أمثلة الحضري كثيرة.
وأما السفري فله أمثلة تتبعها.
منها {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} نزلت بمكة عام حجة الوداع.
فأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر قال: لما طاف النبي صلى الله عليه وسلم قال له عمر: هذا مقام أبينا إبراهيم الخليل قال: نعم قال: أفلا نتخذه مصلى فنزلت: وأخرج ابن مردويه من طريق عمروبن ميمون عن عمر بن الخطاب أنه مر بمقام إبراهيم فقال: يا رسول الله أليس نقوم مقام خليل ربنا قال: بلى قال: أفلا نتخذه مصلى فلم يلبث إلا يسيراً حتى نزلت.
وقال ابن الحصار: نزلت إما في عمرة القضاء أوفي غزوة الفتح أوفي حجة الوداع.
ومنها {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها} الآية روى ابن جرير عن الزهري أنها نزلت في عمرة الحديبية.
وعن السدي أنها نزلت في حجة الوداع.
ومنها {وأتموا الحج والعمرة لله} فأخرج ابن أبي حاتم عن صفوان بن أمية قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم مضمخ بالزعفران عليه جبة فقال: كيف تأمرني في عمرتي فنزلت فقال: أين السائل عن العمرة ألق عنك ثيابك ثم اغتسل الحديث.
ومنها {فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه} الآية نزلت بالحديبية كما أخرجه أحمد بن كعب بن عجرة الذي نزلت فيه والواحدي عن ابن عباس.
ومنها {آمن الرسول} الآية قيل نزلت يوم فتح مكة ولم أقف له على دليل.
ومنها {واتقوا يوماً ترجعون فيه} الآية نزلت بمنى عام حجة الوداع فيما أخرجه البيهقي في الدلائل.
ومنها {الذين استجابوا لله والرسول} الآية.
أخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن عباس أنها نزلت بحمراء الأسد.
ومنها: آية التيمم في النساء.
أخرج ابن مردويه عن الأسلع بن شريك أنها نزلت في بعض أسفار النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنها {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} نزلت يوم الفتح في جوف الكعبة كما أخرجه سنيد في تفسيره عن ابن جريج وأخرجه ابن مردويه عن ابن عباس.
ومنها {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة} الآية نزلت بعسفان بين الظهر والعصر كما أخرجه أحمد عن أبي عياش الزرقي.
ومنها {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} أخرج البزار وغيره عن حذيفة أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له ومنها: أول المائدة أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أسماء بنت يزيد أنها نزلت بمنى.
وأخرج في الدلائل عن أن عمروعن عمها أنها نزلت في مسير له.
وأخرج أبو عبيدة عن محمد بن كعب قال: نزلت سورة المائدة في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة.
ومنها {اليوم أكملت لكم دينكم} في الصحيح عن عمر أنها نزلت عشية عرفة يوم الجمعة عام حجة الوداع.
وله طرق كثيرة لكن أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت يوم غدير خم.
وأخرج مثله من حديث أبي هريرة وفيه أنه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة مرجعه من حجة الوداع وكلاهما لا يصح.
ومنها: آية التيمم فيها في الصحيح عن عائشة أنها نزلت بالبيداء وهم داخلون المدينة.
وفي لفظ: البيداء أوبذات الجيش.
قال ابن عبد البرفي التمهيد: يقال إنه كان في غزوة بني المصطلق.
وجزم به في الاستذكار وسبقه إلى ذلك ابن سعد وابن حبان.
وغزوة بني المصطلق هي غزوة المريسيع.
واستبعد ذلك بعض المتأخرين قال: لأن المريسيع من ناحية مكة بين قديد والساحل وهذه القصة من ناحية خيبر لقول عائشة بالبيداء أوبذات الجيش وهما بين المدينة وخيبر كما جزم به النووي لكن جزم ابن التين بأن البيداء هي ذوالحليفة.
وقال أبو عبيد البكري: البيداء هو الشرف الذي قدام ذي الحليفة من طريق مكة.
قال: وذات الجيش من المدينة على بريد.
ومنها {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم} الآية.
أخرج ابن جرير عن قتادة قال: ذكر لنا أنها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهوببطن نخل في الغزوة السابعة حين أراد بنوثعلبة وبنومحارب أن يفتكوا به فأطلعه الله على ذلك.
ومنها {والله يعصمك من الناس} في صحيح ابن حبان عن أبي هريرة أنها نزلت في السفر.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر أنها نزلت في ذات الرقاع بأعلى نخل في غزوة بني أنمار.
