موضوع: وسائل وتكنولوجيا التعليم مفهومها، فوائدها، وقواعد استخدامها الأحد 16 مايو 2010 - 0:58
وسائل وتكنولوجيا التعليم مفهومها، فوائدها، وقواعد استخدامها
تحديد المفاهيم: تكتسب بعض المصطلحات المتداولة في ميدان التربية والتعليم شهرة وتنتشر بسرعة بين الناس من دون تحديد دقيق لمفهومها ـ غالبا ـ، وحظ مصطلحَيْ "تكنولوجيا التربية " و"تكنولوجيا التعليم" في الاستعمال وافر هذه الأيام. ويستخدم بعضهم كلمة "تقنية" بدلا من كلمة "تكنولوجيا" ليصبح المصطلحان هكذا: "تقنيات التربية " و"تقنيات التعليم". والملاحظ وجود ميل عند بعض الباحثين لاستخدام مصطلحات خاصة بهم مصدرها جهدهم الفكري الخاص أو شيوع هذا المصطلح أو ذاك، بدلا من استخدام مصطلحات صادرة عن مرجع تربوي مثل (م.ع.ت.ث.ع.)(A.L.E.C.S.O) أو لغوي،مع إقرارنا بنقص في هذا المجال.
مصطلح تكنولوجيا Technology "تكنولوجيا " كلمة إغريقية قديمة مشتقة من كلمتين هما ( Techno ) وتعني مهارة فنية وكلمة ( Logia ) وتعني علما أو دراسة، وبذلك فان مصطلحت تكنولوجيا (Technology) يعني علم المهارات أو الفنون أي دراسة المهارات بشكل منطقي لتأدية وظيفة محددة. وعرف جالبريت ( Galbraith ) التكنولوجيا بانها التطبيق المنظم للمعرفة العلمية، أو معرفة منظمة من اجل أغراض عملية. ويقول هولت(Holt) انها دراسة لكيفية وضع المعرفة العلمية في الاستخدام العملي لتوفير ما هو ضروري لمعيشة الانسان ورفاهيته. ويعرفها الفرجاني بانها العلم الذي يهتم بتحسين الاداء والممارسة والصياغة اثناء التطبيق العملي . ونجد تعريفات اخرى في ادبيات الاختصاص وكلها تغلب الجانب التطبيقي المدعوم بالمنهج العلمي والمعرفة الدقيقة والاهداف الواضحة . اما فؤاد زكريا فقد عرفها بأنها " الأدوات والوسائل التي تستخدم لأغراض عملية تطبيقية، والتي يستعين بها الإنسان في عمله لإكمال قواه وقدراته، وتلبية تلك الحاجات التي تظهر في إطار ظروفه الاجتماعية ومرحلته التاريخية" ويتضح من هذا التعريف ما يلي : 1. إن التكنولوجيا ليست نظرية بقدر ما هي عملية تطبيقية تهتم بالأجهزة والأدوات. 2. إن التكنولوجيا تستكمل النقص في قدرات الإنسان وقواه. 3. إن التكنولوجيا وسيلة للتطور العلمي. 4. إن التكنولوجيا وسيلة لسد حاجات المجتمع
التكنولوجيا اذن، تعني طريقة منظمة، تستخدم جميع الامكانات المتاحة مادية كانت أم غير مادية، بأسلوب فعال لإنجاز العمل المرغوب فيه بمهارة وإتقان ينتج عنها (الطريقة المنظمة) تحقيق هدف يساعد الانسان على معيشته ورفاهيته، وبهذا المعنى يكون للتكنولوجيا ثلاثة اوجه:
1. التكنولوجيا كعمليات (Processes ) : وتعني التطبيق المنظم للمعرفة العلمية. 2. التكنولوجيا كنواتج ( Products ) : وتعني الأدوات، والأجهزة والمواد الناتجة عن تطبيق المعرفة العلمية
التكنولوجيا والتربية: دخل مفهوم "التكنولوجيا" ميدان التربية والعلوم الإنسانية من ميدان الصناعة وأحدث ثورة فيها، ودعاها البعض الثورة الصناعية الثانية على اعتبار أن الثورة الصناعية الأولى كان هدفها الطبيعة ومكوناتها واستغلالها لصالح الانسان ، أما الثورة الصناعية الثانية (الثورة التكنولوجية ) فهي ثورة من طبيعة محدثة، تنطلق من"الأوتوماتيكية" وتقوم على أساس تحرير الإنسان من عملية الإنتاج المباشرة وإيكالها للآلة