لماذا احساس عدم الشعور بفرحة مصر علي المستوي الرسمي لفوز
عالم مصري بأعلي وسام أمريكي في العلوم سلمه إليه الرئيس بوش
الأسبوع الماضي في احتفال بالبيت الأبيض؟ والبروفيسور مصطفي
السيد تشير إليه مختلف المراجع العالمية بوصف المصري الأمريكي
من مواليد زفتي (8 مايو1933) وخريج علوم عين شمس1953
وقد تنقل باحثا في أكبر جامعات ومعاهد أمريكا وهو حاليا صاحب
مكانة علمية رفيعة في معهد جورجيا للتكنولوجيا.
وقد جاء في حيثيات الجائزة المهداة إليه أنه أسهم في فهم الخصائص
الإلكترونية والبصرية للمواد النانوية.. ومن خلال ذلك اكتشف وفريق
البحث الكبير الذي يرأسه ــ ومن بين أفراده إبنه إيفان ــ خاصية الضوء الذي
يعكسه الذهب عند سقوطه عليه وتشتيته بطريقة مكنته بالليزر وعلم النانو
تحويل جزء من هذا الضوء المشتت إلي حرارة تتجه إلي الخلايا السرطانية
في الجسم وتلتصق بها وتقضي عليها وحدها دون أن تؤثر علي باقي
الخلايا التي تضعف مناعتها كما يحدث في وسائل العلاج المعروفة حاليا.
وهذا البحث الذي نجحت نتائجه علي الحيوان في سرطان الجلد وينتقل
قريبا إلي الإنسان ويعد ثورة في علاج السرطان ألا يستحق احتفاء
مصر به الاحتفاء الواجب رسميا وتليفزيونيا وأن يبعث إليه المسئولون
ببرقيات التقدير لعمل يتجاوز تأثيره وخلوده هدفا سجله أي لاعب؟
هل لأنه يحمل الجنسية الأمريكية؟ هل تنكر لمصريته ونحن
لانعرف ومن حقنا أن نعرف؟ أم لأنه عمل في هدوء
في معمله بعيدا عن صخب اللقاءات الفضائية؟
لقد سمعت لأول مرة باسم الدكتور مصطفي السيد عندما أعلن
البيت الأبيض ترتيبات منحه الجائزة الرفيعة التي تبشر بانضمام
مصري آخر إلي قافلة نوبل التي سبقه إليها أنور السادات ونجيب
محفوظ وأحمد زويل ومحمد البرادعي.. عالم مصري بجد يرأس من
24 سنة تحرير مجلة علوم الكيمياء الطبيعية أهم المجلات العلمية
في العالم وقد حصل علي جائزة الملك فيصل للعلوم عام 1990
والعديد من الجوائز الأكاديمية العلمية.
بالبروفيسور مصطفي
السيد العالم المصري رغم أمريكيته الذي يستحق كل تقدير.