ومنها: أول الأنفال نزلت ببدر عقب الواقعة كما أخرجه أحمد عن سعد بن أبي وقاص.
ومنها {إذ تستغيثون ربكم} الآية نزلت ببدر أيضاً كما أخرجه الترمذي عن عمر.
ومنها {الذين يكنزون الذهب} الآية نزلت في بعض أسفاره كما أخرجه أحمد بن ثوبان.
ومنها قوله {ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب} نزلت في غزوة تبوك كما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عمر.
ومنها {ما كان للنبي والذين آمنوا} الآية.
أخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس أنها نزلت لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم معتمراً وهبط من سنية عسفان فزار قبر أمه واستأذن في الاستفغار لها.
ومنها: خاتمة النحل.
أخرج البيهقي في الدلائل والبزار عن أبي هريرة أنها نزلت بأحد والنبي صلى الله عليه وسلم واقف على حمزة حين استشهد وأخرج الترمذي والحاكم عن أبيّ بن كعب أنها نزلت يوم فتح مكة.
ومنها: {وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها} أخرج أبو الشيخ والبيهقي في الدلائل من طريق شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غتم نزلت في تبوك.
ومنها: أول الحج.
أخرج الترمذي والحاكم عن عمران بن حصين قال: لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم} إلى قوله {ولكن عذاب الله شديد} أنزلت عليه هذه وهوفي سفر الحديث.
وعند ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنها نزلت في مسيره في غزوة بني المصطلق.
ومنها {هذان خصمان} الآيات قال القاضي جلال الدين البلقيني: الظاهر أنها نزلت يوم بدر وقت المبارزة لما فيه من الإشارة بهذان.
ومنها {أذن للذين يقاتلون} الآية.
أخرج الترمذي عن ابن عباس قال: لما أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم ليهلكن فنزلت.
قال ابن الحصار: واستنبط بعضهم من هذا الحديث أنها أنزلت في سفر الهجرة.
ومنها {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} الآية قال ابن حبيب: نزلت بالطائف ولم أقف له على مستند.
ومنها {إن الذي فرض عليك القرآن} نزلت بالجحفة في سفر الهجرة كما أخرجه ابن أبي حاتم عن الضحاك.
ومنها: أول الروم روى الترمذي عن أبي سعيد قال: لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين فنزلت {ألم غلبت الروم} إلى قوله {بنصر الله} قال الترمذي: غلبت يعني الفتح.
ومنها {واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا} الآية قال ابن حبيب: نزلت ببيت المقدس ليلة الإسراء.
ومنها {وكأين من قرية هي أشد قوة} الآية.
قال السخاوي في جمال القراء: قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم لما توجه مهاجراً إلى المدينة وقف فنظر إلى مكة وبكى فنزلت.
ومنها: سورة الفتح.
أخرج الحاكم وغيره عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا: نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية من أولها إلى آخرها.
وفي المستدرك أيضاً من حديث مجمع بن جارية أن أولها نزل بكراع الغميم.
ومنها {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} الآية.
أخرج الواحدي عن ابن أبي ملكية أنها نزلت بمكة يوم الفتح لما رقى بلال على ظهر الكعبة وأذن فقال بعض الناس: أهذا العبد الأسود يؤذن على ظهر الكعبة.
ومنها {سيهزم الجمع} الآية قيل إنها نزلت يوم بدر حكاه ابن الغرس وهومردود لما سيأتي في النوع الثاني عشر ثم رأيت عن ابن عباس ما يؤيده.
ومنها: قال النسفي: قوله {ثلة من الأولين} وقوله {أفبهذا الحديث أنتم مدهنون} نزلتا في سفره صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولم أقف له على مستند.
ومنها {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} أخرج ابن أبي حاتم من طريق يعقوب عن مجاهد عن أبي حرزة قال: نزلت في رجل من الأنصار في غزوة تبوك لما نزلوا الحجر فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يحملوا من مائها شيئاً ثم ارتحل ثم نزل منزلاً آخر وليس معهم ماء فشكوا ذلك فدعا فأرسل الله سحابة فأمطرت عليهم حتى استقوا منها فقال رجل من المنافقين: إنما مطرنا بنوء كذا فنزلت: ومنها آية الامتحان {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن} الآية.
أخرج ابن جرير عن الزهري أنها نزلت بأسفل الحديبية ومنها: سورة المنافقين.
أخرج الترمذي عن زيد ابن أرقم نزلت ليلاً في غزوة تبوك.
