القيامه الصغرى
يوم الجمعة 21 ديسمبر 2012م الموافق 8 صفر 1434هـ
د. عبدالله المسند*
عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم
:. لا يزال الخوف والذعر يسيطر على قلوب الملايين من الناس في شتى أصقاع الدنيا خاصة الغربي منها، وذلك بشأن نهاية العالم والكارثة المقبلة أو القيامة الصغرى !!، ولقد أخذ الإعلام المقروء والمسموع والمشاهد خاصة في الإنترنت على عاتقه نقل هذا الخبر المخوف والمروع، وتحذير الناس من هذا اليوم المشهود، كما أن هذا الحدث قد تنبأ به شعب المايا قبل الميلاد وتظافرت عدة نبوءات قديمة بشأنه !!. هذا الحدث والذي سيقع يوم الجمعة 21 ديسمبر 2012م الموافق 8 صفر 1434هـ، بسبب مرور كوكب عظيم وهائل يفوق كوكب الأرض حجماً وسيمر قريباً من كوكب الأرض. ويتوقع أنه سيقضي على نحو 70% من الحياة على وجه البسيطة، عبر سلسلة متتابعة ومتعاقبة ومترادفة من الكوارث الأرضية والكونية على حد سواء.
:. الكوكب أكتشف من قبل وكالة الفضاء الأمريكية ناسا NASAعام 1983م والتي تكتمت وحجبت أخباره ومخاطره المحدقة بالأرض وسكانها عن الرأي العام عمداً، حتى تتخذ ناسا والحكومة الأمريكية قراراتها العلمية والعملية المدروسة والموزونة بشأن ما ينبغي فعله حيال الخطر المحدق والمنتظر لعام 2012م .
:. وخلال السنتين الأخيرتين مئات الكتب أُلفت بعشرات اللغات عبر القارات كلها تشرح وتحذر من عام 2012، ومئات المواقع الإلكترونية أطلقت بهذا الخصوص، وأفلام ومقاطع تبين وتوضح الصورة القاتمة التي ستكون عليها الأرض عام 2012م ، وحالياً دور السينما بطول وعرض العالم تعرض فيلماً بعنوان "2012" توضح لسكان الأرض وعبر مشاهد دراماتيكية مخيفة ومرعبة تشخص لها الأبصار عن هول سيحصل يوم القيامة الصغرى الجمعة 21 ديسمبر 2012م؟! .. لجان وجمعيات شكلت للإجابة عن أسئلة الناس المتحيرة والخائفة من الكارثة المنتظرة، وخوفهم أن تتكرر حادثة نيزك Chicxulub في شبه جزيرة ياكوتان في المكسيك عندما أنهى وأفنى 70% من الحياة على وجه الأرض قبل 65 مليون سنة، بل بعض المواقع على الإنترنت أطلقت ساعة توقيت للعد التنازلي لهذا اليوم الموعود المشهود.
كوكب الأرض تعرض إلى ضربات نيزكية موجعة خلال تاريخه
.
:. والقصة تقول أن كوكباً يدعى "نيبرو"Nibiru أو أكس يفوق الأرض حجماً سيقترب من الأرض شيئاً فشيئاً حتى يرى بالعين المجردة عام 2011م ثم سيرى بحجم الشمس عام 2012م ثم يقترب من الأرض أكثر فأكثر حتى يُحدث خلالاً في جاذبيتها ومغنطيسيتها وذلك في 21 ديسمبر 2012م يوم القيامة الصغرى. ونظراً لقوة كوكب نيبرو المغناطيسية العظيمة فإن اقترابه من مدار كوكب الأرض سوف يؤثر على دوران الأرض مما سيجبرها على التباطؤ شيئاً فشيئاً حتى يكون اليوم أطول من 24 ساعة ثم تتوقف الأرض عن الدوران، وسينقلب القطبين فيصبح القطب الشمالي جنوبياً والعكس صحيح، ومن ثم ستدور الأرض من الشرق إلى الغرب لذا ستشرق الشمس من الغرب وتغرب من الشرق نظير قوة وأثر كوكب نيبرو العملاق على كوكب الأرض القزم .. وحين تتوقف الأرض عن الدوران سيؤدي هذا فيزيائياً إلى تدمير أوجه الحياة على وجه الأرض جزئياً وربما كلياً.
