ورأس المال الرجعية والاستعمار كانوا مسيطرين علينا، الملكية البغيضة كانت متحالفة مع الاستعمار، والشعب كان يئن، واحنا كنا فى الجيش ننتظر أيضاً يوم الخلاص ونتمنى اليوم اللى نطلع فيه طليعة لهذا الشعب لنحطم الملكية البغيضة ونقضى على الاستعمار ونقضى على الرجعية وعلى تحالف الإقطاع مع رأس المال.

ويوم ٢٣ يوليو حينما سقطت الرجعية وحينما سقطت الملكية الفاسدة لم يستطع الاستعمار أن يبقى أبداً فى بلدنا، البوابات اللى كانت موجودة على السويس اتشالت، الإنجليز نفسهم اللى كانوا موجودين هنا انشالوا، انشالوا من السويس ومن الإسماعيلية ومن بورسعيد، الاحتلال اللى كان موجود بقى له ٨٠ سنة انتهى، الوعود اللى كانوا بيدوها لنا فى الماضى لم يتمكنوا من أن يكرروها مرة أخرى، ويدونا وعود ليه؟! لأن الشعب لما شعر بحريته بعد ثورة ٢٣ يوليو استطاع أن يشعر الإنجليز أنه شعب مقاتل ولن يتنازل عن حقه. وكلكم تعرفوا إيه اللى حصل هنا فى سنة ٥٤ وفى سنة ٥٣، والمعارك اللى كانت موجودة فى القنال، والفدائيين اللى كانوا موجودين فى منطقة القنال لغاية الإنجليز ما تأكدوا إنهم بوجودهم فى مصر وبوجودهم فى منطقة القنال لن يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم؛ وبهذا فلن يستطيعوا الدفاع عن الشرق الأوسط، وإن السبيل الوحيد أمامهم هو الخروج، وعلى أساس كفاح الشعب المصرى وقتال الشعب المصرى، وتصميم الشعب المصرى وثورية الشعب المصرى استطعنا فى سنة ٥٤ أن نصل إلى اتفاقية الجلاء، سنة ٥٦ أما رجعوا الإنجليز مرة تانية كان كل واحد من الشعب المصرى مستعد أن يقاتل مرة أخرى؛ وبهذا قعدنا ٨٠ سنة نحلم بإن احنا نطلع الإنجليز مرة، لما الشعب شعر بنفسه استطاع فى سنة واحدة إنه يطلع الإنجليز مرتين؛ مرة بالاتفاقية ومرة نتيجة معركة بورسعيد.

دا بداية تاريخنا الجديد ودا بداية تاريخ ثورتنا، ودا اللى مكننا من إن احنا نغير فى وجه بلدنا بعد أن قضينا على حكم الطبقة المستغلة، حكم الرجعية اللى توسلت بجميع السبل أن تحكم هذا البلد وتستغله، حينما خرجت الطلائع الثورية فى ٢٣ سقطت الرجعية وسقط تحالف الإقطاع مع رأس المال واسترد الشعب المناضل المقاتل حريته؛ وبهذا استرد الشعب أيضاً حقوقه، وبهذا استرد الشعب أيضاً وسائل إنتاجه، وبهذا خرج المستعمر من بلادنا وأصبحت بلادنا حرة حرية كاملة ١٠٠%، لا يوجد احتلال وليست فى داخل مناطق النفوذ، بل أيضاً استطعنا أن نحول الاقتصاد الأجنبى المستغل إلى اقتصاد مصرى مؤمم يملكه هذا الشعب العامل.

وبعد كده ابتدينا نبنى، ابتدينا نبنى فى كل مكان وفى كل بلد؛ فى قطاع الصناعة وفى قطاع الزراعة وفى قطاع التشييد والمواصلات وجميع القطاعات الأخرى، وابتدينا نحول المجتمع من مجتمع رأسمالى إقطاعى رجعى إلى مجتمع اشتراكى تقدمى تتساوى فيه الفرص بين الناس، كل واحد من أبناء هذا المجتمع يأخذ حقوقه، استطعنا بعد كده إن احنا نعمل التعليم مجاناً لكل واحد من أبناء هذا الوطن لا فرق بالنسبة للمركز ولا للطبقة، واستطعنا إن احنا ننتج جميع احتياجاتنا.

الكلام دا يا إخوانى فى أول الثورة.. كانت من ١٤ سنة.. كانت آمال فى راسنا مش عارفين نبتديها منين، كانت أحلام فى دماغنا وفى نفوسنا وفى قلوبنا مش عارفين هل هذه الأحلام يمكن لها أن تتحقق أو ما يمكنش لها أن تتحقق.

كان حلم خروج الإنجليز من بلدنا حلم عند كل واحد من أبناء هذه البلد ٨٠ سنة، كان حلم تأميم المصالح الاقتصادية الأجنبية اللى موجودة فى بلدنا وأخدت مكانها استغلالاً وغصباً كان موجود فى نفوسنا، وكنا ما نعرفش ازاى حيتحقق عودة هذه الأموال وهذه المصالح الاقتصادية إلى الشعب، كان حلم البناء والتصنيع أيضاً موجود قدامنا ومش عارفين ازاى نحققه، وكان حلم السد العالى أيضاً موجود قدامنا من أول يوم للثورة ولكن كنا نتساءل كيف نستطيع أن نبنى السد العالى، كان كل شىء من هذه الأمور عبارة عن سطر فى كراسة هى كراسة الخطة، مشروع المازوت.. مشروع تشحيم المازوت كان عبارة عن سطر أو بند فى الخطة الخمسية الأولى، النهارده السطر المكتوب والبند تحول إلى حقيقة ضخمة على الطبيعة.

دا بيدلنا على سلامة الطريق، من زمان كان السد العالى أيضاً بند.. بند فى الخطة وسطر فى الخطة، وكنا.. كل البلد فى سنة ٥٦ كانت بتقول حنبنى السد، وكان أمل، ماكانش فيه ولا طوبة من السد اتبنت، ابتدينا سنة ٦٠ نبنى السد العالى، النهارده.. أغسطس السنة الجاية حناخد كهربا من السد العالى لأول مرة، السد العالى اللى كنا بنعتبره حلم، السنة اللى فاتت أخدنا ميه من السد العالى، السنة دى حناخد مية تانية من السد العالى، السنة الجاية حناخد مية أكتر من السد العالى وحنستطيع ان احنا نزود رقعتنا الزراعية بحوالى مليون فدان ونص، خلصنا فى الخطة الخمسية الأولى نص مليون فدان، أرجو فى الخطة الخمسية التانية ان احنا نخلص نص مليون فدان، وفى الخطة التالتة نخلص نص مليون فدان.

دا طريق العمل بتاعنا، كل حاجة من دول كانت بند فى كراسة وبند فى خطة.

