موضوع: الوسائط التعليمية وعلاقتها بتكنولوجيا التعليم الأربعاء 10 مارس 2010 - 19:45
الوسائط التعليمية وعلاقتها بتكنولوجيا التعليم
لم تنل الوسائط التعليمية حقها فى ظل التدريس بمفهومه القديم ، فقد كان الجميع من المعلمين والأداريين وأولياء الأمور ينظرون إليها على إنها مجرد ترف أو إضافة إختيارية ولا مانع من اللجوء إليها بين الحين والحين فيزين الفصل ببعض اللوحات من صنع التلاميذ ويحضر المدرس للفصل أحياناَ بعض الصور والخرائط والكرة الأرضية ولكنه لا يوصف بالتقصير إذا هو لم يفعل ذلك . ومرت التسمية بتطورات كثيرة ولع أولها التعليم البصرى ( visual Education) أو المعنيات البصرية visual Aidsوقد اختيرت حاسة البصر على أساس الإعتقاد بأنها الطريق الرئيس للتعلم وان ما بين 85,80%مما يتعلمه الفرد يتم عن طريق حاسة البصر . وأعترض العلماء على الإعتماد على حاسة واحدة فى التعلم كما ثبت إنه من الصعب تحديد ما تسهم به حاسة البصر غى عملية التعليم والتعلم لفرط ما بينها وبين باقى الحواس من تداخل وظهرت التسمية ( المعنيات السمعية البصرية Audio-Visual Aids)تجمع بين حاستا البصر والسمع بإعتبارهما الحاستبن الرئيستين وأن التعلم يعتمد عليها أكثر من غيرها . وتطورت التسمية لتصبح وسائل إيضاح ، وذلك لتشمل كل الحواس بإعتبار إنها جميعا تسهم بدور فى عملية التعليم والتعلم ولا يوجد مبرر للمفاضلة فيما بينهما . وبالفعل فإنه فى تجارب الصوت فى المعمل فإن حاسة الصوت تكون فى المرتبة الأولى من حيث الأهمية ولكن فى درس عن الطهى فى حصى للتدبير أو الإقتصاد المنزلى فإن حاسة الذوق تكون فى المرتبة الأولى ..... وهكذا ، ولكن بالرغم من رواج هذه التسمية إلا إنه صار إعتراض عليها لسببين لإنه قد يفهم منها إن الوسائل توضح بنفسها دون الحاجة لمعلم يستخدمها وهذا هو السبب الأول ، أما السبب الثانى فهو أن هذه الوسائل مهمتها أكبر من مجرد الإيضاح فالإيضاح مجرد دور واحد من أدوار عديدة ووظائف كثيرة تقوم بها . وظهرت التسمية ( وسائل تعليمية Teaching Aids) بإعتبار أن هذه الوسائل تلعب دور اَكبيراَفى إكساب التلاميذ المعلومات والمهارات والإتجاهات وأساليب التفكير والتذوق والقيم وبعضها كالتعليم البرنامجى والآلات التعليمية وأثبتت الدراسات والبحوث أنها تعلم فعلاَ وفى ضوء مفهوم الغتصال تغيرت التسمية وتطورت إلى الوسائط التعليمية بدلاَ من الوسائل التعليمية فهى عبارة عن وسيط بين المعلم (المرسل)والمتعلم ( المستقبل ) يحمل رسالة أو هى قناة إتصال ينتقل من خلالها الرسالة من المعلم للمتعلم مما يساعد على تغير التسمية إلى وسائط تعليمية وما حدث من تطور فى مفهوم عملية التعليم والتعلم شمل طبيعة دور المعلم فعملية التعلم أصبحت تهتم بالنشاط النابع من قبل المتعلم ودور المعلم تغيير من ناقل للمعرفة إلى نظم وموجه وميسر للعملية التعليمية ، وتأكد أهمية التعليم الذاتى كضرورة للتطورات السريعة المتلاحقة