عدد المساهمات : 294 نقاط : 904 تاريخ التسجيل : 17/12/2009
موضوع: سفيــــنة النجـــــــــــــاة...... الأربعاء 27 يناير 2010 - 15:35
إذا رأيت ابنك يرمي نفسه في النار ماموقفك في هذه الحالة أمن العقل أن تقف صامتا لاتحرك ساكنا وتجعل ابنك يحترق أم أنك تهب لإنقاذه .. كذلك هي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالوالد الذي يوجه أبناءه لما فيه خير وصلاح لهم وإن كان هؤلاء الأبناء لايدركون ذلك ...
تقوم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بواجب عظيم جميعنا مطالبين به ليس فقط هم ولكننا تقاعسنا عن ذلك الواجب وبعدنا عن قوله تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) .
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة فرضها الله عز وجل في كتابه ولكن تهاون كثير من الناس في تلك الفريضة لا بل هناك من يحارب دور الهيئة ويتتبع زلاتها ويخفي ماتقوم به من دور عظيم في إصلاح المجتمع فتلك الفئة سيطر الشيطان على تفكيرهم فلا مانع لديهم من انتشار الفساد والرذيلة في المجتمع فذلك يلبي شهواته ونزواته هداهم الله للحق ..
يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله حول أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأثره الاجتماعي على الفرد والمجتمع : " إن موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موضوع عظيم جدير بالعناية لأن فيه تحقيق مصلحة الأمة ونجاتها، وفي إهماله الخطر العظيم والفساد الكبير واختفاء الفضائل وظهور الرذائل". :: :: عجيب أمر هؤلاء الذين يريدون إلغاء دور الهيئة ويعتبرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تدخل في الخصوصية للفرد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ في الحديث الصحيح : [size=16]( لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ،[/size] [size=16]أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم )[/size]
وهنا نذكر قصة لعبد الرحمن صالح العشماوي وهي قصة يرويها رجل يحلو له أن يوصف بأنه (ليبرالي) فيقول: كنت ذات يوم مرتبطاً بموعد في مقر عملي، وكان الأهل في ذلك اليوم بحاجة إلى شراء بعض الأغراض من السوق بعد انقطاع عنه دام أسابيع، وكان السائق - ذلك اليوم - غائباً، والأولاد خارج المدينة الكبيرة التي تبتلع سياراتنا وأوقاتنا مشاويرها الطويلة المفعمة بالزحام.
قال: ذهبت بزوجتي وبناتي إلى السوق، وانطلقت إلى مقر عملي، وحدّدنا ساعتين كاملتين صافيتين لا يدخل فيهما وقت صلاة المغرب وصلاة العشاء.
وكنت حينما وضعت الأهل أمام بوابة السوق أرى شابين ملتحيين، أحدهما بعباءة سوداء، والآخر بعباءة بنية اللون يتميزان بقصر ثوبيهما وعباءتيهما ومعهما جندي يرتدي بدلته العسكرية، قال: فحركت شفتي تعبيراً عن التضايق منهما، وقلت في نفسي: إلى متى تبقى هذه الهيئة بهذه الصورة التي تدل على خللٍ في فهم معنى حرية الناس، وانتظرت قليلاً حتى غاصت زوجتي وبناتي في زحام السوق، ورأيت أثناء هذه الوقفة القصيرة واحداً من رجال الهيئة ينطلق مسرعاً صوب ثلاثة من الشباب، ويستوقفهم متحدثاً إليهم بصورة فيها أمرٌ وإلزامٌ كما بدا لي، وإشارة واضحة من يده اليمنى تأمرهم بمغادرة السوق، وكنت أتأمّل الفرق بينه وبين الشباب الثلاثة في اللباس فبدا لي الفرق واضحاً بين طول ثيابهم وقصر ثوبه، وضيق ثيابهم وثوبه الفضفاض مع عباءته البنيّة، وبين عمامته البيضاء الناصعة المتحررة من سيطرة العقال، ومن جفاف (النَّشا) الذي رسم على جباه الشباب الثلاثة زاوية حادة لأشمغتهم.
قال راوي القصة: فزاد حنقي على رجل الهيئة، وقلت في نفسي: هذا والله هو التدخّل السافر في حريات الآخرين، ثم انطلقت بعد ذلك ذاهباً إلى موعدي في مقر عملي، وكان أول ما تحدثت به مع زملائي في الاجتماع التعبير عن حنقي على ما رأيت من رجل الهيئة، وكان تعبيراً ممزوجاً بسخرية منه لا تخفى على أحد، وعارضني معظم الزملاء، ولولا حرصنا على إنهاء العمل الذي اجتمعنا من أجله لتحولت جلستنا إلى جدالٍ يمكن أن يوصف بأنه جدال عقيم، وقال أحدهم: يا فلان، لو أنّ أهلك - لا سمح الله - تعرضوا لأذى أولئك الشباب المتسكّعين لكان لك في الهيئة رأي آخر. وبدا لي أن تباين وجهات النظر بيننا لن يتيح مجالاً للتفاهم.
قال: لا أكتمكم أنني لم أكن إيجابياً في ذلك الاجتماع، فقد ذهب بي ذهني إلى شوارع لندن وأسواقها التي يمشي فيها الناس بحرية كاملة دون خوف من رجال هيئة ولا غيرها، مع أن صورة من صور قبض رجال الأمن في أحد أسواق لندن على شابٍ عربي أمام عيني لم تغب عن بالي، ولكنها صورة طبيعية في نظري، حيث يقوم رجل الأمن بواجبه هناك، أما رجل الهيئة هنا فهو يتدخل في خصوصيات الآخرين، ولا أكتمكم أن عقلي قال لي بسرعة: وما الفرق بين الصورتين، ولماذا استحسنت ما فعل رجل الأمن في سوق لندن، واستقبحت ما فعل رجل الهيئة في سوق الرياض؟!، ولكنني طردت هذا السؤال مباشرة، ولم أسمح له أن يعكر عليّ أجواء موقفي السلبي من هيئة الأمر بالمعروف ورجالها.
قال راوي القصة: وبعد أن شارف اجتماع العمل على الانتهاء جاءتني رسالة على جوّالي من زوجتي تتضمن كلمتين فقط: تعال بسرعة. لقد شعرت أنها عبارة استغاثة، وقلت في نفسي مباشرة: لقد ضايقتهم الهيئة - بلا شك - وبرزت في ذهني صورة رجل الهيئة صاحب العباءة البنية الذي أصدر أوامره للشباب الثلاثة بمغادرة السوق، وتخيّلته وهو يشير بيده اليمنى ذاتها طارداً زوجتي وبناتي من السوق، وانطلقت وأنا أردد من العبارات الحانقة في رجال الهيئة ما لا يمكن أن أذكره لأحد.
وصلت إلى السوق فوجدت زوجتي وبناتي واقفات، ورأيت رجلي الهيئة والجندي واقفين، وهممت أن أنزل من سيارتي لأعبر لهما عن موقفي الرافض لوجودهما في هذا المكان، ولكنني تماسكت، وغادرت المكان مع زوجتي وبناتي متسائلاً: لماذا لا أرى لديكن أغراضاً، من المؤكد أن الهيئة قد حالت بينكن وبين ذلك؟! وفوجئت بزوجتي تقول: لا والله إلا بارك الله في هيئة الأمر بالمعروف ورجالها، وجزى الله دولتنا خير الجزاء على دعمهم، ولو كان الأمر أمري لوسّعت دائرة عملهم، وزدت عددهم.
لقد كان كلام زوجتي صدمة عنيفة لي، فهي لا تقل - في موقفها الذي أعرفه - حنقاً على الهيئة مني، فماذا حصل؟ قالت: يا حسرتي على الشباب الضائع المتسكّع الذي لا شغل له إلا إيذاء النساء في الأسواق، وروت لي ما حدث من شابين لازما أهلي كالظل بصورة مقزّزة داخل السوق - حسب تعبير زوجتي - وقالا من عبارات المغازلة البذيئة، والدعوة إلى الخروج من السوق معهما ما لا يمكن أن يصدر من إنسان ذي تربية إسلامية صحيحة، وقد ظلّ الأمر كذلك حتى أشرق لهم وجه رجل الهيئة، حيث استنجدت به زوجتي، فانخذل الشابان أمامه، وأخذهما معه خارج السوق.
قلت لها وقد هدأت نفسي: أتنسين مدحك لبعض الأسواق التي لا وجود للهيئة فيها؟ قالت: بعد هذه الليلة أتمنّى أن أراهم في كل سوق، فهم رجال أمنٍ رسميون لهم مهابتهم في نفوس المتسكّعين. قال راوي القصة: بلعت ريقي في تلك اللحظة وران عليّ الصمت.
هنا إمرأة روسية أسلمت وغطت وجهها وإسمعي ما حصل لها
أشرف على
admin
عدد المساهمات : 27639 نقاط : 60776 تاريخ التسجيل : 04/09/2009 الموقع : http://elawa2l.com/vb