النهارده لما الواحد يروح أسوان ويشوف السد العالى ما يفتكرش إن هذه العملية كانت فكرة وبعد كده أصبحت بند فى خطة ثم تحولت إلى إنها تدينا أكتر من ٨ مليار متر مكعب ميه و١٠ مليار كيلو وات/ساعة من الكهرباء.

رأيى - أيها الإخوة - إن طريقنا الوحيد من أجل مستقبل وطننا ومن أجل مستقبل شعبنا من ناحية الرخاء ومن ناحية الأمن يرتبط ارتباط مباشر ودقيق بنجاح خطة التنمية وبنجاح الثورة الصناعية؛ الثورة الصناعية اللى احنا ابتدينا فيها من أول الثورة، ابتدينا واحدة واحدة لكن بعد كده ركزنا عليها. أول وزارة شكلت للصناعة فى مصر كانت فى أول حكومة قامت بعد الجلاء الأول للقوات البريطانية سنة ٥٦، بعد الجلاء التانى وبعد معركة السويس، معركة بورسعيد وانتصار الشعب، وبعد مواجهة الحصار الاقتصادى دخلنا فوراً فى بداية التخطيط المنظم، وكانت هذه مرحلة حاسمة من مراحل الثورة الصناعية، وضعنا فى الصناعة حوالى ١٠٠٠ مليون جنيه استثمارات للصناعة، حوالى ١٠٠ مليون جنيه وضعت فى مشروعات مجلس الخدمات قبل سنة ٥٧، بعدين ٣٠٣ مليون جنيه فى أول خطة نفذت ما بين ٥٧ و٦٠ أول خطة للصناعة.

بعدين فى الخطة الخمسية الأولى، وهى الخطة اللى نفذت ما بين ١٩٦٠ إلى ٦٥، كانت استثمارات الصناعة والكهرباء ٥١٦ مليون جنيه، أنا باتكلم عن الصناعة والكهربا لأن سبيلنا الوحيد لبناء بلدنا فى المستقبل هو الصناعة؛ لإن الزراعة عندنا إمكانياتها محدودة بعد الميه بتاعة السد العالى ما نستخدمها مش حنقدر نجد موارد جديدة للميه علشان نوسع الرقعة الزراعية.

استثمرنا فى الصناعة فى الخطة الخمسية الأولى ٥١٦ مليون جنيه وكان هذا الاستثمار مش لطبقة، مش للرجعية، مش للمستغلين، ولكن للشعب العامل.. للعمال اللى بيقوموا؛ لأن كل الاستثمار كان ملك للشعب، وكل الإنشاءات كانت ملك للشعب العامل، وعلى هذا الأساس كل الناتج كان أيضاً للشعب العامل.

مين استفاد؟ استفادوا العمال اللى اشتغلوا فى هذه المصانع، الناس اللى بنت والناس اللى بتشتغل، استفاد المواطن العادى مش المواطن الرأسمالى أو المواطن الإقطاعى أو المواطن الرجعى؛ لأن احنا مجتمعنا الاشتراكى بنقضى على الرجعية وعلى الرأسمالية المستغلة وعلى الإقطاع.. دا مجتمعنا، ففى المجتمع المصرى اليوم أما يقوم مصنع زى المصنع اللى زرته النهارده، مصنع تشحيم المازوت، ومصنع الشحومات والزيوت، ومحطة توليد الكهربا، مجموع استثماراتهم ٤٧ مليون جنيه. جبنا منين الـ ٤٧ مليون جنيه، هل جبناهم من عبود ومن فلان وعلان؟! لأ، جبنا الـ ٤٧ مليون جنيه من الشعب العامل، من مدخرات الشعب العامل، حطينا الـ ٤٧ مليون جنيه، مصنع تشحيم المازوت لوحده بينتج إنتاج سنوى قيمته ٢٥ مليون جنيه، رأس ماله، أو تكاليفه ٢٥ مليون جنيه وينتج كل سنة بما قيمته ٢٥ مليون جنيه.

مين استفاد؟ هل استفادت الطبقة الرجعية أو الطبقة المستغلة؟! هل الأرباح راحت لعدد قليل من الناس والعمال راحت لها الأجور القليلة اللى بالكاد تقدر تعيشها زى ما بيحصل فى المجتمعات الرجعية الرأسمالية؟! لأ.. الأرباح كلها بيروح جزء للعمال، جزء بيكون إحتياطى، وجزء بيروح للدولة، بنعمل به إيه؟ نستثمره فى صناعات أخرى، من أجل مين؟ من أجل الشعب العامل.

فى المجتمع الرأسمالى وفى المجتمع الإقطاعى فى مجتمع الرجعية ما يعملوش كده، ولكن يعملوا مصنع ويحطوا فيه مبلغ استثمارات ويشغلوا فيه العمال بأقل الأجور، والأرباح كلها تروح للرأسماليين اللى أقاموا المصنع، وبذلك تتراكم الثروة عندهم فى الوقت اللى العامل ما يكونش لاقى ياكل ولا لاقى يسكن ولا لاقى يعيش العيشة الكريمة، العيشة المريحة أو العيشة النضيفة، وبعد كده التراكم اللى بياخده الرأسمالى يقدر يعمل به مصنع تانى إذا أراد علشان يستعبد فيه العمال مرة أخرى. هم يعملوا وهو ياخد نتيجة عملهم ونتيجة عرقهم، دا مجتمع الرجعية، دا مجتمع الرأسمالية المستغلة، دا المجتمع الإقطاعى، أما مجتمعنا احنا المجتمع الاشتراكى مافيهش هذا الموضوع.

الأرباح اللى ما بتروحش للعمال مباشرة بتروح لهم بطريق غير مباشر، ما بتتوزعش على الرأسماليين، ندى العمال ٢٥% من الأرباح طيب والـ ٧٥% بيروحوا لمين؟ هل بيروحوا للمستغلين؟ هل بيروحوا للرأسماليين؟ هل بيروحوا لعدد محدود من الناس؟ لأ.. بيعودوا للشعب مرة أخرى كاستثمارات جديدة حتى نستطيع أن نخلق فرص عمل جديدة، وحتى نستطيع أن نزيد الإنتاج فى ميادين جديدة؛ سواء كانت هذه الميادين ميادين الصناعة أو ميادين الزراعة.

الطريق الوحيد اللى نستطيع به ان احنا نطور بلدنا هو طريق التنمية، وبالتأكيد طريق الثورة الصناعية، طبعاً هذا الطريق مش طريق سهل ولكن هو طريق صعب ويثير المشاكل، ولكن هو الطريق الثورى السليم، حتقولوا لى الطريق صعب ليه؟ ما هى المصانع بتتبنى والعملية بتمشى تقريباً بطريقة ميكانيكية، لأ الطريق صعب لأن اللى كان دخله محدود لأن عمله محدود أو لأن ما عندوش عمل كانت مطالبه بتكون مطالب قليلة، اللى دخله بيزيد وكل الناس عنده فى البيت بيشتغلوا مطالبه ومطالب الناس اللى فى البيت بتزيد.