الأوتوماتيكية وتوجيه فعالية الإنسان ونشاطه نحو مجالات الصق بطبيعته أي مجالات البحث العلمي والخلق والإبداع والتأثير في الكون وعناصره تأثيرا يصل إلى حد التحرر من المواد الأولية فيه واستنباط مواد جديدة متكاثرة والاستغناء عن قيود محدودية الموارد الأولية فيه والاستقلال عنها. بعبارة مختصرة، نقل الإنسان إلى مرحلة البحث والخلق والتنظيم والسيطرة على الكون والمستقبل.... فالثورة التكنولوجية ـ حسبما يراها البعض ـ هي ثورة النصف الثاني من القرن الماضي والنصف الأول من القرن الحالي (الواحد والعشرين)؛ والولوج فيها رهن بمدى إدراك معناها وروحها وجوهرها.... إنها ليست مجرد آلات وأجهزة وتكنولوجيا ننقلها وإنما هي عقلية جديدة وتقنيات جديدة، وقد انعكس ذلك على الواقع من خلال ثلاثة أمور أساسية هي: · التنبؤ بالإنتاج من حيث الكمّ والكيف، · والتحكم في عملية الإنتاج عن طريق وضع الضوابط لضمان سير العمل ومستوى كفاءة الإنتاج، · والتقييم المستمر للعناصر المحددة سابقا بحيث يمكن معرفة سبب القصور ومعالجته. وتستخدم في ميدان التربية والتعليم ضمن هذا المفهوم. المصطلحات المتدوالة في ميدان علم التربية يتم تداول عدد من المصطلحات في ميدان علم التربية من المفيد التوقف عندها لتوضيح معانيها ، وهي:
1. تكنولوجيا التربية(Educational Technology): دأب التربويون على مواكبة التطورات العلمية عبر التاريخ، والتي هي نتيجة من نتائج عملهم الدؤوب نحو التطور والتقدم، وحاولوا دائما الاستفادة من نتائج تطبيق النظريات العلمية والتكنولوجيا الناتجة عن هذه التطبيقات في عملهم، بهدف تطوير الموقف التعليمي/التعلمي، وبرز هذا المنحى التجديدي عند عدد كبير من علماء التربية، ولاقى حماسا عند عدد من المعلمين نتج عنه تطورا ملحوظا في المفاهيم والنظريات والممارسات التعليمية. تذكر بعض المراجع ان العالم فين ( Finn ) هو اول من اطلق هذا المصطلح عام 1920م ويعني به " تخطيط وإعداد وتطوير وتنفيذ وتقويم كامل للعملية التعليمية من مختلف جوانبها ومن خلال وسائل تقنية متنوعة، تعمل معها وبشكل منسجم العناصر البشرية لتحقيق أهداف التعليم" وقد عرفت منظمة "اليونسكو"مصطلح "تكنولوجيا التربية" بأنها " طريقة منهجية أو نظامية، لتصميم العملية التعليمية بكاملها وتنفيذها وتقويمها استنادا إلى أهداف محددة، والى نتائج الأبحاث في التعليم والتعلم والتواصل في استخدام جميع المصادر البشرية، وغير البشرية من أجل إكساب التربية مزيدا من الفعالية"، وجاء في تعريف آخر " إن تكنولوجيا التربية تعني تصميم المناهج والخبرات التعليمية وتقويمها والإفادة منها وتجديدها، فهي مدخل منطقي إلى التربية، قائم على حل المشكلات، أنها طريقة للتفكير في التعليم تفكيرا واعيا منظما." وعرفت منظمة الالكسو( ALECSO) المصطلح كالآتي : 1-تهتم في الاصل بالاستخدام االتربوي للوسائل التي ظهرت نتيجة ثورة الاتصالات مثل الوسائل السمعية البصرية ، التلفزيون ، الكمبيوتر وغيرها من البنود التي تشمل الاجهزة والمواد. 