لقطة من الفلم لأثار الصدام على نهاية العالم
:. وكوكب نيبرو العملاق له دورة كاملة حول الشمس يكملها كل 3600 سنة وعندما اقترب من الأرض في دورته الأخيرة قبل آلاف السنين تسبب بتدمير الحياة بشكل جزئي وانقرضت معها 70% من أشكال الحياة بما فيها الديناصورات The mass extinction. ويؤكد هذه النظرية أن شعب المايا قبل أكثر من 5000 سنة ومن خلال تقاويم فلكية دقيقة ومدهشة قد تنبؤا بأن نهاية التاريخ ستكون في 2012م، وأيضاً نبوءات إنجيلية تؤكد هذه القصة ، كل هذا متزامن مع تقارير علمية حول عاصفة شمسية ستقع عام 2012 !.
التقويم الفلكي لشعب المايا
:. كل ما سلف لا يعدو أن يكون إشاعة محبوكة، وأكذوبة موزونة، وخدعة مدروسة، تروج هنا وهناك بشأن عام 2012م فلا يزال بعض الناس على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي يتعاطى هذا الإشاعة الفلكية، وإمعاناً في حبكة الإشاعة ربطوها بتقارير أخبارية منسوبة كذباً وزوراً إلى وكالة الفضاء الأمريكية NASA، ويزعمون أيضاً أن الإنجيل قد أشار لهذا العام ولهذه الكارثة، ونبوءات لدى شعوب أخرى زعموا.
:. وأؤكد لكم أن الخبر مجرد كذبة وإشاعة ليس لها رصيد علمي ولا منطق فلكي ولا أساس شرعي، ولا يوجد كوكب بهذا الاسم (نيبرو او أكس) ، ولو كان لكوكب أكس أو نيبرو وجود لتتبعه العلماء قبل عشر سنوات من ق
ه وبينوا بالخرائط الفلكية مساراته وسرعته، بل وشوهد بالعين المجردة ليلاً، وعليه أقول أن كوكب نيبرو أو أكس لم يخلق بعدو{يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} و {السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا}.
:. والقصة خرافية وأصولها تاريخية مرتبطة بتقويم حضارة المايا Maya في المكسيك كما أسلفت، هذا التقويم الذي بدأ العد فيه قبل الميلاد بـ 3014 سنة، وهو تقويم فلكي عدد أيامه 1872000 يوم، أي ما يعادل 5125 سنة، وسوف يصادف يوم الجمعة 21 ديسمبر 2012م (8 صفر 1434هـ) أن ينتهي العد في تلك الأيام من التقويم ومن ثَم سيشير التقويم آنذاك إلى أصفار ويبدأ الحساب من جديد. وفي الواقع أن هذا التاريخ (21 ديسمبر 2012م) مجرد نهاية لتقويم شعب المايا القديم وبداية دورة جديدة، مثله مثل يوم 30 ذي الحجة و 31 ديسمبر يكونان نهاية للسنة الهجرية والميلادية التي يعقبها الأول من محرم ويناير وهذا كل شئ.
أهرامات شعب المايا في المكسيك
:. ومن الموافقات التي أضفت هالة على الإشاعة وأسهمت بنشرها حتى سارت بها الركبان أن هذا اليوم (21 ديسمبر 2012) سيوافق يوم تعامد الشمس على مدار الجدي جنوب خط الاستواء وهي ظاهرة طبيعية سنوية، وفي ذلك اليوم أيضاً ستكون الشمس والأرض على خط واحد متوسطة في مجرة التبانة، والشمس نازلة في برج القوس، وهذا يتكرر كل سنة في شهر ديسمبر وليس له ميزة أو أثر على الأرض وسكانها، أيضاً من الصدف أنه سيحدث عام 2012م عاصفة شمسية قد تؤثر سلباً على الأقمار الصناعية والاتصالات العالمية والعاصفة تلك دورية سبق أن حدثت من قبل وليس لها علاقة بـعام 2012م.
