منتدى شنواى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمجلة شنواىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الجهاد الذى يأمر به القرآن :

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
احمد رمضان المعداوي
عضو محترف
عضو محترف
احمد رمضان المعداوي


ذكر
عدد المساهمات : 461
نقاط : 1313
تاريخ التسجيل : 21/11/2009
العمر : 30
الموقع : مدرسه شنواي

الجهاد الذى يأمر به القرآن : Empty
مُساهمةموضوع: الجهاد الذى يأمر به القرآن :   الجهاد الذى يأمر به القرآن : Emptyالأربعاء 25 نوفمبر 2009 - 18:27

كان القرآن يامر المسلمين بالكف عن القتال والصبر على كل أذى في سبيل الله


--------------------------------------------------------------------------------

(65)
سبحانه وتعالى ، كما قال سبحانه وتعالى : « قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد » ، إلى قوله : « لكم دينكم ولي دين » الكافرون ـ 6 ، وقال تعالى : « واصبر على ما يقولون » المزمل ـ 10 ، وقال تعالى : « ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال » النساء ـ 77 ، كأن هذة الآية تشير إلى قوله سبحانه وتعالى : « ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ان الله على كل شيء قدير وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة » البقرة ـ 110.
ثم نزلت آيات القتال فمنها آيات القتال مع مشركي مكة ومن معهم بالخصوص كقوله تعالى : « أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله » الحج ـ 40 ، ومن الممكن أن تكون هذه الآية نزلت في الدفاع الذي أمر به في بدر وغيرها ، وكذا قوله : « وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما تعملون بصير وإن تولوا فاعلموا أن الله موليكم نعم المولى ونعم النصير » الانفال ـ 40 ، وكذا قوله تعالى : « وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين » البقرة ـ 190.
ومنها آيات القتال مع أهل الكتاب ، قال تعالى : « قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون » التوبة ـ 29.
ومنها آيات القتال مع المشركين عامة ، وهم غير أهل الكتاب كقوله تعالى : « فأقتلوا المشركين حيث وجدتموهم » التوبة ـ 5 ، وكقوله تعالى : « قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة » التوبة ـ 36.
ومنها ما يأمر بقتال مطلق الكفار كقوله تعالى : « قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة » التوبة ـ 123.
وجملة الامر أن القرآن يذكر أن الاسلام ودين التوحيد مبني على أساس الفطرة وهو القيم على إصلاح الانسانية في حيوتها كما قال تعالى : « فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة


--------------------------------------------------------------------------------

(66)
الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون » الروم ـ 30 ، فإقامته والتحفظ عليه أهم حقوق الانسانية المشروعة كما قال تعالى : « شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه » الشورى ـ 13 ، ثم يذكر أن الدفاع عن هذا الحق الفطري المشروع حق آخر فطري ، قال تعالى : « ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز » الحج ـ 40 ، فبين أن قيام دين التوحيد على ساقه وحياة ذكره منوط بالدفاع ، ونظيره قوله تعالى : « ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض » البقرة ـ 251 ، وقال تعالى في ضمن آيات القتال من سورة الانفال : « ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون » الانفال ـ 8 ، ثم قال تعالى : بعد عدة آيات : « يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم » الانفال ـ 24 ، فسمى الجهاد والقتال الذي يدعى له المؤمنون محييا لهم ، ومعناه أن القتال سواء كان بعنوان الدفاع عن المسلمين أو عن بيضة الاسلام أو كان قتالا ابتدائيا كل ذلك بالحقيقة دفاع عن حق الانسانية في حياتها ففي الشرك بالله سبحانه هلاك الانسانية وموت الفطرة ، وفي القتال وهو دفاع عن حقها إعادة لحياتها وإحيائها بعد الموت.
ومن هناك يستشعر الفطن اللبيب : إنه ينبغي أن يكون للاسلام حكم دفاعي في تطهير الارض من لوث مطلق الشرك وإخلاص الايمان لله سبحانه وتعالى فان هذا القتال الذى تذكره الآيات المذكورة إنما هو لاماتة الشرك الظاهر من الوثنية ، أو لاعلاء كلمة الحق على كلمة اهل الكتاب بحملهم على اعطاء الجزية ، مع أن آية القتال معهم تتضمن أنهم لا يؤمنون بالله ورسوله ولا يدينون دين الحق فهم وان كانوا على التوحيد لكنهم مشركون بالحقيقة مستبطنون ذلك ، والدفاع عن حق الانسانية الفطري يوجب حملهم على الدين الحق.
والقرآن وإن لم يشتمل من هذا الحكم على أمر صريح لكنه يبوح بالوعد بيوم للمؤمنين على اعدائهم لا يتم أمره إلا بانجاز الامر بهذه المرتبة ، من القتال وهوالقتال لاقامة الاخلاص في التوحيد ، قال تعالى : « هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق


--------------------------------------------------------------------------------

(67)
ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون » الصف ـ 9 ، وأظهرمنه قوله تعالى : « ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الارض يرثها عبادي الصالحون » الانبياء ـ 105 ، وأصرح منه قوله تعالى : « وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا » ، النور ـ 55 ، فقوله تعالى : يعبدونني يعني به عبادة الاخلاص بحقيقة الايمان بقرينة قوله تعالى : لا يشركون بي شيئا ، مع أنه تعالى يعد بعض الايمان شركا ، قال تعالى : « وما يؤمن اكثرهم بالله إلا وهم مشركون » يوسف ـ 106 ، فهذا ما وعده تعالى من تصفية الارض وتخليتها للمؤمنين يوم لا يعبد فيه غير الله حقا.
وربما يتوهم المتوهم : أن ذلك وعد بنصر إلهي بمصلح غيبي من غير توسل بالاسباب الظاهرة لكن ينافيه قوله : ليستخلفنهم في الارض ، فإن الاستخلاف إنما هو بذهاب بعض وإزالتهم عن مكانهم ووضع آخرين مقامهم ففيه ايماء إلى القتال.
على أن قوله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذله على المؤمنين اعزة على الكافرين ، يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم » المائدة ـ 54 ، ـ على ما سيجئ في محله ـ يشير إلى دعوة حقة ، ونهضة دينية ستقع عن أمر إلهي ويؤيد أن هذه الواقعة الموعودة انما تقع عن دعوة جهاد.
وبما مر من البيان يظهر الجواب عما ربما يورد على الاسلام في تشريعه الجهاد بأنه خروج عن طور النهضات الدينية المأثورة عن الانبياء السالفين فان دينهم إنما كان يعتمد في سيره وتقدمه على الدعوة والهداية ، دون الاكراه على الايمان بالقتال المستتبع للقتل والسبي والغارات ، ولذلك ربما سماه بعضهم كالمبلغين من النصارى بدين السيف والدم وآخرون بدين الاجبار والاكراه !.
وذلك أن القرآن يبين أن الاسلام مبني على قضاء الفطرة الانسانية التي لا ينبغي أن يرتاب أن كمال الانسان في حياته هو ما قضت به وحكمت ودعت إليه ، وهي تقضى بأن التوحيد هو الاساس الذي يجب بناء القوانين الفردية والاجتماعية عليه ، وأن الدفاع