2- في النظرة الجديدة الواسعة ، فهي طريقة منظمة لتخطيط وتطبيق وتقويم العملية الشاملة للتعليم والتعلم مع الاخذ بعين الاعتبار المصادر الفنية والبشرية والتفاعل بينهما للحصول على أفضل شكل فعال للتربية . ومن هذا المنطلق تستخدم تكنولوجيا التربية تحليل النظم كأداة نظرية وعرف "براون" تكنولوجيا التربية أنها طريقة منظمة لتصميم العملية الكاملة وتنفيذها وتقويمها وفق أهداف خاصة محددة ومعتمدة على نتائج البحوث الخاصة بالتعليم والاتصالات وتستخدم مجموعة من المصادر البشرية وغير البشرية بغية الوصول إلى تعلم فعال. وتعرف جمعية الاتصالات الأمريكية تكنولوجيا التربية بأنها عملية متشابكة ومتداخلة تشمل الأفراد والأشخاص والأساليب والأفكار والأدوات والتنظيمات اللازمة لتحليل المشكلات التي تدخل في جميع جوانب التعليم الإنساني وابتكار الحلول المناسبة لهذه المشكلات وتنفيذها وتقويم نتائجها وإدارة العملية المتصلة بذلك تتفق التعريفات السابقة في أن تكنولوجيا التربية تعني تخطيط العملية التعليمية/التعلمية وتنفيذها وتقويمها وتطويرها، وذلك باستخدام المصادر البشرية وغير البشرية والوسائل والأدوات والأجهزة لتحقيق بناء الإنسان. ويوجد تعريفات أخرى في أدبيات الاختصاص ولكنها لا تخرج عن مضمون التعريفات السابقة. نخلص الى القول انه يوجد مفهومان لـ "تكنولوجيا التربية" هما: مفهوم قديم، يعني استخدام الوسائل التي ظهرت نتيجة ثورة الاتصالات مثل الوسائل السمعية البصرية، التلفزيون، الكمبيوتر وغيرها من الأجهزة والمواد في النشاط التربوي. ومفهوم جديد واسع ، يعني: تلك "الطريقة المنظمة لتخطيط وتطبيق وتقويم العملية الشاملة للتعليم والتعلم مع الأخذ بالحسبان المصادر الفنية والبشرية والتفاعل بينها للحصول على أفضل فعالية للتربية، ومن هذه الرؤية تستخدم تكنولوجيا التربية تحليل النظم كأداة نظرية". وعلى ذلك فإن هناك عدة أمور ينبغي أن يتضمنها مفهوم التكنولوجيا ، وهي : 1- نظام عامل شامل ؛ 2- أنظمة فرعية يتكون منها النظام ؛ 3- نوع من التجانس في العمل ؛ 4- الديناميكية والتفاعل بين جميع عناصر النظام ؛ 5- الضوابط التي تساعد في التحكم في هذه العمليات والقدرة على التقويم المستمر في ضوء الأهداف المحددة ويمكن ملاحظة هذه الأمور مجتمعة في النظام التربوي الذي يتكون من مجموعة أنظمة فرعية ، تعمل من خلال تجانس ما ، بين أجزائها بديناميكية وتفاعل يضم مختلف العناصر ، كما ان هناك قواعد وقوانين تحكم هذه العمليات وتوجهها نحو أهداف محددة متفق عليا وبناء على ذلك فان تكنولوجيا التعليم هي تنظيم متكامل يضم الإنسان والآلة والأفكار والآراء وأساليب العمل والإدارة بحيث تعمل جميعها داخل إطار واحد يتبين مما سبق أن مجال تكنولوجيا التربية واسع جداً وعليه فإن ميدان التكنولوجي التربوي يشمل : 1- إعادة النظر في بنية التربية وإطارها. 2- إعادة النظر في بنية التربية . 3- إعادة النظر في طرائق التعليم . 4- إعادة النظر في أداة التعليم ( المعلم ) . 5- إعادة النظر في الإدارة التربوية نفسها وان التربية لا تستطبع أن تعزل نفسها عن العصر الذي تعيش فيه، وقد دأبت ـ عبر تاريخها ـ على التفاعل مع كل جديد بالقدر الذي تسمح به طبيعتها وطبيعة موضوعها الذي هو الإنسان، وقد لاحظت بعض الدول المتقدمة أن النظام التربوي عندها ما زال يعيش في أجواء الثورة الصناعية الأولى، فبذلت جهدا كبيرا لتوليد نظم تربوية جديدة، فأدخلت تغييرا جذريا في بنية التربية وإطارها التقليدي ومناهجها وطرائقها وإدارتها لاسيما بعد انتشار وسائل الاعلام المتعددة وتكنولوجيا الاتصالات.