فى كل ميادين الحياة ومجالاتها. وظهرت مفهوم الوسائط التعليمية وذلك كنتيجة لتطبيق أسلوب النظم فى التعليم فالوسائط متنوعة ولكل وسيط خصائصه التى تيسر له القيام فى دور معين أو وظيفة فى العملية التعليمية واستخدام أكثر من وسيط يتيح الفرصة بدرجة أكبر لبلوغ الهدجف ولكن النجاح فى بلوغ الهدف لايتم غلا فى ضوء خطة معينة لاستخدام هذه الوسائط فتستخدم بنظام محدد ةترتيب خاص يزيد من قيمة هذه الوسائط بهذا النظام جعلها تتفاعل ويقوى بعضها بعض وبالتالى فقد اصبحت فاعليتها كمجموعة بهذا التنظيم الموجه فى ضوء الأهداف وتفوق عملية استخدام كل وسيط منها على حدة . والمفهوم الذى زاد إنتشاره وكثر استخدامه فى هذه الأيام فهو تكنولوجيا التعليم وهذا المفهوم كغيره من المفاهيم –فى التربية والمناهج وطرق التدريس له تعاريف عديدة متباينة –ولكنها مجتمعة تؤكد على أن المقصود بها اكبر بكثير من مجرد استخدام الأدوات والأجهزة كالسينما والفيديو والكمبيوترفى العملية التعليمية . تكنولوجيا التعليممن وجهة نظرنا هى تطبيق النظريات والمبادئ والقوانين العلمية فى مجال التعليم بقصد الأرتقاء بالعملية التعليمية ككل تخطيطاَ وتنفيذا فهى لاتقتصر على الأجهزة الأدوات والمواد إنما تمتد لتشمل الأهداف والنماط التدريسية والإستراتيجيات فى نظام يحدد خطوات وكيفية استخدامها وتطويرها وتقويمها . ولقد تعمدنا فى هذا التعريف عملاَبالفكر المنظومى لننظر إلى العملية التربوية والسلوكية نظرة بعيدة عن المفهوم الاستاتيكى القديم فإدخال الأجهزة مثل التليفزيون والفيديو كاسيت والكمبيوتر ويبدو من الوهلةالأولى أن استخدام للمستحدثات التكنولوجيا المبهرة ، وإنه بالضرورة سيقود ويقود بالضرورة إلى تعلم أفضل ولكن هذا مجاف للحقيقة فاستخدامهذه الستحدثلت قد يؤدى اولايؤدى إلى تعلم أفضل فكلما ذكرنا فى تعريف تكنولوجيا التعليم انها تطبيق النظريات والمبادؤئ والقوانين العلمية فى مجال التعلم والعلم ليس مادة فقط ولا أدوت وأجهزة فقد وانما مادة وطريقة وهى الطريقة العلمية والطريقة هى روح العلم وعلم بلا طريقة فجسد بلا روح ولذلك إن مجرداستخدام الجهزة والأدوات التى تشكل المستحدثات التكنولوجية ( كمادة ) لايكفى ولكن يجب الأخذ بالأسلوب المنهجىلتحقيق الأهداف . 0 ويقول حسين حمدى الطوبجى ( ليس المهم فى ميدان العلوم الانسانيةوالتعليم هومجرداستخدام الآلات ولكن الأهم هو الأخذ بالأسلوب المنهجي أو الأسلوب النظام الذي يكمن وراء عمل هذه الآلات واستخدام لتحقيق أهداف محددة بكفاءة عالية وفى ضوء ذلك يعرف تكنولوجيا التعليم ينضح إن تكنولوجيا التعليم تعنى اكثرأستخدام الآلات فهي في المقام الأول طريقة فى التفكير فضلا على إنها منهج فى العمل وأسلوب فى حل المشكلات يعتمد فى ذلك على إتباع مخطط منهجي أو أسلوب النظام لتحقيق أهدافه قد يفهم البعض خطأ أن تكنولوجيا التعليم تعنى المستحدثات التعليمية من دوائر تلفزيونية مغلقة وحزم تعليمية