مفكرة الإسلام: هي المعركة العظيمة التي دارت رحاها بين مسلمي غرناطة آخر معاقل الإسلام بالأندلس وبين القشتاليين الإسبان عند هضبة إلبيرة على مقربة من غرناطة، والتي انتهت بنصر كاسح للمسلمين أعادت ذكريات الانتصارات الأندلسية الخالدة مثل الزلاقة وإفراغة والأرك. وكان بنو الأحمر هم حكام مملكة غرناطة منذ سنة 635هـ، وقد انحصر الإسلام في ربوع الأندلس في هذه المملكة التي انحاز لها المسلمون من كل مكان، واعتمد حكام هذه المملكة على محالفة ومعاونة ملوك المغرب خاصة ملوك بني مرين الذين ورثوا المغرب بعد سقوط دولة الموحدين، وكان بنو مرين محبين للجهاد في سبيل الله، حالهم قريب الشبه بدولة المرابطين العظيمة، لذلك قويت العلائق بين بني مرين وبني الأحمر، وقام سلاطين بني مرين بالعبور عدة مرات لنجدة المسلمين بالأندلس، وأسسوا قاعدة ثابتة بغرناطة أطلقوا عليها مشيخة الغزاة وعهدوا بها للقائد العسكري الفذ «عثمان بن أبي العلاء» وهو القائد الذي سيقود جيش المسلمين في معركة إلبيرة. بعد أن حقق القشتاليون فوزًا مهمًا على المسلمين في معركة وادي فرتونة سنة 716هـ، فكروا في مهاجمة الجزيرة الخضراء والاستيلاء عليها ليحولوا دون وصول الإمدادات المغربية إلى الأندلس، ثم عدلوا عن ذلك وقرروا مهاجمة الحاضرة الإسلامية نفسها غرناطة، فأعد سلطان غرناطة أبو الوليد إسماعيل بن الأحمر جيشًا صغيرًا ولكنه من صفوة وخيرة المقاتلين، يقدر تعداده بسبعة آلاف على الأكثر يقودهم القائد المغربي «عثمان بن أبي العلاء» وفرقته المغربية. زحف القشتاليون الإسبان بجيش ضخم تقدره الروايات بثلاثين ألف مقاتل يقودهم الدون بيدرو ولي العهد ومعه العديد من الأمراء، إضافة لفرقة إنجليزية متطوعة جاءت لنصرة الصليب! وفي 20 ربيع الآخر 718هـ ـ 21 يونية 1318م التقى الجيشان رغم تفاوتهما الكبير، وأبدى المسلمون حماسة وحمية في القتال أنست الرائي الفرق الكبير بين الجيشين وظهرت نوادر البطولة والشجاعة لم ير مثلها منذ عصور بعيدة، وبعد معركة شديدة استمرت ثلاثة أيام أنزل الله عز وجل نصره على المؤمنين، وقتل قائد الجيش الإسباني الدون بيدرو، ووضعت جثته في تابوت على سور الحمراء تنويهًا بالنصر، وتخليدًا لذكرى المعركة وإذلالاً لأعداء الإسلام.