2. تكنولوجيا التعليم(Instructional Technology): يوجد تعريفات عدة لمصطلح "تكنولوجيا التعليم" تضمنتها أدبيات الاختصاص، اخترنا منها الآتي: تكنولوجيا التعليم "هي مجموعة فرعية من تكنولوجيا التربية على اعتبار ان التعليم مجموعة فرعية للتربية، وهي عملية معقدة متكاملة تشمل الأفراد وأساليب العمل والأفكار والأدوات والتنظيمات المناسبة التي نستخدمها متكاملة لتحليل المشكلات التعليمية التي تواجهنا وتقرير وتطبيق الحلول لها ثم تقييم وإدارة هذه الحلول، وذلك في المواقف التي يكون التعليم فيها هادفا ويمكن التحكم فيه" وجاء في تعريف آخر :هي " تنظيم متكامل يضم العناصر الآتية:الإنسان، الآلة، الأفكار والآراء، أساليب العمل، الإدارة بحيث تعمل جميعا داخل إطار واحد". ومن التعريفات التي لاقت رواجا لدى التربويين تعريف لجنة تكنولوجيا التعليم الأمريكية الوارد في تقريرها لتحسين التعلم حيث جاء فيه " يتعدى مصطلح تكنولوجيا التعليم نطاق أية وسيلة أو أداة " وفي هذا السياق يفهم مصطلح "تكنولوجيا التعليم"على أنه تنظيم للمدرسة بشكل عام، وتنظيم الموقف التعليمي /التعلمي بشكل خاص، وفقا لنظرية النظم (System theory)، والفرق بين مفهوم "تكنولوجيا التربية" ومفهوم "تكنولوجيا التعليم" سببه الفرق بين مفهومي "التربية" و "التعليم", فالأول يعني بناء متوازن لجوانب شخصية الإنسان الأربعة: الجانب الجسدي/ البيولوجي، الجانب النفسي/ العاطفي، والجانب العقلي/المعرفي والجانب الاجتماعي/الثقافي. فالشخصية الإنسانية هي موضوع التربية التي هي بدورها ميدان واسع وشامل تتداخل فيه علوم عدة، وبالتالي تتعاون فيه أيضا مؤسسات عدة، أما "التعليم" فهو يركز بشكل رئيس على جانب واحد هو الجانب العقلي /المعرفي؛ وتقوم مؤسسات التعليم، بأنشطته المختلفة بالتعاون والتكامل مع مؤسسات أخرى في المجتمع، ويجب إلا يفهم من ذلك بأن جوانب شخصية الإنسان الأخرى تتجمد وتبقى من دون نمو عندما ينمو هذا الجانب او ذاك ؛ بل المقصود بأن مركز الاهتمام هو النمو العقلي/المعرفي وعمليات النمو الأخرى تتبعها بنسب متفاوتة، وما الفصل بين جانب وآخر إلا فصلا نظريا يقتضيه الشرح والتوضيح. فمصطلح "تكنولوجيا التعليم" إذن، لا يعني استخدام الوسائل والأجهزة والأدوات فقط خلال تنفيذ العملية التعليمية/التعلمية، ولا يعني تلقين المعلومات من قبل المعلم مستخدما "وسائل إيضاح" أو "وسائل سمعية بصرية" أو "معينات التدريس" وحفظها من قبل المتعلم بل يتجاوز كل ذلك ليعني "طريقة في التفكير ومنهج في العمل وأسلوب في حل المشكلات، ويعتمد "أسلوب النظام" لتحقيق أهدافه التعليمية آخذا بنتائج البحوث العلمية في كل الميادين الإنسانية والعلمية والتطبيقية حتى يتسنى تحقيق الأهداف بأعلى درجة من الكفاءة والاقتصاد في التكاليف"، ويأمل التربويون باستخدام "تكنولوجيا التعليم" بهذا المعنى أن تخضع العملية