وأخرج عن سفيان أنها في غزوة بني المصطلق وبه جزم ابن إسحاق وغيره.
ومنها: سورة المرسلات: أخرج الشيخان عن ابن مسعود قال بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار بمنى إذ نزلت عليه المرسلات الحديث.
ومنها: سورة المطففين أوبعضها حكى النسفي وغيره أنها نزلت في سفر الهجرة قبل دخوله صلى الله عليه وسلم المدينة.
ومنها: أول سورة اقرأ نزل بغار حراء كما في الصحيحين ومنها: سورة الكوثر.
أخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير أنها نزلت يوم الحديبية وفيه نظر.
ومنها: سورة النصر.
أخرج البزار والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر قال: أنزلت هذه السورة {إذا جاء نصر الله والفتح} على رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسط أيام التشريق فعرف أنه الوداع فأمر بناقته القصواء فرحلت ثم قام فخطب الناس فذكر خطبته المشهورة.
النوع الثالث معرفة النهاري والليلي أمثلة النهاري كثيرة قال ابن حبيب: نزل أكثر القرآن نهاراً.
وأما الليلي فتتبعت له أمثلة.
منها: آية تحويل القبلة ففي الصحيحين من حديث ابن عمر بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ أتاهم آت فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل القبلة.
وروى مسلم عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي نحوبيت المقدس فنزلت {قد نرى تقلب وجهك في السماء} الآية فمر رجل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلوا ركعة فنادى: ألا إن القبلة قد حولت فمالوا كلهم نحوالقبلة لكن الصحيحين عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بيت المقدس ستة عشر أوسبعة عشر شهراً وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت ز إن أول صلاة صلاها العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الكعبة فداروا كما هم قبل البيت.
فهذا يقضي أنها نزلت نهاراً بين الظهر والعصر.
قال القاضي جلال الدين: والأرجح بمقتضى الاستدلال نزولها بالليل لأن قضية أهل وقال ابن حجر: الأقوى أن نزولها كان نهاراً.
والجواب عن حديث ابن عمر أن الخبر وصل وقت العصر إلى من هوداخل المدينة وهم بنوحارثة ووصل وقت الصبح إلى من هوخارج المدينة وهم بنوعمروبن عوف أهل قباء وقوله قد أنزل عليه الليلة مجاز من إطلاق الليلة على بعض اليوم الماضي والذي يليه.
قلت: ويؤيد هذا ما أخرجه النسائي عن أبي سعيد بن المعلي قال: مررنا يوماً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد على المنبر فقلت لقد حدث أمر فلست فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {قد نرى تقلب وجهك في السماء} حتى فرغ منها ثم نزل فصلى الظهر.
ومنها: أواخر آل عمران.
أخرج ابن حبان في صحيحه وابن المنذر وابن مردويه وابن أبي الدنيا في كتاب التفكر عن عائشة أن بلالاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه لصلاة الصبح فوجده يبكي فقال: يا رسول الله ما يبكيك قال: وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل عليّ هذه الليلة {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} ثم قال: ويل لمن قرأها ولم يتفكر.
ومنها {والله يعصمك من الناس} أخرج الترمذي والحاكم عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت فأخرج رأسه من القبة فقال: أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله وأخرج الطبراني عن عصمة بن مالك الخطمي قال: كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل حتى نزلت فترك الحراس.
ومنها: سورة الأنعام.
أخرج الطبراني وأبو عبيد في فضائله عن ابن عباس قال: نزلت سورة الأنعام بمكة ليلاً جملة حولها سبعون ألف ملك يجأرون بالتسبيح.
ومنها: آية الثلاثة الذين خلفوا ففي الصحيحين من حديث كعب فأنزل اله توبتنا حتى بقي الثلث الأخير من الليل.
ومنها: سورة مريم.
روى الطبراني عن أبي مريم الغساني قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ولدت لي الليلة جارية فقال: والليلة نزلت عليّ سورة مريم سمها مريم.
ومنها: أول الحج ذكره بن حبيب ومحمد بن بركات السعدي في كتابه الناسخ والمنسوخ وجزم به السخاوي في جمال القراء وقد يستدل له بما أخرجه ابن مردويه عن عمران بن حصين أنها نزلت والنبي صلى الله عليه وسلم وقد نعس بعض القوم وتفرق بعضهم فرفع بها صوته الحديث.
ومنها: آية الإذن في خروج النسوة في الأحزاب.
قال القاضي جلال الدين: والظاهر أنها {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك} الآية ففي البخاري عن عائشة خرجت سودة بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر فقال: يا سودة أما والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين قالت: فانكفأت راجعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه ليتعشى وفي يده عرق فقلت: يا رسول الله خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر كذا وكذا فأوحى الله إليه وإن العرق في يده ما وضعه فقال: إنه قد أذن لكن أن تخرجي لحاجتكن قال القاضي جلال الدين: وإنما قلنا إن ذلك كان ليلاً لأنهن إنما كن يخرجن للحاجة ليلاً كما في الصحيح عن عائشة في حديث الإفك.
ومنها: أول الفتح ففي البخاري من حديث عمر لقد نزلت عليّ الليلة سورة هي أحب إلى مما طلعت عليه الشمس فقرأ {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} الحديث.
ومنها: سورة المنافقين كما أخرجه الترمذي عن زيد بن أرقم.
ومنها: سورة والمرسلات.
قال السخاوي في جمال القراء: روى عن ابن مسعود أنها نزلت ليلة الجن بحراء.
قلت: هذا أثر لا يعرف.
ثم رأيت في صحيح الإسماعيلي وهومستخرجه على البخاري أنها نزلت ليلة عرفة بغار منى وهوفي الصحيحين بدون قوله ليلة عرفة والمراد بها: ليلة التاسع من ذي الحجة فإنها التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيتها بمنى.
ومنها: المعوذتان فقد قال ابن أشتة في المصاحف: أنبأنا محمد بن يعقوب نبأنا أبو داود نبأنا عثمان بن أبي شيبة نبأنا جرير عن قيس عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزلت عليّ الليلة آيات لم ير مثلهن: قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس
فرع ومنه ما نزل بين الليل والنهار في وقت الصبح وذلك آيات.
منها: آية التيمم في المائدة ففي الصحيح عن عائشة: وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد فنزلت {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة} إلى قوله {لعلكم تشكرون} ومنها {ليس لك من الأمر شيء} ففي الصحيح أنها نزلت وهوفي الركعة الأخيرة من صلاة الصبح حين أراد أن يقنت يدعوعلى أبي سفيان ومن ذكر معه.
تنبيه فإن قلت: فما تصنع بحديث جابر مرفوعاً أصدق الرؤيا ما كان نهاراً لأن الله خصني بالوحي نهاراً أخرجه الحاكم في تاريخه.
قلت: هذا الحديث منكر لا يحتج به.
النوع الرابع الصيفي والشتائي قال الواحدي: أنزل الله في الكلالة آيتين: إحداهما في الشتاء وهي التي في أول النساء والأخرى في الصيف وهي التي في آخرها.
وفي صحيح مسلم عن عمر ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة وما أغلظ في شيء ما أغلظ لي فيه حتى طعن بأصبعه في صدري وقال: يا عمر ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء وفي المستدرك عن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله ما الكلالة قال: أما سمعت الآية التي نزلت في الصيف {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} وقد تقدم أن ذلك في سفر حجة الوداع فيعد من الصيفي ما نزل فيها كأول المائدة.
وقوله {اليوم أكملت لكم دينكم} {واتقوا يوماً ترجعون} وآية الدين وسورة النصر.
ومنه: الآيات النازلة في غزوة تبوك فقد كانت في شدة الحر أخرجه البيهقي في الدلائل من طريق إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر بنم حزم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يخرج في وجه من مغازيه إلا أظهر أنه يريد غيره غير أنه في غزوة تبوك قال: يا أيها الناس إني أريد الروم فأعلمهم وذلك في زمان البأس وشدة الحر وجدب البلاد فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في جهازه إذ قال للجد بن قيس: هل لك في بنات بني الأصفر قال: يا رسول الله لقد علم قومي أنه ليس أحداً أشد عجباً بالنساء مني وإني أخاف إن رأيت نساء بني الأصفر أن يفتنني فأذن لي فأنزل الله {ومنهم من يقول ائذن لي} الآية
وقال رجل من المنافقين: لا تنفروا في الحر فأنزل الله {قل نار جهنم أشد حراً}
ومن أمثلة الشتائي: قوله {إن الذين جاءوا بالإفك} إلى قوله {ورزق كريم} ففي الصحيح عن عائشة أنها نزلت في يوم شات والآيات التي في غزوة الخندق من سورة الأحزاب فقد كانت في البرد ففي حديث حذيفة تفرق الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب إلا اثني عشر رجلاً فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب قلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما قمت لك إلا حياء من البرد الحديث وفيه: فأنزل الله {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود} إلى آخرها أخرجه البيهقي في الدلائل.