:. وفي هذا السياق أعلن المركز الوطني الأمريكي لأبحاث الغلاف الجوي NCAR أن الدورة الجديدة للبقع الشمسية ستكون مختلفة وأقوى من سابقتها بـ 30-50% وتعد الأقوى منذ 1952م، فإذا صحت هذه الحسابات فإن الشمس ستطلق عواصف شمسية (قد) تؤثر على شرائح الجوال وأجهزة الملاحة GPS وأقمار مراقبة الطقس وبعض الأجهزة التقنية ذات العلاقة خلال عام 2012م، هذا ويشار إلى أن نشاط الإشعاع الشمسي سيكون بين عامي 2012 - 2014م.
:. ويشار إلى أن تقويم شعب المايا ما زال يستخدم في المكسيك وعند بعض الشعوب في أمريكا الوسطى. وفي الواقع لم يثبت أن أحداً من علماء المايا القدماء ذكر أن عام 2012م هو نهاية العالم والكون بقدر ما هو نهاية لحساب تقويم ليس إلا. وسبق لتلك الإشاعة أن حددت مايو 2003م نهاية للعالم وعندما لم يحدث شيء من هذا تحولت إلى ديسمبر 2012 {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا *فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا} {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}.
:. وباتت الشائعة تلك علامة تجارية مربحة للأفلام والروايات والكتب التي فاق عددها المئات،ففي مكتبة الأمازون العالمية فقط 175 كتباً،وتسعى هوليوود للاستفادة القصوى من هذه الكذبة المحبوكة لعمل أفلام أكشن مربحة وقياسية عندما تَعرض العالم وهو يتعرض للخطر الخارجي الذي سيسبب حرائق ومداً تسونامياً وزلازل وبراكين وأعاصير عنيفة مخيفة وغير ذلك من الهرج والمرج زعموا. وفي سياق آخر تصدت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لهذه الإشاعة القوية النافذة، ولكن أحياناً الكذب أسرع انتشاراً من الصدق والحق.
فيلم 2012
:. ولقد بلغني العديد من الاستفسارات في هذا الشأن والموضوع وأوضحت حقيقة الأمر عبر " جوال كون" من أشهر مضت، ونحن المسلمون عندنا خريطة الطريق وهو المنهج الشرعي الإسلامي القويم الذي أخبرنا كيف بدأت الحياة، وكيف تكون، وكيف ستكون في المستقبل، وكيف ستنتهي الدنيا عبر أكثر من سبعين علامة وشرطاً، وعبر عشر علامات من علامات الساعة الكبرى {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} و{إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} كم من المعلومات المنيرة والكاشفة للمستقبل الإنساني على وجه الأرض، حتى أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم كشف لنا أحداثاً كونية وأرضية وبيئية واجتماعية ونفسية وعمرانية وتقنية وحربية ستكون في مستقبل الأيام، منها ما وقع كما أخبر الصادق المصدوق، ومنها ما يقع الآن، ومنها ما سيقع في المستقبل {يَسْأَلُونَكَ عَنْ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَاعِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إَِّلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضِ َلا تَأْتِيكُمْ إَِّلا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ َلايَعْلَمُونَ}.
:. وكوكب الأرض من يوم خلقه الله قبل حوالي أربعة بلايين سنة وهو يسبح ويدور حول نفسه وحول الشمس وحول المجرة مع الشمس والمجموعة الشمسية دونما تبديل أو تحويل لسنة الله .. حتى تبلغ مستقرها المحدد والمقدر من الخالق المدبر { لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا} والحقيقة التي لامراء فيها هي الإيمان بما رواه البخاري في صحيحه عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّهُ لاَ يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ إِلاَّ اللَّهُ، وَلاَ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلاَّ اللَّهُ، وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي الْمَطَرُ أَحَدٌ إِلاَّ اللَّهُ، وَلاَ تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِلاَّ اللَّهُ، وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ اللَّهُ).والسلام والأمان على {الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ}.
المقاله بالضبط كما وردت بجريدة الرياض
بالعدد 15159
25 ديسمبر 2009
"مواقع النت" و"فيلم سينمائي" روجا شائعات "القيامة الصغرى"
د.المسند: خرافة نهاية العالم 2012 ليس لها أساس شرعي.. ولا حتى منطق فلكي وعقلي!