وحقائق تعليمية وآلات تعليمية وكمبيوتر وشبكات إنترنت وأن السبورات طباشيرية ومغناطيسية ولوحات من لوحات : من لوحات نشرات إلى لوحات حبيبية إلى لوحات وبرية والمصورات والرسوم التخطيطية والملصقات والخرائط والكرات الأرضية ..... وغيرها قد عفا عليها الدهر ، وطرائق التدريس كشرح المدرس ومناقشته واستخدامه للكتاب المدرسي أصبحت من مخلفات الماضي ولا مكان لهل الآن فى العملية التعليمية التربوية وهذا بالطبع خطأ لابد من تصويبه فالقديم والحديث كلا واحد لا يتجزأ ويقول ( فتح الباب عبدا لحليم سيد ) هذه التكنولوجيا شأنها وهى تقوم أساسا على مستحدثات تكنولوجية شأن آىهدية جديدة جذابة قد تبهر الإنسان بكل أنواع الأماني فلا يرى الحقائق ، ويظن أن كل طرق التدريس فيما قبل هذه المستحدثات التكنولوجية خاطئة عقيمة مضيعة للوقت لو يرى الاستغناء عن الكتب المدرسية أو شرح المعلمين ومناقشتهم لو ظن أحد ذلك لكان متطرفا فيما يرى لأن هذا الظن لا تبرره البحوث العلمية فى التربية بل يعطى فكرة خاطئة عن هذه التكنولوجيالتعليمية وبعد هذا العرض الموجز لتطور مفهوم الوسائط التعليمية وتكنولوجيا التعليم ننتقل لتبرز الدور الذي تقوم به في العملية التعليمية والتربوية دور الوسائط التعليمية وتكنولوجيا التعليم في العملية التعليمية والتربوية: ويتلخص هذا الدور في المعاونة على التصدي للمشكلات الآتية : - مشكلة الانفجار السكاني ويترتب عليها زيادة كثافة الفصول في المدرسة وتكدس المدرجات بالطلاب في الجامعة وهنا نلجأ لاستخدام الوسائط المناسبة للإعداد الكبيرة مثل السبورة الضوئية والتلفزيون التعليمي والدوائر التلفزيونية المغلقة - المشكلة اللفظية الزائدة وسلبية المتعلم ويتغلب المعلم على المشكلة اللفظية الزائدة بالاستعانة بالرسوم التوضيحية والإشكال والصور والأفلام الثابتة والمتحركة ........ وغيرها ، فلا يضطر للحديث طيلة الوقت كما يتغلب على سلبية المتعلم بالأنشطة كالألعاب التعليمية والبحوث والتقارير الفردية والجماعية والتمثيليات والرحلات - مشكلة الانفجار المعرفي تزايد حجم المعرفة الإنسانية وتزايدت سرعة نموها بدرجة أصبحت تشكل تحديا َكبيراَ لكل من المدرسة والجامعة فكلاهم يطارد شبح التخلف وليس إمامه من سبيل إلا ملاحقة هذا النمو المعرفي ومتابعته : في مجالات الجغرافيا أو الفيزياء أو الرياضيات ....... فروع جديدة ، وحقائق ومفاهيم ونظريات في أتساع أفقي ورأسي سعه وعمق ......وعدد سنوات التعليم ثابت ولا يتغير ، فالسلم التعليمي 5-3-3-4 لانستطيع أن نزيد من عدد السنوات بزيادة حجم المعرفةولانستطيع أن نطيل من اليوم الدراسي إلا في حدود ولا يستطيع رجال المناهج أن يكدسوا الكتب بالمعرفة فإن لذلك سلبيات عديدة لا تخفى على القارئ فما العمل إذن ؟ وهنا يأتي دور الوسائط المعلم يقدم مفتاح العلم والمعرفة بالمكتبة المدرسية تفتح أبوابها للتلاميذ وتعينهم على الإطلاع ، ليس قراءة الكتب المطبوعة فحسب إنما مواد القراءة المختلفة باستخدام جهاز الميكرو فيلم والميكرو فيش والأفلام التعليمية والتسجيلات الصوتية وبرامج الكمبيوتر ......