قالت مجلة فورين بوليسى إن جمال مبارك استعد منذ وقت طويل ليصبح الرئيس القادم لمصر، منسقا الأمر مع بعض القيادات المهمة فى البلاد على حد سواء، إلا أن ظهور البرادعى فى المشهد السياسى يهدد تمرير مخطط التوريث.
وعلى الرغم من ترددها كثيرا إلا أن السلطات قامت بالتجهيز لخلافة والده من خلال تعديل الدستور فى 2007 بما يمهد طريق جمال للسلطة.
ويعمل جمال منذ العامين الماضيين على إقناع قادة بعينهم، وهم المتحكمون الحقيقيون فى السلطة بمصر، بمشروعية طموحة وخطط الإصلاح الاقتصادى التى لن تقوض مصالحهم المالية أو تأثيرهم السياسى.
لكن خلال الأشهر القليلة الماضية، خلق تطوران طفيا على السطح حالة من عدم اليقين حول ما هو مقبل. الأول صحة الرئيس مبارك المتدهورة والتى تزيد مخاطر تخليه عن السلطة لأسباب صحية أو موته قبل انتخابات 2011 وقبل أن يتمم صفقة تولى نجله السلطة. التطور الثانى هو ظهور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية كلاعب مستقل فى الحياة السياسية المصرية.
وأضافت المجلة الأمريكية المتخصصة فى تقرير تحت عنوان "المكائد السياسية الناشئة بمصر"، أن مرض الرئيس مبارك الأخير جعله يواجه ضغوطا متزايدة بشأن تعيين نائب له من بين حاشيته، والذين أبرزهم الوزير عمر سليمان ود.زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية لكن يبدو أن الرئيس متردد فى اتخاذ هذه الخطوة الحاسمة.
ومن جانب آخر، يواجه مبارك ضغوطاً بشأن إصلاح الدستور المصرى للسماح بإجراء عملية انتخابية أكثر انفتاحا، وهو الأمر الذى لو تحقق فسيفتح الطريق أمام فوز البرادعى بالرئاسة. مما يدفع الرئيس مبارك إلى تجاهل التساؤلات حول صحته والتنويه بنيته فى الترشح لولاية أخرى.
وهذه التطورات تضع جمال فى موقف صعب. إذ أن ظهور البرادعى أثار مخاوف جديدة داخل النظام تشير إلى أن نجل الرئيس ليس الاخيتار الأقوى.
وبغض النظر عمن سيخلف مبارك، ترى الصحيفة أن البرادعى اجتذب شريحة من المصريين الجياع للتغيير ومجموعة متنوعة من الأنصار تضم شخصيات بارزة وعددا من المفكرين وجزءا من النخبة المحافظة، كما اتبع نهجا أقل تصادمية مع جماعة الإخوان المسلمين.
وتضيف أن البرادعى قد لا يترشح للرئاسة العام المقبل، لكن من المؤكد أنه وأنصاره على استعداد للعلب دور مهم فى مستقبل مصر السياسى كحافز لتكوين معارضة قوية تهز الأساس السياسى فى البلاد. المصدر:اليوم السابع