د. عبدالله المسند
حوار - هيام المفلح
الكذبة أسرع انتشاراً من الصدق أحياناً، هذا ما أثبته الهوس والنقاش حول
الإشاعة التي يتناقلها مرتادو شبكة الانترنت عن خرافة كارثة عام "2012"
المزعومة والتي يسميها البعض "القيامة الصغرى"، وكان للفيلم الامريكي الذي
يحمل عنوانه نفس الرقم "2012" دوره في نشر هذه الخرافة، حيث عرض مشاهد
مروعة لمدن تدمر وتقلب وأمواج تسونامي تبتلع الأراضي وإبادة معظم البشر في
سلسلة لا تنتهي من الكوارث الطبيعية..
د.عبدالله المسند عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم والمشرف
على "جوال كون" في "الرياض" رد على هذه الإشاعة، وقال إن أصل القصة
المضللة أسطورة تعود لعصر ما قبل الميلاد لشعب المايا، وتضافرت عدة أساطير
قديمة بشأنه، وتزعم الأسطورة أن العام سينتهي يوم الجمعة 21 ديسمبر 2012م،
الموافق 8 صفر 1434ه، بسبب اقتراب كوكب ضخم وهائل يفوق الأرض حجماً، كما
تزعم أنه سيقضي على نحو 70% من الحياة عبر سلسلة متتابعة ومتعاقبة
ومترادفة من الكوارث الأرضية والكونية على حد سواء.
تفاصيل الخرافة
وروى د.المسند عن الخرافة بالتفصيل: قيل أن الكوكب أكتشف من قبل وكالة
الفضاء الأمريكية ناسا (NASA) عام 1983م لكنها حجبت أخباره ومخاطره عن
الرأي العام عمداً حتى لايثار الهلع، ولتتخذ ناسا والحكومة الأمريكية
قرارات علمية مدروسة بشأن ما ينبغي فعله حيال الخطر المحدق والمنتظر لعام
2012م.
وأضاف: خلال السنتين الأخيرتين أُلفت مئات الكتب بعشرات اللغات حول العالم
تشرح كلها وتحذر من عام 2012، كما أطلقت مئات المواقع الإلكترونية بهذا
الخصوص، بعضها أطلق ساعة توقيت للعد التنازلي لهذا اليوم، وانتشرت أفلام
ومقاطع تنقل صور قاتمة تكون عليها الأرض عام 2012م، وتعرض دور السينما حول
العالم حالياً فيلماً بعنوان "2012"، يعرض مشاهد دراماتيكية مخيفة ومرعبة
عن هول يحصل يوم الجمعة 21 ديسمبر 2012م؟، وشكلت لجان وجمعيات للإجابة عن
أسئلة الناس الخائفين من الكارثة المنتظرة، وخوفهم من أن تتكرر حادثة
Chicxulub (فوهة ضخمة في الأرض ناتجة عن سقوط نيزك) في شبه جزيرة ياكوتان
في المكسيك، والذي يقال أنها أبادت 70% من الحياة على وجه الأرض قبل 65
مليون سنة.
لقطة من الفلم لأثار الصدام على نهاية العالم
وأشار إلى أن إحدى القصص تتحدث عن كوكب يفوق الأرض حجماً يدعى "نيبرو"
(Nibiru) أو "أكس" يقترب من الأرض شيئاً فشيئاً حتى يرى بالعين المجردة
عام 2011م، ثم يرى بحجم الشمس عام 2012م، ثم يقترب من الأرض أكثر فأكثر
حتى يُحدث خلالاً في جاذبيتها ومجالها المغناطيسي، وذلك في 21 ديسمبر
2012م يوم "القيامة الصغرى" كما يزعمون، ونظراً لقوة الكوكب المغناطيسية
فإن اقترابه من مدار كوكب الأرض سوف يؤثر على دوران الأرض، مما سيجبرها
على التباطؤ شيئاً فشيئاً حتى يكون اليوم أطول من 24 ساعة، ثم تتوقف الأرض
عن الدوران ثم ينقلب القطبان الشمالي والجنوبي، ومن ثم تدور الأرض من
الشرق إلى الغرب لذا ستشرق الشمس من الغرب وتغرب من الشرق، وحين تتوقف
الأرض عن الدوران سيؤدي هذا فيزيائياً إلى تدمير أوجه الحياة على وجه
الأرض جزئياً وربما كلياً.
وكوكب نيبرو العملاق له دورة كاملة حول الشمس يكملها كل 3600 سنة وعندما
اقترب من الأرض في دورته الأخيرة قبل آلاف السنين تسبب بتدمير الحياة بشكل
جزئي وانقرضت معها 70% من أشكال الحياة بما فيها الديناصورات The mass
extinction. ويؤكد هذه النظرية أن شعب المايا قبل أكثر من 5000 سنة ومن
خلال تقاويم فلكية دقيقة ومدهشة قد تنبؤوا بأن نهاية التاريخ ستكون في
2012م، وأيضاً نبوءات إنجيلية تؤكد هذه القصة، كل هذا متزامن مع تقارير
علمية حول عاصفة شمسية ستقع عام 2012 !.
جانب من «خيال الشائعة» للحظة الصدام المنتظرة!
أكذوبة لا منطق لها!
من كل ما سلف أكد د.المسند أن الحدث لا يعدو أن يكون إشاعة محبوكة، تروج
هنا وهناك بشأن عام 2012م، فلا يزال بعض الناس على المستوى المحلي
والإقليمي والعالمي يتعاطى هذه الإشاعة الفلكية، وإمعاناً في حبكة الإشاعة
ربطوها بتقارير إخبارية منسوبة كذباً وزوراً إلى وكالة الفضاء
الأمريكية(NASA)، وقد تصدت وكالة الفضاء الأمريكية لهذه الإشاعة القوية
النافذة، ولكن أحياناً الكذب أسرع انتشاراً من الصدق، وظهرت كذلك مزاعم أن
الإنجيل قد أشار لهذا العام ولهذه الكارثة، إلى جانب نبوءات لدى ثقاغات
أخرى.
وأكد د. المسند على أن الخبر مجرد كذبة وإشاعة ليس لها رصيد علمي ولا منطق
فلكي ولا أساس شرعي، وقال: لا يوجد كوكب بهذا الاسم (نيبرو او أكس)، ولو
كان لكوكب أكس أو نيبرو وجود لتتبعه العلماء قبل عشر سنوات من قه
وبينوا بالخرائط الفلكية مساراته وسرعته، بل وشوهد بالعين المجردة ليلاً.
وأضاف: القصة خرافية وأصولها تاريخية مرتبطة بتقويم حضارة المايا (Maya)
في المكسيك، هذا التقويم الذي بدأ العد فيه قبل الميلاد ب 3014 سنة، وهو
تقويم فلكي عدد أيامه 1872000 يوم، أي ما يعادل 5125 سنة، وسوف يصادف يوم
الجمعة 21 ديسمبر 2012م (8 صفر 1434ه) أن ينتهي العد في تلك الأيام من
التقويم، ومن ثَم سيشير التقويم آنذاك إلى أصفار ويبدأ الحساب من جديد،
وفي الواقع أن هذا التاريخ (21 ديسمبر 2012م) مجرد نهاية لتقويم شعب
المايا القديم وبداية دورة جديدة، مثله مثل يوم 30 ذي الحجة و31 ديسمبر،
فهما يمثلان نهاية السنة الهجرية والميلادية التي يعقبها الأول من محرم
ويناير وهذا كل شيء.
الفيلم السينمائي 2012 روج للشائعة عالمياً
أوهام نشرت الخرافة
ومن الموافقات التي أضفت هالة على الإشاعة وأسهمت في نشرها حتى سارت بها
الركبان، يذكر د.المسند أن اليوم الذي تحدده الإشاعة أي (21 ديسمبر 2012)
سيوافق يوم تعامد الشمس على مدار الجدي جنوب خط الاستواء، وهي ظاهرة
طبيعية سنوية، وفي ذلك اليوم أيضاً ستكون الشمس والأرض على خط واحد متوسطة
في مجرة التبانة، والشمس نازلة في برج القوس، وهذا يتكرر كل سنة في شهر
ديسمبر وليس له ميزة أو أثر على الأرض وسكانها، أيضاً من الصدف أنه ستحدث
في عام 2012م عاصفة شمسية قد تؤثر سلباً على الأقمار الصناعية والاتصالات
العالمية، والعاصفة تلك دورية سبق أن حدثت من قبل وليس لها علاقة بعام
2012م، وفي هذا السياق أعلن المركز الوطني الأمريكي لأبحاث الغلاف الجوي
(NCAR) أن الدورة الجديدة للبقع الشمسية ستكون مختلفة وأقوى من سابقتها ب
30-50% وتعد الأقوى منذ 1952م، فإذا صحت هذه الحسابات فإن الشمس ستطلق
عواصف شمسية (قد) تؤثر على شرائح الجوال وأجهزة الملاحة (GPS) وأقمار
مراقبة الطقس وبعض الأجهزة التقنية ذات العلاقة خلال عام 2012م، هذا ويشار
إلى أن نشاط الإشعاع الشمسي سيكون بين عامي 2012-2014م.