إذن المطالب بتزيد وكل ما بتنزل الفلوس فى إيدين الناس كل ما المطالب بتزيد.

كل الناس بتشتغل، كل خريجين الجامعة كل سنة ٢٥ ألف أو ٢٦ ألف وخريجين المعاهد العليا كل واحد بيطلع بيتخرج بيشتغل.

كل واحد النهارده فى البلد بيشتغل، عامل الزراعة اللى عملنا له قانون فى أول الثورة علشان ياخد ١٨ قرش لأنه كان بياخد ١٠ قروش أو أقل من ١٠ قروش النهارده فى المواسم بياخد ٥٠ قرش أو ٤٥ قرش.

البلاد والمناطق اللى كنا مش راضيين نستخدم فيها الآلات الميكانيكية؛ لأن احنا كنا نعتقد إن فيها يد عاملة زايدة، فيه بعض مشروعات لم نستطع أن ننفذها أو نتمها لأننا لم نجد اليد العاملة وكان فيه نقص فى اليد العاملة؛ وبهذا قررنا من ٣ سنين ان احنا نبتدى نحول الزراعة عندنا والمشاريع زى مشاريع الصرف ومشاريع الرى والمشروعات الأخرى إلى مشاريع ميكانيكية لا تعتمد على العمل الإنسانى ولكن تعتمد على العمل الآلى.

طيب واحد يرد على وأنا باقول هذا الكلام يقول لى طيب أمال بتقولوا حددوا النسل ليه إذا كانت العملية بهذا الشكل؟ طيب احنا بنقول نحدد النسل لأن المطالب اللى علينا.. المطالب اللى احنا بنطلبها أكتر من الموجود، وأنا يوم ما اتكلمت فى بورسعيد قلت لكم كنا بنستهلك أد إيه قمح.. وبنستهلك أد إيه النهارده ودرة وزيت وسكر وقماش وجاز.. إلى أخر كل هذه المواضيع.. الحاجات دى يا إما نعملها بنفسنا هنا، يا إما نستوردها، وإذا ما استوردناش أو ما عملناش حيبقى فيه سوق سودا.

النقطة التانية.. علشان نشترى المكن لازم نصدر، وفيه ناس بيبعتوا لى يقول لى بتصدروا.. بتصدروا ليه الحاجات اللى هنا وترفعوا الأسعار؟ طيب أنا المصنع دا مصنع تشحيم المازوت مافيش حد بيدينا مجاناً، واحنا مشترينه من بره، المصنع الرخصة بتاعته أمريكانى والمقاول اللى بيبنيه طاليانى، والآلات والمواتير والحاجات دى كلها.. الآلات اللى موجودة فيه والماكينات الكبيرة وماكينات الضغط كلها مستوردة من الخارج، يعنى قلنا بيتكلف ٢٥ مليون جنيه، قول بالدقة حوالى ٢٤ مليون جنيه ونص، جزء كبير منه بالعملة الصعبة من الخارج. نقول حتى ١٥ مليون جنيه بالعملة الصعبة، إذن أنا أما أجيب مصنع بـ ١٥ مليون جنيه، لازم أصدر قصادهم ١٥ مليون جنيه، لازم أطلع قطن، أو أطلع رز، أو أطلع بصل، أو أطلع منتجات صناعية زى الغزل والنسيج والتلاجات إلى آخره.

طيب كل ما نزود الصناعة إذن لازم نزود التصدير؛ لأن أنا باجيب آلات الصناعة من الخارج، النهارده محطة الكهرباء متكلفة ١٢ مليون جنيه كلها آلات وعمليات جايبينها من الاتحاد السوفيتى حادفع تمنها لازم. جبنا بـ ١٠ مليون جنيه، ونفرض إن فيه ٢ مليون جنيه عملة محلية من هنا إذن لازم أصدر قصاد محطة الكهرباء يا إما بترول، يا إما قطن، يا إما أى صنف من الأصناف الموجودة.

إذن كل ما يزيد النسل ويزيدوا الناس وتزيد الأفواه اللى عايزه تاكل تبقوا عايزين قمح زيادة ورز زيادة.

زكريا بيقول ما نصدر رز ونخليهم أخر السنة شهرين من غير رز، تستحملوا.. تستحملوا شهرين من غير رز آخر السنة ونبنى لكم بدل الشهرين دول مصانع وتاكلوا فريك زى الصعايدة؟!

أنا باقول هذا الكلام بهذا التوضيح وبهذا التبسيط علشان نعرف، ما جا لناش المصنع دا والمصانع اللى جت ما جتش من السما، ولا من المريخ، ولكن اشتريناها. عايزين نبنى بلدنا لازم نصدر زى ما باقول لكم، وزكريا بيقول فعلاً وقعد يتكلم معايا وقالى ان احنا علينا حاجات نجيبها فى الخطة الجاية.. حاجتين؛ يا بنخلى البلد شهرين الرز قليل يا بنقلل الخطة بتاعة السنة الجاية، طيب يا زكريا والناس تاكل إيه؟ بيقول أوكلهم مكرونة! حقيقى، وأهى مناقشة حصلت بينى وبين رئيس الوزارة.

السؤال الحقيقى اللى الواحد بيسأله: هل النهارده البلد.. والبلد يعنى فى هذه النواحى اتدلعت قوى، هل تقعدوا شهرين من غير رز؟ ونزود.. ونزود الخطة بكم؟ (الرئيس يتوجه بالسؤال إلى مرافقيه). هل نقعد شهرين من غير رز ونزود الخطة ٢٠ مليون جنيه عن السنة الجاية؟ دا الشعور بالمسئولية.. دا إذا كنا عايزين نبنى بلدنا حقيقى لأن النهارده أما أعمل خطتى على ان أنا حاصدر ٤٠٠ ألف طن رز وآجى ألاقى نتيجة الاستهلاك مش حاقدر أصدر غير ٣٠٠ ألف طن رز، معنى هذا إن أنا مش حاقدر أصدر بما قيمته ٢٠ مليون جنيه مثلاً أو ١٥ مليون جنيه.

معنى هذا إن أنا لازم أنقص خطة السنة الجاية ٢٠ مليون جنيه، لو جينا أخر السنة وقلنا نقعد شهرين من غير رز وناكل مكرونة والصعايدة ياكلوا فريك (ضحك من الجماهير وتصفيق) يبقى نقدر نزود الخطة ٢٠ مليون جنيه فى السنة اللى جاية اللى هى سنة ٦٦/٦٧، ويبقى ما نقعدش أخر الموسم بتاع الرز أفضل أسمع زن على ودانى مافيش رز والرز اختفى من البلد ومش فاهم إيه، وبعدين أنا خايف النهارده ناس يسمعوا الكلمة اللى أنا باقولها دى على الرز ينزلوا يخزنوا رز! (ضحك).