التعليمية/التعلمية للضوابط العلمية التي تساعد على التنبؤ بمدى تحقيق الأهداف والتحكم في ظروف التعليم للوصول إلى مستويات رفيعة من الأداء. في ضوء ذلك، تغيرت مفاهيم عدة تطول الموقف التعليمي/التعلمي، فلم تعد مثلاُ مهمة المعلم هي الشرح والتلقين والإلقاء بشكل رئيس، بل أصبحت مسؤوليته الأهم هي وضع استراتيجية لعمله تحتل فيها طريقة التدريس والوسائل التعليمية وإعداد قاعة الدراسة وطريقة تجميع المتعلمين والتحكم بالضوابط( ما يعرف بادارة الصف) وتنوع مصادر التعلم مكانا مهما. ويطلق على هذه المكونات مصطلح "منظومة"التي تعني "إتباع منهج وأسلوب وطريقة في العمل تسير في خطوات منظمة وتستخدم كل الإمكانيات التي تقدمها التكنولوجيا وفقا لنظريات التعلم والتعليم لتحقق أهداف هذه المنظومة"، وبذلك يمكن ملاحظة التغيرات الآتية: 3. لم يعد الكتاب هو المصدر الأوحد للمعلومة بل تعددت المصادر وشملت البيئة بشقيها الطبيعي والاجتماعي واستخدام أحدث الاختراعات مثل الحاسوب (الكمبيوتر). 4. لم يعد المعلم هو السيد المطاع لامتلاكه تفسير هذه المعلومة بل دخلت الصور بأنواعها العديدة والتسجيلات المسموعة والمرئية (صوت وصورة)؛ وارتبطت المعلومة بالواقع وأصبحت الطبيعة هي الكتاب المفتوح الدائم. 5. لم تعد المدرسة هي المكان الوحيد للتعلم بل أصبح الخروج إلى الطبيعة والمؤسسات من خلال مفهوم "ربط التعليم بواقع المجتمع". 6. لم يعد المتعلم هو المتلقي السلبي فيحفظ المعلومات ويخزنها إلى يوم الامتحان، فلم يعد مقبولا أن نرى تلميذا مكتفا يديه، شاخصا بعينيه، منصتا بأذنيه، بل أصبح إكساب المتعلم منهجا للتفكير والبحث أهم من حفظه للمعلومة. في ضوء ذلك أصبح الموقف التعليمي/التعلمي هو موقف مخطط ومنظم ينبغي أن يسير وفقا لمراحل وخطوات مدروسة يحتل فيها كل عنصر مكانا محددا، ويأخذ المتعلم وقته اللازم والكافي ليتعرف عليه ويستوعبه ويتدرب على مهاراته الضرورية وصولا إلى الكفاية المطلوبة أو الأهداف المنشودة وباتت الوسائل التعليمية مكونا رئيسا من مكوناته.
تكنولوجيا التربية وتكنولوجيا التعليم ام تقنيات التربية وتقنيات التعليم: رغم التعريفات السابقة لكل من هذين المصطلحين إلا أننا نلاحظ التشابه والتشابك الكبيرين في المفهوم، وصعوبة التفرقة بينهما وهناك العديد من الكتاب الذين استخدموا المصطلحين للتعبير عن المفهوم ذاته، إلا أن البعض الآخر ميز بينهما. يدل مفهوم ( تكنولوجيا التعليم ) على تنظيم عملية التعليم والتعلم، والظروف المتصلة بها مفرقا بينه وبين مفهوم تكنولوجيا التربية الدال على تنظيم النظام التربوي، وتطويره بصورة شاملة بما فيه تخطيط وتنفيذ وتقويم وتطوير المنهاج، وتأليف الكتب المدرسية وتوفير الوسائل التعليمية، وتدريب الجهاز التربوي، والمبنى المدرسي والبحث عن أفضل استراتيجيات التعليم والتعلم، وتوظيفها في العملية التعليمية.