--------------------------------------------------------------------------------

(68)
عن هذا الاصل بنشره بين الناس وحفظه من الهلاك والفساد حق مشروع للانسانية يجب استيفائه بأى وسيلة ممكنة ، وقد روعي في ذلك طريق الاعتدال ، فبدأ بالدعوة المجردة والصبر على الاذى في جنب الله ، ثم الدفاع عن بيضة الاسلام ونفوس المسلمين وأعراضهم وأموالهم ، ثم القتال الابتدائي الذي هو دفاع عن حق الانسانية وكلمة التوحيد ولم يبدأ بشيء من القتال الا بعد إتمام الحجة بالدعوة الحسنة كما جرت عليه السنة النبوية ، قال تعالى : « ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن » النحل ـ 125 ، والآية مطلقة ، وقال تعالى : « ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة » الانفال ـ 42.
وأما ما ذكروه من استلزامه الاكراه عند الغلبة فلا ضير فيه بعد توقف إحياء الانسانية على تحميل الحق المشروع على عدة من الافراد بعد البيان واقامة الحجة البالغة عليهم ، وهذه طريقة دائرة بين الملل والدول فان المتمرد المتخلف عن القوانين المدنية يدعى إلى تبعيتها ثم يحمل عليه بأي وسيلة أمكنت ولو انجر إلى القتال حتى يطيع وينقاد طوعا أو كرها.
على ان الكره انما يعيش وي48 في طبقة واحدة من النسل ، ثم التعليم والتربية الدينيان يصلحان الطبقات الآتية بإنشائها على الدين الفطري وكلمة التوحيد طوعا.
وأما ما ذكروه : ان سائر الانبياء جروا على مجرد الدعوة والهداية فقط فالتاريخ الموجود من حياتهم يدل على عدم اتساع نطاقهم بحيث يجوز لهم القيام بالقتال كنوح وهود وصالح ( عليهم السلام ) فقد كان أحاط بهم القهر والسلطنة من كل جانب ، وكذلك كان عيسى ( عليه السلام ) أيام إقامته بين الناس واشتغاله بالدعوة وإنما انتشرت دعوته وقبلت حجته في زمان طر والنسخ على شريعته وكان ذلك أيام طلوع الاسلام.
على أن جمعا من الانبياء قاتلوا في سبيل الله تعالى كما تقصه التوراة ، والقرآن يذكر طرفا منه ، قال تعالى : « وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين » آل عمران ـ 147 ، وقال تعالى ـ يقص دعوة موسى قومه إلى قتال العمالقة ـ :


--------------------------------------------------------------------------------

(69)
« وإذ قال موسى لقومه ، إلى أن قال : يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين إلى أن قال تعالى : قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ماداموا فيها فأذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون » المائدة ـ 24 ، وقال تعالى : « ألم تر إلى الملا من بني إسرائيل إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله » البقرة ـ 246 ، إلى آخر قصة طالوت وجالوت.
وقال تعالى في قصة سليمان وملكة سبأ : « ألا تعلوا على وأتوني مسلمين » ـ إلى أن قال تعالى ـ : « ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذله وهم صاغرون » النمل ـ 37 ، ولم يكن هذا الذي كان يهددهم بها بقوله : فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها « إلخ » إلا قتالا ابتدائيا عن دعوة ابتدائية.


( بحث اجتماعي )
لاريب أن الاجتماع أينما وجد كاجتماع نوع الانسان وسائر الاجتماعات المختلفة النوعية التي نشاهدها في أنواع من الحيوان فإنما هو مبني على أساس الاحتياج الفطري الموجود فيها الذي يراد به حفظ الوجود والبقاء.
وكما أن الفطرة والجبلة اعطتها حق التصرف في كل ما تنتفع بها في حياتها من حفظ الوجود والبقاء كالانسان يتصرف في الجماد والنبات والحيوان حتى في الانسان بأي وسيلة ممكنة فيرى لنفسه حقا في ذلك وإن زاحم حقوق غيره من الحيوان وكمال غيره من النبات والجماد ، وكأنواع الحيوان في تصرفاتها في غيرها وإذعانها بأن لها حقا في ذلك كذلك أعطتها حق الدفاع عن حقوقها المشروعة لها بحسب فطرتها إذ كان لا يتم حق التصرف بدون حق الدفاع فالدار دار التزاحم ، والناموس ناموس التنازع في البقاء ، فكل نوع يحفظ وجوده وبقائه بالشعور والحركة يرى لنفسه حق الدفاع عن حقوقه بالفطرة ويذعن بأن ذلك مباح له كما يذعن بإباحه تصرفه المذكور ، ويدل على ذلك ما نشاهده في أنواع الحيوان : من انها تتوسل عند التنازع بأدواتها البدنية الصالحة لان تستعمل في الدفاع كالقرون والانياب والمخالب والاظلاف والشوك والمنقار وغير ذلك ، وبعضها الذي لم يتسلح بشيء من هذه الاسلحة الطبيعية القوية