باقول إن الطريق.. الطريق إذا كنا عايزين نبنى بلدنا بطريقة ثورية، وإذا كنا عايزين فعلاً نحس إن البلد دى بتاعتنا، وإذا كنا عايزين فعلاً نخلق لولادنا بلد يشعر فيها كل واحد بالعزة والكرامة، إذا كنا مش عايزين بلد يكون شعبها مجموعة من العاطلين أو المستعبدين كشعوب المجتمعات الإقطاعية الرجعية الرأسمالية المستغلة، احنا مجتمع اشتراكى كل فرد فيه لازم يشعر بالعزة، كل فرد فيه لازم يشعر بالكرامة، كل فرد فيه لازم يشعر إنه سيد بلده، كل فرد فيه لازم يشعر إنه مالك لوسائل الإنتاج، كل فرد فيه لازم يشعر إن مافيش استغلال، مافيش إقطاع، مافيش رأسمالية، مافيش طبقة تحكم وطبقة تسود، ولكن فيه إذابة الفوارق بين الطبقات، وفيه تكافؤ الفرص بين الناس، كل واحد بيستطيع ابنه يدخل الجامعة إذا جاب المجموع اللى بتقرره الجامعة، ما يقولولوش أبوك إيه واللا إيه، والجامعة مجاناً كل واحد ابنه بيدخل المدرسة كل واحد فى هذا الشعب ابنه يمكن يكون فى يوم من الأيام رئيس للجمهورية العربية المتحدة (تصفيق) فيه تكافؤ الفرص، كل واحد يشعر انه سيد فى هذه البلد، وكل واحد يشعر إن البلد دى بتاعته.

إذا كنا عايزين فعلاً الثورة تستمر، وإذا كنا عايزين فعلاً نبنى بلدنا لازم نضحى، لازم نساعد على بناء هذا البلد بكل الوسائل.

وزى ما باقول.. باقول الطريق صعب، وزى ما رديت عليكم، حيقولوا لى ليه الطريق صعب مادام بنستورد المصنع من بره وبييجى لنا المصنع فى ورق سلوفان من الخارج علشان يتركب هنا؟ باقول لكم لأ.. كل مصنع جا لكم هنا أنا مسئول أن أنا أدفع تمنه، وأنا ما عنديش يعنى حاجة أبداً لازم أدفع تمنه من إنتاجنا.. من إنتاج هذا الشعب، إذا كنا بنقول إن فى السنين اللى فاتت اتعملت عندكم هنا مشروعات صناعية قيمتها ١٠٠ مليون جنيه، هل أنتم - يا أهل السويس - دفعتوا الـ ١٠٠ مليون جنيه؟ لأ.. احنا.. لكن أنا مسئول والحكومة مسئولة انها تدفع الـ ١٠٠ مليون جنيه.. أنتم استفدتم من انكم اشتغلتوا فى المصانع والبلد حصل فيها رواج، واحنا علينا ندفع الـ ١٠٠ مليون جنيه.

بندفع الـ ١٠٠ مليون جنيه دول بإيه؟ من المدخرات أولاً علشان نحولها إلى عملة مصرية، وبعد كده من التصدير علشان نحوله إلى عملة أجنبية.

إذن علشان نبنى بلدنا وعلشان نتوسع فى البناء قدامنا حاجتين؛ إن احنا ندخر علشان ندخر العملة المصرية، ثم بعد ذلك نعمل على زيادة التصدير. طبعاً ولا يمكن زيادة التصدير إلا بتقليل الاستهلاك، تقليل الاستهلاك.. مش بس.. أنا اديت الرز كمثل من الأمثلة، ان احنا هدفنا نصدر ٤٠٠ ألف طن، واجدين ان احنا مش حنقدر نصدر إلا ٣٠٠ ألف طن، وبحثنا موضوع هل فعلاً يستطيع الشعب ان احنا فى سبيل زيادة الخطة ٢٠ مليون جنيه نتنازل عن شهرين فى آخر الموسم بدون رز، وهى تكون تجربة فعلاً لنا ونثبت للعالم أجمع إن هذا الشعب فعلاً عنده إرادة؟ أو هل ما نقدرش ونقعد نقول الرز الرز الرز الرز ونتنازل عن ٢٠ مليون جنيه من الخطة. (هتافات تأييد من الجماهير).

أيها الإخوة:

طبعاً بنقول الطريق صعب، والطريق حيثير قدامنا مشاكل ليه؟ إذا كنا عايزين نمشى فى مجتمع التنمية، ونبنى فى بلدنا يبقى إذن لازم نعمل قيود على الاستيراد.

حاجات كتيرة ما نستوردهاش ونكتفى باللى فى بلدنا، وفى نفس الوقت حتزيد الفلوس فى إيدين الناس من ٤.٥ مليون عامل إلى ٧.٥ مليون عامل مع كل الضمانات اللى احنا عارفينها، مع التعليم المجانى.. مع تخفيض إيجارات البيوت.. مع ٢٥% من الأرباح.. مع تحديد حد أدنى للأجور.. مع علاوات سنوية حوالى ٣% بالنسبة للأجور.

كل دا معناه زيادة الفلوس، ومعنى زيادة الفلوس زيادة الإنفاق، ومعنى زيادة الإنفاق كده عملية طبيعية زيادة الأسعار فى بعض السلع.

الناس اللى ماكانتش بتشرب لبن بتشرب لبن، واللى ماكانوش بيعملوا مهلبية بيعملوا مهلبية. (ضحك) بيطلع سعر كيلو اللبن بقى ٧ قروش و٨ قروش وزاد عن كده ٩ قروش!

سبيلنا فى هذا إيه؟ ليه حصل دا؟ فعلاً الثروة الحيوانية اللى عندنا يمكن ما زادتش؛ لأن احنا بلدنا لها ظروف خاصة، لكن اللى بيستهلكوا اللبن زادوا بنحاول نحل هذا المشكل - المشكل دا نتيجة التنمية والصناعة والزيادة فى الأجور - بإن احنا نزود الثروة الحيوانية الموجودة، ونزود الإنتاج من اللبن وفى نفس الوقت بنستورد لبن مجفف من الخارج.

ولكن فيه شىء حتمى قابلنا وهو زيادة الأسعار، دى المشكلة، أما تيجى نتكلم على الأسعار وما نعرفش إيه أسبابها وتقول مثلاً إن المجتمع النهارده حصل فيه زيادة فى كذا وكذا، وننسى إيه اللى حصل فى المجتمع يكون فيه تجنى ويكون فيه تضخيم للمشاكل، أنا باقول إن فيه مشاكل لازم تقابلنا، إذا ضخمنا هذه المشاكل نكون متجردين من الوعى السياسى.