وميز بينهما الفرا فعرف تكنولوجيا التربية بأنها طريقة منهجية تكون نظاما متكاملا وتحاول من خلال تحديد المشكلات التي تتصل ببعض نواحي التعلم الإنساني وتحليلها ثم الإسهام في العمل على التخطيط لهذه الحلول وتنفيذها وتقويم نتائجها. أما تكنولوجيا التعليم فهي عملية منهجية في تصميم عملية التعليم والتعلم وتنفيذها وتقويمها في ضوء أهداف محددة تقوم أساسا على نتائج البحوث في تعليم الإنسان وتستثمر جميع المصادر المتاحة البشرية وغير البشرية، وذلك لإحداث تعلم مثالي ويوجد لبس آخر ناتج عن ترجمة مصطلحي (Technology) و (technique) اذ نجد ان عددا من المراجع ترجمت المصطلحين احيانا الى تكنولوجيا وحينا الى تقنيات واستخدمتها بمفهوم واحد ويرى الكاتب ان هذا غلط ينبغي توضيحه، مع الاعتراف مسبقا انه لايدعي امتلاكه قدرة على ازالة اللبس الحاصل من خلال الترجمة ولكنه يؤكد وجود فرق بين معنى المصطلحين في اللغات الاجنبية ولا يجوز ان نزيل هذا الفرق في استخدامهما في اللغة العربية واذا تعذر علينا ايجاد مفردتين مختلتفين تبرزا هذا الفرق فلا يجد الكاتب غضاضة من ابقاء المصطلحين معربين "تكنولوجيا" و "تكنيك"على ان نستخدم الاول في السياق الذي اوضحناه سابقا وان نستخدم الثاني في سياق تفصيلي مكمل لهما، ويقترح الكاتب تحديدا دقيقا لهذه المصطلحات على الشكل الاتي: تكنولوجيا التربية تعني كل ما يستخدم في التربية من آراء وافكار ونظريات وافراد واجهزة وادوات ووسائل بهدف تنظيم الانشطة التربوية وبناء استراتيجياتها والتخطيط لها والتدريب عليها ويطال مؤسسات المجتمع اضافة الى مؤسسات التعليم. اما تكنولوجيا التعليم تعني كل ما يستخدم في التعليم من آراء وافكار ونظريات وافراد واجهزة وادوات ووسائل بهدف تنظيم مؤسسات التعليم لبلوغ اهدافها. اما تقنيات التعليم ـ والافضل استخدام تقنيات التدريس ـ وتعني كل ما يستخدم في الموقف التعليمي/ التعلمي من آراء وافكار ونظريات وافراد واجهزة وادوات ووسائل (داخل غرفة الصف او خارجها) بهدف تحقيق اهداف او كفايات محددة وتعليم اكثر فعالية واكثر جودة.
وتصبح العلاقة بين هذه المصطلحات الثلاثة على الشكل الآتي:
تكنولجيا التربية
تكنولوجيا التعليم
تقنيات التدريس
في غرفة الدراسة وخلال الموقف التعليمي/التعلمي يمكن ان نتحدث عن تقنيات تدريس كل مادة من المواد الدراسية مثل تقنيات او تكنيك تدريس اللغة العربية وتكنيك تدريس العلوم ...الخ والمقصود عندها تنظيم الموقف التعليمي بتفاصيل خطواته والاسلوب الذي يعتمده المعلم/المدرس لتحقيق اهداف الدرس،او كفايات عند المتعلم، وهنا نجد تماسا بين ما يعرف بالديداكتيك والطرائق والوسائل التعليمية والتقويم ضمن موقف شامل ومتكامل تتفاعل فيه مكونات هذا الموقف لتخدم المحور الذي هو المتعلم. وهناك لبس آخر ناتج عن استخدام هذه المصطلحات بأوضاع مختلفة ووفق ورودها قبل اوبعد مفردة التربية او التعليم كأن نقول "التكنولوجيا في التعليم" او "التكنولوجيا والتعليم" او "تعليم التكنولوجيا" او "التربية على التكنولوجيا" ...الخ ووالفرق في المعنى لا يخفى على القارئ اللبيب. وفي هذا الكتاب سنتناول المستويين الثاني والثالث اي تكنولوجيا التعليم (مستوى المؤسسة التعليمية) وتقنيات التدريس (اي مستوى الموقف التعليمي/التعلمي داخل الصف وخارجه)وكل ما يتصل بهما.
خالد إبراهيم عضو محترف
عدد المساهمات : 483 نقاط : 491 تاريخ التسجيل : 30/09/2013 العمر : 34
موضوع: رد: وسائل وتكنولوجيا التعليم مفهومها، فوائدها، وقواعد استخدامها السبت 6 سبتمبر 2014 - 12:49
أكثر من رائع بارك الله فيك مشكووووووووووووووووووووووووور
وسائل وتكنولوجيا التعليم مفهومها، فوائدها، وقواعد استخدامها