النوع الخامس الفراشي والنومي ومن أمثلة الفراشي: قوله {والله يعصمك من الناس} كما تقدم وآية الثلاثة الذين خلفوا ففي الصحيح أنها نزلت وقد بقي من الليل ثلثه وهوصلى الله عليه وسلم عند أم سلمة واستشكل الجمع بين هذا.
وقوله صلى الله عليه وسلم في حق عائشة ما نزل عليّ الوحي في فراش امرأة غيرها قال القاضي جلال الدين: ولعل هذا كان فقبل القصة التي نزل الوحي فيها في فراش أم سلمة.
قلت: ظفرت بما يؤخذ منه جواب أحسن من هذا فروى أبو يعلى في مسنده عن عائشة قالت أعطيت تسعاً الحديث وفيه وإن كان الوحي لينزل عليه وهوفي أهله فينصرفون عنه وإن كان لينزل عليه وأنا معه في لحافه وعلى هذا لا معارضة بين الحديثين كمالا يخفى.
وأما النومي: ففي أمثلته سورة الكوثر لما روى مسلم عن أنس قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا إذ غفا إغفاءة ثم رفع رأسه متبسماً فقلنا: ما أضحك رسول الله فقال: أنزل علي آنفاً سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أعطيناك الكوثر فصلّ لربك وانحر
إن شانئك هو الأبتر} وقال الإمام الرافعي في أماليه: فهم فاهمون من الحديث أن السورة نزلت في تلك الإغفاءة.
وقالوا: من الوحي ما كان يأتيه في النوم لأن رؤيا الأنبياء وحي.
قال: وهذا صحيح لكن الأشبه أن يقال: إن القرآن كله نزل في اليقظة وكأنه خطر له في النوم سورة الكوثر المنزلة في اليقظة أوعرض عليه الكوثر الذي وردت فيه السورة فقرأها عليهم وفسرها لهم.
قال: وورد في بعض الروايات أنه أغمي عليه وقد يحمل ذلك على الحالة التي كانت تعتريه عند نزول الوحي ويقال لها برجاء الوحي اه.
قلت: الذي قاله الرافعي في غاية الاتجاه وهوالذي كنت أميل إليه قبل الوقوف عليه.
والتأويل الأخير أصح من الأول لأن قوله أنزل على آنفاً يدفع كونها نزلت قبل ذلك بل نقول نزلت تلك الحالة ليس الإغفاء إغفاء نوم بل الحالة التي كانت تعتريه عند الوحي فقد ذكر العلماء أنه كان يؤخذ عن الدنيا.
النوع السادس الأرضي والسمائي تقدم قول ابن العربي: إن من القرآن سمائياً وأرضياً وما نزل بين السماء والأرض وما نزل تحت الأرض في الغار.
قال: وأخبرنا أبو بكر الفهري قال: أنبأنا التميمي أنبأنا هبة الله المفسر قال: نزل القرآن بين مكة والمدينة إلا ست آيات نزلت لا في الأرض ولا في السماء: ثلاث في سور الصافات {وما منا إلا له مقام معلوم} الآيات الثلاث.
وواحدة في الزخرف {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} الآية.
والآيتان من آخر سورة البقرة نزلتا ليلة المعراج.
قال ابن العربي: ولعله أراد في الفضاء بين السماء والأرض.
قال: وأما ما نزل تحت الأرض في الغار فسورة المرسلات كما في الصحيح عن ابن مسعود.
قلت: أما الآيات المتقدمة فلم أقف على مستند لما ذكره فيها إلا آخر البقرة فيمكن أن يستدل بما أخرجه مسلم عن ابن مسعود لما أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلك انتهى إلى سدرة المنتهى الحديث وفيه فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ثلاثاً: أعطى الصلوات الخمس وأعطى خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك من أمته بالله شيئاً المقحمات.
وفي الكامل للهذلي: نزلت {آمن الرسول} إلى آخرها بقاب
النوع السابع معرفة أول ما نزل اختلف في أول ما نزل من القرآن على أقوال: أحدها وهوالصحيح {اقرأ باسم ربك} روى الشيخان وغيرهما عن عائشة قالت أوما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة رضي الله عنها فتزوده لمثلها حتى فجأه الحق وهوفي غار حراء فجاءه الملك فيه فقال: اقرأ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني حتى بلغ من ي الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئ فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئ فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ ما لم يعلم فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف بوادره الحديث.