وغيرها - المشكلات المصاحبة للتعليم الجمعي :وجود عدد من التلاميذ (30-40)تلميذ في الفصل وقرابة ( 200-500) طاب أو يزيد في المدرج الجامعة وهذا التعليم الجمعي له سلبيات الناجمة عن السير بسرعة واحدة في الشرح وفى الانتقال من وحدة تعليمية لأخرى وهو ما يسمى بالخطو الموحد، والمعلم غالباَ ما يلجأ لتوسيع حجم الخطوات ليغطى مسطحا كبيرا من المادة الدراسية كما أن المعلم في التعليم الجمعي يقدم نفس موضوعات المادة الدراسية ونفس الأنشطة والتدريبات لجميع الطلاب رغم الفروق الفردية بين الدارسين فىسرعةالتحصيل والإمكانيات والقدرات والمهارات ولذلك فإنه في نهاية المقرر غالبا ما يجد تفاوتاَكبيراَبين تلاميذه فيما حصلوه من معلومات واكتسبوه من مهارات واتجاهات ويقسمهم إلى A-B-C-D-I-F حيثِ Aهو أعلى التقديرات وD أقلها فإذا كان مجموع الدرجات ( 5 ) فإن A5/5-B4/5وC3/5وD5/2أى الحد الأدنى للنجاح I عدم اكتمال المقرر F-Incompleteرسوب أو يقسمها إلى ممتاز، جيد جداَ ،جيد ، مقبول، ضعيف ، ضعيف جداَ ولكن بالاستعانة بوسائط وتكنولوجيا التعليم يمكننا أن نلجأ إلى تفريد التعليم Individualized Instruction ،نقابل الفروق الفردية بين الدارسين ونستخدم الخطو الذاتي حيث يسير كل دارس تبعا لقدراته وإمكانياته ونستخدم طرائق التعلم من أجل الإتقان لنصل بالدارسين إلى حد الإتقان ممتاز 90% ، كما سبق أن ذكرنا في الصفحات السابقة طرائق قائمة على جهد المتعلم - المشكلات الخاصة بالمعلم : من أهم هذه المشكلات نقص إعداد للمعلمين في بعض التخصصات عدم الرضا على مستوى المعلم ، عدم مواكبة التطورات الحادثة في دور المعلم (وأهمها تغيير دوره من مصدر للمعرفة وناقل لها لميسر لعملية التعليم والتعلم ) ، ونقص التدريب تعين الوسائط التعليمية في سد النقص في إعداد المعلمين في بعض التخصصات فيمكن عن طريقها تطبيق التدريس عن طريق الفريق Team Teaching فإذا كان هناك عدد من الفصول يحتاج إلى سبع معلمين ، والمدرسة بها أربع معلمين في هذا التخصص فإنهم يكونون فريق متعاوناَ يصبح مسئول عن تدريس المقرر في الفصول السبع وليس كل مدرس مسئول عن فصل معين ويصبح العمل في المدرسة أشبه بالجامعة حيث يجتمع تلاميذ الفرقة الواحدة في المدرج لدراسة الموضوعات النظرية ويتفق المعلمين فيما بينهم على من يلقى المحاضرة في كل موضوع من الموضوعات النظرية وبذلك يتم توفير عدد كبير من الحصص فإذا كانت الفرقة الأولى الثانوية تضم خمس فصول وقام معلم واحد بتدريبهم فإنه يكون قد تم توفير أربع حصص ............ وهكذا ، ثم يعود التلاميذ للفصول أو المعامل في الدروس التي تتصف بالجانب العملىأو التي يحتاج الأمر فيها إلى المناقشات والحوار وغير ذلك في المواد النظرية وتخدم الوسائط التعليمية كالسبورة الضوئية واللوحات والأفلام السينمائية وغيرها في جعل المحاضرة أكثر متعة وجاذبية وفاعلية . وتستطيع الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم في دور كبير في مجالات رفع مستوي المعلم ومواكبة التطورات التي حدثت في رسالته والنقص والقصور في تدريبه فالمكتبات وما تضمه من كتب ومواد تعليمية في فروع التربية وطرق التدريس وعلم النفس وفروع العلم التي يقوم المعلم بتدريسها من فيزياء وجغرافيا وكيمياء ....... وغيرها ، ونشير بصفة خاصة إلى المسجلات وما يمكن أن تضمنه من أشرطة تسجيل المواد التعليمية وكل هذا وغيره الكثير يعين العملية التعليمية على التغلب على هذه المشكلات . وقد تظهر صعوبات وعقوبات تحول دون بين الوسائط التعليمية وتكنولوجيا التعليم بدورها في رفع كفاءة العملية التعليمية والتربوية من أهمها : - جمود المعلم : المعلم المرن هو الذي يواكب ما يحدث من تطورات في مجال عملية التعليم والتربية وينادى بحتمية التغيير للأفضل فمعنى الحياة الحركة ومعنى السكون الفناء ولكن هناك من المدرسين من يتصف بالجمود والتمسك بالقديم ويقاوم آي تعديل لما اعتاد عليه في السنين الطويلة الماضية ، وهذا النوع من المعلمين ينتقد بشدة الوسائط التعليمية ويصر على عدم استخدامها بحجة أنه لديه خبرة طويلة في مجال التدريس وإن هذه الوسائط تعد ضرورية لتعويض النقص في الخبرة لدى المعلم الميتدء أما بالنسبة له فإنها مضيعة للوقت دون فائدة ويرجع هذا الجمود إلى عوامل أهمها الاعتزاز بالنفس لدرجة مرضية فالمعلم الجامد لا يريد أن يعترف بعد هذا النضج وهذه الخبرة الطويلة بعدم معرفته بأساليب التكنولوجية الحديثة وكيفية الاستفادة منها كالسبورات الضوئية والميكرو فيش والميكرو كمبيوتر أولا يريد أن يضع نفسه موضع حديث التعلم ناقص المعرفة حتى لو كانت هذه حقيقة واقعة لايمكن أن يخجل منها أحد ، فالمعلم سيظل بطالعنا بجديد كل إطلالة فجر يوم جديد والتعلم يستمر من المهد إلى اللحد فمن ظن أنه قد علم فإنه قد جهل ، وقد يكون من أسباب الجمود نقص في الاقتناع بالدور الذي تستطيع هذه الوسائط القيام به كما قد يكون الخوف من الفشل فهو يتقن الأساليب القديمة التي تعتمد علي التلقين وتعتمد عليه كمصدر للمعلومات إما أساليب التكنولوحيا كالكمبيوتر فإنه يفشل في استخدامها أو يظهر أمام التلاميذ بمظهر المعلم المبتدئ ومثل هذا المعلم الجامد بصلابة رأيه وعدم مرونته ومخاوفه يمكن أن يمثل حجر عثرة أمام استفادة تلاميذه من الوسائط وأساليب التكنولوجية الحديثة . - القصور في التدريب على استخدام الوسائط : إن الاستفادة من وسائط وتكنولوجيا التعليم لا تأتي إلا بفهم دورها ورسالتها وكيفية توظيفها في المنظومة التعليمية ، لتحقيق ما يوضع أمامها من أهداف وهذا لا يتأتى إلا بالتدريب الجاد على هذه الوسائط وخاصة الأدوات من حيث الفك والتركيب والصيانة والقصور في التدريب يترتب عليه ، ليس فقط نقص في الفائدة التي نرجو أن تعود علي