طبعاً فيه فى مجتمعنا ناس يهمهم تضخيم هذه المشاكل، ناس كانوا بيحكموا وكانوا هم أصحاب النفوذ، وكانوا هم الطبقة التى تسيطر وتستغل، طبقة صفيناها، نصف فى المية من الشعب كان بياخد ٥٠% من الدخل القومى، النهارده عايز يفسد على الـ ٩٩.٥% بإنه يضخم المشاكل.

طبعاً احنا أعداؤنا فى الخارج، أعداؤنا الاستعمار والرجعية وعملاء الاستعمار وعملاء الرجعية يضخموا المشاكل، احنا بنقول فيه مشاكل واحنا بنبنى بلدنا وعارفين إن فيه مشاكل بس احنا بنحول المجتمع؛ المجتمع المصرى، من مجتمع مستعبد مستغل تحت سيطرة الإقطاع ورأس المال، تحت سيطرة الرجعية إلى مجتمع حر يملك بلده.. يملك وسائل الإنتاج، يملك هو كل شىء، مجتمع تخلص من حكم الطبقة المستغلة.. مجتمع عمل على تذويب الفوارق بين الطبقات.. مجتمع يبنى وجوده على تكافؤ الفرصة.. المجتمع الجديد بتاعنا احنا بنبنيه وفى نفس الوقت ما دبحناش الرجعيين ولا دبحناش المستغلين، ولكن كانت هذه الثورة ثورة رحيمة تركت لهم الفرصة لكى يكفروا عن استغلالهم وعن استعبادهم للشعب، ويسيروا مع الشعب جنباً إلى جنب فى البناء الجديد.

لم نحرمهم أبداً من كل شىء تركنا لهم ماهيات، وتركنا لهم سندات، وتركنا لهم ما يمكنهم من الحياة الكريمة، ولكن هل هؤلاء الناس فعلاً ينظروا لهذه الثورة بحب أو برضا؟! اللى أنت أخدت منه النفوذ لن يقبل، اللى أنت أخدت منه المصانع لن يرضى، واللى أنت أخدت منه الأرض لن يرضى، دول بالنسبة للناس.. أو الجزء اللى يمثل نصف فى المية من المجتمع وعملنا على أن يندمج فى الـ ٩٩.٥% ما خدناش مصاغاتهم، ما خدناش عفشهم، ما خدناش بيوتهم، سبنا لكل واحد فيهم بيت، ولكن دول يتمنوا أن يعود عهد الاستغلال مرة أخرى.

طبعاً فيه هناك أيضاً طبقات وعندها تطلعات، عايز يبقى مستغل وعايز يبقى رأسمالى، وأنا باقول فيه حاجة فى مجتمعنا الاشتراكى لازم ناخد بالنا منها، فى مجتمعنا الاشتراكى فيه تحالف قوى الشعب العاملة وبنقول فيه تحويل اشتراكى، وأنا باقول النهارده إن الرأسمالية الوطنية وقطاع الرأسمالية الوطنية فى بلدنا كبر من سنة ٦٠ أكثر مما نتصور، ازاى؟ كل التنمية وكل التجارة وكل الخطة قطاع الرأسمالية الوطنية النهارده بيزيد وبتنزل فى إيده فلوس كتيرة، بعض الناس من هذا القطاع عنده تطلعات إنه عايز يكون فى وضع طبقى متميز، زى ما كانت طبقية الرأسمالية وطبقية الإقطاع موجودة فى الماضى، هو يمكن قبل كده ماكانش عنده حاجة والنهارده شايف أن الظروف ساعدته والظروف مكنته من إنه يعمل ثروة بسيطة أو ثروة متوسطة، عايز يعمل رأسمالى أو عايز يعمل إقطاعى؛ وبهذا طبعاً لا ينظر إلى المجتمع الاشتراكى نظرة طيبة ولا سليمة.

دول طبعاً بيهمهم تضخيم المشاكل بالنسبة للقطاع الاشتراكى والتجنى على القطاع الاشتراكى، طبعاً بنقول تحويل اشتراكى وحيحصل التحويل الاشتراكى، وبنقول ان احنا فى مرحلة انتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية، وسنسير حتماً إلى الاشتراكية لأن الاشتراكية هى شريعة العدل.. الاشتراكية هى المساواة.. الاشتراكية هى إنهاء الاستغلال.. الاشتراكية هى تذويب الفوارق بين الطبقات.. الاشتراكية ان كل واحد يعيش فى بلده كريم ويعيش فى بلده حر.. الاشتراكية كل واحد يجد العمل فى بلده ويجد الفرصة فى بلده.. الاشتراكية كل واحد ولاده يجدوا الفرصة فى هذا البلد.

الاستغلال.. الإقطاع.. ورأس المال والرجعية لها معان أخرى، معانى إنه طبقة مميزة، طبقة تملك، طبقة تحكم، طبقة تستعبد الناس، وطبقة مستعبدة لا تجد الكرامة ولا تجد الحرية.

طبعاً هؤلاء الناس اللى النهارده بيفكروا ان احنا قد نعود إلى الوراء باقول إن مافيش فرصة أبداً ان احنا نعود إلى الوراء.

طبعاً... واحنا بنبنى لازم بنعمل تحويل اشتراكى، وتحويل اشتراكى كامل، ولكن التحويل الاشتراكى لابد أن يكون تحويل اشتراكى مدروس.

مين أيضاً؟ قد يكون هناك بعض الناس يضخموا المشاكل، وطبعاً دول يدخلوا ضمن طائفة العملاء زى الإخوان المسلمين، الإخوان المسلمين ثبت فى المحاكمات انهم كانوا عملاء للسعودية وعملاء لحلف بغداد، ناس بتشتغل بالفلوس، ناس بتخدم اللى يدفع أكتر، دفع لها حلف بغداد أكتر أو دفعت لهم السعودية أكتر، وطبعاً فى هذا بيحاولوا انهم يخدعوا الشعب باتخاذ الدين ستار والدين وسيلة، ولكن هنا الشعب استطاع انه يكشفهم، واستطاع انه يقضى عليهم، وبعد أن عفونا عنهم ورجعناهم لشغلهم وكل حاجة رجعوا تانى قاموا بعملهم كعملاء؛ عملاء للاستعمار وعملاء للرجعية، وطبعاً لا يمكن لنا واحنا بنبنى هذا المجتمع المتحرر؛ المتحرر من الاستعمار، والمتحرر من الرجعية لا يمكن ان احنا نسمح لعملاء الاستعمار أو عملاء الرجعية أنهم يؤثروا فى البناء اللى احنا بنبنيه.

