بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
وبعد :
الريب هو الشيك وعدم اليقين و اللا ريب هو عدم الشك واليقين , فذكر الله تعالى في كتابه الكريم كلمة لا ريب (14) مرة , وخص بها القرآن الكريم ويوم القيامة والموت , فذكر أن هذه الثلاث لا ريب فيها , أي لا يجوز لأي بشر أن يشك فيها فالقرآن الكريم منزل من عند الله تعالى فكيف يشك فيه المتشككون , ويوم القيامة هو يوم الحساب للخلائق جميعها فيدخل الصالحون للجنة ويدخل الطالحون للنار والموت كيف نشك فيه وهو يلاحقنا من كل مكان وفي كل وقت , وما القبور التي تحفر كل يوم ليسجى فيها من يسجى ثم تقفل و تردم إلا الموت , فكيف نشك فيه وهو حق والساعة حق وكتاب الله حق .
وهي كما ذكرت بكتاب الله تعالى :
فقد ذكر : أن القرآن الكريم لا ريب فيه في (3) مواضع .
وذكر: أن يوم القيامة لا ريب فيه في (10) مواضع .
وذكر: أن الموت لا ريب فيه في موضع واحد (1) .
نبتهل إلى الله تعالى أن يتقبل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم , وأن يثبتنا على الدين الحق وأن يحسن خاتمتنا , آمين يارب العالمين , إنك سميع مجيب .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
معد الكتاب
أبو إسلام أحمد بن علي
1- القرآن الكريم لا ريب فيه
قال الله تعالى :
الم {1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ {2} البقرة
وقال تعالى :
{وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }يونس37
وقال تعالى :
{تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }السجدة2
التوضيح :
الكتاب هو القرآن الكريم , والريب هو الشك , ومعنى الكلام هنا أن هذا الكتاب هو القرآن الكريم الذي لا شك فيه من أنه أنزل من عند الله تعالى , وكيف يكون فيه ريب أو شك ؛ ودلالة الصدق و اليقين كامنة في أوله , ظاهرة في عجزهم عن صياغة مثله , من مثل هذه الأحرف المتداولة بينهم , المعروفة لهم من لغتهم ؟ وقال بعضهم هذا خبر ومعناه النهي , فلا يصح أن يرتاب فيه أحد لوضوحه, ينتفع به المتقون بالعلم النافع والعمل الصالح وهم الذين يخافون الله, ويتبعون أحكامه.
وما كان يمكن لأحد أن يأتي بهذا القرآن مِن عند غير الله, لأنه لا يقدر على ذلك أحد من الخلق, ولكن الله أنزله مصدِّقا للكتب التي أنزلها على أنبيائه; لأن دين الله واحد, وفي هذا القرآن بيان وتفصيل لما شرعه الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم, لا شك في أن هذا القرآن موحىً من رب العالمين.
و هذا القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم لا شك أنه منزل من عند الله، رب الخلائق أجمعين.
وقد أسلم أحد الكفار العقلاء حين قرأ في أول سورة البقرة {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } فقال أنه لا يوجد كتاب في العالم وضع كاتبه أن كتابه لا شك فيه و لا ريب فيه , ولا يوجد خطأ فيه , وذلك لأن أي كتاب ألفه صاحبه معرض لوقوع الخطأ فيه من وجود معلومات غير صائبة فيه أو نسيان أو زيادة أو نقص أو يكون معرضاً لأهواء معينة جعلته لأن لا يقول الحقيقة والصدق في كتابه فأوجد فيه الريبة والشك , إلا القرآن الكريم فهو[b]