وأخرج الحاكم في المستدرك والبيهقي في الدلائل وصححاه عن عائشة قالت: أول سورة نزلت من القرآن {اقرأ باسم ربك} وأخرج الطبراني في الكبير بسند على شرط الصحيح عن أبي رجاء العطاردي قال: كان أبو موسى يقرئنا فيجلسنا حلقاً عليه ثوبان أبيضان فإذا تلا هذه السورة {اقرأ باسم ربك الذي خلق} قال: هذه أول سورة أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم
وقال سعيد بن منصور في سننه: حدثنا سفيان عن عمروبن دينار عن عبيد بن عمير قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له اقرأ قال: وما أقرأ فوالله ما أنا بقارئ فقال: اقرأ باسم ربك الذي خلق فكان يقول: هو اول ما انزل وقال أبو عبيد في فضائله: حدثنا عبد الرحمن بن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: إن أول ما نزل من القرآن: اقرأ باسم ربك ونون والقلم.
واخرج ابن أشتة في كتاب المصاحف عن عبيد بن عمير قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بنمط فقال اقرأ قال: ما أنا بقارئ قال: اقرأ باسم ربك فيرون أنها أول سورة أنزلت من السماء.
وأخرج عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بحراء إذ أتى ملك بنمط من ديباج فيه مكتوب اقرأ باسم ربك الذي خلق إلى ما لم يعلم.
القول الثاني: يا أيها المدثر.
روى الشيخان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: سألت جابر بن عبد الله: أيّ القرآن أنزل قبل قال: يا أيها المدثر قلت: أواقرأ باسم ربك قال: أحدثكم ما حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني جاورت بحراء فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وشمالي ثم نظرت إلى السماء فإذا هو: يعني جبريل فأخذتني رجفة فأتيت خديجة فأمرتهم فدثروني فأنزل الله {يا أيها المدثر قم فأنذر} وأجاب الأول عن هذا الحديث بأجوبة.
أحدها: أن السؤال كان عن نزول سورة كاملة فبين أن سورة المدثر نزلت بكمالها قبل نزول تمام السورة اقرأ فإنها أول ما نزل منها صدرها ويؤيد هذا ما في الصحيحين أيضاً عن أبي سلمة عن جابر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهويحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه بينما أنا أمشي سمعت صوتاً من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرجعت فقلت زملوني زملوني فدثروني فأنزل الله {يا أيها المدثر} فقوله الملك الذي جاءني بحراء يدل على أن هذه القصة متأخرة عن قصة حراء التي نزل فيها اقرأ باسم ربك.
ثانيها: أن مراد جابر بالأولية أولية مخصوصة بما بعد فترة الوحي لا أولية مطلقة.
ثالثها: أن المراد أولية مخصوصة بالأمر بالإنذار وعبر بعضهم عن هذا بقوله: أول ما نزل للنبوة اقرأ باسم ربك وأول ما نزل للرسالة يا أيها المدثر.
رابعها: إن المراد أول ما نزل بسبب متقدم وهوما وقع من التدثر الناشئ عن الرعب وأما اقرأ ابتداء فنزلت بغير سبب متقدم ذكره ابن حجر.
خامسها: أن جابر استخرج ذلك باجتهاده وليس هومن روايته فيتقدم عليه ما روته القول الثالث: سورة الفاتحة.
قال في الكشاف: ذهب ابن عباس ومجاهد إلى أن أول سورة نزلت اقرأ وأكثر المفسرين إلى أن أول سورة نزلت فاتحة الكتاب.
وقال ابن حجر والذي ذهب إليه أكثر الأئمة هو الأول.
وأما الذي نسبه إلى الأكثر فلم يقل به إلا عدد أقل من القليل بالنسبة إلى من قال بالأول وحجته ما أخرجه البيهقي في الدلائل والواحدي من طريق يونس بن بكير عن يونس بن عمروعن أبيه عن أبي ميسرة عمروبن شرحبيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة: إني إذا خاوت وحدي سمعت نداء فقد والله خشيت أن يكون هذا أمراً فقالت: معاذ الله ما كان الله ليفعل بك فوالله إنك لتؤدي الأمانة وتصل الرحم وتصدق الحديث فلما دخل أبو بكر ذكرت خديجة حديثه له وقالت: اذهب مع محمد إلى ورقة فانطلقا فقصا عليه فقال: إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي يا محمد يا محمد فأنطلق هارباً في الأفق فقال: لا تفعل إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول ثم ائتني فأخبرني فلما خلا ناداه يا محمد قل بسم الله الرحمن الرحيم.
{
رب العالمين} حتى بلغ {ولا الضالين} الحديث.
هذا مرسل رجاله ثقات.
وقال البيهقي: إن كان محفوظاً فيحتمل أن يكون خبراً عن نزولها بعد ما نزلت عليه اقرأ والمدثر.
القول الرابع: بسم الله الرحمن الرحيم.
حكاه ابن النقيب في مقدمة تفسيره قولاً زائداً.
وأخرج الواحدي بإسناده عن عكرمة والحسن قالا: أول ما نزل من القرآن بسم الله الرحمن الرحيم وأول سورة اقرأ باسم ربك.
وأخرج ابن جرير وغيره من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: أول ما نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا محمد استعذ ثم قل بسم الله الرحمن الرحيم.
وعندي أن هذا لا يعد قولاً برأسه فإنه من ضرورة نزول السورة نزول البسملة معها فهي أول آية نزلت على الإطلاق.
وورد في أول ما نزل حديث آخر روى الشيخان عن عائشة قالت: إن أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام.
وقد استشكل هذا بأن أول ما نزل اقرأ وليس فيها ذكر الجنة والنار.
وأجيب بأن من مقدرة: أي أول ما نزل والمراد سورة المدثر فإنه أول ما نزل بعد فترة الوحي وفي آخرها ذكر الجنة والنار فلعل آخرها قبل نزول بقية اقرأ.
فرع أخرج الواحدي من طريق الحسين بن واقد قال: سمعت علي بن الحسين يقول: أول سورة نزلت بمكة اقرأ باسم ربك وآخر سورة نزلت بها المؤمنون ويقال العنكبوت.
وأول سورة نزلت بالمدينة ويل للمطففين وآخر سورة نزلت بها براءة وأول سورة أعلنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة النجم.
وفي شرح البخاري لابن حجر: اتفقوا على أن سورة البقرة أول سورة نزلت بالمدينة وفي دعوى الاتفاق نظر لقول علي بن الحسين المذكور.
وفي تفسير النسفي عن الواقدي أن أول سورة نزلت بالمدينة سورة القدر.
وقال أبو بكر محمد بن الحارث بن أبيض في جزئه المشهور: حدثنا أبو العباس عبيد الله بن محمد بن أعين البغدادي حدثنا حسان بن إبراهيم الكرماني حدثنا أمية الأزدي عن جابر بن زيد قال: أول ما أنزل الله م القرآن بمكة اقرأ باسم ربك ثم ن والقلم ثم يا أيها المزمل ثم يا أيها المدثر ثم الفاتحة ثم تبت يدا أبي لهب ثم إذا الشمس كورت ثم سبح اسم ربك الأعلى ثم والليل إذا يغشى ثم والفجر ثم والضحى ثم ألم نشرح ثم والعصر ثم والعاديات ثم الكوثر ثم ألهاكم ثم أرأيت الذي يكذب ثم الكافرون ثم ألم تر كيف ثم قل أعوذ برب الفلق ثم قل أعوذ برب الناس ثم قل هو الله أحد ثم والنجم ثم عبس ثم إنا أنزلناه ثم والشمس وضحاها ثم البروج ثم والتين ثم لئيلاف ثم القارعة ثم القيامة ثم ويل لكل همزة ثم والمرسلات ثم ق ثم البلد ثم الطارق ثم اقتربت الساعة ثم ص ثم الأعراف ثم الجن ثم يس ثم الفرقان ثم الملائكة ثم كهيعص ثم طه ثك الواقعة ثم الشعراء ثم طس سليمان ثم طسم القصص ثم بني إسرائيل ثم التاسعة يعني يونس ثم هود ثم يوسف ثم الحجر ثم الأنعام ثم الصافات ثم لقمان ثم سبأ ثم الزمر ثم الغاشية ثم الكهف ثم حمعسق ثم تنزيل السجدة ثم الأنبياء ثم النحل أربعين وبقيتها بالمدينة ثم إنا أرسلنا نوحاً ثم الطور ثم المؤمنون ثم تبارك ثم الحاقة ثم سأل ثم عم يتساءلون ثم والنازعات ثم إذا السماء انفطرت ثم إذا السماء انشقت ثم الروم ثم العنكبوت ثم ويل للمطففين فذاك ما أنزل بمكة.
وأنزل بالمدينة سورة البقرة ثم آل عمران ثم الأنفال ثم الأحزاب ثم المائدة ثم الممتحنة ثم إذا جاء نصر الله ثم النور ثم الحج ثم المنافقون ثم المجادلة ثم الحجرات ثم التحريم ثم الجمعة ثم التغابن ثم سبح الحواريين ثم الفتح ثم التوبة ثم خاتمة القرآن.
قلت: هذا سياق غريب وفي هذا الترتيب نظر.
وجابر بن زيد من علماء التابعين بالقرآن.
وقد اعتمد البرهان الجعبري على هذا الأثر في قصيدته التي سماها: تقريب المأمول في ترتيب النزول فقال: مكيها ست ثمانون اعتلت نظمت على رفق النزول لمن تلا اقرأ ونون مزمل مدثر والحمد تبت كورت الأعلى علا ليل وفجر والضحى شرع وعص ر العاديات وكوثر ألهاكم تلا أرأيت قل بالفيل مع فلق كذا ناس وقل هونجمها عبس جلا قدر وشمس والبروج وتينها لئيلاف قارعة قيامة أقبلا ويل لكل المرسلات وق مع بلد وطارقها مع اقتربت كلا ص وأعراف وجن ثم يس وفرقان وفاطر اعتلا كاف وطه ثلة الشعر ونم ل قص الأسر يونس هود ولا مع غافر فصلت مع زخرف ودخان جاثية وأحقاف تلا ذرووغاشية وكهف ثم شو رى والخليل والأنبياء نحل حلا ومضاجع نور وطور والفلا ح الملك واعية وسال وعم لا غرق مع وانفطرت وكدح ثم رو م العنكبوت وطففت فتكملا وبطيبة عشرون ثم ثمان ال طولى وعمران وأنفال جلا الأحزاب مائدة امتحان والنسا مع زلزلت ثم الحديد تأملا ومحمد والرعد والرحمن الإنس ان الطلاق ولم يكن حشر ملا نصر ونوح ثم حج والمنا فق مع مجادلة وحجرات ولا تحريمها مع جمعة وتغابن صف وفتح توبة ختمت أولاً أما الذي قد جاءنا سفريه عرفي أكملت لكم قد كملا لكن إذا قمتم فحبشي بدا واسأل من أرسلنا الشامي قبلا إن الذي فرض انتمى جحيفيها وهوالذي كف الحديبي انجلا نزلت في القتال بالمدينة {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم} وفي الإكليل للحاكم: إن أول ما نزل في القتال {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم} أول ما نزل في شأن القتل آية الإسراء {ومن قتل مظلوماً} الآية أخرجه ابن جرير عن الضحاك.
أول ما نزل في الخمر: روى الطيالسي في مسنده عن ابن عمر قال نزل في الخمر ثلاث آيات فأول شيء {يسألونك عن الخمر والميسر} الآية فقيل حرمت الخمر فقالوا: يا رسول الله دعنا ننتفع بها كما قال الله فسكت عنهم ثم نزلت هذه الآية {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} فقيل حرمت الخمر فقالوا: يا رسول الله لا نشربها قرب الصلاة فسكت عنهم ثم نزلت {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حرمت الخمر.
أول آية نزلت في الأطعمة بمكة آية الأنعام {قل لا أجد في ما أوحي إلي محرماً} ثم آية النحل {فكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً} إلى آخرها.
وبالمدينة آية البقرة {إنما حرم عليكم الميتة} الآية ثم المائدة {حرمت عليكم الميتة} الآية قاله ابن الحصار.
وروى البخاري عن ابن مسعود قال: أول سورة نزلت فيها سورة سجدة النجم.
وقال الفرياني: حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة} قال: هي أول ما أنزل الله من سورة براءة.
وقال أيضاً: حدثنا إسرائيل أنبأنا سعيد عن مسروق عن أبي الضحى قال: أول ما نزل من براءة {انفروا خفافاً وثقالاً} ثم نزل أولها ثم نزل آخرها.
وأخرج ابن أشتة في كتاب المصاحف عن أبي مالك قال: كان أول براءة {انفروا خفافاً وثقالاً} سنوات ثم أنزلت براءة أول السورة فألفت بها أربعون آية.
وأخرج أيضاً من طريق داود عن عامر في قوله {انفروا خفافاً وثقالاً} قال: هي أول آية نزلت في براءة في غزوة تبوك فلما رجع من تبوك نزلت براءة إلا ثماناً وثلاثين آية من أولها.
وأخرج من طريق سفيان وغيره عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير قال: أول ما نزل من آل عمران {هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين} ثم أنزلت بقيتها يوم أحد.