طبيعى عندنا مشاكل.. طبيعى عندنا صعاب واحنا بنبنى، فيه أعداء لهذا البناء فى الخارج، وفيه أعداء أيضاً لهذا البناء فى الداخل، وواجبنا ان احنا نتسلح بالوعى، وكل واحد منا.. من الشعب العامل.. من العمال والفلاحين والمثقفين.. من الجنود والضباط، كل واحد من الشعب العامل يكون سياسى، ما يكونش بس عامل أو موظف، كل واحد لازم يكون سياسى، كل واحد لازم يعمل على الحفاظ على خطنا الاشتراكى، كل واحد لازم يدى مثل بالخلق الاشتراكى السليم، الخلق الذى لا يمكن للاستغلال أو للانتهازية أو للانحراف. ممكن يحصل استغلال.. فى كل مكان فى الدنيا ممكن يحصل استغلال.. ولكن إذا كان كل واحد فينا سياسى يستطيع هو أنه يقضى على هذا الاستغلال، ما تقعدش تقول.. الله.. دا فيه استغلال وجمال عبد الناصر سايب دا ليه؟! جمال عبد الناصر له عينين اتنين، ويدوبك بيقدر.. يعنى عنده فى اليوم ٢٤ ساعة ما يقدرش يشتغل أكتر من كده، ولا يشوف أكتر من كده.

احنا هنا ٣٠ مليون عندنا ٦٠ مليون عين، وكل واحد عنده عينينه، وكل واحد فينا بيشوف، وكل واحد مسئول، ماحدش يخاف، الاستغلال بنقومه، والانحراف بنقومه، وأى شىء نستطيع أن نقومه طالما كل واحد يعتبر نفسه مسئول عن نفسه ومسئول عن بيته ومسئول عن أولاده، وفى نفس الوقت مسئول عن بيته الكبير.. مسئول عن وطنه.. مسئول عن الانتصارات الكبيرة اللى حققتها هذه الثورة فى الـ ١٤ سنة، لا لصالح طبقة من الطبقات، ولا لصالح فئة من الفئات.. ولكن لصالح قوى الشعب العامل، لصالح المجتمع، لصالح الشعب بأكمله، الاشتراكية اللى احنا حققناها هى طريقنا السليم لكى يشعر كل واحد بالكرامة.

طريق التنمية.. وطريق الصناعة.. وطريق بناء البلد طريق مشحون بالتحديات، والظروف اللى احنا فيها ليست ظروفاً سهلة، احنا بلد ثرواتنا محدودة، واحنا بلد طول عمرنا بنعيش على عملنا، واحنا بلد فى موقع استراتيجى هام فى العالم، واحنا بلد شعبها له فاعليته.

كل هذه العوامل مجتمعة مع بعضها بتخلينا نواجه ظروف صعبة، ولكن لابد أن نتحمل المخاطر المحسوبة، وإلا نتجمد وتمشى الحياة على وتيرة واحدة زى ما كانت فى الماضى.

طبعاً باقول الطريق الصعب ليه؟ يعنى أما أنا باقول لكم نزود خطة الصناعة بـ ٢٠ مليون جنيه، بس الصعب اللى فيها ان أنا باقول لكم تيجوا آخر السنة ما تاكلوش شهر رز واللا شهرين رز، إذن كل ما أزود الخطة، كل العملية ما حتبقى أصعب.. الخمس سنين الأولى استثمرنا ١٥٠٠ مليون جنيه، الخطة التانية نستثمر ٣٠٠٠ مليون جنيه، وزكريا بيقول لى ٢٧٠٠، يعنى هو عايز يوفر ٣٠٠ ليه؟ زكريا بقى له ٦ أشهر.. على أخر الشهر دا يبقى بقى له ٦ أشهر قاعد يحسب يومياً وغرقان فى الورق، ويمكن أنتم بتقولوا زكريا رفع الأسعار وبعد كده سكت ليه؟ أنا باقول إنه رفع الأسعار ولكن بيحسب، بيحسب إيه؟ بيحسب بيشوف حنعمل إيه، بنقول خطة ٣٠٠٠ مليون جنيه؛ بيجى لى هو ويقول لى ٣٠٠٠ مليون جنيه مستحيل.

إذا كنا عايزين نعمل ٣٠٠٠ مليون جنيه يبقى نصدر برتقال قد كده، ونصدر رز قد كده، ويبقى حيغلى البرتقال ويقولوا زكريا محيى الدين غلى البرتقال ويبقى أخر السنة مافيش رز، وبعدين يقولوا زكريا محيى الدين خبا الرز؛ وإذن الحل الوحيد علشان أريحهم ان أنا أنزل ٥٠٠ مليون جنيه وتبقى الخطة ٢٥٠٠ مليون جنيه. بدى أقول لكم لو ما عملناش خطة احنا نستريح أكتر، وزكريا يستريح خالص.. ليه؟ لأنه مش حيقعد يحسب؛ أديكم قاعدين مافيش مصانع، ونقول رأس المال الخاص يشتغل.. لا فيه رأس مال خاص حيشتغل، لا بيبنوا مساكن ولا حيعملوا ولا حاجة، وهو مش مسئول إنه يوفر الـ ٢٧٠٠ مليون جنيه أو ٣٠٠٠ مليون جنيه، ونفضل على ما نحن عليه، لكن يحصل إيه؟ دا الطريق السهل بقى، أسهل طريق للى عايز يحكم ويقعد يحط رجل على رجل وياخد لقب باشا.. يقعد.. إنه ما يعملش حاجة زى ما كانت الدنيا ماشية، ويقولوا: معالى الباشا، ودولة الباشا طلع، ودولة الباشا جا، وانتهت العملية، والواحد يروح بيتهم الساعة واحدة ونص يتغدى، وبالليل يشوف له سهرة يروح فيها، ولا قاعد يمقق فى عينيه زى زكريا محيى الدين ما هو عامل.

الحقيقة هو دا الطريق السهل اللى نفكر فيه فى النهارده وما نفكرش فيه فى بكرة، وزى ما هو حاصل فى بلاد تانية، فيه بلاد تانية عندها ثروات، وبلاد قريبة منا بتستف الفلوس والناس مش لاقية تاكل، وإن بنوا شوية طوب يقولوا: العمران والنهضة العمرانية، ولا نهضة عمرانية ولا حاجة، أنتم عارفين طبعاً أنا باتكلم على مين (ضحك) إذن ما نقدرش نمشى أبداً فى الطريق السهل، نمشى فى الطريق الصعب.