--------------------------------------------------------------------------------

(70)
تستريح إلى الفرار إو الاستتار اوالخمود كبعض الصيد والسلحفاة وبعض الحشرات ، وبعضها الذي يقدر على إعمال الحيل والمكائد ربما اخذ بها في الدفاع كالقرد والدب والثعلب وأمثالها.
والانسان من بين بالشعور الفكري الذي يقدر به على استخدام غيره في سبيل الدفاع كما يقدر عليه في سبيل التصرف للانتفاع ، وله فطرة كسائر الانواع ، ولفطرته قضاوة وحكم ، ومن حكمها أن للانسان حقا في التصرف ، وحقا في الدفاع عن حقه الفطري ، وهذا الحق الذي يذعن به الانسان بفطرته هو الذي يبعثه نحو المقاتلة والمقارعة في جميع الموارد التي يهم بها فيها في الاجتماع الانساني دون حكم الاستخدام الذي يحكم به حكما اوليا فطريا فيستخدم به كل ما يمكنه ان يستخدمه في طريق منافعه الحيوية فإن هذا الحكم معدل بالاجتماع إذ الانسان إذا احس بحاجته إلى استخدام غيره من بني نوعه ثم علم بأن سائر الافراد من نوعه أمثاله في الحاجة اضطر إلى المصالحة والموافقة على التمدن والعدل الاجتماعي بأن يخدم غيره بمقدار ما يستخدم غيره حسب ما يزنه الاحتياج بميزانه ويعدله الاجتماع بتعديله.
ومن هنا يعلم : ان الانسان لا يستند في شيء من مقاتلاته إلى حكم الاستخدام والاستعباد المطلق الذي يذعن به في أول أمره فإن هذا حكم مطلق نسخه الانسان بنفسه عند أول وروده في الاجتماع واعترف بإنه لا ينبغي أن يتصرف في منافع غيره إلا بمقدار يؤتي غيره من منافع نفسه ، بل إنما يستند في ذلك إلى حق الدفاع عن حقوقه في منافعه فيفرض لنفسه حقا ثم يشاهد تضييعه فينهض إلى الدفاع عنه.
فكل قتال دفاع في الحقيقة حتى أن الفاتحين من الملوك والمتغلبين من الدول يفرضون لانفسهم نوعا من الحق كحق الحاكمية ولياقة التأمر على غيرهم أو عسرة في المعاش أو مضيقة في الارض أو غير ذلك فيعتذرون بذلك في مهاجمتهم على الناس وسفك الدماء وفساد الارض وإهلاك الحرث والنسل.
فقد تبين : أن الدفاع عن حقوق الانسانية حق مشروع فطري مباح الاستيفاء للانسان نعم لما كان هذا حقا مطلوبا لغيره لا لنفسه يجب أن يوازن بما للغير من الاهميه فلا يقدم على الدفاع إلا إذا كان ما يفوت الانسان بالدفاع من المنافع هو دون الحق


--------------------------------------------------------------------------------

(71)
الضائع المستنقذ في الاهمية الحيوية ، وقد أثبت القرآن أن أهم حقوق الانسانية هو التوحيد والقوانين الدينية المبنية عليه كما أن عقلاء الاجتماع الانساني على أن أهم حقوقها هو حق الحياة تحت القوانين الحاكمة على المجتمع الانساني التي تحفظ منافع الافراد في حياتهم.
( بحث روائي )
في المجمع عن ابن عباس في قوله تعالى : « وقاتلوا في سبيل الله » الآية ، نزلت هذه الآية في صلح الحديبية وذلك أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما خرج هو وأصحابه في العام الذي أرادوا فيه العمرة وكانوا ألفا واربعمأه فساروا حتى نزلوا الحديبية فصدهم المشركون عن البيت الحرام فنحروا الهدى بالحديبية ثم صالحهم المشركون على أن يرجع من عامه ويعود العام القابل ويخلو له مكة ثلاثة أيام فيطوف بالبيت ويفعل ما يشاء فرجع إلى المدينة من فوره فلما كان العام المقبل تجهز النبي وأصحابه لعمرة القضاء وخافوا أن لا تفي لهم قريش بذلك وأن يصدوهم عن البيت الحرام ويقاتلوهم ، وكره رسول الله قتالهم في الشهر احرام في الحرم فأنزل الله هذه الآية.
أقول : وروي هذا المعنى في الدر المنثور بطرق عن ابن عباس وغيره.
وفي المجمع أيضا عن الربيع بن أنس وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم هذه أول آية نزلت في القتال فلما نزلت كان رسول الله يقاتل من قاتله ويكف عمن كف عنه حتى نزلت : « اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم فنسخت هذه » الآية.
أقول : وهذا اجتهاد منهما وقد عرفت أن الآية غير ناسخة للآية بل هو من قبيل تعميم الحكم بعد خصوصه.
وفي المجمع في قوله تعالى : واقتلوهم حيث ثقفتموهم الآية نزلت في سبب رجل من الصحابة قتل رجلا من الكفار في الشهر الحرام فعابوا المؤمنين بذلك فبين الله سبحانه : أن الفتنة في الدين ـ وهو الشرك ـ إعظم من قتل المشركين في الشهر الحرام وإن كان غير جائز.


--------------------------------------------------------------------------------

(72)
اقول : وقد عرفت : ان ظاهر وحدة السياق في الآيات الشريفة انها نزلت دفعة واحدة.
وفي الدر المنثور في قوله تعالى : « وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة » الآية ، بطرق عن قتادة ، قال : وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة أي شرك ويكون الدين لله. قال : حتى يقال : لا إله إلا الله ، عليها قاتل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، واليها دعا ، وذكر لنا : ان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يقول : إن الله أمرني ان أقاتل الناس حتى : يقولوا : لا إله إلا الله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين ، قال : وإن الظالم الذي أبى أن يقول لا إله إلا الله يقاتل حتى يقول : لا إله إلا الله.
اقول : قوله : وإن الظالم من قول قتادة ، استفاد ذلك من قول النبي وهي استفادة حسنة ، وروي نظير ذلك عن عكرمة
وفي الدر المنثور أيضا أخرج البخاري وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عمر : إنه أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقالا : إن الناس صنعوا وأنت ابن عمر وصاحب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فما يمنعك ان تخرج؟ قال : يمنعني : أن الله حرم دم أخي : قالا : ألم يقل الله : وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة؟ قال : قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله وأنتم تريدون ان تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله.
اقول : وقد أخطأ في معنى الفتنة وأخطأ السائلان ، وقد مر بيانه ، وانما المورد من مصاديق الفساد في الارض أو الاقتتال عن بغي ولا يجوز للمؤمنين أن يسكتوا فيه.
وفي المجمع في قوله تعالى : وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة الآية ، قال أي شرك ، قال : وهو المروي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ).
وفي تفسير العياشي في قوله تعالى : الشهر الحرام بالشهر الحرام ، عن العلاء بن الفضيل ، قال : سئلته عن المشركين أيبتدئهم المسلمون بالقتال في الشهر الحرام؟ قال إذا كان المشركون ابتدئوهم باستحلاهم ، ـ رأى المسلمون بما انهم يظهرون عليهم فيه ، وذلك قوله : الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص.


--------------------------------------------------------------------------------

(73)
وفي الدر المنثور أخرج أحمد وابن جرير والنحاس في ناسخه عن جابر بن عبد الله قال : لم يكن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يغزو في الشهر الحرام حتى يغزى ، ويغزو فإذا حضره قام حتى ينسلخ
وفي الكافي عن معاوية بن عمار قال : سئلت أبا عبد الله عن رجل قتل رجلا في الحل ثم دخل الحرم فقال( عليه السلام ) لا يقتل ولا يطعم ولا يسقى ولا يبايع حتى يخرج من الحرم فيقام عليه الحد قال قلت : فما تقول في رجل قتل في الحرم أو سرق؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقام عليه الحد في الحرم لانه لم ير للحرم حرمة ، وقد قال الله : عز وجل : « فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم » ـ فقال هذا هو في الحرم فقال لا عدوان إلا على الظالمين.
وفي الكافي عن الصادق ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكه ، قال : لوان رجلا أنفق ما في يديه في سبيل الله ما كان أحسن ولا وفق ، أليس الله يقول : « ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين » ، يعني المقتصدين !
وروى الصدوق عن ثابت بن أنس ، قال : قال رسول الله : طاعة السلطان واجبة ، ومن ترك طاعة السلطان فقد ترك طاعة الله ، ودخل في نهيه يقول الله : ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة
وفي الدر المنثور بطرق كثيرة عن أسلم أبي عمران ، قال كنا بالقسطنطينية ، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر ، وعلى أهل الشام فضالة بن عبيد فخرج صف عظيم من الروم فصففنا لهم فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم فصاح الناس فقالوا سبحان الله : يلقي بيديه إلى التهلكة ، فقام أبو أيوب ، صاحب رسول الله : فقال : يا أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية هذا التأويل وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الانصار ، إنا لما أعز الله دينه وكثر ناصروه قال بعضنا لبعض سرا دون رسول الله إن أموالنا قد ضاعت وإن الله قد اعز الاسلام وكثر ناصروه فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع فيها فأنزل الله على نبيه ، يرد علينا ما قلنا : وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة فكانت التهلكة الاقامة في الاموال وإصلاحها وتركنا


--------------------------------------------------------------------------------

(74)
الغزو.
اقول : واختلاف الروايات كما ترى في معنى الآية يؤيد ما ذكرناه : أن الآية مطلقة تشمل جانبي الافراط والتفريط في الانفاق جميعا بل تعم الانفاق وغيره.
وأتموا لحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى ولا تحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعملوا أن الله شديد العقاب ـ 196. الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الالباب ـ 197 ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فأذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هديكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين ـ 198. ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ـ 199. فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آبائكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وماله في الآخرة من خلاق ـ 200. ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ـ 201. أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله


--------------------------------------------------------------------------------

(75)
سريع الحساب ـ 202. فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون ـ 203.
( بيان )
نزلت الآيات في حجة الوداع ، آخر حجة حجها رسول الله ، وفيها تشريع حج التمتع.
قوله تعالى : « وأتموا الحج والعمرة لله » ، تمام الشئ هو الجزء الذي بانضمامه إلى سائر أجزاء الشئ يكون الشئ هو هو ، ويترتب عليه آثاره المطلوبة منه فالاتمام هو ضم تمام الشئ إليه بعد الشروع في بعض أجزائه ، والكمال هو حال أو وصف أو أمر إذا وجده الشئ ترتب عليه من الاثر بعد تمامه ما لا يترتب عليه لو لا الكمال ، فانضمام أجزاء الانسان بعضها إلى بعض هو تمامه ، وكونه إنسانا عالما أو شجاعا أو عفيفا كماله ، وربما يستعمل التمام مقام الكمال بالاستعارة بدعوى كون الوصف الزائد على الشئ داخلا فيه اهتماما بأمره وشأنه ، والمراد بإتمام الحج والعمرة هو المعنى الاول الحقيقي والدليل عليه قوله تعالى بعده : فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى ، فإن ذلك تفريع على التمام بمعنى إيصال العمل إلى آخر أجزائه وضمه إلى أجزائه الماتي بها بعد الشروع ولا معنى يصحح تفريعه على الاتمام بمعنى الاكمال وهو ظاهر.
والحج هو العمل المعروف بين المسلمين الذي شرعه إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) وكان بعده بين العرب ثم أمضاه الله سبحانه لهذه الامة شريعة باقية إلى يوم القيامة.
ويبتدي هذا العمل بالاحرام والوقوف في العرفات ثم المشعر الحرام ، وفيها التضحية بمنى ورمى الجمرات الثلاث والطواف وصلاته والسعي بين الصفا والمروة وفيها أمور مفروضة أخر ، وهو على ثلاثة أقسام : حج الافراد ، وحج القران ، وحج التمتع الذي شرعه الله في آخر عهد رسول الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shadow
عضو vip
عضو vip
shadow


ذكر
عدد المساهمات : 3980
نقاط : 3981
تاريخ التسجيل : 11/12/2014
العمر : 26

الجهاد الذى يأمر به القرآن : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجهاد الذى يأمر به القرآن :   الجهاد الذى يأمر به القرآن : Emptyالأربعاء 10 يوليو 2019 - 9:55

جزاك الله خيراً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الجهاد الذى يأمر به القرآن :
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حقيقة البحر المسجور الذى ذكر فى القرآن
» نصائح وتوجيهات لمعلم القرآن الكريم,آداب القرآن,معلم القرآن الكريم
» علوم القرآن الكريم وفضل قراءة القرآن
» علوم القرآن الكريم وفضل قراءة القرآن
» الجهاد الحقيقي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شنواى  :: القسم العام والإسلامى :: المكتبــة الإسلاميـــة-
انتقل الى: