بسم الله الرحمن الرحيم
آداب حضور المرأة المسلمة إلى المسجد
رب العالمين, و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين.
أختي المسلمة نهدي إليك هذه الرسالة التي تحمل في طياتها بعض الآداب التي يحسن بالمسلمة أن تلتزم بها عند حضورها إلى المسجد نرجو أن تلقى لديك القبول و هي:
أولا: عند الدخول إلى المسجد:
تقدم المسلمة رجلها اليمنى و تقول ال
المأثور:
( أعوذ بالله العظيم, و بوجهه الكريم, و سلطانه القديم, من الشيطان الرجيم).
سنن أبي داود, صحيح الجامع برقم 4591
(بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله, اللهم افتح لي أبواب رحمتك)
سنن أبي داود 1\126 , صحيح مسلم, 1\494.
ثانيا: إذا وصلت إلى حيث تجلس في المسجد:
تسلم بصوت يسمعه القريب منها, و لا تجلس حتى تصلي ركعتين لقوله صلى الله عليه و سلم:( إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس).
صحيح البخاري ح 425 كتاب الصلاة.
ثالثا : احترام المسجد و عدم العبث بما فيه أو رمي الأقذار و الأوساخ فيه
بل الواجب العناية به و تنظيفه أكثر من بيوتنا فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم ( أمر ببناء المساجد في الدور و أمر بها أن تنظف و تطيب).
و المراد بالدور مجموعة المساكن و ما يسمى اليوم بالحارات.
رابعا: تسوية الصفوف و سد الفرج:
و من النساء من لا تهتم لهذا الأمر و لا تعطيه أهمية و تبدو صفوف النساء متعرجة و متفككة و كأن الأمر في ذلك مقتصر على الرجال دون النساء.
قال صلى الله عليه و سلم( ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ فقال بعض الصحابة يا رسول الله و كيف تصف الملائكة عند ربهم؟ قال يتمون الصف الأول فالأول و يتراصون في الصف)
سنن النسائي ح (807), كتاب الإمامة.
كما أن هناك من النساء من تصلي منفردة خلف الصف و قد نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك.
خامسا عدم التشويش و رفع الصوت :
و يحدث التشويش من قبل بعض النساء بالحديث فيما لا ينبغي من أمور الدنيا و ربما كانت هذه الأحاديث فيها غيبة و نميمة و هذا مما يجب الحذر منه لأنه منهي عنه في الشرع.
و كما تحدث بعض النساء تشويشا بإحضار الأطفال الرضع أو صغار السن الذين لا يلتزمون بآداب المسجد و يزعجون المصليات كما أن بعضهن تزعج أخواتها بنفسها و ذلك بما يعرف بالزغردة أو الصراخ و هذا كله لا يجوزو هو من الأمور المنهي عنها.
سئل الشيخ صالح الفوزان عن حكم الزغرطة (الت
ش) و هو الصوت الذي تطلقه المرأة عند الفرح؟
فأجاب:" لا يجوز للمرأة رفع صوتها بحضرة الرجال لأن صوتها فتنة, لا بالزغرطة, و لا غيرها, ثم إن الزغرطة ليست معروفة عند كثير من المسلمين لا قديما ولا حديثا, فهي من العادات السيئة التي ينبغي تركها و لما تدل عليه من قلة الحياء".
و لا شك أن رفع الصوت و الزغردة من بعض النساء من المنكرات لو وقع في سوق أو شارع و حتى في بيتها لو سمعها الرجال الأجانب فكيف بمسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فاحذري أيتها الأخت المسلمة الوقوع في ذلك و انهي من تفعله من الجاهلات.
و من الأمور التي يجب الإلتزام بها التوجه بال
إلى الله عز و جل و عدم
النبي صلى الله عليه و سلم و سؤاله الحاجات لأن ذلك غير جائز قال تعالى: ( و أن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا).
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم و هل هناك أدلة على تحريمه؟
فأجاب: التوسل ب
النبي صلى الله عليه و سلم بعد موته و الاستغاثة به و طلبه النصر على الأعداء و الشفاء للمرضى, فهذا من الشرك الأكبر : و هو من عمل عبدة الأوثان و كذلك فعل ذلك مع غيره من الأنبياء و الأولياء و الجن أو الملائكة أو الأشجار أو الأحجار أو الأصنام.
وهناك نوع ثان لا يجوز أيضا مثل أن يقول الإنسان أسألك يا الله بنبيك محمد صلى الله عليه و سلم بجاهه أو بحقه أو بذاته أو جاه الأنبياء أو الأولياء و الصالحين و أمثال ذلك فهذه بدعة و من وسائل الشرك و لا يجوز فعله معه صلى الله عليه و سلم و لا مع غيره, لأن الله سبحانه و تعالى لم يشرع ذلك و العبادات توقيفية لا يجوز منها إلا ما دل عليه الشرع المطهر.
و أما توسل الأعمى به في حياته صلى الله عليه و سلم فهو توسل به صلى الله عليه و سلم ليدعو له و يشفع له إلى الله في إعادة بصره إليه, و ليس توسل بالذات أو الجاه أو الحق كما أوضح ذلك علماء السنة في شرح الحديث و هذا حكمه جائز مع النبي صلى الله عليه و سلم لما كان حيا, كما يجوز مع غيره من الأحياء كأن تقول لأخيك أو أبيك أو من تظن فيه الخير: ادع الله أن يشفيني من مرضي أو يرد علي بصري أو برزقني الذرية الصالحة أو نحو ذلك بإجماع أهل العلم.
سئل الشيخ صالح الفوزان : تتعمد بعض النساء حين يحضرن إلى المسجد الحديث مع بعضهن في أمور خارج العبادة و أحيانا لا ينهين حديثهن إلا عند ركوع الإمام, فما الحكم؟
فأجاب: من حضر في المسجد من الرجال و النساء فإنه يراعي حرمة المسجد و حرمة العبادة, فلا يخوض في حديث الدنيا,. لأن ذلك يسيء إلى المسجد , و يشغل عن العبادة و يفوت الفرصة على المسلم في هذا المكان الطاهر.
و من باب أولى لا يجوز الإنشغال بالحديث عن الدخول في الصلاة مع الإمام من أولها لأن هذا يفوت فضل تكبيرة الإحرام, ويعرض الركعة للفوات, و يشوش على الإمام و المصلين.