رئيس الوزارة بيقول إنه ٢٧٠٠ مليون جنيه الخطة.. أنا عايزه فعلاً يعملهم ٣٠٠٠، ووفرنا له الليلة ٢٠ مليون جنيه من الرز يبقوا ٢٧٢٠، ونشوف حنقدر نوفر له قد إيه، الحقيقة العملية.. طيب وناس يقولوا طيب وليه نعمل ٣٠٠٠ ما كفاية ١٥٠٠ زى السنين اللى فاتت؟ لأ مش ممكن نمشى بـ ١٥٠٠، لو مشينا بـ ١٥٠٠ ولادكم مش حيشتغلوا، ولادكم اللى فى الجامعة حيطلعوا يقعدوا فى بيتكم، كل واحد يطلع يقعد فى بيته، ويبقى الراجل قاعد وولاده طالعين من الجامعة وقاعدين عنده كالمصيبة فى البيت، وحيعمل إيه؟! مافيش شغل! وبعدين مش حيكون فيه عمل للعمال حيبقى فيه بطالة. أنا جيت هنا مرة فى أول الثورة، وحضرت اجتماع ورا فى حى الأربعين، كان سنة يمكن ٥٤، وطلعت من السويس بـ (أشولة) شكاوى، النهارده الشكاوى اللى خدتهم شكوتين بس، أيامها أما طلعت بالشكاوى كل الشكاوى هى كل واحد عاوز يشتغل؛ دا عايز شغل.. ودا عايز إيه.. ودا عايز إيه ودا عايز إيه، النهارده اتقدموا لى فى الزيارة شكوتين، فعلاً فيه تغيير.. فيه حاجة حصلت.. فيه مجتمع بيتبنى.. فيه جهد؛ إذن لازم نمشى فى هذا الطريق علشان فعلاً الجيل اللى بعدينا ييجى ويجد فرصة أحسن من الجيل بتاعنا؛ إذن إذا قدرنا نعمل ٣٠٠٠ نعمل، و٢٧٠٠ و٣٠٠٠ كل العملية محصلة بعضها، ولكن لازم نقدر ان احنا حنستثمر فى الـ ٥ سنين دى ضعف اللى استثمرناه فى الـ ٥ سنين اللى فاتت.

دا طريق الثوار، الطريق الصعب، واحنا هنا نمثل ثورة، وهذه الثورة مستمرة، مستمرة.. فالثورة مش يعنى الأحكام العرفية، هى فيه ناس مفتكرة ان احنا أما شيلنا الأحكام العرفية سنة ٦٤ يعنى انتهت الثورة، باقول لهم والله نقبكم على شونة.. ما انتهتش الثورة.. فيه ثورة، وفيه مجلس ثورة مستمر إلى أن تحقق هذه الثورة كل أهداف هذا الشعب. (هتافات ضد الإقطاع).

كون اتعمل دستور، وأنا عمرى ما كنت أفكر ان احنا نمشى فى طريق الحكام، ولكن الطريق هو طريق الثورة، واليوم اللى ألاقى فيه ان قدرتى الثورية، أو الدفع الثورى عندى ضعف باقول لكم سلام عليكم، وأروح، ما أقعدش يوم أبداً؛ لأن العملية ماهياش عملية حكم، وأنا ما جيتش عن طريق الحكم ولكن عن طريق الثورة، والناس اللى قاموا بالثورة قاموا من أجل تحقيق أهداف هذا الشعب، ماقاموش من أجل مصالح ذاتية، وساروا فى طريق الثوار، ولم تؤخذ المسألة أبداً إنها مسألة حكم.

إذن الثورة مستمرة، الثورة إيه؟ ما هى الثورة يعنى نختار الطريق الصعب وما تختارش الطريق السهل، يوم ما نختار الطريق السهل نبقى ما بقيناش ثوار، وباقول لك الطريق السهل النهارده ان احنا ما نعملش خطة جديدة ونمشى على ما نحن عليه، واللى عايز يشتغل واللى مش لاقى يشتغل عنه ما اشتغل، وكل واحد حر، وماحدش... وكل واحد مسئول عن نفسه، دا الطريق السهل.. الطريق الصعب ان احنا نغير هذا المجتمع.. نغير المجتمع القديم؛ مجتمع الرجعية، إلى مجتمع جديد؛ مجتمع الكرامة، مجتمع الحرية، مجتمع الاشتراكية.

دا الطريق الصعب، الطريق الصعب ان احنا نقضى على العبودية اللى كانت توجدها الرجعية بين ربوع بلدنا، ونقيم فعلاً حياة حرة كريمة؛ إذن من صالح كل واحد فى هذا البلد أن تكون الثورة مستمرة، من صالح الشعب العامل، وقوى الشعب العاملة أن تكون الثورة مستمرة؛ لأن قوى الشعب العاملة لا أمل لها فى المستقبل، ولا أمل لها فى حياة أفضل لأولادها إلا باستمرار الثورة.

مين اللى يتمنى للثورة انها تنتهى والثورة تنقلب إلى حكم؟ الانتهازيون، المستغلون، المنحرفون اللى يجدوا فى الحكم الغير ثورى مجال لهم لكى يستغلوا، ولكى ينحرفوا؛ الثورة مستمرة والثورة باقية، بغير الثورة كل واحد من الشعب العامل، وكل واحد منا يشعر انه فقد مبرر وجوده، البلد مليانة باشوات سابقين، وبهوات سابقين، وفيها أمرا وأميرات، ويعنى فيه احتياطى؛ إذا كانت العملية حكم بنقول نرجع لهم الباشوية والبهوية والإمارة، ويتفضلوا لأن دا الجو اللى يناسبهم، ونرجع لهم أصحاب السمو وأصحاب السعادة.. إلى أخر الكلام دا.

ولكن العملية ماهياش حكم.. العملية ماهياش وجاهة، العملية مسئولية.. وتغيير وتحويل.. ولا يمكن للتغيير أن يتم ولا يمكن للتحويل أن يحدث إلا بالثورة.. دا كله يقتضى تكاليف وجهد كبير جداً.. ولكن ذلك طريق الثورة.. طريق التغيير، طريق الارتفاع بالحياة فوق الأمر الواقع، وتحقيق الأمل والمثل الأعلى بعد الأمل؛ مهما كانت العقبات، ومهما كانت التضحيات. لما نقول ان احنا من حرب السويس لغاية دلوقت حطينا ١٠٠٠ مليون جنيه فى الصناعة نقول ان احنا فعلاً مشينا فى طريق الثورة، والخطوة الأولى الصعبة، وما قطعناش الشوط كله، وما غيرناش كل اللى احنا نغيره؛ لسه فيه حاجات كتير عايزه تتغير فى بلدنا، ولم نرتفع إلى مستوى آمالنا، ولم نحقق حتى الآن مثلنا الأعلى، بقى لنا ١٤ سنة ولازلنا فى أول الطريق، ولكن نشعر أننا بدأنا؛ بدأنا بداية حقيقية ليس لها نظير فى بلاد فيها الظروف اللى احنا عايشين فيها، ولكن نحن نشعر بسلامة الاتجاه وسلامة الخط، وبنشوف النتيجة، وزى ما قلت لكم فى الأول أد إيه الواحد الصبح كان فرحان وهو شايف الناس فعلاً لابسة كويس، وصحتها كويسه، أد إيه ليه؟ لأن دا نتيجة العمل، ودا نتيجة الجهد، ودا نتيجة التعب، بس هل هو دا أملنا؟ هل كل الناس لابسة كويس؟ هل كل الناس صحتها كويسه؟ لا لسه.. لسه عايزين نشتغل لكل الناس، كل الناس تلبس كويس، كل الناس تعيش كويس، وكل الناس صحتها تبقى كويسه، زى الواحد ما بيبقى عايز بيته وولاده يلبسوا كويس، وياكلوا كويس، وتبقى صحتهم كويسه؛ لازم دا يكون حق لكل فرد من أبناء هذا الوطن والمجتمع اللى احنا فيه.