وأشار إلى أن تقويم شعب المايا ما زال يستخدم في المكسيك وعند بعض الشعوب
في أمريكا الوسطى، وفي الواقع لم يثبت أن أحداً من علماء المايا القدماء
قد ذكر أن عام 2012م هو نهاية العالم والكون بقدر ما هو نهاية لحساب تقويم
ليس إلا، وسبق لتلك الإشاعة أن حددت مايو 2003م نهاية للعالم وعندما لم
يحدث شيء من هذا تحولت إلى ديسمبر 2012، مستشهدا بقوله تعالى
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ
ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ
السَّاعَةِ.
الرد على التساؤلات
ورغم هذه الحقائق باتت الشائعة تلك علامة تجارية مربحة للأفلام والروايات
والكتب التي فاق عددها المئات، ففي مكتبة "أمازون" على شبكة الانترنت تجد
175 كتاباً مختلفاً يتحدث عن هذا التاريخ، كما تسعى هوليوود للاستفادة
القصوى من هذه الكذبة المحبوكة لعمل أفلام سنمائية مربحة عندما تَعرض
العالم وهو يتعرض للخطر الخارجي الذي يسبب حرائقاً ومداً تسونامياً وزلازل
وبراكين وأعاصير عنيفة مخيفة وغير ذلك من الهرج والمرج.
وأكد د.المسند في ختام حديثه أن العديد من الاستفسارات قد وردته حول هذا
الموضوع، وأنه أوضح حقيقة الأمر عبر "جوال كون" منذ أشهر مضت، وقال: نحن
المسلمين عندنا خريطة الطريق الصحيحة وهي المنهج الشرعي الإسلامي القويم
الذي أخبرنا كيف بدأت الحياة، وكيف تكون، وكيف ستكون في المستقبل، وكيف
ستنتهي الدنيا عبر أكثر من سبعين علامة وشرطاً، وعبر عشر علامات من علامات
الساعة الكبرى {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ
بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا و{إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ
أُخْفِيهَا، كم من المعلومات المنيرة والكاشفة للمستقبل الإنساني على وجه
الأرض، حتى أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم كشف لنا أحداثاً كونية
وأرضية وبيئية واجتماعية ونفسية وعمرانية وتقنية وحربية ستكون في مستقبل
الأيام، منها ما وقع كما أخبر الصادق المصدوق، ومنها ما يقع الآن، ومنها
ما سيقع في المستقبل {يَسْأَلُونَكَ عَنْ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا
قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا
إَِّلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضِ َلا تَأْتِيكُمْ
إَِّلا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا
عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ َلا يَعْلَمُونَ.
وأضاف: كوكب الأرض من يوم خلقه الله وهو يسبح ويدور حول نفسه وحول الشمس
وحول المجرة ضمن المجموعة الشمسية دونما تبديل أو تحويل لسنة الله، حتى
تبلغ مستقرها المحدد والمقدر من الخالق المدبر {لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ
اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا، والحقيقة التي
لامراء فيها هي ما رواه البخاري في صحيحه عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَفَاتِيحُ
الْغَيْبِ خَمْسٌ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّهُ لاَ يَعْلَمُ مَا
تَغِيضُ الأَرْحَامُ إِلاَّ اللَّهُ، وَلاَ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلاَّ
اللَّهُ، وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي الْمَطَرُ أَحَدٌ إِلاَّ اللَّهُ،
وَلاَ تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِلاَّ اللَّهُ، وَلاَ
يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ اللَّهُ)، والسلام والأمان على
{الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ
مُشْفِقُونَ.