طلابنا من استخدامها ولكن أيضا ما قد يحدث في الأجهزة والأدوات من أعطال وتلف نتيجة سوء الاستخدام الناجم في القصور في التدريب عليها ، كما أن عدم معرفة التركيب ، والثقة الكاملة في القدرة علي التشغيل تعد لأحد الأسباب الهامة لعزوف المعلم عن استخدام الوسائط التعليمية والأساليب التكنولوجية الحديثة في تدريسه . - كثرة مهام وأعباء ومسئوليات المعلم :المعلم الذي لا يوكل إليه سوى مهام التدريس نجده يشكو من ضيق وقته وأحيانا بسبب العبء التدريسي 18حصة أسبوعية ويرى إنها تحتاج لجهد كبير ولا تبقي لديه وقت كبير للذهاب إلي المكتبة المدرسية والبحث عن المراجع ، أو التعرف على برامج كمبيوتر جديدة ومعرفة إمكانياته والتدريب ذاتياَ عليها والتفكير في كيفية توظيفه بحيث يفيد به تلاميذه : والحشو الزائد عن حده في المقررات ويضطره لإعطاء كم كبير كل حصة حتى يستطيع توزيع المقرر عل أشهر السنة والذي يحاسب عليه الموجه وإعطاء كم كبير من المقرر في حصة واحدة يضطره إلى استخدام الشرح النظري فلا يجد وقتا لعرض فيلم قصير أو عدد من الشرائح وفحص بعض العينات ......أوغير ذلك فإذا كان المعلم الذي لا يوكل إليه سوى التدريس يعانى من ضيق وقته فما بال المعلم الذي توكل إليه المدرسة الإشراف على الإذاعة المدرسية والمساهمة في طابور الصباح ومتابعة حسابات ( بوفيه أوكانتين المدرسة) القيام بعمل رائد لأحد الفصول وهو يتطلب تزيين الفصل وحل مشكلات تلاميذه وجمع درجات اختبارات الشهر وإعداد بطاقات ( شهادات الطلاب ) والإشراف على ختمها بخاتم المدرسة وتوزيعها على الطلاب لإخطار أولياء أمورهم بها ليعرفوا مستوى أبنائهم والتوقيع عليه وإعادتها والتأكد من توقيع أولياء الأمور لمن جمعها ، والاشتراك في الإشراف على الأدوار بين الحصص وفي الفسحة ،والإشراف على الرحلات التعليمية وأوائل الطلبة ومتابعة الرعاية الصحية للطلاب وبطاقات التأمين الصحي تدوين أيام الغياب أو عذر مرضي أو غير مقبول وحذفها إذا كانت قد احتسبت بعذر مقبول ومتابعة أيام الغياب وإخطار أولياء الأمور بها وإرسال الإنذار الأول فالثاني قبل أن تضطر المدرسة إلى فصله وتحويله إلى نظام المنازل ....... الخ إن هذه المشكلات ما لم تجد طريقها إلى الحل فإنها ستمثل حجر عثر أمام استخدام الوسائط التعليمية وأساليب تكنولوجيا التعليم في تطور كفاءة العملية التعليمية والتربوية بالمدرسة - النظام المتبع في الحكم علي أداء المعلم إذا زار مدير المدرسة المعلم في الفصل وقام بملاحظة أدائه وجد انه يقوم بالشرح النظري وتلقين المعلومات وأن التلاميذ يجيبون على أسئلة المعلم ( ولكنها أسئلة لا تقيس سوى التذكر والقدرة على الحفظ ) وخرج راضياَ عن هذا الأداء بل وقام بالإطراء على المعلم وهولم يستخدم من الوسائط التي تعين على القيم والإدراك والتفكير والتذوق إلا أن النذر اليسير إن هذا بالطبع يجعل المعلم يسير في نفس الطريق غير السليم ولن ينشط ويحاول أن يحسن أدائه وأداء تلاميذه باستخدام الوسائط التعليمية وما تتمتع به من إمكانيات ويتعزز هذا السلوك ويقوى ويقلل الإقبال على هذه الوسائط إذ ما سلك الموجه الفني نفس سلوك مدير المدرسة وقبل من المعلم هذا الأداء دون أن يشعره بآي نقص أو قصور بل كافئه بتقدير عال . - النظام المتبع في تقويم التلاميذ إتباع نظام غير سليم في الحكم علي مستوى التلاميذ كإتباع نظام في قياس جانب واحد وهو تحصيل المواد النظرية عن طريق الامتحانات التحريرية وحتى قياس المعلومات يتم باختبارات تقيس التذكر ولا تقيس مستويات أعلى من التفكير والإبداع ، ومحاسبة المدرسة على النتائج التي تتم في ضوء هذه الامتحانات التي تعقد غالباتَ مرة واحدة في نهاية العام . والحصول على أفضل النتائج في هذه الامتحانات لا يتطلب أكثر من حفظ المادة الدراسية النظرية ( فالتجارب العملية أيضاَ يطلب من التلميذ التعبير عنها كتابة ، حيث لانعقد اختبارات عملية ) وهذا الحفظ لا يحتاج إلي وسائط تعليمية ووسائل تكنولوجية حديثة ، وقد يكون هذا سبباَ أن الموجه ومدير المدرسة ، بل والمعلم يعزفون عن الاهتمام بها لأن المدرسة يمكن أن تأتي في مرتبة متقدمة علي مستوى الجمهورية بأكملها في ضوء هذه الامتحانات دون الحاجة لاستخدام الوسائط والأساليب التكنولوجية التي مهمتها الأساسية المعاونة في إكساب المهارات والتذوق والابتكار والإبداع وكلها لا تقيس ولا تدخل في الحكم علي التلميذ المتفوق أو تؤخذ في الاعتبار في مكافأة المدرسة وإداراتها . إذا سار تقويم التلاميذ على هذا المنوال فإنه بالطبع سيشكل عقبة أمام الوسائط التعليمية والأساليب الحديثة لتكنولوجيا التعليم - عدم وجود أخصائي وسائط تعليمية وتكنولوجيا تعليم . إنه من المهم أن يتواجد أخصائي وسائط تعليمية وتكنولوجيا تعليم حاصل على مؤهل جامعي في هذا التخصص في كل من المدارس الكبيرة علي الأقل يشرف على قاعات العرض الخاصة بالأجهزة الاسقاطية، Projectors ، وقاعة الكمبيوتر ويقوم بصيانة هذه الأجهزة ويرجع إليه المعلم في كل ما يتعلق باستخدامها . كليات التربية النوعية تسمي شعبة تكنولوجيا التعليم خريجي هذه الشعبة هم أنسب من الممكن أن تناط بهم هذه المهمة كأحد أسباب العزوف عن استخدام هذه الأجهزة من قبل المعلم هو الخوف من حدوث خطأ أثناء استخدامه لها يؤدي بأجزاء من الجهاز وهى أجهزة غالية الثمن وقطع الغيار والإصلاح عملية مكلفة وقد كانت الشكوى قديماَ بعدم وجود الوسائط والأجهزة بالمدرسة والآن أصبحت الشكوى من وجودها في المدارس دون استخدام وهكذا فإنه عدم وجود أخصائي للوسائط وتكنولوجيا التعليم يمكن أن يكون من الأسباب الهامة لعدم استخدامها والاستفادة منها .
د . محمد حسن عمران كلية التربية بالوادى الجديد
أ.سعيد عبد الرحمن عضو متميز
عدد المساهمات : 96 نقاط : 126 تاريخ التسجيل : 27/09/2013 العمر : 46
موضوع: رد: الوسائط التعليمية وعلاقتها بتكنولوجيا التعليم السبت 6 سبتمبر 2014 - 15:52