علشان كده بنقول الخطة الجاية ما تبقاش ١٥٠٠ مليون جنيه؛ زى الخطة اللى فاتت، عايزنها ٣٠٠٠ مليون جنيه.. هل أصعب ان احنا نلم ٣٠٠٠ مليون جنيه، حنقول لكم وفروا أنتم ٣٠٠٠ مليون جنيه وحنقول لكم فيه حاجات حنصدرها علشان نشترى بها مصانع، ونوجد فى هذا المجتمع ما يمكن أن يحقق له آماله، وما يمكن أن يحقق له مثله الأعلى، ونغير اللى احنا عايزين نغيره، ونركز أكتر ونتوسع أكتر ونتقدم أسرع.

النهارده الخطة التانية تقريباً على أخر الشهر، مجلس الوزرا بيكون خلص الخطة، كلكم لازم تشتركوا فى هذا، الصناعة والكهربا أنا مقدر فى راسى ١٨٠٠ مليون جنيه، مش عارف زكريا حاسبها على ٢٧٠٠ بإيه، حاسب أد إيه؟ (موجهاً كلامه لزكريا محيى الدين) طلع برضه مقشوط منها شوية!! ولكن الخمس سنين اللى فاتت كانت ١١٠٠، بنقول الخمس سنين اللى جاية أنا أملى ١٨٠٠، إذا نقصناها إلى ١٤٠٠ أو ١٥٠٠، بس على أساس ان احنا نصدر برتقال ونصدر الرز، ونصدر القطن، ونصدر الغزل ونصدر النسيج، وناخد ما يكفينا ونعمل، عملنا الخمس سنين اللى فاتوا ١٠٠٠، الخمس سنين اللى جايين ١٤٠٠ أو ١٥٠٠ ونخلق فرص عمل.

هو الصناعة فى الخمس سنين اللى فاتوا كانوا ٥١٦، هو فى كل السنين اللى فاتوا كانوا ١٠٠٠ من بعد حرب السويس، فإذا بدل ٥١٦ نعملها ١٤٠٠، يكون كويس، نبقى ضاعفنا وأما نعمل ١٢٠٠ نبقى ضاعفنا، وأنا كان عندى أمل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أشرف على
admin

admin
أشرف على


ذكر
عدد المساهمات : 27639
نقاط : 60776
تاريخ التسجيل : 04/09/2009
الموقع : http://elawa2l.com/vb

الأوسمة
 :
11:

جمال عبدالناصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: جمال عبدالناصر   جمال عبدالناصر Emptyالإثنين 30 نوفمبر 2009 - 23:25

موضوع أكثر من رائع عن هذه الشخصية المصرية التاريخية التى كانت علامة فاصلة فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر ، بارك الله فيك وفى قلمك اللامع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elawa2l.com/vb
وليد بركات
عضو ماسى
عضو ماسى
وليد بركات


عدد المساهمات : 370
نقاط : 581
تاريخ التسجيل : 06/09/2009

جمال عبدالناصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: جمال عبدالناصر   جمال عبدالناصر Emptyالثلاثاء 1 ديسمبر 2009 - 16:18

جمال عبدالناصر 80898296

جمال عبدالناصر Abd782fmo4ks6

جمال عبدالناصر 117

جمال عبدالناصر 65777

جمال عبدالناصر Fgsgs

جمال عبدالناصر Sdfsdfsdf

جمال عبدالناصر Sfsfsdf
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الاستاذ صابر الدوخى
عضو جديد
avatar


عدد المساهمات : 10
نقاط : 16
تاريخ التسجيل : 19/10/2009

جمال عبدالناصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: جمال عبدالناصر   جمال عبدالناصر Emptyالجمعة 4 ديسمبر 2009 - 6:58

موضوع روعة بس يا ريت صوره لجمال عبد الناصر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Mr.abdogamel
عضو سوبر
عضو سوبر
Mr.abdogamel


ذكر
عدد المساهمات : 567
نقاط : 907
تاريخ التسجيل : 10/11/2009
العمر : 40

جمال عبدالناصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: جمال عبدالناصر   جمال عبدالناصر Emptyالجمعة 4 ديسمبر 2009 - 20:35

جمال عبدالناصر 5464564

موضوع مميز جدا
ويعتبر هذا الرئيس هو صاحب فكرة القومية العربية بين دول العرب .
الله يرحمه


جمال عبدالناصر Dfgdfgdfg
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الجوكرمحمد
عضو متميز
الجوكرمحمد


ذكر
عدد المساهمات : 97
نقاط : 116
تاريخ التسجيل : 24/12/2009
العمر : 28

جمال عبدالناصر Empty
مُساهمةموضوع: الموضوع جميل   جمال عبدالناصر Emptyالسبت 30 يناير 2010 - 16:22

:D
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمدى عبد العال
عضو vip
عضو vip
avatar


ذكر
عدد المساهمات : 1364
نقاط : 1408
تاريخ التسجيل : 09/04/2013
العمر : 47

جمال عبدالناصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: جمال عبدالناصر   جمال عبدالناصر Emptyالإثنين 1 ديسمبر 2014 - 22:20

متميزون دائما شوك لكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جومانة
عضو vip
عضو vip
جومانة


انثى
عدد المساهمات : 6816
نقاط : 6982
تاريخ التسجيل : 02/11/2009

جمال عبدالناصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: جمال عبدالناصر   جمال عبدالناصر Emptyالأحد 7 يوليو 2019 - 7:03

الله يـع’ـــطــيك الع’ــاأإأفــيه ..
.. بنتظـأإأإأر ج’ـــديــــدك الممـــيز ..
.. تقــبل م’ـــروري ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جمال عبدالناصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» طريقة وضع الكحل ,جمال العين بالكحل ,إجعلي الكحل يبرز جمال عينيك
» جمال عبد الناصر
» ماذا تعرف عن د . جمال حمدان
» جمال اللغة العربية
» جمال العقل بالفكر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شنواى  :: القسم العام والإسلامى :: شخصيات خلدها التاريخ-
انتقل الى: